مبارك الدويلة

غرائب وعبر انهيار النظام

لماذا هذا الفرح الذي عم كل مصر بسقوط نظام مبارك؟ ولماذا كل هذه المسيرات التي عمت عدداً من عواصم العالم، فرحاً برحيل مبارك؟ كيف تحول المواطن المصري المعروف بهدوئه وطيبته وحبه للخير والفرفشة إلى هذا العنيد الصامد الصابر في ميدان التحرير لمدة 18 يوماً من دون أن يكل أو يمل؟
الإجابة على هذه الأسئلة هي الرسالة التي يجب أن تصل إلى كل حكام العرب والعالم، الصالح منهم والطالح! العادل فيهم والظالم! «يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير» .
بعض المواطنين في الكويت، ولوفائهم لنظام مبارك وتذكرهم لمواقفه الإيجابية معهم، كانوا يتمنون حفظ كرامته واستمراره بعد تعهداته بالإصلاح! حتى الحكومة الكويتية لم تخف تعاطفها مع ذلك النظام من باب الوفاء له، حتى منعت المسيرات والتظاهرات المناوئة لمبارك ونظامه، لكن ما يصح إلا الصحيح، والصحيح أن نظامه كان ظالماً مع شعبه فما ينفعه عدله مع غيره! والنظام كان شراً على مصر فما يفيده خيره لغيرها! لذلك نقدر لنظام مبارك مواقفه معنا، لكن مصر للمصريين وهم أصحاب الكلمة الأخيرة في بلادهم.
من غرائب الأمور في حادثة السقوط الكبير للنظام المصري هو الانقلاب في الموقف الأميركي بهذه السرعة وتخليه عن أهم وأكبر حلفائه، وكشف ظهره لأعدائه، وصدق من قال لا مبادئ دائمة في السياسة بل مصالح دائمة!
من غرائب هذا الحدث تصريح ميركل، حاكمة ألمانيا، في أول تعليق لها على رحيل مبارك: يجب على الحكومة القادمة أن تراعي التزامها باتفاقية السلام مع إسرائيل! يعني ايدها على قلبها من أجل إسرائيل! ما تنلام إذا كانت ألمانيا تعاقب بالسجن كل من لا يؤمن بأن هتلر حرق اليهود! خوش حرية اعتقاد!
ومن الغرائب، التي صاحبت هذا السقوط، تصريحات لبعض مفكرينا ونصائحهم للحكم الجديد بألا يهتم خارج حدود مصر وأن يحافظ على اتفاقية السلام، وكأنه يريد من مصر أن تنزع نفسها من عباءة العالم العربي والإسلامي وفي هذا إضعاف للأمة، لأن مصر ركن أساسي في المنظومة العربية الإسلامية.
* * *
«لفتة كريمة»
شكراً سمو الأمير على توجيهاتك الأبوية السامية لإطلاق سراح د. عبيد الوسمي، شكراً سمو رئيس مجلس الوزراء على إلغائك لقضاياك ومطالباتك تجاه خصومك السياسيين، مطلوب الآن أن نبدأ صفحة جديدة من العمل والتعاون في أجواء خالية من التأزيم.
مطلوب الآن أن نشاهد مبدأ التعاون بين السلطتين واقعاً ملموساً لا حبراً على ورق.
مطلوب أن نوقف التصريحات التي تثير غبار التأزيم والتوتر من دون أن نغفل عن محاسبة المقصرين، وألا يكون تعاوننا تهاوناً عن رقابة المفسدين الذين لا تخلو منهم وزارة.

سعيد محمد سعيد

أحضان البحرين المفتوحة بالخير

 

لا شيء يصبو إليه المواطن البحريني أكثر من أن يرى بلاده تعلو وتنهض وتتطور، ويعيش فيها معززاً مكرماً مطمئناً على رزقه ورزق عياله، ومطمئناً على حقوقه تماماً كما اطمئنانه على واجباته تجاه بلده… لذلك، فإن أحضان البحرين مفتوحة دائماً بالخير، لأن شعبها شعب خير وسلام وود قلّ نظيره.

تلك الأحضان الملأى بالخير، لا تقبل – بأي حال من الأحوال – التشكيك في نوايا أي فرد من أفراد الأسرة البحرينية، حتى وإن كانت هناك من الأصوات النشاز ومن النفوس المليئة بالشر تنفث سمومها بين حين وآخر، لكن أهل البحرين كانوا ولايزالون، على قدر كبير من المسئولية الوطنية في الحفاظ على تماسكهم ونسيجهم الوطني.

