علي محمود خاجه

قصة بطل

نعم لم يبالِ الشهيد يوسف إبراهيم الفلاح بعواقب الأمور حتى إن وصل الأمر إلى فلذات أكباده وأعز ما يملك، فهذه الأرض هي عرضه وشرفه وأغلى ما لديه في الوجود، فإن أهدرت كرامتها فلا عيش له ولا كرامة، قتل هذا الشهيد البطل أكثر من 200 عراقي بشهادة من اعتقله من الغزاة، فمن الكفاح المسلح إلى دس السم للغزاة مع الشهيد البطل الآخر الدكتور هشام العبيدان.

تلك هي قصة بطولية من مئات القصص الأخرى التي شهدت البطولة ولاتزال دماء أبطالها تجعلنا نتذوق طعم العيش الحر، وإن ما يميز شهداء الكويت وأسراها الشهداء عطفا على بطولتهم وتضحيتهم أنهم جميعا ودونما استثناء لم يكونوا يبحثون عن مجد أو بطولة شخصية، ولم يفكروا يوما بكيفية تخليد ذكراهم وكيف ستعاملهم بلدانهم بعد رحيلهم، لم يكن يدفعهم سوى الحب ولا شيء سواه، فتمكنوا من بناء صرح شامخ في كل القلوب، لم ولن يتزعزع أبداً، اسمه: «شهداء الكويت وأبطالها».

نأتي اليوم- وفي الكويت التي تبرعوا لها بدمائهم كي تبقى حيّة- لنتجاهل حتى ذكراهم، ونكتفي بشريط أصفر وآخر أسود يزين قنواتنا في يومي التحرير والاستقلال، بل تسن القوانين كما يدعي المجلس البلدي لطمس هويات أبطالنا الشهداء.

فقد أطلق سكان المنصورية على سبيل المثال اسم الشهيد البطل يوسف الفلاح على أحد شوارعها وعلى الرغم من عدم إقرار الدولة بالاسم لقولهم إنه يمنع وضع أسماء الشهداء على الشوارع والمناطق باستثناء شارع الشهداء، على الرغم من وجود منطقة كاملة باسم الشهيد فهد الأحمد، وهو أمر مستحق لجميع الشهداء طبعا ومنهم الشهيد فهد الأحمد.

أكرر بأن شهداءنا الأبطال لم يبحثوا عن مجد أو شارع أو منطقة، ولكننا نحن الكويتيين من نبحث عن ذكرى خالدة مستحقة لأبطال يعتبرون لنا قدوة ونبراسا يضيء لنا طريق البناء، نعم نحن من نرفض أن تطمس هوياتهم من المناهج والمناطق والطرقات، فلو تعلمنا أو على الأقل أحيينا ذكراهم بشكل دائم فلعلنا نستوعب معنى التضحية الحقّة.

إن كان هناك قانون فعلا يحظر وضع أسماء الشهداء على معالم الكويت وطرقها، فاللعنة على مثل هذا القانون الكريه القاتل للبطولة في أنفسنا، وإن لم يكن هناك قانون فبئساً لمن يرفض أن تخلد ذكرى أفضل الكويتيين على الإطلاق.

ملحوظة: لقد تم استبدال باسم الشارع الذي أطلق عليه سكان المنصورية شارع الشهيد يوسف الفلاح، اسم أحد رجال الكويت الأخيار الذي نكن له كل احترام، ولن نرضى أبدا أن يطمس اسم كل من قدم للكويت سواء المال أو الدم أو الجهد، ولا نطلب سوى المساواة في تكريم أهل الكويت ورموزها.

خارج نطاق التغطية:

صراع أزلي على مسمى الخليج سواء كان عربياً أو فارسياً، وكأن المسمى سيغير من العالم شيئا، أو سيطوّر العقول و يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة، لا يهم إن كان الخليج فارسياً أم عربياً، فهو في النهاية ليس من صنع العرب أو الفرس فما الفخر بالاسم يا ترى؟

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

«البروفة» الاستجوابية ودين «الكويتية» على «العراقية»

الموضوع لا علاقة له بشخوص الاستجواب الحالي، بل هي قضية متكررة تتناقلها الصحف من قيام طرفي الاستجواب بعمل «بروفات» له (!) أتحدى أن توجد ديموقراطية أخرى في التاريخ تقام بها «بروفات» للاستجوابات حيث إن «البروفات» أمور تختص عادة بها المسرحيات والأعمال الفنية ودور الأزياء، فصارت ديموقراطيتنا وبحق «طماشة» للعالم.

