مبارك الدويلة

فرح عندنا.. ومآتم عندهم

نظرة سريعة لأحداث المنطقة العربية اليوم نجد أمرا غريبا!! الجميع متوتر وحذر ويترقب ويضطرب ويثور ويقلبها رأسا على عقب، الا في الكويت وما ندر من دول الخليج، حيث نحن هنا نفرح ونبارك ويهنئ الشعب القيادة السياسية وتكافئ القيادة شعبها وتبادله الحب والاحترام. الجميع هنا في الكويت فر.حٌ ومنبسط، بينما الغالب هناك وما حولنا حزين وكئيب ولا يعلم ما تخبئ له الليالي والأيام.
وكما ذكرت في مقالتي السابقة «الكويت غير» فإن هذه الأجواء من السعادة والفرح لا تعني اننا في دولة نموذجية، بل نعترف بوجود الكثير من النقص والكثير من الفساد، لكن ما هو متوافر من منابر للإصلاح كاف لمعالجة هذا القصور.
اليوم سأتحدث عن بعض أسباب هذا التدهور المتسارع في العلاقة بين الأنظمة وشعوبها في بعض دول المنطقة، حيث لوحظ ان اساس هذا التدهور في العلاقات شعور الشعوب بالظلم وغياب العدل!! صحيح قد يصمت الشعب دهرا من الزمن، وقد يصبر على القهر والظلم، لكن ذلك مثل النار التي تحت الرماد، فما ان تحين فرصة مناسبة تحرك الساكن الا وتثور ثورته، وينتفض المارد الجبار الذي لا يمكن للدبابات ولا الطائرات ان توقفه عند حده الا بعد بلوغ مأربه!!
لاحظوا كذلك ان الشعب يبدأ ثورته بمطالب محددة وبسيطة ومعقولة، لكن عناد الأنظمة وكبرياءها وتعاملها بقسوة مع المدنيين العزل وعدم الاخذ في الاعتبار أي من هذه المطالب، تجعل الشعب يكرر بصوت واحد «الشعب يريد اسقاط النظام» في تصعيد لافت للنظر، خصوصا اذا نجمت عن تعامل النظام مع بدايات الثورة أحداث قتل وقمع!!
ملاحظة أخرى وهي ان اكثر ما يثير الشعب ويغضبه هو شعوره بأن افراد الحاكم وأسرته أو قبيلته أو حزبه ينفردون بخيرات البلاد وثرواتها بينما الآلاف من أرباب الأسر لا يجدون قوت يومهم، ولعل هذا الأمر يدركه حكام الخليج، حيث لوحظ ان ابناء الشيوخ وابناء الأمراء والسلاطين ينفردون في حيازة أملاك ليس لهم الحق بها ولم يتملكوها الا لكونهم من ابناء الأسرة الحاكمة، وهذه قشة قد تقصم ظهور بعارين كثيرة.
***

لفتة كريمة
نتقدم بالتهنئة للكويت، حكومة ونظاما وشعبا، على أعيادها المجيدة، ونسأل الله ان يجعل أيامنا كلها أعيادا.
كما نتقدم بالتهنئة الى الشعب السعودي وحكومته الرشيدة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشافى معافى، سائلين المولى عز وجل ان يديم عليه الصحة والعافية.

علي محمود خاجه

ما أقصد شي

حقق فاليري لوبانوفسكي كمدرب البطولة الأوروبية للأندية مع فريق ديناموكييف الروسي عامي 1975 و1986 وقاد منتخب الاتحاد السوفياتي إلى نهائي أوروبا في عام 1988، ليأتي بعد ذلك هذا المدرب محملا بتلك الإنجازات إلى منتخب الإمارات ولكنه فشل في تحقيق أي شيء، لينتقل إلى منتخب الكويت ويدربهم ثلاث سنوات كاملة دون تحقيق أي شيء وتمت إقالته. ليحل محله مدرب مغمور لا يملك في رصيده سوى القليل من البطولات المحلية ويحصل مع نفس المنتخب الكويتي الذي فشل لوبانوفسكي في تحقيق النتائج معه، ويحصل المدرب المغمور على بطولتي خليج متتاليتين والمركز الرابع على مستوى القارة.

أما محمد إبراهيم المدرب الكويتي الأفضل على مستوى الإنجازات في تاريخ الكويت على الإطلاق، وصاحب أعلى رصيد بطولات مع نادي القادسية، وعلى الرغم من استعانته بعشرة من لاعبي نادي القادسية حينما درب المنتخب فإنه لم يتمكن من تحقيق بطولة الخليج أو أي إنجاز على مستوى المنتخب أبدا، فيأتي مدرب مغمور لم يدرب فريقاً قط سوى نادي الشباب الكويتي ليحقق مع منتخب الكويت بطولتين في غضون أشهر قليلة.

