سامي النصف

ملك الملوك وملك الملوك

لي نهج وخط سياسي أبشر به منذ مقالي الأول بالصحافة الكويتية في يناير 1980 (مقال ماذا فعلت الثورات بالعالم العربي) وفحواه أن الثوريات العربية ما خلقت إلا لتدمير أوطانها أثناء حكمها وبعده، وإضاعة القضايا التي تؤتمن عليها كحال القضية الفلسطينية، ولو أننا ائتمنا القضية الكويتية عام 90 بيد بعض ثوريينا أيا كان انتماؤهم السياسي يسارا أو يمينا لكنا مازلنا نعيش حتى يومنا هذا بالشتات في الملاجئ والخنادق بينما ينتقل ثوريونا بالطائرات والجوازات الخاصة من الفنادق إلى الفنادق كحال أبوعرفات وباقي أبواق القضية الفلسطينية.

والمستغرب ـ أو غير المستغرب ـ هو مساهمة الثوريات العربية بسبق إصرار وترصد في تدمير أوطانها، فناصر (النهج لا الشخص) أضاع السودان وسورية وفرط بسيناء وغزة مرتين، وعرّض جيش خير جند الله للهزائم والنكبات والنكسات مرات ومرات قبل أن يستردوا كرامتهم بعد رحيله الأسطوري بانتصار أكتوبر 73، ومثله صدام الذي هجم بجيشه على قومه في الجنوب والشمال حتى لم تبق رصاصة في بنادقه لم تفرغ في صدور الأكراد من شعبه مما اضطره لعقد اتفاقية الجزائر عام 75، ثم مهاجمة جيرانه مرتين تارة بالشرق وأخرى بالجنوب فهزم مرتين فأحال أرض الماء الوافر وأول زراعة في الأرض إلى أرض الدماء المسفوكة والنخيل المحروقة.

وبشر الثوري عمر البشير الصحافة الدولية وقبل ظهور نتائج الاستفتاء ـ و«بزلة لسان» ـ بأن سكان الجنوب سيصوتون بـ 99% للانفصال مما يعني انه كان يعلم بأن اعماله القمعية والشريرة آتت ثمرها وأن ثلث مساحة بلاده المليء بالماء (الذهب الأبيض) والنفط (الذهب الأسود) والزراعة (الذهب الأخضر) قد انفصل دون عودة ولم يتبق إلا أراض صفراء جرداء قاحلة يورثها لمن سيأتي بعده كما أورث الثوريون الآخرون الخرائب والاطلال والجهل والمرض لمن تسلم التركة الثقيلة بعدهم.

وجرائم سبق الإصرار والتخطيط والترصد بحق الأوطان تنطبق كذلك على الثوري الآخر معمر القذافي الذي هدد وولده بإشعال الحرب الأهلية في بلده وتحويلها لصومال جديد تتنازعه القبلية والمناطقية تطبيقا لشعار «أحكمكم أو أقتلكم» الذي أتى في كتابه الأحمر الذي حل محل كتابه الأخضر كي لا يبقى في ليبيا المظلومة حجرا على حجر فتنتهي بدماء تجري وخراب يسري.

سمى محمد رضا بهلوي نفسه بملك الملوك (شاهنشاه) وأعلن الثورة البيضاء فسمى القذافي نفسه بملك الملوك وأعلن الثورة الخضراء، سلط الشاه جنده ورجال مخابراته على شعبه فسلط القذافي زبانيته ومجرمي لجانه الشعبية على الناس، اشتكى الشاه قبل سقوطه من غدر حلفائه الأميركان واشتكى القذافي كما أتى على موقع «العربية» من غدر حلفائه الأميركان به (!)، الفرق أن الشاهنشاه خلف وراءه بلدا زراعيا وصناعيا ضخما وجيشا عرمرما يفوق الجيش البريطاني في العدة والعتاد وخرج بقليل من المال حتى أن أسرته تعيش على دخل مكتب زوجته الكائن في نيويورك، بينما يخلف ملك الملوك الآخر بلد مدمرا بالكامل وجيشا مهلهلا وثروة شخصية تقدر بمئات المليارات نهبها من عرق وجهد وثروة الشعب الليبي الذي بات يجلس على الحديدة ويحتاج لنصف قرن أو قرن لإصلاح ما دمره صاحب راتب الـ 465 دينارا و44 قرشا كما أتى في خطابه الأخير الذي كان اجدر به أن يلقيه في بداية الشهر القادم أي في الأول من أبريل.

آخر محطة:

 1 ـ سحبت جامعة لندن شهادة الدكتوراه التي منحتها الطاغية الصغير سيف الإسلام القذافي، بعد خطابه الأخير المليء بالتهديد والوعيد، حيث تحول ابن القذافي من دكتور إلى.. دكتاتور.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

2 ـ بودنا لو تبنت الكويت وحدها أو مع بعض دول مجلس التعاون جسرا جويا ينقل اللاجئين المصريين من الحدود التونسية الى بلدهم وهو استحقاق قليل بحق الشقيقة الكبرى مصر وسيكون له أثر طيب وإيجابي لدى شعبها وقيادته المقبلة.

