سامي النصف

كلكم منتصرون والخاسر الوطن!

ما يحدث في الكويت هذه الايام كردّ فعل على ما قاله عود الثقاب القابع في لندن، يصب تماما في مصلحة المخططين لانزلاق البلد الى فوضى عارمة لا تبقى ولا تذر ومن ثم تحويلنا الى ساحة صراع دموية اخرى للقوى الدولية والاقليمية كما حدث سابقا في لبنان والعراق وفلسطين واليمن والصومال وغيرها.

وقد وجد المغرضون ممن تعرت مواقفهم السياسية وباتوا على شفا السقوط في الانتخابات النيابية القادمة، الفرصة سانحة ليزايدوا على بعضهم البعض ويستقطبوا السذج والخدج كي يعود لهم صولجانهم المفقود وباتوا يتسابقون على رفع رايات الانتصار فوق خنادق المغرر بهم من اتباعهم في خنادقهم المتضادة على حساب هزيمة راية الكويت الواحدة ونحر الوحدة الوطنية فيها.

ان نصرة ام المؤمنين رضي الله عنها، تتأتى بمقارعة الحجة بالحجة والكلام بالكلام والفطنة والحذر من السير في خدمة المخططات الشريرة التي تحيط بالوطن، ولا شك ان السيدة عائشة رضي الله عنها يغضبها التناحر القائم بين المسلمين بدعوى نصرتها ويسعدها في المقابل ايقاف العند والجنون القائم الذي لا يستفيد منه الا اعداء الامة الاسلامية، ولن نقبل بمن يرفع راية الدفاع عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – في الفتنة الحاضرة، كما رُفع قميص عثمان – رضي الله عنه – في الفتنة الكبرى الماضية.

ان من يريد ان يحولنا بجهل فاضح الى بلد فوضى ومركز للحريات غير المسؤولة، نذكره بأنه حتى اكثر الدول ديموقراطية وحرية في العالم لا تسمح بمظاهرة او تجمع خطابي الا بترخيص مسبق من السلطات، وما ان تسوء الامور حتى تعلن على الفور حالة الطوارئ ويفرض منع التجول دون ان يتبجح احد بأن في ذلك خرقا للدستور الذي كم من جرائم ترتكب باسمه في بلدنا!

في الخلاصة، ان ما يحدث هو احدى النتائج المباشرة لغياب المشروع الوطني الذي يلتف حوله الجميع، واستبداله بمشروع تعظيم وتبجيل الماديات والتكسب المالي الذاتي الذي لم يعد يخجل منه احد، لقد اعلنت السلطة الشرعية القائمة منع التجمعات والتجمعات المضادة، والواجب ان يلتزم الجميع بتلك الاوامر التي تخدم الصالح العام والتي يعني التهاون في تطبيقها، الفوضى وسفك الدماء.

آخر محطة:

 1 – هناك من يريد تفتيت البلد عبر تقييد يد الدولة في استخدام القوى الامنية المختلفة ممثلة بالجيش والشرطة والحرس الوطني لتوطيد الأمن تكرارا لما حدث في لبنان عام 75 عندما ضغط على رئيس الحكومة آنذاك رشيد الصلح لعدم استخدام الجيش والقوى الامنية لمنع الفتنة فاشتعلت النيران وبقيت الفوضى العارمة لمدة 17 عاما اكلت الاخضر واليابس، فالحكمة الحكمة والهيبة الهيبة.

2 – ضمن التشريع البريطاني يوجد قانون اسمه Racial and Religious Hatred Act 2006 يحرم ويجرم دعاوى الكراهية الدينية والعرقية، ويمكن للجماعات الاسلامية او سفارتنا في بريطانيا ـ كما ذكرنا في مقال الامس ـ استخدامه في المحاكم لمنع ياسر الحبيب من تكرار دعاواه حتى لا تتكرر معها قضية الفتنة الخطرة التي ينوي اشعالها في بلدنا بين حين وآخر.

 

احمد الصراف

عندما سقطت الخيمة (2/4)

فشلت كل محاولات الوحدة العربية، وكل المباحثات بين إسرائيل والفلسطينيين، وإلى حد كبير بينها وبين بقية الدول العربية المجاورة لها، لأننا لا نريد الاهتمام، أو لا نستطيع التركيز على التفاصيل الصغيرة، فنحن في عجلة لتحقيق الوحدة والسلام، وما أن يتم التوقيع حتى نكتشف أن أمورا كثيرة لم يتم بحثها والاتفاق عليها أو مناقشتها، وتنقلب «الاتفاقية» إلى «خلافية»! وهنا نجد أن «خطة التنمية الموعودة» لا تختلف عن سابقاتها في هذا المجال، فما ان أقرتها الحكومة والمجلس وانتهى الحفل حتى تبينت مواضع الضعف والخلل.