الخصخصة على الطريقة الكويتية لا مثيل لها في العالم كذلك وقد كتبنا عنها في السابق وسنكتب عنها لاحقا، وإنما يشغلنا هذه الايام ما يطرح عن مصير 1.2 مليار دولار دينا لـ«الكويتية» على «العراقية» في حال خصخصتها، والسؤال الساذج والبسيط: هل هذا دين استجد هذه الأيام أم انه كان موجودا عندما قرر وزير المواصلات الأسبق عبدالواحد العوضي إنهاء عملية خصخصة الكويتية في 10 أشهر حسب تصريحاته؟ ولماذا لم يناقش هذا الأمر الهام وغيره من قضايا عظام قبل صدور المرسوم لا بعده؟ ولماذا لم يسأل أحد أهل الاختصاص في تجربة الخصخصة الأولى بالكويت حتى لا نصبح مرة اخرى «طماشة» للخلق؟

لقد كتبنا عبر السنوات الثلاث الماضية العديد من المقالات المختصة المحذرة من الاستعجال بهذا المشروع الحيوي الكبير ولكن «على من تقرأ مزاميرك يا داود؟» ولنا عودة مفصلة في القادم من الايام.

يؤدي الأطباء والمحامون والطيارون والمهندسون والمدرسون خدماتهم الخيّرة للناس ثم يتقاعدون بعد سن معينة تاركين المجال للأجيال الشابة وأفكارهم الجديدة ليأخذوا دورهم، وأغلب فتاوى التشدد ومثلها الحروب الدينية التي قامت في المنطقة صدرت عن رجال دين أفاضل طاعنين في السن لم يغادر البعض منهم داره أو يعلم بمتغيرات واحتياجات العصر وحتى تبعات ما يصدره من فتاوى وقرارات.

السؤال: لماذا لا تفرض سن معينة لتقاعد بعض شيوخ الدين كحال الآخرين لإتاحة الفرصة للدماء الشابة (انظر افكار السيد حسين حفيد الإمام الخميني ود.احمد ابن الشيخ عبدالعزيز بن باز)، وفي هذا السياق كتب محمد عبداللطيف آل الشيخ مقالا في جريدة «الجزيرة» السعودية تساءل فيه إن كان من يفتي بحرمة الاختلاط ويستحل دم من يبيحه يطبق هذا القول في بيته ومنزله حيث يختلط اهل الدار من رجال ونساء بالسواقين والطباخين والخادمات من النساء، فهل جميع هؤلاء «ديوثون» مستحلة دماؤهم؟ وأعاد بوعبداللطيف للأذهان تجربة والده مفتي المملكة عندما حرم دخول التلفزيون للبيوت وطبق ذلك الأمر على أهله قائلا لابنه «تبيني احرمه على الناس واحلله لنفسي؟» كما لم يكفّر والده رحمه الله من يبيح اقتناء التلفزيون الذي لم يعد هذه الايام يخلو بيت سعودي أو مسلم منه.

آخر محطة:
 
(1) العزاء الحار لآل السميط والحميضي الكرام على مصابهم، للفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

(2) العزاء الحار لآل الجبلان من قبيلة مطير الكريمة في وفاة شيخهم الجليل صاهود بن لامي، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

احمد الصراف

ملاحظات على التقدم في العمر

دخل الرجل الستيني مجمع الوزارات وقدم معاملته للموظفة فاستلمتها قائلة: اتفضل استريح يا حجي. فقال لها: لا تناديني بـ «يا حجي» بل بـ «يا عمري»!
فتضايقت الموظفة واعتقدت بأنه قد جاوز حدوده، فبادرها بالقول انه لم يحج بعد بل ذهب للعمرة فقط، وبالتالي هو يا عمري وليس يا حجي.
***
سبق أن كتبت عدة مقالات عن الكيفية التي نعرف فيها أن العمر تقدم بنا، وقلت ان ذلك يبدأ عندما يبدأ الآخرون بمناداتنا ب‍ «يا عمي» أو «يا حجي»!
أو عندما نطفئ الأضواء من منطلق التوفير وليس الرومانسية، أو عندما لا تهتم المرأة بالكيفية التي ترتدي بها حمالة الصدر، وغيرها، وهذه مجموعة أخرى من الملاحظات، الدالة على التقدم بالعمر وهي أننا مع تقدم العمر نستمتع بالخروج من البيت، ولكننا نستمتع أكثر بالعودة إليه. وعندما يقول لنا الآخرون إننا نبدو في أفضل حال، وهم يقصدون «لمن هم في عمرنا»! وعندما نبدأ بالحصول على الخصومات على كل شيء لا نرغب في استعماله أو القدرة على تناوله. وعندما تبدأ في نسيان أسماء البعض من حولنا ونصدم عندما نعرف أنهم لا يتذكروننا حتى.
وعندما يصبح احتمال فقدنا لمحفظة نقودنا ومفاتيح السيارة والبيت أسهل من فقد الخمسة كيلوغرامات التي كنا نتوق دائما للتخلص منها.
وعندما يبدأ شريك حياتك بالاعتماد عليك في تذكر ما لا تتذكره أصلا. كما أصبحت لا تهتم بالقيام بما اعتدت دائما على القيام به، ولكنك مهتم جدا بأن من حقك عدم الاهتمام بالقيام بها بعد الآن.
كما تعرف أنك كبرت عندما تكتشف أن شريك حياتك يستمتع أكثر بالنوم على أحد أرائك الصالة. وكذلك عندما تتذكر نصائح أمك التي كانت تطلب منك ارتداء ملابس داخلية نظيفة، فقط لمواجهة أي طارئ. وبعد أن أصبح بإمكانك شراء ما تريد من مجوهرات أصبح ارتداؤها غير آمن، كما أصبح الأمر يستحق منك قراءة 100 صفحة على الأقل من كتاب ما لتكتشف أنك سبق ان قرأته من قبل. كما أصبحت لديك ملابس بثلاثة قياسات، اثنان يصعب ارتداؤهما، ومع هذا تحتفظ بهما على أمل أن يضمر الجسم، أو ينمو قليلا. وأنت أصبحت كبيرا في السن عندما تصبح أغاني الأمس جميلة، وأفلام الماضي رائعة، ونتمنى للجميع طول العمر.. والسعادة «من قراءاتي».

