احمد الصراف

سبتيات في الزواج (*)

تقول الحكمة الأزلية القديمة: يقلق المستقبل المرأة الى أن تقترن برجل، وبعدها يتوقف القلق لديها. ولا يشغل المستقبل الرجل ولا يقلقه الى أن يقترن بامرأة، وهنا يبدأ القلق لديه!
***
1 – الزوجة لزوجها: ما الذي تفعله؟ الزوج: لا شيء.
الزوجة: لا شيء! انك مشغول منذ ساعة في قراءة وثيقة زواجنا.
الزوج: انني ابحث فيها عن تاريخ الانتهاء.
2 – الزوجة: هل ترغب في تناول العشاء؟ الزوج: بالتأكيد، ما هي الخيارات المتوافرة لديك؟ الزوجة: نعم أو لا!
3 – الفتاة لخطيبها: عندما نتزوج أود مشاركتك في كل مشاكلك وهمومك ومتاعبك، وأن أخفف وطئها عليك. الزوج: ولكن يا عزيزتي ليس لدي مشاكل ولا هموم ولا متاعب! الخطيبة: بعد أن نتزوج سيكون لديك الكثير منها.
4 – الزوج للزوجة: يا حبيبتي هل كنت ستتزوجينني لو لم يترك لي أبي تلك الثروة الكبيرة؟ الزوجة: نعم كنت سأتزوجك بصرف النظر عمن كان سيترك لك تلك الثروة الكبيرة.
5 – نظرت الزوجة لنفسها في المرآة وقالت لزوجها: ما الذي يجذبك أكثر يا عزيزي، جمال وجهي أم روعة جسدي؟ ألقى الزوج نظرة متفحصة عليها وقال بهدوء: تجذبني روح الدعابة لديك.
6 – عندما كان الزوج مشغولا بقراءة جريدته تلقى ضربة مفاجئة بمقلاة على رأسه من زوجته، وعندما سألها عن السبب قالت: لقد وجدت قصاصة ورق في جيب بنطالك دوّن عليها اسم «جيني»! فقال الزوج من دون تردد: انه اسم الفرس التي راهنت عليها في الأسبوع الماضي، عندما كنت في ميدان سباق الخيل! فاعتذرت له الزوجة وقبلته. وبعد ثلاثة أيام وعندما كان الزوج مشغولا بمشاهدة التلفزيون تلقى ضربة أقوى من الأولى، وعندما سألها عن السبب قالت: لقد اتصلت الفرس «جيني»، التي سبق وان راهنت عليها، تسأل عنك!
***
• ملاحظة: في مقال الثلاثاء «أيها المتشددون المتخلفون.. شكرا لكم» أوردت في الفقرة الأولى منه نصا عن مقال للزميل ساجد العبدلي، وتبين أنه نص قديم ولا علاقة له بالضرورة بالأحداث الحالية، ولذا اقتضى التنويه.
(*) من قراءاتي