السؤال هل لوبانوفسكي فاشل؟ أم هل محمد إبراهيم فاشل؟ أم هما غير قادرين على القيادة؟ طيب هل اللاعبون في الفترتين السابقتين سيئيون؟

لا أتوقع أن إجابة غير النفي ستكون منطقية، ولكن الظروف أو العقلية أو الفكر لم تساعد المدربين أو اللاعبين على الانسجام لتحقيق الإنجازات، كما أنه لم يكن من الحكمة أبدا أن تبقي إدارات الاتحادات الكروية السابقة على المدربين السابق ذكرهم، فهم رغم تقديرنا لهم بل حب البعض لهم أيضا فإنهم لم يتمكنوا من التغيير والإنجاز.

لقد أحسنت الإدارة في تنحية لوبانوفسكي بعد سنواته العجاف، ولم يكن هناك بد من ذلك، فاستمراره كان يعني استمرار الوضع السيئ القائم، وقد أحسن محمد إبراهيم في اعتذاره عن الاستمرار مع الأزرق، فقد استوعب عدم تمكنه من تقديم ما هو أفضل للمنتخب، فرحل ليتيح المجال لمن قد يكون أفضل، وقد تحقق له ذلك… فشكرا لإدارة الاتحاد في عهد لوبانوفسكي، وشكراً لمحمد إبراهيم، فقد خدما الكرة الكويتية قبل أن تدخل إلى مرحلة الكوارث التي لا تحمد عقباها.

خارج نطاق التغطية (1):

لا أستطيع أن أكسب أي نقاش مع من هم في صف الحكومة في هذه الأيام، فأنا لن أتمكن أبدا من تغيير فكرة لدى أشخاص مقتنعين بأن رصيفا مسكينا اعتدى على أهل الكويت.

خارج نطاق التغطية (2):

أحمق يقوم بإرسال رسائل نصية يدعي فيها أن رغبة النواب في عدم التعاون مع سمو الرئيس هي بسبب علاقة سموه المتينة مع الجمهورية الإيرانية!!

فعلا لقد أظهرت أزمتنا السياسية الحالية مدى ضحالة عقول الكثيرين من أبناء الكويت للأسف.

محمد الوشيحي

أقرب حمّام 
مغربي

بسبب عمايل حكومتنا، يولد أطفالنا مشوهين فكرياً وخلقياً، يولد الطفل وله «سكسوكة» ويسأل عن أول مربوط في الراتب وأقرب موعد للتقاعد، يولد فيسأل عن فواتير الكهرباء متى ستُلغى، يولد وهو يبحث عن واسطة تتكفل به من المهد إلى اللحد، من تغيير الحفاظة إلى الزواج من نائبة تقوم بتعيينه في منصب حكومي. ومادامت الحكومة تقر الكوادر والزيادات والعطايا، من أموال الشعب (كما يقول المثل: خذ من كيسه وعايده) فهي ليست مطالبة بالقيام بأي عمل آخر، كما يرى هذا الطفل المشوه.

والكويت بناية سكنية خربة، ولو كنتُ المسؤول لاستأجرت جزيرة في المحيط الهادئ، ولنقلت كل مَن على هذه الأرض إليها، وتعاقدت مع شركات تنظيف متعددة، واحدة لقتل الجرذان والقوارض التي ملأت البناية، وثانية لجلي الرخام، وثالثة للصبغ (الطلاء)، ورابعة للتعقيم بالديتول الأصلي، وخامسة لغسل السجاد والكنب والمفروشات وسادسة وسابعة وثامنة…

الكويت بحاجة إلى الدعك الشديد بالصابون حتى تصل الرغوة إلى عنان السماء، الكويت بحاجة إلى أقرب «حمّام مغربي» أو «حمام قبازرد» يتولى تفريكها فيه إيراني «متعافي»، يسمع عن الرحمة ولم يشاهدها.

أشر بإصبعك الكريمة إلى وزارة، أو هيئة مستقلة، وقل لي: هذه الجهة ليست فاسدة، وأراهنك على أن الجهات الصالحة أقل من أصابع اليد الواحدة في أحسن الأحوال والأجواء… وبمناسبة الأجواء، هل تعلم أن هذا الغبار الذي كدّس مرضى الربو في المستشفيات، وأنهك صدور الأطفال، هل تعلم أن علاجه لا يحتاج إلا إلى زراعة بقعتين أرضيتين صغيرتين في شمال غرب البلاد؟ إذ يقول المختصون: «كل الغبار في الكويت مصدره هاتان البقعتان، فإذا تمت زراعتهما بمصدات الرياح… (غدى الشر)»، ومع سهولة الأمر إلا أن شجرة واحدة لم تزرع هناك. بل ويقال إن زراعة طريق المطار التي تمت قبل سنوات، كانت برغبة من صاحب السمو الأمير لا بمبادرة من هيئة الزراعة، التي أمّن رئيسها نفسه و»كسب ود» النواب والصحافيين، فنام.