***
تعتبر خطة التنمية، التي أقرت قبل سبعة أشهر، على الرغم من بساطة فكرتها وقابليتها للتطبيق، مثالا لما للتفاصيل الصغيرة من أهمية، والتي لم تعرها الحكومة أو المجلس التفاتا، وبالتالي تركت للزمن أو للمسؤول الأول، ليقرر ما يشاء فيها!
تنقسم الخطة، ببساطة شديدة، إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: تقليدي، ولا يزيد على إعطاء دفعة مالية أكبر، تبلغ عشرة مليارات دينار تقريبا، للإسراع في تنفيذ المشاريع الإنشائية، كالمدن الطبية، ومدينة الخيران، وبيوت قليلة التكلفة، والطرق الجديدة، والمستودعات الطبية، والحدودية وغيرها. القسم الثاني: لا يختلف عن الأول غير أنه مخصص للقطاع النفطي، ولمبلغ مقارب للقسم الأول. أما القسم الثالث، والأكثر إثارة، فيتعلق ببيع بعض المرافق العامة للقطاع الخاص، أو تكليفه القيام بها عن طريق تأسيس شركات مساهمة تشارك فيها ثلاث جهات: الحكومة والمستثمر الاستراتيجي والمواطنون. ومن مشاريع هذه الشركات توليد الكهرباء والماء والمترو وسكك الحديد وتطوير جزيرة فيلكا وغيرها. المشكلة هنا أن هذه الشركات الجديدة لن يزيد رأسمالها عن 300 مليون دينار، وحجم المشاريع المطلوب تخصيصها أو تأسيسها يزيد على ذلك بكثير، وبالتالي ليس أمام هذه الكيانات الجديدة غير اللجوء الى الاقتراض، حتى لو منحتها الحكومة قروضا ميسرة، فحاجتها ستبقى ماسة لمئات ملايين الدنانير، فإلى أين تتجه لسد حاجاتها؟
يعتقد رجال الأعمال والمصارف أنهم الأقدر من غيرهم على ذلك، ولديهم السيولة والمعرفة والأجهزة والآلية، ولا يحتاجون لغير دعم بسيط من الحكومة فيما يتعلق بأسعار الفائدة. أما الجهات المخالفة، ومنهم متنفذون في مجلس الأمة، فإنهم يرون أن المصارف يجب ألا تقوم بعملية التمويل لعدم توافر السيولة لديها، إضافة لارتفاع نسبة فوائدها.
وهنا بدأت المعركة بين مختلف الأطراف في تحديد الآلية، أو الجهة التي يجب عليها القيام بتمويل هذه الشركات «الدسمة»، فجانب يرى تأسيس مصرف جابو خاص لتمويل هذه الشركات بشروط ميسرة ولآجال طويلة. وجانب آخر يرى أنه من الأفضل تكليف «صندوق التنمية الكويتي» بعملية التمويل بعد زيادة رأسماله من 2 مليار إلى 10مليارات، فهو الأقدر والأكثر خبرة من غيره، وآخرون يرون أنه من الأفضل إصدار سندات تستخدم أرصدتها لتمويل قروض الشركات الجديدة، وطالبت جهة رابعة بإنشاء هيئة أو كيان دائم يختص بمشاريع «الإنماء والإعمار» وتكون له ميزانية ومجلس إدارة محايد ومستقل، يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية، ونفوذ البعض! ولكن كل هذه المقترحات تحتاج الى قوانين تنظمها، وهذه تتطلب وقتا طويلا، خاصة أن سنة الخطة الأولى ستشرف على الانتهاء ونحن لا نزال نراوح في مكاننا. وإلى مقال الغد.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

ولج الجمل 
في سَمِّ الخياط

هل أنا في حلم أم في علم؟ هل توقفت الأرض عن دورانها فجأة أثناء مرور الكويت بجانب فرنسا فأصابتنا عدوى الديمقراطية وقبول الرأي الآخر؟

كنت قد اعتدت، بعد كل مقالة أكتبها أنتقد فيها شخصية ما، على عدة ردود أفعال (وأظن أن الزملاء يتعرضون مثلي للحالات التي سأسوقها)… إما أن تبعث هذه الشخصية رداً مكتوباً تبين فيه موقفها فأنشره في عمودي الصحافي، وهذه حالة نادرة، لا أظنها تكررت أكثر من خمس مرات أو ست… أو تهاتف هذه الشخصية ناشر الجريدة أو رئيس تحريرها متذمرة شاكية باكية، دموعها كالساقية، وهذه الحالة تتكرر باستمرار… والحالة الثالثة هي أن تهاتف الشخصية التي انتقدتها أحد معارفي أو زملائي لتصبّ عليه «التشرّه» والعتب: «قل للوشيحي أنني منه وفيه، وصحيح أنني حضري لكن شقيقي مناسب العجمان، فهل يفعل العجمان بأنسبائهم ما فعله الوشيحي بي؟»، على اعتبار أن «مَن ناسبَ العجمان فهو آمن»… أو يهاتفني المسؤول الذي انتقدته مباشرة معاتباً ولائماً ومكذّباً ما جاء في المقالة… أو يأخذها المسؤول من قصيرها ويرفع عليّ دعوى قضائية… أو يتجاهل المسؤول مضمون المقالة ويطنش، وهذه حالة نادرة… أو ينتقم المسؤول فيهاجمني في كل مناسبة (النائب حسين القلاف مثالاً)… بالإضافة إلى تعليقات المعلقين وتدوينات المدونين الذين ينتفضون دفاعاً عن هذا المسؤول أو ذاك…

لكنّ أمراً ما حدث صباح الخميس الماضي كان أقرب إلى المعجزة. أمر جعلني أقف حائراً مشدوهاً، فاغراً فمي «كأنّ على عقلي الطير» كما يقول الأديب العميق يوسف إدريس رحمه الله. إذ بعد أن نشرت «الجريدة» مقالتي الماضية «شوية نفاق بالفستق واللوز» في موقعها الإلكتروني منتصف ليل الأربعاء – الخميس جاءني اتصال من هاتف لا أعرفه، فأهملته، فجاءني اتصال صباح الخميس من المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد محمد هاشم الصبر… «أهلاً أبا هاشم»، قلت ذلك وأنا أتحسس مسدسي وأتفقد طلقاته، فإذا هو يضحك ضحكته العملاقة التي تتناسب وحجمه الماردي العملاق «هاهاها الله يغربل ابليسك يا بو سلمان على مقالة اليوم»، فتذكرت عمنا «نيوتن»، فرددت بضحكة عملاقة مساوية لها بالمقدار مخالفة لها في الاتجاه، والجروح قصاص… فصعقني: «معك حق، أنا أخطأت، ما كان يجب أن يكون تصريحي بهذا الشكل»! فاستفسرت بصوت مذهول مهزول: «عفواً أبا هاشم، كرر ما قلت، لم أسمعك»، فكرر وأعاد، وقبل أن يسترسل قاطعته: «يا حبيبنا العميد، نحن في الكويت فكيف تعتذر وتقرّ بالخطأ؟ ألا تعلم أن مسؤولينا لا يخطئون ولا يفسدون، الكويت هي التي فسدت من تلقاء نفسها، ومن دون فعل فاعل»، فواصلَ حديثه، وهو ما لا يهمني (مع التقدير)، بقدر ما أذهلني قبوله الانتقاد بروح رياضية، واعترافه بالخطأ، وثقته بنفسه…

والحمد لله الذي أحياني إلى هذا اليوم، وأنا الذي كنت أقول «لن يعترف مسؤول كويتي بخطئه إلا إذا ولجَ الجمل في سَمِّ الخياط»، وها هو الجمل يلج.

