علي محمود خاجه

عاشق وطن: سرحوني

أليس من الأجدى بدل أن يتم صرف 27 مليون دينار وأكثر للمسرّحين مقابل جلوسهم دون عمل أن يتم توظيفهم في مشاريع حيوية في البلد قيد الإنشاء والتطوير أو أن تخلق لهم الدولة مشاريع تستوعب هذا العدد منهم فيكون مردود الـ27 مليونا تلك مفيداً لهم ولنا؟! تابعت خلال الأيام الماضية ما أثير حول موضوع ما يُسمّى بـ»صندوق المسرّحين» الذي يعنى برعاية مَن تم تسريحهم من القطاع الخاص في الآونة الأخيرة، وهو أمر مؤسف بلا شك للموظفين الحقيقيين من أبناء وطني. وإليكم بعض المعلومات التي جمعتها من خلال متابعتي للصحف والتصاريح سواء النيابية أو الوزارية: – يتراوح عدد المسرّحين، حسبما تداوله النواب والوزراء، لأنه لا توجد إلى الآن إحصائية رسمية بعددهم، ما بين 4000 و5000 مسرّح. – المقترحات المتعلقة بصندوق المسرّحين تسعى إلى تخصيص ما يقدر بـ60 في المئة من رواتبهم. – المدة المقترحة لصرف هذه المبالغ للمسرّحين تتراوح ما بين 6 أشهر مقترحة من الحكومة، وعام كامل مقترح من عدد كبير من النواب، وطبعاً وكالعادة فستخضع الحكومة لضغط النواب وتوافق على مقترحهم. بحسبة بسيطة، فإن أقل ما سيُصرف من رواتب هو 500 دينار كويتي… ولنفترض افتراضاً غير دقيق، وهو أن المسرّحين كافة سيتقاضون هذا الراتب مدة سنة، مع العلم أن كثيراً منهم سيتقاضى أكثر من ذلك، وهذا ما يعني أن الحكومة ستصرف 2250000 د. ك، أي مليونين ومئتين وخمسين ألفاً شهرياً، إذا ما افترضنا أن عددهم 4500 مسرّح، وهذا ما يعني أن الحكومة ستصرف لهم 27 مليون دينار على أقل تقدير طوال العام المقترح. قبل أن أخوض في هذا الأمر، هنالك معلومة يستلزم علينا الالتفات إليها، وهي أن الحكومة وبمباركة من المجلس، ألزمت القطاع الخاص بتعيين نسبة معينة من الكويتيين في مؤسسات القطاع الخاص، أياً كان النشاط التجاري الممارس لهذا القطاع، حتى إن كان النشاط هو مكتب لسيارات الأجرة «تاكسي». وهذا ما أتاح الفرصة لعدد من الطامعين بالأموال بصفة غير مشروعة بالتحرك لكسب الكثير منها، فهم يذهبون إلى الشركات التي لا تحتاج الكثير من الموظفين الكويتيين ولا تتمكن من دفع رواتبهم الباهظة بالمقارنة مع العمالة الأجنبية، فيقدمون لهم فرصة بالتسجيل الوهمي لموظفين كويتيين، وبذلك فإن هؤلاء الموظفين لا يكلفون الشركة شيئاً سوى مبلغ بسيط يُدفع للتأمينات ويحققون بذلك النسبة المفروضة عليهم من العمالة الوطنية دون دفع رواتب باهظة، وفي المقابل يحصل الطامعون في الأموال على نسبة معينة من دعم العمالة، ويتلقى الموظف الوهمي نسبة أخرى من هذا الدعم. وما إن تقل حاجة الشركة إلى العمالة الكويتية بحكم إنهاء خدمات الكثير من الأجانب، فإنها تنهي خدمات عدد من الموظفين الوهميين، وبالتالي فالموظف الوهمي هذا يصبح مسرّحاً! إذن… فإن عدداً- لا أجزم به ولكني أتوقعه- من المسرّحين الحاليين، هو من هؤلاء الموظفين الوهميين، وستُصرف لهم رواتب الصندوق، وهم لم يعملوا أصلاً. ولكن لنفترض أن الأغلبية العظمى من المسرّحين، هم فعلاً موظفون حقيقيون أدّت الأزمة الاقتصادية للاستغناء عن خدماتهم، فهل يُعقَل أن يتم صرف الرواتب لهم مدة عام كامل، على الرغم من أن ديوان الخدمة المدنية يفتح باب التوظيف ثلاث مرات سنوياً؟ أو ليس من الأجدى بدلا من أن يتم صرف 27 مليون دينار وأكثر للمسرّحين مقابل جلوسهم دون عمل أن يتم توظيفهم في مشاريع حيوية في البلد قيد الإنشاء والتطوير، أو أن تخلق لهم الدولة مشاريع تستوعب هذا العدد منهم فيكون مردود الـ27 مليونا تلك مفيداً لهم ولنا؟! نعاني أزمة تخطيط وصنع قرار ليس من الحكومة المتخبطة كعادتها فحسب، بل من مجلس انجرف للأسف وراء هذا التخبط. ((خارج نطاق التغطية)): ((قررت الكتابة مرتين أسبوعياً بدلاً من مرة واحدة كل يوم اثنين، ولكي لا أزاحم الأساتذة الزملاء الكتّاب في «الجريدة»، فإن المقالة الثانية سأخص بها مدونتي المتواضعة Ali-Khajah.com ظهيرة كل يوم أربعاء وأتشرف بزيارة القراء الكرام.)) 

