سعيد محمد سعيد

البضائع الرخيصة المجانية: فضائح السنة والشيعة (2)

 

انتهى الحديث في الحلقة الأولى من هذه السلسلة يوم الأحد الماضي، بعد تقديم موجز بشأن شكل الصراع الطائفي البغيض وتبادل الاتهامات والتشويه والعداء بين السنة والشيعة في الوسائط الإعلامية الحديثة على شبكة الإنترنت، بإشارة لاستعراض بضع نماذج هي متوافرة دون شك على الـ “يوتيوب” ومنها ما هو مستقطع من مشاهد بثتها بعض القنوات الفضائية الهادفة للفتنة، ومنها ما هو قادم من كل حدب وصوب.

ولابد من التأكيد مجددا، على أن صراع (الفضائح الخفي)، لا يستثني طائفة دون أخرى طالما أن الهدف الحقيقي من ورائها هو اشعال فتيل الفتنة والعداوة والتناحر بين أبناء المجتمع الإسلامي، وليس كما يدعي تجارها من أن عملهم المتستر في الحجرات المظلمة هو: “الدفاع عن الدين الإسلامي والتحذير من الروافض من جهة، أو من النواصب من جهة أخرى”، فكلا الطرفين، لا ينتهجان القاعدة الدعوية الإسلامية الواضحة التي حددها القرآن الكريم في الآية الشريفة: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” النحل 125، وفيها قال بعض المفسرين: “إن الخطاب لكل من يصح أن يتوجه إليه الخطاب”، مع تقسيمات لسنا في وارد شرحها.

بالنظر الى موجة الكراهية المعتمدة على الوسائل الإعلامية الحديثة لترويج البضائع المجانية الرخيصة، فإنه ما من شك في أن أسلوبها لا يتوافق اطلاقا مع الآية القرآنية الكريمة!ولا تتمحور أبدا على ركائز الحكمة والموعظة الحسنة، إنما هي شكل متجدد رديء من أشكال إثارة الأحقاد الطائفية والعداوات، وهي على أي حال، لا تلقى قبولا لدى المعتدلين والصالحين من أبناء الأمة، ويكتفي بها من أصيب بمرض الطائفية قبل ولادته وسيبقى معه حتى يوم وفاته.

هناك نماذج عديدة لخطابات أقل ما يقال عنها “عدائية وتحريضية” منتشرة بصورة كبيرة على اليوتيوب، وفي مجملها يتحدث معممون متشددون من الطائفتين السنية والشيعية ضد طوائف بعضهما بطريقة تلعن رموزا دينية يفترض أن يحترمها جميع المسلمين أو تكفر أتباع طائفة بكاملها، لكن للأمانة، وكحال الكثيرين من أمثالهم، فهم لا يمثلون أي مذهب بقدر ما يمثلون أنفسهم، وخطابهم ليس خطاب مذهب إسلامي متسامح قطعا.

لماذا؟ وما هي أسباب ودوافع هذه الخطابات؟ سيأتي الجواب مستقبلا.

سامي النصف

وداعاً للمتفائل المبتسم دائماً

تولى الفقيد وليد خالد المرزوق رئاسة تحرير «الأنباء» في مرحلة حرجة من تاريخها وتاريخ الكويت وهي الفترة الممتدة من عام 90 حتى عام 95 والتي حفلت بقضايا كبرى ابتدأت بالغزو وانتهت بمرحلة إعمار ما دمر.

فبعد مرحلة قصيرة من تولي أبي خالد رئاسة تحرير جريدة «الأنباء» تم غزو الكويت وكان خارجها آنذاك فاتجه مع أخت الرجال شقيقته بيبي لإصدارها من القاهرة، حيث كانت أول جريدة كويتية تصدر ابان الغزو وتوزع بالمجان في الدول العربية وأوروبا لإثبات أن الكويت باقية رغم ما حدث ولبث روح التفاؤل بين الكويتيين في الداخل والخارج.

ومع تحرير بلدنا الذي تنبأ وكتب عنه المتفائل دائما المرحوم وليد خالد المرزوق، بدأت عملية اعمار الدمار وكانت القوات الصدامية قد تعمدت ألا تبقي في دار «الأنباء» حجرا على حجر، حيث سرقت المطابع ودمرت المكاتب وكتب اسم هولاكو العصر صدام على كل ركن وزاوية من الجريدة.

وقد التقيت الراحل مرارا وتكرارا في الجريدة أحيانا، وعلى الطائرة أحيانا اخرى، حيث كثيرا ما كان يفتح باب كابينة القيادة ليطل أبو خالد باسما ومسلما على الطاقم وكانت اغلب رحلاته الى القاهرة، حيث توجد أعمال شركاته.

