سامي النصف

اسمك عدوك

اقترحت في أكثر من مقال سابق كوسيلة للحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع التفرقة الفئوية والطائفية ولإظهار التضحية الحقيقية للكويت، أن يكتفى بالاسم الاول والثاني للمواطنين لتطبيق مبدأ المساواة الدستورية كحال الدول المتقدمة التي تكتفي بمسمى «جون سميث» دون العودة لأصله وفرعه وطائفته، ومن ثم يتم الحكم على الناس عبر أفعالهم ومراجلهم لا على حسبهم ونسبهم.

هذه الايام ما ان يتوظف شاب كويتي مقبل على الحياة يطمح لخدمة وطنه حتى يواجه بحقيقة ان اسمه عدوه، فإن كان ينتمي لطائفة أو فئة يعاديها ـ دون ذنب ـ مسؤوله، تبدأ منذ اليوم الاول عمليات التخذيل والتحبيط والمحاربة.

ومثل ذلك الضرر الذي يتعرض له شاب آخر ينتمي لنفس توجه مسؤوله، حيث يشجع على التراخي والكسل بحجة ان ذلك المسؤول يريد تبييض وجهه أمام «الجماعة» متناسيا ان تراخيه يضر أكثر مما ينفع، وان ذلك الشاب سيدفع ثمن تدليله حال تغيير المسؤول، وهو ما يحدث في أغلب الاحيان.

ووجه مدمر آخر للموضوع، فما أن يأتي مسؤول اصلاحي لإصلاح الفساد في وزارته أو ادارته أو مؤسسته ويبدأ بتفعيل القانون ضد المتجاوزين حتى يصيح من ينتمي لفئة أو طائفة أخرى بأن ذلك المسؤول الاصلاحي يستقصده ويبدأ بوصمه بالفئوية أو الطائفية في مجتمع يعتمد على السماع دون التحقق في كل اموره، متناسيا ان ذلك المسؤول الاصلاحي قد طبق القانون على الجميع وقد يكون قد بدأ بجماعته قبل غيرهم.

وأحد أكثر الامور ضررا بالوحدة الوطنية هو قضية «الفزعة» الفئوية أو الطائفية وعملية الاصطفاف السريع مع هذا الطرف أو ذاك لا على معطى عدالة القضية، بل ضمن تخندق غير وطني تضيع خلاله مفاهيم العدالة والإنصاف ويقترب البلد مع كل قضية فزعة مما يشبه اصطفاف الميليشيات المتناحرة قبل بدء حروبها وهدم البلدان والبنيان على رؤوس الجميع.

آخر محطة: التهنئة القلبية للشاعر ناصر بن ثويني العجمي على حصوله على لقب شاعر المليون، ومبروك للكويت فوز ابنها الموهوب على أقرانه الآخرين.