3 ـ في استفتاء لجريدة الأهرام حول المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مصر، حاز عمرو موسى على 49% والبرادعي على 10% وممثل الإخوان المسلمين على 5% وأيمن نور على 1% وشخصية عسكرية على 12% والله أعلم.

احمد الصراف

درس ديني من البوسنة

زرت وصديق مدينة سراييفو، عاصمة بوسنيا للصيد، ولكن بسبب البرودة الشديدة لم نوفق في الكثير. استضافنا هناك سعادة السفير محمد خلف، وزوجته الرائعة شذا ببشاشتهما وكرمهما المعهودين، وتبين لنا لاحقا، من خلال اتصالاتنا مع بعض الدبلوماسيين ورجال الأعمال البوسنيين، عمق علاقة السفير وقوة اتصالاته مع جميع أطراف هذه المدينة المتنوعة الأعراق والديانات، بالرغم من أنه لم يكمل سنته الأولى هناك. توفيت رئيسة بروتوكول خارجية البوسنة، وهي أرثوذكسية، ونحن هناك، فشجعنا سفير بوسني متجول على مشاركة السفير خلف في تقديم واجب العزاء لذويها، وان مفاجأة تنتظرنا هناك! تبين بعدها أن سفيرنا كان الدبلوماسي العربي الوحيد في ذلك العزاء، وهذا دليل آخر على نشاطاته الفعالة، أما المفاجأة فتعلقت بظاهرة انسانية رائعة لا يمكن نسيانها، فمقابر البوسنة كبيرة عادة لأنها «مختلطة»، حيث يتم تقبل العزاء فيها للجميع من دون تفرقة بين دين وآخر من خلال صالات مخصصة للمسلمين، وأخرى للكروات الكاثوليك، وثالثة للصرب الأرثوذكس ورابعة لليهود، والأخيرة لغير المؤمنين، أو ربما لأتباع الديانات الأخرى! وعندما سألت صديقي البوسني المسلم عن هذه الظاهرة الغريبة بالنسبة إلي قال انها طبيعية وتفسيرها سهل، فطوال تاريخهم الحديث، على الأقل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى الحرب الأهلية الأخيرة، عاش بعضهم مع بعض في سلام مثالي، كما ربطت المصاهرة بين مختلف أعراقهم ودياناتهم وتشاركوا، وهم أحياء، في أموالهم ومشاعرهم وأجسادهم كأصدقاء وشركاء وأزواج وزملاء بعضهم مع بعض لسنوات طويلة، فكيف يمكن قبول تفريق اجسادهم بعد وفاتهم؟ وقال ان الحرب الأهلية التي طحنت البوسنة ومات فيها مئات آلاف الأبرياء وتسببت في خسائر بالمليارات، كانت بسبب المسلمين في المقام الأول! وقال ان هوسنا بضرورة سيادة عقيدتنا دفعت بعض «مفكرينا» وقادتنا وشبابنا لأن يتعصبوا ويثيروا مخاوف الآخر. كما ساهمت أفكار الاخوان المسلمين وأموال «البترودولار» السلفية وأسلحتهم ودعاتهم في اذكاء روح التطرف لدى الجميع من خلال أحزاب دينية متشددة. وقال اننا كنا نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نسمع أئمة مساجد دولكم وهم يدعون لأن ينصر الله الاسلام بعلي عزت بيغوفيتش! فهذا السياسي البوسني الطموح، الذي توفي قبل فترة، شارك في اذكاء روح التطرف فينا وتسبب هو وغيره تاليا، في اشعال شرارة الحرب الأهلية التي أحرقت الجميع!
والآن، أليس لدينا عقل لأن نتعلم الدروس من الآخرين؟ ولماذا لا تكون لنا مثلا مقبرة واحدة، وصلاة واحدة على الأقل، بدلا من كل هذه الفرقة والتشرذم اللذين نعيشهما، ولا يستفيد منهما الا القلة المتطرفة في كل جانب؟!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