فرحم الله راحل الكويت وليد خالد المرزوق وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان (وإنا لله وإنا إليه راجعون).

آخر محطة:

ما أحب الناس عبدا الا وأحبه الله فقد امتلأت المقبرة وديوان عائلة المرزوق الكرام بآلاف المعزين، فلله ما أعطى ولله ما أخذ وعزاؤنا ان فقيدنا أبا خالد باق بأفعاله الخيرة وسيرته العطرة بين الناس.

علي محمود خاجه

أدخلوا العريفي

شخصياً، فإن السيد السيستاني بالنسبة لي هو عالم دين جليل لا أتبع مرجعيته، ولكن أجلِّه كثيراً، وبالنسبة لي شخصياً فهو أقرب بل أفضل من الشيخ محمد العريفي بكثير، لأنه على الأقل لا يصف شيوخ الدين وإن اختلفوا عقائدياً معه بالزندقة والفجور.

لمن لا يعرف فإن السيد علي السيستاني يعتبر مرجعاً شيعياً مهماً جداً، ولمن لا يعرف أيضاً، فإن أي مسلم شيعي من الواجب أن يكون له مرجع يقلّده فالتقليد واجب وليس اختيارياً، أي أنه لا تصح العبادات أو الأحكام الشرعية من دون تقليد إذا كان الشخص غير قادر على استنباط الأحكام الشرعية بنفسه. وجزء كبير من شيعة الكويت إن لم يكونوا غالبية الشيعة هم من مقلدي السيد السيستاني، بناء على هذا الأمر فإن ما قاله الشيخ العريفي ليس شأناً سعودياً عراقياً، كما وصفه النائب وليد الطبطبائي، بل هو مساس مباشر باختيار كل مقلدي السيستاني والكويتيين منهم على وجه الخصوص.

أذكر هذا الكلام لوصف الحالة فحسب لمن يجهلها ويجهل خلفياتها ويعتقد أن تصعيد البعض هو لخلق البلبلة فحسب.

لكن، ولأنني مؤمن بحرية التعبير والاعتقاد والقانون، فإنني بالتأكيد أرفض سلوك المنع ووضع الأقفال الحديدية على الكويت والتضييق يوماً بعد يوم على الرأي والاعتقاد والعقيدة والفكر، على مر عامين منع السيد الفالي من الدخول فهب التيار الديني الشيعي، وتحدث عن حرية التعبير ورفض تكميم الأفواه وسكت أغلب البقية، ومنع بعدها الأستاذ نصر حامد أبوزيد فهب التيار المدني مطالباً بحرية التعبير وسكت أغلب البقية، واليوم منع الشيخ العريفي فهب التيار الديني السُنّي منادياً بالحرية وسكت أغلب البقية.

ليدخل الفالي وأبوزيد والعريفي مهما اختلفنا أو اتفقنا معهم، فالحرية لا تتجزأ، ولمن يجد أن أحدهم أساء إليه أو إلى معتقده فليتقدم بشكواه والقضاء هو الفيصل، أما أن نجعل الكويت وكالة بألف بوّاب كل له مزاجه في من يدخل ويخرج، فإن هذا يعني أننا لسنا في دولة، فلا يعتقد الشيعة اليوم أو التيارات الدينية السُنيّة من ذي قبل أنهم انتصروا، فهم لم يزيدوا الكويت إلا قيداً كريهاً آخر، أما التيار المدني المأسوف عليه فعليه أن يكون جريئاً واضحاً وصريحاً وليطالب بدخول العريفي وغير العريفي، ولتسري الحرية في العروق قبل أن تقضي ثقافة المنع على ما تبقى من مجتمعنا.

ملاحظة: اقتبست مسألة وجوب المرجعية حرفياً من موقع «ويكيبيديا» العربي.

خارج نطاق التغطية:

لم تقم اللجنة الأولمبية الكويتية إلى اليوم بإرسال ربع رسالة إلى اللجنة الأولمبية الدولية بعد مرور أسبوعين من إيقافنا أولمبياً، سؤال بسيط، هل فعلاً يستطيع أحد مواجهة أحمد الفهد؟

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

وباء «التعميم» القاتل

وباء خطير يجتاح البلاد له تداعيات أشد وأقسى علينا بكثير من وباء إنفلونزا الخنازير، ذلك الوباء هو «التعميم» الذي يدل على السذاجة والتسطيح وقلة الثقافة العامة ويتسبب تفشيه وانتشاره السريع والواسع في تشطير وتقسيم البلاد وضرب وحدتها الوطنية في مقتل.