***

ما فعله الخاسر الخسيس يهزّ الأبدان والأوطان، لا شك، لكن رئيس الوزراء بالنيابة معالي الشيخ جابر المبارك ليس من المسؤولين الذين يتربحون من التفرقة والفتن، وقد أعلن أنه سيتخذ الخطوات اللازمة، فلنثق به ولنعطه الفرصة ولنهدأ قليلاً فنلتفت إلى مصالح الناس. أرجوكم ضعوا نقطة في آخر السطر.

سامي النصف

ياسر.. هل أنت ضد النواصب أم منهم؟!

إبان الفتنة الكبرى التي يريد البعض تجديدها هذه الأيام واقتتال المسلمين، قامت مجاميع خارجة بشتم وحتى تكفير الإمام علي، كرّم الله وجهه، كحال الخوارج رغم أن الإمام لم يكفّرهم بالمقابل، كما قام آخرون بشتمه من على المنابر، وقد توقفت واندثرت، ولله الحمد، تلك الجماعة منذ ما يقارب 1300 عام، فلا يحظى الإمام علي عليه السلام وأهل بيته الكرام إلا بالتوقير والاحترام حتى ان أسماء أهل السنة يغلب عليها مسميات «علي وحسن وحسين وخديجة وفاطمة» وفي ذلك يقول الشيخ ابن عثيمين: «النواصب هم الذين يناصبون العداء لآل البيت ويقدحون فيهم فهم على النقيض من أهل السنة».

بعلم أو بجهل يدعو ياسر الحبيب في أقواله وأفعاله لإحياء تراث النواصب المشتهر بالشتم فهو تارة يوسع من تعريف الناصبي حتى يشمل أهل السنة وأهل الزيدية بعكس ما أفتى به السيد السيستاني وغيره من كبار المراجع، وتارة يشتم الصحابة وأمهات المؤمنين مما قد يخلق نواصب جددا يبادلون الشتم بالشتم في وقت نهت الآيات البيّنات حتى عن شتم الأوثان والأصنام والأنصاب حتى لا يرد المشركون بشتم رب العباد (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوا بغير علم) الآية الكريمة، وقد أتى في الحديث الشريف نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن أن يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه.

وقد أتى في رد ياسر على استشهادي بالآيات التي برأت السيدة عائشة رضي الله عنها من حديث الإفك، إنكاره ذلك المعلوم بالضرورة وقوله إن الآية لم تذكر اسم السيدة عائشة، وهذا تماما منطق النواصب مع الإمام علي والعترة الشريفة من أهل بيته حتى استباحوا دماءهم حيث كانوا يقدحون بهم وينكرون فضلهم «عليهم السلام» عبر طرح نفس السؤال الخبيث أي: من قال ان تلك الآيات نزلت بهم؟ وأين أسماؤهم فيها؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومما أتى في ردّه، قدحه وشتمه أمهات المؤمنين، محتجا بما أتى في القرآن من آيات حول زوجتي النبيين نوح ولوط، ولا شك أن النواصب الجدد سيسعدون بتلك الحجة حيث ستسمح لهم باستخدام السور والآيات التي طعنت واستهزأت بعم الرسول أبي لهب وزوجته للطعن في الأتقياء الأنقياء من أئمة أهل البيت وزوجاتهم، علما بأنه ذكر نصا أن هناك زانيات من أزواج الأنبياء والأئمة «عليهم السلام»، فهل هذا قول مقبول؟!

كما تضمن ردّه على قولنا بعصمة زوجات الرسول ما يضع حجة كبرى بيد النواصب الذين يعمل جاهدا لإحياء تراثهم وثقافتهم عندما ذكر ان تلك «العصمة» ستقيم الحجة على رب العباد في الآخرة حيث ستقول النساء ومنهن الزانيات: كيف تحاسبنا على أعمالنا وقد عصمت نساء مثلنا كونهن فقط تزوجن الرسول؟ وفي هذا حجة على الله وانه لم يعامل النساء بعدالة، وفي معتقدنا – حسب قوله – ان الله عدل مُطلق لا يجوز إقامة الحجة عليه، حجة كهذه سيستخدمها النواصب للطعن كذلك في عصمة أهل البيت، عليهم السلام، أي سيحتج الكفار بأنه من الظلم القاؤهم في النار كون رب العالمين قد حصّن الأئمة المعصومين بسبب قرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحصّنهم بجعلهم من نسبه وضمن عصمته، وما أسعد، وبحق، النواصب بتلك الأقوال يا ياسر..!

ثم ماذا أبقيت بعد ذلك للطاعنين في دين الحق وفي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تدعي دفاعك عنه بعد أن طعنت بعرضه وعرض أزواجه ثم قدحت وكفّرت وطعنت حتى بأنساب أصحابه وخلفائه وتركت الباب مفتوحا للنواصب لاستخدام أدلتك وبراهينك للطعن في أئمة بيته الأبرار أي سيقول الطاعنون: كيف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم على حق وهؤلاء هم أزواجه وأصحابه وخلفاؤه وحواريوه وأهل بيته؟!

