سعيد محمد سعيد

واقع الطفل العربي والخليجي

 

في الحقيقة، يدخلنا الحديث عن واقع الأطفال العرب، سواء في منطقة الخليج العربي، أو على مستوى الوطن العربي بشكل عام، في منطقة شائكة للغاية! ومعقدة بدرجة تحمل معها الكثير من المخاوف المستقبلية، ولكن، ليس بالأمنيات فقط يتحسن وضع الطفل العربي.

الطفولة العربية، ونحن نعيش يوم الطفل العربي والخليجي 15 يناير/ كانون الثاني، مساحة مهمة مهملة من جانب واضعي السياسات في الوطن العربي، ويحضرني تصوير مهم لرئيس تحرير مجلة العربي الكويتية، سليمان العسكري حول واقع الطفولة في الوطن العربي يقول فيه :»الأطفال في عالمنا العربي والسماء فوقهم بهذا الانخفاض، كيف يمكن أن يرفعوا رؤوسهم بكامل قاماتها؟ وكيف يمكن أن يتأملوا الآفاق البعيدة دون فضاء رحب يتيح لهم الانطلاق؟ الأطفال العرب ـ وليس أطفال فلسطين وحدهم ـ محاصرون، ولأنهم مادة المستقبل، فإن هذا يعني أن المستقبل العربي كله محاصر، مساحة الإبداع فيه ضيقة، والقدر المتاح للابتكار معدوم تقريبا».

ولهذا يطرح تساؤل مهم :» من المسئول عن كل هذا؟»، إن أنظمة التعليم العربي لا تخنق الحرية فقط ولكنها تقتلها عمدا، والواقع العربي لا يجعل الطفل يأخذ نصيبه العادل من خبرات الطفولة، هنا، تتوزع مسئولية الحصار الذي يعيشه الأطفال العرب على جهات عدة، على رأسها نظام الأسرة، المؤسسة التعليمية، المؤسسات الثقافية والإعلامية، وتلك الهوة من التخلف التي نعيش فيها والتي ارتضيناها لأنفسنا كأنها قدر محتوم.

لقد أعدت جامعة الدول العربية والمكتب الإقليمي لمنظمة الامم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» دراسة حول واقع الطفولة في الدول العربية تحت عنوان «عالم عربي جدير بالأطفال» بهدف توضيح الصورة الواقعية لأوضاع الأطفال في الدول العربية، ومن ثم العمل والسعي الجاد لتحقيق تقدم أسرع نحو الارتقاء بهذه الأوضاع والتأكيد والاستفادة من الايجابيات فيها، مع معالجة السلبيات منها من خلال تنفيذ أهداف خطة العمل العربية للطفولة، التي أصدرها المؤتمر العربي الثالث لحقوق الطفل في الجمهورية التونسية في يناير من العام 2004.

تلك الدراسة أشارت الى أن عدد الأطفال في كثير من دول العربية يصل الى مايقارب من نصف عدد السكان، بينما ينمو عدد السكان بصورة عامة نموا سريعا! وإذا استمرت معدلات الزيادة الحالية على ما هي عليه، فإنه من المتوقع أن يصل تعداد العالم العربي الذي يبلغ الآن 285 مليون نسمة إلى نحو 650 مليون نسمة بحلول العام 2050، وتصل نسبة من هم دون سن الخامسة عشرة الى 34 في المئة من هذا العدد الإجمالي وهي نسبة لا تزيد عليها إلا نسبتهم في الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى وهي 42 في المئة.

ذلك يعني أنه سيكون على الدول العربية أن تنمو أسرع من المعدل الذي كانت تنمو به من قبل حتى في سنوات الانتعاش النفطية، كي يمكنها التعايش مع الأوضاع عندما يكبر هؤلاء الأطفال ويبدأون في البحث عن عمل، وبما أن المعرفة، أكثر من الموارد الطبيعية أو رأس المال، هي أساس ثروة الأمم، فإن الدول العربية عليها الاستثمار في تعليم الأطفال كي يمكنها المنافسة في الاقتصاد الكوني، وإذا استمر معدل سرعة النمو وأنماطه الحالية مستقبلا، فمن الممكن أن نتخيل عالما من البطالة الضخمة، إحباط الشباب، والقمع والفوضى والعنف.

وبناء على ذلك، فإن هذه الدراسة تكرس اهتمامها بوضع الأطفال في العالم العربي، والعمل في إطار المقاربة الصحيحة للتنمية، والسعي لإثبات أن الاستثمار في الأطفال ضروري لتقدم المنطقة، وأن قصور الاستثمار فيهم لن يؤدي إلا إلى خنق التنمية وشل الاقتصاد وإحباط المستقبل.