 

فما ان يتضايق حضري من ممارسة موظف قبلي او العكس حتى يعمم ما يشعر به على جميع الآخرين، والأمر كذلك بين منتمي الطوائف المختلفة فأي غلطة او هفوة لشيعي او سني يتم تحميل كل المنتمين الآخرين لهذا المذهب او ذاك تبعات تلك الغلطة او المقولة.

 

وقد حاول البعض ان يستخدم ثقافة «التعميم» الخاطئة لتحميل المال العام كلفة تقارب 30 مليار دولار (8.5 مليارات دينار) عبر تعميم خطأ، تعرض له مقترض، على 270 الفا من المقترضين الآخرين دون دليل أو قرينة تثبت ان الجميع تعرضوا لمثل ذلك الخطأ.. إن تم!

ومثل ذلك قانون البدون الذي ساوى و«عمم» حقوق من تواجد على أرض الكويت منذ الستينيات ويستحق الجنسية حسب القوانين المرعية، ومن قدم إليها في التسعينيات او حتى بعدها من أصحاب «الهوسات»، وقد تلقيت في هذا السياق رسالة من الزميل الكاتب فيصل حامد السوري المقيم في الكويت منذ أكثر من 50 عاما (نصف قرن) يشتكي فيها مر الشكوى من وضعه القائم ويطلب لقاء المسؤولين لرفع معاناته المستمرة مع الإقامة والكفلاء.

 

ومن قضايا التعميم المسيئة مسميات قميئة وقبيحة مثل «أصحاب الدماء الزرقاء» غير المسبوقة في القواميس السياسية والإعلامية للدول الأخرى والتي يطلقها من يشاء على من يشاء بقصد الإساءة دون ان يعلم مطلقها بأنه يسيء لنفسه قبل غيره كونه يقر بالدونية تجاه الآخرين فهم حسب مقولته اصحاب دماء أنقى وأطهر من دمائه، والغريب ان من توجه لهم تلك السهام الظالمة من الأبرياء لم يقل أحد منهم قط إن دمه او وضعه أفضل من الآخرين، فهل بعد تلك المظلمة مظلمة؟!

 

آخر محطة: ضمن المبادرات الطيبة والمعتادة لـ «السفراء» عبدالعزيز البابطين توجه وفد شعبي كويتي صباح امس للرياض حيث التقى سمو الأمير الملكي سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض وسمو الأمير الملكي احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية قبل ان يلتقي بعد الظهر بولي العهد السعودي سمو الأمير الملكي سلطان بن عبدالعزيز للتحمد له بسلامة الوصول بعد رحلة علاجه بالخارج وقد حمل كبار المسؤولين السعوديين الوفد الكويتي أجمل وأطيب التحيات للكويت قيادة وشعبا.. وشكرا وما قصرتوا.

احمد الصراف

الغضب الساطع آتٍ

ما نقرأ عنه في الصحف والمطبوعات ونشاهده في السينما والأفلام الوثائقية ورسائل الإنترنت ومقاطع اليوتيوب وغيرها من وسائل الإعلام، إضافة إلى ما نراه رأي العين من مسيرات وتظاهرات الغضب والألم التي تخترق شوارع مدن الحزن والبلاء من أرخبيل أندونيسيا وحتى أطلس المغرب، كلها وأقل منها، كافٍ لإلقاء الرعب في أقسى القلوب وإرسال قشعريرة لأقوى فقرات الظهر وبث الهلع لدى سياسيي أعتى الأنظمة، فهذا الغضب الإسلامي والتظاهرات الدموية والسيوف التي تقطر دما والرؤوس الموشحة بأربطة سوداء وصفراء وحمراء، والسلاسل التي تلهب الظهور والأكف التي تحرق الصدور والوعيد الملهب للحناجر، متوعدة الأعداء من غربيين وكفرة ويهود، وحتى مسلمين عرب وعجم، بأبشع النهايات، وكل تلك العيون الفلسطينية واللبنانية والإيرانية والعراقية وغيرها التي تقدح شررا، وهي تسمع خطبا نارية تقطر دما وتفجر النفوس وتدفعها للجهاد والموت في سبيل العقدة والعقيدة، مع ما يصاحب ذلك من صور أطفال يتوعدون «أعداءهم» بالموت والأحزمة الناسفة تطوق صدورهم والقنابل تتعلق بأحزمتهم والشعارات المتطرفة تملأ الفضاء من حولهم، وأمهاتهم وآباؤهم يهللون ويزغردون خلفهم، متمنين لهم الشهادة في سبيل الوطن والدين، متوعدين الغرب وإسرائيل والعالم الآخر برمته بالقتل والسحل والموت والدمار، كل هذه ما هي إلا بدايات نهاية العقل والمنطق لدينا، مع كل آثار كراهية الاخر المتمثلة في العمليات الانتحارية، ما ينفذ منها وما يحبط، وما تنشره من موت ودمار عبثي وسط مناحات وأدخنة سوداء تملأ فضاءات المدن والعقول في كل مكان، وما يتبعها من ردود فعل وتشدد ضد كل ما هو عربي وإسلامي في الشرق والغرب، ليطاردوا كحثالات البشر وآفات وأوبئة يجب التخلص منها بإبعادها ليفقد الآلاف مصادر عيشهم ويطردوا من أعمالهم ويرحلوا لسابق أوطانهم، حيث الاعتقال والاستجواب والتعذيب وربما الفناء الأبدي!
نعم العالم مصدوم ومبهور ومندهش وخائف من كل هذا الغضب الديني والزخم العقائدي الذي نصدره لهم كل يوم في مختلف الصور والأشكال، ولكن هل نحن حقا بكل هذه القوة النفسية والعسكرية والعلمية، لكي نشكل تهديدا حقيقيا للسلم العالمي؟ الجواب «لا» كبيرة، فلا قوة ولا حول لنا في أن نشن حربا أو نفوز في معركة ضد أي من أعدائنا، صغر أم كبر! ولكن هذا لا يعني أن حكوماتنا، المعنية أكثر من غيرها بالأمر، يجب أن تترك الأمور على الغارب، فإمكان حصول قلة مجنونة منا على أسلحة دمار شامل ووضع العالم على شفير الهاوية، أو التسبب في فناء جزء كبير من البشر لا تزال قوية، وأن علينا السعي بكل ما نملك لوقف هذا المصير المظلم الذي سنكون أكبر ضحاياه! ولكن هل باستطاعتنا حقا القيام بأي شيء لوقف الكارثة القادمة لا محالة، هاجرنا أم لم نهاجر؟