آخر محطة:

(1) يصعب على أحد فهم ما تقوله يا ياسر ومقصده، فواضح أن شتم أمهات المؤمنين الذي لم يكسبك تعاطف الشيعة، لن يتسبب في تحول أهل السنة لما تدعيه، فالشتم لا يكسب أحدا قضية قط والآية التي لا يختلف اثنان على تفسيرها تنص على (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

(2) جنسية ياسر الحبيب يجب أن ينطبق عليها ما ينطبق على غيرها كوننا نعيش ضمن دولة مدنية تحترم القانون، فإذا ما صدر في الغد تشريع يسقط الجنسية عنه، كما ذكر في الصحف، عندها تصبح أقواله مسؤولية 1.3 مليار مسلم لا قضية مختصة بنا، وأول هؤلاء مسلمو بريطانيا الذين يمكنهم رفع الدعاوى القضائية عليه بتهمة القدح في مقدساتهم والتظاهر ضده ويقفل ملف قضيته في الكويت.

(3) لا أود شخصيا لياسر العقوبة ولا السمعة السيئة التي حصدها خاصة انه من أسرة كويتية كريمة أعرف الكثير من أفرادها الأفاضل، بل أود أن يعود عن مثل تلك الأقوال التي لا علاقة لها بالبحث العلمي أو الشرعي وأن يتفرغ لاستخدام ما يقرأ لا للطعن بالإسلام والمسلمين وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المنتجبين، بل للدفاع عن دين الحق في وقت تكالبت أمم الأرض عليه.

 

حسن العيسى

لدعاة الوحدة الوطنية


فككت وزارة الداخلية خيمة في الجهراء لأحد الناشطين في ملهاة "توسنامي" ياسر حبيب، فهرول نائب "الثوابت" إلى مسجد قريب كي يقول ما لم يتمكن من قوله في الخيمة المفككة، وكتبت صحيفة بالخط العريض معلقة على الخبر "القانون يكشر عن أنيابه"… وهكذا تسير الأمور بحفظ الله ورعايته بدولتنا الفتية المتسامحة! خيم مفككة وقوانين لها "أنياب" كالأسود تقطع اللحم وتكسر عظام الطائفية… الحمد لله "غدا الشر" وانتهينا من زلزال ياسر وموعظته الكبيرة التي لم يكن أحد يدري عنها ولا عنه لولا بركة دعوات أصحاب الخيام وندوات الثأر وأنياب القانون، ولم يتبق لنا من القضية سوى "إزالة آثار العدوان" بسحب الجنسية من ياسر ليس بحكم القانون والمحاكم بل بحكم طلاب الحق ودعاة "الوحدة الوطنية"… ولم لا تسحب الجنسية من ياسر من غير حكم القانون… فقد سحبت من سليمان بوغيث في السابق من غير حكم القانون وإنما بحكم "الأنياب" القاطعة… وكانت سابقة في بلد لا يعرف نظامه القانوني مبدأ السوابق القضائية، لكنه يعلم ويعمل السوابق السياسية.


هل انتهينا اليوم بتفكيك الخيام وبتكشير أنياب القانون… أم ماذا؟ الطائفية والقبلية ليستا نتاج اللحظة، وإنما هما وليدتا ممارسة ممتدة في تاريخ هذه الدولة وبقية دول القبليات والهويات الدينية التي تحرص دساتيرها على تأكيد مثل هذه الهوية للدولة في مقدمة كل دستور منها، مع أن الدول لا دين لها، فالدولة بتعبير السيد "إياد جمال الدين" على ما أذكر لا تصلي ولا تصوم… وإنما البشر هم الذين يؤمنون ويصلون ويصومون… وكل حسب دينه أو معتقده الشخصي.


قضية ياسر لن تنتهي بالتفكيك ولا بالأنياب، فهي قضية ثقافة مجتمع تم تكريسها عبر عقود ممتدة من الزمن، وتأصلت في وجدان الناس بعد أن أفل نجم القومية العربية في هزيمة 67، وسقطت وتفككت الدولة السوفياتية معلنة نهاية الحلم الاشتراكي، وهلت بركات "نهاية التاريخ" عند فوكوياما لينهض مع هذه النهاية صراع الحضارات عند صموئيل هنتغتون، وليس في هذا "صراع الحضارات" كما يتشبث به يمينيو الغرب وتتعذر فيه الأصوليات الإسلامية لإعلان الحرب على دول الكفار، وإنما هو صراع القبليات والطوائف… قضيتنا يفترض أن تمضي في محاربة الفكر الديني، كما يجتره شيوخ فتاوى التحريم ورضاعة الكبير وحل الدماء… ولن يكون هناك سلام ولن يكون هناك تقدم ولا حداثة بغير قيام دول علمانية ديمقراطية تنهض على وعي إنساني وتؤمن بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية من غير أن تفرض جماعة معينة فكرها وعقيدتها على الآخرين، ولو كان "الآخرون" أقليات والأولون هم الأكثرية.


لا تبحثوا عن الأنياب المكشرة لفك القانون المرتخي ولا عن بقايا الخيام المفككة، ابحثوا عن الثقافة الإنسانية الغائبة، ابحثوا في معارض الكتاب التي تقيمها الدولة، وشاهدوا نوعية الكتب التي يروج لها والكتب الممنوعة والمحرمة في دولة الرقباء والأوصياء، فتشوا عن الرياء الديني في خطابات الرسميين واستغلالهم للفكر الديني بكل مناسبة وطنية، فالدين هو الرافعة للنظام حين تغيب الشرعية الديمقراطية الصحيحة… ابحثوا في مناهج التعليم وماذا يتعلم الأطفال في المدارس… وماذا يتلقنون في المنازل ودور العبادة… تأملوا السباق الحثيث على أولوية "الشرعية" الدينية بين الخطاب الحاكم والخطاب الشعبي الراسخ في التخلف… ابحثوا في أضابير الفساد السياسي والإداري ومواقف القوى التي تزعم تقدميتها في تلك القضايا… وبعدها يمكنكم الحديث عن الوحدة الوطنية.