ولعلنا ونحن نعيش الذكرى العاشرة لميثاق العمل الوطني، قادرون على أن نبرهن بأننا شعب لا يفرّط في وطنه بأي شكل من الأشكال، وإن كان من حقنا أن

نوصل إلى قيادتنا الرشيدة مطالبنا وتطلعاتنا بالصيغة التي تقدم مصلحة الوطن والمواطنين على أي مصالح فتنوية أو فئوية من قبيل المتاجرة بالولاءات الكاذبة

والدعوات المزيفة والممارسات الطائفية والتمييزية التي تلحق الضرر بالوطن أكثر من أن تنفع البلاد والعباد.

كل السبل متاحة أمام الدولة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني والرموز الدينية والسياسية اليوم لمواصلة العمل المشترك والاستمرار في طريق الإصلاح.

وفتح قنوات الحوار المخلص، وهذه الرغبة لا يوجد ما يمنع من ترجمتها على أرض الواقع، فأجواء العام 2001 الجميلة… أجواء الميثاق الانفراجية التاريخية، قابلة للتحقق من جديد، من خلال إنهاء مسببات الاحتقان تماماً كما كان مسارها في ذلك العام… فغالبية شعب البحرين يتطلعون إلى كرم وعفو وشيم القيادة الرشيدة في منح الجميع فرصة المشاركة في بناء البلد، واحترام وجهات النظر المختلفة ودعم حرية التعبير ووضع المطالب المشروعة على

بساط البحث بإخلاص ونوايا صادقة، والتوافق على تطوير التجربة الديمقراطية ومكافحة الفساد والطائفية والتمييز وإنهاء الملفات التي ترهق الوطن، ووضع توجهات جديدة لتحسين المستوى المعيشي ورفع الأجور وتنمية الاقتصاد الوطني.

ستبقى أحضان البحرين مفتوحة بالخير للجميع… ولا شك أبداً في أن كل أهل البحرين، وخصوصاً فئة الشباب منهم، يتطلعون لأن يكون لهم دور محوري نشط في خدمة بلادهم، ولله الحمد، فإن الالتفاف الوطني بين القيادة الرشيدة وشعب البحرين الكريم، ودور الرموز الدينية والسياسية التي تحمل هم الوطن،

تمنحنا دائماً القدرة على تجاوز الأزمات… وهذا ما يأمله الجميع

سامي النصف

الانسداد السياسي

لو أحضرت أنبوبا وسكبت فيه ماء من طرفه الأيمن لخرج الماء سلسا وسهلا من طرفه الأيسر، أما لو سكبت ماء من الطرف الأيمن ومعه ماء من الطرف الايسر لتصادمت المياه ولحدث انسداد قد يتضخم حتى ينفجر الانبوب وتتناثر المياه في كل اتجاه، إلا أن الاشكال يحل في النهاية.

في غرب الخليج وبعد الغزو الصدامي الغاشم للكويت، رأت أغلب دوله ان أمنها القومي يستوجب وجود قواعد عسكرية على أرضها، بينما يرى شرق الخليج ان على تلك الدول ان تخرج الأميركان كي يمكن التفاهم مع ايران، وتقول الدول الخليجية في المقابل ان اخراج الحلفاء يجعلنا مكشوفين أمام الاعداء ومن ثم لا يبقى ما نتفاوض حوله، وبين هذا وذاك يحدث انسداد سياسي في الخليج.

في العراق يرى جنوبه وشماله مشروعية حدوث انتخابات وحراك سياسي بوجود الأميركان بينما يرى وسطه وغربه ان الحراك الوحيد المسموح به هو المقاومة المسلحة، كذلك يرى طرف ان الحكومة هي استحقاق داخلي تشكلها القائمة الفائزة بأكثرية مقاعد البرلمان بينما يرى طرف آخر ان الظروف تستوجب أن تكون الحكومة استحقاقا اقليميا يشكلها من يستطيع أن يرضي ويغري الآخرين للاصطفاف معه، وبين هذا وذاك يحدث انسداد سياسي في العراق.