أحمد الصراف

سامي النصف

العرب بين القيادات الحكيمة والغاضبة والاستعمار!

مع بداية هذا العام زرت غزة (فلسطين القديمة) والسودان (فلسطين الجديدة) وبذلك اكتملت لدي صورة وطننا العربي الكبير بعد ان زرت جميع دوله وأصبحت مؤهلا لتقسيم دولنا العربية بشكل أفضل من تقسيم الأستاذ محمد حسنين هيكل (دول القلب ودول الأطراف) الذي لم يزر إلا 5 دول عربية كونه يمضي كل أوقاته وجل اجازاته في أميركا وأوروبا (العدوة)!

 

فلا شيء يجمع دول القلب (بيروت، القاهرة، بغداد، دمشق.. الخ) ولا شيء يجمع كذلك بين دول الأطراف (الدار البيضاء، مقديشو، جيبوتي، مسقط، ابوظبي.. الخ) لا في التوجه السياسي ولا الانجاز الحضاري ولا حتى المستوى المعيشي عدا عن عنصرية هذا الطرح ممن يدعي الايمان بالقومية العربية وهو المحارب الأول لها عبر تقسيم أبنائها وتصنيفهم بشكل مهين بين أهل حضارة وأهل بداوة.

 

فالفارق الوحيد بين دولنا العربية يكمن في الانجاز الذي سببه المباشر هو نوعية الإدارات الحاكمة فأغلب الدول العربية التي تملك كل شيء من نفط وماء وطقس وسياحة واتساع أراض والمؤهلة لان تصبح أغنى دول العالم حيث لا ينقصها شيء من مقومات الثراء الحقيقي، هي في الواقع الأفقر بسبب القيادات الثورية الغاضبة التي حكمتها، واما الدول العربية المنجزة فهي الأقل بالموارد حيث لا تملك إلا النفط المتوافر لدى الآخرين الا انها الأكثر ثراء وتقدما بسبب القيادات الحكيمة التي احالت الصحارى الجرداء إلى جنات خضراء.

 

نذكر تلك الحقيقة ونحن في بداية عقد جديد يجب ان نقرر خلاله مستقبلنا ومنهاج حياتنا فإما مسار الحكمة والهدوء والسعادة والانجاز، واما مسار الغضب والحقد والتعاسة و«التقدم للخلف» المعتاد حتى ينتهي الحال بنا كحال الدول الثورية التي زرناها والتي تتمنى شعوبها المغلوبة على أمرها ولو جزءا قليلا من الرفاه الذي نعيشه والذي لا يشعر به ضحايا ظاهرة «الظلم الكاذب» المتفشية لدينا هذه الأيام.

 

آخر محطة: 1 ـ مع تواتر الانباء عن كارثة زلزال «هاييتي»، نتذكر اننا نعيش في بلدان آمنة من الزلازل والبراكين والأعاصير والثلوج والسيول.

