احمد الصراف

النغم الجميل وخوار البقر

أعلنت هيئة الزراعة قبل فترة عزمها تشكيل فرق تفتيش، تحمل صفة الضبطية القضائية، لتقوم بزيارة 8485 جاخورا، أو زريبة حيوانات، في مناطق كبد والوفرة والجهراء، وتحديد المستغل منها لغير الأغراض المخصصة تمهيدا لتحويل أصحابها الى الشؤون القانونية في الهيئة وفسخ عقودها. وهنا نتكلم عن الكويت التي لا تزيد مساحتها على 19ألف كيلومتر مربع!
لا أعلم بالدقة مصير هذه الفرق، ولو أنني أشك في أنها نجحت في القيام بالكثير مما هو مطلوب منها، بسبب حجم الضغوط الهائلة التي ستتعرض لها لمنعها من القيام بعملها، ولكن مع هذا نتمنى لرئيس هيئة الزراعة النجاح في مسعاه، ولكن، دعونا نخاطب العقل: هل الكويت، وحتى ولو ضممنا لها قطر والبحرين، بعدد سكانها الصغير نسبيا بحاجة حقا لـ 8485 جاخورا؟ فلو افترضنا أن في كل جاخور 100 رأس من الماشية، كحد أدنى، فهذا يعني ان هناك ما يقارب المليون رأس من الجمال والغنم والبقر! ولو فكرنا في ما تدفعه الدولة من مال لشراء أعلاف وتكرير مياه مدعومة الثمن لوجدنا أن الكلفة السنوية تقارب الــ 30 مليون دينار، وهذا يزيد بكثير عن موازنة هيئة الزراعة لمثل هذا النشاط، وعليه من السهل الافتراض أن غالبية هذه الجواخير تستغل لغير الغرض منها، كما أن توزيعها على أصحابها تم في السنوات الماضية إما لتنفيعهم أو لشراء ولاء البعض منهم، لكي لا نقول ذممهم! ومن هذا المنطلق، ولكي تسترد الدولة أموالها وتنجح خطة هيئة الزراعة، فإن الحكومة مطالبة بدعم جهودها الرامية الى استرداد أملاك الدولة هذه من خلال إلغاء عقود «الجواخير الوهمية» التي غالبا ما يسمع فيها كل مساء صوت النغم الجميل وليس خوار البقر! وقد وجهنا مطالبتنا للحكومة وليس للجهة الرقابية على أعمال الحكومة، أي مجلس الأمة، بسبب تورط عدد من أعضائه، وكوادرهم الانتخابية المثقفة، في قضايا النغم والخوار البقري. علما بأن الكثير من هذه الجواخير، التي تستخدم أيضا كسكن للعمالة الفقيرة، تستغل للحصول على علف حكومي مدعوم ومن ثم بيعه في السوق السوداء!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الدفاع المدني… مرة أخرى

 

لم يكن المواطن (ع . أبو ادريس)، وهو شاب بحريني يعمل في الدفاع المدني، راغباً في استعراض جملة من المطالب أو الاحتياجات أو الشكوى، حينما عقب على العمود المنشور هنا يوم الإثنين 26 أبريل/ نيسان الماضي تحت عنوان: «الدفاع المدني… المتهم بالتقصير دائماً»، بل كان يريد أن يقول، بالأصالة عن نفسه ونيابة عن كل زملائه العاملين في إدارة الدفاع المدني (شكراً)، للمشاعر النبيلة التي حملتها التعقيبات على المقال المنشور من قبل القراء الذين أرسلوا كلمات عرفان وتقدير للعاملين في هذا القطاع.

(أبو ادريس) كان صادقاً حينما قال: «نخرج من بيوتنا في بداية مشوار يوم عمل ولا نعلم ما إذا كنا سنعود أم لا، ونغيب ساعات طويلة عن أسرنا وزوجاتنا وأطفالنا»، ولذلك نسعد كثيراً حينما نرى الابتسامة والطمأنينة تملأ وجوه الناس الذين وضعوا ثقتهم بنا في حال تعرضهم لمكروه، أما بالنسبة للمنتقدين الذين يحق لهم ذلك حيناً، ولا يحق لهم في أحيان كثيرة، فإنهم معذورون لأنهم في الغالب ليسوا على دراية بما يعترض طريقنا وخصوصاً في حال القول بأن رجال الإطفاء وصلوا متأخرين، أو يهزأون من عبارة: «وصلوا في وقت قياسي» التي تتضمنها بعض الأخبار الصحافية.

كثيرة كانت آراء العاملين في الدفاع المدني وذويهم ممن اتصل تعقيباً وتعليقاً وإضافةً على الموضوع، لكن الأهم من وراء ذلك كله، هو أنه من حق الناس الذين يعرضون حياتهم للخطر من أجل مساعدة الآخرين، أن يقدر الناس جهودهم حتى لو كان هناك تقصير في بعض النواحي، فالكلمة الطيبة صدقة، وتبادل الكلام الجميل بين الناس دليل على الإيمان بمقولة: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».