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

سمراء… من قوم عيسى

الله يمد بعمره ويشفيه، كبير السَّخرة، المصري الأصيل، محمود بن عثمان السعدني، الذي يسمي الحكومة "العكومة"، ويشرح الفرق: "الحكومة تحكم، والعكومة تعكم"، والعكم خنقٌ يتبعه لَكْم.
وعكومتنا مقتنعة بأداء معالي وزيرها الشيخ أحمد العبدالله في جلسة استجوابه، وأنا مثلها، وأشهد أن معاليه أقنعني بردوده، وأشهد أنه ذو الحجة، أو ذو حجة، وأنه النور الذي يضيء دروبنا، والقمر الذي يقهر ظلام غروبنا، وفارس حروبنا، وثلج مشروبنا…
وأشهد أنني أيقنت، بعدما غير النائبان سعدون حماد وعدنان المطوع موقفيهما، أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس وحول الكنز. ويا لها من جلسة سال فيها دم النائب مسلم البراك، وسال فيها لعاب البعض.
ولو كنت مكان كتلة العمل الشعبي لتوقفت نهائياً عن الاستجوابات بعد اليوم، كي يتوقف اكتشاف حقول نفط جديدة في بيوت نواب الحكومة، وكي لا يساوم البعض الحكومة على تصويته، فترضخ له الحكومة وترضخ بنا الحكومة. وإن كنت أثق أن الوزير سيسقط من بلكونة الإعلام ويرتطم بالأرض، بشرط ألا تنفجر الأنهار والينابيع في صحراء البرلمان.
بل لو كنت مكان "الشعبي" لفتحت ذراعيّ على مصراعيهما للحكومة، ولأعلنت أنني المدافع الرئيسي عنها منذ اللحظة. وأجزم أن الحكومة حينذاك ستركل البقية بالشلوت، وستطاردهم في الشوارع والمزارع. بعد ذا، سأتعاقد أنا يا الشعبي مع الحكومة على بناء "استاد رياضي" أخبّص فيه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فيغضب الناس، فتطبطب الحكومة على كتفي: "ولا يهمك يا بعد عمري". وأشفط مناقصات الدولة، مناقصة في ذنب مناقصة، بالجشع المريح، وأحفظ أموالي في صرة، لا أتبرع منها إلا إلى منتخبات مصر وسورية، على اعتبار أن الكويت في جيبي.
ثم أجلس بمساعدة الحكومة ونوابها على كرسي رئاسة البرلمان وفوق أكباد الناس أستعرض خفة دمي. ولأنني لا أعرف اللائحة الداخلية، فسأدير الجلسات عبر سماعة تربطني بغرفة الكنترول. ولن أقدم مقترحا واحداً، ولا دراسة واحدة، فأنا لم أنجب الشعب، ولست أمه التي خلّفته. ولن أحتج على خطأ، فكلما زادت أخطاء الحكومة زادت فرص استثماراتي. وسأعبث بالاستجوابات كعبثي بمناقصات الدولة، وستهابني الحكومة وسيسميني الناس "حكيم"، وإس إس السلامو عليكو.
طيعوني يا التكتل الشعبي، من اليوم "خلوا القرعة ترعى" وتعالوا عندي، تعالوا نجلس تحت إضاءة خفيفة، نستمع لناظم الغزالي: "سمراء من قوم عيسى من أباح لها / قتل امرئٍ مسلمٍ قاسى بها ولها". وبعد انتهاء سمرتنا، سأطيل لحيتي لأتعاقد مع إحدى الفضائيات على تقديم برنامج أتحدث فيه "من السر ونازل" وأقلب الحلقة "انكح وانقز*": "ليبرالي يصرخ في طابور الشباب المنتظرين أمام باب بيته: بالدور يا شباب ما راح تطير البنت"، و"ليبرالي يدور على الشاليهات يوزع صور ابنته وأخته وأمه، مكتوب تحت الصور: للتنسيق يرجى الاتصال على رقم"… وتنتهي الحلقة فأقبض أموالاً لا يقبضها طبيب استشاري، وأمسح لحيتي وأضحك بعد أن مسحت على قفا البسطاء.
يا عمي، بَلا استجوابات بَلا وجع قلب.