سيداتي سادتي، التغيير الوزاري ليس إلا منشفة مبللة، تمسح الجزء الظاهر من الوسخ وتترك الجراثيم المزدحمة تحت السجاد وفي المطابخ والغرف (تعريف الجرثومة في قاموسي: هي كل لص يسرق ويفسد في بلده).

الكويت في حالة بهدلة بسبب هذه الحكومة «الرفلة»، وهذا البرلمان الذي لا نعرف أباه، ولن ينقذها إلا نسف الوزارة بمن فيها، وحلّ البرلمان، وتعديل الدستور إلى مزيد من الحريات والمكتسبات الشعبية، وتقليص يد الحكومة الطولى في البرلمان وانتخاباته ولجانه، وتغيير النهج الحكومي، لتأتي حكومة جديدة منتخبة، تعيد بناء الإنسان، وتعيد تشكيل الثقافة من جديد، وتغربل الجهاز الحكومي الفاسد، وتقدم خطة جديدة واقعية بدلاً من خطة أحمد الفهد التي هي كالمكياج الفاقع على وجه الممثلة «إنعام سالوسة».

***

في مصر… تقدمت مجموعة كبيرة من القضاة بشكوى ضد وزير العدل في عهد مبارك يتهمونه بتلقي الرشاوى والتدخل في القضايا لصالح المسؤولين والمتنفذين، وتنوي مجموعة من رجال القانون في تونس التقدم بطلب إعادة فتح القضايا المشبوهة التي حصل فيها المتنفذون، سابقاً، على أحكام بالبراءة، على أن يتم التشهير بالقضاة الذين تولوا تلك القضايا، إذا أدينوا، بتهم «الفساد والإفساد»، وهي تهم تقود إلى حبل المشنقة بعد تجريد المدان من ممتلكاته.

وأرى أنا أن «الدولة التي يحكمها قضاء غير مستقل هي دولة مزورَة هشة العظام سريعة التحطم».

احمد الصراف

“دافنينو سوا يا سيدنا البدوي”

شاع مثل «دافنينو سوا» في دول عدة، ويتعلق بقصة صديقين امتلكا بعيرا صبورا اعتمدا عليه في معيشتهما، وكان وجودهما يرتبط به لما يقوم به من مهام، ولم يكونا يفارقانه. وفي يوم نفق الجمل فجأة، وعلى ظهره حمل ثقيل، فدفناه حيث هو وجلسا بجانبه يندبان حظهما ويبكيان بحرقة خسارتهما فيه، وكان كل من يمر بهما يسأل عن المرحوم فيقولان انه «أبو الصبر»، أبو صبر الخير، أبو البركة، الذي كان يقضي الحوائج ويرفع الثقل ويقرب الصديق ويبعد العدو!
وكان من يسمعهما يعتقد انهما يتكلمان عن ولي صالح وصاحب كرامات فلم يكونوا يكثرون السؤال بل يكتفون بمشاركتهما العزاء، وترك بعض المال والطعام لهما قبل المغادرة، وشيئا فشيئا أصبح عدد الزوار كبيرا وتبرعاتهم أكبر، وهذا أتاح لهما تشييد مبنى فوق القبر، ثم حجرة معيشة لهما، وزاد البناء وارتفع مع زيادة اموال النذورات، فحفرا بئرا لسقي الزوار وأماكن لقضاء الحاجة، وارتفع البناء تدريجيا وخصصت أماكن للضيافة وأخرى للاستراحة وتناول الطعام ومحلات لبيع تمائم وتذكارات دينية وربطات أدعية، وعم خبر كرامات الولي الشفيع (أبو الصبر) الكبير التقي الصالح، الذي يفك الكربات ويداوي الآهات ويزوج العانس ويطلق سراح المسحور، المنطقة كلها، فزادت الزيارات ومعها التبرعات وتحول موقع الدفن البسيط الى مدينة صغيرة تعج بالحركة، وتزايدت ثروة الشريكين، من عطايا السذج التي كانا يتقاسمانها، وفي يوم اختلفا على طريقة القسمة فغضب احدهما من الآخر، ورفع يده طالبا من «أبو الصبر» ان ينتقم منه، فضحك الآخر قائلا: ما احنا دافنينو سوا!
ولو نظرنا لأحوال عالمنا ولكثرة المزارات الدينية فيه، الصحيح منها والوهمي، وما يحيط بزياراتها من شعائر وطقوس، وما يشاع عن قدرة «أصحابها» على اتيان الخوارق والمعجزات ومنح البركات وفك الكروب وتلبية الملهوف واعانة المظلوم، لوجدنا ان الشك يطال الكثير منها في ظل عدم وجود أي معلومات موثقة يعتد بها ويمكن ان تعطي، ولو فكرة عن سيرة «المرحوم»، فالتدوين لم يكن يوما جزءا من تاريخنا الديني أو السياسي! ولو حاولت أي جهة تحري الحقيقة لوجدت أن أشد الناس اعتراضا أولئك الذين يعتنون بتلك المزارات والمدافن والمستفيدون منها، وكم الروايات والأساطير التي تشاع عنها، والتي لا نعرف مدى حقيقتها في ظل كل هذه الأمية التي نعيشها!

