محمد الوشيحي

العجلات خلفية والدفع أمامي


العلم بحر. راقت لي سيارة مرت أمامي في الشارع فقررت أن أشتري شقيقتها، بحيث تكون أكبر منها سناً، وأقدم منها في معترك الحياة، وبشرط أن تكون رخيصة غير بخيصة. فنهاني الأصدقاء عنها. ليش؟ لأنها تسير بنظام "الدفع الأمامي". ولأنني أسمع عن هذا النظام البائد ولا أعرفه عن قرب، سألت: "ما الفرق؟"، فأجابوا: "الدفع الرباعي يعني أن ما يدفع السيارة للتحرك هو العجلات الأربع، وهو ما يعطيها قوة أكبر، ويحافظ عليها، أما الدفع الأمامي فيعني أن ما يدفع السيارة هو العجلتان الأماميتان فقط، وتتبعهما الخلفيتان على غير هدى، فالخلفيتان مثل زوج الست"، قلت: "يعني بالمصطلح السياسي نستطيع أن نقول عن نواب الحكومة إنهم عجلات خلفية والدفع أمامي؟"، قالوا: "فتح الله عليك يا مولانا"، قلت: "لنبحث إذاً عن نظام أخو شمة، نظام الدفع الرباعي كحال سيارتي السابقة، وكما قال الفارس ابن رشيد (عيبٍ طمان الرأس عقب ارتفاعه)"، فبحثنا وأعيانا البحث، فتهكم أحد الأصدقاء: "نصحناك أن تغيّر قلمك "الجاف" بقلم "سائل" يتشكل بحسب الوعاء الموجود فيه، فتهز النخلة فتساقط عليك رطباً جنياً، فأبيت" يقصد أن أصحاب الأقلام السائلة استفادوا من بعض الشركات والتجار والسياسيين. قلت: "وجه الفقر ما يعرف الغناة"، كما في المثل.


حينها، تذكرت سيرة كليوباترا (أكثر امرأة استهلكت عطوراً على مر التاريخ) حين كانت ترش أشرعة سفنها بالعطور المعبأة في براميل كي تخفف نتانة رائحة البحر، فيتسابق الخدم والحشم لتطويقها، هذا يرفع طرف فستانها، وذاك يقبل حذاءها، وذيّاك أصبح كالمظلة ووقف بينها وبين الشمس، ووو، كل هذا للظفر بما تبقى في البراميل من عطور، ومن يظفر ببرميل يحلّق في فضاء المال والأعمال، إذ إن برميل عطر من عطورات كليوباترا يعادل بلغتنا اليوم مشروع بي أو تي.


مساء اليوم التالي توجهت بمفردي إلى مكتب سيارات آخر، فرحّب بي الموظف بشدة (هذه المرة كان كويتياً لا مصرياً كبائع الأمس) وراح يناقشني في مقالاتي، فاستبشرت خيراً، لكن الأمور التبست عليه، وظن أنني أبحث عن "ما غلا ثمنه" من السيارات، بحكم أنني كاتب، فتركته يهذي ويحدثني عن أنواع "البورش"، وتحمس فاستصحبني، على رأي نجيب محفوظ، لرؤيتها على الطبيعة، وراح يحدثني عن الفروقات بينها، فهذه "بانوراما" وهذه "سنسر" وهذه "نافيغيشن" وهذه "خنصر"، ولم يكن بينها فرق واضح، وكلها بألوان غامقة إلا واحدة كانت بيضاء من غير سوء، وتبسمت بعد أن تذكرت زيارتي لكهف "أهل الكهف" مع أبنائي، عندما توقفت بجانبنا حافلات ملأى بالسياح اليابانيين، فذهل ابني وصرخ بكل ما أوتي من تناحة: "كلهم أخوان؟"، فأشرت إلى السائق: "هذا ليس أخاهم، لو خليت خربت".


وأسهب البائع في الشرح فقاطعته بصوت مبحوح مجروح وأنا أنظر إلى سيارة أعرفها وتعرفني: "شوف لي سيارة كهذه يصل سعرها بعد تقسيطها إلى ستة آلاف دينار، حفظك الله"، فرمقني بنظرة تختلف عن نظرة الاحترام في الشكل والمضمون، فرمقته بمثلها، فرمقني فرمقته، وأنا أبو سلمان، فاستأذن بجلافة واستدعى لي العامل الآسيوي الذي جلب لي قبل قليل فنجان الشاي ليشرح لي مواصفات السيارة…


فخرجت غاضباً، وهاتفت صاحبي: "خلاص، سأكتب بالقلم السائل، وسأهاجم النائب مسلم البراك منذ الصباح الباكر، وسيكون عنوان مقالتي القادمة (غير السّوباح ما نبي)".