* اقفز

حسن العيسى

نجومنا المخفيون

نجوم في السماء تتلألأ بنورها على الدنيا، إلا أنها في فضائنا خاب ضياؤها، فثقافة المنع والتزمُّت من المجتمع أحياناً وأغبرة اللامبالاة وعدم الاكتراث من السلطة في أحيان أخرى حجبت جمالها.
بمن أبدأ وبمن أنتهي؟ الشاب خالد أحمد الربعي قبل سنوات يحوز جائزة أفضل البحوث من جامعة أميركية عريقة على ما أذكر… وتُطوَى صفحته ويُنسى… المخرج سليمان البسام غاص بعقل ثاقب في التراث العربي الإسلامي، وقدم لنا مسرحية عبدالله بن المقفع بإسقاط ذكي على واقع القهر الاجتماعي والسياسي، وما يعانيه المثقف الحقيقي الملتزم اليوم في العالم العربي بفكر مبدع خلاق، ثم يعود من جديد إلى أبطال مسرحية «ريتشارد الثالث» لشكسبير، ويضع على رؤوسهم الطربوش والعقال الشرقيين مصوراً فساد ومؤامرات القصور الحاكمة اليوم، وتُعرَض المسرحية بخجل وتُسدل عليها ستائر الخوف والقلق في مكان بسيط بالدولة، وكأنه ارتكب جرماً بحق ديناصورات التسلط الفكري، وتُعرض المسرحية في دمشق ليكون الرئيس بشار الأسد وحرمه في مقدمة الجالسين على الكراسي الأمامية للعرض، كان تقديراً كبيراً من الرئيس بشار للعمل الجاد والملهم، وتتصدى جريدة «الإيكنومست» الإنكليزية العريقة لتكتب مادحة سليمان وفنه الرصين… مَن يدري عن سليمان البسام في وطنه… هل يذكره أحد؟ هل تم تقديره في وطن الثراء المالي الكويتي، الذي يفتقد دار عرض مسرحي لائقة به… داراً تناسب مجمعات «الفاست فود» وطريق الحرير…!!
الدكتور نايف المطوع الذي حاز في صغره جائزة «اليونسكو» لقصص الأطفال بقصة «تنط أو لا تنط هذا هو السؤال»، وبكتاباته وبحوثه الدقيقة في ما بعد ليصبح أول كويتي يضعه منتدى دافوس للاقتصاد العالمي كضيف دائم على نفقة المنتدى المرتفعة الثمن في كل مؤتمر سنوي يقام بسويسرا، ثم ليضحى نايف أول كاتب كويتي تتعاقد معه دار نشر «نيويورك تايمز» والهيرالد تربيون ليكتب فيهما… نايف الحاصل على جائزة مؤسسة شواب للمبادرة الاجتماعية لابتكاره الـ99، أول مجموعة من الأبطال الخارقين مستوحاة من الثقافة الإسلامية… أقتطع الآن فقرة عشوائية من انطباعاته في لقاء دافوس الأخير… «لقد أعدني التطور لهذا الإنجاز.
وبطول 7.1 أمتار، كانت عيني بمستوى شارة أسمائهم. لم أكن بحاجة إلى التظاهر بمعرفة أي منهم. جعلني الانتقاء الطبيعي أرى أسماءهم قبل أن يراني حاملها. إن تناسق عقلي وعيني في رؤية وتقييم مثل هذه الأسماء ليس له مثيل. عيني في مستوى جذعه العلوي، وجسمي واسع ليكون حاجزي الدفاعي للهروب، ولو أن حارسه الخاص يتبعه، فإنه يظل مهماً أو معتزاً بذاته، وفي كلتا الحالتين فإنه يستحق مشيي بجانبه بطريقة متخفية، لا حاجة لشد عضلات أرجلي ورقبتي المكشوفة لأطلع على سماته، فأنا خلقت هكذا…» مَن يعرف أو يذكر نايف في وطن «ترى احنا ما نتغير ويارب لا تغير علينا…».

احمد الصراف

الخليج الفارسي

تقول الطبيبة والشاعرة سيلفا شحيبر: اسمي كان الخليج الفارسي قبل الــ«بي.بي سي». ربما كنت بحرا أو محيطا قبل الـ«بي بي سي» فمن الذي بإمكانه معرفة الغيب قبل مليون عام؟ وما التسمية التي تريدون إطلاقها علي: الفارسي؟ العربي؟ أم العربي الفارسي؟
***
سبق أن صرح سفيرنا في طهران، مجدي الظفيري، «القبس» (2/19)، أن تسمية الخليج ليست بقضية خلافية، وان الاسم المسجل في الخرائط هو الفارسي ولا يمكن تغييره، وأن التغيير الحالي حدث في فترة سياسية في ظل الصراع القومي الذي شهدته المنطقة آنذاك وأن الظروف تغيرت الآن!
لم تمر تصريحات السفير دون أن تثير عاصفة هوجاء سرعان ما خبت، لعلم الكثيرين بأن ما ذكره ليس بعيدا كثيرا عن الحقيقة.
لقد سبق أن تطرقت لهذا الموضوع أكثر من مرة، ونالنا ما نالنا من اتهام وتشكيك في حقيقة انتماءاتنا، وبالرغم من أن الأمر لا يعني شيئا لنا من الناحية السياسية، فإن الحقيقة أولى بالاتباع، ولا نعتقد بوجود عاقل لا يعرف أن تسمية «الفارسي» أكثر صحة ودقة وهي الغالبة عالميا، ومن الأهمية بمكان التأكيد على أن إعطاء أنفسنا الحق في تغيير التسميات التاريخية وقت نشاء، ولأي سبب نراه، هو إقرار منا بحق الغير في القيام بالأمر ذاته. فلا نستطيع مثلا الإصرار على حقنا في تغيير تسمية الخليج، ونرفض في الوقت نفسه مطالب إيران بتبعية الجزر الإماراتية الثلاث لها، أو أن تقوم إيران بتغيير اسم بحر العرب إلى بحر فارس مثلا، فالحق أحق بأن يتبع، فلكي تكون مطالباتنا وقضايانا المصيرية، سواء كانت جزرا أم أقضية أو دولا، عادلة فيجب أن تكون تصرفاتنا عادلة ومتسقة معها.
من جهة أخرى نجد أن قلة من دولنا ليس لديها مشاكل حدود أو تسميات جغرافية بعضها مع بعض، ونرفض مجرد مناقشة هذه المشاكل في أي من اجتماعاتنا الثنائية أو مؤتمرات القمة، فهناك خلافات حدود بين مصر وليبيا ومصر والسودان والمغرب والجزائر والجزائر وتونس ولبنان وسوريا وغيرها بين دول مجلس التعاون وبينها وبين اليمن ووووووو!! فلماذا لا ننهي مشاكلنا الداخلية أولا قبل أن نفتح لأنفسنا جبهات صراع مع الغير دون تحضير أو حتى تنسيق فيما يجب أن يقال دع عنك ما يجب القيام به. إن بيوتنا جميعا مصنوعة من زجاج، ومع هذا لا نتردد، لا بل نصر، على رمي غيرنا وبعضنا بعضا بالطوب والحجر!

