محمد الوشيحي

الدين يسحب لها الكرسي


معلش. أو بالأحرى «معلشّان» اثنان. المعلش الأول هو أنني سأكتب عن مقالتي السابقة «تزويج غير الأصيل». المعلش الثاني هو أنني سأستشهد بمقالة لي قديمة، تحدثت فيها عن تجارة الأوروبيين بالعبيد الأفارقة، وما كتبه البحارة الأوروبيون عن ذلك.

وكان التنافس على أشده بين بريطانيا وهولندا والبرتغال، في القرون الماضية، على جلب الأفارقة صحاح الأجسام، وتسخيرهم للعمل أكثر من 12 ساعة في اليوم، مقابل الأكل والشرب، فقط. وأثناء رحلة جلبهم من بلدانهم، كانت المعارك تنشب في عرض البحر بين «العبيد» أنفسهم لأسباب مضحكة مبكية، أهمها «ادعاء الأفضلية العرقية على الآخرين»، فيصاب بعضهم بجروح خطيرة، يضطر معها البيض إلى ربط المصابين منهم بأثقال ورميهم في البحر، على وقع الضحكات، فلا وقت لعلاج العبيد.

كتب أحد البحارة ما معناه: «أمرهم غريب هؤلاء الأفارقة، نبيعهم ونشتريهم، ويفاخرون بأنسابهم العريقة. والمدهش أننا استطعنا تغيير معتقداتهم الخرافية ودينهم الغريب، لكننا فشلنا في إلغاء عاداتهم الغبية وتفاخرهم بأنسابهم».

العرْق مصيبة، تسهل دغدغته وحكحكته. ولا تقلّ خطورة استغلاله عن الدين. انظروا إلى هتلر و»آريّته» التي استغلها للوصول إلى الحكم، فألقى بألمانيا في جحيم الاحتلال، ودفع الألمان العظماء إلى الاصطفاف في طوابير أمام المحتل الاميركي والبريطاني والسوفياتي للحصول على قطعة خبز، واقرأوا ماذا فعل بهم الجنود السوفيات، من هتك أعراض واستعباد وغير ذلك من مهانة. (مونتجيمري وروزفلت تحدثا عن ذلك).

وأميركا، إلى هذه اللحظة، لايزال بعض محافظيها، من أنصار الحزب الجمهوري، وهُم قلة، يرفضون تجنيس المهاجرين بحجج عديدة، منها وضاعة أعراق المهاجرين واختلاف عاداتهم، بينما يطالب الليبراليون، أنصار الحزب الديمقراطي، بتجنيس من تنطبق عليه الشروط فوراً (لاحظ الاختلاف بيننا وبينهم، إذ يعارض الليبراليون عندنا تجنيس البدون، في حين يطالب به المحافظون).

طيب، أو حسناً حسناً، على رأي العظيم عباس العقاد. كل هذا أفهمه جيداً وأحفظه عن ظهر قرف. إنما الجديد هو أن البعض يرى أن «الدين يجلس في المقصورة الرئيسية، كالسيد المطاع والآمر الناهي، لا شك في ذلك، لكن ما إن تأتي الإمبراطورة، وهي العادات والتقاليد، حتى ينهض الدين مرتعداً لتجلس هي مكانه، فيقف خلفها، ويهف عليها بمهفته إذا شعرت بالحر». وهذا ما قلته لمجموعة من الأصدقاء فخالفوني في الرأي، فكتبت مقالة الثلاثاء الماضي، فهبّت العواصف والأعاصير، وقرأنا معاً التعليقات كلها، وصفقتُ لنفسي ألماً بعدما ثبت صدْق وجهة نظري.

شرعاً، فقط الدين والأخلاق هما الشرطان الرئيسيان للزواج، وأما حكاية «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس»، فهو حديث مكذوب، كعادة العرب في الكذب والتزوير. والرسول، صلى الله عليه وسلم، زوّج بنات أشرف أشراف مكة من الموالي والخدم، زيد بن حارثة، وابنه أسامة، وبلال الحبشي الأسود، وغيرهم. لكن الناس اليوم ليسوا على استعداد للتخلي عن عاداتهم من أجل الدين، سوري. وفي مجتمع كهذا، وعنصرية كهذه، بالتأكيد سيحقق المرشح العنصري أرقاماً أولمبية في الانتخابات، وسيتساقط دعاة الوحدة الوطنية.

وأمس، هاتفتني امرأة طُلّقت بعد زواج استمر شهرين فقط، وأبلغتني أنها الآن تجاوزت الأربعين بسبب نسبها العريق الذي حال دون زواجها مرة أخرى من رجل من «ساير الناس». ثم أضافت ما معناه: «حقي سآخذه من أخي المتدين المتجهم يوم القيامة، فهو يتمتع بزوجتين، ويتركني أتمتع بدموعي. ليتني لم أكن بهذه الأصالة والعراقة».

