سامي النصف

ياسر.. أتاك الرد فهل تتوقف؟!

ظهر الزميل في الإعلام والسياسة، وليس في قضايا الفقه والدين، ياسر الحبيب ضمن لقاء على اليوتيوب استغرق ساعة طالب فيه بالرد بالأدلة والعقل والمنطق على ما قاله بحق أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ومما ذكره ان الطعن بها ليس طعنا بعرض الرسول صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بزوجتي النبيين نوح ولوط عليهما السلام، وان مسمى «حميراء» شتم لها من زوجها كونها سمراء كحال قبيلتها بني تيم ولو كانت بيضاء ـ حسب قوله ـ لوجب تسميتها بالزهراء كحال السيدة فاطمة رضي الله عنها كون العرب يسمون الأبيض: أزهر.

وإليك الرد كما طلبت من إعلامي إلى إعلامي، وأوله الآية الكريمة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)، ولا اجتهاد في وجود النص، فلو كان رسول الأمة رأى على السيدة عائشة ما تدعيه لطلقها، وقد سبق له أن طلق إحدى زوجاته طلقة رجعية بسبب إفشائها السر، والطلاق ليس ممنوعا على الرسل (يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) الآية الكريمة، وواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي في بيت السيدة عائشة وفي يومها وبين سَحْرِها ونَحْرها.

وقد أكرمها الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه بعد موقعة «الجمل»، ولو كانت قاتلة الرسول (!) كما يدعي ياسر لوجب على الإمام تطبيق الحد عليها، وقد أتى في الأثر انه أرسل القعقاع بن عمرو ليضرب عنق اثنين من أهل العراق تعرضا للسيدة عائشة وقدحا بها كما يفعل ياسر، فهل نصدق الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم والإمام عليا أم نصدق خريج العلوم السياسية القابع في لندن؟!

أما مقولة ان قذف السيدة عائشة ليس قدحا بعرض النبي صلى الله عليه وسلم أو عرض أشقائها وكانوا من أنصار وشيعة الإمام علي، فواضح في كل الأزمان والعصور ان الطعن بالزوجة هو طعن بالزوج والأشقاء، وهي القاعدة المطبقة بالأمس واليوم والغد على مليارات البشر ومئات الأنبياء والرسل، أما زوجتا النبيين نوح ولوط عليهما السلام فهما ـ إن سلّمنا جدلا بما قاله ـ «الاستثناء» الذي لا تبنى عليه قاعدة، فالقرآن الكريم الذي أدان الزوجتين هو ذاته الذي برأ السيدة عائشة من أكاذيب المنافق عبدالله بن أبي في الآية (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم..) فهل نصدق القرآن أم القول المرسل لياسر؟!

إن المحذور الأكبر من القبول باستشهاد ياسر بالآيات القرآنية المختصة بزوجتي نوح ولوط عليهما السلام للطعن بالسيدة عائشة رضي الله عنها، هو ان يستخدم أي زنديق وكافر الآيات القرآنية التي نزلت في عم الرسول أبي لهب للطعن في الأطهار الأبرار الأنقياء الأتقياء من أهل بيته الكرام.

على أن المفسرين فسروا الخيانة الواردة في زوجتي نوح ولوط عليهما السلام بأنها خيانة العقيدة أي انهما كانتا كافرتين، وليست كما ادعى ياسر!

واللون الأسمر السائد على قبيلة بني تيم ـ إن صدق ياسر ـ ليس حجة ضد بياض وحمرة السيدة عائشة ومن ثم تسميتها بـ «الحميراء» مدحا لا قدحا، فجميع القبائل قديما وحديثا تتعدد ألوان بشرة أفرادها ولا يتم إخراج أحد من نسبها بسبب ذلك التعدد اللوني، كما ان تسمية السيدة فاطمة بالزهراء قد تمت لأسباب عديدة كما ورد في أحاديث الشيعة والسنة وليس بالضرورة بسبب بشرتها البيضاء المعروفة، فقد روي عن الإمام جعفر الصادق انها سميت بالزهراء كونها إذا قامت من محرابها يزهو نورها لأهل السماء والأرض، كما قيل انها سميت بذلك كونها لا تحيض وإذا ولدت طهرت للصلاة وتلك أمور اختصت بها السيدة فاطمة ولم تنسب للسيدة عائشة حتى تسمى بالزهراء، إضافة الى انه ليس من المنطق ان يسمي رسول الأمة صلى الله عليه وسلم زوجته بكنية ابنته.

آخر محطة:

(1) يدعي ياسر الحبيب انه لا يكفّر أهل السنة ومنهم حكام بلده وجيرانه وزملاء دراسته، إلا ان فتاواه وردود أسئلته على موقعه تثبت انه وسّع من تعريف «الناصبي» الكافر حتى شمل جميع أهل السنة فكفّرهم جميعاً.

(2) هل من الوطنية في شيء ما قاله ياسر من دعوة لإنشاء دولة في البحرين تضم لها الكويت؟! وما الفرق بين هذه الدعوة ودعوة احد الدكاترة قبل اسابيع قليلة التي تتنبأ باختفاء الكويت؟!

(3) يدعي ياسر ان السيدة عائشة رضي الله عنها معلقة يحرق جلدها بالنار هذه الأيام، فهل وصلت إليه تلك المعلومة عن طريق ملاك مرسل من الآخرة أم عبر شيطان من شياطين الأرض مليئة يداه بالذهب والفضة لخلق فتنة لن تتوقف حتى تسيل الدماء أنهارا بين المسلمين؟!

(4) لا أكتب عادة في الأمور الدينية لحساسيتها الشديدة، إلا انني رددت ذات مرة على من قدح بالسيد السيستاني، وأرى ان الرد واجب كذلك على من يطعن بعرض النبي صلى الله عليه وسلم وبأمهات المؤمنين.