***
• ملاحظة: تسمية «الخليج الفارسي» لا تعني بالضرورة، ولا حتى بالخيال، أنه خليج «فارسي»! فحقنا فيه مثل حق غيرنا ولا يقل عنه بتاتا، ومن المضحك التمسك بتسمية سياسية غير ذات معنى، لمجرد أن البعض «اشتهى» ذلك من منطلقات دفينة. وبالقياس نفسه فإن تسمية جزء من المحيط الهندي ببحر العرب لم تعطنا شيئا، ولم تأخذ منا شيئا وليس من حق أحد تغيير التسمية، حتى ولو أملت عليه رغباته الدنيئة ذلك!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الوصول إلى المتورطين في «الفساد»

 

لم تسمع بلادنا أصواتا مدوية، وقبضات حديدية متأهبة، وتهديدا ووعيدا ضد المتورطين في «الفساد»، طوال عقود من الزمن، مثلما شهدته خلال السنوات العشر الماضية، لكن، مع شديد الأسف، فإن الأصوات المدوية مستمرة في الارتفاع، والقبضات متأهبة والتهديد والوعيد قائم، لكن «الفساد» لايزال حرا طليقا هنا وهناك.

يا ترى، أين يقع مكمن الخلل؟ هل في صدق نوايا مكافحي الفساد وقوتهم؟ أم في قوة الفساد وأهله؟ ولماذا لا (يخاف) المفسدون مما ينتظرهم؟ هل لأنهم يعلمون بأن لا أحد يستطيع كشفهم ومحاسبتهم؟ أم لأنهم أبرياء مساكين مظلومون؟ أم لأنهم يعلمون بأنهم مفسدون ويعلمون في الوقت ذاته أنهم، مع ذلك، مكرمون محميون؟

لا طريق للوصول إلى المتورطين في الفساد غير طريق الرقابة وتنفيذ القانون، ولهذا، أرى أن وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة كان واضحا في جلسة مجلس النواب يوم أمس الأول الثلثاء حينما قال: «لا يوجد أحد يحمي الفساد وإن أي نائب لديه دليل على فساد فلنذهب معا إلى التحقيقات ونقدم الأدلة ضده ونستطيع أن نذهب معكم إلى النيابة العامة»، مستدركا في جزئية مهمة وهي أن (يكون لدينا من الدليل ما يكفي وعندما نتأكد، سنذهب قبلكم) في خطاب إلى النواب.

المهم، أن رئيس ديوان الرقابة المالية حسن الجلاهمة طمأن النواب بأن الديوان – إذا اتضح أن هناك أدلة جنائية – فسيأخذها إلى النيابة، إذ تم تحويل أكثر من موضوع إلى النيابة العامة، ولهذا، فإن المرتقب هو أن يعرف الناس أن هناك مسئولين أو موظفين أو جهات تورطت في قضايا (فساد)، وأن هناك أحكاما عقابية لن يفلتوا منها.

كلنا نعلم أن الفساد، سواء كان في مجتمعنا أو في أي مجتمع آخر، هو العدو الأول والأكبر والأشرس ضد التنمية، وضد حصول الناس على حقوقهم وتمتعهم بخيرات البلد، وكلنا نعلم أن بقاء ملفات حساسة لها تبعات عكسية مضرة ومقلقة، هو بسبب التهاون مع أي طرف متورط في فعل إفساد مخالف للقانون، ولهذا فإن بعض القضايا التي طرحها النواب وتناولتها الصحافة عن توقيف مسئولين تورطوا في الفساد، أثارت حالة من التفاؤل في أن الحرب ضد الفساد والمفسدين لن تكون هينة، لكن ذلك يستوجب إطلاع الناس على ما تم اتخاذه من عقوبات ضد المتورطين.