التحالف الوطني الحكومي

بعد تردد.. قررت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي تطبيق القانون الجامعي واللوائح المعمول بها..!! وشكلت لجنة من عدد من العمداء لاختيار مدير جديد لجامعة الكويت. عقدت اللجنة خلال شهرين عدة اجتماعات.. التقت بأكثر من ثمانين مؤهلاً لهذا المنصب.. واستقر رأي اللجنة على عدد من المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط ورفعوا ترشيحهم الى الوزيرة التي رفعته بدورها الى مجلس الوزراء وفق المتبع. ويبدو ان ترشيحات اللجنة لم تعجب الوزيرة لان مرشح التحالف الوطني من بين المرشحين لم يكن «تارس عينها»، لذلك دخلت مجلس الوزراء بقائمة ترشيحات اللجنة وخرجت بمدير جديد للجامعة من خارج هذه الترشيحات، لكنه محسوب اكثر على تيار الوزيرة وزميلها وزير الصحة!! كنا نتوقع ان يثور حماة الدستور ودعاة تطبيق القوانين على هذا التصرف الذي كسر كل القوانين وكل اللوائح، لكن «لي حبتك عيني ما ضامك الدهر».. المدير الجديد له سوابق كثيرة في مناكفة التيار الاسلامي في البلاد، ومن اكبر المعارضين لقانون الاختلاط وعليه فهو على «جبدهم» مثل ماء الزلال!!
في التعليم التطبيقي تجاوزت الوزيرة كل اللوائح والنظم المتعارف عليها.. ولم تشكل لجنة لاختيار مدير عام التعليم التطبيقي كما ينص عليه قانون الهيئة، واستقدمت شخصية علمية من الخارج لهذا المنصب، ومع تقديرنا للمؤهلات العلمية لها الا ان القانون يجب ان يحترم واللوائح يجب ان تطبق خصوصا من الوزراء!!
شخصية ثالثة تم اختيارها عضوا في مجلس ادارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بينما تخصصها تاريخ، واستغرب المراقبون هذا الاختيار وما علاقة هذا التخصص الأدبي بهذه المؤسسة العلمية، لكن اذا عرف السبب بطل العجب.. فهذه الشخصية هي احدى قيادات التحالف الوطني!!
رمز آخر من رموز هذا التحالف تم اختياره للعمل في منظمة اليونيسكو، وعندما سافرت معه زوجته توهقوا فيها ودبروا لها منصبا في تمثيل الكويت في منظمة اخرى تابعة للامم المتحدة في المدينة نفسها التي يعمل فيها زوجها!!
تجاوزات لا حصر لها.. جواز العبور فيها ان تكون علمانيا او ليبراليا.. لا يهم، المهم ان تكون خصما للتيار المحافظ في البلد، ولك رقم عضوية في التحالف الوطني.
انا ما «أشره» على كتّاب الزوايا التابعين لهذا التحالف من السكوت عن هذه التجاوزات، بل اعتب على دعاة تطبيق القوانين – وما اكثرهم – من هذا الصمت المريب عن هذه التجاوزات.

«لفتة كريمة»
الدعوة الى التجمع يوم 3/8.. نؤيدها وندعو إليها شريطة ان تكون مهرجانا خطابيا سلميا وليس تظاهرات تسير بالشوارع وتعطى فيها الفرصة للمندسين والمخربين. كما نتمنى ان تنتهي بانتهاء المهرجان بعد توصيل رسالتها الى المعنيين. وبالمقابل، نتمنى من رجال الأمن التعامل الحضاري وعدم الاستفزاز، وان تكون مهمتهم حفظ الأمن وليس زعزعته كما حدث في لقاءات سابقة.

سعيد محمد سعيد

بعد الفتنة… فوضى وبلطجية وشباب 14 فبراير

 

تحدثت في عمود يوم الخميس الماضي حول موجة الإصرار المريب على ترويج جماعات وأجهزة إعلامية ووسائط وشخصيات وأشباح وخفافيش وأم الخضر والليف ومن لفّ لفها، لأكذوبة الفتنة والانشطار الطائفي في المجتمع البحريني، واعتبرتها من وجهة نظري المتواضعة، تحركاً طبيعياً (فاشلاً) رداً على حالة التلاحم الوطني المشرف للبحرينيين الشرفاء المخلصين الذين أذهلوا العالم بتحركهم السلمي وإصرارهم على المطالب المشروعة التي لا تخدم سوى حاضر ومستقبل الوطن العزيز.

ويبدو أن قاموس أعداء الوطن نَشِطٌ متجددٌ في اختيار المفردات تلو الأخرى بهدف إشعال فتيل الفتنة، فبعد فشل عنوان (الفتنة والانشطار الطائفي)، عمدوا لاستخدام مفردة (الفوضى)، حتى قال قائلهم ذات مساء: «نريد أن نعلمهم بأننا حضاريون ومنظمون نحب البحرين، وهم فوضويون لا تهمهم مصلحة الوطن»، وكتب آخر تحت عنوان الفوضى ما أخرجه عن عقاله، ولن تكون مفردات ذلك القاموس العفن إلا شرارات متطايرة لإيقاع صدامات عنيفة دامية في الشارع، وهذا ما يتوجب على الجميع الالتفات له والتحذير منه، ولتكن حادثة شجار مدينة حمد يوم الخميس (3 مارس/ آذار 2011) أيها الشرفاء مدونة بدقة لدينا جميعاً لكشفها وتعريتها ووأدها، بل ووأد الخطاب الخطير الذي أدى إلى تأجيجها، وكل ذلك، من وجهة نظري المتواضعة أيضاً، ليس سوى مخطط لإفشال الحوار الوطني الذي يقوده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى، عبر قطع الطريق أمام الحوار بإشعال الشارع بالصدامات الدامية، وكما حذر العلماء الأفاضل والمخلصون من أبناء البحرين، يتوجب على الجميع، أخذ الحيطة والحذر لإفشال هذا المخطط.

