علي محمود خاجه

احمد السعدون Vs علي الراشد


«أقسم بالله لو أن الوزير اعترف بخطئه في قضية الإعلانات لوقفت ضد طرح الثقة». «لا تحولوا قضية المفقود حسين الفضالة إلى قضية سياسية، فهي قضية إنسانية بحتة». الاقتباس الأول لأقدم نواب المجلس النائب الفاضل أحمد السعدون في جلسة استجواب الوزير جابر الخالد… والثاني، للنائب الفاضل علي الراشد في ساحة الإرادة. لمن يقرأ أو يستمع إلى التصريحين بتجرد وموضوعية لا يدرك سوى أمر واحد، فالتصريح الأول، وأكرر بتجرد، لا يعني إلا أن قضية الإعلانات بالنسبة للسعدون ليست قضية مال عام بقدر ما هي اعتراف بالخطأ من الوزير لا أكثر ولا أقل، أي أن السعدون لم يهتم بالملايين الخمسة المهدرة. وحينما يواجَه مؤيدو السعدون بهذا التصريح يقابلونه بألف مبرر للمعاني المبطنة في التصريح، وهو أمر لا بأس به أبداً، وغير مرفوض. أما بالنسبة للتصريح الآخر للنائب علي الراشد فإنه، وبتجرد أيضاً، لا يعني سوى أمر واحد، وهو أن قضية المفقود حسين الفضالة هي قضية إنسانية بحتة تعنى بروح إنسان وقلق ذويه من فقدانه ولا داعي أبداً أن يتم تسييسها واستغلالها لتهديد وزير أو حكومة بأكلمها. إلا أن البعض يفسرها على أنها ارتماء من النائب علي الراشد في حضن الحكومة، وإنسلاخ من الراشد عن مبادئه التي بدأ بها مسيرته مع الانتخابات البرلمانية. أنا هنا لا أدافع عن النائب الفاضل علي الراشد ولا أهاجم النائب القدير أحمد السعدون، بقدر ما أشير إلى وضع بائس للأسف بات يقسّم النواب والشخصيات العامة وفق الأهواء لمجرد عدم إعجابنا بهؤلاء الأشخاص أو استيائنا من بعض المواقف. النائب أحمد السعدون يشكل ضلعاً من مثلث «التكتل الشعبي» المكون منه ومسلم البرّاك والعضو الجديد خالد الطاحوس، مع العلم أن النائب خالد الطاحوس هو أحد المنتخبين للمجلس عن طريق الانتخابات الفرعية المجرَّمة قانوناً، إلا أن هذا لم يثنِ النائب السعدون من الاستمرار في هذا التكتل والعمل جنباً إلى جنب مع الطاحوس، وعلى الرغم من هذا الأمر، فإن السعدون مازال يعتبر للأغلبية العظمى مدافعاً عن القانون ومحارباً لمخالفيه. في حين أن النائب علي الراشد، الذي أقر بأن أداءه أصبح أكثر هدوءاً وأقل شراسة في العامين الأخيرين تحديداً، إلا أنه في نظر الكثيرين بات انبطاحياً متخاذلاً حكومياً أكثر من الحكومة نفسها. لا يعنيني تصنيف الناس للنائبين وقرب البعض وبعد البعض الآخر، ولكن جلّ ما يؤلمني هو أن مسطرة التقييم لدينا تختلف باختلاف الشخوص، وهو ما يجعلنا نتقلص ونتقهقر شيئاً فشيئاً بحكم عزلنا ونبذنا للناس لمجرد اختلاف المواقف، وبعد ذلك ننادي بالديمقراطية وفن الاختلاف والحوار. – خارج نطاق التغطية: اتصال من زميل عزيز «يشره» فيه على معلومة توظيف أبناء قبيلة واحدة في مكتب الوزير بوزارة الكهرباء، وقد نفى هذا الزميل ما ذكرته، وبعد التحقق تأكد لي ما ذكره الزميل العزيز من أنه لا يوجد توظيف رسمي لأبناء القبيلة دون الآخرين، ولكن عدد موظفي المكتب مازال كبيراً، لذا فأنا أعتذر على المعلومة الخاطئة ومازلت متحفظاً على الأعداد الكبيرة في مكاتب الوزراء. 