احمد الصراف

عندما سقطت الخيمة (1/4)

لجأ صاحبنا في أوائل الخمسينات إلى الكويت هاربا من حكم بالسجن نتيجة موقفه من النظام كأحد شبيبة «الإخوان المسلمين». بعد أيام من وصوله طلب منه شريكه الكويتي مقابلة مسؤول حكومي ليساعده في الحصول على عقد بناء، ولما ذهب لمقابلته طلب منه أن يعود اليه في اليوم التالي ومعه حقيبة يد محددة يشتريها من «مكتبة الرويح» ويضع بداخلها 5000 روبية نقدا من فئة محددة. وعندما زاره في اليوم التالي أخذ المسؤول الحقيبة وسلمه أخرى مماثلة وطلب منه «التوكل على الله»! يقول صاحبنا انه وجد بداخلها رزمة من ورق الجرائد مقصوصة بحجم وسماكة المبلغ نفسه الذي سلمه للمسؤول، كما وجد أمر بناء سور لمقبرة كبيرة بسعر مريح جدا! توالت السنون وأصبح ذلك المسؤول يشغل أكبر المناصب التشريعية وأصبح صاحبنا المصري من كبار رجال الأعمال، وهو الذي روى لي هذه القصة. وخلال عملي مديرا لإدارة الاعتمادات في بنك الخليج، كان احد كبار عملائي مسؤولا كبيرا في الحكومة، وكان يحضر بنفسه لفتح اعتمادات مستندية بمبالغ كبيرة، وعلمت تاليا أنه يقوم باستيرادها لبيعها للجهة التي كان يعمل بها! وهذا الرجل انتهى الأمر به ليصبح مليارديرا، وليتبوأ أعلى المناصب السياسية والتشريعية والتجارية.
ويعرف الكثيرون بالطبع قصصا مماثلة يعج بها تاريخ الكويت، خاصة في نصف القرن الأخير، ولولا ما اشتهرت به القيادة السياسية العليا من زهد لكانت الأوضاع أكثر سوءا.
وفي الشهرين الماضيين -فقط- طالعتنا الصحف بكم رهيب من الفوضى الإدارية التي إن دلت على شيء فعلى قلة اهتمامنا بقضايا التخطيط والمتابعة والمحاسبة.
فلم يكن غريبا ما رأيناه من عدم اكتراث أحد في الحكومة بعدم وجود جوازات سفر جديدة لدى الإدارة المعنية! وكيف أن على المرضى والمرتبطين بمواعيد خارج البلاد وأصحاب التذاكر غير القابلة للتعديل ورجال الأعمال انتظار الفرج.. حتى إشعار آخر!
وخلال فترة قصيرة ترتكب شركة «متواضعة الإمكانات» جريمة بيع مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك البشري، وبكميات خرافية، لثلاث مرات على الأقل، من دون موافقة الجهات المعنية، ومن دون خوف من عقاب حتى الآن. ولو أضفنا الى ذلك «كارثة مشرف» التي ضاعت وماعت المسؤولية فيها -كالعادة- ومشكلة الكهرباء التي قاسى الجميع منها، ولا يزالون، والتي تسببت في ضياع مئات ملايين الدنانير من المال العام في شراء محولات منتهية الصلاحية، وأيضا من دون أن يطول العقاب حتى فراش كبار موظفي الوزارة أو الشركات المنفذة، ولو تمدد تساؤلنا ليصل لفضيحة مشروع مستشفى جابر لعلمنا بحجم التسيب الذي نعيشه جميعا! ثم تصل «التراجيديا» الى قمتها بسقوط الهيكل الحديدي للخيمة التي أقامتها «جمعية المهندسين» لحفلتها الرمضانية، بسبب «سوء التصميم والإشراف»، وليكتشف الجميع حقيقة الوضع الذي نحن فيه.
هذه مجرد مقدمة لمقال الغد، وما سيتبعه.. فهذه هي الكويت، صلوا على النبي!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

هل ننجح في تعزيز «الحماية الاجتماعية»؟

 

من بين الأهداف الثمانية الإنمائية للألفية، تنضوي أهداف: القضاء على الفقر المدقع والجوع والبطالة، وتحقيق تعميم التعليم وتعزيز المساواة بين الجنسين وتخفيض معدل وفيات الطفل وتحسين الصحة النفاسية… تنضوي تحت عنوان: «الحماية الاجتماعية» كما تصفها مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا هيلين كلارك.

إن الأهداف الثمانية تشمل: القضاء على الفقر المدقع والجوع، تحقيق تعميم التعليم الابتدائي، تعزيز المساواة بين الجنسين، تخفيض معدل وفيات الطفل، تحسين الصحة النفاسية، مكافحة فيروس المناعة البشرية، كفالة الاستدامة البيئية وإقامة شراكة عالمية، لذلك، فإن التحدي الأكبر الذي يتوجب على الدولة مواجهته باقتدار في اتجاه إحراز تقدم على مستوى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة بحلول العام 2015، هو تعزيز «الحماية الاجتماعية» لكافة فئات المجتمع البحريني، وإذا كان أمام 189 دولة خيار تسريع وتيرة العمل خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن قمة نيويورك التي ستعقد على مدى يومي 20 و22 من الشهر الجاري، ستكون منطلقاً مهماً لإنجاز جوانب كثيرة قابلة للتحقيق في بلادنا، لكنها في حاجة إلى برنامج عمل طموح ينطلق من تلبية احتياجات الأسرة البحرينية في الأساس.

ليس من الإنصاف أن ننكر جهود الدولة في مجال مكافحة الفقر والعوز، ومواجهة المشكلة الإسكانية المتزايدة، والقضاء على البطالة وتعزيز الخدمات التعليمية والاجتماعية والحضرية، لكن من اللازم أن نخضع كل ما تقدم إلى تقييم دقيق وصريح لتحديد جوانب التقصير وتلافيها، وتشخيص مواقع النجاح ومضاعفتها، وخصوصاً أن البحرين ستستضيف أعمال المنتدى الحضري العالمي السادس في العام 2012 وهو يعكس حرص البحرين على دعم الجهود الدولية الرامية إلى حشد العمل الجماعي المنظم لتحقيق أهداف الألفية الإنمائية، والإيمان بضرورة تنفيذ الالتزامات الدولية في مجال التنمية المستدامة.