***


يبدو أنني سأشوي البصل الإيراني على جفون الكاتب الفضائي، وسيكون للبصل نكهة الكمّون والكاري. بالهناء والشفاء. وقد أبيع التذاكر لكل من أراد الضحك عليه في الجمعيات التعاونية.


***


الحرية لسجين الرأي خالد سند الفضالة.


حسن العيسى

ماذا لو كُتِب لك الخلود؟


أي رطانة رائعة تلك التي كتبها "جون وولش" في جريدة "إندبندنت"، وعنونها "لا تقل الموت… من يريد أن يحيا إلى الأبد"؟ يسأل الكاتب: ماذا لو توصل علم الجينات إلى أن يمد عمرَك لأكثر من مئة عام ولمئات السنين! ماذا لو أتاح لك العلم أن تؤجل موتك إلى ألف عام، كيف ستحيا كل السنوات القادمة الممتدة؟! ينقل الكاتب عن المخرج الأميركي الكبير "ودي ألن" الذي بلغ الخامسة والسبعين من العمر قوله: "لا أريد أن تخلِّدني أعمالي… وإنما لا أريد الموت"، عبارة صادقة تخلو من رياء مدَّعي الحكمة والنقاء الروحي.


تتزايد نسبة المعمِّرين الذين تتجاوز أعمارهم المئة عام بنسبة 7 في المئة كل عام، ويتضاعفون كل عشر سنوات، ولا يهم سبب الزيادة، سواء كان ذلك راجعاً إلى خفض كمية النشويات التي يستهلكونها أم لأسباب روحية، "فجين كالمنت" ماتت عام 1997 عن عمر يناهز المئة والعشرين عاماً، وبعد جيل من الآن سيُحطَّم هذا الرقم القياسي لنصل إلى مئة وخمسين عاماً… ويعود جون وولش ليسأل: هل نستطيع أن نخدع الموت إلى ما لا نهاية؟! فنحن نموت بأي واحد من ثلاثة أسباب، الكهولة أو المرض أو الحوادث… ماذا لو استطاع العلم أن يوقف الشيخوخة بالأدوية المانعة للمرض… وتجنبنا موت الحوادث؟ لو قدر للعلماء أن ينقلوا العقل من الجسد المصاب الجريح إلى جسد آخر سليم! تماماً مثلما تُنقَل المعلومات "سوفت وير" من جهاز كمبيوتر إلى آخر، ستنتقل ذكريات الماضي والوعي بالحاضر وبالتالي كل معنى لحياتك من جسدك المتهالك إلى جسد جديد… وهكذا يتم تخزين "الذاكرة" البشرية ونقلها إلى مئات وآلاف السنين، وتظل حياً خالداً بذكرياتك ووعيك.


ينقلنا وولش إلى رحلات جليفر ولكن ليس إلى بلاد الاقزام، بل إلى بلدٍ الكائنات فيه لا تموت، اسمها "سترلدبرغز"، يغبطها جليفر: يا بختكم لا تعرفون الموت… ولكنه يدرك أن تلك الكائنات الخالدة تتفجر بالحسد والثرثرة والملل، فهي تهرم وتشيخ وتسقط أسنانها، وتفقد ذاكرتها وتنسى بداية الجملة عندما تصل إلى نهايتها… فأي حياة هذه التي تحياها تلك الكائنات! هي تغبط وتحسد مَن يموت…!


ويتساءل وولش مثيراً في نفوسنا حلم العمر الطويل، يسأل عن آلاف الكتب التي سنقرأها وعن كل نقاط الأرض التي يمكن أن نزورها لو امتد بنا العمر مئات السنين… لكن هل ستريد الخلود للأبد؟ وهل ستعي معنى البهجة؟


ماذا يقصد وولش؟ برأيي، إنه لا يريد غير أن يقول لنا، إنه لا توجد بهجة دائمة… وما كنا لنعرف لحظات البهجة والفرح لولا أوقات الحزن والملل، فبضدها تتميز الأشياء… فلولا الليل ما عرفنا النهار، ولولا القبح ما أدركنا الجمال.. ومثلاً، لولا أنني لم أزُر سويسرا ولاس فيغاس لقلت ما أجمل الحياة في بلدي الكويت… إني أغرق في دنيا البهجة وأسبح على شواطئ الحبور.