2ـ يذكر راحلنا الكبير د.احمد الربعي انه قال لبائع سمك في احدى الدول الثورية ان أسعاره أغلى بكثير من الأسعار في عهد الاستعمار فأجابه البائع: ارجع لنا عهد الاستعمار وخذ السمك بالمجان.

(3) ويروي الزميل العزيز فؤاد الهاشم انه سأل ذات مرة مرافقه حال وصوله لمطار احدى الدول الثورية عمن بنى المطار فأجابه المرافق: «الإنجليز» وسأله مرة أخرى عمن بنى الطريق الذي يسيران فوقه فأجابه: «الانجليز» وحال وصولهما للفندق العام سأله عمن بناه فأجابه: «الانجليز» فسأله الهاشم وانتم ماذا فعلتم فأجابه: «نحن من طرد الانجليز».. كفو.

احمد الصراف

لم يبقَ من العمر الكثير

بيّن تقرير عن افضلية العيش في مختلف دول العالم ان فرنسا واستراليا وسويسرا تأتي على رأس القائمة، وان الكويت في المرتبة 106 تسبقها الفلبين والاردن والصين وكوبا والهند وتونس(!) وتأتي بعدها موريتانيا والسعودية والعراق وافغانستان، ثم تأتي السودان واليمن والصومال في ذيل القائمة! وان كان لجميع هذه الدول عذر، او اكثر فيما اصابها وجعل الحياة فيها مرهقة مكلفة خطيرة او مقرفة ومملة، فما هو عذر الكويت الدولة الصغيرة الجميلة الثرية المسالمة لكي تصبح في مثل هذا المستوى المتدني من المعيشة؟
لسنا هنا في معرض تحديد الامراض والاعراض ووصف العلاج، فخمال حكوماتنا المتعاقبة، وتساهلها المستمر مع قوى التخلف والردة والشدة، هما اللذان ربما اوصلانا الى ما نحن فيه الآن، وليس هناك حل سريع للخروج من مأزقنا، وما علينا بالتالي غير الاهتمام بصحتنا الجسدية والنفسية والعقلية من خلال رفع مستوى معيشتنا ونوعيتها والمساهمة في اطالة اعمارنا من خلال النصائح التالية:
1 – الضحك، والابتعاد عن الغضب وعما يغضب، والابتسام بقوة حتى عند قراءة تصريح النائب السلطان بأن خطة التنمية الجديدة لا تحمل توجها اسلاميا.
2 – ممارسة التمارين الرياضية يوميا، وبالقرب من الساحل، ولكن بعيدا عن شاطئ المجلسين لتجنب التفكير في قراراتهما.
3 – ضرورة تناول طعام الافطار الغني بالألياف، فهذا يساعد على مقاومة الجوع ويسهم في عملية الهضم، مع الحرص صباحا على عدم قراءة الصحف ومحاضر المجلس وقرارات الحكومة، لتجنب تخريب يومك مبكرا.
4 – اخذ قسط كاف من النوم يوميا، علما بأن جلسة الديوانية لن تساهم في رفع مستوى المعيشة ولا في اطالة العمر، وربما العكس.
5 – ضرورة إلقاء نظرة على «خروجنا»، وليس في ذلك ما يعيب، فالشكل واللون لهما دلالات كثيرة، ليس هنا مجال لسردها، والطبيب هو الاكثر اطلاعا على هذه الامور، ويمكن عن طريق مراقبة الخروج ايجاد العلاج المناسب لمشاكل عسر الهضم والبواسير والاسهال، وهذه كلها يمكن استنتاجها بالقراءة اكثر في هذا الموضوع.
6 – من المهم زيادة الالوان في طعامنا، بتناول اكبر قدر من الخضار والفواكه.
7 – عدم الاكتفاء بتنظيف الاسنان بالفرشاة، بل استخدام وسائل تنظيف اخرى كخيوط الفلوس (وربما مرشات الماء الخاصة بالاسنان).
8 – من الضروري ان نعتاد «شفط» بطوننا، او كروشنا وفي اي وضعية كنا. كما يجب ان نحاول يوميا استنشاق اكبر كمية من الهواء، فهذا يعطينا مادة «نترك اوكسايد» الكيميائية التي توجد في الجزء الخلفي من الانف، والتي يساعد استنشاقها في فتح شرايين الدم وزيادة الاكسجين فيه، وهذا يسهم في شعورنا بالراحة والانتباه اكثر.
9 – ان نعيش حياة اجتماعية بقدر الامكان، ولكن بعيدا عن اصحاب الهم والغم وعذاب القبر، فالوحدة، كما يقال، قاتلة.
10 – تجنب انظمة تخفيض الوزن الشائعة، او الموضة، فالسر يكمن في تقليل الكمية.
11 – التقليل من الانشغال الفكري بالمستقبل والقلق منه، فهذا لن يترك لنا فرصة العيش بهدوء والاستمتاع بالحياة.
12 – ضرورة ممارسة الجنس كلما استطعنا ذلك، فليس هناك ما هو اكثر فائدة منه.
13 – على النساء اجراء الفحص الدوري للصدر، والرجال الفحص الدوري للخصية والبروستات، فهي اكثر الاعضاء تعرضا للاصابة بالسرطان.
نتمنى للجميع صحة طيبة وعمرا مديدا، بعيدا عن منغصات الحياة، وما اكثرها لدينا.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

