سامي النصف

الملكيات الدستورية والحكومات الشعبية

بعد مطالبات تغيير الدوائر الى خمس التي تسببت في تفشي الطائفية والقبلية والفئوية وشراء الأصوات بشكل غير مسبوق، ومنع النزهاء والأكفاء والأمناء من الترشح بسبب ضخامة الكلفة المالية التي تسببت في دخول الأموال الخارجية لدعم بعض المرشحين، بدأنا نسمع بمطالبات مدمرة أخرى بالتحول الى الملكيات الدستورية والحكومات الشعبية والأحزاب والدائرة الواحدة وجميعها يُقصد منها القفز من معلوم الى مجهول (قمة قلة الحكمة) واستبدال أمننا بالخوف ووحدتنا الوطنية بالتشرذم والتناحر.

والملكيات الدستورية قامت في أوروبا لظروف غير ظروفنا، فأسرهم الحاكمة قدمت من دول أخرى فهم في الأغلب غرباء على الدول التي يحكمونها، وأعدادهم لا تزيد على رقم أحادي لا يضير معه ان حرم من الممارسة السياسية، بينما الوضع مختلف تماما في الخليج، حيث أنشأت الأسر الحاكمة الدول، وأعدادها كبيرة ومن ثم لا يجوز عزلها عبر منعها من الترشح للبرلمان ومن دخول الحكومة التي ستشكلها الأحزاب الفائزة ومن ثم يعلم من يتقدم بهذه المطالب في الخليج انه يتقدم بطلب استحالة يقصد منه البلبلة والفوضى اضافة الى حقيقة ان الملكيات الدستورية الشبيهة بالملكية البريطانية قد جربت في مصر والعراق والأردن وليبيا ولم تنفع حيث تدخّل ملوك تلك الدول في العمل السياسي رغم ملكياتهم الدستورية نظرا لفارق الثقافة السائدة في المنطقة عنها في أوروبا.

أما ما يخص «الحكومات الشعبية» فلم يرتد العرب عن الحكم الديموقراطي في مصر والعراق وغيرهما إلا بسبب تلك الحكومات الشعبية التي كانت تشتهر بـ «الاستباحة» حيث يقوم الحزب الفائز باستباحة الوظائف والأموال العامة لمصلحة منضويه وطاردا منافسيه، وهو أمر شهدنا مثيلاً له بالكويت عندما تسلم بعض الوزراء الشعبيين مقاليد الوزارات، ولنا ان نتصور ما سيحدث عندما تسلم جميع الوزارات ومعها الميزانية العامة للدولة لحزب الأغلبية!

الأكيد سيبيت نصف الكويتيين في الشارع ولن يبقى في الخزينة فلسا أحمر ومن يحزن هذه الأيام على التجاوزات المرفوضة على «بعض» المال العام سيبكي دما في الغد عندما يتم التجاوز جهارا نهارا على «كل» المال العام حتى لا يبقى منه شيء.

أما «الحزبية» فقد ثبت فشلها الذريع في منطقتنا، ولا يجوز ان يجرب المجرب، كما ان نظام الدائرة الواحدة غير معمول به في جميع الديموقراطيات المتقدمة والعاقلة، وقد جرّب نظام القوائم النسبية في العراق الشقيق فلم ينتج عنه القضاء على الفئوية والطائفية بل جذّرها وتسبب في خلق فرق الموت والتفجيرات بعد ان شعر البعض بالاقصاء وان تمثيلهم ليس إلا تمثيلا شكليا يتم من خلاله إلحاق الإمعات بالقوائم التي تشكلها التجمعات والطوائف الكبرى، ان نظام «الدوائر» خلق لضمان تمثيل «جميع» شرائح المجتمع وهو ما لا يحققه نظام الدائرة الواحدة الكفيل بتدمير الكويت تدميرا شاملا.

آخر محطة

(1): المطالبة بجمهورية اسلامية في البحرين او حتى حكومة اسلامية شعبية لا فرق موالية لإحدى دول المنطقة، يعني تحول الوضع الاقتصادي الحالي الى ما هو أسوأ بمئات المرات، فالبحرين جزيرة صحراوية صغيرة لا موارد طبيعية فيها، بل يقوم اقتصادها على وجود الشركات والبنوك الغربية والعالمية، ودعم الدول الخليجية الشقيقة (مشروع مارشال الخليجي) وجميعها أمور ستتوقف فيما لو تم تحقيق المطالب الثورية المقدمة، وحسنا فعل الرئيس جاسم الخرافي برفضه الحديث مع الوفد البحريني الزائر عن بعض المطالب المدمرة، وكم من يوم بكيت منه فلما أصبحت في غيره بكيت عليه..