سامي النصف

ظاهرة القصيبيين وظاهرة الربعيين

د.غازي القصيبي ود.احمد الربعي مبدعان خليجيان يتشابهان كثيرا في عقليهما النيرين وافكارهما الخيرة، وقد تولى د.القصيبي وزارتي الكهرباء والصحة ثم ترك الاخيرة بعد ان ارسل قصيدة عتب للملك فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، الا ان تلك القصيدة لم تمنع تعيينه سفيرا للملك في البحرين ثم في بريطانيا حيث شكلت مقالاته المعنونة «في عين العاصفة» ولقاءاته الاعلامية خط الدفاع الاول لبلده وخليجه ضد افتراءات البائد صدام.

وبقي د.القصيبي سفيرا في لندن حيث اصدر ما يقارب 22 كتابا في علوم الادارة والأدب والسيرة الذاتية تعتبر وبحق اضافة للمكتبة السعودية والعربية مفندا قول من يدعي ان دول الخليج هي نفط فقط، كما ستخلد تلك المطبوعات سيرة القصيبي العطرة وتبقيها حية امام الاجيال المقبلة، ومازال «ابويارا» وهو في طريقه للثمانين وزيرا مبرزا يخدم بعمله وفكره المميز بلده.

في المقابل نزل د.الربعي الانتخابات البرلمانية وسمي بـ «الساحر» لفوزه بمعجزة امام من دفع لهم للترشح امامه واسقاطه، وبعد ذلك الفوز رشحه زملاؤه اعضاء مجلس الامة لتقلد الوزارة التي خرج منها سريعا مع اول اعادة تشكيل وزاري ليعود منشغلا بهموم العيش والحياة حتى اصابه المرض وانتقل الى رحمة الله وهو في عز شبابه وعطائه دون ان يخلف كتبا مطبوعة تحيي ذكره وتوصل للاجيال المقبلة فكره وتضعه في المكانة التي يستحقها كراية كويتية مضيئة، وكم استمعت منه لشكاوى مريرة ابان سفراتنا المتكررة للخارج.

والملاحظ ان «الظاهرة القصيبية»، اي المحافظة على المبدعين في مختلف مجالات الحياة ودعمهم، موجودة في اغلب الدول العربية والاجنبية الاخرى ومنها مصر التي حصدت عبر ذلك الدعم ابرز المناصب والجوائز العالمية والبطولات الدولية بشكل لا يتناسب اطلاقا مع حجمها وعددها الصغير مقارنة بالتعداد العالمي، بينما «تنفرد» الكويت بظاهرة الفخر بتخذيل ومحاربة المبدعين ثم يتساءل بعدها من قام بالتخذيل «ليش تقدم الآخرين وتخلفنا؟» والجواب بالطبع يكمن في البحث عن اقرب مرآة، والنظر فيها!

آخر محطة:
 
1 – من «قصيبييهم» الذين دعموهم وحافظوا عليهم مطرب العرب محمد عبده وهداف العرب سامي جابر (اعتزل وهو في الاربعينيات) واعلامييهم عبدالرحمن الراشد وطارق الحميد وجمال خاشوقجي وتركي الدخيل وفنانيهم ناصر القصبي وزميله اصحاب طاش ما طاش وشاعرهم خلف هذال العتيبي وقائمة طويلة تضم الآلاف.