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

لا بطاطس ولا طماطس يا ياسمين

هذه فكرة سبق أن كتبت مثلها في الأزمنة السحيقة، في أول شهر كتابة، عندما كان لا يقرأ لي إلا المصحح وشقيقي منصور وذوو القلوب الرحيمة. واليوم أعمل للفكرة "ريسايكلنغ" وأعيد تكريرها وتصديرها مع بعض الإضافات والتوابل…
نحن الشعوب العربية – أجلكم الله – الأقل ولاء لبلداننا، ونحن الأكثر تنطعاً وتغزلاً في حبها بين الشعوب. خذ عندك أغاني  وطنية، وخذ احتفالات برغوة، وخذ مسيرات ورفع أعلام، وخذ مقالات كتّاب، في حين أنك لن تلاحظ مثل هذا التصنّع بين الشعوب التي تحتل بلدانها المراتب الأولى عالمياً، كفنلندا وآيسلندا وهولندا والنرويج، التي ترتفع فيها مؤشرات الإنتاج والتنمية الإدارية والحقوق المدنية والشفافية والاستقرار النفسي وبقية المؤشرات الدالة على الرفاهية. وهنا أرجوك ألا تقنعني أن ولاء الفنلنديين لوطنهم يعادل ولاء العربان لأوطانهم.
خذ الكويت والكويتيين مثالاً، ثم ارمِ المثال وارم الكويتيين واغسل يديك جيداً… فبعض الكويتيين لا يشعر فقط بعدم الولاء لبلده، بل يكرهه. ولا تصدق ما نقوله عن اشتياقنا أثناء السفر إلى الكويت، واللهفة على غبارها ورمالها وطوزها وكوسها فهذه "كليشة" نرددها كالببغاوات والغربان والخفافيش.
ولا أظنني في حاجة إلى سَوْق الأمثلة على كره هؤلاء الكويتيين لبلدهم، ولا على سوء إدارة الحكومة التي قادت إلى إضعاف الولاء في صدور الناس، فالأمثلة تسوق نفسها بنفسها وتكفيني العناء، وهي أكثر من التفاح في تشيلي، ومن الفضة في الأرجنتين، ومن أكياس الزبالة في مصر.
ولو نظرنا إلى دول العالم الثالث، لشاهدنا بوضوح كيف يجيّر الحاكم دولته وشعبه وخيرات البلد لأبنائه وأقربائه، إذ هم الوزراء وهم الوكلاء والمسؤولون والتجار. والأجهزة والمؤسسات الحكومية في خدمتهم. وستجد – يا للطرافة – هؤلاء هم الأكثر حديثاً عن الوطنية وعن الولاء ووجوب التضحية وحقوق الدولة على المواطنين. وهنا تذكرت اللقاء الذي أجرته إحدى المجلات المغربية مع ممثلة أفلام بورنو وخلاعة، وهي فرنسية من أصل مغربي اسمها ياسمين، إذ قالت ياسمين رداً على سؤالها عن نظرتها إلى الفتيات المغربيات: "لا مانع من أن يواكبن العصر، لكنني للأسف أراهن في طريق الانحلال، ويجب على الدولة توعيتهن وتذكيرهن بالعادات والتقاليد المغربية المحافظة". أي والله، هذا ما نقلته مجلة "تيل كيل" المغربية عن ياسمين، وهذا ما نقلته الصحف عن أولئك الوزراء. ومفيش حد أحسن من حد.  
ومن الجهة الأخرى، يرفع المشعوذون والحواة أيديهم في خطب الجمعة: "اللهم أصلح بطانة وزرائنا"! على اعتبار أن الوزراء، اسم الله عليهم، تقاة غرر بهم رفقاء السوء، المستشارون الفاسدون المحيطون بهم. ولطالما حاول الوزراء، يا كبدي، إبعاد مستشاريهم لكنهم عجزوا، ولطالما صرخوا في وجوههم: "ابعدوا عنا يا أشرار يا ويلكم من الله"، لكن لا حول ولا قوة، ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به. وإذا صرخنا: "بعض الوزراء أفسدوا في الأرض وأضرّوا بالناس وقتلوا الولاء"، صرخ الحواة: "هذه الخادمة الآسيوية تلبس البنطلون الضيق… واإسلاماه"، وارتفع صوتهم فغطى على صوتنا… كلهم أعضاء فريق واحد، المستشارون والدراويش، عيال الـ… ياسمين.
وزراعة الولاء كزراعة الخضراوات، ما لم تتوافر الشمس والماء والطقس المناسب، فلا بطاطس ولا طماطس ولا جرجير ولا لياليَ حمراء، وما لم تتوافر الحكومات القدوة فلا ولاء. ولا أظن أن الولاء سيملأ الصدور ما دام أكثر الأمثال شيوعاً عند الحكام الظالمين هو "جوّع كلبك يتبعك"، على أساس أن شعبه كلب… وهو ابن شعب.