محمد الوشيحي

الداب الاشهب

قبل كل شيء، أقدم اعتذاري على طبق من خجل لعدم نشر مقالة الثلاثاء الماضي…

رحمتك يا رحيم. شاهدتُ أمس صوراً قديمة لي أثناء خدمتي العسكرية على الحدود الكويتية – العراقية، تعود إلى نحو ست عشرة سنة. عليّ النعمة أرعَبَتني، ولا حول ولا قوة إلا بالله… إحداها يبدو أنها التُقطت لي ذات عصرية صيف قائظ. ظهرتُ فيها كما الداب* الأشهب، الحَنَش. لم يكن ينقصني إلا أن أتمدد في المساء على ظهري وأرفع رقبتي إلى الأعلى، فتظنني العصافير جذع نخلة هاوية وتقع على فمي فألتهمها بريشها، وفي النهار أتلوّى على صخرة، فإذا مرت غزالة شاردة قفزت وتلوّيت عليها فعصرتها وهشمت عظامها والتهمتها في لقمة واحدة. ولو شاهدني أهل البيئة لنقلوني مباشرة إلى محمية صباح الأحمد. كنت هيكلاً عظمياً طويلاً له حواجب، يضع في طرف فمه سيجارة، كائناً أشهب، نحيفاً، ممطوط القوام، أقرع الرأس، أشعر الذراعين. أعوذ بالله من كآبة المنظر.

ولا أتذكر اسم الأديب المصري الذي سُئل عن مدينته فقال: «أنا من قنا، وقنا… عذاب النار»، يصف شدة حرارتها. ولو أنه عاش معي على الحدود متنقلاً ما بين «سنام» و»البحيث» و»جريشان» لأدرك أن قنا قطعة من الجنة، أو قطعة واحد في الجنة! يا رجل، في صحراء البحيث، سقتها المزن، يمر عليك في اليوم الواحد سبعٌ وعشرون عقرباً وخمس عشرة حية وستة وثلاثون ضبّاً متشرداً. كرنفال. زحمة زواحف. الكتف على الكتف! وفي صحراء جريشان تشعر أن الشمس تتراجع تسع خطوات إلى الخلف ثم تندفع بأقصى سرعتها – وهي تشتم وتلعن – لترتطم برؤوسنا ووجوهنا وجباهنا، وكأننا قتلنا معيلها الوحيد. أحياناً ينتابنا إحساس أن الشمس ساديّة، تتلذذ بتعذيبنا… وأنت تقول لي «قنا عذاب النار»؟ أقول صلِّ على النبي بس ولا تسيّس السياسة، على رأي الدوقة سلوى الجسار. قال قنا قال.

وكانت المواقع الثلاثة المذكورة هي المنفى للضباط المغضوب عليهم والضالين. تماماً كما كان يحدث مع ضباط الشرطة الأسبان المغضوب عليهم، عندما تم نقلهم إلى مدينة الغجر في غرناطة. والغجر، كما هو معروف عنهم، يعشقون العزلة، لا يختلطون بأحد ولا يقبلون الغريب بينهم. وتعال شوف واقرأ حكايات ومذكرات هؤلاء الضباط وعذاباتهم.

وصورة أخرى التُقطت لي وأنا أتناول الغداء في ظلال سيارتي العسكرية وأضع على رأسي غترة مبللة تخفف انتقام الشمس، وأضحك ببلاهة وبؤس. ضحكة مرعبة مفزعة. اهِبْ يا أنا. تفحصت وجهي فتحيّرت، كيف كنت أحلق لحيتي دون أن تخرج عظامي على العلن؟ وتحيّرت أكثر، كيف كنت أقرأ الروايات والكتب في أوضاع وأوقات كتلك؟ أي مزاج هذا؟

وفي الصورة الثالثة، شاهدت لأول مرة في حياتي، حنشاً يرقص العرضة وفي يده بندقية، وفرحان. على ماذا؟ علم ذلك عند ربي وعند خبراء الزواحف.

واليوم أضع على وجهي كريماً مرطباً بعد الحلاقة، وأدهن جسمي بكريم «وايت ماسك» برائحة الفانيليا واللوتس، وأتناول غدائي في الشيراتون وعشائي في كراون بلازا، وبعد غد قد أتناوله في السجن المركزي. وهكذا دواليك ودواليب… وانتو شلونكم؟ وش جاب طاري هالسالفة؟

* الثعبان 

سعيد محمد سعيد

الشيشة والنقال

 

يبدو أن هناك أسبابا جديدة ستضاف إلى قائمة مسببات ودوافع الطلاق بين الأسر الخليجية والعربية، ولعلها تدخل ضمن (التطور التقني) والتحول في أنماط الحياة، أو ربما هي جزء من ضريبة العصر، لكن على أي حال، فإن المشاكل الأسرية المعهودة لا تحتمل إضافة مسببات أخرى كما ورد في بعض القصص التالية:

طلق مواطن خليجي زوجته بعد زواج دام لأكثر من عشر سنوات بسبب فاتورة هاتفه النقال، ولم يقبل الزوج أعذار زوجته التي تسبب جهلها بصدور الفاتورة حاملة مبلغا هائلا لم يكن يتوقعه، وكان الزوج، وهو أب لثلاثة أطفال، صدم بفاتورة هاتفه النقال، في الوقت الذي تقدم فيه شركة الاتصالات عرض شهر مجاني لعملائها، إذ استغلت فيه الزوجة العرض لتتصل بكل صديقاتها وقريباتها اللواتي انقطعت عنهن منذ زمن.