احمد الصراف

آية الله الكويتي

في تجمع متواضع خالٍ من البهرجة، وبحضور جمع قليل من وجوه الطائفة الشيعية، أعلن رجل الدين الشيعي علي الصالح قبل أيام تعيين نفسه كأول «آية الله» في تاريخ الكويت، وثاني مرجع ديني بعد المرحوم الميرزا حسن الاحقاقي الحائري، الذي يدين له الشيعة الحساوية بالولاء. وعلى الرغم من حصول السيد الصالح على تأييد مراجع عدة لتعيين نفسه «آية الله» فإنها ربما تكون المرة الأولى التي يقوم فيها رجل دين بمثل هذا التعيين، حيث إن هذا اللقب عادة ما يكتسب مع الوقت، وتزيد أهميته ويزداد أتباع حامله مع زيادة من يتبع فتاواه، ويقرأ مؤلفاته، ويصلي وراءه، ويرجع إليه في الاستفسار عن أحكام الشريعة الإسلامية.
وعلى الرغم من كل اللغط الذي دار حول هذا «التعيين من طرف واحد»، فإن الشيخ الصالح نجح في وضع إصبعه على بعض النقاط الحساسة التي طالما تجنب كثيرون التطرق إليها، لتعلق مصالحهم بها. فقد طالب بالمساهمة في إنشاء العديد من المؤسسات الخيرية لمساعدة فقراء الكويت وأهلها المتعففين، وأن تصرف الحقوق الشرعية (الخمس) داخل الكويت في البداية ولا ترسل إلى الخارج، وأن مرجعيته ستغلق كثيرا من الدكاكين المستفيدة من غياب المرجعية المحلية، وما يعنيه ذلك أن أموال الخمس، التي تذهب حاليا إلى إيران والعراق والقليل منها إلى لبنان والإحساء، ستصرف عن طريقه على مستحقيها في الكويت (ولا أدري ما الآلية التي سيتبعها). وقال إنه سيشتري أرضا ويبني عليها عمارة سكنية فيها شقق للشباب الذين يرغبون بالزواج برسوم ميسرة – وهذه مجرد مساهمة منه في حل الأزمة السكنية في الكويت(!) وأنه، كمرجع كويتي، سيساهم في إنشاء مراكز ومؤسسات خيرية داخل الكويت لمساعدة الغيارى العفيفين.
وبأنه سيتصدى لكل من يحاول تمزيق الوحدة الوطنية، وأنه يناشد خطباء المساجد و«الحسينيات» عدم سب الصحابة أو الإساءة لزوجات الرسول.
ولو تمعنا في تصريح السيد الصالح لوجدنا أن الثقل في كلامه يكمن في تصديه لموضوع تلقي وصرف ما يدفع سنويا من أموال الخمس، والذي يرسل، ومنذ عقود طويلة، إلى المراجع العظام خارج الكويت. والحقيقة أن تاريخ التصرف في أموال الخمس يكتنفه الكثير من التساؤل، فبخلاف ما يصرف على تكاليف الدراسة في الحوزات الدينية، وتخريج رجال دين بعشرات الآلاف، فإن من الصعب، بعد مئات السنين من اتباع هذا النظام المالي الرهيب في حجمه، معرفة كيفية التصرف في ما يتم جمعه من أموال طائلة، حيث لا نجد حقيقة أي مشاريع حيوية ضخمة في أي من الدول ذات العلاقة بالمنطقة، بخلاف مستوصف هنا ومسجد هناك ومدرسة أيتام وورشة تدريب وبعض المشاريع المتواضعة الأخرى، في ظل حاجة المجتمعات الشيعية الماسة للكثير الكثير من المشاريع، وبالذات التعليمية والصحية. فلبنان جبل عامل، التي منها انتقل الفكر الشيعي إلى إيران، وبقية مناطق الشيعة الأخرى ليس فيها جامعة واحدة، بل ربما تخلو حتى من مدرسة ثانوية معتبرة، كالمقاصد سمعة ومكانة.
وعليه فإننا، وعلى الرغم من الهوة التي تفصلنا عن الشيخ الصالح، فإننا نؤيد فكرته ضمن نظام مالي واضح وشفاف، ونطالبه كذلك بالعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية، وأن يعمل جاهدا على أن تبقى أموال الكويت في الكويت، فلا إيران فقيرة لتحتاج إليها ولا العراق، وإن كانت أنظمتهما المالية أو السياسية فاسدة وخربة، فكل أموال الكويت لن تصلحها.

أحمد الصراف

سامي النصف

من قدّم الحسنى لاقى الجمايل

حادثة جمرك العبدلي تحتاج الى وقفة، فمن ناحية يحق للجمارك تفتيش القادمين سواء من مكة المكرمة او النجف الاشرف، ومن ناحية اخرى يفرض الحس السليم الا يتم تأخير الحجاج بسبب كتب أدعية معهم، خاصة انها لم تكن معبأة في الكراتين او بأعداد ضخمة بل واضح انها للاستخدام الشخصي للحاج، احيانا تطبيق روح القانون أفضل من نصه، والقضية لا تحتاج لعمليات تسخين سياسية او تأجيج للطائفية، بل تعزيز للوحدة الوطنية عبر التسامح والتغاضي.

يقال ان ما يضبط في العادة من اي أمر مهرب لا يزيد على 10% مما يتم تهريبه، القبض قبل مدة على 14 شاحنة محملة بالمواد التموينية المدعومة من المال العام عند احد المعابر البرية يجعلنا نتساءل عن عدد الشاحنات التي مرت قبلها؟!، كما يدعونا لطلب وضع موظفين جمركيين عند المعابر لمراقبة تهريب الأدوية المجانية وغيرها من مواد مدعومة، وفي هذا السياق أخبرني صيدلي صديق بأن مواطنا أوصل له كيس قمامة كبيرا مليئا بالأدوية قال ان والدته اعتادت ان تحضرها معها ولا تستخدمها، ويضيف الصيدلي: حسبت ثمن تلك الأدوية فوجدت انها جاوزت 750 دينارا.

في عام 1951 أصدر الكاتب اللبناني الشهير سعيد فريحة كتابه «جعبة الصياد» قال فيه: انه زار الكويت بمعية ابن الشوف اميل البستاني دون ان يحمل جواز سفر أو يفتش جمركيا، ومما ذكره ان الطائرة كانت تلاقي صعوبة في الإقلاع والتحليق بسبب وفرة صناديق الذهب التي تحملها حيث كانت الكويت مركز تصنيع الذهب الأول في المنطقة، ومما ذكره ان الشيخ عبدالله السالم قال له في مجلسه: «ان كل مالنا هو للناس وان من قدم الحسنى لاقى الجمايل»، وقد طرب وفرح فريحة لهذه العبارة وود لو انتشرت في كل الدول العربية الأخرى، كما أتى في الكتاب.