2 – ومن «ربعيينا» الذين خذلناهم شادي الخليج ومصطفى احمد وعبدالمحسن المهنا وهداف العالم جاسم الهويدي (اجبر على ترك الملاعب وهو في العشرينيات) وسعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا ويوسف الجاسم والآلاف غيرهم

و.. آه يا بلد يفخر وينتشي بقتل الكفاءات!

محمد الوشيحي


الشعب الملبوس

تعال معي، يرحم الله خالتك، نتناقش في السياسة، نتصارع حول الاقتصاد، نتخانق على الرياضة، ونعمل أي شيء يخطر في بالك، وتعال نتبادل التهم بذممنا المالية، فأنت تسرق ميزانية الدولة، كما أظن، وأنا أكتب ما يمليه عليّ خصومك من أصحاب الملايين المتضررين من سياساتك فأقبض آلاف الدنانير، كما تظن أنت. تعال «أفقع لك عين وتفقع لي عين»، لكن لنبتعد، دخيل أمك، عن البركان الطائفي الذي سيحرقنا بحممه مع إشراقة شمس الغد، ويدفعنا إلى تكديس الأسلحة في منازلنا استعداداً لقتال الشوارع.

يا أخي أنت تعرف أننا شعب غلبان ومسكين وعلى قد حاله فكرياً، وتعرف أننا لانزال نؤمن بأن الجني يتلبّس الإنسان، ولن يخرجه إلا «شيخ دين» يضربه بالعصا ويقول له اخرج من أصبع القدم الصغيرة، فيرفض الجني الحقير ويصر على أن يخرج من العين ليفقأها، فيغضب شيخ الدين ويصرخ في وجهه: «بل ستخرج يا فاسق يا عاصي من أصبع القدم»، فيذعن الجني وينفّذ أوامر الشيخ…

أنت تعلم أننا – نحن السنّة الغلابة – لنا طريقتنا في إخراج الجني، وللشيعة الغلابة طريقتهم في إخراج الجني، ولزوجة البواب المصري كذلك طريقتها في إخراج الجني، إذ تذهب إلى «حفلة زار»، لأن الجني المصري يؤمن بالطرب، وإذا لم تعزف له وتضرب الدفوف فلن يخرج. وهؤلاء الجن الأغبياء لا يتلبّسون علماء وكالة ناسا الفضائية، ولا محافظ البنك الفدرالي الأميركي، ولا علماء الصناعة اليابانيين، هم فقط يتلبّسون البسطاء الفقراء من المسلمين! جنّ لا يعرفون مصلحتهم.

يا عمي، أنت تعرف أننا شعب مسكين، شوف النساء وهن يتكدسن في سرداب «الشيخ» ليقرأ عليهن، وأمعن النظر في مستواهن الثقافي، وستكتشف الكارثة. ستكتشف أنّ من تربّى وترعرع من الأطفال في أحضان النسوة أولئك سيسهل انقياده لخزعبلات الطائفية.

حرام عليك ورب البيت ما تفعله بنا، نحن الشعب، الذي لو علمَ كم يدخل خزانة دولته من مليارات الدولارات نتيجة بيع النفط، ثم قارنها بما يحصل عليه من خدمات، واكتشف إلى جيب مَن تتحول كل هذه الثروة، لأدرك أنه «ضايع… الضحى من النهار»، لكنك تلهيه عن حقوقه بالخزعبلات، وتدخله في متاهات الطائفية.

حرام، وأكبر حرام، أن الحكومة كلما شعرت بأنها في «زنقة» أخرجت سلاح الطائفية من الخزانة وراحت تمسح عنه الغبار و»تزيّته» وشرعت تطلق رصاصاته على الشعب المتجمهر للمطالبة بحقوقه، فإذا به يترك التجمهر ويهرول إلى هناك، كلّ في صفه، السني هنا والشيعي هناك.

تابعوا ما يحدث الآن بين مشعوذي السنة والشيعة، وتابعوا تصرفات الحكومة… وآخ لو كان هناك شيخ يعطينا من الزيت المقري عليه لعلاج «السذاجة»، أو لو أن شيخاً يُخرج «الغُلب» من الأصبع الصغيرة لهذا الشعب الملبوس. 

سامي النصف

الانقسام الحقيقي

لا نختلف بشريا او جغرافيا عن الدول الاخرى المشاركة لنا في الاقليم الا ان الملاحظ هو استفرادنا دون الآخرين بالنكبات والمصائب والازمات الامنية والسياسية والاقتصادية، فمن خطف طائرات الى تفجير مقاهٍ وسفارات وانهيارات اسواق مالية حتى انتهينا بالاحتلال الصدامي البغيض، فأين يكمن الاشكال الحقيقي؟!