***
ملاحظة: سنغيب عنكم مؤقتا حتى منتصف مارس الجاري ونأمل ألا تغيب المقالات من العمود.. وكل عام وأنتم بخير.

أحمد الصراف

سامي النصف

أيام في الرمثية

توجهت مع الزميل العزيز د.عصام الفليج لزيارة الصديق الفاضل عبدالعزيز البابطين في مزرعته العامرة بالشيط بالمملكة العربية السعودية مساهمة منا في تخفيف الزحام المروري بالبلد، وللبعد عن أجواء المدن التقليدية الى أجواء الصحراء الجميلة.

ورفيق الدرب بوعبدالله هو خير نديم للطريق بعد أن جربناه في أكثر من سفرة، حيث تجد لديه العلم النافع والاستماع الجيد لمحدثه دون مقاطعة، إضافة الى قدرته المميزة في الاستدلال على الطرق الصعبة والمسالك البرية دون معرفة سابقة حتى أسميته ـ ما شاء الله عليه ـ بالمري أو الـ «جي.بي.اس» البشري، فما عليك إلا أن تتبع إشارات يده كي تصل الى مرادك ومبتغاك بأيسر وأقصر الطرق!

وصلنا بعد مسيرة ثلاث ساعات ونصف الساعة الى مزرعة أو محمية «الرمثية» والاسم يرجع لنبت الرمث البري الشهير الذي اختفى من صحرائنا الكويتية والذي نأمل عودته بعد أوامر صاحب السمو الأمير بالحفاظ على البيئة الكويتية، وقد بدأنا فور الوصول بالتجوال في تلك المحمية الرائعة التي تضم عشرات الألوف من مختلف صنوف النباتات والحيوانات المختلفة، فهناك الغزلان والمها البري الذي كاد أن ينقرض من الجزيرة العربية والنعام والطاووس وغيرها من مخلوقات الله الجميلة.

والشيط هي جزء من صحراء الصمان التاريخية التي كان يضرب بها المثل في الكويت للدلالة على البعد الشديد فيقال «ابعد من الدهنا والصمان»، كما تقسم صحراء الشيط الى جزأين: العطشان للدلالة على قلة المياه، والريان كدلالة على وفرتها، وقد بنى أبوسعود مزرعته بعد أن قام المجرم سبعاوي الحسن أخو المقبور صدام بالاستيلاء على مزرعته الواقعة جنوب العراق وتدميرها بالكامل بعد سرقة 67 ألف نخلة مثمرة منها وتدمير شبكة الري وحرق السيارات والآليات، أسرتا صدام والقذافي يخجل من أفعالهما حتى هولاكو وجنكيزخان.

وقد تعود الاخ العزيز عبدالعزيز البابطين ان يخجل زائريه بحسن خلقه وكرم ضيافته، وقد طلب بعض الضيوف أن يجربوا لحوم الغزلان والنعام وغيرهما من صنوف حيوانات وطيور تتواجد في المحمية وقد تحقق الطلب وكانت كل وجبة مفاجأة في شكلها ومحتواها، كان التجوال متعة أخرى، حيث يغطي كل مرتفع بالمحمية كساء أخضر يختلف عن الآخر، قضينا اجازة ممتعة ومريحة ضمن صحبة طيبة مكونة من الاخوة فواز حمد الفواز وعبدالرحمن محمد الحمدان وخميس عبدالله الرشيدي ويعقوب يوسف الفضيلي، وكان المنغص الوحيد فيها الأخبار المؤسفة القادمة من ليبيا، أعان الله شعبها على بلواهم.

آخر محطة:

(1) تهنئة من القلب للقائمين على عرض الوفاء العسكري الرائع، وتهنئة مماثلة للقائمين على أوبريت «الوطن إلا الوطن» الذي عرض أمام ضيوف الكويت والحاجة ماسة لتكرار الاستعراضات والأوبريتات كل عام كونها تعزز مشاعر الوحدة الوطنية.

(2) مشهدان يستحقان التوقف عندهما هذه الأيام على ضوء احتفالات الكويت وجرائم ليبيا، بلد يتم احتلاله ويصر شعبه ألا يكتمل تحرير أرضه إلا بعودة نظامه، وبلد آخر يموت الألوف من شعبه في سبيل إزاحة نظامه الثوري القاهر! مبروك للكويت أعيادها الثلاثة، وعقبال فرحة الشعب الليبي بتحرره من ربقة العبودية.