سامي النصف

جذور الحرب الأهلية الكويتية (2)

ان ترك الخلافات ضمن المجتمعات الآمنة تكبر وتستفحل، ينتهي بأن تصبح اطرافها لا تطيق رؤية الآخر، لذا ما ان تقع حادثة بسيطة حتى تصبح اقرب لعود كبريت يرمى على حقل بارود، فيتفجر بركان الاحقاد الخافي وتشهد الشعوب المبتلاة حقبة جنون حقيقية تحفل بأحداث قتل وابادة وقطع رؤوس هي في العادة الاشنع في التاريخ الانساني.

وقد لاحظ علماء الاجتماع السياسي ان جميع القيم الانسانية تضعف وتقل قبيل او اثناء اشتعال الحروب الاهلية، فلا احترام للدول او لمؤسساتها الوطنية او للكبير او للجار، بل ان اول ما يقوم به الجار في تلك الحروب هو نحر عائلة جاره المنتمي للجماعة الاخرى كما تبدأ عمليات التهجير القسري والقصف العشوائي والتفجير الانتحاري بالتجمعات البشرية المنتمية للآخر الذي يجب ان يموت بشكل جماعي كي يحيا الطرف الأول.

وبعد سنوات من الجنون والقتل والحروب القائمة على الكراهية، تبدأ مقولات الانقسام والتشطير مثل: مادمنا لم نستطع تهجيرهم او القضاء عليهم جميعا فلماذا نشاطرهم الوطن؟ ولماذا لا ننشئ دولة جديدة تضمّنا نحن فقط على اراضينا تقوم على مبادئ الاصلاح والعدل والمساواة والرقي والتي توفر الثراء لجميع ابنائنا فـ «الآخر» دائما هو المسؤول عن الفساد والسرقة وتعطيل عجلة التنمية.. الخ؟

وضمن ثقافات الحروب الاهلية وتفعيل ايديولوجيا الكراهية والحقد، الاستحضار الخاطئ للتاريخ بهدف اعادة تشكيل عقول التابعين والمنضوين الذين يشبههم احد المختصين بأن عقولهم تضحي كالدار التي اغلقت ابوابها ونوافذها في وجه ما يقوله الآخر وفتحت كوة في سقفها لتتلقى فقط ما يقوله مسؤولوها الذين لو قالوا ان الشمس تشرق من الغرب لصدقهم الاتباع.

وللاعلام دور مؤثر في تلك الحروب الدامية الضارية بدءا من شعراء القبائل في عصور الجاهلية العربية او ممثلي المسارح المتنقلة في عهود حروب البروتستانت والكاثوليك ابان العصور الوسطى بأوروبا، او ما يأتي من الاذاعات ومحطات التلفزة «المؤدلجة» في الحروب الاهلية الحديثة، ويتساوى حامل الدكتوراه والامي في تصديق كل ما يأتي من وسائل الاعلام تلك دون مناقشة، فالحق كل الحق هو ما تقوله وسائل اعلام جماعتنا، والباطل كل الباطل هو ما تقوله وسائل الاعلام المعادية التابعة للشركاء في الوطن.

يتبقى ـ وهذا المهم ـ : اننا لا نعني بالمقال اننا على شفا حرب اهلية في الكويت، والعياذ بالله، الا ان علينا في المقابل ان نوقف على الفور عمليات تحريض بعضنا على بعض والتي تمتلئ بها الصحف ومنتديات الانترنت، وان نجرم عمليات نشر «ثقافة الكراهية» ضمن المجتمع الواحد وان نخلق عمليات انفراج واسعة في البلد، حيث قل ان ترى حضرا في دواوين ابناء القبائل والعكس بالطبع صحيح، ولا شك ان الحديث المتكرر عن التجنيس وازدواجية الجنسية مضر ولا يقل عنه ضررا الاستمرار في الانتخابات الفرعية المجرّمة التي يعلم الآخر انها تهدف الى اقصائه، والحديث ذو شجون، وحفظ الله الكويت واهلها من كل مكروه.

