سامي النصف

قليلا من الحياء يا مؤزمون!

المباركة القلبية لدولة قطر الشقيقة على ثقة العالم بها وفوزها غير المسبوق باستضافة كأس العالم، حيث تعتبر أصغر دولة في التاريخ تستضيف المونديال وهو ما يمنح كثيرا من الدول الصغيرة الأمل في استضافة تلك البطولة العالمية الهامة.

وقد سبق لقطر ان بهرت العالم إبان اقامة مسابقات الآسياد في الدوحة مما عزز فرص فوزها أمام المنافسين الآخرين وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي لم تتقبل الخسارة بروح رياضية كما يفترض واحتجت دون داع على ذلك الانجاز القطري الكبير، وتعلم الشقيقة قطر ان الكويت وكل شقيقاتها الخليجيات يضعون مواردهم وخبرتهم لدعم قطر وإنجاح البطولة التي ستقام على أرضها.

والشيء بالشيء يذكر، ألا يخجل بعض مؤزمينا الدائمين من خلق المشاكل والأزمات السياسية المتتالية التي تشغل البلد عن التفرغ للانجاز، فما نلحظه بحسرة هو انتقالنا من أزمة الى أخرى دون ان يفهم أحد سبب تلك المشاكل التي يشتكي منها ـ يا للعجب ـ من يفتعلها؟!

فاللجوء للمحاكم على سبيل المثال هو حق أصيل كفله الدستور للجميع دون استثناء، كما ان احترام الأحكام القضائية أمر واجب على الجميع في الدول الدستورية، وفي هذا السياق فإنه قد ساد في الحياة السياسية الكويتية فهم خاطئ يتلخص في ان النجاح في الانتخابات النيابية لا يقوم على الطرح العاقل والمتفائل الذي يقدم الحلول للمشاكل التي تعاني منها الدولة والمواطنون، بل يتم النجاح لمن يزايد في شتم حكومة لم تتشكل بعد! وقد يكون فيما حدث درس بليغ للمدغدغين والمتلاعبين بمشاعر البسطاء حيث سيدفع الثمن مستقبلا من ينتهج ذلك المسار الخاطئ ومن ثم سنرى تسابقا على الطرح الايجابي المفيد.

وقد ذكرنا مرارا وتكرارا ان حسن النوايا هو السبيل الأمثل للعلاقة الصحية بين السلطتين، وان من يتقصد خلق المشاكل عبر محاكمة النوايا وتتبع السقطات والهفوات عليه ان يتقبل المعاملة بالمثل عبر لجوء الطرف الآخر كذلك لتحقيق أهدافه عبر التكتيكات السياسية المشروعة، وألا يجزع من أداة اعتاد هو تكرار استخدامها.

آخر محطة:

نحن ضد سجن الإعلاميين على ألا يتعدوا على كرامات الآخرين، والإشكال هو ان استبدال السجن بالعقوبات المالية المغلظة قد يخرب البيوت ويضر بعائلات الإعلاميين بأكثر من أحكام السجن.