احمد الصراف

متى يستقيل د. هلال؟

نشر أحد ناخبي النائب دليهي الهاجري إعلان شكر وتأييد «للمواقف المشرفة» للنائب. وتضمن الإعلان، الذي غطى نصف صفحة، أبياتا قد يصعب على البعض معرفة معاني كلماتها، ولكن يقصد بها شكر النائب:
«أبزهم الحلحيل لا صار ما صار
النادر اللي للثقيلات شيال
أبو سعد سعد القبيلة وستار
الطيب نيشانه وتحكى به أجيال
والشكر لله ثم لشبله البار
محمد اللي ترجم القول أفعال»
وهذه الأبيات لم تصغ، وتكلفة الإعلان لم تدفع، لو لم ينجح النائب الدليهي في «صراعه اللفظي» مع وزير الصحة، الدكتور هلال الساير، والبر بقسمه في إرسال ناخبته المريضة لتلقي العلاج في الخارج على حساب الدولة، والدولة هو وهو الدولة!
ولو كنت مكان الدكتور هلال، وهذا ما توقعه الكثير من محبيه منه، لما ترددت في الاستقالة من الوزارة، بعد رفض النائب الدليهي الاعتذار علنا عن الإهانة التي بدرت منه لشخص ومكانة بروفيسور طبيب ووزير يحترم نفسه ويعتز بخبرته ومكانته العلمية، وفوق ذلك رفض رئيس الوزراء الواضح الوقوف معه وتأييد موقفه من رفض معاملة النائب دليهي، والزيادة على ذلك بتعهده، أي رئيس الوزراء، إرسال المريضة للخارج لتلقي العلاج على حسابه الخاص! وهذا يذكرني بالنكتة التي تتعلق بالأب الذي وعد ابنه بسيارة جديدة إن هو اجتاز بنجاح امتحانات الثانوية، وعندما فشل الابن في ذلك وسقط في الاختبار أصابه حزن شديد لدرجة «كسرت خاطر» أمه فقررت شراء سيارة له(!!)،
عزيزي الصديق الدكتور هلال. أعلم أنك ترددت أصلا في قبول المنصب الوزاري. وأعلم أيضا أنك أصلحت في الوزارة وأنجزت ما لم يقم أي وزير صحة سابق بإنجازه. كما أعلم بمدى رضا جميع المخلصين عما قمت بإصلاحه في الوزارة، ولكن لوطنك عليك حق لا يقل عن حقك على نفسك.
فحق وطنك عليك ألاّ تدع ما حصل يمر مرور الكرام ويصبح سابقة. فإن قبلت أنت، بكل ما تمثله من عزة نفس ورفعة مقام وخبرة، في أن يحدث ما حدث فما الذي تركته لغيرك؟
كما أنك تستحق أكثر من ذلك، فلست بحاجة لمال ولا لجاه حتى تبقى تواجه طلبات هذا النائب المخالفة أو مطالب ذلك المتنفذ المتحيزة، والتي تتعارض مع قناعاتك، التي أعرف كم هي صلبة.
أنت أعلم وأدرى مني بحساسية وضعك، وبما تتعرض له من ضغوط، وما يمليه عليك ضميرك، ولكننا نطالبك بالانسحاب، وبالاستقالة، من منطلق محبتنا غير المحددة واحترامنا غير المشروط لشخصك الكريم.
ودمت صديقا.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

«فضل» من الله… أنار «الأمة»ومضى!

 

لم أشهد، طيلة العقود الأربعة من حياتي على الأقل، تشييع جنازة عالم من علماء الأمة الإسلامية يجتمع فيها الأضداد، وتتوحد فيها كل الطوائف، وترسل فيها الوفود، وتنطلق التصريحات بالمناقب والحسرات في آن واحد، من الملوك والرؤساء والسياسيين من مختلف أصقاع العالم، ومن مذاهب ومدارس وتيارات ومشارب مختلفة، كما هو الحال مع تشييع جنازة آية الله السيد محمد حسين فضل الله، قدس الله سره الشريف… في دلالة على (عالمية) عالم مسلم قل نظيره… أنار (الأمة) الإسلامية ومضى.

ولم أشعر باشتراك الكثير من المواطنين… من الطائفتين الكريمتين في الحزن على عالم كبير، كما شعرت به حال ورود نبأ وفاة (السيد)، في دلالة على أن الراحل الكبير كان محبوباً بين الشريحة الأكبر من الناس لما عرف عنه من غزارة علم واجتهاد وجهاد وانفتاح واعتدال وعمل صادق لوحدة هذه الأمة والتصدي للأفكار الفتنوية التي تشق عصا الأمة، ذلك أن السواد الأعظم من أبناء الأمة، وخصوصاً من نخبة المثقفين والمعتدلين، وجدوا في شخصية السيد قدس سره الشريف، نموذجاً فريداً للعالم العامل الإنسان الكريم المحب لكل الناس، في زمن رفعت فيه بضع عمائم رديئة وزمرة من لحى طويلة مخزية سيوف الاحتراب والاقتتال والتناحر الطائفي البغيض، ليغتالوا الحياة الجميلة والحب الإنساني والصفاء النقي بين أبناء المسلمين، بأفكارهم الهدامة المجرمة.