وحادثني صديق «أصيل» مثقف، بصوت يتلفت هلعاً: «نحن مثلك نؤمن بما تؤمن به في هذا الجانب، لكننا لا نجرؤ على إعلان ذلك. نحن ننتظر من يرفع البيرق ويتلقى الطلقة الأولى كي نواصل مسيرته، وليس أنسب منك لتلقي الطلقات والصدمات! وتغيير العادات يحتاج ما لا يقل عن خمس عشرة سنة من الجهد المتواصل، وها أنت بدأت، أعانك الله وأعاننا».

والأدلة على أن «العادات أهم من الدين» كثيرة تستحق الذكر، لولا أن المقالة طالت وتمددت بحرارة الموضوع. والسؤال هنا: «هل من فرق بيننا وبين العبيد الأفارقة؟ فكروا جيداً… وقبل أن أنسى، أؤكد إيماني بما قلته في مقالتي السابقة. نقطة. 

احمد الصراف

… نتمنى لكم نوما سعيدا!

تنبأت أكثر التقارير تفاؤلا أن الكويت ستواجه عجزا في موازنتها العامة خلال سنوات قليلة جدا. والأسلوب المعيشي الريعي المتبع الآن في إدارة الدولة كارثي بمعنى الكلمة، فالكويت تعتبر من أعلى دول العالم استهلاكا للكهرباء، على الطل. والسبب الرئيسي في هذا الهدر الرهيب لهذه الطاقة الجميلة والمكلفة يكمن في أسلوب الحياة اللامبالي المتبع في غالبية البيوت، وعجز الدولة عن تحصيل ثمن استهلاك الأهالي للكهرباء والماء، بالرغم من تفاهة تكلفتها المدعومة من الدولة.
وقد جاء التحذير الأخير للبنك الدولي للحكومة بالامتناع عن زيادة الرواتب في وقته، فهذا البند يلتهم غالبية موارد الدولة من دون مردود حقيقي، فهناك بطالة مقنعة تصل الى أربعة أضعاف ما هو مطلوب أداؤه، كما أن إنتاجية الغالبية تصل الى مستويات مخيفة في تدنيها.
كما أثبت جميع المراقبين أن النظام التعليمي فاشل، بالرغم من الانفاق الكبير عليه، وأنه لا يستجيب لمتطلبات سوق العمل، ولا يزال الطلبة الكويتيون يحتلون المراكز الدنيا في الامتحانات الدولية. كما أن مقارنة نتائج عام 1995 بعام 2007 بينت عدم حصول أي تحسن على مستوى المخرجات بين سنتي المقارنة، وفوق هذا وذلك تعتبر معدلات القبول في جامعة الكويت الأدنى في العالم أجمع، ولا تنافسها في التدني غير الجامعات العربية الدينية التي لا تتطلب غالبيتها غير طلب للالتحاق بها.
وبالرغم من أن في الكويت أعلى نسبة من حملة شهادة الدكتوراه فان غالبيتها غير معترف بها، لكي لا نذكر وصفا أكثر دقة!
ولو قمنا بمقارنة اقتصاد الكويت بشقيقاتها الخليجيات لوجدنا أن الكويت، وإلى حد ما قطر، الأكثر اعتمادا في مواردها على النفط فقط. وبالرغم من أن الكويت تتميز عن شقيقاتها بما تمتلكه من احتياطيات مالية كبيرة، فان هذه يمكن أن تضيع خلال فترة قصيرة، كما ضيعنا أشياء كثيرة نفيسة بسوء إدارتنا.
وتطرق التقرير الأخير الصادر عن «طوني بلير»، رئيس وزراء بريطانيا السابق، إلى أن هناك شكا في صحة الاحتياطيات النفطية للدولة، وأنها ستنضب بمعدل أسرع مما هو متوقع، خاصة مع تنامي الطلب على النفط في العالم. وبالرغم من أن التقرير أشار إلى أن نضوب إمدادات النفط شكل مصدر قلق لغالبية الكويتيين الذين استطلعت آراؤهم، فانني أشك في صحة نتيجة ذلك الاستطلاع، فما هو سائد في الكويت أن «اليوم بيرة من غير كحول وغدا أمر!».
نقول قولنا هذا ونتمنى لكم نوما سعيدا.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

رحيل المبتسم «جميل عبدالأمير»

 

مساء يوم الأربعاء السابع عشر من شهر فبراير/ شباط الجاري كان موعدا حزينا لرحيل شاب من أهالي قرية البلاد القديم عهدته شخصيا والابتسامة لا تفارق وجهه أبدا.