(2) مما هو مثبت تاريخيا رغبة صدام في اجتياح المنطقة الشرقية للسعودية والبحرين وغيرها من الدول الخليجية وعدم الاكتفاء بابتلاع الكويت، لذا فالامتنان للموقف التاريخي السعودي عام 1990 الذي أوقف زحف الطاغية، يجب ألا يتوقف عند الكويت بل ان يمتد لمواطني الدول الخليجية الأخرى، وعيب ما قيل بحق الجارة والشقيقة الكبرى السعودية وقيادتها.

احمد الصراف

شعب يستحق العيش

قامت مؤسسة استقصاء قبل سنوات بتوجيه سؤال لعدد من المواطنين الأميركيين عن الجهة التي سيقومون بالاتصال بها هاتفيا، في حال حدوث كارثة أمامهم تمنعهم من التحرك، وان ليس في امكانهم اجراء غير مكالمة هاتفية واحدة، وكانت اجاباتهم جميعاً تقريباً انهم سيقومون بالاتصال بأسرهم! وعند توجيه السوال نفسه لعدد مماثل من اليابانيين اجاب الغالبية بانهم سيقومون بالاتصال برئيس عملهم وسؤاله عما يجب القيام به!
وعندما ضرب الزلزال المرعب الأخير السواحل اليابانية، وما رافقه من تسونامي هائل وتسرب نووي مخيف، اضطررت، على غير عادتي، لمشاهدة التلفزيون بكثافة، ومراقبة ورصد ردود فعل هذا الشعب العظيم، والذي كان له الدور الكبير، الذي يجب ألا ينسى في تحريرنا، ولفت نظري عدم رصد وسائل الاعلام لأية حالات نهب وسلب، كالتي شهدتها مدن اميركية وقت اعصار «كاترينا»، كما لاحظت من ردود اليابانيين على أسئلة مراسلي القنوات الفضائية مدى اتسامهم بالهدوء ودقة اتباعهم لتعليمات السلطات وسيطرتهم على مشاعر الذعر والهلع، كما كان لافتاً اهتمامهم الكبير بمن كانوا يعملون معهم أو تحت امرتهم، وما أبدوه من قلق يتسم بوقار شديد، لمصير من فقدوا من أهل، وقلقهم التالي على زملاء العمل وشركائهم، كما شاهدت أكثر من مشهد مؤثر لرجال أعمال التقى أحدهم بعامل يعمل لديه، فاغرورقت أعينهم بالدموع فرحاً، وكيف تعانق آخر مع زميل له في الشركة نفسها وكأنهما اخوين لم يلتقيا منذ سنوات، وكيف ابدى أكثر مر رجل أعمال قلقه على مصير موظفي شركته التي جرفت السيول مصنعه وساوته بالأرض، وما قاله من انه يستطيع العودة لنشاطه السابق بموظفيه وعماله وليس بالمباني والمعدات، وقد بينت لي كل هذه الحوادث الصغيرة، والكبيرة في معانيها، مدى عظمة الياباني وولائه لمكان عمله، مالكا أو عاملاً، وهو الولاء النابع من ولائهم لوطنهم.
ان هذا الشعب الذي عانى الكثير في تاريخه الحديث من الكوارث وابادة شبه جماعية في الحرب العالمية الثانية، عندما القيت على مدنه قنبلتان نوويتان تسببتا في مقتل وتشويه ابدي لمئات الآلاف، والذي أصبح بعدها أكثر ميلا للسلام العالمي، ومحبا للحرية، والذي يمنعه دستوره من المشاركة في اية عمليات حربية خارج ترابه، أصبح في فترة قياسية ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، على الرغم من افتقاره لكل الموارد والثروات الا العنصر البشري، وكما خرج من تحت رماد هيروشيما وناكازاكي شامخاً، سيرتفع من خلال انقاض الزلزال والكارثة النووية والتسونامي اقوى مما كان، ولكن هذا لا يعني انه لا يحتاج لنا، وعلينا جميعاً ان نمد له يد العون من خلال الحملة الوطنية لمساعدة الشعب الياباني.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

لو

وتعالوا نضع «لو» قبل كل جملة ونتخيل النتيجة بعد أن نستأذن خبراء اللغة العربية في تركيبة «جواب الشرط»:

• لو كان الشيخ أحمد الفهد وزيراً في أستراليا لأقام مهرجان «مزاين الكنغر» كي يستغفل قبائل أستراليا.

• ولو كان الفهد وزيراً في أستراليا لهاجر خلفه النائب عادل الصرعاوي كي يستجوبه هناك.

• لو نجحت الحركات الشبابية والتيارات السياسية في إقالة الحكومة لطالبتُ بعودة الحكومة كي أجد أحداً أنتقده فلا ينقطع رزقي.