سامي النصف

كي لا نفقد مصر كما فقدنا العراق

مع سقوط نظام صدام عام 2003 كان العراق الجديد في مرحلة التكوين وقد كان بإمكان الدول العربية عبر جامعتها العتيدة او الدول الخليجية عبر مجلسها ان تدخل العراق من بوابته الشرعية لخلق مشروع مارشال عربي ـ خليجي لتنمية العراق دون تمييز بين شماله ووسطه وجنوبه.

مشروع عربي يقوم بكفكفة دمع اليتيم العراقي ومواساة الثكلى والأرملة ويفتح أبواب الرزق والعمل لرجال العراق، فالعراق الآمن المرفه هو اضافة لأمتنا العربية ودعم لدول خليجنا، وبعد ان تأخذ دولنا دور الريادة والقيادة في مشروع انقاذ العراق يمكن لأي دولة أخرى تريد مساعدته كالدول الغربية وايران وغيرها ان تدخل وتساهم، وبمثل هذا فليتنافس المتنافسون.

أمر كهذا لم يحدث لأن البعض منا انشغل بالخوف من «ديموقراطية» العراق، والبعض الآخر من «مذهبية» عرب العراق وثالث بالخلط بين الاستعمار التقليدي الدائم للدول الذي رحل دون عودة من العالم، وبين التواجد العسكري الأميركي المؤقت الذي سيرحل هذا العام ولم يكن احد يحتاج لتدمير العراق للوصول الى هذا الهدف.. السهل!

مصر الكبيرة والعظيمة في حالة مخاض شديد هذه الأيام ويمكن لنا كعرب لو تعلمنا من درس عراق 2003 ان نجعلها تخرج أجمل ما لديها ومن ثم تصبح مصر «الجديدة» ذات دور تاريخي مستقبلي مؤثر ـ افتقدناه لسنوات طويلة ـ فاعل وداعم لقضايا العرب، ويمكن بالمقابل لو أهملنا مصر ان نجعلها تخرج أسوأ ما فيها فتنشغل عن قضايا الأمة بمشاكلها الداخلية وان ينتهي الأمر بتشرذمات سياسية ودينية ومناطقية تعيد تشكيل خرائط المنطقة وحينها سنصيح جميعا بالمقولة الخالدة «انما أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض» او حين سمحنا بابتلاع ارض السواد وتقسيم ارض السودان!

آخر محطة: أمضي اجازة هذه الأيام في مزرعة الصديق العزيز عبدالعزيز البابطين الرائعة في السعودية التي تمتلئ بالأشجار والحيوانات المختلفة ومنها طائر النعام، واول ما تلحظه في ذلك الطائر انه لا يخبئ رأسه في الرمال كما يقال عند الخطر بل ينظم صفوفه لرد الاعتداء برجليه ومنقاره، أرجو الا نجعل كعرب النعام يضحك علينا عندما يرانا نخبئ رؤوسنا في رمال صحارينا عند ظهور الفتن والأخطار.. وما أكثرها هذه الأيام!

سعيد محمد سعيد

يا حبيبي… سوف أحكي لك عن ليل «المنامة»

 

«يا حبيبي…سوف أحكي لك عن ليل المحرق… حين يخلو، من جموع تنزوي في كل مفرق… تقطع الوقت بأوهام وأحلام وتطرق كل باب للدعابات وأشجان الحديث… سوف أحكي لك عن ليل المحرق… حينما يخلو من الناي المؤرق… في الليالي المقمرات… يسكب اللحن العراقي الحزين… طارقاً كل الحواري والجهات… ليبكي قلب عذراء سجين… تزرع الآه وأصداء الأنين… في أعالي حصنها الداجي الحصين».

«سوف أحكي لك عن ليل المحرق… حين يغرق… في متاهات الظلام… وطيور الليل حيرى لا تنام… ترصد الساحات قفراً من زحام… من ضجيج… يا أساطير الخليج… لي فيك عبرة عند الختام… عن جزاء الصبر للقلب المحرق».

(ليل المحرق)… قصيدة رائعة للشاعر البحريني الرائع علي عبدالله خليفة ثابتة في جذورها كثبات جذور أهل البحرين في بلادهم، وبصوتها البحريني المليء بالعاطفة والحنين والصدق والحب، صدحت حنجرة الفنانة البحرينية المتألقة هدى عبدالله لتجعل من هذه القصيدة ماثلة في قلوب كل من سمعها أو من يسمعها لأول مرة.

ليتني أمتلك تلك الهالة الشعورية الإبداعية المتوهجة الأخاذة التي أخرجت من صدر (علي عبدالله خليفة)هذا النص الفريد، وأخرجت من حنجرة (هدى عبدالله) هذا الإحساس المتدفق، لتحدثتُ كثيراً عن (ليل المنامة)! ليس لرمزية الليل أو لأنها العاصمة فحسب، بل لأنها قلب البحرين الذي تمتد شرايينه إلى كل شبر من أرض البلاد… يا حبيبي، سوف أحكي لك عن ليل المنامة… ذلك الليل الذي ما عاد فيه القلب نائم… هو ليل الـ (لا ظلام)… هو ليل للكرامة… هكذا ليل عظيم أفرح الأحرار في كل العواصم… بدماء الشهداء… ترتوي البحرين من نهر الشهامة.