في فلسطين ترى حركة حماس ان حل القضية الفلسطينية يكمن في المقاومة والكفاح المسلح وأنه لا تفاوض أو اعتراف بإسرائيل، بينما ترى السلطة العكس من ذلك تماما، وان تلك الاجندات الثورية قد جربت في السابق وتسببت في النكسات وفي فقدان الأرض التي تغيرت معالمها من قبل المستوطنات مع كل يوم يمر، وان حالة اللاحرب واللاسلم لا تخدم القضية بينما ترى اسرائيل ان السلطة غير قادرة على السلم كونها لا تقدم الأمن بوجود حماس، وان حماس غير قادرة على الحرب لضعف الامكانيات والقدرات، وبين هذا وذاك يحدث انسداد فلسطيني ـ فلسطيني لأجل غير مسمى.

في لبنان ترى قوى 14 آذار ان المحكمة الدولية هي «الخير» كله كونها السبيل لمعرفة من يقف خلف اغتيال الشهيد رفيق الحريري والاغتيالات اللاحقة، وان الديموقراطية «التوافقية» تجعلهم الطرف الوحيد المستحق لتشكيل الحكومة كونهم من يمثل الاغلبية الساحقة من طائفة السنّة، بينما ترى قوى 8 آذار ان المحكمة الدولية هي «الشر» كله وان قراراتها الظنية مسيسة ومعروفة سلفا، وان من يملك الاغلبية يشكل الحكومة، وبين هذا وذاك يحدث انسداد سياسي في لبنان.

بين المغرب والجزائر عملية انسداد سياسي مزمن حول قضية الصحراء، وفي مصر يصر الشباب المحتشدون في ميدان التحرير على ضرورة أن يتنحى الرئيس في التو واللحظة وبأي ثمن بينما يرى كثير من الدستوريين والسياسيين المخضرمين ضرورة الانتظار كي يمكن الالتزام بمتطلبات الدستور المصري لإجراء تلك التعديلات التي تحتاج الى أشهر وان الغاء الدستور أو السماح بالعمل خارجه هو الذي فتح أبواب الظلم والقهر وزوار الفجر بعد ثورة يوليو 1952، وبين الفهمين والمتطلبين يحدث انسداد سياسي خطير في مصر.

في السودان كان الحكم في الخرطوم تقوده الجبهة القومية (العربية) الاسلامية بينما يرى الجنوبيون أنهم ليسوا عربا وليسوا مسلمين، لذا فمن الضرورة بمكان أن يتحول الحكم في الشمال الى ليبرالي علماني حتى يقبل الجنوب بالبقاء ضمن حدود الدولة الواحدة، وعليه فقد حدث انسداد سياسي لعقود لم يفكه الا انفصال الجنوب، فهل ستطبق الروشتة الانفصالية على الانسدادات الاخرى كي تحل الاشكالات؟!

آخر محطة:

(1) ما بناه الرئيس مبارك في 30 عاما بدأ يمحى سريعا في أيام.. خطاب الرئيس ليلة قبل الأمس زاد الوضع السياسي المصري انسدادا.

(2) الجيش كالتنين قد يلتهم من يوقظه!

احمد الصراف

أنت تطلع .. أنا أروح

هرب صديقي «أبو حازم» من السجن والحكم السياسي الذي صدر بحقه في مصر، وعاش في الكويت وكون أسرة، وحصل على جنسية أخرى، تغير بعدها النظام في بلده وصدر عفو رئاسي عنه من السادات وآخر من مبارك! وبعد نصف قرن عاد لوطنه ليودع أهله للمرة الأخيرة، وكانت المخابرات بانتظاره، حيث غاب عن العالم، ثم أفرج عنه وعاد ليروي لي ذكرياته، وكيف ان رجل المخابرات قال له «الرؤساء يموتون، ولكن سجلات المخابرات تبقى».
وائل غنيم، مدير «غوغل» مصر، اختفى في الأيام الأولى من الثورة الشبابية، ولم يعرف أحد عنه شيئا، تدخلت السفارة الأميركية، ومعها الخارجية وشخصيات وسياسيون ورجال أعمال كنجيب ساويرس، وغيرهم لمعرفة مصيره، وبعد عدة انباء متضاربة ووعود باطلاق سراحه من نائب الرئيس، ورئيس الوزراء، ووزير الداخلية، والتي ثبت لاحقا عدم صدقية أي منها، أطلق سراحه بعد 11 يوماً، جرى اثناءها تشويه سمعته، واتهامه بالعمالة والخيانة، وان اصله سوري، حدث كل ذلك في الوقت الذي كان فيها النظام احوج ما يكون لتحسين صورته، واظهار حسن نيته، وانه قد تغير للأفضل، وان الاصلاحات قادمة!
حادثة وائل وقبلها «أبو حازم» يجب ان تكونا درسا لكل المطالبين بعدم رحيل النظام فورا، وان يعطى فرصة لاستعادة الأمن وترتيب الأرضية للتعديلات الدستورية، واجراء الاصلاحات الضرورية، فمثل هذه الأنظمة لا يؤتمن جانبها، والأمل في الاصلاح وهم وسراب، وان تنفس النظام الصعداء، فستكون في ذلك نهاية أحلام كل أولئك الشباب وآمالهم، وربما حياتهم!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