إخواني… الصورة واضحة! كل الدول العربية والإسلامية بل ودول العالم الثالث، مهيئة لثورات غضب شعبية مقبلة للمطالبة بالحقوق والإصلاحات نظراً لتراكم الممارسات الديكتاتورية وتعنت الحكومات وظلمها واستبدادها، وستكرر الأنظمة ذات الأساليب في التعامل مع شعوبها وستضعها تحت عدة عناوين مكررة: فوضى وتخريب وفتنة – تآمر من الخارج كإيران تارة، وتل أبيب تارة أخرى تدار من أميركا – مخطط إسرائيلي لتقويض الأمة الإسلامية – القاعدة و «طالبان»، وربما عناوين أخرى لست أفقهها! ثم ستنحو تلك الأنظمة إلى: استخدام أقصى أنواع العنف والقوة ضد مواطنيها وستقتل من تقتل بدم بارد – ستحذر وتهدد وتنذر وتزبد – ستستخدم البلطجية والمرتزقة الذين على ما يبدو أعدتهم تلك الأنظمة منذ زمن في أقفاص خاصة تطعمهم وتسمنهم وتربيهم للنيل من شعوبها – ستتراجع وتدعو للتهدئة والحوار وستتباكى على سلامة الوطن واستقراره وأمنه واقتصاده – ستلفّ وتدور حول الحوار – ستسقط الأنظمة المتعنتة المكابرة – ستنجو الأنظمة التي ستظهر بشجاعة وتعترف بأخطائها وتؤمن بأن مطالب الشعوب مشروعة ودستورية فتصل إلى بر الأمان.

لكن، في فقرة قصيرة ليسمح لي القارئ الكريم أن ألفت نظر الجميع إلى عدة نقاط تتعلق بالمجتمع البحريني باختصار: على الجمعيات السياسية والرموز الدينية وأولياء الأمور أن يسهموا في استقرار سير العملية التعليمية وسلامة المدارس وخصوصاً بعد بيان الجمعيات الداعي إلى استقرار المدارس – التصدي بمسئولية وطنية لمن يحاول نشر صور الاحتقان الطائفي بعد أن عجز ثم عاد وشمّر عن ساعديه ليواصل مسعاه الخبيث – احترام كل طرف للآخر، سواء كان موالياً أم معارضاً، بلا إقصاء أو تحريض أو اصطفاف – على الدولة – والأمل معقود على سمو الأمير سلمان الله يوفقه في مهمته الجسيمة – أن توازن في التعامل الإعلامي وتمنح كل طرف حقه في التغطية الإعلامية المتزنة بعينين لا بعين واحدة، وتتصدى بحزم لكل جهاز إعلامي أو منتدى إلكتروني يصب الزيت على النار ويفتح المجال لنشر الكلام المدمر والاتهامات الفاجرة.

أما بالنسبة لشباب 14 فبراير، فقد أثبتوا للعالم أنهم بحرينيون شرفاء يحملون همّ الوطن وصلاحه، وحين يقولون: «لم يخرجوا أشراً ولا بطراً»، إنما يجسدونها على أرض الواقع بصدورهم العارية وزهورهم ودمائهم لا من أجل جرّ البلاد إلى الصدام بخطاب آثم! ولكل من حمل علم البحرين وهتف من أجل حاضر ومستقبل البحرين بصدق، من الموالاة والمعارضة، بعيداً عن المطابخ السرية والتآمر الفاشل… لهم منا كل الشكر والتقدير… لكن يا جماعة، استعدوا للقادم… استعدوا جيداً لمن لا يمتّ بصلة إلى تراب البحرين، ولا يريد سوى التدمير… احذروهم جيداً واستعدوا لهم واكشفوهم بتلاحمكم وبشعاركم المدوّي: «بالروح بالدم نفديكِ يا بحرين»

سامي النصف

الإطفائي وكرة النار

في هذه الاوقات الصعبة عربيا وخليجيا، كان هناك تحرك موفق من صاحب السمو الامير للم الشمل الخليجي الذي يمهد تمزقه لسقوط دولنا الواحدة تلو الاخرى، وان يؤكل شمال الخليج في اليوم الذي نسمح فيه بأكل جنوبه او وسطه، دور اطفائي الخلافات المشتعلة والذي يوفر في النهاية الجهد والدم والمال، هو اختصاص متصل لسموه منذ ان تدخل قبل حوالي نصف قرن لاطفاء نار الخلاف الدموي الذي قام بين بعض دولنا الخليجية والعربية على معطى حرب اليمن.

منذ ان ارسلت السيدة هيلاري كلينتون رسالتها الواضحة لبعض الحكام العرب منتصف شهر يناير الماضي بأن يتغيروا قبل ان يتم تغييرهم، والرسالة تصل متأخرة احيانا كما حدث في تونس ومصر، سبب التأخير هو الاختيار الخاطئ للاشخاص والذي يوصل بالتبعية لقراءات خاطئة للمتغيرات مما يؤدي في النهاية لقرارات خاطئة او متأخرة لم تعد اثمانها تنحصر في ازمة سياسية او تقتصر على دفع كلفة مالية.

هل حكم اهل الدماء الحمراء من البسطاء والفقراء، كما يقال، ارحم وافضل من حكم من يسمون بأصحاب الدماء الزرقاء، اي اصحاب الحكم الوراثي؟! الاجابة واضحة وجلية عبر متابعة احداث تاريخنا السياسي المعاصر، فقد تم اسقاط الانظمة الوراثية في مصر والعراق وليبيا على دعاوى مظالم لم تقتل احدا إبان حكم الملكيات، ودعاوى مفاسد ـ لو صدقت ـ لا تتعدى مبالغها الواحد من مليون من ميزانيات تلك الدول والباقي كان يصرف على تنمية شعوبها، وجميعها تعتبر ممارسات ملائكية عندما تقارن بما فعله من يفترض ان يكون رحيما بالبسطاء والفقراء من شعبه كونه اتى منهم.