طرح الإعلامي اللبناني طوني خليفة في برنامجه الشائق «للنشر» ما ذكر عن سقوط طائرة «كويتية» عام 1957 على سواحل بيروت والتي يفترض انها كانت تحمل 27 راكبا و15 صندوقا مليئة بالذهب يزيد وزنها على 400 كغم لم يعثر عليهم احد قط وان هناك احتمالا بأن تكون ان الطائرة قد أسقطت عن عمد بعد ان ملئت الصناديق بالأحجار قبل المغادرة، والحقيقة ان الطائرة لم تكن كويتية بل لبنانية تابعة لـ «ايرلبنان» وان التآمر مع الطيار لإسقاط الطائرة لإخفاء الذهب او تحصيل أموال التأمين كان سائدا آنذاك وخاصة لدى شركة TMA التي بالغت في عمليات إسقاط الطائرات بالعمد حتى حرف اسمها الذي يعني «الطيران عبر المتوسط» الى «Too Many Accident» اي كثيرة الحوادث.

وضمن نفس كتاب سعيد فريحة يروي انطباعاته عن بريطانيا آنذاك واستغرابه من نظام الجمعيات التعاونية القائم فيها والذي يقوم في نهاية العام بتوزيع الأرباح طبقا لمشترياتهم، نظام الجمعيات التعاونية اختفى من بريطانيا، ما يعني عدم مواكبته لروح العصر وبقي في بلدنا الحبيب كوسيلة للتكسب والتنفيع والإثراء غير المشروع، وحسنا فعل وزير الشؤون د.محمد العفاسي بوضع نظام جديد للجمعيات يحد من الاحتكار ويمنع التجاوز.

آخر محطة:

زار وزير التربية المصري د.احمد زكي بدر مدرسة في حلوان دون سابق إنذار ولاحظ التسيب فيها فأصدر قرارات نقل وفصل لـ 110 من الإداريين والمدرسين فيها ولم يقبل في ذلك القرار وساطة احد، بعدها توقف التسيب في المدارس المصرية، كما عقد المفصولون والمنقولون مؤتمرا صحافيا موسعا في وزارة التربية أعلنوا فيه اعتذارهم الرسمي لسيادة الوزير، شدة محقة نحتاجها في مدارسنا.

حسن العيسى

يركب عبري أو ما يركب؟


لدينا بالكويت موسوعة أدب "بليري" نسبة الى السيد بلير الذي شخص مع فريقه رؤية الكويت سنة 2035، أجمل ما قرأت في الأدبيات البليرية ما ذكر في مدونة بنادول "… والوقت من ذهب وربعنا للحين يناقشون ان الوانيت يركب عبري أو ما يركب، والمظلة عند البيت معلقة أو بعمود… الحمد لله على كل حال".


هناك نوع من توافق الآراء في تقييم التقرير، ملخصه أنه لم يقدم جديداً، ولكنه أكد دوام حالة المرض في الكويت، والتي قد تكون كارثة بالغد القريب. فتقارير الشال وكثير من الزملاء كتبوا مئات المرات عن رخاوة الإدارة السياسية في الدولة وغياب الرؤية والمنهج في التخطيط للقادم، وكانت ردود الإدارة تتلخص في التطنيش واللامبالاة، فماذا يعني أن ننفق أكثر من دول أوروبية في مجال الصحة والتعليم والامن لكن المردود هو الأسوأ؟! وماذا يعني الموقع الجغرافي المتميز للدولة وهو يمثل إرثها التاريخي الكبير وقطاع النقل متخلف…؟!


نسأل أين تبدأ وأين تنتهي أمراض الدولة… السلطة الحاكمة تتسابق مع عدد من المؤسسات الخاصة في إعلانات تخريج الأطفال الدعاة ومسابقات تحفيظ القرآن… أين نحن من أمراض الدولة حين يختزلها نواب التزمت الديني بالمشاركة النسائية في الرياضة والاختلاط بين الجنسين، وتوفير أكبر عدد من أيام العطل للمرأة العاملة المسلمة – انظر قانون العمل في القطاع الأهلي الجديد… أين هي هموم الدولة بعد أن أضحت عند الحكومة هي فن استرضاء المواطن، وبكلام أدق فن تسمين المواطن على حساب غده ومصير أبنائه؟


لم يقدم تقرير بلير جديداً، فكل واع يعرف أن "الشق عود" في ثوب الدولة، وخياطها الحكومي مشغول بكيفية "نسف الغترة" فوق العقال.


كارثة الدولة القادمة، ليست في ما ذكره تقرير بلير… كارثة الدولة أساسها في تغييب الوعي عند الإنسان الكويتي، وتخديره بأفيون النفط، فمن يكترث للمستقبل… والخدم في المنزل أكثر من أهل البيت، وحضارة ناطحات الغبار تقوم على سواعد البنغال…؟ ماذا يمكن أن نكتب عن وصفات للمرض الكويتي وصيدلي الدولة لا يعرف قراءتها…؟ أليس من الأفضل أن نشغل وقتنا ونقتل مللنا الدائم بثقافة "… مجبوس طباخنا اليوم مسكت… والوانيت يركب عبري أو ما يركب…"؟!