وبررت الزوجة لزوجها ما حدث بأنها كانت تجهل أن العرض يسري فقط على عملاء شركة الاتصالات، بينما راحت تثقل كاهل فاتورة زوجها باتصالات مختلفة ولساعات طويلة على عدة شركات أخرى.

ودفعت صدمة الزوج إلى تطليقه زوجته بعد عِشرة دامت لأكثر من عشر سنوات أنجبا خلالها ثلاثة أطفال، وذلك بعد نقاش حاد استمر بينهما لساعات.

قصة أخرى تقول إن زوجا عربيا يقيم في إحدى الدول الخليجية أصر على تطليق زوجته لإصرارها على مواصلة تدخين “الشيشة” بعد فشل محاولاته في نصحها بالتوقف عن هذه العادة الضارة، وتقدم الزوج بطلب إلى دائرة المحاكم في رأس الخيمة لتطليق زوجته، للضرر الواقع عليه وعلى أبنائه بسبب إدمان الأم لتدخين “الشيشة”وإصرارها عليها، وهو ما أدى إلى وقوع الخلافات بين الزوجين وصلت إلى أروقة المحاكم، وفي قصة مشابهة، طلق مواطن خليجي زوجته التي تبلغ من العمر 33 عاما وأم لثلاثة من الأطفال بعد فشل محاولاته في نصحها بالتوقف عن تدخين “الشيشة”، ولم تنجح محاولات الأقارب في تقريب وجهات النظر ونصح الزوجة، إلا أن الزوج أصر على إجراءات الطلاق، وخصوصا أنه كان امتنع عن التدخين منذ خمس سنوات نزولا عند رغبة الزوجة.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها كما وصفتها الصحافة، طلق خليجي زوجته نتيجة استخدامها غشاء البكارة الصيني الذي مازال يثير جدلا أخلاقيا في بعض الدول، واستخدمت الزوجة السعودية الغشاء الصيني في الذكرى الثانية لزواجها في محاولة منها لمفاجأة زوجها وإدخال السرور إلى نفسه وفقا لوجهة نظرها، إلا أنها فُجعت بردة فعل زوجها الذي أعلن طلاقها بعد أن أوضحت له سر استعادتها غشاء البكارة بعد عامين من زواجها، وقرار الطلاق جاء بعد غضب الزوج من استخدام زوجته هذا الغشاء وساورته الشكوك من استخدامها مثل هذا الغشاء الصناعي!

وعلى أية حال، هناك الكثير من القصص التي تثير القلق بشأن استقرار الأسرة الخليجية، لكن، لاتزال فئة من الناس تتجه بجنون نحو هدم الأسرة لأسباب أقل ما يقال عنها سخيفة.

سامي النصف

أنقذوا السودان قبل فوات الأوان

نزور ضمن وفد جمعية الصحافيين الكويتية ومنذ بداية الأسبوع جمهورية السودان الشقيقة، وقد التقينا العديد من الوزراء والمسؤولين ونأمل أن نلتقي غدا الخميس الرئيس عمر البشير في ولاية دارفور كي تكتمل لدينا صورة المشهد السوداني في حاضره ومستقبله خاصة ضمن الظروف الحرجة القائمة.

وقد لقي الوفد الإعلامي الكويتي المكون من الزملاء والزميلات: عدنان الراشد ود.هيلة المكيمي ومنى ششتر ودينا الطراح وخالد معرفي، كل الحفاوة والترحيب من قبل المسؤولين السودانيين ممن أخجلونا بكرمهم وتواضعهم وتقديرهم لما تقوم به الكويت في قطاعيها الرسمي والشعبي من دعم مباشر للسودان جعلها في مصاف أحد أكبر المستثمرين هناك.

وسنترك لمقال لاحق تفاصيل اللقاءات والزيارات التي تمت لسد مروى ومشروع سكة الكنانة وملتقى النيلين الأزرق والأبيض، والدور الكويتي الفاعل في «مملكة الذهب الأخضر» الذي وضع خطواته الأولى قبل 35 عاما صاحب السمو الأمير، حفظه الله، عندما كان وزيرا للخارجية وعبدالرحمن العتيقي وعبداللطيف الحمد ود.فيصل الكاظمي وموسى أبوطالب والسفير المرحوم عبدالله السريع، ولنطلق صيحة تنبيه وتحذير مما هو قادم سريعا للسودان، ومن ثم الدعوة لفزعة عربية تمنع نكبة وكارثة عربية أخرى أكبر وأشد من نكبة 48.