آخر محطة:

احد اخطاء اخوتنا العراقيين التي يجب ان نستفيد منها انهم لم يفعّلوا دور تنظيمات المجتمع المدني التي تضم دون تفرقة كل الوان الطيف الاجتماعي والسياسي العراقي. التخندقات القائمة هي اقرب للشرر الذي ان تجاهلناه كبر واحرق، وان «لحّقنا عليه» صغيرا سهل معالجته، ولم يفد النعامة قط اخفاؤها لرأسها في الحفرة.

احمد الصراف

مسملو القرن 21

لأتباع الديانات السماوية دور كبير في إراقة دماء الغير وبعضهم بعضا، ولكن ما شاهده العالم في السنوات الأخيرة من القرن الماضي، ومطلع القرن الحالي، من أحداث دموية التي كان للمسلمين نصيب فيها، أمر لا يمكن تصديقه، ويدل على ان الخلل العقلي الذي أصاب كثيرين منا، مسلمين وغير ذلك، يحتاج إلى التصدي له بعلاج طويل الأمد.
نكتب ذلك من واقعة تعرض سيدة مصرية مهاجرة للطعن بسكين حتى الموت في قاعة محكمة في إحدى المدن الألمانية على يد متعصب ألماني ذكر أنه سبق ان اعتدى عليها في حديقة عامة، مما دفعها إلى رفع شكوى بحقه، الأمر الذي اثاره فطعنها وزوجها في قاعة المحكمة، وكانت وقتها أما وحاملاً في شهرها الثالث! وهنا نرى أنها كانت ضحية تعصب أعمى، وهو أمر لا يمكن قبوله تحت أي ذريعة، ولكن هذا التعصب الأعمى يغض النظر عنه، ويمارس على نطاق واسع في كامل عالمنا الإسلامي، مع استثناءات قليلة هنا وهناك. فما شهدته كثير من المدن الأندونيسية من قتل وتشريد لسكان الجزر والمدن من غير المسلمين لايزال محفورا في الذاكرة. كما ان تداعيات تفجيرات بالي وفنادق جاكرتا التي أودت بحياة المئات من الأندونيسيين، مواطنين وأجانب، لاتزال حية في الأذهان. كما جرى ما يماثلها على يد مجموعة أبو سياف في أدغال الفلبين وقراها.
ولا ينسى العالم ما تعرضت له، ولاتزال تتعرض، دور عبادة ومساجد الشيعة والسنة في باكستان على أيدي بعضهم بعضا من قتل وتفجير شبه أسبوعي، والذي رسخ التفرقة بين الطرفين ربما إلى الأبد، كما جرت أحداث مماثلة وربما اكثر دموية بين طائفتي العراق الرئيسيتين ومن اتباع الطائفتين ضد مواطنيهم الآخرين من صابئة وكرد، وبالذات المسيحيين الذين لم يسلموا من شر الطرفين، قتلا وطردا وتشريدا وتهديدا وابتزازا.
أما في اليمن، فحدث ولا حرج، فحرب الحكومة والحوثيين ستنافس حرب داحس والغبراء شهرة وطولا، وجذور القاعدة التي نبتت هناك في البدء ستأخذ وقتا لكي تقطع، وتحرق!
كما نرى الفجور في الكراهية وسفك الدماء في حروب فريقي النزاع الفلسطيني – الفلسطيني، وما سقط في حروبهم من ضحايا يكاد يتجاوز عدد من مات على أيديهم من عدوهم، أو من قتل عدوهم منهم طوال 60 عاما!
ولا ننسى تفجيرات طابا وشرم الشيخ في مصر، وما يتعرض له الأقباط فيها من قتل ومضايقة وحرمان. أما أحداث أفغانستان وحكم طالبان الهمجي، الذي لايزال من بيننا من يحن ويتوق ويشتاق إلى حكمهم، فقد كانوا قمة في الوحشية والتعصب ضد الآخر، بشرا وحجرا وحضارة.
ويبدو ان الصومال سائر على خطى ابناء عمومته من الأفغان، ولا ننسى في هذه العجالة السودان وبطش مسلميه العرب بمسلميه من أهالي دارفور وضواحيها.
كما من العيب نسيان الجرائم الدينية التي اقترفت في الكويت والسعودية وقطر وبقية دول المجموعة العربية والإسلامية، والتي يبدو ان لا نهاية لها، لأننا لم نصل إلى مرحلة الإحساس بما تشكله كل هذه الاعتداءات من خطر علينا جميعا، ومع كل هذا كان لدى كثيرين منا الوقت والمال لصرفه على ندوة «علمية» أقيمت في اسطنبول لمناقشة رؤية الإسلام لقضايا البيئة، وتقديم خطة «إسلامية» لحل مشاكلها، وشارك في وضع الحلول 150 متخصصا، وعلى رأسهم عالم البيئة الشهير الإخونجي يوسف القرضاوي!
ولا تسلم لي لا على الباذنجان ولا على البامية.