ولكنني وجدتها فرصة جيدة لأن أسأل بعض الأخوة الذين يعملون في الدفاع المدني عن سبب التأخير في الوصول إلى الموقع المبلغ عنه في بعض الأحيان، ومع أنني كنت على علم بالسبب الرئيسي، ألا وهو وضعية الشوارع العامة والطرقات في بلادنا التي تشهد منذ سنوات أزمة اختناق مرورية تتضاعف يوماً بعد يوم، غير أنني استفدت من ملاحظتين إضافيتين من المهم تقديمهما لجمهور المواطنين والمقيمين.

رجال الدفاع المدني يقولون إن بعض المواطنين والمقيمين، حين يواجهون خطراً ما كحريق لا قدر الله، أو أية مشكلة أخرى في المنزل أو مكان العمل، ومن شدة الارتباك، يقدمون معلومات خاطئة في البلاغ تتعلق بعدم دقة العنوان فيضيع جزء من وقت الوصول هباءً بسبب تكرار الاتصال بالمبلغ لإعادة العنوان بدقة، أما الملاحظة الأخرى، فعلى الرغم من وضعية الشوارع والطرقات المزدحمة في أغلب أوقات اليوم، إلا أن هناك الكثير من المواطنين والمقيمين، لا يفسحون الطريق أمام آليات الدفاع المدني بشكل سريع، ولا يتعاونون مع بعضهم البعض من أجل انسيابية السير لإيجاد معبر.

وأكثر ما يثير الغضب، حينما تجد مواطناً أو مقيماً، غارقاً في الحديث عبر هاتفه النقال فيما تصدح خلفه أصوات الإنذار الصادرة عن آليات المطافئ، أو ترى آخرين يلاحقونها من أجل قطع الإشارة الضوئية، وفي كل الحالات، لا نملك إلا أن نقول مجدداً: «شكراً لرجال الدفاع المدني»

سامي النصف

لقاء في سيناء أرض الأنبياء والشهداء

اقيم ليلتي الخميس والجمعة بمدينة العريش في سيناء حفل تخريج الدفعة الثالثة من طلبة مؤسسة عبدالعزيز البابطين الملتحقين بدورة تعلم مهارات اللغة العربية وتذوق الشعر، والتي يلتحق بها عادة اطباء ومدرسون ومهندسون ومحامون وتقدم مجانا وتستمر لما يقارب 6 اشهر، وقد بلغ مجموع خريجي تلك الدورات في سيناء وحدها ما يزيد على 544 طالبا وطالبة، وقد طلبت جامعة شمال سيناء ان يستمر عقد مثل تلك الدورات المهمة في السنوات المقبلة وهو ما تم.

وقد اقيم حفل تكريم للاديب والشاعر عبدالعزيز البابطين حضره محافظ شمال سيناء اللواء الوزير مراد موافي ووزير التعليم العالي د.هاني هلال ووزير التعليم العام د.احمد زكي بدر والمستشار عمر الكندري ممثلا عن السفارة الكويتية في القاهرة، وقد اشار د.حسن راتب رجل الاعمال المعروف وصاحب جامعة شمال سيناء في كلمته لاجتماع «الهلال والبدر» في ذلك اليوم، وكانت لفتة ذكية وتلاعبا لغويا جميلا منه.

وضمن خطاب البابطين ذكّر المجتمعين بالدماء المصرية والكويتية التي اختلطت وامتزجت في صحراء سيناء ابان حروب 67 والاستنزاف «67 ـ 70» و73 ثم في حرب تحرير الكويت عام 91، وأعاد للاذهان لقاءه مع امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد قبل يومين من الغزو عندما شكره سموه على اعمال مؤسسته التي انطلقت من القاهرة واوصاه بأهل مصر خيرا وأرجع تلك الوصية المخلصة لخصلة «الوفاء» التي اشتهر بها الشيخ جابر، رحمه الله.

واول تكريم للصديق بوسعود حصده في نقطة التفتيش القائمة على مدخل جسر مبارك القائم على قناة السويس عندما اتى ضابط كبير مهرولا ليوقف سيارتنا ويخاطب المحتفى به بأنه عرفه من صوره وقد قدم ليشكره شخصيا على اعمال الخير والبر التي يقوم بها، والتي يستفيد منها الآلاف كل عام. في عهد «الخصخصة» لرجال الاعمال الكويتيين الآخرين دور مهم يجب أن يفعّل في جعل المال وسيلة لرفع المعاناة عن الناس واعطاء الكويت صورة حسنة امام العالم.