ليل المنامة، من أول شفقه إلى مطلع غسقه وغلسه، هو ليل جديد في كل البحرين، والفضل فيه لله سبحانه وتعالى ولدماء الشهداء الأبرار ولهذا الشعب الكريم الوفي الذي سطر أروع صور التلاحم والقوة في مرحلة من أكثر مراحل البلاد حرجاً وصعوبةً… هذا الليل الذي يجتمع الناس فيه بمساجدهم ومآتمهم… بمجالسهم الشعبية… مقاهيهم… ملتقياتهم… ما تيسر من سواحل… في المزارع والاستراحات… في الأسواق… حول القهوة البحرينية… تتجه فيه الأنظار إلى دوار اللؤلؤة، حيث القلوب التي تمتلئ بالأمل، فتلك القلوب، تحمل همّ كل البحرينيين فلهم منا ومنكم كل التحية والتقدير والإجلال والإكبار.

لقد عبَرت البحرين خلال السنوات العشر الماضية بحالة من الاحتقان والتأزم، حتى أصبح من الصعب التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل، فجاءت الذكرى العاشرة لميثاق العمل الوطني ليقدم أبناء الوطن – في ذكراها – دمهم الطاهر في نهضتهم البحرينية من أجل الإصلاح والصلاح، فظن البعض أن البلد ستدخل نفقاً مظلماً أشد وطأة مما سبق! لكن خلاف ما رُوّج ويروِّج له البعض من عناوين الفتنة والانشطار الطائفي والتآمر والإضرار بالبلد، ظهرت الحقيقة الكبرى التي لا يمكن إنكارها: لقد وحّدت دماء الشهداء أهل البحرين جميعهم فأصبحوا حائط صد ضد المرجفين وصناع الطبخات السرية… لقد فتحت دماء الشهداء الصفحة الجديدة بكل تحدياتها ليشترك السواد الأعظم من المواطنين في الاتفاق على المطالب المشروعة… لقد أنعم الله سبحانه وتعالى، وبفضل تلك الدماء الزكية، أنعم علينا بفتح باب الحوار الذي يقوده ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بتوجيهات، وهو كفؤ كريم ثقة… وأياً كانت الملاحظات والهواجس التي تحيط بالحوار وسقف المطالب والضمانات وآليات التنفيذ، فإن الثقة كبيرة في وعي (شباب التغيير) الذين أذهلوا العالم بسلميّتهم ومنهجهم الحضاري فتحدوا أن يثبت أحدهم أن إطاراً واحداً احترق خلال حركتهم المباركة… وكذلك هي الثقة في العلماء الأفاضل والجمعيات السياسية والوجهاء المخلصين في خدمة البلاد من كل القطاعات، والإعلام البحريني الصادق فقط.

لقد وحّدت هذه المرحلة شمل أهل البحرين جميعهم، ليثبتوا للإعلام الذي يرى بعين واحدة، ويتحدث بلسان واحد، أنهم أكبر وأكبر من الترهات الفاشلة، والأفكار الصغيرة، فتذهب كل محاولات النيل من تماسك الناس وترهيبهم بالفتنة… سدىً!… إنه ليل المنامة… إنه فجر البحرين… إنها شمس البحرين التي تشرق بالآمال، فتكشف زيف الزائفين من جهة، وتتمايل أشعتها الذهبية بسرور على دوار اللؤلؤة

سامي النصف

ليبيا بلد غني وشعب فقير

هناك من يخشى ان تتكرر في ليبيا سيناريوهات الرعب والقمع والقتل التي تعرض لها الشعب العراقي في انتفاضة 91 والتي تسببت في بقاء النظام لعشرة اعوام، فالرعب هو من ابقى ستالين في الحكم ما يقارب الاربعين عاما وما ان اعلنت وفاته حتى اصطف الملايين لزيارة جثمانه لا ترحما عليه بل للتأكد من موته.

ليبيا بلد نفط وغاز ومساحتها تفوق مساحة العراق 4 مرات وتركيا 3 مرات ومصر بما يقارب الضعف ولا يزيد عدد سكانها على 6 ملايين وتملك اطول ساحل على البحر الابيض المتوسط مقارنة بالدول الاخرى حيث يزيد طوله على 2000كم2، كما تملك اكبر كمية اثار رومانية خارج ايطاليا ولها علم فريد لا مثيل له في العالم عبارة عن لون واحد ودون كلام او رموز، كل تلك الخيرات ومع ذلك لا يجد الشعب الليبي المظلوم قوت يومه.