أحمد الصراف

سامي النصف

جذور الحرب الأهلية الكويتية (1)

نحن في الكويت مسلمون دينا وعرب قومية، وسكان للجزيرة العربية والشرق الأوسط موقعا، والملاحظ ان الحروب الأهلية تنخر بأراضي العرب حيث اشتعلت الحروب في الاردن ولبنان والجزائر سابقا ولحقتها العراق وفلسطين وبقيت حروب السودان واليمن والصومال على حالها مثلها مثل الشعوب الإسلامية المبتلاة دولها بحروب الشيشان وافغانستان والبوسنة وكوسوفو والهند وجنوب الفلبين وغرب الصين.. الخ، وكانت جزيرة العرب هي الأوفر حظا بالحروب الأهلية عبر غزو القبائل بعضها بعضا، وغزوها للآخرين حتى اوقفها المصلح العظيم الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، وقد زادت الحروب الأهلية في منطقة الشرق الأوسط عددا عن حروب دول البلقان.

والملاحظ ان مثقفي ومفكري تلك الدول المبتلاة وآخرها العراق كانوا ينكرون دوما وجود النيران الخافية تحت الرماد ويكابرون بالقول ان تلك الحروب الاهلية تحدث فقط لدى الآخرين ولا يمكن لها ان تحدث لدينا مستشهدين عادة بالتاريخ متناسين حقيقة ان عدم حدوث احداث في الماضي لا يعني عدم حدوثها مستقبلا، ومن ثم يمنعون بجهلهم التعامل الوقائي مع مستصغر الشرر قبل استفحاله ولا يعلم خطأ ذلك النهج الا بعد خراب البصرة وكم بصرة دمرتها غفلتنا.

ومازلت اذكر تقريرا لمراسل الـ «نيويورك تايمز» ارسله من رواندا قبل الحرب التي قامت بها والتي ذهب ضحيتها الملايين، حذر وتنبأ فيه بقيام تلك الحرب المروعة بسبب لهجة الخطاب الحادة بين قبيلتي الهوتو والتوتسي اللتـين كانت احداهما تسيطر على الإذاعة والأخرى على التلفزيون ولم يتحرك احد تبعا لتحذير التقرير حتى حركت الانهار الجثث الطافية الملقاة بين الأشجار.

ولا تقوم الحروب الاهلية الا على معطى «ايديولوجيا التخاصم والكراهية» بين الاثنيات والاعراق والطوائف والديانات التي تتشكل منها المجتمعات فمن دون تلك الايديولوجيا الدافعة لكراهية الآخر لا تقوم الحروب بل تصبح تلك التباينات اضافة جميلة للمجتمعات ومن ذلك دعوتنا المتكررة لإصدار تشريع يجرم بقوة وبقسوة دعاوى الكراهية في المجتمع الكويتي.

ويسبق الحروب الأهلية عادة اضعاف للروح الوطنية التي تجمع الجميع ويتم حجب الوطنية عن الآخر، فهؤلاء غرباء، قادمون جدد.. الخ. أو بالمقابل ان الآخرين مستكبرون مستغلون للموارد الاقتصادية.. الخ، ولا تصبح الفوارق الاقتصادية بين افراد المجتمع أداة للحرب الأهلية ما لم يتم تحويلها إلى ايديولوجيا التخاصم والكراهية سالفة الذكر والغريب ان تلك التباينات الاقتصادية المرفوضة مع الآخر تقبل وبكل رحابة صدر ضمن التجمع التعبوي الواحد.