(5) لقد توقف القس الأميركي عن دعوته لحرق القرآن التي وحّدت المسلمين خوفا على دماء المسيحيين، فهل توقف يا ياسر دعاواك التي تفرق المسلمين وتستبيح دماءهم؟! نرجو ذلك.

سعيد محمد سعيد

وفيات ليلة العيد… نعوذ بالله!

 

حالات الوفاة التي تابعها الآلاف من المواطنين البحرينيين والمقيمين ولربما ملايين الناس من الخليجيين والعرب ليلة العيد، جعلتني شخصياً أربط بين ما حدث من قصص موت مؤلمة في تلك الليلة، وبين ما نعيشه في بلادنا في هذه المرحلة الحساسة، لكن على أي حال، ترسخت القناعات لدي كما هي لدى الكثيرين، بأن الخاتمة لأي أزمة أو معاناة أو ظرف صعب لا يمكن أن تكون (الموت والقضاء المبرم) فقط! عدا ذلك، لا نهاية أخرى (مفرحة) مهما كانت أفق الحل.

أعتقد أن الكثيرين منكم استغربوا الإشارة الى وفيات ليلة العيد، جعله الله عيداً سعيداً على الجميع في هذا الوطن قيادةً وحكومةً وشعباً، من نتفق معهم ومن نختلف… من يحبوننا ومن يكرهوننا، لكن الوفيات – حفظكم الله وأطال أعماركم – هي تلك التي اختتمت بها معظم المسلسلات الدرامية الخليجية الرمضانية… معظم الأبطال ماتوا! وعلى الرغم من أن كتاب القصص والسيناريوهات لتلك المسلسلات من ألمع الكتاب الخليجيين، وأبدعوا أيما إبداع هذا العام وفي الأعوام السابقة، لكن لا أدري كيف تواردت الأفكار لأن تنتهي مسلسلات زوارة خميس وشر النفوس في جزئه الثالث وليلة عيد وكريموه وخيوط ملونة كلها بموت الأبطال… اللهم يا كافي الشر يا دافع البلاء! نعم، عالجت تلك المسلسلات قضايا اجتماعية مهمة، بكل تفاصيل المعاناة والمأساة، لكن حرام عليكم يا جماعة تحزنون الناس في ليلة العيد.

على أية حال، وليسمح لي القارئ الكريم أن أنتقل من تلك الصورة إلى إسقاط على وضعنا في بلادنا اليوم، فعلى الرغم من أن الوضع في غاية الحساسية ويتطلب ما يتطلب من حكمة وضبط للنفس وتعقل في الطرح والمعالجة وتقارب لصياغة الحلول بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات ومختلف الفئات الفاعلة من مسئولين وعلماء دين ومثقفين وصحافة وإعلام، لكن من غير المعقول أن تظهر إلى السطح دعوات مبطنة حيناً وظاهرة حيناً آخر لاقتلاع ما حققته البلاد على مدى السنوات العشر الماضية من تحول ملحوظ – وإن بنسب متفاوتة يراها الناس كل حسب وجهة نظره – في الحراك السياسي والاجتماعي وتدرج في الممارسة الديموقراطية، حتى وكأن البعض يتمنى أن تزداد الأوضاع سوءاً ويتوقف مسار التحول الديموقراطي ودولة القانون والمؤسسات، و(قتل) كل مبادرة أو توجه لإصلاح الأوضاع والحفاظ على اللحمة الوطنية والتواصل بين السلطة والناس.

وسواء اختلفنا أو اتفقنا في التفاصيل، فإن من حق الدولة أن تحافظ على الأمن والاستقرار وصيانة السلم الاجتماعي فللدولة هيبة يجب أن تصان، ومن حق كل من تورط في أي ممارسة مخالفة للنظم والقوانين أن يدافع عن نفسه أمام القضاء، نعم، ونقول أيضاً إن من حق كل مواطن يشعر بأن حقوقه انتهكت وتعرض للقمع والتعذيب والتجاوزات أياً كان شكلها أن يطالب بحقه بالأسلوب القانوني السلمي، ومن حق مؤسسات المجتمع المدني أن تنتقد أي إجراءات غير قانونية ومن حق الناشطين الحقوقيين أن يقوموا بعملهم على أكمل وجه مهما كانت المصاعب، لكن ليس من حق أحد أن يحرق ويدمر ويخرب ويشتم ويلعن ويفرض على الكل منهجه العنيف من جهة، وليس من حق أي أحد أن يضع طائفة أو شريحة أو مؤسسات في قفص الاتهام المطلق من جهة أخرى، ولا يحق لأي طرف أن يشكك في مبادرات علماء أو إعلاميين أو شخصيات لحلحلة الوضع، أو يسخر من مواطنين رفعوا شعار: «نحن أهل سلم»، أو يتمنى أن تزال شريحة بكاملها من المجتمع…

صوت الحكمة يجب أن يكون مسموعاً ومحترماً من جانب الدولة ومن جانب منظمات المجتمع المدني التي تمثل حلقة الوصل مع الدولة، ولا يجب أن ننسى بأننا نعيش في مجتمع متعدد، فإذا كان هناك فئة تؤمن بالعنف وبالتخريب وبالإضرار بالدولة والوطن تحت شعار «الحق»، فهناك فئة أو ربما فئات لا تقبل بهذا المنهج وترفض أن يفرض عليها الآخرون ما يجب عليها أن تعمله وترى في ذلك الأسلوب خراباً للبلاد والعباد.