وقد امضينا نهار الاحتفالية في زيارة لمشايخ قبائل سيناء ممن احسنوا الوفادة واظهروا الكرم الشديد وكان صعبا ان تميزهم عن عرب الخليج في الملبس واللهجة والمأكل والعادات والتقاليد مما يؤهل سيناء أرض الانبياء والشهداء التي اختارها رب العباد ليظهر بها نوره على الارض عندما كلم عبده ونبيه موسى عليه السلام، لان تصبح مركزا سياحيا مهما للخليجيين حيث الطقس البارد صيفا والدافئ شتاء والمنتوجات الزراعية المتنوعة والشواطئ الساحرة التي تتمازج بها ألوان البحر الازرق والرمال البيضاء واشجار الزيتون والنخيل الخضراء.

آخر محطة:

 1 – اخبرنا شاهد عيان ان سبب تقسيم سيناء الى محافظتين شمالية وجنوبية هو رد فعل سريع وغاضب من قبل الرئيس السادات على وشاية كاذبة ادعت ان هناك دعوات انفصالية يروج لها احد نوابها السابقين ويدعى سالم اليماني.

2 – حدثنا زعماء مشايخ سيناء عن قصص البطولة التي قام بها شباب ورجال سيناء ابان الاحتلال الاسرائيلي وكان من اهمها اصرارهم على الصمود والبقاء لا النزوح والهجرة حتى لا تخلى الارض من سكانها وتفقد للابد.

احمد الصراف

تذكير مركز «وذكر»

يعتبر السيد فؤاد الرفاعي، صاحب مركز «وذكر» العظيم، نفسه داعية صالحا، ولا سبب يدعونا للاعتقاد بعكس ذلك. ومن صفات الداعية الاستقامة والدعوة لخير العمل والبعد عن المنكر والتواصل والصدق.
وقد كتبنا قبل أسبوع مشككين في صحة إعلان ملأ الجزء الأكبر من الصفحة الأخيرة من جريدة الوطن (4/19) تضمن أسماء 1026 «شابا» قيل فيه انهم يتقدمون من خلاله بخالص الشكر والامتنان لــ«فضيلة الشيخ فؤاد الرفاعي» على جهوده المبذولة في نصرة الدين!!
نبع شكّنا من شكوى أحد الإخوة من أن اسم ابنته أقحم في الإعلان من دون علمها وعلمه ولا رضاهما. وذكرنا في المقال أننا نشك حتى في حقيقة من صاغ الإعلان ودفع ثمن نشره، وانه قد يكون «فضيلة الشيخ» فؤاد نفسه، وهو اللقب الذي ورد في الإعلان! وطالبنا فضيلته بنفي اتهاماتنا، وذكرنا أننا على استعداد لبيان اسم الفتاة، التي لا يتجاوز عمرها 13 عاماً، كاملا إن تطلب الأمر ذلك.
واليوم، اتصل بنا قارئ آخر وقال ان اسم والدته قد أقحم في المقال أيضا، وقد سألها فنفت علمها بمن هو «فؤاد الرفاعي» أصلا، ولكن القارئ طلب مني عدم نشر الاسم لقرابته لصاحب الفضيلة!
وبعدها بساعة أرسل القارئ عادل عبدالعزيز السنان رسالة إنترنت قال فيها ان اسم ابنته البالغة من العمر 6 سنوات قد ورد في الإعلان، وأيضا من دون علمه، وهذا دفعه الى قراءة بقية الأسماء ففوجئ بوجود اسم ابن عمه وليد خليفة السنان، الذي توفي قبل أربع سنوات!!
نكتب كل ذلك ولا نزال بانتظار تأكيد أو نفي السيد فؤاد لاتهاماتنا، ونذكّره بأن من صفات الداعية التواصل والصدق.
من جهة أخرى، أجد نفسي مدينا بالشكر لـ«القبس» لسماحها بنشر ما تيسر من تعليقات القراء على مقالاتي على الإنترنت، وخاصة المقال الذي تعلق بموضوعنا هذا، حيث ان التعليقات بينت «المستوى الأخلاقي» للبعض، وكيف أن قلة منهم أدمنت مهاجمة مواقفي، السابق منها وحتى اللاحق، متعمدة عدم الرد على ما أكتب بل الشتم والاتهام بالجاسوسية والعمالة للغير، مع الإشادة بمواقف صاحبهم الداعية وبيان عظمته، من دون التجرؤ أو حتى الاقتراب من اتهامات التضليل والتدليس.