والملاحظ ان الحروب الأهلية في جميع تلك البلدان المبتلاة قد سبقتها قطيعة مع الآخر والتركيز على نقاط الاختلاف لا الالتقاء وتعميم التهم والكراهية فجميع «هؤلاء» سيئون وبالطبع كلمة هؤلاء تعني الآخرين من شركاء الأوطان وتتحول الاحقاد الى اشكالات سياسية «ظاهرة» تخفي تحتها النيران الخافية في الصدور وترفع ضمن راياتها دائما وأبدا قضايا الظلم الاجتماعي وتبني الاصلاح ومحاربة الفساد ويسمح في احدى مراحل تلك الحروب بتدخل القوى الخارجية، والى الغد وكيفية اطفاء الحرائق والاحقاد وابعادها عن مجتمــعنا الكويتي الآمن.

آخر محطة:

يجب ألا يسر المسؤولين ان ترتبط اسماؤهم بأسماء مكروهة جدا في المجتمع لكون تلك الأسماء تحث عبر القول والمقال على كراهية شرائح كبيرة في المجتمع، حيث ان تلك الكراهية ستنتقل منها الى من تدعي انها تمثله والأمر بالفعل خطير.

سعيد محمد سعيد

أحب قريتي… قطعا أحب وطني!

 

على مستوى دول الخليج العربي، لا نبالغ حينما نقول إن قرى البحرين، هي الأعرق تاريخيا، والدلالات على ذلك كثيرة، ويكفي أن نعتمد على ما أشارت إليه المصادر التاريخية من أن الموقع الجغرافي للبحرين، وخصوصا منذ العام 2300 ق.م، جعل موقع الجغرافي منها مركزا للتجارة بين حضارة ما بين النهرين (العراق)، وبين وادي الهندوس (وهي المنطقة القريبة من الهند في الوقت الراهن)، زد على ذلك، أن حضارة دلمون، ارتبطت بالحضارة السومرية في الألفية الثالثة قبل الميلاد.

كل ذلك التاريخ المجيد، نجده في مواقع كثيرة من بلادنا، وعلى رأسها القرى، وعلى رأس الرأس، قرى المحافظة الشمالية التي تضم ما يقارب من 80 في المئة من المواقع الأثرية والتاريخية، والمتتبع لصفحة القرية الأسبوعية في صحيفة «الوسط»، يمكنه أن يعرف الكثير عن تاريخها… إذا، حين تحب قريتك، فإنك تحب وطنك… أليس كذلك؟.

هناك توجه ملحوظ للاهتمام بالقرى من الناحية الجمالية، وهذا أمر محبب قطعا على ألا تنصب كل الجهود في هذا الاتجاه، من دون التركيز على المشاريع الخدماتية التي تفتقر إليها الكثير من القرى من جهة، وتعثر إكمال مشاريع أخرى من جهة أخرى، وكأنني أرى أهالي القرى فرحون بما تشهده بعض القرى من حملات جمالية كحملة ارتقاء، وحملة «أحب قريتي…أحب وطني» التي أعلنت عنها وزارة الثقافة والإعلام لتجميل قريتي حلة عبدالصالح وبني جمرة، لكن لا يمكن أن تكتمل الفرحة من دون تركيز الاهتمام على مشاريع الخدماتية، واعتبار القرى جزءا لا يتجزأ من الوطن الحبيب، بلا تمييز ولا فصل ولا إقصاء.