هذه الأوضاع ستزول بعون الله، لكن حري بالجميع أن يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن يكون خطابه وفعاله وصوته نابعاً من مسئولية وطنية، وكلنا ثقة في أن قيادة البلاد الرشيدة، هي أول من يضع مصلحة الوطن على رأس الأولويات

سامي النصف

مشروع ياسر سياسي لا ديني

نكرر ان الدول كالبحيرات، فهناك من هي اشبه ببحيرة ماء بارد لا يهم كم عود ثقاب يلقى فيها حيث انها مجتمعات ترسخ بها السلم والأمن الاجتماعي فهي غير قابلة للاشتعال والانفجار مهما حدث، وهناك بالمقابل مجتمعات ناشئة في طور التكوين اشبه بالبحيرات النفطية التي يكفي عود ثقاب يتمثل بحادثة شتم او تكفير او حتى حادث سير بين اثنين مختلفي الانتماءات لتفجير الوضع فيها.

واضح ان الدعاوى التي قال بها ياسر حبيب ومثلها دعاوى التكفير التي لا تصيب الشيعة وحدهم بل ترسل على اطلاقها من قبل المتطرفين تجاه شركاء الاوطان من ليبراليين ومستقلين وقوميين ويساريين وتنويريين وعلمانيين وصوفيين الممتد تواجدهم من المغرب حتى اندونيسيا، يمكن لها ان تحيل مجتمعاتنا الاسلامية الآمنة الى مجتمعات ملتهبة يضرب بها المسلمون اعناق بعضهم البعض ولسنا في الكويت اكثر ذكاء وحنكة من مجتمعات اخرى تفشى فيها قتال الاخوة وابناء الوطن الواحد، كما حدث في لبنان وفلسطين والعراق ..الخ.

ان مشروع خريج العلوم السياسية لا الحوزة الدينية ياسر حبيب كما اوضح ذلك زميل دراسته وعمله داهم القحطاني هو مشروع سياسي لا ديني يهدف ويسعى من خلاله لهدم اركان الدين الاسلامي عبر الطعن في ثوابته المتفق عليها بين سنته وشيعته وتحريض بعضهم على بعضهم الآخر تحت رايات باطل يراد بها باطل او كلمات حق يراد بها باطل كما حذر من ذلك سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.

ان التطرف بالرد والتعميم والحدة هو تماما ما يخدم مشروع «الفتنة الكبرى» الجديد، وبالمقابل فان ما اتى من قبل العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله، واتباعه ومقلديه وائمة المذهب الشيعي في الكويت ونوابه وكتابه ومفكريه هو الماء البارد الذي سيطفئ تلك الفتنة التي يسعد بها المتطرفون من كل الاتجاهات ممن لن يرضوا ولن يرضى من يقف خلفهم حتى يتحول امننا الى خوف وودنا الى كراهية وعمارنا الى رماد تذروه الرياح.

آخر محطة:

1 – لا علم لدي بما سينتهي اليه مقترح اسقاط جنسية ياسر حبيب وان كانت لدي قناعة بانه لن يرتدع، فما خلق مشروعه ليتوقف عند تلك الجزئية الصغيرة وسنسمع كل عام تكرارا لمثل تلك الشتائم والاقاويل التي تقصد خلق الفتنة بين المسلمين وسنراها قريبا على فضائية تابعة له لا يمكن حجبها فالمال يجري بين يديه لخدمة مشروعه كالانهار والشلالات.

2 – يروى عن الامام جعفر الصادق قوله «معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا واحفظوا ألسنتكم وكفوا عن الفضول وقبح القول»، ونقول بمثل هذا القول لاهل السنة: كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، وارفضوا وأبطلوا قول من كل يقدح ويشتم في عقائد الآخرين.

3 – نحمد الله على وقف فتنة كبرى اخرى هي حرق المصاحف، تهدف الى اشعال النار بين المسلمين كافة والمسيحيين كافة وعلينا ان نتذكر في هذا السياق ان ذلك القس قام بمشروعه ردا على تشدد البعض منا ورغبتهم في اقامة مركز اسلامي يطل على مبنى التجارة العالمي رغم عدم وجود مسلمين في تلك المنطقة وارض الله واسعة.

 

محمد الوشيحي

سحقاً لأم بندر

عيدكم مبارك…

أحياناً أحسد «العجايز» (أقصد النساء الطاعنات في السن)، فالواحدة منهن اشترت دماغها وحفرت لها بئراً أسمتها «عين الحسود»، وألقت فيها كل ما يسوؤها… ليش الكويت تتراجع وتتقهقر يا جدة؟ عين يا ولدي… خلاص، العين هي السبب، لا علاقة للفساد بالموضوع ولا للمسؤولين غير الأكفاء الذين عُيِّنوا بالترضية والمحاصصة، ولا حاجة إلى تقارير ديوان محاسبة ولا لجان تحقيق ولا ولا ولا، عين وخلاص، وكل واحد يروح بيتهم.

وفشل الدول مثل تساقط شعر منيرة… سببه العين. طيب لماذا لا تراجع منيرة طبيباً متخصصاً، فقد يكون الخلل في بصيلات شعرها؟ لا، هي ستراجع «المطوّع» ليقرأ عليها ويزوّدها بـ»ماء مقري عليه، وزيت مقري عليه»، ويجب ألا تخرج منيرة أمام النساء ذوات الأعين الحارة.