أحمد الصراف

حسن العيسى

حكومة د. جيكل ومستر هايد

حدث في مجلس الوزراء أنه "… تمت دراسة 123 طلباً في ظل مستويات التضخم السائدة حالياً، وفي إطار الخطة الإنمائية للدولة، وبحث حاجة سوق العمل إلى الوظائف التي تضمنتها تلك الطلبات، بالإضافة إلى مراعاة التوازن بين احتياجات القطاع الحكومي والقطاع الخاص… إلخ"، وبجرة قلم أقر مجلس الوزراء فتح صنبور الكوادر والمزايا المالية للعاملين في القطاع العام، فأقر كوادر أو مزايا (ولا فرق بين الاثنين) للعاملين في الصيدلة والمهندسين… ثم سال قلم المزايا ليشمل العاملين في الخدمة الاجتماعية بمجال تخصصهم، وحملة المؤهلات الجامعية التجارية… ودبلوم المحاسبة ومجال القانون… ثم استطال قلم الخير الحكومي ليضم العاملين الكويتيين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وكل أصحاب المؤهلات الجامعية العاملين في مجال التطوير الإداري، ومزايا مالية للعاملين في مؤسسة الموانئ والمؤسسة العامة للرعاية السكنية ووكالة الأنباء الكويتية… ويمتد قلم خيرات الدولة ليشمل الجميع (عند الحكومة) دون استثناء إلا ما رحم ربي…

يا الله تهني أهل الكويت… ويارب تبارك وتزيد في أريحية دولة "اعطه من بيت المال"، ولا حسد ولا يحزنون… واليوم خمر وغداً أمر… وماذا يعني أن تكلفة المزايا والكوادر ستكون 300 مليون دينار سنوياً؟ وماذا يعني الإقرار بأن الخير وفير… وبركات الحكومة تعم الكبير والصغير… العامل وغير العامل… الإنسان المنتج وغير المنتج… فهذه الكويت وصل على النبي…؟!

اسأل الحكومة إذا كانت مستوعبة ما قررته عندما فتحت صنبور الخيرات للعاملين في القطاع الحكومي…؟ وكيف تفهم حكومة الوعظ والإرشاد "التوازن بين احتياجات القطاع الحكومي والقطاع الخاص"…؟ ومن سيعمل غداً في القطاع الخاص، بعد إقرار قانون الخصخصة… وحتى بعد الحلم الكبير بإقرار قانون الضريبة، وقانون منع الاحتكار وقانون حماية المستهلك…؟!

هل هذه الحكومة هي الحكومة ذاتها التي دعت مؤسسة بلير إلى تقديم دراستها عن مستقبل الدولة، وجاء في تقريره أن الدولة ستعاني عجزاً مالياً خلال 8 سنوات إذا استمرت على سياستها الحالية في تضخم نسبة العاملين بالوظيفة العامة؟ هل هذه الحكومة هي ذاتها الحكومة التي نشرت دراسة البنك الدولي في مارس الماضي وحذرت الدراسة من أن "… أي زيادات قادمة في باب الرواتب وما يلحق به من كوادر ومنح ومزايا سيكون لها تأثير كبير على الدولة يتمثل في انخفاض إنتاجية الموظفين في القطاع الحكومي، وزيادة معدلات البطالة، إلى جانب عزوف الشباب الكويتيين عن التعليم، إضافة إلى العديد من المشاكل والسلبيات…"؟ هل لدينا حكومة واحدة أم حكومتان…؟ حكومة تقول لنا كلاماً في الليل و"تلحسه" في النهار إرضاء للشعبوية الاستهلاكية…! هل لدينا حكومة د. جيكل ومستر هايد… أم ماذا تكون وماذا تريد هذه الحكومة الحصيفة…؟!

أريد أن أهمس في أذن الزميل والصديق إبراهيم المليفي بأن ما كتبه صحيح: فليس قطاعنا الخاص هو قطاع شركة سوني وتويوتا… بل هو قطاع تابع يحيا على نفقة الحكومة في الدولة الريعية… ولكن هل هي حكومة "لي كوان هو" السابقة في سنغافورة… أم حكومة مهاتير محمد في ماليزيا… أم حكومة الحزب الشيوعي في الصين…؟ كيف ترى وتقرأ الحكومة المستقبل…؟ وكيف تعرف معنى كلمة "مستقبل"…؟