هو (فضل من الله) أنار الأمة ومضى، تاركاً منهجاً أصيلاً وفكراً إسلامياً حراً نبيلاً متفتحاً معطاءً، لن تضيف إلى مسيرته أو تنقص منها، إن كتبت الصحف أو لم تكتب… نقلت الفضائيات نبأ وفاته أو تشييعه أو لم تنقل… ذلك الفقيد العظيم، قدم نموذجاً للعالم الإسلامي الرباني الذي لم ترهقه النوازل والافتراءات، ولم تضعف إرادته في البناء والوحدة والدفاع عن قضايا الأمة، ولم يغفل لحظة عن القيام بدوره الإنساني، فخلال ثلاثين عاماً، تمكن الراحل الكبير من تأسيس مشاريع تشهد بعظم عطائه… ويكفي أن نشير إلى أنه أسس 9 مبرات خيرية، و19 مؤسسة تعليمية، و4 معاهد مهنية، وداراً للعجزة ومؤسسة للمعوقين علاوة على مشاريع إنشاء المساجد والحسينيات.

حين توقف موكب التشييع قليلاً في محلة «الساندريلا»، أعادت تلك اللحظات إلى الأذهان محاولة الاغتيال الشهيرة التي تعرض لها الراحل الكبير في الثامن من شهر مارس/ آذار من العام 1985 في ذات المحلة بواسطة سيارة ملغومة أفضت إلى مقتل 85 شخصاً والعديد من الجرحى على أيدي الصهاينة وعملائهم، ليواصل بعدها مشواراً من العطاء النادر في حجم منارة لا يمكن أن تعوض.

رحل السيد فضل الله عن هذه الدنيا تاركاً كنزاً من الفتاوى والآراء والمقارنات التي اتسمت بالاعتدال والشفافية والروح الوطنية، فكان – حسب وصف شيخ الأزهر أحمد محمد الطيب – العالم الثقة، العامل بكتاب الله وسنة رسوله… الراسخ في حبه لآل البيت… المنزه عن التعصب لرأي أو مذهب… المدافع عن وحدة الأمة وعن ثوابتها… الذي جمع بين الصلابة في مواجهة الأعداء وبين السماحة والدعوة إلى التآخي بين الناس جميعاً على اختلاف أديانهم وأعراقهم.

سيدي يعز على المحب أن يرثي من يحب… تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته.

سامي النصف

لقاء مع نائب الرئيس السوري

شاركنا بالأمس في الملتقى الإعلامي السوري – الكويتي الأول الذي عقد في دمشق ونظمه الإعلامي الناجح منصور العجمي وشارك به وزراء ونواب وإعلاميون من البلدين الشقيقين، كما تابع أعماله واحتفى بضيوفه سفيرنا الشاب في سورية الزميل عبدالعزيز الديحاني.

زرنا كوفد إعلامي – نيابي كويتي نائب رئيس الجمهورية السورية د.فاروق الشرع الذي أثنى على فكرة الملتقى وتمنى ديمومته، وأعاد الى الأذهان علاقته الشخصية التاريخية بصاحب السمو الأمير حفظه الله، شاكرا لسموه دوره الفاعل في تحقيق المصالحة العربية إبان القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت، كما استذكر ان سورية لم يحدث لها إشكال قط مع دولة الكويت.

ومما ذكره نائب رئيس الجمهورية السورية أن اسرائيل فقدت كثيرا بتعديها على قافلة الحرية التي حرص منظموها على استبدال حتى سكاكين المطابخ بسكاكين بلاستيكية لمنع أي مبررات للعدوان، وأضاف أن أول ما فقدته إسرائيل بتلك العملية هو دعم حلفائها التاريخيين الذين لم يجدوا مبررا لذلك الاعتداء الدموي على سفن معزولة السلاح وأن ذلك الاعتداء سيساهم في سقوط الحصار الظالم على غزة.

واستطرد د.الشرع بالقول ان سورية تقف دائما ضد الاحتلال ومع الشرعية الدولية في كل مواقفها ومن ذلك وقوفها التاريخي ضد العدوان الصدامي على الكويت عام 90، ومطالبتها الدائمة بأن تطبق إسرائيل القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 242 الذي ينص على انسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلت عام 67 ولا شيء أقل من ذلك.

وفيما يخص الجولان المحتلة والمسار السوري وما إذا كان منفصلا أو متحدا مع عملية السلام الشاملة بالمنطقة، ذكر د.الشرع ان بلده لن يمانع على الإطلاق فيما لو قررت إسرائيل وعبر المفاوضات الثنائية إرجاع الجولان المحتلة، إلا أن على إسرائيل استيعاب حقيقة أن السلام لن يحل بالمنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية يشمل عودة اللاجئين وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وإزالة المستوطنات.