محور توفير «الحماية الاجتماعية» لجميع المواطنين… بل وللمقيمين أيضاً من وجهة نظري، يتطلب إعادة نظر، وهذا لا يعني أن الخطوات التي أنجزت في مسار إعادة الحياة الديمقراطية وتمكين المرأة سياسياً، والمحافظة على البيئة والحد من الكوارث وتغير المناخ وتبوء مكانة متقدمة على صعيد التنمية البشرية وحقوق الإنسان هي خطوات هامشية أبداً، لكن لابد من تخصيص موازنات أكبر لخدمات الحماية الاجتماعية بما تشمله من حق السكن والعمل والأمن والتعليم والصحة، ذلك لأن الزيادة السكانية الملحوظة وارتفاع الطلب على الخدمات على اختلافها، يمثل تحدياً كبيراً للدولة يتوجب أن تواجهه بجدارة وخصوصاً أن الصرف على الحماية الاجتماعية كما يقول الخبراء، لا يمثل استنزافاً لموازنة الدول، بل يعد استثماراً مهماً في بناء ما يسمى (القوة المرنة اللازمة للتعامل مع الصدمات الحاضرة والمستقبلية).

بلادنا تتمتع ولله الحمد بعقول بحرينية خلاقة قادرة على وضع التصورات والخطط الإستراتيجية، وهذه العقول هي التي يجب الاعتماد عليها، وحتى ننجح في تعزيز الحماية الاجتماعية، يلزمنا مراجعة صريحة وحقيقية لما تم إنجازه ولما أخفقنا في إنجازه لأن هذا المستوى من المكاشفة يجعلنا نحدد بالضبط أين نقف، ومن ثم نواصل بثقة طريق تحقيق أهداف الألفية

سامي النصف

تناقضات ياسر الحبيب

خصنا ياسر الحبيب برد على مقالنا في «الأنباء» استغرق نصف الجزء الثامن من حلقات ردوده الموجودة على اليوتيوب (الحلقة تستغرق ساعة كاملة) ثم الحلقتين التاسعة والعاشرة بأكملهما لذا اقتضى التعقيب مع ملاحظة فارق المساحة المتاحة للجانبين حيث انني مقيد بمقال محدود الكلمات للرد على ما جاء في حلقات فاق مجموعها 14 ساعة من الكلام المرسل.. والباقي في الطريق!

أنهى ياسر رده علينا بالتطرق لطلبنا منه ان يتوقف بالقول «آسف جدا الطلب قد رفض» وكنت بالفعل أود غير ذلك الرفض فسعادتي شخصيا لا تكمن في عقوبته او شتمه بل ان يوقف المسار المدمر للإسلام الذي يقوم به خاصة أن إحدى دوله الكبرى، ونعني إيران وهي للعلم دولة يختصمها ياسر، مقبلة على أحداث جسام تحتاج من المسلمين جميعا حكومات وشعوب التوحد للوقوف معها وهو أمر ينقضه تماما ما يروج له القابع في لندن وقد أتى في الآية الكريمة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ولا أعلم كيف سيفسرها ياسر بعد تفسيراته العجيبة الغريبة للآيات الأخرى؟!

وكما يقول الشيخ حسين المعتوق أمين التحالف الإسلامي الوطني في لقائه على قناة الكوت التي يملكها السيدان عدنان عبدالصمد وأحمد لاري وضمن برنامج «360 درجة» الذي يقدمه الإعلامي الناجح مبارك النجادة، ان من يريد فرقة المسلمين واضعافهم وخلق فتنة بينهم ما عليه الا العودة إلى كتب التاريخ واختيار ما يشاء لتقسيم الأمة الى ألف فريق وفريق يضرب بعضهم رقاب بعض، لقد قال الإمام علي رضي الله عنه للخوارج ان القرآن حمال أوجه فكيف يا ياسر بآلاف الروايات السنية والشيعية التي وضعت في زمن الفتن والخلاف والشقاق؟! فمن يريد توحيد المسلمين سيجد في الأثر ما يؤيده ومن يزمع تفريقهم سيجد كذلك ما يؤيده فنحن وضمن عصر الاتصالات والفضائيات والانترنت نختلف حول تفاصيل الأحداث التي تقع فكيف بذلك العصر الغابر؟!

ولا أعلم شخصيا بالنوايا الحقيقية لياسر وما تخفي الصدور الا انني على يقين بأن من يريد هدم الإسلام واضعافه وتفريق ابنائه لن يجد وسيلة أفضل مما يقوم به ياسر من البحث في الكتب القديمة ـ ان صدقت بالطبع رواياته ـ لهزّ عقائد أهل السنة والشيعة معا وضرب ثوابتهم وتحريف الكلم عن مواضعه وتقديم تفاسير مختلفة جديدة للآيات البينات وتسفيه وتكذيب المراجع والمشايخ والسادة (راجع الهجوم على الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر والسيدين محمد حسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين وغيرهم).

وقد كان ياسر انتقائيا فيما عقب عليه من ردودنا ومع ذلك فقد ذكر ان سيدنا علي رضي الله عنه لم يقم الحد على السيدة عائشة رضي الله عنها بدعوى قتلها للرسول صلى الله عليه وسلم كما يذكر ياسر حاله حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع عبدالله بن أبي بن سلول وذلك حرصا على سمعة الإسلام ووحدة الأمة، ونقول وهل يعيبك ان تقتدي بهدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والإمام علي رضي الله عنه فتحرص على سمعة الإسلام ووحدة الأمة لا العمل على ما يفرقها! ثم لو اننا أخذنا بمنطقك ودعواك فواضح ان الإمام علي قد عفا عن السيدة عائشة رضي الله عنها فمن انت حتى تزايد عليه في حكمه؟! ومن تناقضاتك الفادحة انك اتهمت السيدة عائشة رضي الله عنها بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عدت واتهمت نصاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم! فهل تصح تلك التناقضات الفاضحة حول أمر جلل يختص برسول الأمة صلى الله عليه وسلم أو زوجه كحال انكارك الزنا عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حلقة ثم اتهامها به والعياذ بالله في الحلقة التالية؟! وهل أصبحت الحقيقة التاريخية لا أهمية لها في مشروع التحريض والتأجيج القائم؟!