وقبل سنوات، كانت الطائرة في الجو، تحلق بنا إلى أوروبا، عندما لفت نظري، أو لفت سمعي، صوت شخير لم تسمع أذني مثله من قبل، شخير يجمع بين حرفي «الغين والباء»، غبغبغبغب، مصدره امرأة كبيرة في السن تجلس إلى جوار شاب يفصلني عنهما الممر، واضح أنها والدته، فالتفتَ إليّ وتبسّم بخجل: «آسف، شخير الوالدة أزعجك؟»، فتبسّمت له: «عادي، لكن كان الله في عون ركّاب الطائرة اللي تطير جنبنا»، وعلت ضحكاتنا، وعلا شخيرها، فالتفتّ إليه مداعباً: «يبدو أن الوالدة تستعيد أيام الحرب العالمية الثانية، وتشارك في دك معاقل الحلفاء بالقنابل اليدوية»، وواصلنا الضحك، وبدأنا مسرحيتنا، لكن هجومها بالقنابل كان أعلى من صوت ضحكاتنا، وما هي إلا دقيقة، وإذا صوت شخيرها يتضاعف بطريقة مرعبة، لكن هذه المرة مع فواصل «غب غب غب غب»، فشرحت له الأمر: «والدتك حفظها الله، بعد أن أنهت الهجوم التمهيدي بالقنابل اليدوية، دخلت الآن مرحلة الهجوم بالدفعات الذي تعقبه مرحلة الحسم والهجوم البري الشامل»، ورحت أشرح له تطورات المعركة بحسب معلوماتي العسكرية الضئيلة، وطمأنته بأن العدو سيستسلم قريباً…

وشرح لي ابنها القصة: «والدتي لم تنم إلا ساعات معدودة طوال الأيام التي سبقت السفر، لشدة هلعها ورعبها من الطيران، وهذا هو سبب إرهاقها وشخيرها المرعب، وهي مصابة بأمراض عدة، وترفض العلاج في المستشفيات، وتصر على العلاج عند مطوع، وبسببها تركتُ كل شيء وتفرغت للتنقل بها من مطوّع في الكويت، إلى آخر في «الخفجي» إلى ثالث في الأردن، إلى رابع في عُمان، وكل رحلاتنا بالسيارة، إذ ترفض السفر بالطائرة رفضاً قاطعاً…».

ويكمل: «المشكلة هي أنني بعد سنين من اللأي والتعب استطعت إقناعها بالسفر للعلاج في المستشفيات المتطورة، لكنها اشترطت أن تحمل معها أكياس البلاستيك التي تحوي (الماي والزيت المقري عليهم)، فرفض موظفو حماية الطيران ذلك، وصادروا الأكياس لخطورة السوائل على الطيران كما تعرف، فغضبت الوالدة وكادت تتراجع عن فكرة السفر، فطمأنتها بأنها ستتسلم أكياسها بعد الوصول… الله يستر».

أعطيته اسمي واسم الفندق وتوادعنا، وبعد أيام تلقيت اتصالاً منه والتقينا في مقهى، فسألته: «بشرني عن أخبار قائدة الفيلق»، فقال وهو ينتزع كلماته انتزاعاً من بين ضحكاته: «تخيّل، سألتها: يمّه ما رأيك بهذا البلد المنظم وحكومته التي وفرت للشعب هذه الحدائق والمتنزهات وأفضل المستشفيات ووو؟ فأجابتني: ما مرّت عليهم أم بندر»! ويضيف: قالت ذلك ثم توجهت بالدعاء إلى الله أن يحميهم من عينها.

سحقاً لأم بندر ولعينها التي لعبت في حسبة الكويت…

حسن العيسى

ممثلو الأمة أنتم أم شوكها؟

نتمنى منكم ونرجوكم أن تكونوا ممثلي الأمة لا شوكاً في خاصرتها! أسألكم: هل انتهت قضايا الدولة وهل عفت الذاكرة عن "بلاوي" الوطن بداية من اختناقات المرور ومآسيه الى تهديد وجودنا بضرب المفاعلات النووية الإيرانية من إسرائيل حين يفتح لها الراعي الأميركي الضوء الأخضر كي ننسى كل بلاء وكل مصيبة وتصبح قضية نواب الأمة "موجزة في ماذا كتب بالويب سايت ياسر حبيب أو غيره من اللاهثين وراء أسباب الفتن بدول مفتتة بعقلية القبليات الطائفية والدينية والماضي الذي يحكم الحاضر؟ هل اختزلت قضيتنا في خروج ياسر عن أصول العقيدة حين طعن في المقدس التاريخي…؟ هل أفلستم اليوم يا نواب الأمة أم أنكم مفلسون وعياً بهموم الوطن وقضاياه الكبرى؟ ما حاجتنا إلى ذلك الاصطفاف الديني، وذلك الحشر المذهبي حتى يقف بعض النواب الذين يمثلون الضمير "الشيعي" كي يصدروا أحكام الإدانة المسبقة على ياسر الحبيب، ومن يكون ياسر حبيب سوى أنه أصولي جعفري نسي ذاته وأخذ ينبش في كتب التاريخ المذهبي ليدين وقائع وحكايات عفا عليها الزمن؟ ليقل ياسر الحبيب من مكانه خارج حدود الدولة ونطاق قانون الجزاء ما يريد، فهذا شأنه ورأيه وليحاسب عليه وفق أحكام القانون النافذ وليس ذلك من شأن نواب الأمة حين يلبسون رداء قضاة محاكم التفتيش في القرن الواحد والعشرين، ولا يصح لهؤلاء النواب أن يجدوا في خرافات ياسر مناسبة لإدانة وزير الداخلية أو ترهيب وزير الإعلام بقانون المرئي والمسموع، فليس هذا القانون في النهاية غير مسمار آخر دق في نعش حرية الضمير.
همنا ليس ياسر حبيب ولا من هم على شاكلته من النابشين في أضابير التاريخ وصفحات "الفتنة الكبرى"، همنا الكبير هو وحدتنا الوطنية التي حرص عليها سمو الأمير في خطابه قبل أيام بسيطة وحذر من مغبة التلاعب بها… التطرف الديني أو المذهبي لا يجوز أن يواجه بتطرف آخر، والفكر البائس لا يصح أن يقابل بما هو أكثر بؤساً وأكثر تطرفاً… ولا يصح في أي حال أن يصبح سبباً ومناسبة لتطرف مذهبي مقابل حين ننسى احتكامنا إلى دولة القانون المفترضة… ليس ياسر حبيب قضية الأمة اليوم، وإنما هو قضية أهلنا وإخواننا من الطائفة الجعفرية الذين يجدون أنفسهم اليوم في وضع محرج من دون مبرر… خطأ كبير ما يحدث وما تنفخ فيه صفحات الإعلام المزايد على تخلف الوعي الوطني، وجريرة فرد لا يصح أن تكون سبباً لعاصفة الطائفية في "الفنجان" الكويتي… لا نريد منكم يا نواب الكدر غير القليل من التسامح والاحتكام إلى روح العدل… لا نريد منكم غير أن تكونوا ضمير الأمة حين يعي معاني وحدتنا الوطنية، لا كائنات تغرز الشوك في قلبها.
***
ملاحظة وكلمة شكر للزميل والصديق العتيق "بوعزيز" خليل حيدر في رده ودفاعه عن الراعي الأميركي في جريدة الوطن، وسأعقب عليه في الوقت المناسب، وأتمنى ألا نغرق في بهرجة دين التحرير من الغزو الصدامي، ويصبح تاريخ الولايات المتحدة هو تاريخ الإنسانية… لكن يا "بوعزيز" ألا تعتقد أنك ظلمت أهل الفكر والتاريخ حين ساويت "نوام تشومسكي (نعوم أو نحوم ولا يهم كيف يلفظ اسمه بالعبرية) ومعه الراحل الكبير إدوارد سعيد بالأستاذ هيكل وعقدة المؤامرة…"، سأعود لـ"نعوم" تشومسكي وكتابه الأخير "آمال واحتمالات" من دون أن ننسى مايكل مور وأفلامه الوثائقية في الوقت المناسب.