احمد الصراف

سلطات مزيد وعنجهية اللبنانيين

حمّل النائب حسين مزيد الحكومة مسؤولية تعامل موظفي جوازات مطار رفيق الحريري مع المسافرين الكويتيين بكل عنجهية. وقال ان الحكومة الكويتية «تدفق» الأموال على لبنان وتشارك في إعماره، لكن سلطاتهم تتعامل مع الكويتيين بشكل غير حضاري، وان أحد موظفي الجوازات يشتم الكويتيين ويهددهم بسحب جوازاتهم ومنعهم من السفر، ويتمادى على الكويت وأهلها. وأضاف متسائلاً: هل هذا جزاء من يساند لبنان في كل الصعاب؟ وختم النائب الفذ تصريحه بتحميل الحكومة الكويتية «الضعيفة» مسؤولية ما يحدث للمسافرين الكويتيين الذين أصبح لبنان لا ينظر لهم ولوطنهم بعين الاعتبار!
لن نشكك في كلام السيد النائب، ولا في عدم منطقية الرواية برمتها، فهذا ما لا يحق لنا، ولكن ما يحق لنا قوله اننا طوال 54 عاما من الزيارات المتكررة للبنان لم نتعرض أبدا أو نسمع بتعرض أي مواطن كويتي لأية تهديدات بمنع سفر أو سحب جوازات أو حتى تعامل بـ«عنجهية» من أي موظف في أي من المنافذ الجوية أو البرية وحتى البحرية اللبنانية، ولسبب بسيط هو حرصنا على احترام ذاتنا والآخرين وعلى التقيد بالأنظمة والقوانين! ومن المتوقع من سلطات أي منفذ حدودي، وفي أية دولة كانت، التعامل بشدة مع أي مسافر يسيء الأدب أو يصر على تجاوز الأنظمة لاعتقاده أنه، لسبب أو لآخر، مميز في وطنه ويحق له بالتالي توقع أن يعامل بتميز مماثل في أوطان الآخرين!
ومن جهة أخرى، من العيب على من يدعي الحرص على كرامة الكويتيين، والنأي بهم عن أن يعاملوا بعنجهية، أن يخاطب الآخرين بعنجهية و«يتمنن» عليهم بما دفعته حكومته لهم من مال لإعمار وطنهم، فما دفع للبنان لم يكن لغرض تحسين تعامل موظفي مطارهم مع النائب مزيد وغيره، بل لأن الواجب الإنساني تطلب ذلك في وقته، ومن السخف الشديد بالتالي مطالبة سلطات مطارات دول العالم، التي قدمت الكويت مساعدات مالية لها، معاملة المسافرين الكويتيين بدون «عنجهية»، فالاحترام الحقيقي لا يمكن فرضه على الآخرين، بل يكتسب من واقع التعامل مع الآخر. ولو جارينا النائب في طلبه وتدخلت حكومتنا وطلبت من موظفي مطار بيروت معاملتنا بدون عنجهية لأننا دفعنا «كم دولار» لإعمار وطنهم، فهل يتبرع النائب مزيد ويطلب من نفسه وزملائه التوقف عن شتم أميركا التي لم تكتف. فقط بإعطائنا مال الدنيا بل أعادت لنا كرامتنا ووطننا يوم مرغ الغزو الصدامي الكريه أنوفنا في تراب الاحتلال لسبعة أشهر طوال؟
* * *
• ملاحظة: نضع هذه الفقرة، بكلمتها، والتي كتبها ولصقها أحد مسؤولي وزارة المواصلات على باب الإدارة، والتي تختصر كل أوضاع الدولة المتهالكة، نضعها برسم الشيخ أحمد الفهد، المسؤول عن تنفيذ خطة التنمية: «على السادة المراجعين عند تعطل خط الهاتف، السبب عطل بالكيبل، وللعلم تصليح الكيبل يحتاج الى فترة زمنية لعدم تعاقد الوزارة مع إحدى الشركات المتخصصة بالتصليح»، التوقيع: رئيس قسم التركيبات الهاتفية.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

«عراد»تدق ناقوس الخطر (3)

 

من المهم، وهذه هي الحلقة الثالثة والأخيرة من سلسلة قصيرة دار مضمونها حول حوادث التصادم العنيف في الإجازة الأسبوعية التي شهدتها قرية عراد… أن أوجز الصورة الكلية لدحض الأقوال التي علقت شعار «النزاع الطائفي» على ما حدث هناك، في محاولة يائسة قام بها البعض في الخفاء لتضخيم وقائع صبيانية واعتبارها نواة احتراب طائفي أكبر ستشهده مدينة المحرق، وأكرر مجددا… لن يحدث ذلك… لماذا؟

وببساطة أجيب على التساؤل، وهو أن الحوادث التي شهدتها قرية عراد، سواء كانت تلك التي دارت رحاها في مواقف السيارات أو الساحة القريبة من قلعة عراد، أو بالقرب من الممشى والحديقة، أو في الشارع التجاري، أو ما اشتعل بين طلبة مدارس، هو أمر يحدث بين حين وآخر، بين شيعة وشيعة، وبين سنة وسنة… يحدث في الحي الواحد بين أبناء الحي الواحد، ويحدث بسبب خلاف بين جيران… يحدث بسبب تصفية حسابات وعداوات حتى بين شباب من ذات (الفريج)… يحدث بعد المباريات، ويحدث حتى في المناسبات الدينية أحيانا.