سامي النصف

فبراير يا شهر الشهور

نرفض احتفالات «الفوم» ونرفض ان يكون رمز اعيادنا الوطنية صورا لأطفال يحملون علم الكويت في يد والفوم في اليد الأخرى، ان ندرة الفرح وقلة الاحتفالات في البلد على مدار العام هي التي تتسبب في ذلك الانفلات غير الحضاري حالنا حال من تربط يداه وقدماه 11 شهرا في السنة ثم يترك له المجال بعد ذلك للانطلاق فتجده يجري وينط ويسقط فرحا بفك قيده، اجعلوا شهور العام كلها فبراير وستختفي ظاهرة «الفوم» والمخالفات والتجاوزات إلا ما ندر.

شكوى مريرة من صديق اقتصادي مخضرم شديد الاحتراف يرى ضمنها ان بعض الشركات المساهمة تنهب وتضرب ضرب غرائب الابل دون ان يكون لوزارة التجارة دور فيما يجري مستشهدا بمقولة مدير ادارة الشركات في الوزارة داود السابج لجريدة «الأنباء» أمس: إن دور الوزارة هو «ضيف شرف» لغياب التشريعات الصارمة، ويرى الصديق ان هناك تلاعبات تتم في سجلات المساهمين وفي الحضور وفي ميزانيات الشركات لصالح بعض الادارات المتلاعبة ويستغرب من ان وزارة التجارة التي تمنح التصاريح للشركات لا تملك حق مراقبتها في وقت يجب ان تختص ادارة الشركات ـ لا المحاكم ـ بشرعية الجمعيات العمومية وقراراتها، ولنا عودة لاحقة للموضوع.

وشكوى مريرة من رئيس جمعية تعاونية أشهد له بالكفاءة والأمانة الشديدة يرى ان قانون الجمعيات الجديد به كثير من الايجابيات الا ان به سلبيات قد تقضي على تلك الايجابيات حيث ان تحديد وتقصير مدة بقاء مجالس الادارات قد يعني وجود ادارات جديدة للجمعيات طوال الوقت لا تملك الخبرة اللازمة مما سيفتح المجال للادارات التنفيذية للعب والتجاوز الشديد على اموال المساهمين، ويطلب ضمان وجود خبرات في مجالس الادارات.

وقوف بعض النواب بشكل مسبق مع أو ضد أي قضية (استجواب أو غيره) يحسب عليهم لا لهم حيث ان الحكم العادل يتم بعد المداولة أما الحكم الجائر القائم على الأهواء فيصدر قبلها، في كل قضية تطرح اسمعوا وأنصتوا وحكّموا ضمائركم ثم أعلنوا احكامكم للتاريخ وللأجيال المقبلة كي لا نخلق اعرافا لم يشهد لها العالم مثيلا تمزق ما تبقى من ثوب ديموقراطيتنا الذي ملأته ممارستنا السالبة ثقوبا حتى لم يبق منه ما يستر العورة.

آخر محطة:

(1) رغم ما يرفعه الاشتراكي ونصير الضعفاء والفقراء (!) مصطفى بكري من شعارات فضفاضة لا يؤمن شخصيا بها بدلالة «البزنس» المتضخم الخاص به وما يصرفه من مبالغ باهظة على صحيفته وحملاته الانتخابية، الا انه في النهاية قلم يمكن استقطابه بدلا من تركه يعتاش على مليارات أبناء صدام (المتباكي عليهم) المنهوبة من دماء الشعب العراقي.