سعيد محمد سعيد

عيد الأسرة البحرينية…

 

هذا يوم عيد الفطر السعيد، جعله الله عيداً مباركاً على البحرين قيادةً وحكومةً وشعباً، وعلى جميع الأمة الإسلامية وعلى كل البشرية جمعاء… أياً كانت ديانات وأصول وانتماءات تلك البشر، فالعيد بالنسبة لنا كمسلمين يمثل يوم حياة وسعادة وفرحة، لا تمنع مشاركة الآخرين من بني البشر.

هذا يوم عيد عظيم، ولاشك في أن كل بحريني يتمنى أن يفرح بالعيد مع أسرته البحرينية الكبيرة في حال أفضل، دون منغصات وهموم ومتاعب، ولكن أوضاع البلد الحالية، التي نتمنى جميعاً أن تمر على خير، تجعلنا نعيد التأكيد على الكثير من النقاط، ولعل أولها أننا جميعاً ضد العنف والتخريب والإرهاب والتحريض وإثارة الاضطرابات الأمنية والتأثير على السلم الاجتماعي وتجاوز الحدود مع العوائل والمكونات الاجتماعية، وكذلك، وفي الوقت ذاته، نحن مع المطالب السلمية المشروعة والحراك السياسي لمنظمات المجتمع المدني الذي هو جزء من المشروع الإصلاحي لجلالة عاهل البلاد الذي أعاد التأكيد على خيار الاستمرار في الإصلاح وفق الكلمة السامية لجلالته، وليس كما يقول بعض (عباقرة الصحافة البحرينية) بأنها – أي منظمات المجتمع المدني – شبيهة بزهرة وأزواجها الخمسة.

لن نحتاج إلى جهد كبير لنعرف أي فئة تلك التي تريد أن ترى المجتمع البحريني يأكل بعضه بعضاً، وتتلاقفه نيران الطائفية البغيضة عبر الكلام المسموم سواء في بعض الكتابات الصحافية غير المسئولة، أو من خلال الخطب والتصريحات الاستعراضية، أو عبر سيل جارف من آلاف المشاركات التي تعج بها المنتديات الإلكترونية المريضة (يومياً)، والتي تجمع فئات شابة يانعة لكنها مع شديد الأسف، لا تستطيع التميز بين الصواب والخطأ، وبين المواطنة والحقوق والواجبات، وفي الوقت ذاته، لديها طاقة جبارة في إثارة الفتن والشتائم ودعوات الانتقام.

تلك الفئة، منهم – مع شديد الأسف أيضاً – مواطنون بحرينيون أصلاء ومنهم الدخلاء، لكن الذي يجمعهم هو الحقد على الدولة ومواطنيها، ويمتلكون نفَساً مريضاً ونفاقياً وتدميرياً خطيراً، فهذا يدعي نضاله من أجل حقوق مشروعة فيضر نفسه ومجتمعه معتقداً أنه هو وحده على صواب وغيره على خطأ، وهذا يدعي ولاءه للوطن وقيادته فيسعى إلى إثارة الصدام والفتنة معتقداً أنه إنما يفعل ذلك ليظهر صدق مواطنته وحبه للوطن فيبث سمومه وأمراضه بين الناس، وكلا الطرفين، لا يهمهم ما إذا تعرض السلم الاجتماعي والنسيج الوطني للخطر، كل ما يهمهم هو أن يرضوا نفسياتهم المريضة ويحققوا ما تيسر من مكاسب خاصة.