• لو أن ناشر هذه الجريدة الزميل محمد الصقر لا «يفتح دبّة» مقالاتي ويضع المرآة تحت سيارتها ويفتش أدراجها قبل النشر لارتفع سقفي إلى السماء الثالثة، ولما استطعت حصر القضايا التي سيرفعها علي الخيّرون من أبناء هذه الأمة المجيدة.

• لو كنت وزيراً للتربية – لا قدر الله – لأمرت بأن تكون مواد «شعر الغزل» و»الموسيقى» و»قراءة الروايات» مواد أساسية كي أقضي على الطائفية البغيضة والعنصرية المقيتة.

• لو لم أكن كاتباً لكنت مطرباً يشار إليه بالطماطم والشتائم. فأصدقاء السوء يمتدحون حنجرتي وحبالها الصوتية لكنهم يمقتون أذني ويحلفون بالطلاق أنها ليست موسيقية. لا أعلم، لكنني إذا صفّقت بيديّ طرباً في السهرة لخبطت المصفقين وأبكيت العازفين.

• لو تمكن النائب «الحقاني» علي الراشد من الحصول على كرسي رئاسة البرلمان لهربت إلى بوركينا فاسو ومنها إلى «تعز» حيث مسقط رأس الأجداد في غابر الأزمان.

• لو سألني أحد عن عدد النائبات في البرلمان لأجبته على الفور: «ثلاث، والرابعة أخشن من التمساح»، أقصد د. أسيل العوضي! معلش دكتورة تعالي على نفسج شوية كي لا تتساقط القضايا على رأسي.

• لو قرأ النظام السوري تاريخ الاحتلال العثماني لبلاده لأدرك أن «درعا» هي موطن الثوار، ولانتبه إلى ذلك منذ البداية.

• لو كنت من أهل «درعا» لأقمت تمثالاً للقائد التركي العظيم «مصطفى أتاتورك»، الذي أرسلته القيادة، «الباب العالي»، وكان برتبة متوسطة، لدعم الجيش العثماني ضد ثورة أهل «درعا»، فشاهدَ أتاتورك الجيش العثماني يستعد لإحراق المدينة كاملة بأطفالها ونسائها بعد اختباء الثوار، فرفع مسدسه على رأس القائد وأوقف التنفيذ.

• لو كنت مكان إدارة مستشفى الأحمدي لأكملت «جميلي» وأطلقت الرصاص على آباء متقاعدي شركات النفط وأمهاتهم، فالقرار الذي صدر أخيراً بمنع علاج آباء المتقاعدين «ما يبرّد الكبد».

• لو كشفت لنا الحكومة أسماء تجار الأغذية الفاسدة فسنعرف مباشرة أسماء تجار الألعاب النارية التي كدّست الأطفال في مستشفى البابطين للحروق (قوموا بزيارة للمستشفى وشاهدوا بأنفسكم وجوه الأطفال ومناظر عيونهم المحترقة واستمتعوا ببكاء ذويهم، وارفعوا أيديكم بالدعاء للحكومة أو عليها).

• وختامها مع الخالد نزار قباني: «لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً ما أحببت… لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً ما أبحرت… لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت…».

حسن العيسى

حكومة أم الريش

كتبت مقالاً أمس الأول بعنوان «سكتوا والله يرحم والديكم» ولم أكن أتصور أن حكومتنا بهذه الدرجة من الخفة، فقد أثبتت بجلاء أنها ريشة بمهب الريح، فكانت حكيمة وواعية في قرارها السابق وأرسلت إلى البحرين بعثة طبية من أطباء وممرضين وممرضات وأدوية بدلاً من الضباط والجنود وطلقات الرصاص، إلّا أن البعثة عادت بسرعة ولم نسمع توضيحاً لذلك، لا من حكومة البحرين ولا من حكومة «الريش» الكويتية! ثم فجأة ومن جديد وبعد أن هدد نواب تورا بورا رئيس الحكومة بالاستجواب، وكذلك بعد إعلان الموقف المشرف للتكتل الشعبي برفض إدراج بند عدم إرسال العساكر إلى البحرين كما طلب النائب خالد السلطان في محاور استجوابهم القادم لرئيس الحكومة، قررت حكومة الريش بحركة كوميدية مباغتة إرسال قوة عسكرية بحرية إلى البحرين! أدرك أنها (قوة الحداقة) لن تقدم ولن تؤخر في أحداث البحرين، وربما كان إرسال الطراد العسكري الكويتي إلى الشواطئ البحرينية إن لم يكن بغرض التزحلق «سيكينج» للسابحين هناك فقد يكون عملاً رمزياً (ربما) أو يهدف إلى ترويع الأساطيل الإيرانية! لا يهم الآن نبش صدر الحكومة لمعرفة حقيقة الهدف الباعث لإرسال أسطول «الحداقة» إلى البحرين، فالبحرين ليست في حاجة بأي حال إلى قواتنا العسكرية، ما يهم حقيقة هذا التردد وتلك الخفة في قرارات حكومة الريش التي غرقت في شبر ماء.