أمن الدولة

اللهم يا من قصّرت هذا الشهر حتى بدا قزماً في الصورة التي تجمعه بشقيقيه الأصغر والأكبر، يناير ومارس، اللهم سدد هذه الرمية/المقالة لتصيب جمجمة هذا فتخترقها إلى جمجمة خصمه… آمين. والخصمان هما عيال الفهد من جهة ونواب التكتل الوطني من الجهة الأخرى.

و«التكتل الوطني» كان يمكن أن يكون معارضاً لو أن الوزراء كلهم من عيال الفهد، لكن العين بصيرة واليد قصيرة، وسلامتها أم حسن. ومرزوق الغانم أطلق من رشاشه «صليات»، كما يقول الرماة والعساكر، أي طلقات سريعة متتالية، على وزير الداخلية الجديد، لا ليقتله بل ليقتل القابع في الغرفة المجاورة، مدير أمن الدولة الشيخ عذبي الفهد.

والتكتل يسير على ميثاق غير مكتوب، أهم بنوده أن لا يضم نائباً شيعياً ولا قبلياً، وأن يقتصر على الحضر السنة، ومن بنود ميثاقه كذلك أن يتفرغ لـ»عدّ فصم التمر» الذي يتناوله أحمد وطلال وعذبي الفهد ومن يسبح في فلكهم، ولا شيء آخر. ولو أن القدر لم يأتِ بعيال الفهد، أو لو أنهم كانوا ماليزيين، مثلاً، أو من مواطني بوركينا فاسو، لاخترع «الوطني» عيال فهد آخرين، كي يبقى على قيد الحياة.

وهو (أي الوطني) يسعى اليوم إلى اقتلاع جذور الأشقاء الثلاثة، وقد ينجح في ذلك، وقد يسقط حصن «أمن الدولة» أولاً، لأسباب يطول شرحها، ليس من بينها التجسس والتنصت، كما أرى، فعذبي الفهد وإن اختلفنا معه وتمنينا زواله السياسي، لا يمكن أن ينحدر إلى هذا المستوى من الانحطاط، فيتنصت على هذه وهي تقبل حبيبها في الهاتف، أو يسجل حديث الزوج وزوجه، قبل أن يبدأ المساومة. بل على العكس أظنه أحد «الناصحين» هذه الأيام والمؤيدين للتهدئة، بحكم معلوماته، ولن أفصّل أكثر.

هذا من ناحية «التكتل الوطني»، أما إذا وجّهنا مناظيرنا الليلية إلى أحمد الفهد (أقصد إذا ركّزنا على أفعاله غير الظاهرة) فسنجده أكثر من يعرف من يقف وراء الفتنة المنتشرة في البلد (ما فينا من قضايا شيخ أحمد، وسّع صدرك وخذ الكلام الذي يجمد على الشوارب والحواجب)، وهو السبب الرئيسي لما تعرضت له القبائل من مهانة قبل فترة، إضافة إلى بعض الديكة من شيوخ القبائل وبعض المرتزقة من نواب القبائل وصحافييها… شلون؟ سأقول لك شلون وسآتيك بالأنباء.

أحمد الفهد طبيب تخدير من النوع النادر، فهو سيرعى اليوم مهرجان «مزايين الإبل» وسيرعى غداً مهرجان «هجيج الإبل» وبعد غد «طهور الإبل» و»تخرج الإبل» ووو، وما إن يخرج من المهرجان حتى يغمز لجريدة الشاب العصامي، التي هي جريدته في الواقع، وهي عصاه التي يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى، أقول يغمز لجريدته، فتكتب مانشيتاً بطول أذن الحمار «تنسيق عالي المستوى بين وزارة الداخلية الكويتية ودولة شقيقة حدودية على موضوع الازدواجية»، وهو واحد من الذين «تكتكوا» وصوّروا أن أبناء القبائل وحدهم من يحمل جنسية أخرى، كي يضعفهم فيلجأوا إليه، وهو من رعى «أبو جعل» الذي تخصص في إطلاق الشتائم على القبائل، فإذا غضبت القبائل، وغضب أشراف البلد، وصرخ الناس «ما الذي يحدث؟ لا تشعلوا النار» وتداعى النواب لاستجواب الوزير المختص، غمز الفهد بعينه لنوابه من أبناء القبائل فأسقطوا الاستجواب، وهو جالس هناك على سجادة الصلاة يقرأ القرآن… بكل براءة وخشوع.