ولعل المسئولين في مختلف المواقع، يدركون جيدا أن قرى البحرين هي التي لا تزال تحتفظ بالهوية والتاريخ والتراث البحريني، في وقت، مع الأسف الشديد، فقدت فيه العاصمة المنامة الكثير من ملامح هذه الهوية، وعلى أية حال، فإن مبادرات تطوير القرى من الناحية الجمالية، هي جهد مقدر مشكور، وكذلك الأمر بالنسبة لجهود المجالس البلدية والوزارات الخدمية لتنفيذ المشروعات المهمة للأهالي، والمحوران مهمان ومرتبطان مع بعضهما البعض: التطوير والتجميل، والأهم من ذلك كله، إزالة الأفكار السيئة التي ترسخت في عقول الكثيرين عن القرى وأهالي القرى، وكأنهم من كوكب آخر مخيف، كيف يمكن ذلك؟ للحديث صلة

احمد الصراف

طائرة الخليج الفارسي المقاتلة (2)

تطرقت في مقال سابق (26/5) الى موضوع «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة»، التي ورد ذكرها في تحقيق نشرته «القبس» قبلها بايام عن بعض الوثائق والمستندات التي كانت في حوزة المرحوم سليمان اللهيب، والتي قدمها ابنه السيد محمد اللهيب لـ«القبس»، ومنها ايصال تبرع لمشروع او صندوق «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة» ويحمل تاريخ عام 1941.
وطلبت في المقال مساعدة القراء في البحث عن حقيقة هذا المشروع. وقد وردتني رسالة من الاخ محمد يعلمني فيها ان تبرع والده ربما كان لمشروع بناء طائرة للحلفاء في الحرب العالمية الثانية. اما عائشة حفيدة المرحوم اللهيب، فقد لفتت نظري لكتاب على النت يتعلق بمشروع بريطاني مهم جرى خلال الحرب العالمية الثانية، وتعلق بتطوير طائرة حربية من نوع Spitfire يهدف الى القضاء على التفوق الجوي الالماني في بداية الحرب، وان المشروع نجح بشكل كبير وحقق لبريطانيا هدفها. وورد في الكتاب ان 6 من تلك الطائرات سميت باسماء دول المنطقة! ولكن المؤلف لم يتطرق لأي اسماء.
اما الباحث ظافر العجمي، فقد رد علينا بطريقة غير مباشرة من خلال مقال نشر على «الآن» الالكترونية، وارسل مسؤولها نسخة منه لنا، وورد فيه على لسان السيد العجمي ان اقرب ما يعرفه عن «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة»، وسبق ان ورد ذكره في اطروحته لنيل الدكتوراه في موضوع «امن الخليج العربي»، يعود الى حقيقة ان الايطاليين كانوا اول من ادخل الطائرات في الحرب، وبالرغم من نجاحهم في الوصول لمياه الخليج،فان البريطانيين قللوا من خطرهم، وقد اخطأوا في ذلك، ففي صيف 1940 اراد الايطاليون اثبات دعواهم في السيادة الجوية، فقاموا باختيار هدف مهم وبعيد لكسب سمعة عالية، وهكذا قامت 4 طائرات في 8/12/1940 بقطع 4000 ميل لتنقض على مصفاة البحرين وتدكها، وقد ضيعت احداها طريقها واغارت على منشآت النفط الاميركية في الظهران. وادى الحادث الى دخول الولايات المتحدة عسكريا، ولاول مرة، في السعودية (!!) وقد اعتقد البعض في حينه ان الهجوم كان المانيا. وعليه، وحسب رواية ظافر العجمي جاءت حملة التبرعات في المنطقة لمشروع الطائرة الحربية.
اما القارئ الشاب والنشط احمد عاطف السالم، فقد ارسل لنا نص كتاب «الممر الفارسي» او Persian Corridor لمؤلفه T.H.Val Motter الصادر عام 1951، والذي سرد فيه مؤلفه قصة قيام الولايات المتحدة، عن طريق بريطانيا ومستعمراتها في الخليج الفارسي، في حينه، بتقديم المساعدة لروسيا في حربها مع جيوش «هتلر» بموجب نظام «الاعارة والتأجير» الشهير، وكيف تمكن البلدان من شحن آلاف الطائرات لروسيا، والتي تم تجميع بعض منها في منطقة او مطار الشعيبة الحربي قرب البصرة. ويقول احمد السالم ان روايته اقرب للصحة من رواية الباحث العجمي. وورد في الكتاب ان من اصل 14834 طائرة خصصت للتسليم لروسيا، وبعضها سلم لطياريها عن طريق آلاسكا، والبعض الآخر منها شحن بحرا لميناءي «ارش اينجل»، والجزء الثالث تم ايصاله اليها عن طريق الممر الفارسي، لكن اميركا وبريطانيا لم تتمكنا من تسليم الا 4874 طائرة فقط، وحتى هذه لم تستطع روسيا الاستفادة منها بطريقة فعالة بسبب ما واجهته من مشاكل فنية تتعلق بتجميع قطعها وقيادتها واختبارها.
ووردت في الكتاب تفاصيل كثيرة لا مجال لسردها.. ويبقى اللغز!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