احمد الصراف

ليبرالية هايف والطبطبائي

ألقت الأستاذة ابتهال الخطيب محاضرة في الجمعية الثقافية النسائية، التي لم أجد أحدا من ناشطاتها ضمن الحضور، عن الليبرالية والعلمانية حيث ذكرت أن الليبرالية فكر وفلسفة وليست منهاجا ولا نظاما ذا قوانين يجب اتباعها، لأنها تقوم على مبدأ الحرية مما يكفل حقوق الآخرين وحرياتهم. وقد لفتت هذه المقدمة، وكلمة ليبرالي نظري إلى ملاحظة أن الليبرالية أو Liberal, Liberalism, Liberality, Liberate جميعها تعطي معنى الحرية والتحرر من القيود. ولو فكرنا في ما تعنيه فضيلة الحرية لوجدنا أنها من أسمى الفضائل التي يحرص كل إنسان على التمتع بها، فليس هناك ما هو أقسى من القيد في المعصم أو حجز الحرية أو السجن، وهي وسيلة العقاب القصوى في جميع دول العالم المتحضر، عدا بعض ولايات اميركا، ولو قبض على هتلر قبل انتحاره، كما يشاع، وهو الذي تسبب في مقتل أكثر من 60 مليون إنسان، لما حكم عليه بأكثر من السجن مدى الحياة. وحب الحرية وعشقها ليسا قاصرين على فئة من البشر دون غيرها، بل تشملان الجميع حتى الحيوان والطير والأسماك، التي يصاب بعضها بالجنون إن احتجزت حريتها لفترات طويلة. ومن هذا المنطلق فإن حب الحرية لدي لا يزيد أو يقل عنه لدى اي كائن بشري مثل النائب محمد هايف أو النائب وليد الطبطبائي أو حتى العاشق القديم النائب خالد السلطان. ولكن الفرق بيني وبينهم أنهم يعشقون الحرية لأنفسهم ويريدون قراءة ما يسرهم ورؤية ما ترتاح له أعينهم وممارسة ما ترغب به عضلاتهم، وتناول ما تشتهيه أنفسهم، وفي الوقت نفسه كراهية كل ما يقوم به الغير أو يريده أو يرغب به، خاصة إن لم يكن حسب رغباتهم ومطابقا تماما لمعتقداتهم ومنسجما مع أهوائهم وأمزجتهم! فهؤلاء وغيرهم الكثير لا شك من محبي الحرية، وإن لأنفسهم، ولكنهم يسعون بكل جهدهم لفرض هوسهم العقائدي على الغير وكأن لا أحد غيرهم يمتلك الحقيقة أو يعرف الحق، ومن دون التفات أو اعتبار لمئات الأمور التي تفرق البشر بعضهم عن بعض، فبإمكان أي منا أن يأخذ الحصان إلى النهر ولكن لا أحد يستطيع إجباره على شرب الماء منه!!
وبالتالي فأنا وهايف إخوة في محبتنا للحرية ولكنه يريدها لنفسه وعلى طريقته وبأسلوبه، وأنا، وغيري من الأحرار، نريدها للجميع، حتى ولو اختلفوا معنا في الاعتقاد والفكر!
* * *
• ملاحظة 1: لا نزال بانتظار نفي فؤاد الرفاعي لما ذكرناه عن التزييف في قائمة الاسماء المؤيدة له. وننوه بأن الزميل ضاري الجطيلي سبقنا في الكتابة عن هذا التدليس في مقال له في («الجريدة» 23/4) وبين فيه استغرابه لورود اسماء اشخاص يعرفهم شخصيا، بعضهم في السبعين واخرون اطفال، في كشف الشكر والتأييد، حيث تم اقحام اسمائهم من دون علمهم باجتهاد (او ميانة) من احد أفرادهم.
• ملاحظة 2: صحح لنا القارئ فاروق تاريخ احتلال ايران للجزر بانه عام 1971 وليس قبل 20 سنة كما سبق ان ذكرنا.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

عبدالله بن راشد… حين يكون المسئول «مسئولاً»

 

أن تقف أمام مسئول، كبيراً كان أم صغيراً في الدولة… شاب في ريعان مشواره الوظيفي لخدمة الناس أم (شاب رأسه) وهو على كرسيه، وتستمع منه إلى قائمة من التبريرات والأعذار والمعوقات والمحبطات و(فاقعات المرارة) ورافعات الضغط، تجاه أمر يتوجب عليه أن يتعامل معه وفقاً للأمانة الوطنية الملقاة عليه مهما كان حجم الموقف أو المشكلة، فإنك لا تملك هنا سوى أن تضرب راحاً براح، وتحوقل وتتعوذ من الشيطان، والله يلوم الذي يلومك إن انتقدت أداءه.

أما إذا وجدت في ذلك المسئول الحرص والأمانة والاستعداد لتحمل هموم الناس ومشاكلهم، وينتقل معهم من موقع الى موقع، ويتابع بشكل شخصي ملفات تهم الناس، فإنك ستحترمه حتى وإن جاء الحل بعد حين من الزمن، فيكفي أن تتيقن في قرارة نفسك أنه لم يضع لك الشمس في يد والقمر في يد أخرى وأغدق عليك من الوعود وملأ جيبك بالأمنيات، لكنه سعى وفق المتاح من الإمكانات، وأخذ بخاطرك بما يبعث السرور في نفسك… والله إن المواطن البحريني يكفيه – وهو في شدة معاناته – أن يستمع للكلمة الطيبة واحترام المسئول له، ولا بأس بعد ذلك لو تأخر الحل قليلاً كما هو معتاد في أجهزتنا الخدمية.