باختصار… الفهد يدعم المرتزقة والإمعات من أبناء القبائل في الانتخابات، فتظهر القبائل بصورة مشوهة مكسورة، ويداعب القبائل بكلمتين، ثم يحرض أبواقه الإعلامية على القبائل، ثم يرأس لجنة الوحدة الوطنية «سمّعني غمزة»، ثم يرعى مهرجان «ختان الإبل»… إنه سيد البيضة والحجر. وعهد علينا، نحن الكويتيين من أبناء القبائل، إذا لم يكف يده عنا في الانتخابات، أن نجعله يعضّ أصابعه وأصابع كل من يخطط معه… ندماً.

احمد الصراف

البدر مديراًَ.. ولحية ومايوه

الكويت، كأي دولة متخلفة، في حاجة إلى أن تتسارع فيها القرارات التقدمية والصائبة، وهذا لا يمكن تحقيقه بغير حكومة واعية وصاحبة قرار ورؤية مستقبلية واضحة. وقرار اختيار الدكتور عبداللطيف البدر مديراً للجامعة يصب في هذا الاتجاه. فجميع الأسماء التي رشحتها لجنة اختيار المدير، عدا اسم واحد، كانت غير صالحة، ومسيسة إلى حد كبير ، واكتنف الموضوع تدخلات أطراف «متنفذة» لتعيين كتابها ومرشحيها وملتحيها في المنصب الحساس، في تجاهل تام لمصلحة الجامعة والنظام التعليمي ككل، ومؤسف أن تصل الأمور إلى هذا المستوى المتدني من الانتهازية لدى هؤلاء! وهنا نثمن دور الحكومة في هذا الاختيار الموفق وعدم انصياعها لترشيحات اللجنة.
كما من المهم الإشادة بقرار رد قانون «لحى العسكريين» إلى مجلس الأمة، وهو القانون المعيب الذي اعتبر تدخلاً في صلب عمل المؤسسة العسكرية، والذي نتمنى بالتالي أن يصبح في حكم المنتهي.
كما من المهم أيضاً الإشادة بموقف اللجنة المختصة في مجلس الأمة، وربما بتأييد حكومي، لرفض مقترح قانون منع ارتداء ملابس السباحة، وأيضاً بسبب سخافته من جهة، وما شابه من عيوب دستورية، فكأن الأخلاق هي في نوع الملابس وليس في ما داخل العقول.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

القرى… أكثر صدقاً من بعض المسئولين!

 

لا يمكن بأي حال من الأحوال، إغماض العين عن واقع القرى، وخصوصاً قرى المحافظة الشمالية، من ناحية توافر الخدمات وتكاملها وآلية تنفيذ المشاريع من جهة، ومن ناحية تقديم الدعم المالي والثقافي والفني للأنشطة والفعاليات والبرامج الموجهة الى فئات الأطفال والشباب والناشئة بل وحتى الرجال والنساء وكبار السن.

ومن غير المعقول أن ندعي بأن شيئاً لم يسجل لبعض المسئولين من ناحية متابعتهم لاحتياجات أهالي القرى بالتنسيق مع المجالس البلدية والمحافظات وكذلك المؤسسات الأهلية فيها، ولكنها على أي حال، لا تكاد تذكر لمحدوديتها وقلة فاعليتها! أضف الى ذلك، أنه على رغم التوجيهات التي لم تتوقف من قبل القيادة الرشيدة الى المسئولين للاهتمام بالقرى ومشاريعها واحتياجات أهلها وشبابها، إلا أن تصريحات وتوجيهات (الشيوخ) في وادٍ، وآذان ومسامع بعض المسئولين في وادٍ آخر… ولم لا؟ وما هي الغرابة في الأمر، إذا كان بعض النواب وبعض أعضاء المجالس البلدية أنفسهم يجدون أنفسهم مكتوفي الأيدي غير قادرين على الوصول الى مكتب سعادة الوزير الفلاني أو طويل العمر المدير الفلاني فكيف يصل ممثلو الصناديق الخيرية أو اللجان الأهلية والجمعيات؟!