رغم وفرة مشاغل نائب الرئيس السوري د.فاروق الشرع إبان غياب الرئيس د.بشار الأسد في جولته اللاتينية والأوروبية فإنه كان متباسطا وودودا للغاية مع الوفد الكويتي ورفض إنهاء اللقاء قبل الإجابة عن جميع أسئلة الوفد، كما اتسمت إجاباته بالصرامة الشديدة وعدم المجاملة، وقد أثنى خلالها على المواقف التركية مطالبا الدول الخليجية والعربية بزيادة تبادلها التجاري مع أنقرة ومذكرا بأن دعم دولنا العربية للغرب إبان أزمته المالية الأخيرة لم ينتج عنه تغيير إيجابي في سياسته بالمنطقة.

آخر محطة:

(1) ضم الوفد الكويتي الذي التقى نائب الرئيس السوري كلا من رئيس مجلس الأمة بالإنابة د.محمد الحويلة وفيصل القناعي أمين سر جمعية الصحافيين ومنصور العجمي منسق عام الملتقى ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي ود.سليمان العسكري وعبدالعزيز السريع والزملاء دهيران أباالخيل ود.نرمين الحوطي وبدر عبدالعزيز وجاسم التنيب وزيد السربل ومبارك القناعي.

(2) العزاء الحار لأمة الإسلام جمعاء بوفاة المرجع الديني الكبير السيد محمد حسين فضل الله، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه ومقلديه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

احمد الصراف

مجلس بدر الرفاعي

لا أعرف السيد بدر الرفاعي، أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، معرفة وثيقة، فلم التق. به إلا مرة واحدة في بيت صديق مشترك، وتحدثت معه مرة عن طريق الهاتف، وفي الحالتين وجدت فيه الهدوء الأقرب للصمت، ولكن من غير موقف واضح من بعض القضايا. كما تبين لي من محادثتي اليتيمة معه افتقاده للعزم في مواجهة القضايا التي تتطلب الحزم، كموقفه غير المفهوم، وهو المسؤول الأول عن المشروع الملتبس المتمثل بـ«بيت الكويت للأعمال الوطنية»! فعندما قدمت له المستندات الدالة على التلاعب في مشروع البيت، وهي المستندات نفسها التي سبق أن قدمت ما يماثلها لوكيل الإعلام السابق، ثم وزير الشؤون، السيد فيصل الحجي. كما قدمتها لوزير الإعلام السابق محمد السنعوسي، فلم أجد منه جوابا غير الاعتراف بعدم رغبته في التدخل في الموضوع لعجزه عن فعل شيء، بالرغم من اتفاقه معي في كل ما ذكرته دون تحفظ وعلمه بكامل الملابسات وبأكثر مما أعرف من مخالفات وتجاوزات. ويقال ان مسؤولا حكوميا كبيرا منح العميري قطعة أرض كبيرة لإقامة مشروعه عليها.
واليوم وبعد ثماني سنوات من تبوؤ السيد الرفاعي للأمانة العامة للمجلس الوطني، وبعد كل ما أثارته الأسئلة البرلمانية للنائبين أسيل العوضي ومسلم البراك الموجهة لوزير الإعلام عن كمّ المخالفات المرتكبة في المجلس، من علامات استفهام، وبعد استغناء المجلس الوطني عن جهود وخبرات الروائي الكبير وليد الرجيب، مدير إدارة الثقافة والفنون، والروائي طالب الرفاعي، من منصبه الإداري الرفيع، والاستغناء عن الفنان محمد المنصور، مدير إدارة المسرح، وإعفاء كل من الاساتذة صالح حمدان، مدير إدارة الموسيقى، وزهرة حسين، مستشارة مجلة «الثقافة العالمية»، وعبدالمالك التميمي، مستشار سلسلة «عالم الفكر»، وهدى الدخيل سكرتيرة تحرير «عالم المعرفة»، والمخرج الفنان عامر الزهير، مراقب السينما في المجلس، من مناصبهم أو دفعهم للاستقالة لسبب أو لآخر، وهم الذين قام المجلس والكثير من أنشطته على أكتافهم لسنوات.
ونظراً لمكانة هؤلاء وخبراتهم الطويلة، فإن الأمر يتطلب من السيد الأمين العام عقد مؤتمر صحفي يرد فيه على كل ما قيل في حقه، ليدحض ما يمكن دحضه، فالاتهامات ليست بالهينة، وهي إن صحت فإنها بحجم الكارثة في معقل يعتبر من آخر معاقل حرية الرأي والإبداع في وطن سلبته قوى التخلف كل أرديته.

أحمد الصراف

حسن العيسى

هل ظلمنا رباب؟

ما حكاية الفنانة العراقية رباب؟! وكيف "حاسبها الوقت" ورحلت عن الدنيا مظلومةً بحرمانها دخول وطنها الكويت، الذي عاشت وتربَّت فيه وغنَّت من أجله، فعوقِبت بجريرة جنسيتها العراقية، وماتت بحلم لم يتحقق، هو أن تعود إلى وطن أحلامها!