فقد قتل وأباد الحكام الثوريون الذين اتوا على انقاض الانظمة الوراثية،الصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني، وزجوا بشعوبهم في حروب خارجية خاسرة او داخلية دموية، ونهبوا ميزانيات بلدانهم «كاملة» فأصبحوا من اصحاب المليارات ولم يبقوا لبلدانهم شيئا عدا الفقر والمرض والجهل واليتم والمباني المهدومة الخاوية في وقت لم يعرف فيه شيء قريب من هذا الثراء الفاحش عند من تبقى من اسر الملك فاروق او فيصل الثاني او ادريس السنوسي الذي لم يكن يملك مالا يدفع به ثمن اقامته في فندق باليونان، بينما تتجاوز ثروة الثائر عليه ما يقارب 200 مليار دولار هي نتاج سرقة جُل ميزانية دولة نفطية لمدة 42 عاما دون ان يصرف منها شيئا على شعبه.

آخر محطة:

1 ـ ابان فورة اليسار والثورية ودعاوى القومية في الخمسينيات والستينيات، صمدت الكويت عندما تساقطت الانظمة الاخرى بسبب الذكاء والتعامل الايجابي مع متطلبات تلك المرحلة، وعندما تحول العالم والمنطقة معه للنهج الديني والمحافظ في السبعينيات والثمانينيات تعاملت الكويت بحكمة مع ذلك المتغير وتجاوبت كذلك مع متطلباته واستحقاقاته.

2 ـ يتعرض بلدنا هذه الايام لتحديات لا تخفى على احد ولدينا ثقة تامة بالحكمة الكويتية في التعامل مع تلك المتغيرات الحادة وغير المسبوقة، واننا سنشهد قراءات وقرارات تدل على الفهم العميق لما يجري واستحقاقاته.

3 ـ لدينا قناعة شخصية بأن كرة النار التي «تتنطط» بالمنطقة لن تتوقف عن تحركها او تطفأ نيرانها في المستقبل المنظور، فمازالت بعض دول المنطقة العربية والخليجية مستهدفة وبقوة من تلك الكرة الجهنمية التي يمكن ان تسدد احيانا للدول المقصودة مباشرة او عن طريق تسديدها لدول قريبة منها بقصد الاضرار بها بالتبعية.

احمد الصراف

نتائج «ساينوفيت» المخيبة

عماد أي دولة مثقفوها ومفكروها فهم قادة الرأي فيها ورصيدها الحاضر، كما الشباب رصيدها المستقبلي، والمثقف او المفكر لا يخلقه المسرح ولا التلفزيون ولا أي وسيلة تعليمية او تثقيفية اخرى غير القراءة، فخلق المعرفة وتجميعها لا يتأتيان إلا بالقراءة، وهي الفيصل في تخلف شعب او جماعة، وحتى فرد وتقدم آخر! وقد اظهر بحث اجرته Synovate، وهي مؤسسة متخصصة بأبحاث التسويق، ان عادة القراءة في خمس دول هي: مصر وتونس والمغرب والسعودية ولبنان تتشابه، ولكن مع فوارق بسيطة. فغالبية ما يطالعه قراء هذه الدول يتركز على السياسة والاحداث الجارية من الصحف والمجلات، كما ان متصفحي الانترنت لهم الاهتمامات نفسها، فقد اجاب غالبية قراء مصر بالقول انهم يقرأون القرآن اكثر من غيره، اما قراء لبنان فلم يظهروا ميلا لكتاب محدد، مع اهتمام بكتب جبران، وشارك قراء السعودية ميول اقرانهم في مصر، اضافة لقراءتهم للكتب الدينية الاخرى كالسيرة، اما في المغرب، وبالرغم من وجود نسبة من قراء الفرنسية، كما في لبنان وتونس، فانهم يركزون على القصص الكلاسيكية، واظهروا ميلا لروايات نجيب محفوظ، وفي تونس كان هناك ميل واضح لقراءة شروح القرآن وتفاسيره. كما تبين فيها جميعا ان اكتساب عادة القراءة بدأ مع سنوات الدراسة الاولى. وظهر ايضا ان الكثيرين في المرحلة العمرية من 19 الى 25، اما هجروا القراءة، واما زادوا منها، وهذه الفترة هي فترة الدراسة الجامعية والتخرج والبحث عن عمل وتكوين اسرة.
ومن عوامل التشجيع على القراءة لدى البعض حصولهم على كتب تثير الاهتمام، وذكر الكثيرون انهم يقرأون لزيادة معارفهم الدينية، وانهم يحصلون على معلوماتهم عما يستحق القراءة من الأهل والاصدقاء ومن رجال الدين ومن اصحاب المكتبات، ولكن ليس في السعودية. كما تبين ان معارض الكتب لا تلقى اقبالا من القراء في مصر، بعكس الدول الاربع الاخرى، اما في السعودية فيتم ارتيادها للتسلية، كما تحصل نسبة كبيرة من القراء على كتبها بالاستعارة من صديق او قريب، اما الاستعارة من المكتبات العامة فلا تكاد تذكر!
الدراسة جادة وفيها تفاصيل كثيرة، ويرجى من الراغبين في الحصول على نسخة منها الكتابة الينا.
***
ملاحظة: ورد في تقرير صادر عن مؤسسة الفكر العربي (2011/1/18 CNN) ومن خلال مسح على الانترنت لمدة شهر، ان غالبية العرب كانوا يبحثون عن كتب الطبخ واشهر الطباخين، وعن مواقع الجنس والافلام الاباحية وينفقون الكثير على شراء كتب الجنس وافلامه!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