السؤال الذي طرحه ذات مرة رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب عبدالعزيز أبل بشأن ما إذا كانت الحملة ضد الفساد جادة أم طارئة لمعاقبة بعض الأفراد سؤال محوري، فإذا كانت جادة، فذلك يستدعي أن تكون لها ضوابط أهمها أن تكون متسمة بالشفافية وأن تصدر تقارير سنوية وضوابط تنظيمية، وأن تطال أي مسئول تثبت ضده تهم الفساد لإكساب هذا التوجه صدقيته.

أما أن تسرح الزمر الفاسدة وتمرح، فيا ليل… ما أطولك.

سامي النصف

الطبقة الوسطى

شاركنا خلال الفترة الماضية في ورش عمل مؤتمر «موقع الطبقة الوسطى» الذي أقامته مجموعة الأخت الفاضلة نورية السداني والذي يهدف لربط خطة التنمية المقبلة وبرنامج عمل الحكومة بتعزيز موقع الطبقة الوسطى في المجتمع التي تستقر باستقرارها المجتمعات الإنسانية، ومن المنتظر ان ترفع توصيات ورش العمل تلك للسلطات المعنية أواخر الشهر الجاري.

 

والتقيت صباح قبل أمس بمدير عام شركة الخليج للاستثمار المملوكة لحكومات الدول الخليجية هشام الرزوقي، ومما ذكره ضرورة ان تتضمن الخطة الإنمائية القادمة مشاريع تصنيع صغيرة وكبيرة كالحال القائم في منطقة جبل علي، حيث ان مشاريع المقاولات الكبرى ستقوم بها في الأغلب شركات عالمية سترحل بعد انتهائها بينما تبقى المصانع قائمة تدر الموارد للشباب وللكويت.

 

وفي رأينا ان إنشاء الشركات الحكومية المساهمة وتوزيع 50% من أسهمها على المواطنين لا يخلق بذاته طبقة وسطى بل يبقى داعما لها، متى ما حرصنا على توفير فرص عمل ومبادرات فردية في قطاعات الصناعة والخدمات يستطيع ان يتحول الشباب الكويتي من خلالها من طالب وظيفة الى خالق وظيفة عبر خطوات عديدة منها:

البدء في كسر احتكار الأنشطة الاقتصادية المختلفة حيث ان هناك تجارب محلية مريرة لا يسمح بمثلها في دول الاقتصاد الحر المتقدمة من قيام تكتلات وكارتيلات بإفلاس أي قادم جديد للأنشطة التي يحتكرونها. ان الحقبة القادمة مع انشاء مدينة الحرير الاقتصادية يجب أن يكون شعارها تكافؤ الفرص أمام الجميع وكسر الاحتكار وفرض المنافسة.

 

كما يجب ان تعي البنوك المحلية واجبها الاجتماعي فتنشئ إدارات فنية تختص بعمل دراسات الجدوى الاقتصادية للعديد من الأنشطة ثم تقوم بعد ذلك بتمويل الشباب الكويتي الراغب في ممارسة تلك الأنشطة اي التحول من إعطاء القروض الاستهلاكية للموظفين الحكوميين كما هو الحال القائم الى إعطاء القروض المنتجة والتنموية للشباب العاطل أو غير المعتمد على الوظيفة الحكومية تشجيعا له.

 

ولو ملك شخص مليون دينار وأورثه لابن أو اثنين لبقيت تلك الأسرة ضمن الطبقة الوسطى أو الغنية، اما لو ترك نفس المبلغ لعشرين من الأبناء لتحولوا للطبقة المحتاجة والفقيرة، لقد أثبتت دراسة نشرتها «القبس» الأحد الماضي ان الأسرة المكونة من اكثر من اثنين من الأبناء تعاني من الأمراض والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية بسبب إهمال الوالدين لأنفسهم للاعتناء بأبنائهم أكثر.

 

إن الحفاظ على الكويت الثرية وعلى الطبقة الوسطى يحتم بالضرورة النظر في الزيادات السكانية الرهيبة التي نعيشها والتي هي من الأعلى في العالم أجمع، ان الجميع ـ وليس فقط رب الأسرة المعنية ـ يدفع ثمن كثرة الأبناء الذي يشكل استنزافا خطيرا لثروات الكويت المستقبلية، وان ما أفقر الدول العربية والإسلامية والهندوسية والكاثوليكية هو التزايد السكاني على نفس الموارد المالية وواضح اننا نسير سريعا في ذلك الدرب.