وعودة للوراء، ففي عام 83 ألغى الرئيس جعفر النميري اتفاقية الحكم الذاتي مع الجنوب السوداني التي عقدت عام 1972 في أديس أبابا وأعلن الحكم بالشريعة الإسلامية مما جعل الجنوب يعلن الثورة بقيادة جون قرنق وبدء حرب أهلية استمرت ما يقارب ربع القرن انتهت بعقد اتفاقية السلام في يناير 2005 والتي تضمنت اعطاء الجنوب السوداني حق تقرير المصير في يناير 2011 أي بعد أشهر قليلة.

وقد اخفقت الجامعة العربية وأمينها العام ـ كالعادة ـ في إعلان النفير العربي العام حول تلك القضية عبر خلق صندوق مالي عربي لدعم خيار بقاء السودان موحدا عن طريق مشاريع تنمية عربية وخليجية في الجنوب السوداني تدق لوحاتها وإعلاناتها في الطرق والقرى والمدن والساحات الجنوبية وإنشاء فضائيات وصحف جنوبية تُسوق للوحدة، فانقسام وانشطار السودان، لا سمح الله، سينتقل سريعا لباقي الدول العربية والأفريقية وسيصيح الجميع في يوم ما.. إنما أكلنا يوم أكل الثور… الأسمر!

آخر محطة:

1 ـ الشكر الجزيل لسفير السودان في الكويت د.الميرغني والوزير المفوض عبدالعظيم الصادق وسفير الكويت في السودان سليمان الحربي أو «سليمان السودان» كما أسماه وزير الإعلام السوداني المثقف الزهاوي إبراهيم مالك ولقطاع الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام السودانية الذين قاموا بتسهيل الزيارة وعملوا بكفاءة مميزة جعلت الرحلة تمر بسلاسة ويسر.

2 ـ يناير 2011 قريب في تداعياته العربية والإقليمية من مايو 48 والحاجة الآن ـ إن تعلمنا الدرس ـ لا لفزعة مسلحة من الجيوش العربية بل للفتة إنسانية توجه لأهل الجنوب السوداني وتجعلهم يؤمنون بفوائد البقاء ضمن الدولة السودانية الواحدة، لقد اختلفنا حول فلسطين فضاعت فلنتفق هذه المرة حول السودان كي يبقى ولنقف صفا واحدا حول الجهود الرامية للحفاظ على وحدة أراضيه.

3 ـ تجارب التاريخ تخبرنا بأن عمليات الانفصال تعمّد، رغم كل ما يقال، ببحور من الدماء وسلسلة حروب أهلية لا تنتهي.

4 ـ أخبرنا أحد كبار المسؤولين السودانيين بأن سفير الكويت الأسبق المرحوم عبدالله السريع الشهير بعبدالله جوبا (لحب أهل الجنوب له) لو نزل الانتخابات في الجنوب لحاز أصواتا أكثر من الراحل جون قرنق.

5 ـ سيرة جون قرنق هي نسخة من سيرة بشير الجميل الذي قتله إصراره على وحدة لبنان.