لماذا الإصرار على ترويج أكذوبة (الفتنة والانشطار)؟

 

قبل أن أدخل في صلب الموضوع، لعله من المفيد بالنسبة للمصابين بمرض الطائفية البغيضة وأعداء التلاحم الوطني أن يستلهموا ما قالته (أم سلمان)، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، في لقائها الأخير الذي استضافه المجلس مع ممثلي القطاع النسائي، وهي المرة الأولى بالنسبة لي شخصياً، التي أرى فيها (أم سلمان) في هذه الحالة من الحزن والألم والأسى، وليس الأمر بغريب، فما حدث من مأساة كارثية يوم الخميس الدامي، أدمت قلوب كل البحرينيين الشرفاء، لكنها، ونكايةً في الطائفيين وأصحاب الطبخات السرية، لم تزد المجتمع البحريني إلا تلاحماً.

أم سلمان كانت صادقة، رغم صوتها المتهدج بالحزن الشديد، في دعوتها للجميع بأن يطرحوا الأفكار التضامنية التي تجعل الجميع يخرج من هذه المحنة الكبيرة، ذلك أن ما مرت به البلاد هز كبار أهل البحرين، متضامنة ومتعاطفة مع أهالي الشهداء الأبرار، حتى أن سموها استخدمت مفردة (التضحيات)، وبالطبع، لا تنطبق هذه الكلمة إلا على القضايا العادلة المشروعة والعمل الصادق من أجل الوطن والمواطنين، وهذا ما اثبته شهداء الوطن وشباب 14 فبراير والمخلصون المرابطون في دوار اللؤلؤة فلا شك في أنهم جميعاً وضعوا (البحرين) على رؤوسهم.

أم سلمان كانت واثقة من قوة التلاحم بين أبناء البلد، مع أن الأيام الماضية شهدت صوتاً ناشزاً يصر اصراراً شديداً على وصف ما يجري في البلد على أنه (فتنة عظيمة)! فقد بدا واضحاً، أن هناك طرفاً يدعمه الإعلام الرسمي، بتلفزيونه ومنتدياته الإلكترونية وكوادره ووسائطه الإعلامية وأكبرها على الإطلاق (رسائله النصية المكثفة الخبيثة والمكذوبة مجهولة المصدر) يصر على ترويج أكذوبة تعرض المجتمع البحريني للفتنة والانشطار الطائفي، لكن أتدرون لماذا كل هذا الحجم من الترويج الكاذب لعنوان الفتنة والانشطار الطائفي والعداء بين أبناء المجتمع من الطائفتين الكريمتين؟ والجواب هو: لأن أولئك ظنوا أن المجتمع البحريني بلغ مبلغاً كبيراً مما يطمحون إليه من مآرب شيطانية، وأن في مقدورهم أن يشعلوا فتيل الفتنة والصراع باعتبار أن الظرف ملائم جداً، فوجدوا خلاف ما كانوا يظنون ويأملون، وهو أن المجتمع البحريني، لم يشهد تلاحماً وتكاتفاً وتعاضداً أكثر مما يشهده في هذه المرحلة الخطيرة والحاسمة في تاريخ البحرين فسقطت أمانيهم سقوطاً مدوياً، ولم يجدوا وسيلة أفضل من أن يثيروا حالة من الغرس الإعلامي الكاذب لزرع الشقاق والفتنة والتخويف والتخوين وتأليب المواقف، وهذا كله أيضاً اصطدم بحائط صد النسيج المتماسك والمتوحد والمتطلع الى مستقبل أفضل للبلاد والعباد.

أولئك أصبحوا يتباكون بدموع التماسيح في لقاءاتهم التلفزيونية ومقالاتهم ومنتدياتهم الإلكترونية وتصريحاتهم الصحافية الى درجة تصل الى حد الشعور بأن هناك (حرباً أهليةً ضروساً في المجتمع البحريني)، حتى أنني سألت أحد أولئك الإعلاميين سؤالاً بسيطاً: «أنت تخيف المجتمع بمقولة الفتنة والانشطار؟ أليس لك أصدقاء مقربون من الطائفتين؟ فقال: بلى بالتأكيد، فسألته: كم يا ترى فقدت من الأصدقاء الأعزاء عليك بسبب الفتنة والانشطار؟ فأجاب بالقول: ولا واحد ولله الحمد لأن علاقتنا أكبر من أن تتأثر؟ قلت: فعلام تستند في ترويجك لهذه الأكاذيب؟ فأجاب: أنا أسمع… أحدهم قال لي… إحداهن أخبرتني… قرأت في أحد المنتديات قصة جعلتني أبكي… قريب لي قال كذا… قريبة لي قالت كذا»، وبهذا، عليه أن يعيش على براهين (سمعت… يقولون)، ويتناسى نفسه وعلاقاته وهي البرهان الأصدق والأهم.