(2) وكانت «حلوة» من بكري استباقه للزمن وإعلانه كذبة اول ابريل في نهاية فبراير عبر حكاية فقر وضنك عيش عائلة وأيتام صدام.. وهو بالطبع واحد منهم!

(3) اشكالية ومظلمة العرب الحقيقية ليست في قلة «الدكر» منهم كما ذكر بكري، بل بوفرة من جعلوا انفسهم حظايا ونساء وأيتاماً للطغاة ولـ «الدكور» الزائفين منهم، «دكر» ويختبئ كالفأر في الغار، ماذا لو كان غير ذلك؟!

احمد الصراف

مخيرق.. اليهودي الشهيد

لفت صديق نظري لمقال كتبه أحد الكارهين لكل جميل في الحياة تعلق بحادثة القبض على أحد اليهود في دولة عربية في بداية خمسينات القرن الماضي، بتهمة مساعدة اسرائيل، وكيف حكم عليه بالاعدام، وتم تنفيذ الحكم في ساحة امتلأت بعشرة آلاف «فضولي»! ويبدو ان صاحبنا نسي ان حادث سير في اي ساحة من مدننا يمكن ان يجذب الآلاف لوفرة اعداد العاطلين عن العمل والفضوليين في كل شارع وحي.
***
يقول د. مقتدر خان (*) ان هناك الكثير من القصص التي يتجنب ائمة مساجدنا التطرق اليها في خطب الجمعة، ومنها قصة «مخيرق»، اليهودي وراباي المدينة المنورة.
كان مخيرق من اغنياء المدينة، وكان زعيم قبيلة «ثعلبة» وشارك في عام 625 ميلادية في معركة «أحد» الى جانب المسلمين. وقد طلب مخيرق من قومه الانضمام اليه في الحرب، ولكنهم رفضوا لكون اليوم سبتا، وهم لا يقومون بشيء في ذلك اليوم، فلعنهم مخيرق لعدم فهمهم لمعنى «السباث»، وأوصى بثروته، ان قتل، ان تذهب بكاملها للرسول. وعندما نشبت المعركة كان مخيرق من اوائل «شهدائها»، وعندما سمع الرسول بموته، بعد ان تعافى من اصاباته البليغة، قال ما معناه انه كان افضل اليهود.
انتقلت تركة «مخيرق» للرسول وتضمنت سبعة بساتين، وثروات اخرى، وشكلت نواة اول وقف في الاسلام، وساهمت تلك الثروة، حسب قول «مقتدر خان» في التخفيف من عوز الكثيرين في المدينة.
***
ان مثل هذه القصص لا يميل لسماعها او التحدث عنها الكثير من الدعاة ورجال الدين والمتاجرين فيه، من كتاب وغيرهم، لانها ببساطة تشكل خطرا على مكانتهم وقوت يومهم. فتجارة الكثير من هؤلاء تعتمد على بث الفرقة بين المسلمين وغيرهم، وتكريس كراهية الآخر وبث الاعتقاد بان جميع اليهود مجرمون وغيرهم سفلة منحطون وان من صميم اهداف هؤلاء الاساءة لنا ولديننا والعمل على افنائنا!
(*) مقتدر خان، استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة ديلاور في اميركا.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

. وجه من الحفل

آه لو يعود الزمن القهقرى. شوية قهقرى يعني مش أكثر. أي إلى وقت طفولتي. لكنت حرصت على تعلّم الإنكليزية والفرنسية بدلاً من اللف والدوران ما بين أساطير الزير سالم وعنترة العبسي وأبوزيد الهلالي. وإذا كان لدي من اللغة الإنكليزية ما يسد رمقي بخبزة حافة جافة، يأنف من التهامها اليتيم الفقير، ففرنسيتي "لا غيمة فيها ولا بارق ولا رعّاد".

ولو كنت أعرف الفرنسية لالتهمت صحافتها هناك وتلذذت بحرية كتّابها ومحرريها، ولتفسحت بين سطور أدبائها وخبرائها وهم يصلبون المسؤولين صلباً ويقصلونهم قصلاً (بالإذن من اللغة العربية)، ويقلّبونهم على جمر الغضا، فأستعيض بها عن صحافتنا العربية المنافقة الغبية.

والله الله لو "مشت معاي" وأصبحتُ كاتباً فرنسياً، وأصبح الشيخ أحمد العبدالله وزيراً للنفط والإعلام الفرنسي، على افتراض أن الفرنسيين أغبياء همج بَجَم، يقبلون وجود وزارة إعلام، ويستمتعون بمشاهدة "استقبل وودّع وكان في معيّة معاليه".