لذلك، لم تكن حادثة كحادثة الشجار الذي وقع بمنطقة الرفاع الشرقي بين مجموعتين من شباب سترة والرفاع، أياً كانت دوافعها وحقيقة أسبابها، تافهة كانت أم مهمة… لم تكن هينة بالنسبة للمسئول الحريص على الاستقرار في المجتمع، والذي يدرك بأنه يجب أن يكون طرفاً رئيسياً في إعادة الأمور الى نصابها، وهكذا مثلت الحادثة امتحاناً أمام محافظ المحافظة الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد بن عبدالله آل خليفة في بداية مهامه كمحافظ، لكنه بادر لأن يكون هو نفسه ذلك (الطرف) الذي يطيب النفوس ويتصدى لانفلات الأقوال والتخرصات والتحريضات المريضة ويصلح بين الناس.

ولعل النجاح الأول، هو ذلك الشعور الذي عم الكثير من المواطنين، ولاسيما في سترة والرفاع الشرقي، تجاه (خطوة المصالحة) بجمع الأطراف ذات العلاقة بحضور القائم بأعمال محافظ المحافظة الوسطى وعدد من أعضاء مجلس النواب والمجلس البلدي ووجهاء وممثلي أهالي المحافظتين الجنوبية والوسطى ومدير عام مديرية شرطة المحافظة الجنوبية والقائم بأعمال مدير عام مديرية شرطة المحافظة الوسطى، لتطوى صفحة حادثة نسأل الله ألا تتكرر في أي منطقة من مناطق بلادنا الحبيبة.

إن تأكيد الحرص على تدعيم ركائز الأمن والنظام العام، ورفع مستويات الشعور بالأمان والطمأنينة والهدوء والسكينة والتصدي للظواهر والمشكلات التي تؤثر على الأمن واحتوائها والعمل على منع استمرار وقوعها أو تفاقمها لوقف التداعيات والتأثيرات السلبية على أطرافها وحماية المجتمع من أضرارها ومخاطرها، ليست مجرد شعارات أو كلام منمق للاستهلاك الإعلامي وحسب، وهذا ما ترجمه (عبدالله بن راشد) عملياً، فنال تقدير الأهالي لهذه المبادرة التي جاءت وفق توقيت سليم وخصوصاً أن هناك من يسعى لصب الزيت على النار في خطب هوجاء ومنتديات إلكترونية وضيعة، ورسائل جوال سيئة كسوء مرسليها.

وليس هذا الأمر بجديد على الشيخ عبدالله بالنسبة لمن يعرفه عن قرب، ويعرف اخوته ويعرف والده ويعرف مجلسهم العامر في الرفاع الذي يحتفي بالمواطنين من مختلف مناطق البلاد من الطائفتين الكريمتين بل ومن المقيمين أيضاً، ويصبح في بعض الأحيان بمثابة صدر مفتوح لأصحاب الهموم والمشاكل والمعاناة من المواطنين، لكن الأمر يختلف هنا لأنه يرتبط بمسئولية وأمانة وطنية وثقة وضعتها القيادة في شخص مسئول يجب أن يكون مع الناس أولاً بأول.

نتمنى ألا تصبح حوادث الشجارات الجماعية، كما حدث في الرفاع الشرقي وسبقتها شجارات عراد، ظاهرة في المجتمع البحريني، لكن، الأهم من ذلك، أن يقوم كل مسئول بدوره، وألا يقف موقف المتفرج أو المتلقي للمعلومات من هنا وهناك… ونيابة عن أهالي سترة والرفاع الشرقي، نقول شكراً للشيخ عبدالله بن راشد، وعساك على القوة دائماً.

سامي النصف

اللقاء النذير لسمو الأمير

قد يكون من المصادفة ان يأتي اللقاء الإعلامي الأخير لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مع صحيفة «فرانكفورتر ألغامينه تسايتونغ» والذي تصدر مضمونه عناوين الصحف الكويتية مرسلا من ألمانيا التي شهدت أكبر انهيار للنظام الديموقراطي في التاريخ.

فمع انتهاء الحرب الكونية الأولى بدأت التجربة الديموقراطية في ألمانيا عبر إنشاء جمهورية «فايمر» التي اشتهر برلمانها وساستها بالتسابق فيما بينهم لإرضاء المطالب «الشعبوية»، بحجة تعويض الشعب عن فواجع الحرب الكونية وقد نتج عن ذلك التسابق تدمير كامل للاقتصاد الألماني تسبب بالتبعية في انهيار شديد للمارك الألماني حتى كاد لا يساوي شيئا وقد انتهت تلك الملهاة او المأساة بوصول النازيين للحكم واشتعال الحرب الكونية الثانية.