مسيرة (الوحدة الوطنية) عصر يوم الثلثاء التي انطلقت من إشارات السلمانية الى دوار اللؤلؤة أثبتت أن شعب البحرين تواق الى التقدم وتحديث البلاد ورسم مستقبل أجيالها بما أظهروه للعالم أجمع من صلابة نسيجهم وتلاحمهم بكل طوائفهم وتياراتهم، وتقديمهم لمصلحة الوطن العليا، فما عليكم يا هؤلاء إلا أن تستمروا في التباكي الكريه، وتستمروا في الكذب وتستمروا في خداع أنفسكم وتواصلوا تآمركم الخبيث فمآلكم الفشل وبئس المصير.

احمد الصراف

الإعلان العالمي وعبدالله السالم

يعتبر «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» الذي صدر في 1948 أعظم وثيقة في التاريخ البشري، فقد تضمنت هذه الوثيقة أسسا حيوية عامة بطريقة لم تصل اليها أي مرجعية أخرى. ولو طبقت كل دولة موادها الثلاثين بصورة جيدة لوصل البشر الى الوضع المثالي، والذي لا يمكن تحقيقه بالتطبيق المجتزأ للإعلان بحجة عدم ملاءمة بعض مواده لظروف هذه الدولة أو تلك. فحقوق أعضاء الأسرة البشرية يجب عدم التهاون بها، فما يحصل حاليا، وسيحصل مستقبلا من اضطراب في دولنا، ودول كثيرة أخرى، يعود في الدرجة الأولى إلى عدم إيمان الكثير من حكوماتنا بحقوق الإنسان، وازدرائهم لها بحجة عدم اتفاقها مع «عاداتنا وتقاليدنا»، الأمر الذي جعل من عدم المساواة والتفرقة جزءا من ثقافتنا، وأدى في النهاية لترسيخ الحكم الفردي المطلق. فعالم لا يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة لا يمكن أن يتحرر من الفزع والفاقة، كما ان الكرامة البشرية لا يمكن ان تتحقق بغير تمتع الرجال والنساء بحقوق متساوية، لأنهم يولدون جميعا أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، فلا يجوز استعباد البشر، أو حتى أن يكونوا رعايا وليس مواطنين، كما يجب ألا يميز بينهم بسبب العنصر، اللون، الجنس، اللغة، الدين، الرأي السياسي وغير ذلك من الحقوق. كما أن لكل فرد حق التمتع بجنسية ما، وللرجل والمرأة، متى بلغا سن الزواج، حق الاقتران وتأسيس أسرة من دون قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله. وألا يبرم عقد الزواج إلا برضا الطرفين الراغبين فيه من دون إكراه، وأن لكل شخص الحق في حرية التفكير والاعتقاد، ويشمل هذا الحق حرية تغيير الديانة وحرية الإعراب عن الرأي وإقامة الشعائر ومراعاة الحكومات لها. كما أن لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية، كما لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً. وأن لكل شخص الحق نفسه الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد. وإن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجرى على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع، أو وفق أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت. كما أن للآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم. ولا يجوز بالتالي إجبارهم على قبول تعليم لا يرغبون فيه لأبنائهم.
ولو تمحصنا بتجرد هذه المبادئ العامة لوجدنا أن مدى قربنا، أو بعدنا عنها، يحدد مدى «إنسانيتنا» الضامنة لاستقرار مجتمعاتنا، التي أصبحت اليوم اكثر بعدا عن تلك المبادئ مما كانت عليه قبل عقود قليلة، ولا مفر بالتالي من الاعتراف بكل بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إن اردنا لمجتمعاتنا الاستقرار والازدهار.
***
ملاحظة: لم ينل أي من أمراء الكويت قدرا من عدم رضا «البعض» عنه ما نال الأمير الراحل عبدالله السالم. واليوم اكتشف هؤلاء «البعض»، في خضم كل هذا الاضطراب الذي تعيشه دولنا، أن ما أقدم عليه ذلك القائد الفذ قبل نصف قرن، هو الذي يشكل الآن ضمانة الحكم، وتآلف فئات المجتمع كافة.

أحمد الصراف

سامي النصف

أمير الشكر والوفاء

خطاب الشكر والوفاء الذي استمع له الشعب الكويتي ظهر امس من صاحب السمو الامير المفدى يؤسس لثقافة سياسية جديدة لم تعتدها شعوب العالم الاخرى وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ممن لم تعتد سماع خطابات شكر توجه لها، لقد كان خطاب امس جميلا في معناه ومغزاه، راقيا في مفرداته وكلماته، موجها من قيادة ابوية حنونة الى شعب مخلص ووفي.

فقد وجه سموه الشكر لأطفال الكويت الذين شاركوا في الأوبريت الرائع «إلا الوطن» وللرجال والنساء ممن عبروا عن محبتهم الخالصة لوطنهم واميرهم بطريقة مبتكرة وغير مسبوقة وهي نثر مليون وردة محبة على جدران دار سلوى مقر إقامة سموه.

وامتد خطاب الشكر لجميع ابناء الديرة لمشاركتهم الراقية والفاعلة في اعياد «50، 20، 5» فهم كما اتى في الخطاب «زينة الكويت وأنوارها وصوتها وصورتها وحاضرها ومستقبلها الزاهر» والى جميع وزارات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني ومختلف الجهات الاهلية ووسائل الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد وللمشاركين في العرض العسكري ولقواتنا المسلحة ولقوات الدول الحليفة والصديقة.

واستذكر خطاب الشكر والوفاء الادوار البطولية للراحلين الكبيرين الشيخ جابر الاحمد والشيخ سعد العبدالله، ولشهداء الكويت الابرار وأسراها ومفقوديها ممن رووا بدمائهم تراب الكويت الطاهر، كما امتد الشكر والامتنان لشعوب وقيادات وقوات الدول الحليفة والصديقة التي وقفت مع الكويت عام 90 و«لن ننسى قط مواقفهم الشجاعة» كما جاء في الخطاب التاريخي.

وتأتي الثقافة السياسية التي تضمنها خطاب سموه امتدادا للثقافة التي رسخها سموه ديبلوماسيا في المحيطين العربي والدولي حيث الصدق والحكمة والوفاء، فلا قول بالعلن يختلف عن القول بالسر، ولا مواقف فوق الطاولة تختلف عن مواقف اخرى تحتها، بل شفافية ووضوح تام، لذا لم يصدق العالم وقادته اكاذيب وتخرصات النظام الصدامي وهب مسرعا للوقوف مع بلدنا قبل عقدين من الزمن.

آخر محطة:

(1) تمسكنا بالوحدة الوطنية والتعقل والموضوعية هو خير هدية نقدمها لبلدنا في اعيادنا الوطنية، وعطاءات الدولة للشعب الكويتي غير المسبوقة لا تحتاج منا إلا للحمد والشكر.

(2) حتى نشعر أكثر بالنعمة التي نعيشها نذكر بأن كلمات الشكر التي نسمعها، تتزامن مع تهديدات قيادات ثورية بقتل شعبها من.. زنقة، الى زنقة اي من الوريد الى الوريد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

احمد الصراف

البارون والحنة الكويتية

يعتبر «كارل ثيودور ماريا نيكولاس جوهان جاكوب فيليب فرنز جوزيف سيلفيستر فريهر فون اند زو غوتنبرغ»، وهذا هو الاسم الكامل لوزير الدفاع الألماني البارون الارستقراطي المتزوج من «حفيدة» بسمارك، والبالغ من العمر 39 عاما، من اكثر سياسيي ألمانيا شعبية.
وعلى الرغم من شعبيته وعروقه العائلية، فان الصحافة الالمانية لم تترد في الاسبوع الماضي في الكشف عن انه قام بتضمين بعض تقارير اللجان البرلمانية في رسالة الدكتوراه التي يحملها دون الاشارة الى المصدر، وان يقوم وزير دفاع اكبر واقوى دولة اوروبية بعملية تزوير ليس بالسهل ابدا، علىالرغم من انه اعتذر عن خطئه علنا، وقال انه سيجمد لقبه الى ان يتم الفصل في التحقيقات. علما بان اتهامه بالتزوير، ان استمر بقاؤه في منصبه، وهو الامر المرجح، قد يؤثر في خططه الطموحة الهادفة الى الغاء الخدمة العسكرية الاجبارية في الجيش الألماني.
وهنا نجد كيف تتعامل المجتمعات الاوروبية مع كبار قادتها، وهم لا يزالون في السلطة، فحجم النقد الذي تعرض له هذا الوزير لم يكن سهلا، وخطر الغاء برنامجه المتعلق بالتجنيد امر لا يستهان به.
أما عندنا في الكويت غير، حيث ان مزور شهادة دكتوراه كاملة يتم استقباله من كبار مسؤولي الحكومة، ويكرم وتلتقط له الصور وتنشر في كل الصحف، على الرغم من علم الجميع بان شهادته مزورة من اول حرف حتى اخر حرف فيها! كما يتبوأ الكثيرون مناصب عدة في الحكومة على الرغم من حملهم لشهادات صادرة عن جهات غير معترف بها. وهناك جامعات «وهمية» اميركية واوروبية تقوم بمنح شهادات دكتوراه في مختلف التخصصات مقابل دفع بين 3000 و5000 دولار. وفوق ذلك توجد في الكويت رابطة للدفاع عن حاملي شهادات الدكتوراه، وهي الرابطة او الجمعية الوحيدة من نوعها في العالم اجمع والتي تضم مجموعة من حاملي هذه الشهادة الصادرة عن جامعات اما غير معترف بها او غير موجودة اصلا. ويطالب اعضاء هذه الرابطة السلطات التعليمية في الكويت بالاعتراف بشهاداتهم. ولن نستغرب يوما ان تقوم الدولة، بضغط نيابي، بالرضوخ لطلبهم، فقط للتخلص من «حنتهم»!

أحمد الصراف