يعتقد البعض اننا ننقسم في الكويت الى حكوميين ومعارضة، اسلاميين مقابل ليبراليين، اغنياء وفقراء، حضر وقبائل، سنة وشيعة، دستوريين وغير دستوريين، وطنيين وغير وطنيين.. الخ، والحقيقة انني اعتقد ان الانقسام الحقيقي والمؤثر في الكويت والذي كان السبب الرئيسي خلف نكباتنا السابقة قائم على معطى مختلف تماما عما سبق.

فضمن الانقسام المؤثر الذي نراه ونعتقده يصطف ضمن الفريق الاول حكوميون ومعارضة، اسلاميون وليبراليون، اغنياء وفقراء، حضر وقبائل، سنة وشيعة، دستوريون وغير دستوريين، وطنيون وغير وطنيين، كما يصطف ضمن الفريق الثاني حكوميون ومعارضة، اسلاميون وليبراليون، اغنياء وفقراء.. الى آخر المنظومة.

وضمن رؤية الفريق الاول الاعتقاد الجازم ان الكويت «دولة زائلة» بالضرورة، لذا يجب التعامل معها بناء عل هذا المعطى، فيتم تناسي كل الاسس الثابتة التي تقوم عليها الامم والاوطان من احترام القانون ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وخلق مشاريع جادة دائمة.. الخ، وتعزز في المقابل مفاهيم الواحة المؤقتة في النفوس والاذهان وهو ما كان قائما قبل عام 1990 حتى انتهينا بما خططناه تماما لأنفسنا، اي الاختفاء والزوال.

الفريق الآخر غير المسموع صوته او المحترم رأيه هو من يرى العكس من ذلك، اي ان الكويت هي «بلد دائم» يجب ان يخطط لبقائه لالف عام حاله حال دول العالم الاخرى عبر تسويق مبدأ «الديمومة» عملا وقولا، ومن ثم ضرورة تغيير النهج السابق الذي انتهى بنا الى الف كارثة وكارثة وكي لا تنتهي بنا غفلتنا الى مصير امم وشعوب سادت ثم بادت واصبحت عينا بعد اثر، والحديث ذو شجون.

آخر محطة:

شاءت المصادفة التاريخية البحتة ان يرجع لنا وطننا بعد 6 اشهر من الاختفاء، وندر تاريخيا ان تسقط وتدمر البلدان الصغيرة ثم يتاح لها العيش، لذا يجب ان نستوعب حقيقة ان الضياع هذه المرة قد لا تتبعه عودة ابدا، وحفظ الله بلدنا من كل مكروه.

سعيد محمد سعيد

مشكورين… خوش شوارع!

 

الله وحده العالم، كيف ستكون الشوارع التي يجري عليها منذ ما يقارب العام ونيف، أعمال تحديث وتطوير وتوسعة! فعلاوة على ما تكبده ويتكبده المواطنون والمقيمون من بلاء مقيم يوميا بسبب الازدحامات الخانقة، إلا أن ذلك يهون حين يمني الجميع أنفسهم بشوارع واسعة وانسيابية رائعة، وحركة مرورية وادعة، وتختفي المخالفات الرادعة، وبهذا، يصبح الصبر من شيم الكرام الصابرين على ما يجري في الشوارع، فهو كله لصالح البلاد والعباد إن شاء الله.

لكن، أن تنتهي أعمال الإنشاءات والتوسعة التي استمرت أشهرا طويلة ليعاني المواطن والمقيم مع مشكلة جديدة هي مشكلة سوء ترصيف الشوارع والطرقات المتفرعة منها، فهذه والله مصيبة! والكثير منا يعايشون هذه الوضعية، فقد عانى سكان مدينة عيسى وتوبلي أمدا من الدهر أثناء أعمال مشروع تحديث الشارع، من الحفريات إلى التحويلات إلى الغبار والصداع والفوضى، ثم أعيد افتتاح الشارع بحمد الله، ولكن، ليت المقاول الذي عمل على تنفيذ المشروع، أو من ينوب عنه… وليت المسئولين بإدارة الطرق أو من ينوب عنهم… وليت الممثل البلدي أو من ينوب عنه… يقومون بجولة على ذلك الطريق ليكتشفوا عذاب سياقة المركبة عليه… قفز ثم قفز ثم نط ثم وجع رأس… ولعلي أعلم أن الأخوة كلهم، بما فيه مقاول المشروع، يدرك أن الشارع سيئ للغاية، وأن العذر الذي قد ينطلي على الكثيرين هو: «تمهلوا، هذه المرحلة الأولى فقط… المرحلة الثانية لم تبدأ»! وفي الحديث عن مرحلة ثانية، ما يعيد وجع البطن والرأس من جديد للأهالي.