المرحوم العزيز (جميل عبدالأمير) الذي فارق الحياة في عمر (35 عاما) في حادث مأساوي أودى بحياته بعد أن انحشر بين رافعة ومقطورة في أحد المواقع بميناء خليفة، ترك فراغا في الحقيقة بين أهله وأحبائه، ولا اعتراض على قضاء الله وقدره وأمره جل وعلا.

لا يبعد بيتنا عن بيت المرحوم «جميل» سوى أمتار قليلة، ولعل أهالي بلاد القديم يذكرونه دائما هو وإخوته، حينما يتذكرون والدهم المرحوم (عبدالأمير)، فقد كان الحاج عبدالأمير وجها مألوفا لدى أهل القرية لأنه اعتاد على طرق أبواب بيوت القرية بيتا بيتا ليدعو أهل البيت لحضور زفاف فلان ابن فلان، فقد كان (عزاما)، يعتمد عليه أهل القرية، بل يعتمد عليه أهالي المنطقة من قرية الزنج إلى قرية الخميس في توجيه الدعوات السعيدة لحضور حفل زفاف أبنائهم، ودائما كان يكرر – قبل انصرافه – من على باب بيت المدعوين: «حياكم لا تخلون، الله يطرح البركة للجميع».

أما المرحوم، ابنه «جميل»، فقد كان يمتاز بالابتسامة الدائمة، وشخصيا، لا أتذكر أنني شاهدته عابس الوجه أبدا، وإذا كنت تبحث عنه ذات مساء ولم تجده، فلابد من أنك ستلقاه في المناسبات الدينية حاضرا ضمن فريق المتطوعين من الشباب في مضيف «أم البنين» الذي يشرف عليه الأخ كريم كرم، وفي غيرها من الأوقات، إن لم يكن في عمله، فستلقاه في مكان ما يعمل مع أهل القرية، وربما وجدته يساعد البنائين في تشييد منزل أحد الجيران، أو مساعدة واحد من المزارعين في أعمال مزرعته.

رحيل الشاب جميل، في ذلك الحادث، يعيد التساؤلات بشان توافر اشتراطات السلامة في مواقع العمل، فعلى رغم القوانين والإجراءات المنظمة لضمان سلامة العمال، إلا أنه بين الحين والآخر يلقى عامل مصرعه بسبب خلل في إجراءات السلامة من دون ريب.

لقد أعلنت الشركة التي يعمل المرحوم لديها أنها أجرت تحقيقات فنية للحادث، وأشارت إلى أنها ستراجع نظام العمل لتحسين ترتيبات السلامة، بالإضافة إلى كشف الأسباب الفنية، والمخالفات الخاصة باشتراطات السلامة لدى استخدام الرافعات وعمليات الشحن والتفريغ فور انتهاء التحقيق، وهي خطوة مشكورة، لكنها تلزم عدم إهمالها وإبلائها الاهتمام الأكبر تجنبا لتكرار مثل هذه الحوادث المأساوية مستقبلا.

سامي النصف

أميرة الطرب ومطرب العرب

ما يقوم به الزميل الشيخ خليفة علي الخليفة القائم على فعاليات هلا فبراير من إحياء للفن العربي الأصيل فيه إعادة للدور التنويري للشيخ الراحل جابر العلي الذي استقدم كبار الفنانين العرب في الستينيات والسبعينيات وجعل تاريخهم وأعمالهم ترتبط بأغاني كويتية قاموا بأدائها وستبقى باقية بقاء الدهر.

 

لم أجد الرغبة في حضور حفلات هلا فبراير في السابق وقد قبلت قبل ايام دعوة الصديق الكابتن حسام الشملان وحرمه ام مشعل لحضور حفل يجمع بين اميرة الطرب العربي وردة الجزائرية ومطرب العرب الأول محمد عبده لإحساسي بأن تلك الحفلات قد تكون الأخيرة للسيدة وردة بسبب سوء حالتها الصحية، أطال الله في عمرها لأهلها وجمهورها ومحبيها.

 

حضرت الحفل متأخرا بعض الشيء في محاولة لأن أبقي سمعي نظيفا من أغاني مطربي تسخين القاعة المبتدئين ممن يعشق أغانيهم الشباب والشابات، بينما انشغلت ام مشعل بالحديث مع ام عبداللطيف وبـ «الثناء الشديد» على بعض قادة التوجهات السياسية في الكويت ولبنان وإبداء «الإعجاب» ببعض جيران البلدين.