لذا، يصبح من المضحك أن تتحول (هوشة) في الحي بسبب سائق متهور إلى خلاف طائفي يهدد السلم الاجتماعي، ويصبح الموقف مضحكا بدرجة أكبر حين يتنازع اثنين من الشباب وتشترك مجموعة أخرى مع هذا الطرف وذاك حين يكون السبب الحقيقي هو خلاف بين اثنين فشلا في الإيقاع بفتيات في جولة معاكسات سخيفة بشارع تجاري، والأشد والأمرّ، أن يكون الخلاف بسبب سلوكيات شاذة (جنسيا) بين شباب وصغار لم يحسن ذويهم تربيتهم، ثم تأتي أطراف جاهزة ببيانات خفية في المواقع الإلكترونية أو مقالات صحافية أخطأت الاتجاه، لتستغل كل تلك التصرفات الطائشة كعنوان كبير لتحذير خطير من تناحر طائفي.

حين استخدمت عنوان: «عراد تدق ناقوس الخطر»، إنما أردت التنبيه إلى أن الخطر الأكبر هو استغلال الشجار والخلافات التي تحدث في كل مكان في العالم بين المراهقين والناشئة والشباب، وليس في المجتمع البحريني فحسب، لتصبح صورة مخيفة من الصراع الطائفي الذي يهدد استقرار المجتمع، في حين أن الأوجب هو أن يكون لأفراد المجتمع ومؤسساته، وعلى وجه الخصوص علماء الدين والخطباء، الدور الأول في معالجة القضايا الاجتماعية وتكثيف توعية الناس حيالها ورفع درجة التحذير منها.

نعم، الصورة ستصبح أكثر خطورة حينما يكبر الشعور بين الناس، بقناعة نهائية، أن أي مواجهة بين اثنين، خصوصا في المناطق المشتركة بين الطائفتين، وأيا كانت أسبابها، هي نتاج نار مذهبية طائفية، فلو اختلف سائقان على أولوية السير، أو اختلف ولي أمر طالب مع معلم ابنه، أو تشاجر زبون مع صاحب المخبز، فالسبب هو: «ازدياد الكراهية بين السنة والشيعة»! هكذا أراد البعض نقل أفعال (اللوفرية)، إلى تأجيج بغيض لم يقتصر على منتديات طائفية، بل وصل إلى رسائل الجوال، والكتابات على الجدران، وملصقات صفراء تصل حتى إلى دور العبادة.

مسك الختام، يوجزه عضو المجلس البلدي الأخ علي المقلة بقوله: «هناك مشكلات ومشادات تحدث من حين لآخر يمكن وصفها بالمستهدفة للسلم الاجتماعي وتسعى لتفكيكه لأغراض مبهمة، لكن الأهم أن يكون هناك حراك داخلي من كل المناطق لتلافي أي صدام طائفي وفئوي. فالمحرق تتمتع بنسيج اجتماعي قوي من السابق على رغم الظروف السياسية الصعبة التي مرت، وتوجد علاقات طيبة وأهلية من دون أية تفرقة، وليس من السهل النيل من هذه البنية التي تكونت بفعل رجالات ومساعٍ أهلية قديمة».

أما بالنسبة لأولياء الأمور فنقول: «انتبهوا لعيالكم… فهناك ممارسات لاأخلاقية سيئة خطيرة تنتشر بينهم، ولا يمكن تخبئتها تحت عنوان «الصراع الطائفي».

سامي النصف

د.جوهر والبعد عن الجوهر

كتب النائب الفاضل حسن جوهر مقالا قبل أيام أسماه «إنصاف النصف»، ابتعد فيه كما نرى عن جوهر القضية التي تناولناها وتناولها معنا بعض الزملاء حول ما طرحه تحت قبة البرلمان وركز في المقابل على قضايا فرعية لا صلة لها بما كتب.

ومما ذكره الزميل بومهدي نصا «استقواء بعض المسؤولين على رأس أهم مؤسستين جامعيتين بوسائل الإعلام وعدد من الكتاب»، والحقيقة انني شخصيا لا أعلم أين يقع مكتب مدير الجامعة كما لم أزر «التطبيقي»، في حياتي إلا مرة أو مرتين قبل إثارة القضية القائمة، واعتقد ان الأمر كذلك مع الزملاء الآخرين ممن لم يكونوا بحاجة لأن يستقوي بهم أحد لنصرة الحق وانتقاد الاستقواء بالحصانة البرلمانية من أي نائب كان للطعن دون بينة في الآخرين.