المسألة تخصنا هنا بالكويت، وليست هي قضية إرسال عساكر من عدمه إلى دولة من دول التعاون حسب تفاهمات «درع الجزيرة» المسألة تخصنا الآن لأنها تصب الزيت على النار، فكثيرون في مجتمعنا الكويتي يتسلحون بالهوية الطائفية أو القبلية، ويتلمسون أي مناسبة لفزعات العصبيات، وكانت مظاهرات الشعب البحريني فرصة ذهبية لهذه الجماعات لتصفية حساباتهم وكشف كراهيتهم وعنصريتهم للآخرين. الآخرون طبعاً ليسوا غير «شيعة» الكويت فهؤلاء الشيعة الذين رفعوا رقابهم قليلاً ليروا ويتحدثوا عبر نافذة الإعلام الحر عما يجري في البحرين يجب عدهم عند أمراء أهل السنة والجماعة على أنهم خارجون على الملة، وهم مخالب للقط الإيراني وأطماعه في دول الخليج. وأيا كانت حقيقة المواقف الإيرانية فإن العواطف المذهبية هنا غيبت الرؤية الحقيقية الواعية لكل ما يجري في المنطقة. وطبعاً سنجد ردود الفعل الطبيعية عند الشيعة الكويتيين بعد أن تم حشرهم في زاوية «إن لم تكن معي فأنت ضدي» و»إذا كنت لا تؤيد إرسال قوات إلى البحرين… فأنت غير وطني، وربما عميل».

وهكذا بثت في الأجواء فيروسات العنصرية المذهبية والابتزازات الفجة والطعن في وطنية وانتماءات الغير… ويبدأ معها العد التنازلي لتفجير المجتمع الكويتي من جوفه ومن أعماق الأصولية التي ليست في مجملها غير ضحالة فكرية وجهالة إنسانية.

في مثل تلك الظروف كان يفترض أن تظهر الحكومة صرامة في مواقفها السياسية وتحسم أمورها حين يكون الحديث عن الوحدة الوطنية، وذلك برفض أي ابتزازات من بعض النواب أو الدعاة على كلا الجانبين السني والشيعي، والجانب الأول (السني الأصولي) له حصة الأسد في المراهقة السياسية والتكسب من صولات وجولات العصبية المذهبية… لكن للأسف لم تستقر الحكومة على حال، وتأرجحت قراراتها بالصعود والنزول حسب نفخات وليد الطبطبائي ومحمد هايف وبقية الجوقة على الجمر الطائفي… أليست هذه حكومة الريش أم ماذا تكون…؟

احمد الصراف

شكرا لك يا سيدتي

سيدتي، اعذري تقصيري في عدم التقاط اسمك، عندما أخبروني به، ونحن في ذلك المكان الصاخب، وشكرا لسماحك لي بتقبيل يدك امتنانا لما أدخلته من سرور على قلبي بقليل كلماتك!
عملت في مصرف، موظفا ومديرا وعضوا في مجلس الإدارة، قضيت غالبية الفترة في إقراض الشركات والأفراد، وكنت أجد أمارات الرضا، وأحيانا الامتنان، في عيون زبائني كلما التقيت بهم. مرت السنون وتركت البنك واتجهت للعمل الحر وهواية الكتابة الصحفية التي جرفتني إلى آفاق جديدة، وأصبحت أتلقى قدرا أكبر من الشتائم المبطنة والسباب العلني والتهجم الشخصي، ولكن آثارها كانت سرعان ما تختفي عند سماع كلمة جميلة من قارئ وتحية اجمل من قارئة، وكيف أن صباحهم لا يعني الكثير إن لم يبدأوه بقراءة المقال مع فنجان قهوة أو «سحبة نَفَس» سيجارة.. كلمات قليلة تقال بعيون تلمع محبة أصبحت تنسيني كل مشاعر التعب واليأس، وتزيد بمراحل عن كلمات الشكر التي كنت أتلقاها أثناء عملي المصرفي. فشكرا لك يا سيدتي على إدخال الفرح لقلبي في تلك الليلة ودفعي للاستمرار في الرقص دون تعب مع شريكة دربي، ضاربا عرض حائط ذلك البيت الجميل، بكل الآراء السلبية من حولي، وبكل ذلك التعصّب المذهبي الذي أعمى العيون، وبكل ذلك العنف في التعامل الذي نتج عن عمى القلوب، والذي دفعني مرات، بيني وبين نفسي، للتفكير في التوقف عن الكتابة بعد أن فشلت من التحذير من التطرف الديني والغلو في معاملة الآخر، وبعد أن ذهبت سدى دعواتي إلى التسامح، وبعد أن أصبح أكثر الناس تساهلا يلومني على انتقاداتي على الجمعيات الدينية وعلى نفاق بعض رجال الدين المتطرفين، وسرقات لجانهم الخيرية واحتيالهم في جمع الأموال، وان على الكتابة ونقد «جماعتي»! وكنت أقول لهم إنهم مخطئون، فلم أقصر مع أحد، وأن لا خطر كبيرا من هؤلاء في الوقت الحاضر، ولكنهم سيصبحون كذلك إن زاد الضغط والحصار عليهم، وعندما جاء هذا الوقت أصبح لهذا الفريق عجيب وغريب ثوابته بعد أن عجزنا عن رفض سخيف ثوابت من سبقه!
شكرا لك يا سيدتي على التفاتتك الجميلة في تلك الليلة، وما تسببت به، من غير أن تعلمي، في إصراري على الاستمرار في طريقي، ووقف قرار نقل القلم من كتف المقال إلى كتف الكتاب، ولو إلى حين.
ملاحظة: لا تقل لي ما هو معتقدك أو طائفتك، بل قل كيف تنظر إلي وتعاملني من خلالها!