حسنا، تعالوا نمشي على شارع الجنبية… فهذا الشارع الجديد المجدد اليوم، يعد واحدا من أهم الشوارع ذات الحركة الدؤوبة المستمرة، ولنقطعه ذهابا وإيابا في الجزء الذي تم الانتهاء منه، وحتى مع علمنا بأن مرحلة أخرى قادمة لتصحيح الأخطاء، هل يصح الوضع القائم، مرتفعات ومنخفضات ومطبات، بل وأخطاء هندسية يراها حتى المهندس المتدرب حين تجد جزءا من الرصيف يبدو كالنتوء يخرج قليلا عن الشارع، أي يظهر جزء منه وإن كان السائق غافلا أو ضعيف نظر… «راحت عليه».

ومع ذلك، نقول إن هذه المشاريع مهمة وتحتاج إلى عمل كبير، ونحن لا نلوم المقاولين ولا إدارة الطرق ولا المجالس البلدية بل نلفت النظر إلى أن مشكلة الحفريات وقطع الإسفلت المرتفعة حينا والمنخفضة حينا آخر بطول شارع لا يتجاوز 3 أو 4 كيلومترات أمرا متعبا للغاية، والكثير من المواطنين شكوا ولا يزالون يشكون من هذه الظاهرة، ولا يزال بعض المقاولين المكلفين ببعض مشاريع الطرق، ينهون أعمالهم ليتركوا الطريق وكأنه خضع لعملية تجميل سيئة شوهت وجهه، وليتركوا خلفهم أيضا كميات من المخلفات والأنقاض… بل حدث في بعض القرى، أن هبط جزء من الشارع ليترك حفرة تشكل خطرا على مستخدمي الطريق.

إن ظاهرة الطرق المشوهة بعد انتهاء أعمال التوسعة أو الرصف لا تزال قائمة، وكل ما هو مطلوب، أن تقوم إدارة الطرق والمجالس البلدية بجولات للاطلاع على الشارع أو الطريق الذي أنجز حديثا برفقة المقاول المكلف للتأكد ما إذا كان العمل قد تم وفق المواصفات، أم أن هناك مشكلات تجعل مستخدميه يتقافزون على المقاعد وهم يسيرون عليه، حتى يمكننا حينها أن نقول: «مشكورين… خوش شوارع»

سامي النصف

في خصائص المجتمع الكويتي المعاصر

لكل مجتمع انساني خصائصه وصفاته السائدة وهي بالطبع لا تنطبق على جميع منضويه بل على جزء منهم ومن ذلك فمما يتم ملاحظته على البعض من المجتمع الكويتي المعاصر امور عدة منها:

الزهو والفخر الفارغ والاعتقاد السائد بأننا الشعب الوحيد الفاهم في العالم لذا نرى سن قوانين وتشريعات (اخرها التحول للدائرة الواحدة) لم يسن مثلها في بلد آخر قط.

يتبنى العالم مبدأ اعطاء الجزرة للمجدّ والعصا للمسيء فيرفع المنجزين من الاذكياء والاكفاء والامناء لأعلى الرتب حتى يضحوا قدوة حسنة للاجيال المقبلة، اما في بلدنا المعطاء فيشيع اختراع كويتي فريد اسمه «المحاسبة المعاكسة» اي استخدام العصا والعقاب للمجدّين واهداء مزارع «الجزر» للنكرات والقدوات السيئة.

والكويت العزيزة هي كذلك المقر العالمي لحزب «اعداء النجاح»، فلا تجد في بلدنا منجزا الا وتسمعه يشكو الامرّين ممن يترك لهم المجال للفخر بأنهم من حاربه وعرقله والصياح بعد ذلك وبغباء شديد «انظروا لقد فشل المنجز ونحن بالطبع من افشلناه» وعجبي.

عدم التعلم من الاخطاء التي تقع ومن ثم اعادتها مرارا وتكرارا رغم ان علماء الحيوان اكتشفوا منذ زمن بعيد ان الكثير من سلالات القرود وبقية المخلوقات تتعلم من اخطائها ولا تقع حتى الحمير ـ اجلكم الله ـ في نفس الحفرة مرتين (لدينا من يقع في نفس الحفرة الف مرة دون تعلم).