 

حضرت المطربة الكبيرة وردة مستندة على مذيعة الحفل واعتذرت عن مرضها ثم ألهبت القاعة بأغانيها الجميلة، وكان أولها «في يوم وليلة» التي تعمد ملحنها الراحل اللواء الدكتور محمد عبدالوهاب ان يفرد عضلاته بمقدمة موسيقية طويلة مملة جاوزت 20 دقيقة، مما أتعب المطربة المرهَقة أصلا، وهو أمر كانت تشتكي منه ـ للعلم ـ السيدة ام كلثوم حيث كان عبدالوهاب يجعلها تقف متصلبة امام الجمهور لأربعين دقيقة تستمع خلالها لمقدمته الموسيقية وبعد ان تنتهي من الغناء تذهب تلك الألحان لراقصات شارع الهرم ليتمايلن على أنغام «انت عمري» و«أمل حياتي» و«فكروني».. الخ، وهو أمر لم يحدث قط مع ألحان السنباطي وزكريا أحمد الرائعة.

 

حاولت وردة ان تكمل وصلتها الغنائية إلا ان صحتها لم تحتمل فتركت المسرح معتذرة بعد ان طلبت من الجمهور في اكثر من أغنية ان يغني معها او «بدلا عنها» وهو ما تم بإتقان شديد أثبت ان جمهورنا الكويتي عاشق شديد للفرح وحافظ من الدرجة الأولى لأغاني كل المطربين، وفائدة غناء الجمهور بدلا من المطربة إثباته ان الحفل حقيقي وليس قائما على تقنية «البلاي باك» اي التسجيل المسبق والاكتفاء بتحريك الشفاه وخداع الجمهور كما يقوم بذلك بعض المطربين الصغار و.. الكبار!

 

تلا وردة مطرب العرب محمد عبده الذي غنى مجموعة كبيرة من أغانيه التي أحسست من خلالها انه وصل لمكانة من يغني لذاته واختيار ما يرضيه بأكثر من محاولة إرضاء الجمهور، والخلاصة ان الجو العام في تلك الحفلات مليء جدا بالفرح والسرور والبهجة فما الخطأ في ذلك؟! وما الذي يمنع تكرار فعاليات هلا فبراير التسويقية من قبل نفس الشركة خلال أوقات أخرى من السنة وبمسميات مختلفة خاصة بعد ان ضمت لها فعاليات دينية وشعرية شعبية؟ أي لماذا نحرم الناس من عمل ما يودونه ونضطرهم للفرار مع كل عطلة قصيرة؟!

 

آخر محطة: تحولنا لمركز مالي يفرض علينا ان نستقطب الناس لا ان «نطفشهم»، ونفرحهم لا ان نحزنهم!

احمد الصراف

«عزازيل» و «ظل الأفعى»

تعتبر رواية عزازيل، للروائي يوسف زيدان الاكثر شهرة في العصر الحديث بعد «عمارة يعقوبيان» للأسواني. ولو نظرنا الى تاريخ الرواية العربية، المخجل في قصره، والذي بدأ قبل اقل من 90 عاما مع صدور رواية «زينب» لمحمد حسين هيكل، لجاز القول بأن «عزازيل» ستكون مع الوقت الأكثر شهرة ومبيعا، هذا ان سمحت الرقابة في بقية الدول العربية بتداولها، وربما يكون هذا بحد ذاته سببا في انتشارها اكثر!.
وقد اثارت «عزازيل» جدلا واسعا عند صدورها بسبب تعرضها للخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي تعرض له الوثنيون المصريون على يد المسيحيين الجدد في الفترات التي اضحت فيها المسيحية ديانة الاغلبية المصرية. وقد اتهمت الكنيسة القبطية المؤلف بالاساءة للعقيدة المسيحية بكشفه التناقضات التي كانت تجول في رأس بطلها، الراهب «هيبا» والمتعلقة بالمنطق والفلسفة وصعوبة التقائهما بالدين، وهي التناقضات نفسها التي ادت لمقتل «هيباتيا»، فيلسوفة زمانها، والتي جسد فيلم أغورا Agora شخصيتها بشكل رائع، وكيف تم التمثيل بجثتها بأبشع صورة باسم الرب. كما دانت الكنيسة تطرق الرواية بشكل مستفيض للتناقضات الكثيرة حول ماهية المسيح، وهي التناقضات التي نشأ عنها اختلافات وتفرق الكنيسة لكنائس متعددة متعارضة متحاربة في اغلب الاحيان.
إضافة الى رواية «عزازيل» فإن للمؤلف قصة قصيرة نسبيا بعنوان «ظل الأفعى»، وهي من اجمل ما كتب في المرأة في التاريخ الروائي العربي القصير. فقد نجح يوسف زيدان خلالها في التسلل لأدق خلجات النفس الانثوية وسبر غورها ووضعها في المرتبة البشرية الرائدة التي تستحقها والتي فقدتها مع نشوء الدين اليهودي، الذي معه بدأ العزف على وتر نجاسة المرأة ووضعها في مرتبة بشرية ادنى من الرجل، وهي النظرة نفسها التي نقلتها عنها معتقدات عديدة اخرى.
من يرغب في الحصول على نص قصة «ظل الأفعى» الاتصال بنا على البريد الالكتروني.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