وواضح اننا نعيش هذه الأيام إشكالية كبيرة عبر عنها سموه بمقولة ان البرلمان قد ضيع فرصا ثمينة ووقتا طويلا في مناقشة مسائل بعيدة كل البعد عن المشاريع التنموية ولم يقم بالمهمة الموكولة له، وما يقوله الناس حول تعطيل البرلمان للمشاريع التنموية وانشغاله بالنقاشات السياسية العقيمة صحيح وهو ما يقر به أعضاء البرلمان.

وإحدى دلالات ذلك الأمر انشغال الحياة السياسية الكويتية عبر 17 عاما بالاستجوابات و«السخونات» السياسية العقيمة بعيدا عن الاهتمام بمشروع حيوي ومهم وهو مشروع الخصخصة الذي وضع على الرف طوال أعوام الجمر تلك ولم ينتج عن «الخناقات» المتتالية إلا مضاعفة كلفة المشاريع التنموية عشرات المرات.

ومما قاله سموه في اللقاء ان أخطاء البرلمان هي أخطاء مؤسسية تسبب فيها ترك الدستور دون تعديل وتطوير لقرابة نصف قرن، ولا شك ان أحد الأمور التي تعوق الخصخصة هذه الأيام هو الاستشهاد بمواد دستورية وضعت عام 1962 إبان عهود الماركسية والاشتراكية والتأميم والقطاع العام التي لم تعد تواكب العصر هذه الأيام وكان الواجب ان تنقح تلك المواد ومعها مواد كثيرة أخرى قبل سنوات طوال للحد من الفساد التشريعي ولمنع تداخل السلطات وتعدي بعضها على صلاحيات بعضها الآخر.

ومن ضمن كلمات اللقاء التي لفتت الانتباه مقولة «فالنواب يريدون إرضاء «الشارع» بقرارات سريعة ترضي المشاعر ولا ترضي «المنطق» ونتيجة لذلك لم نتمكن من الوصول الى توافق حول المسائل الوطنية الرئيسية ولم نتمكن من المصادقة على المشاريع التنموية بعيدة المدى»، انتهى.

آخر محطة:

نرجو أن يؤخذ ما قيل في اللقاء النذير لسمو الأمير بشكل إيجابي يبتعد عن ردود الفعل الانفعالية المعتادة.

احمد الصراف

جنرال الدكتور هلال

توجد في أميركا وظيفة فدرالية خطرة تحت مسمى «الجراح العام»،The Surgeon General of the United States إن صحت التسمية، وهو المعني بوضع السياسات الصحية والاهتمام بالصحة العامة وبكونه المتحدث الرسمي نيابة عن الحكومة الفدرالية، والمسؤول الأول عن إصدار التحذيرات عن الأوبئة والأمراض الخطرة والتحذير مما يؤثر في الصحة العامة. ويتم اختياره، اختيارها، من قبل الرئيس الأميركي مباشرة ويصدق الكونغرس على تعيينه لفترة أربع سنوات، وعادة ما يكون طبيبا برتبة جنرال في الجيش، ولكنه مسؤول أمام نائب وزير الصحة. وكمثال على صلاحياته وقوة منصبه نجاحه في إجبار شركات التبغ على تدوين التحذيرات المهمة الموجودة على علب السجائر وبعض المشروبات الروحية. وقد خلق الكونغرس الوظيفة أصلا في عام 1870 للاهتمام بصحة البحرية.
أذكر ذلك بمناسبة تصريحين صحفيين مهمين صدرا قبل أيام عن وزارة الصحة، الأول على لسان الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة، د. يوسف النصف، والذي قرع فيه أجراس الخطر من تزايد الإصابة بالأمراض المزمنة بسبب زيادة استهلاك الوجبات السريعة، واتباع %81 لنظام غذائي خطأ، وتضاعف أعداد المدخنين وارتفاع معدلات السمنة، ومؤشرات كثيرة خطرة أخرى. وجاء التحذير الثاني على لسان د. عمر السيد عمر، الوكيل المساعد لشؤون الأدوية والتجهيزات الطبية، والذي حذر فيه من تعاطي المستحضرات العشبية الخاصة بتخفيض الوزن التي تستورد من الدول الشرقية (ربما يقصد دول شرق آسيا)، حيث كشف الوكيل أن تلك المستحضرات مغشوشة وغير مرخصة وليست عشبية بل تضاف لها مواد كيماوية ضارة بالقلب لاحتوائها على مادة sibutramine التي صدر قرار وزاري يحدد آلية استخداماتها.
حسب علمي، ربما تكون هذه أول مرة يصدر فيها مثل هذا التحذيرات الخطرة من مكتب وكيل الأدوية، ولكني على ثقة بأن لا أحد من المعنيين بالأمر سمعوا عن التحذيرين، أو استوعبوا معانيهما، لأننا تاريخيا لم يكن لدينا ناطق رسمي معروف يهتم العامة بتحذيراته ويعملون بموجبها، فالمجال مفتوح حاليا للجميع. وعليه مطلوب من الوزير الخلاق، د. هلال الساير، العمل على خلق وظيفة «السيرجن جنرال»، والتي من الأفضل أن يتولاها أحد الوكيلين المعنيين أكثر بالصحة العامة، وإعطاء تصريحاته ما تستحق من أهمية من خلال نشرها بشكل واسع في المدارس والمعاهد والجامعات، وبثها تلفزيونيا بصورة متكررة في أوقات الذروة ضمن وسائل الإعلام المرئية لكي تعم الفائدة على الجميع ولا تقتصر المعرفة على بعض قراء الصحف، وأكثرنا لا يكترث أصلا!!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