تفشي الحرمنة وعدم الامانة وتسميتها بـ «الشطارة» حتى توقف الاخرون عن مشاركة الكويتيين في اعمالهم لعدم الشعور بالأمن والامانة معهم.

اختفاء الخصال الحميدة من كرم ونخوة وفزعة واعتبارها من دلالات الغفلة والغباء، وتفشي بالمقابل الخصال الدنيئة من غدر وبخل وخسة وتقديم من يشتهر بها في مراكز العمل والمجالس والدواوين.

تفشي مفاهيم الكسل والعبط وكراهية العمل الجاد مقابل الطمع الشديد في المكاسب المادية التي يتم بعد ذلك «فسفستها» طبقا لمبدأ وفر الفلس واصرف الدينار.. منتهى الذكاء!

البيع بأبخس الاسعار وارخص الاثمان لاجمل وارقى القيم والمبادئ الانسانية كالحفاظ على الصداقة أو التواصل مع الاقارب.

شيوع ثقافة الاستماع لوجهة النظر الواحدة واتخاذ المواقف الحادة بناء على ذلك المعطى فـ 90% من مشاكلنا السياسية والوظيفية والاقتصادية والعائلية والاجتماعية تقوم على معطى غبي جدا هو الاستماع لوجهة نظر واحدة وتصديقها وكأنها كتاب منزل دون الاستماع لوجهة النظر الاخرى وهو الحد الادنى الذي تفرضه الحكمة والعقل.

العنصرية البغيضة والاستعلاء المكروه على الاخرين وهو امر لا يقبله احد من الشعوب المنجزة كالالمان والاميركان واليابانيين والسويسريين فكيف يتم فهمه او قبوله من شعب تسوده الصفات سالفة الذكر؟! لست ادري!

آخر محطة:
 
(1) بالمختصر المفيد، جل مشاكلنا بسبب الحاءات الاربع اي الحمرنة والحرمنة والحقد والحسد.

(2) ان نقر بعيوبنا لتصحيحها والعودة بنا لمكارم الاخلاق خير من انكارها وابقائها وإخفائها تحت.. السجادة!

سعيد محمد سعيد

عزيز وغالي أيها «المواطن»!

 

هل من الممكن أن نستلم رسالة نصية عبر الهاتف النقال لنقرأ فيها ما يفرح القلب ويسر الفؤاد من قبيل:

– عزيزي المواطن، نفيدكم بأن وحدتكم السكنية جاهزة، وتفضلوا لاستلامها في أسرع وقت.

– عزيزي المواطن، تسلمنا شكواكم ضد أحد الوزارات، وأخضعناها للبحث والدراسة، وسنتصل بكم لاحقا لنعلمكم بالتفاصيل.

– عزيزي المواطن، شخبارك…إن شاء الله زين… بس حبينا نسلم عليك!

من الصعب كما أظن أن نتسلم رسالة من قبيل تلك الأمثلة، لكنها غير مستحيلة، فعلى سبيل المثال، قدمت بلاغا إلى طوارئ الكهرباء في الساعة السادسة مساء، ولم يقصر الأخوة في قسم البلاغات إذ أخبروني بأن الفريق سيصل في غضون ساعتين، نظرا لضغط البلاغات، وانتظرت حتى العاشرة ولم يحضر أحد، واتصلت للاستفسار فكان السبب هو كثرة البلاغات، ثم أجريت آخر اتصال في الساعة الثانية عشرة (منتصف الليل)، ليبلغني الموظف الطيب أنهم في طريقهم نظرا (لضغط البلاغات)، وفي ذات الوقت تسلمت اتصالا من زوجتي يفيد بعودة الكهرباء، وما هي إلا دقائق حتى تسلمت رسالة نصية من هيئة الكهرباء تفيد بإصلاح الخلل.

وعلى أي حال، تأخروا أم لم يتأخروا فهم لم يقصروا.

وعلى أي حال، وأعتقد أن الكثيرين يشاركونني الرأي، فإن الأفكار المبهجة والأخبار السارة التي تصلنا عبر الهاتف النقال قليلة بل نادرة، ويغلب عليها رسائل الفوز بالسيارات الفخمة والعروض التجارية المغرية، وبعض الرسائل السخيفة الوضيعة التي تأتي من الخارج… أما ما يسر، فهو من الأحلام السعيدة على ما يبدو، ولكن هناك مسجات أخرى تصلنا، وهي ضيف يرد إلينا يوميا من قبيل:

– عزيزي المواطن، نحيطكم علما بأنه تم زيادة الرسوم (…) بعد تعديل المعلومات الخاصة بكم، والزيادة المقررة هي 2 دينار.