وما استشهد به د.حسن جوهر بعد نقده ما أسماه استقواء المسؤولين بالإعلام وكتاب الأقلام، هو أمر يمكن ان يستشهد به ضده لا معه، ونعني لقاءه بجمع من الكتاب والإعلاميين في ديوان أحد الزملاء الأفاضل لطرح قضايا الجامعة والتعليم، وواضح ان بعض من التقيتهم في ديوانية المعطش من زملاء أعزاء قد لا يوافقني الرأي في كل ما أكتب واطرح كما انني في المقابل قد لا أوافقه الرأي في كل ما يطرحه ويكتبه سواء في قضية التعليم أو غيرها دون أن يفسد ذلك للود قضية.

وعودة لأصل القضية وهو عدم القبول بطعن د.حسن جوهر في شهادة مدير التطبيقي، وهو العالم بصدور حكم من محكمة التمييز لصالحه ضد من طعن دون حق في شهادته، كما لم نجد من الملائم الحديث عن الكفاءة الصحية لمدير الجامعة دون بينة أو شهادة تثبت عدم كفاءته أو أهليته لممارسة عمله وهو أمر لو تُرك جزافا لجاز الطعن في أغلب المسؤولين في الدولة حيث ندر وجود كويتي لا يعاني من الأمراض المزمنة كالسكر والضغط وغيرها.

وأعتقد ان الأخطر فيما ذكره الزميل الفاضل حسن جوهر في رده هو طلبه أن يتم استفتاء في الجامعة لمعرفة صحة الأداء وسلامة القرارات الإدارية والأكاديمية وهو العالم بأن أمرا كهذا لا يعمل به في جامعات العالم – عدا، لربما، اللجان الشعبية العاملة في الجامعات الليبية – التي تأخذ بالكفاءة الفنية لا بالتوجهات الشعبوية مع ملاحظة اننا لو أدخلنا نظام الاستفتاء لضاعت المعايير الأكاديمية ولفاز في الاستفتاء الأكثر مجاملة وتفريطا في المستوى العلمي ممن سيقبل اقتراحات مدمرة مثل استثناء أبناء الدكاترة من نسب القبول! تتبقى قضية أخرى اعترضنا ولم يرد عليها وهي عملية القفز على المادة 50 من الدستور والتدخل في أعمال السلطة التنفيذية المناط بها حصرا تعيين من يقود العمل في الجامعة والتطبيقي.

آخر محطة

(1): في الثمانينيات وابان النزاع الرياضي المحلي قيل ان الكويت ترشو الحكام وقد حُرمنا بعد ذلك القول من كثير من البطولات بسبب شدة الحكام معنا حتى لا يتهموا بقبول الرشاوى المزعومة.

(2) التنابز والطعن في الشهادات تحت قبة البرلمان وعلى صفحات الصحف سيكون له – كحال الرياضة – أفدح الضرر على أبنائنا الطلبة في جامعات الخارج حيث سيشد عليهم الدكاترة حتى لا يتهموا بمنح الدرجات والشهادات الزائفة كما ستؤثر تلك الدعاوى على التقييم الأكاديمي لمؤسساتنا العلمية، فمن سيحترم مؤسسات تعليمية يتم الطعن في أهلية القائمين عليها من قبل أهل الدار ممن يفترض أن يكونوا أول المدافعين عنها؟!

محمد الوشيحي

ليلى في العراق لا تتسوق الهبّاشون

العراقيون يقولون: المستقبل للعراق، وأنا أقول: أحلق ذراعي إذا استطاع أحد التمييز بين مستقبل العراق وماضيه. يقولون: مستقبله مشرق باسم، وأنا أقول: مستقبله مشرق كالفحم، وباسم كابتسامة الأرملة البائسة عندما يطرق بابها صاحب البناية ليستوفي الإيجارات المتأخرة. لن يفلح العراق، ولن يفلح بلد يتخانق أبناؤه على قماشته، وكل قماشة تتجاذبها الأيدي ستتمزق. واسألوا الكويتيين، واسألوا المصريين واللبنانيين.

والعراقيون عندهم أحمد الجلبي الذي «يستفيد» من أموال الاستثمارات ويفتتح بها صحيفة يهاجم بها الشرفاء، ويمزق الشعب. والعرب مثل القرطاس، والعراقيون أسوأ القراطيس، يسهل تمزيقهم وتفريقهم. والروائيون العالميون يزعمون أن «أشرس الناس وأكثرهم هوساً بالعراك والخناق هم شباب نابولي في إيطاليا، ومراهقو مكسيكو سيتي»، وعلي النعمة لو أن الروائيين هؤلاء سمعوا عن «نينوى» و»الأعظمية» و»الناصرية» لمزقوا رواياتهم، ولكتبوا: «الخناق في العراق لا يقتصر على الشباب والمراهقين، في العراق حتى النساء يسلّين أوقاتهن بالعراك… في العراق، الخناق، مثل التدخين، لتزجية الوقت».