البضائع الرخيصة المجانية: فضائح السنة والشيعة (1)

 

تحت عناوين متعددة، تتصدرها كلمة الفضيحة/ الفضائح، وتتبعها شعارات بغيضة غبية قبيحة، تكونت شريحة من ينتسبون إلى المجتمع الإسلامي، وغالبيتهم من فئة الشباب من الجنسين مع قيادات متشددة من يفترض فيهم النضج، يستخدمون الوسائل التكنولوجية الحديثة وخصوصا مواقع الـ (يوتيوب) والـ (فيس بوك)، لنشر سموم تفتك بالأمة الإسلامية.

وهذا المد المريض، مع اختلاف الجناة وطوائفهم سواء كانوا من متشددي السنة أم من متشددي الشيعة، أصبح يؤثر في نفوس بعض الناس ممن يصدقون كل ما يمكن الحصول عليه من موضوعات وصور ومعلومات ومشاهد فيديو، وخصوصا على صعيد الخلافات العقائدية بين المذاهب، ومع شديد الأسف، يندر الوقوف على مواقف واضحة من قبل المعتدلين من علماء الأمة من الطائفتين الكريمتين في التحذير من تصديق الأفعال الخبيثة التي يعتقد فاعلوها أنهم إنما يفعلون ذلك لخدمة الدين الإسلامي والدفاع عنه، وهي بلا شك أفعال منكرة قبيحة متسترة وراء شاشات الحواسب الآلية، وفي الغرف المظلمة.

مقاطع الفيديو على (اليوتيوب) هي اليوم من أكثر المواد المتداولة، وليس صعبا اكتشاف الكم الهائل من النوايا التدميرية التي تقوم بها جماعات طائفية بغيضة من خلال بث مواد مرئية خطيرة يتقصد فاعلوها اختيار القضايا الخلافية أو المواقف الشخصية لبعض خطباء أو علماء مفترضين يفتقدون الإحساس بالمسئولية الدينية والوطنية، ومنها ما يدعو إلى شتم الصحابة وأمهات المؤمنين “رض”، ومنها ما يستخرج الآراء الفقهية الشاذة لعلماء من الطائفتين وتُعرض للسخرية وتبادل الشتائم والاتهامات والتكفير والإخراج من الدين الإسلامي، ومنها ما هو مفبرك عمدا لإضفاء المزيد من المشاعر العدائية، وهذه بضاعة رخيصة مجانية رائجة، تنتشر كالنار في الهشيم عبر إرسالها إلى ملايين العناوين الإلكترونية بروابط تنقل المشاهد مباشرة إلى المادة القبيحة لتبدأ مرحلة تبادل الاتهامات والشتائم ودعوات القتل والدموية الوحشية.

ما يلفت النظر، أن بعض القنوات الفضائية، فتحت المجال للمهرجين والممثلين، وقنوات أخرى أوجدت لها أسلوبا منكرا من خلال الترتيب مع بعض المتصلين ليطرحوا، بطريقة مسرحية مكشوفة، تساؤلات أو مداخلات لا هدف منها إلا إثارة أبناء الأمة الإسلامية وبث العداوة والبغضاء التي لا تحتاج إلى مزيد من الوقود لإشعالها في نفوس شريحة كبيرة من البسطاء، وإذا كان مقدم البرنامج والضيف باعتبارهما من أهل الوعظ والإرشاد قبلوا بهذا الأسلوب المنحط، فما بالك بالمشاهدين الذين لن يكونوا جميعهم طبعا من ذوي العقول والألباب ليكتشفوا الطيب من الخبيث!