وأتمنى أن يطلب مني أحد المسئولين المعنيين ولو نموذجاً لتأكيد صدق ما أدعيه من إهمال بعض المسئولين لمشاريع وأفكار ومقترحات قادمة من القرى، فيها الجانب الوطني والثقافي والاجتماعي والإنساني… وفيها الجانب الخدماتي وما يرتبط باحتياجات الناس… وفيها الجانب الشبابي الذي يمثل القطاع الأكبر والأهم… شباب القرى كما ذكرت مراراً وتكراراً، ليسوا فقط شماعة لتعليق عباءة (العنف والتحريق والتخريب عليهم)، فلله الحمد، تعيش البلد في حالة هدوء وطمأنينة ستكللها الكثير من الخدمات الانفراجية بعون الله، واذا كنا نتفق على

إبعاد الشباب عن العنف والتخريب وننصحهم للتوجه الى الممارسة الديمقراطية والسياسية السلمية، فإن ذلك يعني أن هناك حاجة مستمرة للالتقاء بالشباب ميدانياً… وكم هي كثيرة المشاريع والمقترحات والأفكار التي قدمت للمسئولين في هذا المجال… فلم تحظَ الا بالإهمال والفشل… نعم، يطيب للبعض أن يستمع كيل الاتهامات الموجهة الى الشباب، لكن لا يطيب له أن يستمع الى مطالبهم والى مقترحات من يمثلهم وخصوصاً في شأن وضع التصورات لبرامج وفعاليات موجهة الى شباب القرى تكشف مواهبهم وابداعاتهم كما هو حال مهرجان كرزكان الثقافي على سبيل المثال.

المهم، أن التجربة أثبتت أن القرى في حراكها ونشاطها الوطني الصادق، أكثر صدقاً من بعض المسئولين الذين يملأون الجيوب كلاماً فارغاً فقط، فإذا كان هؤلاء صادقوين، ومنهم من تسلم رسائل وخطابات ومذكرات كثيرة من قطاعات قروية مختلفة بشأن احتياجات القرى، فليثبتوا أنهم على قدر المسئولية… والا فليقل لي أحدهم… اذا كان جهاز حكومي كبير لم يتمكن من دفع 4 آلاف دينار كلفة إصدار كتاب ثقافي وطني للأطفال، هل يعجز جهاز حكومي آخر عن تقديم مبلغ 300 دينار لمهرجان شعبي؟!… ذلك مثال بسيط للغاية، والأمثلة ستأتي في أحاديث قادمة.

سامي النصف

أنا إن قدّر الإله مماتي..!

يخبرني القاضي العراقي الفاضل منير حداد الذي حكم على صدام بالإعدام أن بعض الكويتيين اعترضوا على حكمه بالإعدام «لربما مناكفة لإيران» وهو أمر لم يفهمه القاضي الجليل، لا اعتراض لدي على وقوف بعض المصريين ضد الرئيس مبارك (لماذا لا يجرى استفتاء حر على الخيارات المطروحة؟) ولكن ماذا عن الكويتيين الذين ساهم في تحرير أرضهم وسهل لهم عمليات التملك والزيارة والاستثمار؟! إظهار قليل من الوفاء أمر لا يضير.

يقف هيكل (أطلق مبارك سراحه فور تسلمه الحكم) وعمرو موسى (عيّنه مبارك وزيرا للخارجية ثم أمينا للجامعة العربية) ومصطفى بكري (الوحيد من الصحف الخاصة الذي يصطحبه مبارك معه في زياراته للخارج) وعزمي بشارة وعبدالباري عطوان (أكبر المتاجرين بقضيتهما ويحملان جثمانها أينما ذهبا) والمسفر، ضد الرئيس مبارك مطالبين برحيله، السؤال المحق: هل وقف أو نعق هؤلاء الغربان مع أي قضية عادلة قط؟! ثم كيف لعمرو موسى وهو من يتسلم راتبه من دول الخليج ان يتواجد في ميدان التحرير كل يوم للتحريض والتأجيج، ولماذا لا تتم إقالته من قِبل من عيّنه وتعيين أمين عام عاقل ورزين بدلا منه؟!

يظهر عماد أديب وعمرو موسى والبكري وغيرهم من شخصيات عامة على الفضائيات وهم يتحدثون ولحاهم طويلة فهل يعني هذا انهم لم يجدوا دقيقة للحلاقة والنظافة أم انهم يحضّرون أنفسهم بشكل مسبق لحقبة الإخوان المسلمين؟!