احمد الصراف

أين اختفت ضمائرنا؟

مرت حادثة الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في العراق من قبل إرهابيين متطرفين من القاعدة مرور الكرام على الغالبية منا ولم يتم ذرف دمعة عليها، فتاريخنا المملوء بدم الآخرين، لم يترك لنا المجال للتوقف أمام هذه الحادثة أو غيرها بعد أن سبقتها المئات من الأحداث المأساوية التي جعلت من قلوبنا صخورا صوانية صعبة العراك، وليس من شيء أدل على ذلك مما يحصل في باكستان بين الشهر والآخر من اعتداء مسلمين شيعة على مساجد السنة والعكس، والقتل جارٍ على قدم وساق داخل ما يعتبره البعض «بيوت الله» ويعتبرها الطرف الآخر مجرد مسالخ لسفك دماء المئات من أخوته في الوطن والدين.
يقول المطران جورج خضر، في مقال له في النهار تعليقا على حادثة سيدة النجاة، ان المسلمين يؤمنون بأنهم خير أمّة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولكنهم لم يحركوا ساكنا أمام جريمة قتل مصلّين، نساء واطفالا ورجالا أبرياء، في العراق (ومصر ولبنان والسودان وأندونيسيا والفلبين وتايلند وغيرها). وقال انه لا يستطيع تصديق ان مليار مسلم لا يستطيعون وضع حدٍّ لهؤلاء القتلة، فخطب الجمعة «النادرة» التي القيت ضد هؤلاء المجرمين الذابحين للمصلين الطاهرين لا تكفيه. واضاف أن المسلمين متماسكون لا يقبلون الضيم، غير انها أمة ظالمة لنفسها وقابلة لتشويه صورتها ان قبلت سلطان هؤلاء المجرمين على سمعتها، ولا يعقل أنهم، في عصر الأقمار الصناعية، لم يسمعوا بالجريمة! وتابع: إن صمتهم يعني ضلوعهم في الجريمة! والسؤال هو من له مصلحة بإبادة الذين كانوا يصلّون في كنيسة سيدة النجاة؟ من يستفيد من قتل هؤلاء الشهداء؟
وتتساءل البريطانية العراقية الأصل منى الصديقي (بي بي سي 16/11) وهي تشاهد أحداث الكنيسة على التلفزيون، بأنها لا تعرف ما كان سيكون عليه شعورها لو عاشت في وطن مقسم وممزق بحروبه الطائفية والدينية، فهي لم تعتد أن يأتي شخص ويطرق باب بيتها ويقتل أهلها ويستولي عليه، ويدفعها للفرار لأرض أخرى والبدء من جديد ضمن محيط غريب ووجوه غير معروفة وأصوات غير مألوفة، ولكن هذا بالضبط ما يحدث لمسيحيي العراق!
أسئلة المطران جورج وتساؤلات الصديقي، وعشرات غيرهما من القلة المسلمة ومن مسيحيين آخرين، ستبقى دون جواب، فقد فقدنا بوصلتنا الأخلاقية بعد أن رضينا بأن يتحكم شرذمة من المجرمين والقتلة بضمائرنا قبل مصائرنا، وبعد أن اصبح لدينا برلمانيون على استعداد للدفاع عنهم، وربما توفير الحماية والمال لهم، إن احتاجوا الى ذلك!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي


فهد العنزي 
ومحمد قبازرد

إذا سقطت الحصانة عن الدكتور فيصل المسلم، بمعنى، إذا سقطت الحصانة عن النائب وهو يتحدث تحت القبة، فليس أمام «نوابنا» إلا الاستقالة، والبدء بالتحشيد، ورصّ صفوف الشعب المهلهلة، لتعديل الأوضاع المنقلبة… وآخ ما أكبر الخطأ الذي انطلق منذ سكوتنا وقبولنا بإحالة التقرير إلى اللجنة التشريعية لمناقشته، في مخالفة «مصلّعة» لمواد الدستور.

إذا تم ذلك فاستقيلوا يا «نوابنا»… وخير الكلام ما قل ودل، وحيّ على الفلاح.

***

صلوا على شفيعكم الهاشمي، واقرأوا المعوذتين، و»من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد». ولو أنني كنت مدافعاً ضد الكويت، وأقبل عليّ فهد العنزي من هناك، يجري بأقصى سرعة محركاته النفاثة، وشعره الثائر «معلّق في السحاب»، كذيل حصان فارس منتقم، لـ»رقعت بالصوت الحياني»، وللطمت لطماً مبيناً.

هذا اللاعب من فصيلة النيازك، وطريقته في المرور من بين مدافعي الخصم تذكّرك بالطّيف الذي يمر لمحة، فلا تكاد تتبيّنه الأبصار، والهجمة التي يقودها «الوايلي» فهد يصاحبها برق يلمع ورعد «يحنّ» ويزمجر، فلا يجد مدافعو الخصم من حيلة إلا أن يضعوا أصابعهم في آذانهم خوفاً على طبلاتها من «حنّة» رعده، ويغمضوا أعينهم خوفاً من أن يخطف نورها برقه. ويجب على «الفيفا» إلزام الفرق الأخرى بإحضار أطباء العيون والأنف والأذن والحنجرة، والتأكد من وجود سيارات الإسعاف قبل المباراة.

لاعب مثل هذا نعمة وهبها الله للكويت، تستحق الشكر، ويستحق من اهتم بها ورعاها الثناء، وشكراً كبيرة لجريدة «الراي» التي نشرت قصة منزل والده، وشكراً أكبر منها لمعالي النائب الأول وزير الدفاع الذي أمر بالإبقاء على منزل والد فهد. والمثل يقول «إذا توضيت صلّ»، وعسى الحكومة أن ترعى «نعمة الله» فتقوم بتجنيس فهد فوراً وقبل أن يفوز به جيراننا، وما أكثر أفواه الأسود الجائعة والمفتوحة لالتهام هذه النعمة.