احمد الصراف

نعم ثانية للهجرة

أعترف بأنني دهشت، سواء لعدد أو لمدى حدة الردود التي وردت «القبس» وصحيفة الآن الإلكترونية والنقال على مقال «الهجرة من الكويت»! وعلى الرغم من أن غالبية الردود كانت سقيمة المعنى والأسلوب، ومنها ذلك الذي كتبه احد الكتاب، وهو يعرف نفسه، فان بعضا منها كان إيجابيا، وبعضها الآخر مؤدبا ومتسائلا، ولهؤلاء أكتب هذا التوضيح، ولكن قبل ذلك أود أن أبيّن أنني لم أهدد بالهجرة ولا أعتقد أن أحدا سيتأثر بأي من قراراتي الشخصية، فلست بالسياسي ولا بالشخصية العامة أو الفنان ليفتقد أحد -غير أحبتي- وجودي، بل كل ما هدفت اليه هو أن أبين مقدار أسفي من إقرار قانون اعتبرته القشة التي قصمت ظهر البعير، ولا يعني هذا أن البعير لم تنله ضربات أشد وأقسى من قبل من قوانين أكثر جورا وظلما، ولكنه صبر إلى أن فاض به الكيل فصرح وكتب ما كتب.
* * *
ما هي الكويت بالنسبة الى الكثيرين، أليست شعبا وأرضا وفوق هذا ثروة؟!
ومن الذي بإمكانه الادعاء بأن هذه الثروة، أو حتى الدخل البسيط، لم يكونا -وحتى الأمس القريب- العامل الذي جذب المواطن والمقيم للكويت منذ نشأتها وحتى اليوم؟ ومن سيبقى إن تبخرت هذه الثروة، ولم يجد الشعب عملا أو قوتا يقيمان أوده؟ وما الحكمة التي ارتجاها مشرعو الزمن الجميل عندما أقروا قانون «رصيد الأجيال القادمة»، والفريد من نوعه، ألم يكن في بالهم أن الثروة النفطية لن تبقى الى الأبد وستنضب يوما، وان عجز حكوماتنا المتعاقبة عن جعل الكويت مكتفية ذاتيا، ولو إلى حد ما، أو خلق بديل لتلك الثروة، كان وراء ذلك القانون، فقط لكي يجد أحفادنا مستقبلا ما يحميهم، ولو لفترة ما، من ذل السؤال والفاقة؟! فكيف إذاً نُصرّ على التصرف كالسفهاء، ونصرف ما في الجيب، خاصة على من لا يستحق، ونحن نعلم أن الغيب لا يعتمد عليه، وأنه قاس ومظلم؟!
نعم، سأهاجر عندما أُقر القانون في النهاية، ليس احتجاجا فقط، ولكن لأن تلك ستكون بداية الانحدار باتجاه خسارة بقية الحقوق وتكريس عدم الاكتراث بأي واجبات.. فهل ستنتظرون معي ذلك اليوم، أم أن علينا جميعا أن نحتج ونرفع الصوت من الآن ونطالب بتحكيم العقل، وألا ندع ثقافة الصحراء، التي تدفع بتناول الكلأ قبل جفافه، والماء قبل تبخره، تتحكم في أهوائنا ومقدراتنا، بحجة أن هذا هو حكم الديموقراطية، فاللعنة عليها إن هي سلبت وطني وأبنائي وأحفادي ضمان مستقبلهم!
أما بخصوص مواقفي من القوانين المالية الماضية، فأرشيف مقالاتي خير شاهد عليها، وبإمكان المتشكك والمعترض العودة اليها.

أحمد الصراف

احمد الصراف

مجرمون ومجرم سابق

كانت المواطنة (..) تعاني أمراضا نفسية. وقد فشل أهلها في تقديم العلاج المناسب لها، وهنا فكر خمسة منهم، ثلاث نساء ورجلان، في اصطحابها لتلقي علاج غير تقليدي.. وهكذا ذهبوا بها إلى «رجلي دين»، الاول أردني والثاني مصري، وبعد الفحص والبسملة والحوقلة وإشعال البخور والتمتمة ببعض الجمل غير المفيدة، أكدا لأهلها أن «نتيجة الفحص» بيّنت ان الفتاة تشكو «مسّا شيطانيا»، وان علاجها يتطلب اخراج الجنّي من جسدها، وأداة إجبار الجسد على لفظ الجني خارجا هي العصا!
وعندما اقتنع أهل الفتاة بصحة التشخيص، قاموا، منفردين ومجتمعين، بضرب قريبتهم ضربا مبرّحا، فأصابها هياج شديد من اثر الضرب، فسقطت على الأرض مغشيا عليها، وماتت بعدها بلحظات، وربما في اللحظة نفسها التي غادر فيها «الجني المزعوم» جسدها البريء من كل مس!
وقد نظرت محكمة الجنايات في الأسبوع الماضي قضية المتهمين الخمسة من اقارب الفتاة الضحية، ومعهم رجلا الدين، او الشيخان ــ كما يحبان أن يخاطبا ــ وقررت ارجاء المداولة حتى 27 لحين حضور ضابط الحادثة.
وهنا نتساءل: هل سيأتي اليوم الذي سننتصر فيه على أي عدو؟.. وحتما لا أقصد هنا اسرائيل، فالجهل والتخلف المستحكمان في امورنا وحياتنا اكبر منها بكثير، وبيننا امثال هؤلاء الجهلة السفلة.. وأليس هؤلاء، ومثلهم ذلك الداعية والامام والنجم التلفزيوني، الذي سبق ان تسبب قبل سنوات قليلة في اقتراف جريمة قتل مماثلة في حق مواطن، الذي لا نزال ننتظر منه تنفيذ تهديداته، أليسوا جميعا نتاج هذا المجتمع الذي يعتقد البعض انه اصبح اكثر عفة وفضيلة وشرفا مع الصحوة المباركة؟!
وهل أُلام إنْ قررتُ الهجرة إلى الأبد من ديار الأحبة؟!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

آسف

فالمليارا دينار على أقل تقدير لشراء فوائد القروض كفيلة بأن تبني دولة وأكرر دولة بشوارعها وقطاراتها ومدارسها وملاعبها على حد تعبير المرحوم خالد النفيسي، فما الجدوى إذن من أن نسقط فوائد القروض ونكافئ المقترض على قراره الخاطئ الذي أرهقه؟

لذا فأنا أعتذر بأنني لم أتخذ قرار القرض، فكانت النتيجة أن أعاقب لاتخاذي القرار الصحيح! وآسف أيضا لأنني صرت في مركب واحد مع نواب كمحمد المطير وجاسم الخرافي!

***

اعتقدت أن القانون هو الدولة، فدافعت عنه وحرصت عليه حتى إن كنت غير مقتنع به، وإن كبّلت يداي فلا أستطيع الذهاب إلى المحكمة الدستورية لأرفض ما أراه غير دستوري، وعلى الرغم من كل هذا فإنني كنت مدافعا عنه حريصا عليه، لكن على ما يبدو أن الخروج على القانون هو الدولة وهو الهيبة وهو القوة، فمن وقف مع القانون هو من تسبب في أزمة الرياضة، ومن رفض الفرعية هو الحاقد الطبقي العنصري، ومن طالب بالدستور هو العلماني الكافر الذي يرفض شرع الله، فالرجولة هي كسر القانون بل محاسبة ومعاقبة من يرغب في تطبيقه، وعليه فأنا آسف أيضا لسوء فهمي وتمسكي بالقانون، الله يهديني.

***

أنا من جيل مسلسلات الغرباء «كامل الأوصاف» ومدينة الرياح «علقم» وقد رسخت هذه المسلسلات التي كنت أعتقد أنها هادفة بألا بقاء للظلم، وأنه زائل لا محالة، ولكن فيما يبدو أنها كانت مجرد مسلسلات أطفال تسليهم وتلهيهم وتريح الأهل من إزعاجهم، لذا فهذا اعتذار أخير مني لأنني كنت أعتقد فعلا أن الخير لا بد أن ينتصر.

 خارج نطاق التغطية:

 الزميل سعد العجمي أشرس المدافعين في الصحافة عن التكتل الشعبي، وهو أمر نحترمه ونقدره إن كان موضوعيا في دفاعه، كتب العزيز سعد يوم أمس مقالا يرد فيه على أخي الكبير أحمد عيسى يدافع فيه عن النائب علي الدقباسي ويعدد مناقبه وفضائله وشمائله، قد يكون كل ما قلته يا عزيزي سعد صحيحاً، ولكن كل ما قيل يسقط لأن الدقباسي شارك وفاز في فرعية أو تشاورية كما هو المصطلح الجديد، وهو فعل يقسم أبناء الوطن كما فعل الجويهل.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

قضايا الاثنين

رغم الوضع البائس جدا للقضية الفلسطينية فلا يوجد في الأفق أي بوادر حل للخلاف المستشري بين فتح وحماس على السلطة، فهناك عدم ثقة بين الطرفين، إضافة الى عدم ثقة بين الطرفين وأي وسيط يتدخل بينها، حيث يُتهم عادة بأنه منحاز للطرف الآخر وحتى خيار الانتخاب والاحتكام للشعب أصبح خيارا مرفوضا ويشترط ان يسبقه توافق بين الأطراف التي لا ترضى قط بأن.. تتفق..!

«من شاف ليس كمن سمع»، لولا المعابر الرسمية وسكوت السلطات المصرية ورضاها عن الأنفاق لاستسلم ومات القطاع، حيث لا زراعة ولا صناعة ولا عمل ولا مال هناك عدا ما تدفعه السلطة من رام الله من رواتب تمر عبر البنوك الإسرائيلية لعشرات الآلاف من الموظفين في غزة، البضائع القادمة من مصر مدعومة ورخيصة بعكس البضائع القادمة من المعابر الإسرائيلية حيث يباع لتر البنزين الإسرائيلي بـ 6 شيكل والمصري المهرب بـ 1 شيكل.

أسرّ لي احد الزملاء إبان زيارتنا لغزة بأن القياديين الثلاثة الذين التقيناهم من «الدكاترة» وكانت ملاحظتي هي الإعجاب بقدرتهم على التفكير والتنظير وتناغم أقوالهم، حيث لا تناقض بين ما يقوله هذا المسؤول أو ذاك، الا انني ذكرت الزميل بأن من أضاع غزة والقدس بالأمس ـ مع الفارق الكبير بالطبع ـ هم للمصادفة.. ثلاثة دكاترة!

ففي فبراير 1966 حدث انقلاب في سورية أوصل للحكم ثلاثة دكاترة أطباء جمع بينهم اشتراكهم في حرب تحرير الجزائر هم د.نور الدين الاتاسي رئيس الجمهورية ود.يوسف زعين رئيس الوزراء ود.ابراهيم ماخوس وزير الخارجية، وقد زايد ودغدغ وتشدد الثلاثة وأعلنوا بدء الحرب الشعبية لتحرير كامل التراب الفلسطيني وتحويل دمشق الى «هانوي العرب» ورفضوا الحلول الاستسلامية وصمت الرئيس عبدالناصر على مرور السفن الإسرائيلية عبر مضائق تيران مما جعله يأمر بإغلاقها وبدء حرب حزيران 67 التي أضاعت ما تبقى من فلسطين إضافة الى احتلال أراضي 3 دول عربية أخرى، والغريب ان تلك الحرب الشعبية التي يفترض ان يؤججها احتلال تلك الأراضي لم تبدأ بعد ذلك قط ولم يسمع بها احد.

استغرب كثيرون مما ذكرناه من وجود جسر ضخم فوق قناة السويس تمر من تحته السفن العابرة وقالوا انهم لم يعلموا بوجود ذلك الجسر الذي انشئ بدعم ياباني ويربط قارتي آسيا وافريقيا، وقد تم افتتاحه دون ضجة في اكتوبر 2001 بعكس ما كان يحدث ابان الحكم الثوري وطنطنته الكبرى تجاه مشروع السد العالي الذي هو في النهاية سد عادي يقام العديد من امثاله وأكبر منه في دول العالم الثالث كالهند والبرازيل وكازاخستان.. إلخ.

والحقيقة ان عدم الانجاز في مرحلة الثوريات التي تفرغت للحروب والنكسات جعلها تطبل وتزمر لمشروع السد غير العالي حيث لا يعد من الأعلى أو الأكثر تخزينا للمياه في العالم كما أتى في كتاب «Top 10» الموسوعي الشهير، اما حقبة الانتصار والانجاز القائمة فلا تجد لديها حاجة للتهليل والتطبيل لكل انجاز يتم حتى لو كان بحجم ذلك الجسر الرائع، وقديما قيل «من يتكلم لا ينجز ومن ينجز لا يتكلم».

آخر محطة:

من الأمور المستغربة هذه الأيام ان كثيرين مازالوا يلبسون الدشاديش البيضاء ونحن في عز الشتاء.

احمد الصراف

هل تنجح موضي؟

تردت مقررات المدارس الحكومية وتخلفت الأنظمة التعليمية وقواعد الرقابة على أداء المعلمين في العقود الثلاثة الأخيرة إلى مستويات بائسة وخطيرة، نتج عنها أن ولاء الكثير من المخرجات التعليمية أصبح للقوى الدينية والسياسية في الخارج، أكثر مما هو لوطنهم، مما نتج عنه فقدان الهوية لدى هؤلاء وإصابتهم بتشويش فكري واضح بسبب تداخل الديني والوطني في أذهانهم، الأمر الذي نتج عنه كل هذا الدمار في الممتلكات والخسائر في الأرواح التي فقدت في الكثير من العمليات الإرهابية دون هدف تحقق، والتي لا تزال الكثير من آثارها نائمة تنظر لحظة الانقضاض المقبلة.
وفي حركة، نتمنى أن تكون محسوبة، بدأت وزارة التربية اخيرا بالاتجاه نحو تعزيز المواطنة الصالحة في المدارس الحكومية والتأكيد على دور قيم التسامح والتشديد على ضرورة محبة الآخر واحترام أفكار الغير ومعتقداتهم، وما لكل هذه الأمور من أهمية في بناء الشخصية السوية وتهيئتها لمواجهة الظواهر الدخيلة والهدامة التي غزت مجتمعنا الصغير في السنوات الثلاثين الماضية، وأيضا لمواجهة الأزمات الطائفية والعرقية المتكررة، وربما المفتعلة، الأخيرة التي أصبحت تواجهها الكويت بشكل متكرر.
قد يكون الحلم سهلا وتدبيج الخطة أكثر سهولة، ولكن التطبيق على أرض الواقع هو الصعب، وأقرب للاستحالة.. إلا قليلا، ولكن بالإصرار والعزم المستمر يمكن أن ننقذ ما تبقى من عقول النشء من طغيان التعصب الأعمى، والتشدد ضد الآخر، ورفض المختلف، وهذا لا يمكن أن يتم دون الاستعانة بالخبرات العالمية في تطوير مناهجنا، وهو الأمر الذي سبق ان أكدنا عليه لسنوات وسنوات من خلال المقالات والمقابلات، فبغير الاستعانة بهم لا يمكن الوصول الى شيء إيجابي بسبب عدم جدوى الاستعانة بـ«الخبرات» السابقة نفسها، العربية أو المحلية، في إعادة النظر الشاملة في مناهج مدارسنا التي أتلفت بكاملها على أيدي هؤلاء.
نتمنى النجاح للوزيرة السيدة موضي الحمود في ما فشل فيه من سبقها من وزراء، هذا على افتراض أن أيا منهم حاول أصلا القيام بشيء، وربما كان المرحوم أحمد الربعي الوحيد الذي «فكر» في القيام بانقلاب ما قريب من ذلك، ولكن عدم قدرته على وقف قانون الاختلاط قضى على بقية أحلامه ونواياه.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

بعيداً عن المصبنة

أشهد أن الدكتور محمد العوضي، الإعلامي الشهير، الكاتب في جريدة «الراي»، ألذ وأشهى من «بسكويت السعادة». تأكل أصابعك وراه، وتأكل القرطاسة أيضاً. وأشهد أن حديثه ممتع، خصوصاً عندما يجلس فوق الطاولة ويكون في قمة مزاجه ويبدأ كلامه بلزمته المعروفة: «يا مولانا الوشيحي»… عليّ النعمة أن هذا النحيف الذي يوحي إليك وجهه أنه لم يضع شيئاً في فمه منذ السبت الماضي، لو أراد إضحاك الجالس على قبر أبيه لاستطاع إلى ذلك سبيلاً. دع عنك ما تقرأه في مقالاته: «وقد أورد هذه الحجة العالم الجليل شاكر حتاته البردعوني في كتابه (طبّق حنّا طبّق ماش) لدار الكبسولة للنشر، في باب (المرقوق والطابوق) وبيّن فيه تجليات اصطدام حبيبات التقشر القطعي، هذا وقد خالَفه المفكر أبو قينقاع الزردعوني…».

دع عنك مصطلحاته هذه وأسماء علمائه ودور نشرهم فهي عدّة الشغل التي يحملها على كتفه صباح كل يوم. واجلس معه جلسة رائقة وستدعو لي نائماً وقائماً.

هو مطّلع لا شك في ذلك ولا عك، وهو يختلف من حيث المبتدأ والخبر عن «مصبنة التديّن» الذين يرون كل من يرفض الشعوذة خارجاً عن الملة بتذكرة «ون وي»! أنت لا تصدّق محاولة الجني الخروج من العين اليسرى للملبوس؟ ولا تصدق أن «الشيخ العالم المعالج» يهدد الجني فيضطر الجني إلى الإذعان والتسلل عبر الإصبع البنصر في القدم اليسرى خاسئاً وهو حسير، أنت لا تصدق هذا؟ إذاً أنت علماني ليبرالي من يهود القوقاز. اللي بعده.

تصرخ في وجوههم: هل سمعتم يوماً أن ابن باز رحمه الله تحدث مع جنيّ؟ أو هل سمعتم أن الدكتور عجيل النشمي مثلاً أمسك بعصا وجَلَدَ بها ظهر عجوز بحجة أن جنّياً ذكراً ترك فاتنات النساء في الكرة الأرضية وجاء ليتلبّس هذه العجوز المغلوبة على مرض مفاصلها وارتفاع ضغطها وسكّرها؟ كم هو فاحش هذا الجني، وكم هو عديم ذوق. طيّح الله حظه. اعنبوه ترك فاتنات الجامعة وحسناوات المقاهي والحفلات وتوَرسَلَ هذه العجيّز التي لا تقرأ ولا تكتب. أو جنية تركت وائل كفوري وبراد بيت وتوَرسَلتْ شيخاً طاعناً في الانحناء لم تعد تنفع معه الحبوب الزرقاء.

ما علينا. قبل فترة، كتبت الكاتبة السعودية نادين بدير مقالة قرأها الكثير من الناس، تقول فيها ما معناه: لماذا يحق للرجل الزواج من نساء أربع، ولا يحق للمرأة الزواج من رجال أربعة؟ وراحت تفصّل وتطرح الأمثلة أرضاً.

وبعيداً عن ردود الباحثين عن الشعبية، وما أكثرهم، جريتُ مهرولاً إلى مقالات الدكتور العوضي كي أقرأ الرد المفحم الملجم بالأدلة والوثائق والمستندات. فوجدته متشعبطاً على جدار كلمة قالتها نادين، تاركاً لبّ الموضوع وصفار بيضه. وهات يا شتم واستهزاء بالكاتبة مخلوطاً بما قاله العالم الجليل «شحتة السندويني» في كتابه «الطرطعاني في المعاني» لدار عيون المها للنشر. فخرجت من مقالاته أضرب صدغاً بكف وكفاً بصدغ، والبادئ أظلم.

فيا مولانا العوضي، رحم الله جدك الأكبر، تأكد أننا تعرضنا لمثل هذا السؤال كثيراً في أسفارنا: لماذا يحق للرجل المسلم الزواج من نساء أربع، ولا يحق للمرأة الزواج من رجال أربعة؟ وأعلنّا بعد جدل عَجْزَنا عن الإجابة، وأحلنا السائلين إلى مفكرينا ومشايخنا، وأنت منهم. فإما أن تقول يا مولانا: «لا أعرف الإجابة»، أو «هكذا هو ديننا»، أو فلتطرح حجتك وردك المقنعين، بلا شتائم، أو بشتائم إن أردت، كي نستخدم حجتك نحن أيضاً.

هذا، وندعو الله أن يحشرنا وياك مع علمائك الأجلاء السندويني والزردعوني والبردعوني ودور نشرهم. وجزاك الله خيراً.