واليوم كردستان رفعت علمها ولوحت بيدها الكريمة وحملت متاعها ورفعت قضية خلع، وغداً ستتبعها مدينة الرمادي، وبعد غد ستودّع الناصرية جيرانها… والمستقبل للعراق. أي مستقبل للمرضى يا عمنا؟ العراق مريض منذ ما قبل الحجاج إلى يوم يبعثون؟ حتى الأهبل بن الأهبل قيس بن الملوح يعترف: «يقولون ليلى في العراق مريضة، فيا ليتني كنت الطبيب المداويا»، هو لم يقل إن ليلى في العراق ترقص، أو تتسوق، أو تتمشى على ضفاف دجلة ببنطلون ضيق، أو ترسم «تاتو» على كتفها استعداداً للقاء حبيبها، بل قال «مريضة»، ليش؟ لأنها في العراق، والعراق ملوث بفعل غالبية ساسته وشعبه، بعيد عنك. ولأن قيس أهبل ولقبه المجنون فهو يتمنى لو أنه كان موجوداً بجانبها يداويها ويدغدغها وينغنغها، وأنا والله لو كنت مكانه لتركتها هناك بين المالكي والجلبي وأتباع الزرقاوي وأتباع الشاب الموهوب مقتدى الصدر وبقية الصحبة الصالحة، تتدبر أمرها.

«المستقبل للعراق»، يقول السياسيون ذلك وهم يهبشون الفلوس ويهبرون أموال النفط ويستثمرونها في الأردن ولبنان، لأنهم يعلمون أن الحديث عن مستقبل للعراق هو طق حنك، ليس إلا.

وخذوها مني ثم حاسبوني عليها: لن يستثمر أحد في العراق إلا حكومة الكويت. والكويت لن تنتظر أرباحاً من مشاريعها في العراق، لكنها تستثمر هناك وهي ترتجف كما يرتجف العصفور تحت ليل يناير البارد وأمطاره، وينتظر الشمس، ولن تشرق شمس من جهة العراق أيها العصفور، وليس أمامك إلا أن تتحول إلى نسر بمخالب كالسكاكين وجناحين عملاقين، أو على الأقل فلتكن عصفوراً بقلب نسر. 

حسن العيسى

كتب أم مخدرات؟

المواطنون الذين قدموا من منفذ العبدلي أدخلوا كتباً، لا لفائف مخدرات، كانت كلمات تستند إلى سطور لا "كراتين رد ليبل" تتباهى بضبطها العيون الساهرة على أمننا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا، وتتسابق صحافتنا الغراء على نشر صورها.
أدخلوا ما يرونه متوافقاً مع فكرهم، منسجماً مع مذهبهم، كانت كتباً فيها "بركة" روحية كما يرونها، كما يفهمونها، وسواء اتفقت مع الحقيقة التاريخية أم لم تتفق، فهذا كلام للنقد والرأي الآخر ساحته "فكر التسامح" ورفض لمطلقات عمياء تردد: أنا وحدي… وأنا وعقيدتي وأنا ومذهبي وأنا وعرقي وأنا وقبيلتي وأنا وعائلتي… أنا وحدي من يملك الحقيقة المطلقة.
كانت كتباً بالتأكيد لفظها معرض الكتاب تحت ولاية فقهاء بني نفط، فأراد أصحابها أن يأتوا بها معهم لذواتهم وللتبرك بها وحدهم، مثلما يأتي غيرهم بفتاوى جواز قتل من يدعو إلى الاختلاط، وفتاوى رضاعة الكبير حتى يحل له مخالطة المرأة المرضعة في العمل… وغيرها من الفتاوى "المعلبة"، تاريخ إنتاجها القرن الواحد والعشرون، وتاريخ انتهاء صلاحيتها للوراء سر وعند العصر الحجري قف.
لم يكن هناك مبرر لأن يرفع النائب جمعان الحربش سيوف الغضب والوعد والوعيد على القضية… يكفي وأكثر من كاف… لدينا قانون المطبوعات والنشر، لدينا قانون المرئي والمسموع، لدينا قانون الجزاء، لدينا ملاك الجرائد ورؤساء التحرير، لدينا ذلك الوحش المخيف ربيتموه وارضعتموه في وعينا، واستقر متمدداً في اللاوعي اسمه "الرقيب الذاتي".
ولدينا قبل كل ذلك انتمممممممممممم وحكومتكم ومجلسكم وزواجركم ونواهيكم ووصاياكم وضوابطكممممممم… ولدينا للأسف كتّاب رأي يقولون لنا انسوا الحريات… خلونا بس في السرقات… انسوا حرية العباد وتمسكوا بقضايا الفساد… وكأن واحدة لا تكون إلا على حساب الأخرى… فإما… أو… وهذه خرافة العقل الأحادي، وهنا كارثة دعاة الحرية حين بصموا مع سدنة وأدعياء حراسة المال العام وتناسوا حرية الضمير… وصوروها كأنها… قضية كأس… واختلاط فقط… يا خسارة.