أحمد الصراف

سامي النصف

أوديسا الماضية وأوديسا الحاضرة

على دفة قيادة سفينة الكويت هذه الأيام نوخذة ماهر أمضى ما يقارب نصف القرن في معترك السياسة الدولية والإقليمية، ويعلم طرقها ومسالكها بشكل لا يعلمه الآخرون من نواب وكُتاب على سبيل المثال، نرجو ألا ندخل إستراتيجيات بلدنا الكبرى في مناكفاتنا الصغرى، ولا يحتاج أحد إلا فرد خارطة المنطقة أمامه ليرى حساسية الموقع وعدم جدوى سياسة حرق الأخضر واليابس أو مبدأ هدم المعبد على رؤوس الجميع، فأمورنا جدها جد وهزلها جد كذلك، ولا تحتمل اللعب الانفعالي بها.

***

البحرين بمثابة العين والسعودية جارة لا نستطيع أن نوفي قيادتها وشعبها حقهم من الثناء والشكر، مستذكرين مقولة الملك فهد، رحمه الله «تعود الكويت او تذهب السعودية معها»، وإيران جارة مسلمة لم نر منها أو من رعاياها إلا كل خير، لذا لا مصلحة لنا على الإطلاق في أن نسيء لعلاقاتنا بأي من تلك الدول المهمة في المنطقة والعالم، والدور الأفضل للإقليم ان تكون الكويت ملتقى للأشقاء والفرقاء ومكانا يخفف الكراهية والبغضاء، فقد شبعت منطقتنا حتى الارتواء من قضايا الاختلاف والاحتراب المتواصلة.

***

ما حدث خلال الأيام الماضية في الكويت، أخطاء تصحح بأخطاء لا تقل عنها شناعة وبشاعة، فتوزيع الاتهامات يمينا وشمالا أمر مرفوض، والإساءة لجيران الكويت لأسباب انتخابية أمر مرفوض، والتدخل في شؤون الدول الأخرى تحريضا وتأجيجا أمر مرفوض، واستغلال المناسبات للعودة للاستجوابات أمر مرفوض، واستقصاد المسؤولين على الهوية لا القضية أمر مرفوض، والقائمة تطول وتطول ليدفع بلدنا ثمن القائمة من استقراره السياسي ونموه الاقتصادي.

***

الكويت ولادة، فوسط الإحباط ومعارك السياسة والهواء الساخن التي لا تنتهي، تسطع إضاءات وإنجازات كويتية باهرة كفوز د.فايزة الخرافي بجائزة لوريال يونسكو للنساء والعلوم لعام 2011 وهي جائزة علمية رفيعة، واختيار د.رولا دشتي من قبل مجلة نيوزويك ضمن افضل 150 شخصية نسائية في العالم، وحصد النائب الفاضل علي الدقباسي لمنصب رئيس البرلمان العربي خلفا للقيادة القذافية السابقة.

***

آخر محطة: (1) تم إطلاق تسمية فجر «أوديسا» على الحملة العسكرية الحالية على ليبيا، وللعلم «أوديسا» هو مسمى عملية مخابراتية ضخمة تمت مع قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية وقام الغرب خلالها بتوفير وسائل الهرب والملجأ لقيادات ألمانية كبرى (يقال ان منها هتلر!) عبر الادعاء بموتهم وقتلهم في وقت سهل فيه وصولهم بأسماء مستعارة للعديد من دول أميركا اللاتينية، فهل أوديسا الحالية هي تمهيد لإخراج العقيد؟! نرجو ذلك.

(2) الاعتداء على د.البرادعي أمام وسائل الإعلام يقصد منه القتل السياسي له لصالح أحد منافسيه، فكيف يدافع عن مصر من لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟!

في عام 54 تم الاعتداء على د.السنهوري كي لا يرشح نفسه أمام عبدالناصر والأرجح ان الاعتداءين يقف خلفهما فكر غوبلزي ـ هيكلي واحد.

احمد الصراف

لنتعلم من الصين شيئاً

تعتبر الصين من أكثر اقتصادات العالم نموا، وستتجاوز قوتها الاقتصادية أميركا عام 2020، فنموها المستمر منذ ثلاثين عاما بنسبة %10 سنويا أثار انتباه مارتن جاكس Martin Jaques كاتب العمود في «الغارديان»، فوضع كتابWhen China ruled the World حاول فيه تحليل سر قوة الصين واستمرار نموها، وتوصل إلى نتائج مثيرة، حيث يقول انها المرة الأولى التي يتقدم فيها اقتصاد خارج المنظومة الغربية بتلك السرعة والثبات، وان هذا قضى على الاعتقاد الشائع بأن كل تقدم اقتصادي يعني قربا أكثر للحضارة الغربية، فالصين، بنظره، لن تصبح غربية أبدا، كما أنها دولة في أمة أو سلالة، فتسعون في المائة من الصينيين يؤمنون بأن اصولهم تعود لسلالة الهان Han، التي تعود لألفي عام، وهذا ما يوحدهم ويجعلهم يشعرون بأنهم جسد واحد. فالاحساس بالصينية لا يأتي من الانتماء لدولة بل لسلالة تدين بالولاء للأجداد وتعطي أهمية قصوى للعلاقات العائلية ومبادئ كونفشيوس وقيمه، وبالتالي تستمد قوتها من كونها دولة حضارة وليس دولة كيان سياسي، فلا يمكن إدارة كل ذلك الاتساع الضخم وبعدد سكان يتجاوز المليار و300 مليون من «بكين»، بل يتطلب الأمر وجود قيم تساعد السلطة في عملها، فهم لا يعتقدون بأنها جسد دخيل أو مؤقت يتطلب الأمر تغييره بين الفترة والأخرى بحزب أو نظام آخر، كما هو الحال في المجتمعات الغربية المتقدمة، بل هي عضو في العائلة وكبيرها غالبا، وهي المؤتمنة والمكلفة المحافظة على الحضارة الصينية وسلالة الــ«هان»! كما أن السلطة أو الدولة في الصين لم تواجه في تاريخها تحديات كالتي واجهت المجتمعات الغربية كالكنسية أو الارستقراطيين، الذين صودرت ممتلكاتهم أو التجار،، بل بقيت من غير تحد حقيقي للألف عام الأخيرة، وبالتالي فإن الولاء للقيادة أكبر منه في اي ديموقراطية غربية. وشعور الصينيين بأن أصولهم تعود للهان، بخلاف الدول الأخرى ذات الكثافة العالية، كالهند وأميركا والبرازيل واندونيسيا، جعل منهم مجتمعا مترابط الهوية، ولكن لمثل هذا الفهم عيوبه الثقافية لأنه يجعلهم ينظرون للآخر بغير اكتراث أو احترام.

أحمد الصراف

حسن العيسى

سكتوا الله يرحم والديكم

ياليت حماة أهل السنة والجماعة في البرلمان الكويتي يكونون على مستوى المسؤولية السياسية، وقبلها على مستوى المسؤولية الأخلاقية، ويكفون ويكفوننا عنترياتهم وبطولاتهم لسحق الإنسان البحريني أولاً وفتل عضلاتهم على شيعة الكويت ثانياً. نعرف أنهم (شيعتنا) أقلية ولا يبلغوكم بسلطات وميزات الأكثرية المتعجرفة الذين هم أنتم و»ماكو» غيركم، لكن تواضعوا يا عناترة المجلس، ومرة ثانية وثالثة قولوا خيراً أو اصمتوا. إذا كان سمو الأمير هو من قال الكلمة الحازمة الواعية برفض الكويت إرسال قوات أمنية إلى البحرين فله تحية العقل  ورجاحة المنطق، وإذا كان ذلك قراراً حكومياً اتخذ قبل وصول سموه من السفر فللحكومة أيضاً تحية، لكن بالتأكيد للأمير بصمته مستندة إلى أسس المصلحة الوطنية الأكيدة وثابتة على رؤية سياسة عميقة يتعمد مراهقو العصبيات الأصولية التعامي عنها.
 سمو الأمير أبدى استعداده للتوسط وحل العقدة البحرينية، وكم أدمت هذه العقدة أهل البحرين شيعتهم وسنتهم، مجرد هذا الموقف الحصيف من سموه يراه أي عاقل أنه أفضل وخير مئات المرات من إرسال قوات عسكرية ستسكب الملح على الجرح البحريني، وستفتح أبواب الفتنة الطائفية في الدولة الكويتية، فهل أنتم يا مشايخ المجلس تنشدون الفتن أم أن عصبياتكم المذهبية قد أعمت بصيرتكم فلم تروا أمن مستقبل وطنكم؟ أم أن المسألة كلها محاولة إذلال الآخرين من مواطني الدولة وهم إخواننا الشيعة كي يعملوا حسابكم ويتقبلوا فروضكم، مذعنين لإرهاب عصيكم!
 تصريحاتكم معيبة وسيئة وتنضح بالروح الفاشية لا بارك الله فيها. أملنا اليوم الذي تقف فيه دولنا العربية على مفترق الطرق ويواجه العالم العربي ثورات وتقلبات كبيرة قد تنتهي في يوم قادم إلى عالم الحرية والكرامة، أملنا في نواب الأمة أن يكونوا صمام الأمان للدولة؛ وأن يفتحوا عيونهم جيداً على التغيرات التي تعصف بنا لا أن يكونوا طلاب فتن وقناصة فرص عروض سياسية طائفية، «سكتوا الله يرحم والديكم».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