في أحد الأعمدة الماضية، أشرت إلى أن البعض ربما انتشى وشعر بالفرح لوجود شعور عارم بأن المجتمع البحريني بدأ يأكل بعضه بعضاً… لكنّ ذلك شعور ينتاب كل شخص لا يعرف من هم أهل البحرين، ولعله من اللازم أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى القراء الكرام الذين بادروا بالاتصال وطرح وجهات نظرهم المختلفة على ما تناولته من ناحية الفكرة والموضوع، لكنها تتفق في نقطة واحدة وهي أن المرحلة التي تمر بها البلاد ليست هينة إطلاقاً، وتتطلب تقديم صوت العقل والعمل المخلص للوطن وأهله على صوت الفتنة والتناحر وتشطير أبناء المجتمع وهي مسئولية مشتركة بين الدولة ومكونات المجتمع ومؤسساته وأفراده وخصوصاً قادة الرأي، ذلك أن النتائج ستكون في غاية الخطورة إن ترك العقلاء الساحة لمن هم لا يجيدون سوى خطاب الفتنة والتحريض والتقسيم الطائفي والبحث عن موضع قدم للمصالح الفئوية.

لكن، هل خلا المجتمع البحريني بطائفتيه الكريمتين ومثقفيه وعلمائه ومسئوليه الذين يدركون حجم مسئوليتهم الوطنية من أن يكون لهم صوت مسموع ومبادرة تسهم في التصدي للأفكار الهدامة؟ لا أبداً، فالمرحلة التي تمر بها البلاد هي مرحلة غير مسبوقة، ونحتاج إلى شراكة مجتمعية حقيقية تقوم على التواصل بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الفاعلة ذات الصوت المسموع في البلد لترسيخ أسس الحوار والتفاهم المشترك لحل قضايانا بعيداً عن ممارسات العنف والتخريب والشحن والتمييز وأخذ الناس بالظنة والتشكيك في الانتماء، وإيقاف كل فعل أو ممارسة تؤزم الوضع من أي طرف كان.

ولربما اعتبرت مبادرة عالم الدين الجليل السيد عبدالله الغريفي موجزة وجامعة بتأكيده على أن (رهانات العنف الأمني هي رهانات مدمرة للبلد، مع أهمية الاتفاق على أسلوب الحوار الذي يعيد الأمور إلى نصابها)، وكذلك الحال بالنسبة للعلماء الأفاضل الذين طرحوا مبادرتهم في بيانهم الأخير، ومع كل ما نمر به حالياً، لكن من سوء حظ من ينوي بالبلد وأهله شراً أن يدرك فعلاً بأن أهلها لن يأكلوا بعضهم بعضاً.

عيد الأسرة البحرينية، أن تكون راية البحرين وقوانين البحرين وأمان البحرين ومصلحة شعب البحرين فوق كل شيء.

عيدكم مبارك وعساكم من عواده

سامي النصف

الحكومة الناطقة

لكل لعبة قوانينها واعرافها، ولا شك ان الاصل في اللعبة الديموقراطية يقوم على مبدأ الرأي والرأي الآخر حتى يستطيع الناس في نهاية المطاف اتخاذ الموقف الصحيح من القضايا المطروحة امامهم بعد ان تركت الساحة او الملعب لفريق واحد يستعرض عضلاته وقدراته فيه.

لذا أتى لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مدشنا لعهد «الحكومة الناطقة» التي تبدد الشكوك وتجلي الظلام وتوضح للمواطن خططها ونهجها وما تنوى عمله في الحقبة المقبلة وهو مسلك حميد لا غنى لاي حكومة في بلد ديموقراطي عنه ويجب تكراره بين حين وآخر.

ومما قيل في اللقاء وأراح الناس، الاصرار على التمسك بالدستور، وهو ما يعني أنه لا حاجة بعد اليوم إلى ادخال الدستور في الصراعات السياسية بين الحكومة والمعارضة والتركيز بدلا من ذلك على القضايا المطروحة والسبيل الامثل لمعالجتها دون اللجوء للضرب المعتاد تحت الحزام.

وكان جميلا الحديث عن «كويت جديدة» تتشكل وان تشكيلها يمر بمخاض يجب الا يجزع منه احد، كما كانت هناك رسالة مهمة للقطاع الشبابي تظهر انهم يشغلون بال وتفكير الحكومة التي ستوفر لهم البيئة المناسبة للابداع والتقدم.

بهذا اللقاء الايجابي عرضت الحكومة عقلها وفكرها على شعبها واصبحت المسؤولية مشتركة بينها وبين الناس في المراقبة والمحاسبة وتفعيل دور المؤسسات الرقابية القائمة للتأكد من تطبيق القوانين والحفاظ على الاموال العامة، ولتكن تلك هي الانطلاقة الحقيقية لكويت الحاضر والمستقبل، فتفاؤل الناس واستبشارهم له استحقاقات وافعال واجبة والكويت تستحق منا الكثير.

آخر محطة:

ساهم الكلام الهادئ والمريح للضيف والاسئلة غير المجاملة للمقدم في جعله لقاء يستحق المشاهدة ولا عجب ان يطلب الناس المزيد من مثل تلك اللقاءات.