ومن تناقضاتك وما أكثرها أنك تعيب على من أسميتهم «معممي العالم الثالث من الشيعة» وقد أسميت البعض منهم بأنهم يستخدمون «التقية» مع أهل السنة بقولهم انهم مسلمون في الدنيا كفار بالآخرة إلا انك ضمن اجابتك على مقالي تقول تماما بمثل ذلك القول الذي عبته على الآخرين فنحن مسلمون في الدنيا إلا اننا كفار في الآخرة وقد جمعت ما يكفي من متناقضات قولك وأحكامك حتى ضمن الحلقة الواحدة ما يكفي لملء كتاب كبير لا مقال صغير.

وقد وصلت الى بيت القصيد عندما تحدثت عن مصائرنا في الآخرة في معرض ردك علينا وعن الفرقة الناجية وان النقيضين لن يجتمعا في الجنة أو النار، وردنا عليك أنه لو صدق ما تدعو له فإننا وما نمثله من كل السنة والشيعة ـ عداك ـ لن يحاسبنا الله رب العالمين لأننا لم نقل ما قلته من شتم لأمهات المؤمنين ولكن ماذا لو كنا نحن من سنة وشيعة على حق فمن سيشفع لك في الآخرة عند رب منتقم جبار ورسول اتهمته في عرضه وشتمت نساءه وأتباعه بعد أن عممت الشتم والطعن وقلت ان المسلمين نكحوا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله بعد موته والآية الكريمة تذكر (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) وقد أتى ضمن تعميمك ان هناك من زنى من زوجات الأنبياء والأئمة كما اتهمت زوجة سيدنا نوح عليه السلام بأنها ولدت سفاحا ومن ثم أصبح كل البشر مشكوكا في أبوتهم!

آخر محطة:

 (1) من تناقضات ياسر قوله انه خص ردوده على من لم يشتمه وهذا اقرار بان الشتم من العادات السيئة لذا نقول ان كان الشتم ليس نهجا سويا ترفضه بحق رجل حي غير منتسب ولا متصل بالرسول صلى الله عليه وسلم فكيف تقبله بحق سيدة متوفاة من 1400 عام هي زوج الرسول وأم المؤمنين رضي الله عنها وهل تستطيع او يُقبل منك ان تدخل لديوان مليء بالناس فتثني على صاحبه ثم تشتم زوجته وتتهمها بالزنى والنجاسة والقذارة؟! وإذا كنت لا تستطيع هذا الأمر مع انسان عادي فكيف تقبله لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم؟!

(2) ومن تناقضاته قوله انه طلق السياسة بالثلاثة ثم حديثه بعد دقائق قليلة من ذلك القول عن مشروع سياسي يتبناه حسب قوله يدعو لخلق دولة في غرب الخليج وتدويل الحجاز!

(3) ومن تناقضاته قوله في معرض رده على انه يدعو للوحدة الاسلامية الا انه وبعد دقائق قليلة من الحديث يقول بأن ما يدعو اليه يشق الأمة ويقسمها الى معه وضده كون ذلك الأمر طبيعيا مع كل دعوة مماثلة!

(4) ومن التناقضات مدح الشعب الكويتي ورقيه في الحوار ثم القول ان الكويتيين انحدروا لمستويات لم تشهد من قبل!

(5) ومن التناقضات الدعوة إلى السماح بمناقشة كل ما يقال حالنا كحال الغرب الذي يشتم فيه السيد المسيح عليه السلام حسب قوله ثم طلبه المحاسبة الشديدة لمن دعا للفرح في يوم عاشوراء بحجة انها قيلت في منطقة شيعية يعني ان تلك المقولة التي رفضها أهل الكويت جميعا مقبولة لو قيلت عبر الشارع من المنطقة التي قيلت به؟!

(6) من التناقضات دعوى ان السيدة عائشة رضي الله عنها قامت بدس السم للرسول صلى الله عليه وسلم ثم انكار انه مات في بيتها وبين نحرها وسحرها!

(7) ومن التناقضات الصارخة رفضك للدعاوى التي اقيمت عليك في الكويت بحجة ان شتائمك المثيرة قلتها في ديوان أو مكان خاص، في وقت تردد فيه نفس الكلمات المفرقة التي ادعيت انك قلتها في السر ومن ثم لا تستحق المحاسبة عليها على الفضائيات والانترنت واليوتيوب هذه الأيام.

ياسر مرة اخرى أدعو لك بالهداية والتوقف عما انت في سبيله فليس مهما ان يدخل احد التاريخ بل يجب ان يتأكد من دخوله له من بوابة الخير فيه لا بوابة الشر.. والى مقالة الغد وهل ياسر عدو للنواصب أم منهم؟!