حماك الله يا فهد، أنت وبدر المطوع، وحارسنا الجسور نواف الخالدي، وبقية الفرسان، لتعيدوا للكويت أمجادها الرياضية الضائعة منذ زمن.

***

يبدو أن العام هذا، أدرك أنه أحزننا بما يكفي، فأهدانا – من باب تخفيف الأحزان – النجم فهد العنزي، ثم «أردف» هديته لنا بهدية أخرى لا تقل عنها روعة. الهدية الثانية اسمها «محمد قبازرد»، وهو شاعر فصيح تجرحت أصابعه وهو ينحت في مناجم الذهب، وينتقي أغلى الجواهر وأجملها كي يصوغ لنا عقوداً تغري الأعناق وتزيّنها.

لقبازرد قصيدة فاتنة تسير بين صفين من نظيراتها بإكليلها الأبيض، فينحنين لها ويرمين الورود أمامها، صاغها في رثاء نجمنا الراحل الخالد «غانم الصالح».

اسمعوها على هذا الرابط، وادعوا لـ»غانم» بالرحمة، ولقبازرد بمزيد من المناجم والعقود.

http://www.youtube.com/watch?v=6-idsbHv5HI&playnext=1&list=PL985EAC417B3289E3&index=7

***

أستأذن القراء وإدارة التحرير بالغياب عن هذه الصفحة مدة أسبوع.

احمد الصراف

الحلّ في كل هذا العنف!

لا شك أن كل كلام او ادعاء عن تسامح المسلمين مع اليهود والمسيحيين – دع عنك البوذيين والهندوس وغيرهم – غير صحيح. فالحقيقة غير ذلك تماما، الآن وعبر التاريخ. وما ورد في أمهات الكتب أكبر دليل، هذا إن كنا بحاجة أصلا الى دليل، وربما تكون الجريمة التي وقعت في كنيسة سيدة النجاة، وما سبقتها من جرائم في دول إسلامية عدة، التي ارتكبت بحق أبرياء، ذنبهم الوحيد أنهم مسيحيون مثال صارخ على ذلك. وفي هذا الصدد كتب الزميل المميز عبدالخالق حسين، قائلا: طالما تشدق كثيرون من الكتّاب المسلمين بأن المسيحيين واليهود وغيرهم من الأقليات الدينية عاشوا في العالم الإسلامي بسلام. ولو تحرينا في تفاصيل التاريخ العربي ـــ الإسلامي، لوجدنا أن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في العالم الإسلامي لم تكن حميمة أبداً، كما يدعي البعض، بل كانت في معظمها مأساوية منذ تأسيس الدولة الإسلامية الراشدية وما بعدها، لا يجتمع في جزيرة العرب دينان، والتاريخ ملوث بالعار والشنار باضطهاد غير المسلمين!
فمشكلة معاملة المسيحيين أو غير المسلمين بشكل عام برزت في السنوات الأخيرة مع انتشار وسائل الإعلام وتركيزها على الجرائم العنصرية والدينية رغبة في كسب المشاهد، إضافة إلى ما اصبح متوافرا في السوق السوداء من متفجرات ومعلومات خطرة على الإنترنت في كيفية صنعها وتهريبها. وقد تسببت المجازر التي ارتكبت في مختلف الدول العربية والإسلامية إلى هجرة مئات الملايين للغرب، وبينهم أصحاب خبرات نادرة.
ومن المعروف أنه بعد انقلاب 1958 في العراق تعرض اليهود لاعتداءات عدة، الأمر الذي اضطرهم الى الهجرة لإسرائيل، كما يقال ان بعض دول الجوار تسعى لتفريغ العراق من المسيحيين والصابئة أيضا! ووفق تقرير حديث للـ«بي بي سي» فإن عدد المسيحيين في العراق أصبح بحدود 87 ألفا من اصل أكثر من مليون وربع المليون!
وقال الزميل عبدالخالق ان الإرهابيين يعتمدون على نصوص وما نقل لهم من أئمتهم في التحريض ضد غير المسلمين، وان ابن تيمية، أحد أئمة «الوهابية»، قال: «من لم يبغض النصارى والكفار فليس مسلماً»، وقال أيضاً في مجموع الفتاوى (22 ــ 162): «ليست الكنائس بيوت الله، وإنّما بيوت الله المساجد، بل هي – الكنائس – بيوت يُكفر فيها بالله، وإن كان قد يذكر فيها، فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كُفّار، فهي بيوت عبادة الكفّار»، وان هذه الأعمال الإرهابية لا يمكن أن تتوقف، ما لم يتم تجفيف منابع التطرف ومصادر تمويله!
وتساءل الكاتب: ما العمل؟ واقترح جملة من الإجراءات كقيام السلطات بتوفير الحماية لأماكن العبادة للمسيحيين، وقيام رجال الدين المسلمين من جميع المذاهب بإدانة هذه العمليات الإرهابية علناً، وإصدار الفتاوى بتكفير القائمين بها، وإبراز النصوص الدينية التي تدعو إلى روح التسامح والتعايش السلمي بين الأديان، والتأكيد على أن هذا الإرهاب دولي، ومتفشٍّ في جميع أنحاء العالم، وليس في العراق وحده، وليس بإمكان أي دولة وحدها دحره، ولا بد من تضافر الجهود لمواجهته، واخيرا تنقية المناهج الدراسية في جميع المراحل، وفي جميع البلدان الإسلامية، وبالأخص السعودية ودول الخليج، من النصوص الدينية التي تدعو إلى التطرف الديني والكراهية ضد أتباع الديانات الأخرى، مع التركيز على نشر روح التسامح والتعايش مع الآخر المختلف، وإدخال مواد دراسية تساعد على القضاء على التعصب الديني، مثل مبادئ علم الاجتماع، والفلسفة، وتاريخ الأديان المقارن.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

حول «حوار المنامة»

 

يكشف أحد خبراء المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره لندن، وهو المعهد المسئول عن تنظيم حوار المنامة الذي تستضيفه البحرين في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن الإنفاق العسكري المخصص لشراء الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط تحديداً وخصوصاً بالنسبة إلى شراء أنظمة حديثة من كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وألمانيا جاوز نسبة 70 في المئة من إجمالي الدخل القومي خلال العامين 2007 و 2008، إذ بلغ الإنفاق الدفاعي العربي 29.5 مليار دولار، لكن ذلك لا يدخل ضمن خطة مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي أو لتقوية منظومة الأمن العربية لمواجهة التحديات، بل يمكن اعتبار ذلك استعداداً لخطرين رئيسيين هما: الخطر الإيراني، أو لمواجهة التحولات السياسية داخليّاً وخصوصاً في ظل الانقسامات السياسية والمذهبية في بعض تلك الدول.

ويكشف خبير آخر متخصص في مجال التهديدات الدولية وتقييم المخاطر من المعهد ذاته، أن دول الخليج ليست وحدها التي تصدرت قائمة المشتريات، بل شملت سورية والجزائر واليمن وإيران ذاتها، وتلك الدول استحوذت على أكثر من 95 في المئة من إجمالي مبيعات السلاح الروسي إلى المنطقة، لكن في المقابل، وفي الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى إيجاد منظومة دفاعية وأمنية تضم خاصة دول الخليج العربي وتركيا وإيران لمنع الاختراقات الخارجية وتحديداً الروسية أو الأميركية – الإسرائيلية للمنطقة بما يهدد استقرارها وأمنها على جميع الأصعدة، فإن هناك دعوات أخرى لأن تطور تلك الدول صناعاتها العسكرية والتسليحية وذلك من خلال تكامل عربي اقتصادي وتناسق بين المؤسسات العربية والإسلامية لتحقيق ذلك الهدف، وهي تشتري السلاح من التكتل الذي تريد الوقوف في وجهه.

ليت منتدى «حوار المنامة» يرفع تحذيراً إلى كل الدول المشاركة، وخصوصاً الخليجية والعربية منها، بأن يوجهوا تلك المليارات إلى قطاعات التعليم والصحة والإسكان والتوظيف وتحسين مستوى معيشة المواطنين وأن يخضعوا أنفسهم لـ «رقية شرعية» تكفيهم وساوس الشيطان.

سامي النصف

الممثل جمال والصحافي دياب

اعجب من مصر الكبيرة التي استبدلت في غفلة من الزمن رجالا وساسة عظاما شديدي الكفاءة والنزاهة والوطنية والثقافة أمثال الأبطال مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وعبدالعزيز فهمي واسماعيل صدقي وحمد الباسل ومصطفى النحاس ومكرم عبيد واحمد ماهر ومحمود النقراشي ومحمد محمود وفؤاد سراج الدين ود.محمد حسين هيكل، بالمضلل محمد حسنين هيكل والممثل جمال عبدالناصر وغائب الفكر عبدالحكيم عامر وزائر الفجر صلاح نصر ومن سار على نهجهم وتغطى بلحافهم.

 

وتبقى مصر الولادة بالرجال والقيادات السياسية والفكرية البارزة كالرئيس حسني مبارك وصاحب مقال اليوم رجل الأعمال والاعلام صديقنا وصديق الكويت صلاح دياب الذي أوصلني ذات مرة لمدير قناة «المحور» لأبدي اعتراضي على تعامل احد مذيعيه السيئ مع ضيف البرنامج ليخبرني ابن الزميل صلاح ان ذلك الضيف هو من أساء لوالده ذات مرة أشد الإساءة عندما ذهبوا إليه لمناقشة تمويل أحد مشاريعهم.

 

وسألني الاستاذ صلاح ونحن جالسان على الغداء في بيته العامر عن السياسي الابرز في نظري في مرحلة ما قبل 52، فقلت: رئيس الوزراء السابق اسماعيل صدقي باشا لعبقريته السياسية وكفاءته الشديدة وأفكاره العظيمة حيث انشأ كورنيش الاسكندرية وأقام السدود والبنوك الزراعية وغيرها من مشاريع كبرى، وقد عقب السائل بالثناء على ما قلت وأضاف ان التاريخ لم ينصف ذلك السياسي المحنك، وانتهى حديثنا عند هذا الحد دون زيادة.

 

فيما بعد وأثناء بحثي في تاريخ مصر الحديث وجدت حقيقة صدمتني وأعلت بالمقابل من مكانة الاستاذ المنصف صلاح حيث اكتشفت كم التنكيل والتعذيب الذي قام به اسماعيل صدقي باشا عندما كان رئيسا للوزراء عام 1933 بوالده الصحافي اللامع والخطيب المفوه محمد توفيق دياب صاحب جريدة «الجهاد» واسعة الانتشار والتي كان من كتابها د.طه حسين وعباس العقاد والتي اهدى أمير الشعراء أحمد شوقي صاحبها بيت الشعر الشهير «قف دون رأيك في الحياة مجاهدا، إن الحياة عقيدة وجهاد»، فوضعها كترويسة تحت مسمى الجريدة ـ وفيما بعد استعارها المرحوم كامل مروة لجريدته «الحياة» ومازالت تشتهر بها ـ فقد سجنه لأشهر عدة وعذبه أشد التعذيب في السجن وهو أمر لم يكن مقبولا في مصر ما قبل ثورة 52 وإن أصبح اجراء معتادا بعد قيامها فقد استخدم التعذيب المهين ضد الملكيين والشيوعيين والاسلاميين والاعلاميين و.. كل المصريين والسوريين واليمنيين الذين قال احد ثوارهم بعد ان سجن وعذب في القاهرة ومنع من الذهاب للحمام في تلك الفترة «كنا نطالب بحرية القول واصبحنا نطالب بحرية البول.. يا غمال».

 

 آخر محطة: (1) جريدة «الجهاد» هي أول صحيفة أتى بها ذكر الرئيس جمال عبدالناصر مرتين: الأولى عندما كان طالبا في مدرسة النهضة الثانوية ولجأ لدار الصحيفة إبان اشتراكه في مظاهرات ضد صدقي باشا في الثلاثينيات خوفا من ملاحقة رجال الامن، والثانية عندما نشرت اعلانا في يوم السبت 19 يناير 1935 عن رعاية احمد نجيب الهلالي باشا وزير المعارف لعرض مسرحية يوليوس قيصر في تياترو (مسرح) برنتانيا والتي تقيمها مدرسة النهضة ويقوم ببطولتها ـ كما اتى في الاعلان ـ جمال عبدالناصر بدور يوليوس قيصر وصبحي صالح بدور اكتافيوس ومحمد المراغي بدور انتوني وابراهيم العقاد بدور الخائن بروتوس، وكان المفترض ان يمثله الصحافي محمد حسنين هيكل الذي انقلب فيما بعد على صاحبه ورئيسه يوليوس عبدالناصر عندما كتب عنه مقال «عبدالناصر ليس أسطورة» فاتحا الباب لمهاجمته والنيل منه.

(2) في موضوع آخر، الولايات المتحدة اكثر الدول تشددا في سرية اوراقها كما ان قوانينها هي الأعنف فيما يخص عقوبات التسريب حيث اعدم في 16/6/1953م الزوجان اليهوديان يوليوس واثيل روزنبرغ بتهمة تسريب «قلة» من الوثائق الاميركية للروس، لا مئات آلاف الوثائق للعالم اجمع كما قام بذلك هذه الايام المحلل العسكري برادلي مانينغ عبر موقع «ويكيليكس»، برادلي مقبوض عليه ومسجون في الكويت ويخشى البعض ان يهرب خارجها كما هرب وكيل الوزارة وعضو مجلس الأمة فأبوابنا كحال قلوبنا مفتوحة للجميع.. والله من وراء القصد.

احمد الصراف

الدولة رجل أعمال فاشل

سبق أن كتبنا أكثر من مرة في موضوع المنطقة الحرة في الشويخ، والوضع المؤسف الذي آلت إليه، وأؤكد هنا انني لست طرفا في الموضوع، ولا أكتب نيابة عن أحد، واهتمامي نابع من مشاعر الأسف التي تكتنفني كلما مررت فيها وقارنت وضعها البائس الحالي بوضعها السابق، يوم كانت تدار من قبل شركة مساهمة بنظام الـBOT، وكيف قامت الحكومة، بعد أن تبين لبعض أطرافها أن الشركة المديرة قد ارتكبت جملة من المخالفات، بسحب المشروع منها، وبدلا من محاسبة الشركة المديرة على ما ارتكبته من مخالفات وفرض ما تراه من غرامات عليها، قامت، بقرار يفتقر للحكمة، بسحب المشروع من الجهة المتمرسة والخبيرة، واسناده لجهة تفتقر للحس الإداري السليم!
لم يطل الأمر لتظهر مدى عدم حصافة القرار الحكومي، فقد صدر تقرير ديوان المحاسبة للسنة المالية الماضية والمتعلق بوضع المنطقة الحرة، والموجه لوكيل التجارة، الجهة المديرة للمشروع، تحت مظلة «هيئة الصناعة»، لتبين فشل القرار من خلال الملاحظات المهمة التالية:
أولا: استمرار وزارة التجارة في اسناد أعمال ادارة المنطقة الحرة للهيئة العامة للصناعة دون سند قانوني!
ثانيا: تدني الايرادات المحصلة والموردة من هيئة الصناعة بمبلغ يزيد على 600 ألف دينار، كنتيجة طبيعية لعدم تمكن الوزارة من متابعة أعمال هيئة الصناعة! (وهذا يثبت أن الحكومة رجل أعمال فاشل).
ثالثا: احتفاظ الهيئة بإيرادات الإدارة لفترات طويلة دون إيرادها للخزانة.
وبناء عليه نتمنى على السيد أحمد الهارون، وزير التجارة، المشهود له بالكفاءة والجدية، إعادة النظر في قرار قيام الحكومة بإدارة المنطقة الحرة، بعد مرور ما يقارب الخمس سنوات على قرار المصادرة، وإعادة تلزيم هذا المشروع الحيوي للقطاع الخاص، الأكثر دراية وكفاءة، والذي سيكون حتما في المصلحة العامة من دون شك.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الكويت.. رائدة التنمية العربية

سنكتب اليوم نمدح الحكومة..!!
حيث يقام اليوم وتحت رعاية سامية من سمو أمير البلاد مؤتمر الدول المانحة لإعادة أعمار السودان، ومساهمة الكويت في استقرار وتنمية الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة ليست وليدة الساعة.. بل منذ عشرات السنين وقبل ظهور النفط، فهذا ديدن حكامها، وجيل اليوم ما زال يتذكر استقطاع جزء من قيمة تذاكر السينما في بداية الستينات لمشروع العودة ودعم القضية الفلسطينية.
اليوم يفتتح سمو رئيس الوزراء هذا المؤتمر الخاص باعادة اعمار منطقة شرق السودان، وهي منطقة تمتاز بأنها مستقرة أمنيا وعسكريا بعد توقيع اتفاق الشرق.. كما انها بوابة السودان على العالم الخارجي لوجود ساحل البحر الأحمر، وهو المنفذ البحري الوحيد لها، كما ان منطقة الشرق تمتاز بالمراعي والانهار الموسمية. وبقليل من الدعم المادي او الاستثمار تتحقق مقولة ان السودان سلة الغذاء العربي، او كما قال الوزير مبروك الرشيدي في لقاء «الرأي» معه انه سيكون سلة الغذاء العالمي لو تم استغلال هذه الموارد بشكل سليم.
المريح في الموضوع أن من يشكل الوفد السوداني الحكومي لهذا المؤتمر هم قادة جبهة الشرق التي كانت تقاتل الحكومة السودانية طوال السنوات الماضية، وها هم اليوم يسعون الى استقرار أكثر لهذا الاقليم، مما يؤكد ان اتفاق السلام أصبح حقيقة وواقعا لا عودة عنه.
استقرار السودان استقرار للعرب.. وقوة السودان قوة للعرب.. ودعم السودان دعم لاقتصاد عربي قوي يستفيد منه كل العرب. فلا نترك السودان يلجأ للشرق والغرب وييأس من التفاتة عربية إسلامية له. شكرا كبيرا لسمو الأمير.. وشكرا لسمو رئيس مجلس الوزراء وشكرا خاصا لوزير الخارجية على تبني هذا المؤتمر من أول يوم.
• • •
(لفتة كريمة)
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.

مبارك فهد الدويلة

محمد الوشيحي

سيقتلون الزير سالم

هم يقولون: 'ما الكتابة إلا محاولة للتحليق بأجنحة ورقية'، وأنا أقول: 'ما الكتابة إلا محاولة للتنفس والبقاء على قيد الغضب'. ويقولون: 'السلطة تلاحق الكتّاب والسياسيين'، وأنا أقول: 'هذا كلام ملوث ومزور، السلطة لم تلاحق هؤلاء، لأنهم لم يهربوا أصلاً. محمد الجاسم لم يهرب، في المرات الثلاث، بل ذهب إليهم بنفسه عارياً إلا من ثيابه وكبريائه ووطنيته وحقيبة مستلزماته في السجن. خالد الفضالة لم يهرب، بل استقبلهم بابتسامته الشامخة وبالنشيد الوطني وبلا حقيبة، لنقص الخبرة… هذان ليسا ممن يهرب. اللصوص هم من يفعل ذلك، كما حدث مع وكيل الوزارة السابق، والنائب الإسلامي السابق، والداعية الشتام الحانق… والفرق بين الفريقين فارق… والأصدق هو القول (السلطة تتسلط على الكتّاب والسياسيين)'.

يقولون: 'وماذا لو سُجِنت أنت، وأنت أصلاً على وشك؟'، وأقول: 'ستكون حياة بنكهة أخرى، سبق أن تذوقتها مراراً… إذا سُجنت فسأدرّب الزملاء المساجين على الرقصات اليمنية، وسأبحث عن شاعر أتبادل معه القصف الشعري الحي المباشر بين صفّين من السجناء، وسأدرّب الجاسم والفضالة على لعبة (البلوت) التي أعرف قوانينها ولا أجيدها… إذا سُجنت فلن تتأخر الشمس عن موعدها، ولن تُخرج الأرض أثقالها… قلمٌ تم كسره إلى حين، ليس إلا، والمكتبات ملأى بالأقلام، وهولاكو – الذي اعتاد حرق المكتبات – مات، ولا ورثة له'.

يقولون: 'الأوضاع في الكويت اليوم ينطبق عليها اسم الفيلم المصري (الصعود إلى الهاوية)'، وأقول: 'من الذي استبدل الحاء بالهاء؟ ألا تستنشقون رائحة الأوضاع؟'.

وكنت ومجموعة من الأصدقاء نقترف جريمة النقاش السياسي حول قضية حصانة النائب الشجاع فيصل المسلم، وحصانة النواب بشكل عام تحت القبة، فتذكرت مقطعاً من أغنية 'رد السلام' للفنان اليمني الراحل محمد الحارثي 'فكّ اللثام… مابش* قمر ملثم… فك اللثام'. وبعض نوابنا أقمار ملثمة، لا تعرف مواقفهم إلا في الوقت الإضافي. يختبئ بعضهم خلف جذع الشجرة ويندسّ بعضهم الآخر بين الحشائش، ولا يخرجون إلا بعد أن يتمكنوا من رصد اتجاه الريح. ولو أنهم كلهم صرخوا 'لا' منذ الشرارة الأولى لما نشف ريق البلد طوال هذه الفترة.

شوف… هم تعمدوا تشويه الإعلام كي نصرخ مستغيثين 'سيب وأنا أسيب'، ونجحوا في ذلك نجاحاً أسود، بعد أن افتروا على خصومهم ووصفوهم بكلمات مثل 'حمار، لقيط، أبوه يبيع قات، كلب، حيوان، بنته لا تعود إلى البيت إلا بعد منتصف الليل، زوجته تطرده من المنزل' وما شابه من مفردات تعف عنها بنات الليل، إلى أن كره الناس مصطلح 'حرية الرأي'. واليوم فشلت محاولاتهم لنزع الحصانة عن النائب تحت القبة، وغداً سينطلقون في رحلة تشويه الحصانة، عبر الإيعاز إلى نوابهم بشتم الناس وأعراضهم وأجدادهم تحت القبة، كي يصرخ الناس 'هذا لا يجوز' ويرفعوا الدعاوى القضائية عليهم، فيرد أعداء الدستور بتشفٍّ 'أليس النائب محصناً تحت القبة؟ أهلاً بالحصانة'.

وفي البرلمان المقبل، الذي يلي هذا، سينجحون في مسعاهم وينزعون الحصانة عن النائب أثناء حديثه تحت القبة… المسألة مسألة وقت. واليوم هم يرددون 'لكل كليبٍ جساس'، ونحن نردد 'ولكل جساس زير'. وأجزم أن جساس سيتمكن من قتل الزير… غدراً بالطبع.

مابش: لا يوجد.

حسن العيسى

وكلاء الأمة أم وكلاء الحكومة؟

دعونا نسمع حجة واحدة للنواب الذين سيصوتون اليوم مع رفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم، نريد حجة تقنعنا بأنه لا مكان هنا لتطبيق المادتين 108 و110 من الدستور اللتين تقرران حرية النائب "في ما يقول ويبديه من الآراء والأفكار في المجلس ولجانه"، وأنه لا "سلطان عليه في المجلس" غير سلطان حكم القانون والرقابة الشعبية.

سنقتنع برأي النواب الموافقين على رفعها إذا قدموا الدليل القاطع بأن فيصل المسلم تعدى على سمو رئيس الوزراء وعلى سرية المعاملات المصرفية (بنك برقان) حين رفع شيكات سموه في قاعة المجلس، مؤكداً أن بعض نواب الشعب يتقاضون مقابلاً مالياً مقابل مواقفهم السياسية، وأن لكل نائب منهم سعره ولكل موقف مطلوب ثمنه في أسواق الذمم النيابية.

إذا افترضنا أن النيابة العامة قد تقدمت بطلب رفع الحصانة على سند من القول بأن فيصل قد حصل على صور تلك الشيكات بطريقة غير مشروعة "بأنه اشترك مع مجهول لكشف أسرار مصرفية" بالمخالفة للمادة 85 من قانون البنك المركزي…! وأن هذه الواقعة حدثت خارج البرلمان، وبالتالي لا تمتد إليها الحصانة، فهذا مردود عليه بأن "الكشف" عن تلك الشيكات بإظهارها للعلن قد تم في البرلمان، وفي سياق ممارسة النائب لعمله بالمجلس، وأنه لو لم يتم "الكشف" عن صور تلك الشيكات علناً في المجلس لما كانت هناك تهمة ما يمكن أن توجه إلى فيصل المسلم، ولظلت القضية في علم الغيب. ماذا لو حصل هذا النائب أو غيره على صور تلك الشيكات مصادفة، ثم صرف النظر عنها وركنها بعيداً هل كنا سنتصور أن تقوم أركان جريمة ما ضد النائب؟ وأياً كانت الأسباب القانونية التي تستند إليها النيابة العامة في طلبها برفع الحصانة إلا أن يقيناً بأن رفع الحصانة عن النائب هنا سيضرب بعرض الحائط النصوص الدستورية، وسينزع الحماية الدستورية المقررة للنائب حين يمارس عمله كرقيب على أعمال السلطة التنفيذية، وبالتالي فلا رقابة ولا نيابة ولا ديمقراطية (ولو كانت شكلية) يمكن الحديث عنها الآن.

اليوم سيكشف لنا نواب الأمة إن كانوا حقيقة هم وكلاء الأمة بأسرها أم وكلاء الحكومة! وسنرى ما إذا كان لدينا مجلس نيابي وسلطة ثانية أم ليس لدينا غير سلطة تنفيذية مع ملحق تابع يقبع على شارع الخليج…!