ما حقيقة "فزّورة" رباب؟ هل كانت مظلومة حقاً أم أنها "تبلَّت" على دولة وزارة الداخلية؟!

نشرت جريدة "الراي" تحقيقاً صحافياً أمس، للزميلين ليلى أحمد وصالح الدويخ، وكان تحقيقاً مُحزِناً عن مأساة البيروقراطية واستبداد سلطة الموظف العام في حقوق الإنسان، متى "زركت" النياشين والنجوم كتفَيه كضابط أمن، فكلامه دائماً يمثِّل الحقيقة كما يُمليها خطاب السلطة، وهي سلطة الأمن والضبط والربط.

في تحقيق "الراي"، يؤكد شهود الفن مثل سليمان الملا وأنور عبدالله والشاعر عبداللطيف البناي، براءة رباب من تهمة التعاون مع الاحتلال، كما أن أحاديث رباب إلى الصحافة قطعت بأنها لم تكُن في الكويت قبل الغزو الصدامي، بل كانت في تونس ضمن مهرجان فني، وحدث الغزو ومرضت بالقلب وعولجت في أميركا على نفقة الأمير السعودي خالد بن فهد، ثم بعدها لم يُسمَح لها بالعودة إلى الكويت، وبقيت في دولة الإمارات، تغني باللحن والصوت الكويتيين… ورُفِضت كل محاولاتها للدخول إلى وطنها الكويتي، وتمنَّت في يوم ليس بعيداً، أن تقف على المسرح في الكويت في ذكرى تكريم المرحوم راشد الخضر، ورُفِض طلبها بدخول الدولة.

كان الرسميون يقولون مرةً إنها "متعاونة" مع الاحتلال الصدَّامي، أو إنها غنَّت له، ومرَّات لا يقولون شيئاً… فهم "أبخص"! وما الدليل وما الإثبات؟ لا شيء غير هواجس الريبة من كل ما يرمز إلى العراق.

في بداية الثمانينيات، حدث أن زارني في المنزل راشد الخضر، وطلب منّا (أنا وناصر أشكناني وسعود الديين والمرحوم نصرالله نصرالله)، أن نسمع لحنه الجديد "حاسب الوقت ولا تحاسبني أنا"، وأخبرنا أن مطربة جديدة يصعد نجمها عالياً اسمها رباب ستُغنّيه، غنّت رباب "حاسب الوقت" ونجحت الأغنية بمعانيها الجميلة، لم نعرف عن رباب غير أنها مطربة كويتية سمراء.

مضت الأيام والسنون… مات راشد، وماتت رباب قبل أيام… حاسبهما الوقت… كما يحاسب كل نفس منّا بالفناء… لكن من سيحاسب مَنْ ظلَمَ رباب وغير رباب؟