 

احمد الصراف

فلتات الزمان

لكل عصر فلتاته ولكل زمن مشاهيره ولكل مجلس عباقرته. (القائل مجهول)!
***
يعتبر النائب فيصل الدويسان، الذي ينتمي لأسرة معروفة، مثالا على التسامح ورفض التعصب الديني المذهبي، وليس الدين، في الكويت، فقد كان سنيا وغيّر مذهبه وأصبح شيعيا. وربما لهذا تم انتخابه نكاية بغيره. وما تجب الإشادة به أن لا أحد اعترض على قيام هذا السيد بتغيير مذهبه، فهذا، بناء على نص الدستور، وقبل ذلك حقوق الإنسان، أمر مباح، وجميل ألا ينظر له خارج إطار كونه فعلا فرديا يتعلق بذات الإنسان ولا علاقة بالتالي لأحد فيه.
ومن منطلقات «رجولية»، وفي مسعى للقضاء على ظاهرة تزايد أعداد النساء غير المتزوجات، قام النائب الدويسان بتقديم اقتراح لمجلس الأمة الكويتي بمنح مكافأة تصل إلى 15 ألف دولار للكويتي لمن يتزوج من كويتية كزوجة ثانية بشرط أن تكون عزباء تجاوزت الأربعين أو أرملة أو مطلقة. وورد في خبر للزميل وليد المؤمن، مراسل الـ«بي بي سي» في الكويت، أن الاقتراح أثار حفيظة الأوساط النسائية الكويتية، على الرغم من أن الدويسان يرى أنه يساعد على تخفيض نسبة العنوسة المرتفعة في البلاد والحد من الزواج الثاني من خارج الكويت. ويضيف الدويسان أن اقتراحه يحل مشكلة اجتماعية ذات تداعيات خطرة، موضحا أن ما يقارب من خمسين ألف حالة زواج من امرأة ثانية سواء عربيات او أجنبيات سجلت في الكويت. وقال ان النسب مخيفة وتستدعي معالجة ما. ولكن الناشطات اعتبرن أن الاقتراح يمتهن كرامة المرأة ويتعامل معها على انها سلعة، وأن القضية لا يمكن حلها بهذا الأسلوب، فقد يتسبب في زيادة حالات الطلاق، والذي يعتبر أسوأ وأخطر في نتائجه من العنوسة ذاتها. ونقل عن شمايل الشارخ ان هذا المقترح سيؤدي إلى نتائج كارثية وستترتب عليه نتائج اقتصادية وخيمة تضر باقتصاد البلاد. وقد يلقى المقترح ترحيبا وقبولا في المناطق الخارجية كما يسميها الكويتيون، وهي تلك التي يسيطر عليها التيار الديني والمحافظون من القبائل، لكنه في الوقت ذاته يلقى معارضة في الأوساط الاجتماعية الكويتية والنسائية على وجه الخصوص وفي المناطق الحضرية!
وفي استفتاء طريف عما ستختاره المرأة لو خيرت بين موت زوجها وأن يتزوج عليها جاءت النتائج التي نشرت على الإنترنت بإجابات واحدة تقريبا، حيث قالت الأولى انها تفضل أن يموت زوجها ولا يتزوج عليها، وقالت ثانية انها من منطلق محبتها له تتمنى له الموت لكي لا يتعذب مع اثنتين. وقالت ثالثة ان الخيارين صعبان ولكن موت الزوج أسهل. وقالت رابعة انها تفضل أن تموت هي وإياه وان يلتقيا في الآخرة معا. وقالت أخرى انها تفضل موته لأنه إن تزوج عليها فسيطلقها وسيحترق قلبها وتفنى ببطء أو تموت حزنا. وقالت سابعة إن مات زوجها فستبكي حزنا عليه، وإن تزوج عليها فستبكي قهرا عليه والأفضل أن يموت، وقالت ثامنة إن الموت حق وجميعنا سنموت، وعليه خليه يموت قبل الزواج بغيرها، وقالت تاسعة: أن يقولوا عني أرملة خير من أن يقولوا زوجها تزوج عليها، وأن يموت وأنا أحبه خير من يموت وأنا أكرهه! وطالبت أخرى بالرحمة له، وأن المقبرة قريبة، وقالت أخرى طبعا أفضل الموت له، على الأقل أنا مطمئنة أنه في حضن القبر وليس في حضن امرأة غيري، ويستر عليه يتوكل على الله ويموت ولا يموّتني وأنا حية، أصلاً وجوده مثل عدمـه. وقالت قبل الأخيرة: لا والله يموت أحسن، ولو ما مات أحرقه. وقالت الأخيرة: جنازة ولا جوازة، وبعدين هو في كلتا الحالتين بيصير في نظري ميّت.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

اللاءات الثلاث لسماحته

تصريحات من أطلق على نفسه مسمى «وكيلاً» لبعض المراكز الدينية، لا يمكن أن تمر مرور الكرام من دون ان نتوقف عندها، ففي صدر صفحتها الاولى نشرت جريدة الوطن تصريحات لسماحته يمكن ان نطلق عليها «اللاءات الثلاث»: لا للوحدة بين دول مجلس التعاون.. لا لتسمية الخليج بالعربي.. ولا لحق الامارات في جزرها الثلاث!! مع انه لم يصرح بذلك، لكن هذا ما اراد ان يقوله في تصريحه المذكور!
فعندما سأله الصحافي عن تسمية الخليج بالعربي أو الفارسي أجاب ـــ وفقا لما نشرته الصحيفة ـــ ارجعوا إلى التاريخ!! وهو يعلم جيدا ان الدولة الفارسية قديمة قدم التاريخ، وأن الكويت ودول الخليج لم تظهر الا في الخمسمائة سنة الاخيرة، وان الرجوع إلى التاريخ «يخربط» الخارطة الجغرافية للعالم الحديث ويمسح دولاً موجودة اليوم من الوجود!
وعندما سئل عن الوحدة الخليجية رفضها! وكلنا يعلم أن الوحدة بين دول مجلس التعاون امل كل خليجي، وهاجس كل مواطن محب لخليجه، بل لا أبالغ ان قلت ان التهديد الأجنبي لدول الخليج لا يردعه الا الوحدة الخليجية، لان هذه الدول الصغيرة ستكون هدفا سهلا لكل من تسول له نفسه تكرار تجربة طاغية بغداد عام 1990، اما بوجود اتحاد كونفدرالي بين هذه الدول الست فسيكون الامر اصعب بكثير، ناهيك انه في وجود هذا النوع من الاتحاد فكل دولة تحكم نفسها بطريقتها الخاصة وبدستورها ونظامها الذي ترتضيه، ناهيك عن محافظة الحكام على مراكزهم القانونية في حكم دولهم، فالاتحاد الكونفدرالي سيكون في مجالات محددة كالسياسة النفطية والسياسة الخارجية والجيش الموحد والجواز الموحد.
وثالثة الأثافي عندما ذكر سماحته انه لا يصدر آراء سياسية خارج الكويت، وذلك عندما سئل عن رأيه في احتلال ايران لجزر الامارات! ولا أريد هنا ان اذكّر سماحته ببعض آرائه حول فلسطين والعراق والصراع في افغانستان، لكن اريد التأكيد أن الكويتي يشارك اخاه الاماراتي في همومه ويحزنه ما يحزن اخاه ويفرحه ما يسعده، ودول الخليج جميعها كانت تصدر قرارا واحدا مكررا في جميع مؤتمراتها القممية مطالبة ايران باعادة الجزر الى اصحابها والانسحاب المباشر منها، وأنا متأكد ان موقفا كهذا لن يضرّ سماحة الوكيل ولن يغضب عليه أحد.
ختاماً: نحترم رأي سماحته، لكن لنا حق العتب عليه لأنه كويتي خليجي، قبل ان يكون منتميا لأي دولة اخرى، وانا متأكد من حبه وولائه للكويت، لكن أزعجتني تصريحات بعض المعممين من سياسيي البلد عندما يصرحون بالطالعة والنازلة ينتقدون التكفيريين الذين يتلقون المعلومات من الخارج، ويختمون تصريحاتهم «انها الفتنة لعن الله من أيقظها».