 

آخر محطة: رسالة من الأخ الفاضل مشعل زمانان ([email protected]) يتساءل فيها ضمن تعقيبه على مقالنا يوم الاثنين، هل يعقل ان يكون هناك موظفون بنفس التخصص ونفس العمر ونفس الدرجة يبلغ التفاوت بينهم في الراتب الى ما يصل الى الف دينار؟! ويرى ان على الدولة ان تنظر لتحقيق العدل والمساواة بين الموظفين لتقريب هذا البون الشاسع في الرواتب عبر إقرار بعض الكوادر.

 

احمد الصراف

5 آلاف دينار لإنقاذ سمعة وطني

يتطلب الأمر عادة السير بالخطوات المعقدة التالية للمباشرة بعمل تجاري:
الحصول على رأس مال نقدي كاف وتجميده في بنك، واستخراج شهادة مصرفية وتقديمها لوزارة التجارة، وتعبئة نماذج عدة لهذا الغرض، واستخراج شهادة حسن سيرة وسلوك، وتأجير محل والحصول على شهادة من البلدية بصلاحيته للغرض المطلوب، ومراجعة الإطفاء وغرفة التجارة، وفتح ملف في الداخلية، ومراجعة التأمينات الاجتماعية ودوائر أخرى في البلدية لاستخراج رخصة اسم المحل، وتلبية طلبات للشؤون الخاصة بفتح ملف ومراجعة وزارة الصحة لاستخراج شهادات خلو العمالة من الأمراض، وعشرات المراجعات والتواقيع والأختام والرسوم الأخرى والانتظار لأسابيع مع ضرورة إنهاء معاملات البصمة وفئة الدم والبطاقة المدنية وسلسلة طويلة أخرى من الإجراءات، وهذه جميعها تمكنت وافدة مصرية من الاستغناء عنها والتغلب عليها بمساعدة «رشوة نقدية» دفعتها لجيش صغير من الموظفين والموظفات الكويتيين، الذين ربما تدل مظاهر غالبيتهم على التزام ديني واضح، حيث نجحت هذه المرأة في استخراج 400 ترخيص بأسماء مواطنين كويتيين حقيقيين يعيشون بيننا، وهذه التراخيص مكنتهم من جلب 1500 عامل هامشي وإدخالهم البلاد ورميهم في الشارع بعد قبض أكثر من مليون دينار منهم!!
ثم يأتي محررو الصحف ليكتبوا بالبنط العريض: مصرية زورت 400 ترخيص تجاري! وكان حريا بهم أن يكتبوا: عشرات المواطنين، من موظفي الحكومة، يسهلون لوافدة مصرية تزوير 400 رخصة تجارية مقابل رشاوى نقدية! فالرشوة تحتاج عادة إلى طرفين راش ومرتش، ولو كان للوافدة عذرها القبيح بأن خراب الكويت وتعكير صفو أمنها ليسا من مهامها أو أولوياتها، فما هو عذر المواطنين الذين كانوا لها عونا وسندا، وفي زمن الصحوة الدينية، وهم الذين طالما طرشوا آذاننا بأناشيد حبهم للكويت والذين ربما تمتلئ مركباتهم من الداخل والخارج بتمائم ومعلقات ونصوص دينية تدل على صلاحهم وطيب خلقهم!
قد تأخذ العدالة دورها وتقتص من هذه الفئة المجرمة في حق وطنها وأمنه وسلامته، إن لم يتدخل نائب أو متنفذ لفركشة الموضوع ووضع المسؤولية بكاملها على رأس الوافدة المصرية، وعفا الله عما سلف، وربما تكون هذه العصابة واحدة من العشرات المماثلة لها والتي لم يتم حتى الآن اكتشافها، ولكن ما يهمني كإنسان هو مصير هؤلاء العمال الــ1500 الذين دفع البعض منهم، من دون مبالغة، دما وربما أعضاء من أجسادهم، لدخول الكويت، غير مدركين أن عقود عملهم مزيفة وغير صالحة وأن لا عمل لهم ولا أمل! من أجل هؤلاء وسمعة وطني أنا على استعداد للتبرع بمبلغ خمسة آلاف دينار لجمعية حقوق الإنسان مقابل قيامها بتبني حملة جمع تبرعات للتعويض على هؤلاء المساكين وإعادتهم لوطنهم، سترا لسمعة وطننا التي عبث بها هؤلاء.. المواطنون!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي


الكنارة ليست 
من العصافير

مَن يقرأ مانشيتات بعض الصحف عن استجواب العبدالله، وعن تراجع عدد مؤيدي الاستجواب وطرح الثقة، يعتقد أن الدقباسي نفسه سيصوت غداً ضد طرح الثقة، أو أن هذه الصحف تتحدث عن استجواب آخر أخفاه الدقباسي عنا، سامحه الله.