– عزيزي الزبون، آن أوان تسديد فاتورتك.

– عزيزي المواطن، معاملتك تحت الدراسة وسنقوم بإعلامك عن استحقاقك للدعم.

– ولا أعتقد أن ما سأقوله يمكن أن يحدث مستقبلا، ولكن ماذا لو تخلينا الرسائل التالية:

– عزيزي المواطن، إن خروجك من منزلك في الوقت (الفلاني) يعني أنك تخالف القانون، فالزم بيتك أحسن لك.

– عزيزي المواطن، تابعنا مكالماتك الخاصة، ونحذرك من كثرة استخدام عبارات الغزل مع زوجتك، و(البربرة) الزائدة حول همومك المعيشية.

– عزيزي المواطن، الحديث في السياسة (ها)… حط بالك (ها)… ترى تروح فيها (ها).

وبعد، عزيز وغالي أيها المواطن… هي ليست سوى بضعة أسطر، نخفف فيها بعض الضغوط… والمعنى في قلب الشاعر كما يقولون.

محمد الوشيحي


 افرش منديلك… طال عمرك

بعد ردّ وزارة الداخلية على ما جاء في مقالتي السابقة، الذي أثبتتْ فيه صدقَ معلوماتي كلها، أعتقد الآن أن القضية «صلّعت برأسها»، ولا تحتاج إلى من ينفض عنها الغبار كي يشاهد الناس تفاصيلها.

طيب، تعالوا لنتحدث عن النواب الذين هددوا باتخاذ مواقف حازمة «إذا كان البلاغ شكلياً»، و»إذا كانت القضية شكلية»، لكن قبل ذلك، تعالوا لنعرّف معنى «البلاغ الشكلي» كي نعرف هل نحن أمام بلاغ شكلي أم حقيقي.

البلاغ الشكلي، كما هو معروف، هو الخالي من تهم حقيقية ووقائع محددة وأسماء معينة، وما شابه ذلك، فهل كان بلاغ معالي وزير الداخلية يتضمن تهماً حقيقية ووقائع محددة وأسماء معينة؟ الجواب عند النواب والشعب الذين اطلعوا على صيغة البلاغ المرسل على هيئة استفسار إلى النيابة.

وبعدين، هل ما أحاله الوزير إلى النيابة العامة يستحق تسمية «بلاغ»، أو «دعوى قضائية» أم لا يستحق؟، أيضا الجواب عند الشعب وممثليه.

ثم إن معاليه وزّع على بعض النواب صيغة «الرسالة»، ولا أقول البلاغ، التي أرسلها إلى النيابة العامة، بمعنى أنهم يعلمون فحوى الرسالة من قبل، ويعلمون جيداً أنها شكلية، فماذا فعلوا تجاه ذلك؟. وقد ذكرت أن هناك مَن أبلغني أن رد النيابة كان قد وصل إلى معالي الوزير، إن صدق العلم، قبل الاستجواب، فلماذا لم يعلق الوزير عليه؟، ولماذا لم يتحدث عنه في رده على المقالة؟ ولماذا لم يحدد تاريخه ومحتواه؟ ولماذا لم يكشف مضمونه للنواب وللناس، بل ولمجلس الوزراء؟، ثم، هل اكتفى معاليه بردّ النيابة أم لا؟.

أما قضية احتفاظ الوزارة بحقها القانوني، كما جاء في ردها على مقالتي، أي أنها سترفع دعوى قضائية عليّ، فأتمنى أن ترفع الدعوى هذه المرة بصورة حقيقية، لا شكلية، أي أن تحدد التهمة، واسم المتهم، وتذكر الوقائع كاملة، حتى لا تُحفظ القضية. وإذا كان القضاء هو الحكم فأنعم به وأكرم. لكن ما أخشاه، وهو ما أتوقعه، أن أحصل على البراءة، وبالتالي لن يستفيد معالي الوزير ولن يخسر شيئاً من جيبه، ولن أستفيد أنا. لذا، أقترح على معاليه أن يترك القضية تسلك طريقها القانوني، وفي الوقت نفسه يراهنني على مئة وخمسين ألف دينار (قيمة أرض على ثلاث شوارع دخلت مزاجي)، فإن كانت هناك قضية لها رقم في النيابة فسأدفع أنا صاغراً المئة والخمسين ألف دينار، وإذا كان ماكو قضية، كما ذكرت أنا، فليدفع معاليه كابراً، كاش، مع الشكر والنفاذ. نريد شيئاً من الجيب الخاص، يؤلم الخاسر منا، فلنفرش مناديلنا معالي الوزير ليُظهر كل منا مدى ثقته بسلامة موقفه.