سؤال آخر: هل سيقتدي الإخوان بحزب الرفاه التركي أم بالترابي وحزب الجبهة القومية الإسلامية التي أبقت الحرب الأهلية مشتعلة لعشرين عاما ثم تسببت في انفصال الجنوب السوداني، ولماذا لا نسمع خارطة طريق الإخوان السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمرحلة ما بعد الرئيس مبارك بدلا من الغموض ومبدأ «انتخبونا وبعدين نتحاسب» الذي استخدمه قبلهم النازيون والشيوعيون؟!

يعتقد بعض الجهلاء العرب ومنهم قادة دول الصمود والتصدي سابقا ووزيرا خارجية مصر السابقان اسماعيل فهمي ومحمد ابراهيم كامل، ان اسرائيل كانت مستعدة لإرجاع سيناء وتقبيل الأيدي والأرجل مقابل اتفاقية كامب ديفيد، والحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك الفهم العقيم، فكما يروي وزير الدفاع الإسرائيلي عيزرا وايزمان، كان الوفد الإسرائيلي ينوي الرحيل من كامب ديفيد دون اتفاقية سلام حيث كان موقفهم ان سيناء أرض توراتية مليئة بالنفط والغاز والخير (مساحتها 4 أضعاف مساحة اسرائيل) وقد حصلوا عليها في حرب خسرها العرب، ومن يخسر حربا يدفع الثمن، كما انهم عاشوا آنذاك 30 عاما دون سلام ولا مانع لديهم أن يعيشوا 300 عام أخرى دون سلام على ألا يفرطوا في سيناء.

ما أرغمهم آنذاك على التضحية بسيناء هو الرئيس كارتر وزيارة السادات للقدس، وفيما بعد حرمهم الرئيس مبارك من طابا بعد مباحثات مطولة استمرت لسنوات، كما منعهم بحكمته ورزانته من استعادة سيناء من خلال حرب جديدة، لذا فالسيناريو الأمثل لإسرائيل هو قيام نظام في مصر يضم «كوكتيل» من المؤدلجين (اخوان وناصريين ويساريين) يعطي اسرائيل الذريعة لشن حرب لاستعادة سيناء التي لن ترجع قط لمصر، والثالثة ثابتة.

آخر محطة:

(1) قررت إسرائيل بالأمس التوقف عن المضي في مشروع انسحابها من شبعا بذريعة تغير الحكومة اللبنانية فهل من مذكر؟!

(2) هل سنشهد بعد الصوملة واللبننة والعرقنة والفلسطنة مشاريع مصرنة وسودنة ويمننة… والبقية قادمة على الطريق؟!

(3) يقول الشاعر حافظ إبراهيم على لسان مصر العظيمة وبصوت أم كلثوم:‍

أنا إن قدّر الإله مماتي

لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

ما رماني رام وراح سليما

من قديم عناية الله جندي

أنا تاج العلاء في مفرق الشرق

ودراته فرائد عقدي

والله لو دفع العرب كل أموالهم ودمائهم لإنقاذ مصر لقليل عليها فزمن السبي العربي سيبدأ من اليوم الأول لسقوط مصر ولن تنفع أحدا أمواله فالمستقبل مظلم..!

(4) مصر ببساطة تنحر بيد السذج من شبابها تحت سمع وبصر من يفترض أن يكونوا الحكماء من أشقائها..!

احمد الصراف

الظالم والمظلوم

كتب زميل في مقال له، تعليقا على وفاة المواطن المطيري تحت التعذيب على يد المباحث، ان الذين يعذبون الناس بالضرب والحرق فإنما يختارون لأنفسهم وسائل سيعذبهم الله بما يشبهها! واشار الى آيات تؤيد وجهة نظره! الغريب في الموضوع، أو المبكي في الوقت نفسه، أن هذا «الواعظ» بالذات سبق ان أدين بحكم قضائي لقيامه بمعالجة شخص بطرقه المتخلفة بضربه بعصا نتج عنها وفاة المسكين تحت يده، ولم ينقذه من تنفيذ عقوبة القتل العمد به غير انتمائه لجماعة «السلف»، وهي الجماعة نفسها التي سبق أن توسطت لتحديد هويته!