لكن بعيداً عن «أفلام المقاولات»، وبعيداً عما سيجري داخل قاعة البرلمان، والرهان الذي تم بيني وبين صاحبي، وقلت فيه «إن أحدا لن يتحدث مؤيداً للوزير إلا النائب القلاف»، وقال هو: «بل لن يتحدث أحد معه، بعد أن فاض ماء المخالفات على الطحين»… وإذا تغاضينا عن أن الدقباسي هو صاحب مشروع «التكويت» الرائع، بينما العبدالله هو صاحب مشروع «تكبيل الحريات» الضائع، وهنا يتضح الفرق في الأداء السياسي… أقول بعيداً عن ذاك وذيّاك، تعالوا نشوف المشهد.

فبعد أن عجزوا عن منازلته في الميادين والدواوين، راحوا يشيعون أن «الدقباسي خرج على القبيلة»! لأنهم يدركون أن الناس حساسون تجاه بعض المصطلحات، وأن الشعب «مُخرج» بطبيعته، يُخرج هذا من الملة، وذاك من قبيلته، والثالث من طائفته، والرابع من فئته، والخامس من بلده! ويبدو أن مَن اقترح هذه الخطة (خطة إشاعة خروج الدقباسي على رغبة قبيلته) هي خطّابة خسيسة، تسعى إلى هدم البيوت، وتفريق الزوجين، كي تبحث عن زوج للمطلّقة، وزوجة للمطلّق، فتستفيد. ملعونة.

طيب خلونا نرجع إلى موضوعنا، وندردش مع الدقباسي وهو خير المدردشين: شوف يا أبا سالم، أعرف أن المحاولة الخسيسة لانتزاعك من قبيلتك، وتحريضها عليك، جارحة ومؤلمة أشد الألم، أقول ذا وأنا المجرب، لكنني أعرف أيضاً أنك لست نتاج تربية المربيات الآسيويات و»ياي مامي دادي» كي يوقفك مثل هذا التجني عن مواصلة المسيرة، فلا يعجز ويتذمر من النقد، مهما كانت رذالته ورذالة رعاته، إلا العَجَزة، وتكرم لحيتك عن العجز، وتكرم قبيلتك عن الاستماع لما يقوله أمثال هذه الخطّابة.

أبا سالم، خصومك كُثر وسيتكاثرون غداً كالقطط والأرانب، منهم من يخاصمك لأدائك، وهذا على الرأس يوضع، ومنهم من يتقرب إلى القصور، ومنهم من يبحث عن الشهرة على حسابك، وهذا كالعصفور الذي يبحث عن شجرة سدر تظلله بظلها. وكلما كبرت السدرة كثرت عصافيرها، ولا يضير السدرة كثرة العصافير، وهل سمعت يوماً أن سدرة كتبت على أحد أغصانها: «لا يوجد شاغر».

والناس تدرك الفرق بين أشجار السدر والعصافير، فالفرق فارق. وهو فارق يعلمه عابر السبيل الذي يستظل تحت السدرة، ويعلم أن «الكنارة»* إذا سقطت فوق رأسه فهي من السدرة، وأن الفضلات من العصافير. والشاعر القديم يغني على ألحان ربابته: «حذرا تنام وفوق رأسك عصافير»، والرواة ينقلون عن بني هلال قولهم: «حنا عصافير(ن) وأبو زيد سدرة». وإذا التفتّ أنت إلى العصافير تُهتَ وضللت الطريق، فالملتفت لن يصل.

أبا سالم… «هش» العصافير بيدك وواصل شموخك.

* ثمرة السدرة 

حسن العيسى

اقتصاد صلوح العبده

«صويلحين» واسمه الحقيقي «صالح» وينادونه كثيراً بنعت «صلوح العبده» وأخبروني في ما بعد أنه كان ضحية اعتداءات جنسية من أشقياء الفريج… كان يحني يديه ويترك شماغه الأحمر الملطخ بالأوساخ منسدلاً على كتفيه مقلِّداً تسريحة هند رستم حين كانت مارلين مونرو السينما المصرية… وذكرت لي شقيقتي الكبيرة أن «صويلحين» في أحد الأيام جاءنا مهرولاً يلهث من التعب وطرق الباب وسألها ما إذا كان في البيت سيارة «جيب»؟ فاستفسرت منه شقيقتي ماذا يريد من سيارة «الجيب»؟ فقال إنه يريد تفكيكها لكي يعيد تركيبها من جديد…! وأقطع أنها فكرة عظيمة لقتل الملل…