احمد الصراف

ماذا يقول هشام ..ولماذا يقوله؟

يقول «هشام»: لعدم ثقتي بتصريحات وزراء الكهرباء منذ التحرير وحتى اليوم، فقد قمت بتجهيز بيتي بمولّد كهرباء للطوارئ، وكان ذا فائدة لأكثر من مرة، ولعدم الثقة نفسه قمت بتجهيز برادات الشركة بمولد كهرباء احتياطي كبير، وقد أنقذ سمعتي وحفظ بضائعي من التلف بسبب استمرار حالات انقطاع الكهرباء عن المناطق الصناعية والتخزينية بالذات، وللسبب نفسه دعمت بدالات هواتف الشركة ببطاريات اضافية لكي تعمل عند انقطاع الكهرباء عنها، كما قمت بتوزيع عشرات الهواتف النقالة على موظفي الشركة لمواجهة انقطاع الخدمة الهاتفية، وما أكثر انقطاعها، كما زودت اجهزة الكمبيوتر ببطاريات دعم مماثلة، وقمت بتركيب انظمة سولار لتسخين المياه في البيت والشركة، كما قمت بتركيب شبابيك سقف sky lights في مكاتب الشركة لادخال اكبر كمية من النور عند انقطاع التيار الكهربائي، وللتخفيف من استهلاك الكهرباء قمت بوضع مكيفات مائية Desert cool في البيت والمكتب، كما قمت ببناء خزانات مياه جوفية لمواجهة انقطاع المياه المتوقع، وقمت بتركيب محطة تحلية مياه في الشاليه، اضافة لاكثر من مائة كرتون قناني مياه معدنية للطوارئ، تستبدل بصورة دائمة، وهكذا مع الكثير من الامور الاخرى، بحيث يقل اعتمادي على ما توفره الحكومة من خدمات، ناهيك انني لا اسافر على طائراتها ولم ارسل ايا من ابنائي لمدارسها، وكل ذلك لشكي في قدرة الحكومة على الاستجابة لاي طارئ يلم بنا من حيث لا ندري، وتجربة الغزو، التي لم نتعلم منها شيئا، خير دليل!
قد يكون هشام مبالغا في شكوكه، ولكن هل يلام في ضوء ما نراه من تردٍ يومي في الخدمات الحكومية وحركة المرور؟ فهو، وفق ما أخبرني، ينطلق في شكوكه من تجاربه في نصف القرن الماضي، حيث لاحظ انه كلما زاد عدد السكان تردت الخدمات اكثر، وهو يعتقد بالتالي ان شكوكه في ازدياد مع ما تسرب حتى الآن من ارقام عن خطة الوزير الشيخ احمد الفهد التي تهدف لصرف عشرات مليارات الدولارات على مشاريع تنموية ضخمة، والتي سبق ان تكلمت عنها كل الحكومات السابقة وطفح كيل مناقشتها وقتلت بحثا منذ 30 عاما، والآن وبعد كل هذا البيات او الموت الاداري، استيقظت الحكومة، على دقات طبول نائب رئيس الوزراء، وشدت حيلها ساعية لتعويض سنوات الضياع واللحاق بركب من سبقنا.
وهنا اعترف بأنني، كمستثمر ورجل اعمال، اميل ماديا على الاقل، لتأييد خطة الحكومة الرامية لخصخصة عدة انشطة وقطاعات حكومية وصرف المليارات على مشاريع التنمية، فحصتي من خراج هذه المشاريع والخصخصة ستصلني، وتفيض، ولسنوات طويلة قادمة، ولكنني والحق يقال متخوف من الكثير ،واشارك هشام شكوكه ان من ناحية المصير الذي سيواجه الكثير من المواطنين الذين سيفقدون اعمالهم نتيجة الخصخصة او من ناحية قدرة الجهاز الحكومي الاداري او البنية التحتية او اجهزة وزارات الاشغال والشؤون والتجارة والداخلية على مواجهة كل هذا الفيض من الأعمال الجديدة، وهي الغارقة حتى آذانها في لجة أوضاعها المهترئة! كما أنه ليس بإمكان شركات المقاولات الحالية، أو غالبيتها، استيعاب حجم الأعمال الانشائية والفنية القادمة، مما يعني الحاجة لاستيراد التقنية من الخارج والمدعومة بعشرات آلاف العمالة الاجنبية، وهذا سيساهم اكثر في الضغط على الخدمات المتعبة وفي زيادة خلخلة التركيبة السكانية وتفشي عدم الامان، وزيادة ارباح المتاجرين بالبشر.. وما أكثرهم!

أحمد الصراف