خصخصة جدي 
بريمان

كان الله في عونكم، سأكتب عن الاقتصاد والتجار، ومن لا يرغب في القراءة فليصم أذنيه، وأنا أولكم. ولغير الكويتيين أقول إن البرلمان والحكومة بصدد إقرار قانون خصخصة، وهو شبيه بمعاهدة «سايكس بيكو». خذ أنت هذا، وأنت خذ ذاك. والفرق بين قانون الخصخصة الكويتي الذي صاغته اللجنة المالية في البرلمان ومعاهدة سايكس بيكو هو لون شعر المجتمعين وسحناتهم. وكان جدي لأمي، رحمه الله، محمد الوشيحي، وكنيته بريمان، قاطع طريق من الطراز الفاخر، وهو أول من طبّق قانون الخصخصة ببندقيته العصملّية، وكان يحسم خصخصته من المداولة الأولى مباشرة، فلم يكن يملك الوقت لمناقشة التعديلات. وعندما مات لم يصدق أحد معارفه: «غير صحيح، لو أنه مات ودُفن فعلاً لهرب الموتى من مقابرهم عراة، بعد أن شلّحهم أكفانهم».

والقانون يحضر ويرفض تكليف التجار صياغة قوانين تجارية، كي لا يتم تفصيلها على مقاساتهم. ولجنتنا المالية تحت سيطرة التجار، وملعون أبو القانون. على أن النائب خالد السلطان حلّق بعيداً، فاقترح أن تبيع الحكومة مشاريعها ومرافقها للتجار، وأن تدفع هي المال كي تساعد التجار في شراء سلعتها. أي والله. يعني يشترون الحكومة بفلوس الحكومة. يعني الحكومة هي التي شسمه وهي المسؤولة عن الماجلة، كما يقول المثل الصايع.

وبعض تجارنا يتعاملون مع الدولة كما يتعامل الطفل الدلوع مع أمه، لا هو يكف عن مطالبه ولا هي تكف عن تحقيق رغباته. وكنت قد تساءلت في الأزمنة السحيقة في برنامج تلفزيوني «هل الكويت دولة مؤقتة؟»، فناحت على رأسي النائحات وصاحت الصائحات، وهاتفني من تباكى على الهواء مباشرة فأبكاني. وبقراءة قانون الخصخصة الحالي ألغيت علامة الاستفهام، وخصوصاً أن جميع التسهيلات متاحة للتجار ومن دون ضرائب. وسأدفع عمري لمن يطلعني على التحويلات المالية التي يكدسها بعض التجار في الخارج، كي يتكئوا عليها إذا اهتزّت الكويت أو هوت في الجب.

ولتجارنا خصوصيتهم، ففوائد قروض البنوك في الكويت هي الأعلى أو تحت الأعلى مباشرة، وأسعار المكالمات والاتصالات والسلع هي الأفحش، وعقود المشاريع هي الأكثر كلفة والأسوأ تنفيذاً، وأسعار السيارات هي الأغلى في المنطقة، وكنت قبل سنتين أبحث عن سيارة أشتريها، أجدد بها شبابي، وأزيل بها الغبار عن وجهي، فراقت لي واحدة، فصعقني غلاء مهرها، ستة عشر ألف دينار إلا ديناراً واحداً، فأضربت عن الشراء، وارتضيت العزوبية مكرهاً، فاقترح عليّ صديق أن أبحث عن مثيلاتها في الخليج، ففعلت، وذهلت عندما علمت أن سعر شقيقتها التوأم في السعودية اثنا عشر ألفاً وثلاثمئة دينار. فاشتريتها من السعودية. وها هي تسمع صوتي.

ويحدثني مدير أحد المطاعم فيقول: «تكلفة كأس الكوبتشينو على المطعم، شاملة كل شيء من إيجار محل ورواتب ووو، هي ستة فلوس، أكرر ستة فلوس، ونبيع الكأس للزبون بسبعمئة وخمسين فلساً»، ولكم أن تحسبوا نسبة الأرباح، وأن تتذكروا عدم وجود ضرائب.

هؤلاء هم من سيحكمكم غداً، وسيتحكّم بكم، فأبشروا واستبشروا، وفتّكم بعافية.