الديموقراطية لا تكفي

أعلنت «جمعية مقومات حقوق الإنسان»، وهي جمعية غير مرخصة، أنها أعدت مشروع قانون لتأسيس هيئة مستقلة بحقوق الإنسان. وقال أحد مسؤوليها الملتزمين، إن بنود مشروع قانونهم تمت صياغتها وفق معايير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وانه سيقدم للبرلمان لإقراره انطلاقاً من رغبتهم في حماية حقوق الإنسان! ونحن هنا نعتقد أن هدفهم من المشروع السيطرة على «جمعية حقوق الإنسان» والتحكم بقضايا الإنسان من خلال منظورهم المتخلف وضمن أطر مقومات القرون الوسطى، فمن يقرأ ويتمعن في معايير وأحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجد أن ما ينادي به مسؤول «جمعية المقومات» يبدو مضحكا ومخيفا في الوقت نفسه. فبالرغم من كل ضربات «عودة الوعي» التي اصابت المنطقة اخيرا، فإن هؤلاء ما زالوا يعيشون، كما يبدو، في عالم آخر، ففكرهم مخالف لأهم بنود الإعلان العالمي، وخاصة تلك التي تتعلق بالحقوق السياسية والقول والمعتقد والمرأة، وإن نجحوا في تحييد هذه البنود، كما ينوون، فما الذي سيتبقى من الإعلان العالمي؟
ومن جهة اخرى، فإن مطالبات البعض بضرورة تطبيق الديموقراطية في دولنا، في خطوة لاحتواء الاضطرابات والاضرابات، قد لا تعني الكثير في نهاية الأمر إن لم يصاحب ذلك تقيد بكامل مبادئ الإعلان العالمي، فالديموقراطية بغيرها لا تعني الكثير، فسوء حال حقوق المرأة بشكل عام، في غالبية الدول العربية والإسلامية، عدا استثناء أو آخر، لا يعود الى افتقادها الديموقراطية فقط، بل الى عدم إيمانها المبدئي بحقوق الإنسان، وبالتالي فإن أي ديموقراطية ينص دستورها على حرية المعتقد، ولا تسمح مثلا لطائفة مسالمة كالبهرة بإنشاء مسجد لهم، ليست بديموقراطية حقيقية! وما يقال من أن البرلمان، أو مجلس الشعب، سيد قراراته لا يعني شيئا، فقرارات المجلس إن خالفت مبادئ حقوق الإنسان لا تعني شيئا!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

بشاعة الجريمة… حين يصبح علم بلادنا تهمة!

 

ليس من اللازم أن نصف التشكيك في انتماء المواطن لبلده وولائه بأنهم شراذم! وأنهم، سواء كانوا جماعات أم أفراداً، إنما هم مجرمون يرتكبون أبشع الجرائم وأفظعها حين يشعلون فتيل الفتنة، ويرفعون شعارات دموية للنيل من انتماء طائفة كبيرة ويدعون عليها بالويل والثبور والإبادة… والحال ذاته، ينطبق على الطرف الآخر، الذي ينال من أبناء الطائفة الأخرى، والنتيجة… أيّاً كان الطرف المصر على ممارسة سلوك تفتيت أبناء المجتمع فهو يرتكب جريمة في حق الوطن والمواطنين حتى وإن استهان بها وشجعه عليها آخرون.

شعار كاذب فاحذروه!

هناك مفارقة عجيبة لدى أنصار همجية التشكيك! فهم كانوا يهاجمون كل تجمع أو مسيرة أو اعتصام أو تظاهرة لا تحمل علم البحرين! وكانوا يرفعون أصواتهم في خطبهم وتصريحاتهم الصحافية المقولبة، وفي مقالاتهم وأعمدتهم الراقصة على «الوحدة ونص» بالاستنكار لعدم وجود علم البحرين فيما هناك أعلام أخرى من هنا وهناك!

حسناً، الحق معهم، لكن، لا يمكن أن يكون الحق مع أي من يتقولب هو الآخر على ظهره وبطنه وفق هواه وطائفيته ونفسه غير الطيبة على طول الخط فالنوايا الخبيثة تنكشف! وإلا، هل من المعقول أن يكون شغلهم الشاغل وغضبهم الظاهر هو «استنكار» حمل المشاركين في الاعتصامات والتظاهرات والفعاليات الوطنية لعلم البحرين بمكانته الكبيرة السامية في قلوب المواطنين، والادعاء بأنها لعبة وعمل غير صالح؟ والأمر ذاته انطبق على شعار: «إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»، فقد امتلأت رؤوس الكثير من الناس الذين لديهم قابلية سريعة للإصابة بفيروس الطائفية بأن هذا الشعار ما هو إلا شعار مخادع كاذب فاحذروه!

على أي حال، لا يمكن قبول المشاهد المؤسفة المفجعة التي شاهدناها على مدى الأيام الماضية، وربما، وهذا ما لا يتمناه أي بحريني بل ولا أي مقيم شريف يحب البحرين وأهلها… أن يتعرض للضرب المبرح والإهانات والبصق والركل والطعن أي مواطن لأنه يحمل علم بلاده، أو تنفتح لدى البعض «محاكم التفتيش» المخزية ليحاكم ضمائر الناس وما في قلوبهم، بل ويصدر حكماً على هذا الشاب لأنه يحمل العلم صادقاً مصدقاً وله كل الاحترام، ويصدر حكماً على آخر التعذيب حتى إسالة الدماء لأنه غير صادق وغير مصدق في حمله لعلم البحرين.

لا بأس، سيتوالى القول من البعض، من أصحاب الطرف المشكك في انتماء المواطنين، وبالتالي المشكك في صدق النوايا، وبالتالي… يعقد محاكم تفتيشه ليقول: «نعم هم كذلك… أنتم كذلك، لستم صادقين؟»… لكن، رغماً عن أنفه وأنف أمثاله، فإن كل مواطن رفع علم البحرين عالياً، أو وضعه على صدره، أو رسمه على منزله أو لصقه على سيارته، فهو إنما يعبر عن حب حقيقي لوطن غال ولتراب غال ولجذور ضاربة في التاريخ، لعراقة شعب لا يمكن تفكيكه بالحملات الطائفية وعصابات التشكيك في الولاء والانتماء، وعصابات الرعب والموت الذين يضع البعض لهم المبررات بناءً على الأخطاء التي وقعت هنا وهناك، وكأن القول بأن هناك أخطاء أو ممارسات مخالفة للقانون، تلزم إرسال شراذم الرعب والخسة.

بعد كل ما تقدم، وهو مؤلم مؤسف دون شك، سيتكرر الحديث بيننا جميعاً حول ما ننعم به من تلاحم ومحبة بين الطائفتين الكريمتين اللتين يظللهما هذا العلم، وليس من حق أي طرف، كائن من يكون ومن أي جهة وبقعة جاء، أن يوزع الولاءات ويصدر صكوك البراءة والإساءة، إنما هو سلوك حيواني سيئ يريد صاحبه أن يصب جام غضبه على عنوان كبير اسمه: «النسيج الاجتماعي»… ولعلني من الناس الذين تأثروا كثيراً بكتاب الأديب البحريني الرائع حمد محمد النعيمي: «مصياف أهل البحرين»، وله الشكر الجزيل لأنه ساهم مساهمة كبيرة في أن يزرع في نفوس أهل البحرين تلك الصور الجميلة لرحلات المقيض بين السنة والشيعة، فكم نحتاج إلى هذه الروعة من الخطاب البحريني الأصيل من المؤرخين والفنانين بل ومن الخطباء والمشايخ والمسئولين بدلاً من التلويح بالسيوف والكراهية!

وكم نحن في حاجة إلى أن يتعافى الإعلام الرسمي من مرضه العضال فينهض ليتخلص من وهنه ومرضه فيبدأ في مخاطبة ضميره وضمير كل مواطن بحريني أصيل شريف يحب بلاده… ليس هنالك من شك في صدق سريرة أهل البحرين الكرام، وصدق السريرة هذه هي التي تكشف «غيرنا» ممن يشعر بالسرور والسعادة وهو يرى بحرينياً يطرح أرضاً لتنال منه الأخشاب والأحذية والضربات الدامية… بتهمة حمل علم البحرين