تخيلت ذلك، وتخيلت ماذا كنت سأكتب عن طريقة معاليه في إدارة الوزارات التي يتسلمها، والتي لم أرَ فيها أو أسمع عن إنجاز واحد نفاخر به وتغيظ به بناتنا قريناتهن الفرنسيات. فكل ما يفعله معاليه هو إطفاء الأنوار، ودعاء النوم، وقراءة المعوذتين، هصصصصص! وتخيلت ماذا كنت سأكتب عن النائب البطل علي الدقباسي الذي يعادل في سوق الصرف السياسي مئة وسبعة وثمانين وزيراً من أحمد العبدالله، ورغم ذا يتعالى النباح حول الدقباسي، وتتعالى الزغاريد حول العبدالله، الذي يُكتب تحت اسمه في الصورة الجماعية للحكومة "وجه من الحفل"، وتنسى أنه وزير، وإذا به بعد عامين أو أكثر "يفجؤك"، كما يقول طه حسين، بتصريح في حفل لإحدى السفارات الأجنبية عن علاقة الكويت المتينة بتلك الدولة، فتتساءل: "مَن هذا؟".

ولو أننا نتعامل مع الاستجوابات كما تتعامل فرق كرة القدم في مباريات النهائي، فنحضر "حكّاماً" أجانب يديرون مباراة الاستجواب، بعدما فقدنا الحيادية في برلماننا. تُرى كم ستكون النتيجة؟ وماذا سيكتب مراقب المباراة عن النائب والوزير والحكومة، وعن النواب الذين يعيشون في المناطق الرطبة المظلمة، ويقتاتون على استجوابات ضعاف الوزراء؟

على أنني لو كنت مكان النائب الدقباسي لاكتفيت بمحور واحد أسأل فيه معاليه أسئلة شاطئية لا تتطلب إتقان الغوص والخبرة البحرية: كم قطاعاً في كل وزارة؟ وكم وكيلاً مساعداً؟ وما هي طبيعة أعمالهم؟ وكم مادة في قانون المطبوعات الذي لم تطبقه وتسبب في كارثة كادت تقود إلى فتنة؟ وبس. ثم أجلس وأتركه يغرد بإجاباته، ويرسم البسمة الداكنة على وجوه الناس وهم يرون مستقبلهم في أيدي وزراء بهذه "العَظَمة". وإذا جاء دوري للتعقيب، فسأكرر ما قاله الفنان المصري محمد نجم وهو يقلد اللهجة الخليجية: "حياك الله بالخير"، ثم أتوكل على الله فأنوح وألطم.

وقد بلغني أمس، أن معاليه للتو أدرك أنها خطة حكومية مرسومة لقمع الحريات، وللتو انتبه أنه من سيدفع الفاتورة وهو لم يشترِ شيئاً، فغضب! وسّع صدرك طال عمرك وانزل إلى الميدان، فلم يعد يهم الناس غضبك ولا رضاك.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

رواسب الاشتراكية

يختلف ليبراليو اليسار «الأمس» عن ليبراليي اليمين «اليوم» في الكويت والمنطقة العربية في تقييمهم لحقبة الرئيس عبدالناصر ومثيلاتها، فبينما يقدسها الاولون كونها مثلت لهم عصر التحرر والانحسار الديني والتحول الاقتصادي للاشتراكية والقطاع العام، يعتبرها اللاحقون حقبة الشيطان كونها مهدت كما يرون لقمع الحريات وفتح السجون والتحالف مع الانظمة القمعية الشيوعية وروجت للعداء للغرب الاب الروحي لليبرالية والعلمانية العربية.

وعندما لم تجد الثوريات العربية الا الخراب الاقتصادي والانتكاسات العسكرية كأبرز منجزاتها، بدأت بتزييف الحقائق في افلامها وصحفها وكتبها واغانيها بقصد اتهام اعدائها من رجال «الاقتصاد الحر» بتلك النكبات عبر اطلاق المسميات القميئة عليهم، وقد انتقل ذلك الداء من تلك البلدان الى بلدنا حيث ندر ان تجد مسرحية او مسلسلا الا ويقدم فيه رجل الاعمال بشكل سيئ.

ولا يمكن ان نتجه للخصخصة او التحول للمركز المالي والتخلي التدريجي عن النفط مادام رجل الاعمال يفرش له السجاد الاحمر في الدول الاخرى بينما تنثر الاشواك في طريقه ببلدنا، وقد استمعت قبل ايام من احد الفعاليات الاقتصادية لشكوى مريرة من طريقة تعامل قلة من النواب والكتاب مع غرفة التجارة، حيث يذكر ان جميع الغرف التجارية في العالم لها خصوصيتها وتدفع لها الرسوم مقابل خدماتها وتمثيلها للقطاع الخاص في القضايا المختلفة وكي تحافظ على استقلاليتها.