***
استقالة اللواء كامل العوضي أربكت كل صاحب ضمير حي ومحب لوطنه بسبب ما تركته في نفوسهم من مشاعر مختلطة. فمن جهة شعر هؤلاء بالسعادة لفزعة هذا الرجل لكرامته والاستقالة من منصبه المرموق والمهم ردا على قيام الحكومة وقف تنفيذ عقوبة السجن الصادرة بحق النائب «السابق والمؤقت» الذي اعتدى عليه في مكتبه! ومن جهة أخرى شعر جميع هؤلاء في الوقت نفسه بخسارة موظف عام اشتهر بالاستقامة ونظافة اليد والضمير.
إن قرار الحكومة وقف تنفيذ العقوبة على المعتدي خلق منه بطلا في أعين أبناء قبيلته، وسجل سابقة لكل موظف حكومي يفكر مستقبلا في نيل حقه بالشكوى. وهنا نتمنى على وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود عدم الاكتفاء برفض استقالة اللواء العوضي، كما ورد في الصحف، بل وتطييب خاطره برفعه الى منصب مرموق آخر تعويضا لما لحق به من ضرر غير مبرر. كما سيكون لقرار «إعادة الاعتبار» تأثيره الإيجابي في معنويات بقية موظفي الدولة.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ما أشبه اليوم بالبارحة

عندما أعلن الأطباء الأميركان أن أيام الملك الحسين بن طلال أصبحت معدودة لانتشار مرض السرطان في جسده، سارعت الحكومة الأميركية باعادته إلى بلاده وبعد شهر تقريباً رجع إلى الولايات المتحدة وفاضت روحه إلى بارئها. المهم أن الملك الراحل اصدر خلال عودته الشهرية إلى الأردن قراراً واحداً وهو إعفاء أخيه ولي العهد من منصبه، الذي تولاه لأكثر من أربعين عاماً، وتعيين ابنه عبدالله وليا للعرش.
وما أشبه اليوم بالبارحة!! عندما شعرت أميركا أن أيام الرئيس مبارك محدودة، سارعت وطلبت منه تعيين رجل المخابرات القوي نائباً له، وذلك تحسباً لأي طارئ قد يطرأ على الساحة المصرية. الغريب أيضاً أنه بعد ان انصاع الرئيس مبارك بتعيين نائب له سارع الغرب بمختلف رموزه وعلى رأسهم أميركا بمطالبة مبارك بالتنحي وتسليم السلطة لنائبه!!
وحتى نفهم «القمنده» في هذا التصرف لا بد من تسليط الضوء على مصلحة إسرائيل!! فالغرب يعتقد انه في حال تمسك مبارك بالسلطة فقد تنتشر الفوضى الأمنية والسياسية في مصر، مما يجعل أرض الكنانة مسرحاً ملائما لعمليات «القاعدة» ضد المصالح الأميركية والغربية، وملفى أو ملجأ أكثر أمناً واماناً لرموز ما يسمى بالتطرف الإسلامي، مما يهدد أمن إسرائيل ووجودها، ويقوي شوكة حزب الله وحماس، وبالتالي إيران في منطقة الشرق الأوسط. لهذه الأسباب تصر أميركا وحلفاؤها على نقل السلطة إلى عمر سليمان بأسرع وقت وقبل تسلم الثوار للسلطة، مما قد ينتج عنه تشكيل حكومة انقاذ وطني، وبالتالي انتخابات تشريعية نزيهة، مما يعني وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، وهنا الكارثة التي ستنهي آمال الغرب في ايجاد شرق أوسط جديد وفقا لرؤاهم ومخططاتهم!!
ابني الصغير فهد يسألني وهو يشاهد قناة العربية: لماذا أوباما شايل هم وصول الاخوان المسلمين للسلطة؟! فقلت في نفسي: إذا عُرف السبب بطل العجب!!
***
«لفتة كريمة»
اتقدم بالشكر والتقدير للاخ رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد المكاتب الهندسية الكويتية وكذلك للاخ م. عادل الخرافي والاخ طلال القحطاني والاخوة في جمعية المهندسين الكويتية على ترشيحي لمنصب رئيس هيئة المكاتب الهندسية العربية، والذي حصلت عليه بفضل الله ثم بفضل جهود الاخوة الكرام المذكورين عندما انعقدت الانتخابات قبل أسبوعين في القاهرة تحت اشراف اتحاد المهندسين العرب، والشكر موصول للاخ أمين عام الاتحاد م. عادل الحديثي الذي اجرى الانتخابات في ظل ظروف صعبة وحظر تجول وتظاهرات وبالكاد استطعنا انهاءها والعودة إلى أرض الوطن، وأتمنى ان أكون عند حسن ظنهم وان أقدم شيئا لخدمة المهنة الهندسية ورقيها.