احمد الصراف

أسلمة أوروبا

يسمي البعض أوروبا بالقارة العجوز، ولكنها أم الحضارة الحديثة ومركز ثقافة العالم وضميره اليقظ. وعندما تقوم أوروبا، والغربية بالذات، بدورها الإنساني الذي طالما اشتهرت به في محاربة التخلف ووضع حد له، بعد أن فتحت ذراعيها على مدى عقود عدة للبؤساء والمكلومين والمطاردين من أنظمة بلادهم، والمشردين تعسفاً من أوطانهم ومن السياسيين السابقين اليائسين أو المعارضين، عندما تقوم بالدفاع عن هويتها وديموقراطية مجتمعاتها وحرية أفراده، فليس من حقنا الاعتراض، فهي لا تقوم بغير حماية نفسها من هجمة «الفكر الإسلامي» الذي يحاول أن يغير من طبيعة حياتهم وأسلوب معيشتهم، والطعن في صميم عقائدهم الدينية!
يحتاج الأمر منا للحيادية والتجرد الكامل لنفهم سبب غضب ورد فعل الأوروبي السياسي والمواطن العادي لما تتعرض له قارتهم من هجمة «بشرية وثقافية» إسلامية لا يستطيعون لها، بالوسائل الديموقراطية والعادية ردا. وهذا يتطلب منا أن نضع أنفسنا مكانهم، فخلال جيل أو جيلين بالكثير سيفتقد العالم، ونحن أولهم، أوروبا، التي ستتحول الى شيء آخر مع كل هذه الهجرة والتكاثر الإسلامي الطاغي الذي يجتاحها ويريد تحويلها الى بحر إسلامي، ومن حق الأوروبي بالتالي أن يقلق، وأن يشعر بالرعب من التأثير السلبي الذي أحدثته الأقليات، وبالذات المسلمة، في طريقة معيشته، كما نقلق نحن هنا من التأثير السلبي للجاليات الآسيوية في طريقة معيشتنا، مع الفارق الكبير جدا بين الطرفين.
فــ«الغيتوهات» الإسلامية بدأت تتكاثر حول العواصم الأوروبية، وأصبحت التجمعات الإسلامية تحتل أكثر من ربع المدن الأوروبية التاريخية مثل أمستردام ومرسيليا ومالمو وغيرها، كما أصبح الحجاب منظرا طبيعيا والنقاب يزداد عدد مرتدياته يوما بعد يوم، والمساجد تنمو كالفطر في كل زاوية، ويزيد عدد مرتاديها بكثير عن مرتادي الكنائس، كما أن تجمعات العاطلين عن العمل في المناطق الإسلامية في نمو مستمر، ولا يساهم غالبيتهم بشيء في الاقتصاد تقريبا غير العيش عالة على المساعدات الاجتماعية، كما بلغ عدد المسلمين في أوروبا 45 مليونا، وهو رقم لا يعني الكثير لو كان هؤلاء ينوون الاندماج والعيش مع المحيط الأكبر، ولكن الأمر ليس كذلك، فغالبيتهم يدينون بالولاء للإسلام السياسي أكثر من وطنهم الجديد. كما بينت الاستقصاءات أن نسبة كبيرة لا تعارض عمليات القتل الجماعية أو الهجمات الانتحارية، كما تنتشر بينهم جرائم الشرف وظلم المرأة ومعاملتها بطريقة لا تختلف عما كانت تعامل به في وطنها الأصلي، ولا تستطيع السلطات فعل شيء حيال ما تتعرض له مع تزايد إقرارها بحق المسلمين في تطبيق قوانين الشريعة، ومن المرعب أن نرى أن من لجأ الى أوروبا هربا من وطنه بسبب الدكتاتورية السياسية أو الدينية أو العسكرية يود الآن تحويل أوروبا الى شيء يماثل ما سبق له ان هرب منه!
لا نكتب هذا ضد أحد بعينه، ولكن لكي نبدي احتجاجنا على كل هذا «الاستذباح» في الدفاع عن حق المسلمين في العيش في أوروبا بالطريقة التي تناسب معتقداتهم، ونرفض في الوقت نفسه السماح لأي أقلية لدينا، ومنهم الأوروبي، أن يقوم بمجرد التنفس بغير الطريقة التي نختارها له. كما نكتب لنحذر من أن المواطن المسلم الملتزم والفخور بأوروبيته هو الذي سيدفع في نهاية الأمر ثمن تطرف غيره، فالرعاع لن يهمهم ان أعيدوا الى الدول التي سبق أن قدم أهلهم منها، فهم رعاع أولا وأخيرا!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

طبخة لسمو الرئيس


«المقادير: سمكتان زبيدي أو أي نوع آخر، 3 أكواب رز، بصلتين كبيرتين، سمن، ملعقة متوسطة لومي أسود ناعم، ملح، بهار، كركم، دارسين، مسمار، هيل ناعم. حشو السمك: بصلة أخرى مفرية ناعما، لومي أسود ملح وبهار وكركم. الطريقة: 1 – ينظف السمك جيدا ويفتح بطنه وينظف ويرش بالملح ويترك جانبا. 2 – ينقّى الرز ويغسل وينقّع. 3 – يخلط الحشو البصل واللحم المفروم واللومي والملح والبهار والكركم. 4 – يغسل السمك ويحشى بهذا الخليط ويربط حتى يحتفظ بالحشو أثناء السلق. 5 – يسلق في ماء مضافا إليه أعواد الدارسين والمسمار وحبات الهيل، وكذلك بعض الملح والبهار والكركم. 6 – يرفع السمك من ماء السلق بعد نضجه ويترك في مصفاة حتى يبرد تماما. 7 – يعمل الحشو بالقدر المراد الطبخ فيه بالطريقة الآتية: أ‌- تحمّر البصلة بدون سمن ومع رش قليل جدا من الماء كلما اصفّر لونها وبدأت تلتصق في قاع القدر. ب‌- بعد أن تحمّر يضاف لها الملح والبهار واللومي ثم ملعقة السمن. ج‌- يقلب الحشو لدقائق ثم يرفع في إناء آخر. ويلقى الرز المصفّى في مكانه. 8 – يحمّر الرز بالسمن ويقلب لمدة خمس دقائق تقريبا. 9 – يضاف إليه ماء السمك الحار بصور تغطيه ويترك على نار هادئة حتى ينضج تماما. 10 – يرش السمك المسلوق بقليل من البهار والدقيق (حتى يحفظ الجلد أثناء القلي). 11 – يقلى في السمن الحار. 12 – بعد أن يشرب الرز ماءه تماما يوضع السمك والحشو على الوجه ويغطى ويترك للتسكير مدة لا تقل عن ساعة. 13 – يسكب في الصحون ويغطى الوجه بالحشو ويوضع السمك في المنتصف». تلك هي طريقة طهو مطبّق السمك كما ورد في كتاب السيدة الفاضلة فاطمة حسين «أكلات كويتية»، وهكذا نضمن ألا يقوم محامي سمو الرئيس برفع القضايا بسبب آرائنا وكتاباتنا، وعاشت الكويت وشعبها حرّا أبيّا. خارج نطاق التغطية: نائب يشتم وزيرا اختاره سمو الرئيس ويقول له «لابوك لابو اللي لبسك البدلة»، ولم يدن مجلس الوزراء ذلك إلى اليوم ولم يرفع أحد قضية بعد. لا تعليق. 

سامي النصف

يوم في مجمع الوزارات

اشتهر عن الاخوة ماركس تمثيلهم في الثلاثينيات سلسلة أفلام كوميدية فاقعة اللون سميت بسلسلة (يوم في …) أي يوم في الأوبرا ويوم في السيرك ويوم في حلبة السباق ويوم في كازابلانكا.. إلخ، ظننت أن تلك السلسلة الفكاهية قد انتهت، حتى أمضيت قبل أيام أياما في مجمع الوزارات ظننت خلالها أن روح الاخوة ماركس قد عادت لتنشر الكوميديا السوداء في أروقة ذلك المجمع الذي هو كالقدر المحتوم لابد أن يزوره ذات يوم كل مواطن ومقيم.

اقترحنا قبل سنوات ونقترح مرة أخرى البدء في إنشاء إما مجمعات وزارات مصغرة في كل محافظة (توسعة وتعميم فكرة الحكومة مول) أو خلق مجمع وزارات جديد أكبر وأضخم من القائم يبنى في منطقة جنوب السرة أو جنوب الدائري السادس، ولهذا المقترح فوائد عدة منها تخفيف الازدحام المروري، حيث ستنقسم الحركة المرورية في الصباح ليتجه العاملون في القطاع العام الى خارج العاصمة والقطاع الخاص الى داخلها والعكس صحيح عند الظهيرة.

ويجب أن يبنى بالقرب من المجمع المقترح مجمع صغير للتأهيل والتدريب على الكمبيوتر وعلوم الإدارة الحديثة يرسل إليه الموظفون الجدد وحتى القدامى بين حين وآخر لتطوير العمل الاداري الحكومي فلا يمكن تصور قدوم مستثمرين ومطورين الى كويت المركز المالي في ضوء الترهل الشديد بالعمل الإداري الحكومي وسيادة مقولة «راجعنا بعد شهر» في حين تنتهي مثل تلك المعاملات لدى الجيران في دقائق قليلة.

ومن الضرورة بمكان إنشاء عدة مواقف سيارات متعددة الأدوار في المناطق المحيطة بالمجمع الجديد، فقلة المواقف القائمة تجعل من زيارة مجمع الوزارات الحالي ـ أو حتى العمل فيه ـ مشكلة ضخمة، وقد يقترح البعض في هذا السياق بناء فندق ملاصق للمجمع ينام فيه المراجعون لأيام وأسابيع حتى انتهاء مراجعتهم أو حتى الموظفون عندما يغلبهم النعاس.

إن المنبع الرئيسي للتشاؤم والتذمر الدائم والشعور المعادي للحكومة أحيانا هو ما يجري في الوزارات والمؤسسات الحكومية، فإن أردنا تصحيح وتقويم ذلك الشعور التشاؤمي العام الذي تتهم به عادة الصحافة رغم أنها لا تخلق واقعا بل تعكس ما هو موجود، فعلينا أن نرتقي بالأداء العام للدولة كي ندعم ونعزز روح التفاؤل. والحديث ذو شجون.

آخر محطة:

1 ـ نرجو أن يقوم الوزراء والوكلاء بتخصيص نصف ساعة لا أكثر لزيارة الطوابق السفلى من وزاراتهم لتكوين رؤية حقيقية وواقعية لما يحدث يوميا لعشرات آلاف المراجعين ممن يتعرضون للخطأ والكسل والإهمال ولا نقول الإذلال دون وجود إدارات حقيقية تتعامل مع شكاواهم.

2 ـ يمكن كذلك بناء تمثال رمزي ضخم يعكس حقيقة المرحلة ويمثل نائبا يلبس البشت ويجر خلفه عشرين مواطنا لتخليص معاملاتهم، ويتم التعهد بهدم ذلك التمثال عند البدء الحقيقي بمشروع الحكومة الإلكترونية الذي أصبح كبيض الصعو الذي يسمع به الجميع.. ولا يراه أحد.