***
لفتة كريمة
من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر

مبارك فهد الدويلة

محمد الوشيحي

منعي من دخول مصر


لا أحب الحديث عن نفسي إلا متهكماً، ولا أحب أن أتقدم بشكوى ضد أحد، ولم يسبق أن اشتكيت أحداً، وأتمنى أن يزورني عزرائيل بأوراق جرده قبل أن أفعل ذلك، وربما هذا ما شجع بعض صحف البلاط، أي الصحف التي كالبلاط، وكتّابها اللعاقين على اختلاق أكاذيب عني. وعندما اكتشفوا أنني مخلوق من الأسمنت المدعوم والحديد المسموم، وبلا إحساس، وأنني أعتبر شتائمهم كماليات، توجهوا إلى شتم والدي رحمه الله والتطاول عليه وعلى أسرتي بأقذع السباب.

على أن ذكرى والدي ومكانته في قلبي هما نقطة ضعفي ويدي التي تؤلمني. أعترف بذلك. لكنني أعترف أيضاً أنني كلما قرأت مقالات تشتمه، رغم أن لا ناقة له في الموضوع، ضحكت وتخيلت لو أن عمر المختار (الوالد كما كان يسميه الأصدقاء، فصورته تشبه إلى حد التطابق صورة شيخ الشهداء الثائر الليبي الخالد. واللافت أن المختار أُعدمَ في السادس عشر من سبتمبر، وشبيهه توفي في السابع عشر من سبتمبر، رحمهما الله)، أقول تخيلت لو أن والدي التقى شاتميه وجهاً لوجه في «صحصحٍ خال» كما يقول الشاعر خالد الفيصل، أي في صحراء لا أحد فيها، ولا قوانين دولة تحكمها، كيف ستكون ردة فعلهم أمام ذلك الوحش المتهور عندما يرتفع حاجباه غضباً ويعضّ شفته السفلى كعادته؟ أتخيل ذلك فأضحك حتى تدمع عيني.

ولا أدري كيف جرّني الكلام إلى ذكرى الوالد بعد أن كنت أنوي الرد على ما نشر في بعض الصحف الكويتية والمصرية، وبعض الصحف الإلكترونية العربية، عن منعي من دخول مصر، وعن استدعائي إلى النيابة المصرية للمثول أمامها على خلفية مقالاتي التي أنشرها في جريدة الدستور المصرية.

والمضحك أنني آخر من يعلم عن قصة هذه الرحلة المزعومة التي تدّعي أنني «سافرت من بيروت إلى القاهرة، لكن السلطات الأمنية في مطار القاهرة رفضت دخولي وأعادتني إلى حيث أتيت». والمضحك أكثر أنني والصحيفة المعنية آخر من يعلم عن استدعائي للنيابة! أما المضحك إلى درجة الهبل فهو أن غالبية هذه الصحف صاغت الخبر بهذه الصورة «ذكرت مصادر أمنية موثوقة رفيعة المستوى لصحيفتنا أن…»، ويبدو أن المصادر «الموثوقة» كانت «مرتخية» لسوء الحظ، ويبدو أن المصدر الأمني الرفيع هو العسكري الذي ينظم المرور أمام باب المطار.

وللحق… الصحيفتان الوحيدتان اللتان احترمتا مهنيتهما واتصلتا بي قبل النشر هما صحيفة «رقابة الإلكترونية» وصحيفة «المصري اليوم»، لكنهما اصطدمتا بموبايلي المغلق فنشرت الأولى خبر استدعائي إلى النيابة، ونشرت الثانية خبر منعي من دخول مصر.

والخبر الصحيح هو أن آخر رحلة لي إلى القاهرة كانت منذ نحو أربعة أشهر، وكانت للمشاركة في عزاء عم الكتّاب الساخرين محمود السعدني. والصحيح أيضاً أنني لم أتلقّ أي استدعاء إلى النيابة، لا أنا ولا صحيفة الدستور المصرية التي أكتب فيها، إلى ساعة كتابة هذه المقالة. وسلامتكم.