أقوال ونصائح من هنا.. وهنا!

1 – تجنب برك السباحة، فقد اثبتت الدراسات أن واحدا من كل خمسة من مستخدمي البرك العامة لا يترددون في التبول فيها!
2 – وتذكّر أن أهم قطعة غيار، او جزء في سيارتك يتعلق مباشرة بسلامتك هو الإطار، فاحرص على أن إطارات سيارتك بحالة جيدة خلال فترة الصيف بالذات، واحرص دائما على شراء الإطار الأفضل!
3 – الغفوة القصيرة، بين الوقت والآخر، تحميك من الإصابة بالخرف عند الكبر، وخاصة اذا حدثت وقت قيادتك السيارة!
4 – الزواج علاقة بين طرفين: الأول دائما على حق والثاني زوج!
5 – لا تحزن، ففاقدو الموهبة كثيرون!
6 – نصيحة للمرأة أو للرجل: لا تتزوجوا ممن ترغبون في العيش معه، بل مع من لا يمكن العيش مع أحد غيره.. ومهما كان القرار، ففي نهايته ندم!
7 – ليس بإمكان أي منا شراء الحب، ولكنه حتما سيكلفنا كثيرا!
8 – الاصدقاء الحقيقيون هم الذين يطعنونك من الأمام!
9 – المغفرة تعني التنازل عن حقوقك في ان تكره من تسبب في إيذائك!
10 – النواب السيئون يتم اختيارهم دائما من قبل افضل المواطنين.. الذين امتنعوا عن ممارسة حقهم في التصويت!
11 – الكسل ليس أكثر من استراحة قصيرة قبل الشعور بالإرهاق ثانية!
12 – زوجتي وأنا ننتهي دائما بالاتفاق والتفاهم، أنا أعترف بخطئي وهي تتفق معي على ذلك!
13 – أولئك الذين لا يستطيعون الضحك من تصرفاتهم يتركون للآخرين أمر القيام بذلك!
14 – لغة الفرد الأساسية تسمى بلغة الأم، لأن الأب نادرا ما تتاح له الفرصة في الكلام!
15 – التوفير تصرف حكيم، وخاصة إذا قام به الآباء من أجل ابنائهم!
16 – الحكماء يتكلمون لأن لديهم ما يستحق الحديث عنه، أما غيرهم فيتكلمون لأن عليهم قول شيء ما!
17 – الاصدقاء الحقيقيون هم الذين تنتقل اسماؤهم من دفتر تلفون أو ذاكرة هاتف الى نقال آخر!

***
• ملاحظة: أجرى محققو مكتب التحقيقات الفدرالي ‍‍‍‍FBI عشرين تحقيقا رسميا مع الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين، إضافة الى خمس مقابلات غير رسمية، بعد القبض عليه في ديسمبر 2003 وتم الافراج عن نصوص هذه التحقيقات بموجب قانون «حرية المعلومات» وأدرجت على الشبكة العنكبوتية تحت العنوان التالي: www.nsarchive.org وتضمنت المقابلات معلومات غاية في الأهمية نضعها هنا بتصرف «مؤرخينا» لعل شيئا ما يخرج من بين أيديهم بخلاف تحليلات معركة الصريف وتاريخ قوارب الصيد الشراعية.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

بلد التوتر وعاصمة التعقل

لأسباب غير مفهومة تعتبر الكويت اكثر بلدان العالم توترا و«نرفزة» وهو امر يشهده الزائر لبلدنا منذ الوهلة الأولى، حيث قل ان تجد هذا الكم من الغضب والضيق وشد الأعصاب لدى شعوب الدول الأخرى وهو ما جعل شعبنا ـ الله يحفظه ـ الأعلى عالميا في الإصابة بالأمراض التي تصاحب عادة مثل تلك التوترات كالسكري والقلب والضغط والقولون.. «والذي منه».

لذا كان جميلا تسمية الزميل يوسف خالد المرزوق لرئيس مجلس الأمة السيد جاسم الخرافي بـ «عاصمة التعقل»، فالدول لا تقاد ولا تعمر ولا تصلح ولا تنمو بالغضب المتواصل ورفع الصوت و«فش الخلق» بل تترعرع تحت مظلة الهدوء والحكمة والتعقل، كما لا تبنى العلاقات السليمة مع الدول الأخرى عبر استخدام الحدة والشدة وطلب الإذعان منها كونه سيولد أحقادا في النفوس ستنفجر يوما ما ونندم عندما لا ينفع الندم.

ومما ذكره الرئيس بوعبدالمحسن الحاجة لزيادة عدد النواب اللازمين لاستحقاق تفعيل أداة الاستجواب وهو أمر منطقي جدا، الا انه يحتاج الى تعديل دستوري عاجل جدا ودون حساسية وإلا فسنبقى في نفس الحلقة المفرغة، حيث يمكن لنائب واحد ان يتقدم بأي عدد يريده من الاستجوابات التي توقف حال البلد دون ان يكترث لرأي 49 نائبا آخرين يمثلون 98% من الأمة، وإن لم تحدث تلك التعديلات الجوهرية في عهد بوعبدالمحسن فإنها لن تحدث في عهد غيره.

ومن الأمور التي نود ان تسجل تاريخيا لعهد الرئيس جاسم الخرافي والتي سيشكره عليها كثيرا الشعب الكويتي القيام بحزمة إصلاحات طال انتظارها في السلطة الثانية كإنشاء لجنة للقيم تحاسب النواب المخطئين وعقد دورات إرشادية ملزمة للنواب الجدد لا يمارسون العمل دونها، حيث ان هناك «امية دستورية» لدى كثير من النواب ينتج عنها اشكالات وأزمات سياسية كثيرة، و«جهل بروتوكولي» تنتج عنه إحراجات متكررة عند زيارة الدول الاخرى، كما نود ان يفرض على النائب كوسيلة لتحسين ادائه الاستعانة بأصحاب التخصص بدلا من ترك تلك المناصب لقضايا الانتداب للتنفيع.

وفي هذا السياق، نرجو ألا تؤخذ بخفّية عملية التحول لنظام الدائرة الواحدة كما تعاملنا بخفّية وحكّمنا الكيدية والعاطفة في قضية التحول للدوائر الخمس، وان يتم الاستماع في لجنة الداخلية والدفاع للرأي و«الرأي الآخر» ولي عتب خاص على الزميل إبراهيم السعيدي كونه عقد ندوة في جريدة «القبس» للحديث عن خيار الدائرة الواحدة كان جميع ضيوفها من المؤيدين المعروفين لذلك الخيار.

آخر محطة: تقوم بعض المطاعم بعمل اكبر فطيرة في العالم بقصد الدخول لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، والقائد «الضرورة» صدام قرر أن يدخل تلك الموسوعة من أوسع أبوابها عبر تسجيل أكبر كمية من الكذب يمكن ان تقال في لقاء واحد، ومن ذلك قوله كما نشر بالأمس للمحققين «ان الكويت عراقية إلا ان بريطانيا سرقتها لأن بها نفطا..» فمعروف ان المعاهدة البريطانية ـ الكويتية عقدت في عام 1899 بينما اكتشف اول حقل نفط في الكويت عام 1937 وصدّرت اول شحنة نفط عام 1946م، وضمن اصرار صدام المدهش على دخول الموسوعة قوله انه لا يعلم بقيام ثورة عليه في الجنوب عام 1991! بأقوال كهذه سيدخل الموسوعة بجدارة وبمسافة كبيرة عن المنافسين الثاني والثالث.. غوبلز ومحمد سعيد الصحاف!