قامت «الكويتية» بنقل مدير محطتها الكويتي من القاهرة الى طرابلس الغرب فأعلن بعد اسبوع تقديم استقالته، ولما سألناه عن السبب اجاب: ذهبت من بلد الخيرات مصر الى بلد يضطر اهلي فيه لارسال متطلبات الحياة من زيت وخبز وبصل وطماط ورز من الكويت وهو امر تقبلته على مضض الا ان الامر الذي لم أتقبله هو انني عندما اتوجه لمقر عملي في الصباح اجد دائما شباب اللجان الثورية يتظاهرون ويبدأون بالضرب على سيارتي، عند عودتي في المساء اجد نفس الشباب مستمرين في تظاهرهم اليومي مدفوع الثمن ويضربون كذلك على مقدمة سيارتي، اصل الى البيت وأفتح التلفزيون على القناة الحكومية الوحيدة المسموح برؤيتها فأجد مظاهرات النهار قد سجلت وبثت في المساء لاشاهد نفس الوجوه الكالحة والصيحات المنفرة.

حضرت ذات مرة حفل عشاء في الجزائر لاتحاد النقل العربي على شرف شركات الطيران العربية، بدأ الحفل الذي اقيم بمطعم في الجبل وضمنه اغاني لمطربين عرب فبدأ شباب اللجان الثورية الليبية ممن لا تزيد اعمارهم على العشرين بـ«التنقيط» ورمي آلاف الدولارات بجنون على المطربين، دمعت عين مدير عمليات «الليبية» الجالس بجانبي وهمس في اذني انه وزوجته وابناءه ووالديه يسكنون شقة صغيرة بسبب العوز وقلة الدخل ولا يجدون الخبز في كثير من الاحيان رغم منصبه الرفيع في وقت تستباح فيه ثروة البلاد على الجلاد القذافي واولاده ولجانه الشعبية، ولا حول ولا قوة الا بالله.

آخر محطة:

1 – مقابل آلاف الضحايا من الشعب الليبي هذه الايام، لم يحكم بالاعدام خلال حكم الملك الانسان ادريس السنوسي على مواطن ليبي قط، وحكم الاعدام الوحيد الذي صدر ونفذ كان بحق احد افراد الاسرة المالكة لقتله احد افراد الشعب.

2 – علم ليبيا الملكية الذي يرفع هذه الايام له دلالات عديدة.

3 – المملكة الليبية هي اول دولة فيدرالية عربية ديموقراطية.

محمد الوشيحي

الليبيون معتادون على الفلفل

نحن في فترة أعياد، ووالدنا صاحب السمو الأمير يستقبل اليوم ضيوفه وضيوفنا، ومعه نقول لهم: 'أهلاً وسهلاً'، وسنضع الشرشف على مشاكلنا الداخلية وننقلها إلى السرداب بعيداً عن أعين الضيوف، وسنرتّب ديوانيتنا ونبخّرها، و'لاحقين على خير' و'كل مطرود ملحوق'.

ومن يقول إن ما يفعله مجنون ليبيا بشعبه شيء يفوق الخيال، أقول له أنت كذاب ابن دجال أو أهبل ابن أهطل، أيهما قبل… وهل كان أحد يتوقع أن يوزّع هذا المجنون الآيسكريم على شعبه الرافض له؟ هذا هو وجه سفاك الدماء الحقيقي، لم يغيّره.

لكن ما برّد أكبادنا وسكّن آلامنا هو قرار جامعة الدول العربية تجاه هذا المجنون، الذي لم يكن ينقصه إلا جملة 'يا قذقوذي يا بايخ، ما أحبك ما أحبك ما أحبك'، كما تفعل الزوجة التي تتدلع وتتدلل على زوجها في سنة زواجها الأولى قبل أن تغلق باب غرفة نومها في وجهه ليسترضيها فترضى! قال يعني سيغضب القذافي إذا أعلنت الجامعة مقاطعة الوفود الليبية، ألا يعرف هؤلاء المرهفون أن القذافي قائد أممي، كما يرى نفسه، وأنه إذا كان على استعداد لإبادة شعبه وأهله وإحلال مجاميع إفريقية مكانهم، فما الذي يمنعه من أن يطلّق الأمة العربية ويتزوج أمة أخرى أو أخريات في اليوم نفسه؟

ولن تجد وجهاً أبرد ولا أتفه من وجه الذي تصرخ أمامه مستغيثاً: 'إني أحترق… اجلب ماء لتطفئني بسرعة' فيشرح لك عناصر الماء، وكيف اتحدت ذرتان من الهيدروجين بذرة من الأكسجين وتعاهدن على البقاء معاً، وكيف أن علاقتهن مثل علاقات شبّان هذا الزمن، ما إن تتعرض للحرارة حتى تتفكك.

والليبيون إذا كانوا بحاجة إلى أحد فهم فقط بحاجة إلى من يبعد الطائرات والدبابات عن يد سلطة المجنون، كي تكون المعركة متكافئة ويتدبروا أمرهم بأنفسهم، فالليبيون أشجع الشعوب العربية وأكثرها تضحية بالنفس، أقول ذلك بعد تجربة لصيقة بهم استمرت نحو ستة أشهر أثناء الدراسة في أوكرانيا، بدأت بخناقة دامية تبادلنا فيها دخول المستشفى، وانتهت إلى مشاركة في شقة لم تكن تحفها الملائكة.