لا أعرف لماذا أكتب ثانية عن «صويلحين»… هل أفلست من الفكرة؟… ربما… أو ربما ذكَّرني بحكاية تفكيك الجيب تكرار مشاهدتي لعمليات تكسير الشوارع والأرصفة في منطقتنا، ثم إعادة تركيبها، لينتعش سوق المقاولات، وتجري الأموال ساخنة في جيوب المقاولين، وفي دماء الدولة بالتبعية، ويتحرك اقتصاد الدولة في النهاية، اقتصاد صلوح العبده…

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

أيها المتشددون المتخلفون.. شكرا لكم

«.. ذاك «الأراغوز» الذي يطل علينا من شاشات التلفاز ببرامجه الفضائحية المثيرة التي يدّعي أنها برامج دعوية موجهة، ليس بشيخ إنما دعيّ زائف، وذاك المهرج الذي يكتب في الصحف مقالات بعناوينها المثيرة والمليئة بالألفاظ المتهتكة، ليس شيخاً إنما سوقي تافه، وغيره وغيره. كلهم أبعد ما يكونون عن أن يحملوا صفة «شيخ دين» الجليلة التي يجب ألا تطلق إلا على من يستحقها..».
ساجد العبدلي «الجريدة» 2010/03/11
***
«..السعودية الآن تتحرر من أغلال الماضي، وتسير في مجتمع ليبرالي!» الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي (نيويورك تايمز).
***
من حق أي إنسان أن يحلم ويهذي كيف يشاء فلا أحد، نظريا على الأقل، بإمكانه منع الآخرين من التخيل أو التفكير في الغريب والسقيم من الأمور مهما تطرفت تلك الأفكار، فلنا الحق جميعا أن نتخيل أننا رؤساء أو زعماء أو نجوم. ومن حق البعض تخيل أنهم قتلة مجرمون أو زيرة نساء، أو تصور أن الآخرين مجموعة من الأوباش، أو أن فئة من السلف بإمكانها الطيران ليلا لتراقب البشر وتكتب عن تصرفاتهم الجنسية وتقاضيهم، أو التفكير بتسلق الجبال أو الاعتقاد داخليا أن من يصفون أنفسهم بالليبراليين ينامون عادة مع بناتهم البلغ في فراش واحد وينكحون أمهاتهم ويتزوجون أخواتهم. وقد تفكر جماعة أخرى أن المتشددين دينيا يجيزون لأنفسهم معاشرة خدمهم لكونهم في مرتبة الإماء، وغير ذلك من سقيم التفكير والتخيل المنفر، فلا قانون يمنع مثل هذا الفكر المريض من أن يسرح بخياله طالما بقيت تلك الأفكار المنحطة أو الغريبة ضمن جدران عقله، وبالتالي ليس هناك ما يمنع نبيل العوضي أو غيره من التفكير في أو تخيل، أو حتى الهذيان بأن الليبراليين ينكحون أخواتهم وأمهاتهم وبناتهم، وبالتالي لا «شرهة» عليه ولا هم يحزنون، فالقاعدة تقول إن الأواني تنضح بما فيها، والرؤوس تطفح بما يشغلها، وبالتالي لا أتفق مع كل من هاجمه منتقدا. فالشرهة أو اللوم والحق يقعان بالكامل على وسيلة نشر ذلك السقيم من الكلام والإصرار على وضع مقاطع محددة نتنة منه بحروف كبيرة لافتة للنظر، وكأنه القيء، وهي تعلم جيدا بعدم صحته وأنه كلام لا يمت للحقيقة أبدا، وفي أي مجتمع بشري معروف، وكل ما قيل لا يعدو أن يكون كذبا بواحا يعجز الكاتب إثبات صحته، أو أن أحدا قبله، يحترم نفسه والآخرين، قد سبق أن ذكره.
مؤسف جدا أن يدفع الاختلاف في الرأي لأن يصدر وينشر مثل هذا الكلام الذي لا يمكن أن تكفي كلمة أو كتاب في وصف قباحته، في زمن يبذل الجميع أقصى ما لديهم للتقارب والتآلف، ولكن من الواضح جدا أن البعض تكمن مصلحته في تعميم القبح والفساد لكي يبعد الأضواء عنه.
.. وأخيرا يا أيها المتشددون المزيفون شكرا لمقالاتكم، فهي السبيل الوحيد ليعرف المغترون بكم حقيقة معدنكم ومستوى تفكيركم ونوعية خلقكم!

أحمد الصراف