احمد الصراف

مقال في الحب وعن الحب

كنت أشعر بانزعاج لا أعرف سببه في صباح ذلك اليوم البارد، وكان المستوصف يعج بالمراجعين المرضى، بعد موجة البرد المباغتة التي فاجأت الجميع. وفجأة دخل رجل في الثمانينات من عمره، طالبا باستعجال غريب إزالة القطب من جرح كان بيده، وكان يبدو مرتبكا وكثير النظر لساعة يده وكأنه سيتأخر عن موعد مهم في ذلك اليوم، وقال إنه ليس لديه أكثر من نصف ساعة قبل حلول موعده التالي!
نظرت اليه وإلى عدد المراجعين في الصالة ووجدت أن دوره لن يأتي قبل ساعة ونصف الساعة على أقل تقدير، وحيث انني لم أكن مشغولة بأي أمر آخر، فقد طلبت منه أن يتبعني لإحدى غرف الفحص، حيث تبين لي أن جرحه قد التأم تماما ويمكن إزالة القطب منه، وهنا قمت بالاتصال بأحد المتخصصين للقيام بالمطلوب، وعندما كنا بالانتظار سألته عن سبب استعجاله وعما إذا كان لديه موعد مع طبيب آخر، وكان سؤالا عاديا ومتوقعا لمن في مثل عمره، ولكنه نظر الي بما يشبه اللوم وقال: لا، ولكنه على عجلة من أمره لأن عليه الذهاب لإحدى دور العناية بالمسنين لتناول الفطور مع زوجته في صباح ذلك اليوم، وانه سيتأخر عليها، وعندما سألته عن حالتها قال انها هناك منذ فترة طويلة، وانها وقعت ضحية مرض الألزهايمر!
وأثناء تبادلنا للحديث خلال إزالة القطب سألته إن كانت زوجته ستنزعج إن تأخر عليها، فقال انها توقفت منذ خمس سنوات عن التعرف عليه! وهنا فاجأتني إجابته، وسألته إن كان لا يزال يذهب اليها كل صباح لتناول الفطور معها على الرغم من أنها لا تستطيع التعرف عليه، فهز رأسه بالموافقة، فقلت له: ان هذا تصرف غريب ولا داعي له ما دامت لا تعرف من هو. وهنا انفرجت أساريره عن ابتسامة آسرة وقال وهو يربت على يدي: هذا صحيح، فهي توقفت منذ فترة عن التعرف عليّ ولكن ألا تلاحظين أنني لا أزال أعرفها وأعرف من هي بالنسبة الي؟!
وهنا ملأت الدموع مقلتي وانتابتني رعشة، وقلت لنفسي: هذا هو نوع الحب الذي أريده في حياتي، الحب الحقيقي، وليس الجسدي أو العاطفي، وهو الحب الذي يقبل كل ما هناك، وكل ما كان وما سيكون، وحتى ما قد لا يكون! فالحياة ليست في الاستمتاع بالامتلاك بل بالعطاء المستمر وغير المحدود.
(ترجمة من الإنترنت بتصرف بسيط)

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

شوية نفاق 
بالفستق واللوز

الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد النشط محمد الصبر صرّح أن عدد المسافرين عبر منافذ الحدود البرية، خلال عطلة العيد، بلغ نحو مئة ألف مسافر. لكنه كعادة الناطقين الرسميين في الكويت، بل كعادة كبار مسؤولينا الذين يجيدون استخدام زيت الزيتون الأصلي لدهن الرؤوس، أضاف حفظه الله: «معالي وزير الداخلية وسعادة وكيل الوزارة تابعا كافة الإجراءات الأمنية، وأصدرا أوامرهما بالتعامل الحضاري مع المسافرين»! والحمد لله أن صاحبنا العميد اكتفى بذلك ولم يضف «بعد سهر وسهاد، رأى معالي الوزير بنظرته الأبوية الحانية، وإحساسه المرهف بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه…».

«أشطفت وانا أبو الأسلم»، فقد كان الموظفون في الحدود على وشك خلع أحزمة بنطلوناتهم وأحذيتهم، وهات يا «تمحّط وتلشّط» وضرب ظهور المسافرين وجنوبهم، قبل أن يدخلوهم في أفران كأفران هتلر، لولا أن رحمة ربك تداركتهم بتوجيهات الوزير والوكيل. يا ما انت كريم يا رب… المسألة كانت مسألة ثوان معدودة، إذ ما إن رفع موظفو الداخلية أيديهم بأحزمتهم إلى الأعلى كي يهووا بها على المسافرين المجرمين حتى صدرت التوجيهات فتجمّدت أيديهم، إلى لحظة كتابة هذه السطور.

ونفسي ومنى عيني أن أقرأ في صحف النرويج أو السويد أو فنلندا أو هولندا أو أي دولة محترمة تصريحاً للناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية يتحدث عن توجيهات وزيره، كما يفعل الناطق باسم وزارة الداخلية عندنا، الذي صوّر الوزير وكأنه ملك الحيرة «النعمان بن المنذر بن ماء السماء» ونحن رعاياه. يجلس هو على العرش، ويقف خلفه عبدان حبشيان برمحيهما، وعلى يمينه ويساره تقف جاريتان تهفهفان عليه بريش النعام، ونحن الشعب راكعون على ركبنا، فإن غضب جلالته علينا أمر بحزّ رؤوسنا، يا ويله من الله، وإن فرح خلع علينا العطايا والجواري وصُرر الذهب وحادا بادا.

الرائع في هذه المسرحية، أن من يقرأ تصريح الأخ العميد النشط (هو فعلاً نشط) يتخيل أن منافذنا البرية تتدفق بانسيابية نهر الأمازون وسلاسته، في حين أنها صورة مصغرة ليوم الحشر العظيم… شيوخ ونساء طاعنون في السن وبكاء أطفال وتكدّس نساء بالساعات تحت «لواهيب» شمسنا الحارقة الحانقة. ولا أدري لمَ لا تضاعف وزارة الداخلية عدد موظفيها وعدد كبائنها لتقضي على مشكلة الزحمة. والظن أنها إن فعلت ذلك فلن تكون هناك حاجة إلى الواسطة التي يحرص عليها وزراؤنا، والأهم لن تكون هناك حاجة إلى «توجيهات معالي الوزير وجسّاس وسالم الزير».

ولولا تصريح الأخ الناطق الذي بيّن لنا أن الوزير والوكيل هما من تابع الإجراءات الأمنية، لما عرفت المسؤول الذي عليه متابعة الإجراءات تلك، ودقي يا مزيكا.

سحابة نفاق تمطر فوقنا بغزارة، تزاحمها سحابة فشل، وسحابة كذب، وطق يا مطر طق، بيتنا جديد ومرزامنا حديد… وكم سعر الزيت اليوم أيها الأخ العميد؟