والليبيون قساة، لا يلينون لأحد ولا يخضعون لغير الله، ولا أظنهم أذعنوا للقذافي إلا بعد أن أذاقهم الفلفل الحار، رغم علاقتهم الحميمة مع الفلفل وسيطرته على وجباتهم، ولو أن يابانياً صائعاً تناول وجبة ليبية لنطق الشهادتين في الحال وخرج في سبيل الله مجاهداً. وقد دُعيت إلى وليمة ليبية، فمددت يدي إلى لقمتي الأولى، ولم يستغرق الأمر مني إلا مسافة السكة من اليد إلى الفم، حتى توقفتُ فوراً وخنقتني العبرة واختفى صوتي، ورحت أضرب كفاً بكف وأفحّ كما تفح الثعابين وأتمتم بجمل متصلة منفصلة: 'يا حسافة راح فيها المريء، هلا والله بالشباب' وقضيت على كؤوس الماء كلها وجندلتها الواحدة تلو الأخرى، وما هي إلا لحظات حتى ارتفع صوت الطالب اليمني الجالس إلى جواري، وراح يهذي بكلمات لم أتبينها، أظنه كان يشتم المضيف أو يشتم نفسه التي سوّلت له قبول الدعوة أو يشتمني بعد أن قضيت على مصادر المياه.

أعان الله أهل ليبيا على جامعة الدول العربية أولاً، ثم على مجنونهم مصاص الدماء ثانياً.

***

اتصالات هاتفية عديدة من الإخوة القراء المصريين تلقتها 'الجريدة'، وإيميلات على بريدي الإلكتروني، يعلنون فيها عتبهم على ما ورد في مقالتي يوم الثلاثاء الماضي، عندما ذكرت أن 'الشعب المصري خلاص استيقظ من غبائه وألقى حقيبة وزارة الإعلام في سلة القمامة'، مع أن المقالة توضح أن المقصود بـ'الغباء' هو 'وزارة الإعلام'، وللتوضيح سأشرح: 'كل شعب على وجه الأرض يقبل وجود وزارة إعلام في حكومته هو شعب غبي، والشعب المصري، بعد تحرره، تخلص من هذا الغباء، أي تخلص من حقيبة وزارة الإعلام، أما بقية شعوب العربان فماتزال تستمتع بغبائها'.

احمد الصراف

جمعية التكافل والذكاء

طلبت مني «جمعية التكافل» مساعدتها ماديا في الإفراج عن سجناء. وأرفقَت بالطلب مطوية تحتوي على صور فتاوى لبعض رجال الدين، ولكن لم أجد في فتاواها ما له علاقة بنشاط الجمعية! يقول مسؤولو الجمعية إنهم ساعدوا ـ منذ تأسيسها في 2005 ـ في الإفراج عن 3634 سجينا، ودفعت عنهم مبلغ 2445000 دينار. وقد ذكّرني نشاط الجمعية بعمل شركة خاصة في لندن تقوم بمتابعة سيارات الشرطة التي تضع الكوابح، أو الكلبشات، على المركبات المخالفة، فيقومون بدورهم بوضع ملصقات على زجاج تلك المركبات تطلب من أصحابها عدم القلق، فهم على استعداد لتوصيلهم لمنازلهم ودفع المخالفة عنهم وإزالة الكوابح مقابل رسم بسيط! وهذه حال الجمعية، فهي وكأنها تقول للبعض لا تقلقوا، اذهبوا واقترضوا، وسنخرجكم من السجن بعد دفع مديونيتكم! نقول ذلك من باب التفكّه، فلا شك أن هناك حالات إنسانية عديدة في السجون، تتطلب قيام جهة ما الاهتمام بها. ولكن لسبب معروف جدا أشك جدا في طريقة اختيار هذه الجمعية لمن يستحق المساعدة، التي لا يمكن أن تتم بطريقة عشوائية، أو لأكثر المساجين حاجة، بل أستطيع الجزم هنا، أن ليس بين الـ3634 سجيناً واحداً غير مسلم، أو حتى من غير مذهب الجماعة، أو حتى «زكرتي»! وما يسيء أكثر في هذا السياق أن بعض المعايير التي على أساسها يتم تخفيض عقوبة بعض المساجين في المناسبات الخاصة، والتي تضعها جهات في الداخلية، تتضمن التساهل مثلا مع من يحفظ آيات قرآنية! وحيث إن البعض لا قدرة له على الحفظ، فإنه يُعاقب على أمر لا ذنب له فيه، ونكافئ السجين الذكي، الذي قد لا يكون أولى بالمساعدة والإفراج!

أحمد الصراف