ومما قاله ان الغرفة لا تفرض الانتساب لها على التجار والحرفيين بدلالة وجود 130 ألف سجل تجاري في قيود وزارة التجارة بينهم فقط 30 ألف منتسب للغرفة اي ان هناك مائة ألف يمارسون التجارة دون انتساب لها، واعاد محدثي للاذهان حفظ الغرفة عبر مكاتبها ومعارضها في ابوظبي ودبي ابان الغزو بضائع لموردين صغار وكبار جاوزت 130 مليون دينار، ودور احد رجالها وهو المرحوم يوسف الفليج في نقل سجلات جميع التجار من وزارة التجارة الى الغرفة حيث تم الحفاظ عليها من الضياع ابان الغزو.

انتشر على اليوتيوب هذه الايام صور لسيارات جديدة يتم «تزيينها» عند احد المحلات وشباب يقول ان وكالة السيارات تغش زبائنها بهذا العمل، وقد اخبرني احد المطلعين بأن وكالة السيارات تبيع في بعض الاحيان سيارات لشركات محلية تقوم اما باعادة تصديرها او حتى استخدامها بعقود لآخرين، ولا يمكن للوكالة حسب قوله ان تمنع من اشترى السيارات منها من القيام بأي تعديل او تغيير في سيارته، مضيفا ان امرا كهذا يستحيل ان تقوم به الوكالة لاسباب ثلاثة، اولها علمها ان الوكالة الام لا تقبل بمثل هذا التصرف، والثاني ان ذلك التغيير يسقط كفالة الشركة الام عن جميع السيارات المستوردة للوكالة، والسبب الأخير ان تلك الاعمال التي يحذر منها الوكلاء عادة لو ارادوا هم القيام بها ـ وهو امر مستحيل حسب قوله ـ لأدخلوها كراجاتهم الواسعة، لا وضعها امام الملأ في محل يقع على الشارع العام.

آخر محطة:
 
1 – لو كان الامر بيدي لأقمت تمثالا في الصفاة لكل رجل اعمال سواء كان صاحب بقالة صغيرة او وكالة كبيرة، كونهم استقلوا بأنفسهم ووفروا لنا الحاجيات التي نلقاها بالاسواق ولم نعد نحتاج للذهاب خفافا والعودة ثقالا من السفر.

2 – صرخة من شخص مهتم: أنقذوا اسواق الاحمدي التراثية من الهدم!

احمد الصراف

«دي دي وا»..وأحمد البغدادي!

انتشرت على الانترنت مقالة للروائية الجزائرية احلام مستغانمي عما واجهته في اليوم الذي وصلت فيه بيروت في بداية التسعينات، وهي الفترة التي اشتهرت فيها اغنية «دي دي وا» للشاب خالد، والتي رفعته الى النجومية العالمية وقذفت به للمجد، وكيف انها كانت قادمة لتوها من باريس، وفي حوزتها مخطوط «الجسد» المكون من أربعمائة صفحة، والذي قضت اربع سنوات في نحت جمله، محاولة ما استطاعت تضمينه نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، انقاذا لماضي وطنها، ورغبة في تعريف العالم العربي بأمجاده واوجاعه! ولكنها لاحظت انها كلما أعلنت هويتها كانت تجامل بالقول: «آه، انت من بلاد الشاب خالد!»، وكيف انها لم تجد جوابا في هذا الرجل الذي يضع قرطا في اذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، سوى الضحك الغبي، وانها عندما تبدي عدم فهمها لـ«دي دي وا» لا تجد غير التحسر على قدر الجزائريين، الذين بسبب الاستعمار، لا يفهمون اللغة العربية! وقالت انها تأسفت كثيرا لكل الاهتمام والملاحقة اللذين يلقاهما المشاركون في برامج ستار اكاديمي مثلا، وكيف ان سجينا في معتقل اسرائيلي يطلق سراحه بعد ربع قرن لا يجد من يستقبله على حدود وطنه!
وفي السياق نفسه، احتج اصحاب الكثير من الرسائل الالكترونية على عدم اهتمام الصحافة باخبار صحة الزميل والاكاديمي المعروف احمد البغدادي، وتحسروا لتجاهل وسائل الاعلام لاخبار مرضه، وانه لو كان مطربا من الدرجة الثالثة لأفسحت العديد من الصفحات عن تقدم علاجه واوضاع نومه وقيامه وما يأكل ويشرب!
والحقيقة ان عدم الاهتمام باخبار الروائيين والاكاديميين والمفكرين والكتّاب والفلاسفة، وحتى العلماء والمكتشفين والمنقبين والقادة العسكريين من قبل وسائل الاعلام، مقارنة بكل الشوق والاهتمام باخبار الفنانين والمطربين والممثلين والراقصين والمسرحيين، امر طبيعي جدا، فهذه طبيعة البشر.
وهناك مثل عراقي يقول: «قالوا له: عندك تأكل؟ قال: لا، قالوا له: عندك تغرم؟ قال» نعم»، اي ان الواحد منا يصرف الكثير على الطرب والمتعة، ولكنه لا يصرف بالقدر نفسه على الامور الضرورية من مأكل وملبس، دع عنك الامور الجادة من فكر وأدب!
ونجد انعكاس ذلك، كمثال فقط، ان ما يكسبه مطرب امي ومكوجي سابق في عام واحد يزيد عما حققه نجيب محفوظ من بيع جميع مؤلفاته طوال نصف قرن! ولكن يجب ان نعرف كذلك ان هذا الولع بالفن والفنانين ومشاهير السينما والتلفزيون وحتى المسرح، ظاهرة تشمل العالم اجمع، ولها اسبابها، فما تكسبه عارضة ازياء في الغرب يزيد عشر مرات على ما يكسبه عالم فيزيائي يحمل جائزة نوبل، ولكن الفرق بيننا وبينهم ان رواية ما في الغرب قد تحول كاتبها لمليونير، كما في شفرة دافنشي التي بيع منها 80 مليون نسخة او 200 مليون نسخة من «هاري بوتر»، في الوقت الذي لم تبع فيه رواية كــ«عزازيل» ليوسف زيدان، وهي في طبعتها الرابعة، اكثر من خمسين الف نسخة. ولكن لو قام المؤلف نفسه بالسير عاريا في شارع مزدحم في القاهرة لزادت مبيعات كتبه حتما!