سأزوّج ابنتي من عَوَج دخّان … شتبون؟

مَن يتذكر حكاية الزوجين السعوديين اللذين تم فصلهما بحكم قضائي بسبب "الفارق في الأصل والنسب"؟. ولمن لا يتذكر، فقد رفع إخوة الزوجة دعوى قضائية يطالبون فيها بتطليق أختهم من زوجها "غير الأصيل" نسباً، بحجة أنهم كانوا يجهلون ذلك قبل تزويجها! علماً بأنها رزقت منه طفلين. فصدر الحكم وتفرقت الأسرة… هذا الأسبوع، حكمت المحكمة العليا في السعودية بإعادة لم شمل الأسرة المنكوبة وألغت حكم الطلاق.

وقبل سنوات، وقعت حادثة طريفة أثناء احتفالات رأس السنة في الجزائر أو المغرب. فأثناء تجمع الناس حول "بابا نويل" لالتقاط الصور معه، فوجئوا بـ"بابا نويل" يرمي لحيته وقبعته ويصرخ بأعلى صوته: "يا ابن الكلب" قبل أن يهجم على عاشقين متعانقين في انتظار التصوير معه، فهربت البنت بعد أن اكتشفت "السبب"، وتعارك الرجلان، بابا نويل والعاشق، وتبين لاحقاً في قسم الشرطة أن البنت هي أخت بابا نويل، ولم تعرفه بسبب تنكّره باللحية والقبعة، وتبين أن حبيبها الذي كان يقف معها في الطابور ما هو إلا خطيبها المهندس الذي رفضته أسرتها لعدم تكافؤ الأنساب. وانتهت القصة بزواج العاشقين خلسة، وهروبهما حتى الساعة.

هذا الأمر، أي أهمية العرق، موجود عند الأوروبيين أيضاً، لكنهم بدأوا يتخلصون منه حتى كاد يتلاشى، فخفّ حملهم وانطلقوا يسعون في مناكب الأرض. أما نحن الغلابة، أهل الخليج العربي (بالإذن من إيران)، حيث "لا شغل ولا مشغلة"، وحيث التوافه أساسيات، والأساسيات توافه، فلا يمكن أن نتغير بسهولة، وستجد بيننا الأصيل وغير الأصيل، وما بين بين، وهو "عوج دخان"(1). على اعتبار أن دخان الأصيلين دايركت، مستقيم، بينما غير الأصيلين لا دخان لهم، في حين يستطيع الأخ "عوج دخان" إنتاج الدخان، لكن دخانه ينحرف قليلاً! يبدو أن لديه خطأ هيكلياً في التصميم.

وفي الكويت، الحضر ينقسمون إلى أصيلين وبياسر (2)، والأصيلون الحضر مستويات وطوابق متعددة، بينما ينقسم البدو إلى "أصيلين" و"غير أصيلين". والرجل الأصيل يتزوج من مصرية أو سورية أو عراقية أو تركية أو حتى هندية، لكنه لن يتزوج كويتية غير أصيلة يسكن أهلها معه في نفس الشارع! بينما لا يمكن لأخته أن تتزوج إلا من أصيل، أو فالعنوسة في انتظارها. وما أكثر العانسات، وما أكثر المطلقات الأصيلات اللواتي فقدن الأمل في الزواج. فالطلب هنا أقل كثيراً من العرض. (تذكرت حكاية التلميذ البليد الذي سأله معلّمه: اذكر أسباب الطلاق، فاجابه: "الزواج"… صحيح، فالعزاب لا يطلّقون).

والمصيبة، أنه حتى في داخل القبائل الأصيلة، هناك قبائل أعلى مستوى من أخرى (معلش، الزعل ممنوع). بل، في القبيلة ذاتها، هناك مستويات ودرجات، وهكذا تستمر الأمجاد… والغريب أن "علماء السنة والشيعة"، أي رجال الدين، ذوي الكلمة المسموعة شعبياً، لم ينهوا عن ذلك، بل على العكس، أغلبيتهم يشجعونه.


ولهذا، سأصعد أعلى هذا العمود الصحافي – أنا الأصيل بحسب تصنيفهم – لأعلن: لن أمانع من تزويج ابنتي من أي إنسان، أصيلاً كان أو غير أصيل، عوج دخان أو مائلاً قليلاً، أردنياً أو هولندياً، لكن بشروط ليس من بينها الأصل بالتأكيد. فإن قامت المظاهرات ضدي، وقفتُ أمام بيتي متأهباً برشاش أوتوماتيكي صنعه "عوج دخان" سوفياتي اسمه "كلاشينكوف".


 


 


 



(1): أعدادهم كبيرة في الجزيرة، وقيل إنهم سلالة أصيل تزوج من غير أصيلة فنبذه قومه، وقيل بل هم قبائل أصيلة لكن عاداتهم مختلفة. وتعددت الروايات، وتمددت السخافات.



(2): مفردها بيسري، وهو غير الأصيل.

 


 


 


كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء


يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة


 


احمد الصراف

السراويل المنجبة

في محاولة للاحتفاظ بالثروة داخل الأسرة، تقوم الكثير من العائلات الغنية في باكستان بتزويج فتياتها بـ«القرآن»، وهو عرف سائد في الكثير من المدن والقرى هناك، وهو نظام يجعل البنت غير قابلة لأن تتزوج، أو حتى أن تطلق. كما يقوم بعض الآباء باتباع الطريقة ذاتها إذا كانت الفتاة المعيلة الوحيدة للأسرة، أو يخاف من زواجها ممن هو أدنى منها. وتقف الحكومة عاجزة أمام مثل هذه القضايا لكم المشاكل التي تغرق فيها يوميا.
وفي السياق نفسه، وردتني رسالة من صديق في قطر يقول فيها انه فوجئ بالحارس الباكستاني المسلم الذي كان يعمل بالقرب من منزله هناك يوزع حلويات على أصدقائه، وما ان رآه حتى قفز صوبه وقدم له شيئا منها، وعندما سأل عن المناسبة، قال بأنه رُزق بولد! وقال انه بارك له ومضى لحال سبيله، ولكن سرعان ما رجع ليسأله عن الكيفية التي حدث فيها ذلك، وهو يعيش في قطر منذ أكثر من سنتين لم يغادرها، وفكر أنه ربما تزوج في قطر وأنجب فيها؟ فقال له الحارس ان الولد من زوجته في باكستان، وهذا شيء شائع عندهم هناك، فالكثير من الرجال يضطرون لمغادرة وطنهم وأهلهم لسنوات طويلة ويتركون وراءهم زوجة وأولادا وحدهم، ومع هذا يرزقون بأولاد بين فترة وأخرى! وعندما سألته متعجبا كيف يتم ذلك؟ قال: اننا نترك عادة أحد سراويلنا (البنطال) عند الزوجة، ومن خلاله يتم الحمل فالولادة، وعندما سألته عمن قال لهم أو علمهم ذلك قال: شيوخ المنطقة، او رجال دينها الكبار، والذين يؤكدون لهم أن الأولاد أولادهم طالما بقيت سراويلهم عند زوجاتهم!
بالرغم من غرابة ما سمعت فانني كنت أميل لتصديق القصة، فقد مررت بتجربة قريبة منها خلال عملي في البنك قبل نصف قرن تقريبا، عندما قام أحد الموظفين الهنود بتقبل تهاني زملائه من جنسيته، وهم يتضاحكون من حوله، وعندما سألتهم عن السبب قيل لي بأنه رزق بابن في الهند وهو في الكويت منذ أكثر من سنتين! وبالسؤال علمت بأن لديهم تقليدا دينيا يمكن الزوج من الاتفاق مع قريب له، وغالباً ما يكون شقيقا له، بمعاشرة زوجته، وتكون ثمرة المعاشرة ابنا أو بنتا للزوج!
نعود لقصة صاحبنا الباكستاني التي أثارت انتباهي والتي سألت فيها صديقا باكستانيا عن مدى صحتها فأكد وجود جماعات في باكستان، الهند سابقا، تؤمن بنظرية قدرة السروال على الإنجاب، وأن الأمر مغطى شرعا بفتاوى من رجال الدين عندهم.
ولكي لا يستمر ضحكنا كثيرا من مثل هذه القصص فإن محاكم دول عربية تقف حائرة وغير قادرة على الفصل في قضايا الإنجاب أو «الحمل المستكن»، وهو الحمل أو الإنجاب الذي يقع بعد موت الزوج أو توقفه، لأي سبب، عن معاشرة الزوجة لسنوات عدة قد تمتد لأربع أحيانا!
وما علينا غير أن نعيش رجبا لنسمع ونرى من علمائنا..عجبا!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

فؤاد الرفاعي- إليك السلام


منذ الأزل والشيعة يرسخون عقائدهم في مجالسهم، ومنذ الأزل والسُنّة يرسخون عقائدهم في مساجدهم، وهو أمر طبيعي فأنا لن أسوِّق للإخوان في مقر المنبر، ولن أسوِّق للسلف في حفلة وردة، فلماذا هذا الإصرار يا سيد فؤاد على الأمور التي لا تجمع بل تفرق؟! في 23-12 الماضي وبعد الزوبعة التي حصلت من جرّاء ما كتبه السيد الجليل فؤاد الرفاعي على شاشاته الملونة في منطقة السالمية، كتبت في مدونتي الخاصة موضوعاً كاملاً حول تلك الزوبعة أقتبس منه التالي «يجب أن أشير إلى أنني ضد أي تصرف من شأنه أن يسلب حرية السيد الرفاعي بالتعبير عن رأيه السليم بوجهة نظره، فما عبّر عنه الرفاعي يعبر عن ضده الشيعة في الكويت من خلال المجالس الحسينية والقنوات الفضائية أخيرا، وهو أمر لا بأس فيه برأييّ وهو من صميم حرية التعبير والعقيدة المكفولة وفق الدستور الكويتي». في الكويت، المتعصبون لطائفتهم أكثر من بلدهم يقولون التالي: الشيعة المتعصبون يقولون إنهم 40% من الكويتيين، والسُنّة المتعصبون يقولون إن الشيعة لا يتجاوزون الـ20% منهم، وقبل أن أسترسل أقول بئساً للطرفين ممن وصلوا إلى هذه المرحلة بأن يحصوا أنفسهم ملقين ببلادهم عرض الحائط، ولولا مقص الرقيب لاستبدلت بئسا بغيرها بكل تأكيد. بغض النظر عن تلك الإحصاءات التافهة التي توازي أن يحصي أصحاب البشرة السمراء أنفسهم في الكويت، أو الصلعان، أو أصحاب العيون الملونة… فكلها إحصاءات ليس لها أي داع على الإطلاق. لكن ما هو مؤكد أن كلا الطائفتين تشكل الأغلبية الساحقة للشعب الكويت، وما هو مؤكد أيضاً أنه لا تخلو وزارة، بل إدارة أو شركة، من أبناء الطائفتين معا- باستثناء بيت التمويل الكويتي طبعاً- وهو ما يعني ألا مناص لأي متعصب من المذهبين سوى خيارين لا ثالث لهما؛ إما فرض أهلية عقيدته وإجبار الآخر عليها وتجيير معتقد أهل الكويت جميعهم لمصلحة قناعاته وعقائده، أما الخيار الآخر فهو تقبل الواقع الذي ارتضته الكويت بالعيش سوياً رغم اختلافنا الذي بالتأكيد سيكون كبيراً إن وضعناه تحت المجهر. السيد فؤاد الرفاعي وثوابت السنة وثوابت الشيعة معجبون جداً بالخيار الأول، لكن أكثرهم إصرارا عليه، كما أتابع، هو السيد فؤاد الرفاعي، فهو يصر على تغيير عقيدة الآخر، وهو أمر لن يتحقق بكل تأكيد. منذ الأزل والشيعة يرسخون عقائدهم في مجالسهم، ومنذ الأزل والسُنّة يرسخون عقائدهم في مساجدهم، وهو أمر طبيعي فأنا لن أسوِّق للإخوان في مقر المنبر، ولن أسوِّق للسلف في حفلة وردة، فلماذا هذا الإصرار يا سيد فؤاد على الأمور التي لا تجمع بل تفرق؟! في الختام عليك مني السلام و»تكفه» ذكّر بما يجمع ولا يفرق. ضمن نطاق التغطية: صديق عزيز يتساءل عن الصحيفة الوحيدة التي تنشر إعلانات السيد فؤاد، يقول هل من الممكن أن ننشر أي إعلان في تلك الصحيفة؟ فهي تنشر إعلانات فئوية، وأي شيء تتقاضى مقابله المال تنشره… فهل من الممكن مثلاً أن أنشر إعلاناً في الصحيفة إياها أبيّن فيه كيف تصنع قنبلة في بيتك مثلاً؟ 

سامي النصف

المستوطنات البشرية الكويتية

شاركت أمس وأشارك اليوم في فعاليات منتدى هام يعقد في فندق المارينا بالسالمية حول رؤى تطوير العاصمة والمخطط الهيكلي لكويت عام 2030 ضمن مشروع مشترك بين بلدية الكويت وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والذي يديره الدكتور المهندس طارق الشيخ والخبيرة الكويتية رقية سعود الحسن.

وكان جميلا حضور الدكتور الفاضل فاضل صفر جميع فعاليات ونقاشات المنتدى بدلا من الاكتفاء بافتتاح الفعاليات والمغادرة كما يحدث في العادة، وقد طرحت ونوقشت قضايا محورية ومفصلية تهم كل مواطن كويتي مثل مصير عاصمته بعد انشاء مدينة الحرير، وهل ستصبح مدينة الكويت عاصمة سياسية وادارية ولربما مالية مقابل اعطاء المدينة الجديدة صفة العاصمة الاقتصادية للدولة؟!

ثم هل ستخلى العاصمة مستقبلا من المواطنين مع انشاء المدن الجديدة والبعيدة والأخذ بالتمدد السكاني الأفقي بدلا من العمودي بعد تجربة مجمع الصوابر المرة؟ ومدى خطورة ذلك الخيار على الأمن القومي، وهل من الحكمة الأخذ بنظام المدن التخصصية كحال المدن الطبية والتعليمية والصناعية.. الخ، أم يترك الأمر للحاجات المستقبلية المتغيرة؟!

واضح ان اسئلة كهذه يجب ان تطرح ويجاب عنها لمعرفة المسار الصحيح لكويت 2030.

وقد طرحت المهندسة أشواق المضف قضية هامة هي ضرورة الحفاظ على المباني التراثية القديمة التي لم يبق منها الا القليل متسائلة: هل نحن خجولون من ماضينا المجيد حتى نحاول اخفاءه؟ كما انتقدت طريقة ترميم البيوت القديمة التي تفقدها طابعها التراثي وتمنت الا يصدر المخطط الهيكلي بمرسوم حتى يمكن تعديله وتغييره طبقا للحاجات المستقبلية، فيما طرح المهندس أحمد المنفوحي ورقة ممتازة لكيفية فك تشابك الاختصاصات بين البلدية وبعض الجهات الحكومية كوزارة الصحة والتجارة وهيئة الزراعة للتسهيل على المواطنين.

من ناحية أخرى التقيت قبل ايام بصحبة الزميل قيس الأسطى بالدكتورة المهندسة رنا عبدالله الفارس مديرة البرنامج الانشائي لجامعة الكويت حيث اوضحت لنا امورا عدة تدعو للتفاؤل وتدحض بعض ما قيل بحق مشروع جامعة صباح السالم (الشدادية) حيث لايزال هناك 4 سنوات على انتهاء الاعمال الضخمة كما أتى في عقودها، وللموضوع عودة.

آخر محطة

(1): تمنياتنا القلبية بالشفاء العاجل لمدير عام بلدية الكويت المهندس احمد الصبيح الذي هو قدوة في أخلاقه وكفاءته وأمانته ووطنيته، و«ما تشوف شر يا بوعبدالله».

(2): للمعلومة.. لو قسمت الكويت عند خط منتصفها الى جزأين شمالي وجنوبي لوجدت ان 98% من المواطنين والمقيمين يقطنون في الجزء الجنوبي من الدولة مما يظهر خطأ جسيما في التخطيط والحاجة لمستوطنات بشرية كويتية في الشمال.

احمد الصراف

دموع الدكتور أحمد البغدادي

صديقي العزيز أحمد الصراف، كيف أنت؟ أكتب لك هذه الرسالة والدموع تملأ عيني لما أمر به من صعاب، وأشعر بالألم لكتابة هذه الرسالة لك، وبالكاد يسعفني تفكيري لما هو صواب، وأتمنى ألا تخذلني، فأنا أمر بظروف مؤسفة، وبحاجة لمساعدتك المستعجلة، فقد سرقت أموالي وهاتفي النقال، وبحاجة ماسة لمبلغ 2500 دولار، أو أي مبلغ تستطيع أن تدفعه لي كدين أسدده لك عندما أعود للوطن.
كان ذلك مضمون رسالة وردتني على الإنترنت من شخص يطلق على نفسه اسم «الدكتور أحمد البغدادي»، وحيث ان الزميل البغدادي يتلقى علاجا في لندن، وحسب علمي ومعرفتي تأبى نفسه الكريمة التصرف بمثل هذه الطريقة، فقد كان من الطبيعي الاعتقاد بأن في الأمر ما يريب، ولهذا كتبت لذلك النصاب رسالة أشكره فيها على اللجوء إلي وطلبت منه إرسال عنوان مصرفه، فرد بذكر عنوان مكتب Western Union للصرافة، فكتبت له ثانية بأنني قمت بتحويل المبلغ كاملا له وأن عليه مراجعة الصراف يوم الخميس 2/18، وأعطيته رقما وهميا لحوالة مصرفية من الكويت. كما قمت في الوقت نفسه بالاتصال بصديق يعيش في لندن وشرحت له الوضع وطالبته بإعلام الشرطة بالحادثة، إن كان هناك ما يستوجب تدخلهم.
لقد اخترت عنوانا مثيرا، وربما مضللا، للمقال من أجل لفت انتباه أكبر عدد ممكن من القراء ودعوتهم لقراءته من أجل تحذيرهم من طرق النصب والاحتيال التي تتبع عن طريق الإنترنت، وكيف أصبحت هذه الوسيلة التعليمية والتثقيفية الجميلة مصدر رزق للكثير من المحتالين والباحثين عن ثراء سريع، ولكن هؤلاء لا يمكن أن ينجحوا ان لم يوجد من يصدقهم!

أحمد الصراف