على أن الأهم من ذلك كله هو ما جاء في رد الوزارة من أن «الإحالة لم تكن عن اقتناع وإنما كانت حسماً لأي جدل أو لغط»، وأنا أفهم من هذا أن الوزارة ستدافع عن المتهم أمام النيابة، في حال فُتح ملف القضية، لأن الوزارة «غير مقتنعة» بالتهمة.

حقيقة، كان رد الوزارة يخرخر لكثرة الثقوب فيه، والأمور «مصلّعة» كما رأس «الفقعة الزبيدية»، والشعب يراقب نوابه بعد هذه التطورات، لكن الأمر المثير هو مواقف أصحاب المدونات من القضية، وهي مواقف أظنها بُنِيت على أساس وطني، لا سياسي ولا عرقي ولا شيء آخر، وهي تمثل آراء الشريحة الأهم في الكويت، شريحة الشباب. 

سامي النصف

نحر الكويت من الوريد إلى الوريد

 

الكويت بلد لا زرع ولا ضرع فيه لذا يعتمد في بقائه المستقبلي على موردين اثنين لا ثالث لهما، أولهما النفط الذي صدر حكم عالمي بإعدامه ولم يبق إلا التنفيذ الذي يمهد له عبر ضرائب الكربون ودعاوى محاربة التلوث والحد من الانبعاث الحراري.. الخ، وقد أشار تقرير السيد بلير الى تلك الحقيقة القائمة.

المورد الثاني الذي سيبقي الكويت قائمة حتى لو بالحد الأدنى من مستوى العيش هو استثمار العوائد المالية بشكل يخلق لنا تدفقا ماليا بديلا، وضمن ذلك النهج التأكد هذه الأيام من استقلالية كل المؤسسات الحكومية والبعد عن الاعتماد على المال العام لتسديد خسائرها في وقت يفترض ان تقوم فيه بتحويل أرباحها المجزية للخزينة العامة لمنع عجوزات قادمة ضخمة ستؤثر على سعر صرف الدينار في بلد يستورد كل شيء وستفرض رفع الدعم عن وقود السيارات والكهرباء والماء والمواد التموينية كحال بقية دول العالم.

فما نشهده هذه الأيام هو أقرب لنحر مستقبل الكويت من الوريد الى الوريد، فمن الجانب الرسمي هناك محاولة لإرضاء «الهوس الشعبي» المجنون بما يسمى مشاريع البنى الأساسية اي البناء غير المدروس للمزيد من الطرق والجسور والمستشفيات والجامعات.. الخ، متناسين ان انخفاض اسعار النفط سيقلل مستقبلا وبشكل كبير من أعداد السكان ومن ثم يصبح ما نملكه اليوم اكثر من حاجتنا الفعلية وسيتحول ما نبنيه الى أطلال دون أثر واسألوا في هذا السياق احدى دول المنطقة (القدوة لدى مفكري شعبنا الأذكياء) التي بالغت في عمليات البناء فتحولت ميزانيتها من «الفوائض» الى «العجوزات» التي لا يعلم احد متى يتم سدادها.

وعلى جانب السلطة التشريعية هناك تدمير كامل لجميع مؤسسات الدولة: اهمها مؤسسة التأمينات الاجتماعية ثم باقي المؤسسات العامة، حيث يشتري بعض الاعضاء اعادة انتخابهم عبر المطالبات الشعبوية باهظة التكاليف المدمرة لميزانيات تلك المؤسسات بحجة ان الميزانية العامة كفيلة بسد تلك الخسائر التي جاوزت عشرات المليارات من الدنانير ولم يقل لنا هؤلاء «المنجمون» كيف علموا بأسعار النفط المستقبلية وانها كفيلة بخلق فوائض تعمر ما دمروه بسبق إصرار وترصد؟ ما يحدث هذه الأيام أشبه بتكبيل أيدي وأرجل الكويت.. قبل نحرها!

آخر محطة:
 رغم كل تلك التضحيات الجسام التي تدمر غد الكويت لأجل إرضاء المواطن اليوم، الا ان الدراسات العالمية المختصة التي نشرت في الصحف قبل ايام تظهر بوضوح ان المواطن الكويتي هو اقل شعوب الأرض سعادة وقبولا بوضعه.. وعجبي!