أحمد الصراف

سامي النصف

قليل من الكلمات يبدد الكثير من الظلام

حتى سنوات قليلة كان البنّاء لا المهندس هو من يبني البيت، كما كان الحواي (المعالج الشعبي) لا الطبيب هو من يعالج المرضى، وتقوم الداية عادة بتوليد النساء.. الخ، تطورت الحياة وتنورت الناس وتعلمت وتثقفت وتولت تلك القضايا بالتبعية عقول مختصة نيرة بددت كثيرا من ظلام تلك الحقب.

 

حركة التنوير والنهضة تلك يجب أن تمتد الى دور الافتاء بعد أن حاز منضوو التيارات الإسلامية هذه الأيام أعلى الشهادات العلمية من أرقى الجامعات وفي مختلف التخصصات، والمفروض ان يتم توجيه بعض تلك العقول النيرة لدراسة الفقه وعلوم الشريعة حتى يمكنها استنباط الأحكام الذكية المواكبة لروح العصر كي نوقف فتاوى التشهير بالدين والإضرار به التي انتشرت هذه الأيام.

 

ان على المؤسسة الدينية بشقيها السني والشيعي أن تطهر نفسها وتجدد ذاتها وترفض الفتاوى الضارة كرضاعة الكبار وتفخذ الرضيعة وزواج الأطفال.. الخ، وان تدحض فتوى الشيخ عبدالرحمن البراك الأخيرة والتي تنص على «أن كل من رضي بعمل ابنته أو اخته أو زوجته مع الرجال، أو بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه وهذا نوع من «الدياثة» وغير ذلك مما يجر اليه الاختلاط وعليه فإن من استحل الاختلاط يجب ان يُستتاب وإلا وجب قتله».

 

معروف ان 99% من المسلمين يعيشون في دول يختلط فيها الناس في أماكن العمل والدراسة أو الأسواق أو الطائرات والباصات أو الحدائق أو المطاعم أو المستشفيات.. الخ، لذا لن يبقى أحد من المليار ومائة مليون مسلم طبقا لتلك الفتوى الظالمة إلا وأصبح ديوثا أو يستحل دمه، فهل يصح مثل هذا القول؟! وهل يجوز لأحد إصدار مثل تلك الفتوى؟!

 

ومن جانب آخر، فقد أتت تلك الفتوى الدموية ضمن سلسلة فتاوى استباحة الدماء كمن أفتى قبل مدة بجواز قتل مُلّاك الفضائيات التي تبث البرامج غير المحتشمة، وفتوى جواز قتل كبار الكتّاب الليبراليين، وفتوى الشيخ محمد المنجد بقتل «ميكي ماوس» في الحل والحرم، كونه جنديا من جنود الشيطان، والتي تناولتها الفضائيات والصحافة الأجنبية بشكل يسيء للدين الإسلامي.

 

نرجو أن تختص الجهات الرسمية فقط بإصدار الفتاوى، وان تتم بشكل جماعي لا فردي، كما يجب منع الإفتاء الفردي على الهواء مباشرة، والتأكد من أن المفتي رجل متعلم منفتح يرى ويسمع ما يدور حوله من متغيرات العصر، فلا يجوز للمنقطع عن الدنيا أن يفتي بأمورها وقضاياها.

 

آخر محطة: أن ترسل إسرائيل 11 شخصا لقتل شخص واحد فهذا يعني إما تأثرهم بالبيروقراطية العربية العتيدة، أو بحب التسوق الخليجي!