في الأيام المقبلة سنستعرض بعون الله نماذج من البضائع الرخيصة المجانية

سامي النصف

الانشطار الخطير للسلطنة الزرقاء

السلطنة الزرقاء هو اسم أول مملكة عربية إسلامية قامت في السودان عام 1505، وفي عام 1956 عمل الرئيس جمال عبدالناصر على فصل السودان عن مصر ودفعها للاستقلال عن طريق تسليم ملفها للمعتوه صلاح سالم، وضرب كلا من الشيوعيين (1952)، وأحزاب العهد الملكي (1953) والإخوان المسلمين (1954) وعزل الرئيس محمد نجيب (1954)، ومعاداة الانجليز المؤثرين في السودان، وجميع تلك الكتل والدول كان لها وجود مؤثر جدا في السودان، ما دفعها للانفصال والاستقلال.

وتم خلال الخمسين عاما الماضية السير ضمن نمط ثابت من الحكم في السودان وهو حكومة وطنية يسقطها انقلاب عسكري ثم يتم إسقاطه بثورة شعبية (3 حكومات وطنية، 3 انقلابات عسكرية و3 ثورات شعبية خلال 54 عاما) والسودان يعيش الآن ضمن مرحلة الحكومة الوطنية بعد ان فرض اتفاق السلام في نيفاشا الديموقراطية والتعددية القائمة هذه الأيام على أرضه.

والسودان الذي يعامله البعض على انه «رجل أفريقيا المريض» هو أكبر دولة افريقية وعربية بمساحة 2.5 مليون كم2 ويبلغ عدد سكانه 40 مليونا وقد كان مرشحا لأن يصبح سلة الغذاء لما لا يقل عن مليار نسمة إلا ان الحروب الأهلية المتتالية أضعفته وفرضت عليه إعطاء الجنوب حق الانفصال، مما سيجعله يفقد ما يقارب ثلث أرضه ما لم يتم تدارك تلك الفاجعة القادمة.

وسيفقد السودان عبر انفصال جنوبه (الأندلس الجديدة) جل ثروته من الذهب الأسود (النفط) الموجود أغلبه في الجنوب، والذهب الأبيض (المياه) حيث لا يزيد معدل سقوط الأمطار في الشمال على 20 ملم بينما يزيد في الجنوب على 1000 ملم في العام، والذهب الأخضر (الزراعة) كون أراضي الشمال صحراوية قاحلة بينما تتساقط الفواكه على الأرض في الجنوب دون ان يهتم أحد بالتقاطها لوفرتها، إضافة الى تواجد الذهب الأصفر واليورانيوم والنحاس على أرض الجنوب دون الشمال.

ولا يشعر المراقب بأن هناك أي جهد يبذل سودانيا أو عربيا لمنع انفصال الجنوب، فلم تنشأ فضائيات وصحف في الجنوب تظهر مزايا البقاء ضمن الدولة الواحدة مما سيرجح كفة دعاة الانفصال، وحتى لو أظهرت نتائج الاستفتاء القادم بعد أشهر قليلة الرغبة في البقاء ضمن التراب السوداني فستدعي القوى الجنوبية زيف تلك النتائج وتعلن الحرب والانفصال.

ولن يتوقف الانفصال الدموي على ولايات الجنوب الذي سيتوافر بعد فصله عاملان مهمان سيدفعان بانفصال دارفور وكردفان والمناطق الشرقية، أولهما اتهام القوى الفاعلة في تلك الولايات للقيادة والحكومة القائمة بأنها سبب الانفصال ومن ثم الثورة عليها والانفصال عنها، والثاني ان فقدان ثروة الجنوب الوافرة وخاصة عوائد النفط سيضعف من المشاريع والصرف الحكومي على بقية الولايات، ما سيكون دافعا إضافيا للانفصال في ظل شكوى قائمة من عدم عدالة توزيع الثروة.

آخر محطة:
 
(1) بكى العــرب دمـاً على فقدان 20 ألف كم2 من أرض فلسطين فما الذي سيفعلونه وهم بصدد فقدان 2.5 مليون كم2 من أرض السودان؟! الأرجح لا شيء.

(2) واقع الحال يظهر ان الشمال العراقي والجنوب السوداني قد انفصلا «فعليا» عن باقي الأمة ولم يبق إلا الإعلان الرسمي عن ذلك الأمر.

(3) تعمل للأسف توجهات إسلامية فاعلة جدا في الشمال على دعم انفصال الجنوب «العلماني» و«الكافر» حتى يمكن لها تحقيق حلمها بخلق «إمارة إسلامية نقية» في الشمال.

(4) زيارتنا للخرطوم هي الزيارة الأولى لوفد صحافي كويتي للسودان منذ استقلال البلدين، كما انها أول زيارة لوفد إعلامي مشترك بين جمعية الصحافيين الكويتية و«كونا»، وهو أمر ما كان له أن يتحقق لولا جهد رئيس الجمعية ودعم مدير عام الوكالة.

محمد الوشيحي

حلق الشوارب

والله العظيم إن وزير الإعلام والنفط، الشيخ أحمد العبد الله، غلبان غلب اليتامى الجياع، حتى ولو بدَت هدومه قشيبة مهندمة مرتبة. ووالله العظيم، ثانيةً، إن الكثيرين متأكدون من عدم قدرته على اتخاذ إجراءات ضد وسائل الإعلام المخالفة. معلش يعني. كل واحد يلزم حدوده. فبعض أصحاب وسائل الإعلام يصعدون إلى الأدوار العليا بالأصانصير، بينما هو يصعد بالدرج، والناس مقامات.

الرجل أراد منصباً وبشتاً، فعرضوا عليه وزارة الشؤون، فضرب على فخذيه: «مابي مابي مابي، أبي العسل، أبي وزارة النفط». فأعطوه العسل ودسوا له السم، وزارة الإعلام. هذه هي كل الحكاية.

وعندما كنا في تجمع الأندلس، كانت الكلمة الأكثر دوراناً بيننا هي «متوبكة»! أي أن خطة الحكومة مُحكمة. والحكاية ليست مجرد خروج الجويهل على الشاشة وشتْم القبائل، ووضع فواصل من أصوات الأغنام والربابة في استهزاء سافر بالقبائل وبيئتهم، والتحجج بعد ذلك بالحديث عن ازدواجية الجنسية. لا أبداً. الهدف الذي لا يعلمه الجويهل ولا الشيخ أحمد العبد الله، لأنه أكبر منهما بكثير، هو العبث بالحريات من أجل قمعها لاحقاً وحلق الأشناب كخطوة أولى، تمهيداً لخنق الدستور. لذا كانت لوحاتنا ويافطاتنا التي رفعناها في التجمع الثاني، تجمع العقيلة، تعلن وبالصوت العريض أن «دستورنا… سورنا».

والحديث عن أن قوانين النشر والمرئي والمسموع الحالية كافية لتقويم أي اعوجاج، وأن العاجز يبحث دائماً عن مبررات ومبرّدات، كما كان يفعل المعلق السعودي عندما كان منتخبنا يهزم منتخبهم بالثلاثة والأربعة: «الهواء ضدنا والجمهور ضدنا والحكم ضدنا»، أقول إن الحديث عن هذا الأمر مضيعة للوقت. وأحمد العبد الله أضعف من أن يقود وزارة واحدة فما بالك بوزارتين. وكلنا لاحظنا كيف ابتلش بلشة الأبلشين في وزارة الإعلام، وقرر منع البرامج السياسية، على اعتبار أنها «باب يأتي منه الريح»، ونسيَ أن وزارة الإعلام تعيش في العراء العاري، لا سقف لها ولا حيطان. وهو بمنعه البرامج السياسية كمن وضع باباً في الصحراء، وضاعت حسبته. واليوم ذلك تريد الحكومة إقناعنا أن العبد الله يرسم الخطط ويشرف على تنفيذها. خير إن شاء الله.

والمضحك أن الصحف المتباكية اليوم على الحريات، هي ذات الصحف التي تمنع نقد الرئيسين، رئيس الحكومة ورئيس البرلمان، خوفاً وطمعاً، لكنها للأمانة توفر للكاتب الحبر والقرطاس والقلم وشاي سيلان لنقد الرئيس أحمد السعدون، تقرباً للرئيسين وتزلفاً.

وما يحدث اليوم أشبه بحلاقة شوارب جماعية بـ "موس" واحدة، وإركاع على الركبتين المجردتين. وفي أمك خير، أو في خالتك، انتقدهما. والمطلوب أن نتحول كلنا إلى مارادونا، نحاور ونناور في متر مربع واحد، بعدما ضاقت المساحة وضاق الفضاء. والبعض سلّم شاربه للموس طواعية، والبعض الثاني اقتيد عنوة، والبعض الثالث عظ شليله، ووضع كفّه على شاربه، وأطلق ساقيه للعاصفة.

وبعد إقرار القانون الجديد، لن نستطيع الكتابة حتى عن رئيس قسم بالوكالة، دع عنك رئيس الحكومة. لذا سأتفق مع القراء على رموز وإشارات للوزراء، فإذا غمزت بعيني اليسرى فالمقصود وزير الخارجية، وإذا عملت شقلبة فالمقصود وزير الداخلية، وهكذا، إلى أن يتراجع ترتيبنا في الحرية الصحافية إلى حيث الدفء، بجانب الشقيقة كوبا.

وبمناسبة شهر ذي القعدة المبارك، أستأذنكم وإدارة التحرير للراحة أياماً معدودات. جاو.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة