سعيد محمد سعيد

توظيف القضايا المذهبية في الصراع السياسي (2)

 

في الحلقة الأولى من هذه السلسلة يوم الأحد الماضي، اختتمت بالإشارة الى ما تتطلبه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا، وأن الجميع في حاجة الى أن يجتمع أهل البلاد تحت مظلة التسامح والمحبة والتآخي، ,خصوصاً أن جلالة العاهل الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الراعي الأول لهذا التوجه من خلال اللقاءات المستمرة مع علماء الدين الأفاضل كما يعلم الجميع… وكان التساؤل الذي طرحته هو: «ما الذي سيحدث لو استمر وجود نفر من ذوي الخطاب المتشدد في بث سمومهم القاتلة؟».

ومن حسن الطالع، أن استهل الحلقة الثانية اليوم بلقاء مهم للغاية! ففي الوقت الذي شهدنا فيه بضعة أصوات شديدة الهجوم على طائفة كبيرة في البلد تطالب بالنيل منهم وحرمانهم حتى من (الحياة) والاستهزاء بمعتقداتهم وسلب وطنيتهم وانتمائهم لهذه البلاد الكريمة سواء في تصريحات صحافية أو مقابلات فضائية أو في منتديات وغيرها، نجد ذلك اللقاء المهم، الذي التقى فيه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة يوم الثلثاء الماضي (12 أبريل/ نيسان 2011) مع رؤساء المآتم الحسينية، يضع الكثير من النقاط على الحروف بكل وضوح، وخصوصاً فيما يتعلق بحقوق المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، مع التحذير من التجاوز المضر بالسلم الاجتماعي وترشيد الخطاب الديني لما فيه المصلحة العليا.

إن ذلك اللقاء يكتسب أهمية بالغة كما أشرت، لكن دلالته الأولى أن واحداً من كبار المسئولين في الدولة وبوزارة سيادية، يفتح صدره لنقاش صريح وواضح مع قطاع له جذوره في البلد وهو قطاع المآتم الحسينية، ولهذا، يأتي التأكيد دائماً على ما أردت الوصول إليه، وهو مغبة الخلط بين المعتقد الديني والحراك السياسي، ولعلني أجد من الضرورة بمكان الإشارة أيضاً الى فضيلة الشيخ القطان! ففي خطبته يوم الجمعة الماضي (8 أبريل/ نيسان 2011)، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان: «إن بعض الإعلاميين والصحافيين والخطباء والكتاب، يعملون من خلال مواقع عملهم على تأجيج الفتنة الطائفية وتفكيك المجتمع، ويقتاتون على الأحداث والأزمات»، وكانت ملاحظة فضيلته في محلها، وقد عايشنا ونعايش هذا النمط من الاعتياش على الأزمات.

ومن المهم أن نمعن النظر في دعوة فضيلة الشيخ القطان، فقد دعا المصلحين والمفكرين والعلماء والخطباء وأصحاب الرأي الى الابتعاد عن التجييش والتحريض مع الاحتفاظ بالرأي الآخر، وعلى أهل العلم إرشاد الضال، والواجب على العلماء والخطباء ووسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والمنتديات الإلكترونية، أن يتقوا الله في الشباب والوطن ويجعلوا منابرهم منابر رشد وإصلاح، وألا يخرجوا إلى موضوعات استفزازية تؤدي إلى تفكيك المجتمع، وتثير الفتنة الطائفية.

لماذا تناول فضيلته هذا المحور؟ والجواب في الخطبة ذاتها، فقد اعتبر فضيلته أن بعض الصحافيين والإعلاميين والخطباء لا ينتمون إلى الحوار المتعقل والطرح المتزن والنقاش المنصف، بل تطغى في كتاباتهم وتحليلاتهم الانتهازية والطائفية، اقتياتاً على الأحداث وعيشاً على الكوارث، لا يناقشون المشكلة من أجل حلها، بل يتوجهون باتهام بعضهم بعضاً، ويتعدون على العرف السائد، وأعراف أهل الإسلام التي تعود إلى دينهم.

نكمل يوم الأحد المقبل إن شاء الله

سامي النصف

لماذا ساذجة؟!

 رغم دخولنا سنة انتخاب الرئاسة في أهم دول المنطقة، الا ان الادارة المصرية السابقة وبغرابة شديدة لم تعلن حتى بداية هذا العام ان كان مرشح الحزب الحاكم هو مبارك أم جمال أم سليمان، فهل كان احد منهم يتوقع قيام ثورة ستمنع في النهاية قيام تلك الانتخابات الرئاسية؟!

اتضح ان احد اكثر الامور التي اثارت الشعب المصري ودفعته للثورة ضد الحكم هو قضية التوريث، فلماذا لم يتم نفي ذلك الامر بشكل واضح وصريح، ومن ثم ترك عائما يثير غضب وحنق الناس بشكل يومي دون فائدة أو رد؟!

لماذا أبدى امين عام الجامعة العربية عمرو موسى عام 2010 رغبته في عدم التجديد له، وهو أمر مفهوم لو كان يعتزم الراحة واعتزال العمل العام، الا ان المستغرب ترشحه هذه الايام لرئاسة مصر شبه المضمونة فهل كان يعلم او يتوقع في ذلك الوقت المبكر بالثورة القادمة؟ وهذا التساؤل ينطبق كذلك على المرشح الآخر د.محمد البرادعي!

لماذا زوّر أحمد عز وحبيب العادلي الانتخابات الاخيرة بشكل صارخ وفاضح استفز القوى الاخرى ودفعها للثورة؟!

لماذا سخّر كبار رجال الاعمال والاعلام المستفيدين بشدة من الوضع السابق قنواتهم وبرامجهم وصحفهم بل وحتى بعض برامج القنوات الرسمية لسنوات طوال لا للدفاع عن النظام بل لشتمه وتسويد صورته؟! ولماذا قام صنائع وحلفاء صفوت الشريف وأحمد عز وجمال مبارك أمثال مصطفى بكري وعمرو أديب بتسويد صورة النظام وتشجيع الناس على الثورة؟!

اذا كان وزير الداخلية قمعيا وقاتلا، فلماذا صمت ولم يفعل شيئا عن الكتب والافلام والمقالات التي كانت تحرض الشعب المصري بشكل فاضح على الثورة (كحال ابراهيم عيسى وعبدالحليم قنديل وكتب علاء الأسواني وافلام عماد الدين أديب وغيرهم)؟

لماذا شهدت مصر عودة لكثير من المغتربين ممن كان عملهم الوحيد بعد عودتهم تثوير الشعب المصري عبر الصحف التي اصدروها والبرامج الحوارية التي قدموها والافلام التي انتجوها؟!

لماذا وقد بات واضحا بعد خروج الملايين للشوارع ان النظام أصبح ساقطا لا محالة كحال النظام التونسي ألا يهرب الرئيس وكبار الوزراء ورجال الاعمال رغم سهولة ذلك الامر لوجود عشرات المطارات في مصر ولدى هؤلاء الثروات اللازمة لتأمين ذلك الخروج والعيش الكريم في الخارج؟ فلماذا بقوا ولماذا لا يحاكمون؟!

لماذا تبقى الساحة المصرية ساخنة بشكل دائم هذه الايام؟ ولماذا يسمح بإعادة تكرار مسار الانتقام والاجتثاث الذي دمر العراق والذي يجعل قطاعا كبيرا من رجال الامن والاعمال والاعلام المعزولين يسعى لخراب مصر وضرب استقراره بدلا من جعلهم ترساً في مشروع الاعمار والأمن؟!

وهل يراد من تغيير الواقع السيئ خير مصر ام التحول لأوضاع اسوأ منه تجعل الناس تترحم عليه كما حدث سابقا مع صدام وعرفات؟!

لماذا كتب د.عبدالحليم قنديل مقالا قبل سنوات قليلة أسماه «سقوط مبارك في ميدان التحرير» بعد ان ترك مهنة الطب لكتابة المقالات؟ ولماذا اصدر الطبيب الآخر الذي تحول للكتابة د.علاء الأسواني قبل عام كتاب «لماذا لا يثور المصريون؟».. ولماذا انتج قبل حوالي عام فيلم «هي فوضى» الذي ينتهي بخروج الجماهير المصرية في ثورة عارمة للشوارع لتسقط خلالها النظام وتخرج المساجين من الزنزانات؟!

آخر محطة:

 1 – خطاب خاطئ آخر لمبارك دفع الناس للمطالبة باحضاره ومحاكمته، لا اعتقد بحدوث تلك المحاكمة ولا اعلم ان كان مبارك سيبقى في شرم الشيخ أم سيتجه لخارجها؟!

2 – يعكس الوضع الجغرافي لمصر الحقائق التالية: الى الشرق منها تم تقسيم فلسطين الى دولة علمانية في رام الله وامارة إسلامية في غزة، الى الجنوب انفصل السودان بفضل البشير الى امارة إسلامية في الشمال ودولة علمانية في الجنوب، الى الغرب انقسمت ليبيا العظمى بفضل القذافي الى امارة إسلامية في شرق ليبيا وجماهيرية علمانية في غرب ليبيا وحمى الله مصر من اصدقائها واعدائها على حد سواء وحماها قبل ذلك من مشاريع الامارة والدولة المختبئة تحت الرماد.

3 – سؤال ساذج أخير، اذا كان العهد السيئ في مصر اصبح من الماضي، والعهد المشرق ما هو قادم، فلماذا تهرب الاموال والاستثمارات الاجنبية من مصر هروب الغزلان من هجمة الاسد؟!

احمد الصراف

الأخرويات قبل الأولويات

أقر مجلس الأمة، بأغلبية 42 صوتا، وفي مداولتين سريعتين، قانون إنشاء الهيئة العامة للعناية بطباعة القرآن ونشره، مع تمام علم من أقر القانون أن المسلمين بقوا 1400عام من دون مثل هذه الهيئة أو غيرها ولم يتغير شيء، وقت لم تكن هناك سجلات ولا مطابع ولا آلات تصوير ولا أرشيف وحفظ، وعندما كانت نسخ القرآن تكتب على مدى قرون يدويا، فكيف أصبح خطر التحريف الآن على الأبواب وتطلب قانونا يمرر بمثل هذه السرعة، علما بأن مطابع مصر وغيرها كانت تاريخيا تزود الكويت، والمنطقة بحاجتها من نسخ القرآن من دون مقابل، أو بمقابل رمزي. كما أن السعودية قامت بصرف مبالغ هائلة على إنشاء هيئة مماثلة لطباعة القرآن ومنعت أي جهة من إدخاله إلى السعودية، وهذا سيشمل مستقبلا مطبوعات الهيئة العامة لطباعة ونشر القرآن الكويتية، وكان بإمكان الكويت الحصول على حاجتها من نسح القرآن الموثقة من السعودية وتوفير ملايين الدنانير التي ستصرف على جهاز إداري بالغ الكلفة!
على ضوء كل ذلك، فإن الشك يصبح مشروعا في سبب كل هذه العجلة في إقرار هذا القانون، وأن في الأمر شيئا يتعلق بمصالح انتخابية وتوظيفات وهمية، ولا علاقة للأمر بالرغبة في الحفظ من التحريف أو زيادة النشر، ومن المتوقع بالتالي نشوب صراع بين قوى السلف و«الإخوان المسلمين»، كالعادة على من سيتولى إدارة هذه الهيئة التي لن تبخل عليها الحكومة من مال «المسلمين»، وستنافس وزارة شؤون مجلس الأمة في عدد موظفيها غير المنتجين، وسنسمع قريبا بأخبار الصراع على مناصب هذه الهيئة الجديدة، وعلى التكالب في التعيينات العشوائية فيها، ولا نقول إلا لكم الرحمة ولنا السلوان، في أثناء ذلك على بقية مشاريع القوانين المهمة انتظار دورها فصحوة نواب مجلسنا ستأخذ بعض الوقت حتما، هذا إن حدثت!
***
ملاحظة: طالب نواب بفتح محمية «صباح الاحمد» أمام جمالهم وخرافهم لتعيث فيها خرابا، وتجعلها يبابا، وهؤلاء هم الذين سبق ان طالبوا بإسقاط القروض ومنح العطايا والهبات وزيادة الرواتب وتعديل الكوادر، ولتذهب بعدها الأجيال القادمة الى الجحيم، أو ما هو أسوأ!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ماذا تنتظرون؟

موقف الكويت القوي والصلب من تدخل ايران في شؤوننا الداخلية موقف جيد ومطلوب في هذه المرحلة.. لكن الذي يعرف امكانات ايران في ازعاج الكويت وقدراتها على زعزعة امنها بواسطة طابورها العاشر له الحق ان يتساءل: بماذا تفكر الكويت وهي تتخذ هذا الموقف الصلب تجاه الدولة الفارسية؟!
موقف حكومة البحرين من المعارضين للنظام هناك موقف اكثر من قوي، وتجاوز احيانا حدود المعقول عندما يتم طرد اللاعبين من الاندية لمشاركتهم آلافا في ساحة اللؤلؤة وفصل المئات من وظائفهم للسبب نفسه!! ولانني احب البحرين.. واحب النظام الحاكم فيها، ولانني كنت ضد التظاهرات اللاسلمية في ساحة اللؤلؤة، لكن يدي على قلبي مما يجري الآن، لانني اعرف قدرات النظام هناك وامكاناته، كما اعرف ما يمكن ان يفعله تنظيم مدعوم من حكومة تضمر الشر لجيرانها وتعتمد تصدير ثورتها لها!!
ما يجري في الكويت والبحرين وما يثار من تساؤلات مشروعة مثل: بم تفكرون؟ على ماذا تستندون؟ في من «شادّين ظهركم»؟ كل هذه الاسئلة ممكن توجيهها الى بقية دول الخليج التي سعدنا ونحن نشاهد لها مواقف ايجابية وواضحة وشفافة وقوية تجاه قضايا الساعة، مثل تجاوبها مع احداث اليمن ومبادرتها لحلها، وقبلها موقفها القوي من دعم الثوار في ليبيا.
الهاجس الذي ينتابنا هو ان هذه الدول الصغيرة معتمدة على علاقتها باميركا!! فإن كان الامر كذلك فعلينا السلام، لان اميركا لم تفزع لانظمة كانت حليفة لها واكثر اهمية لديها بعدما رأت واقع الامر، وتعاملت مع الوضع من واقعه الذي فرضه عليها.
إذاً ما الحل؟
الحل ذكرناه في هذه الزاوية منذ اكثر من اشهر عديدة، وهو بوجود كونفدرالية بين دول الخليج تعطي كل دولة استقلالية في ادارتها لشأنها الداخلي بالطريقة التي تناسبها، وتلتزم بالسياسة الخارجية والدفاعية والنفطية لدول مجلس التعاون.
هذه الخطوة اصبحت اليوم استحقاقا سياسيا يفرضه الواقع والمصلحة!! فالواقع اننا دول صغيرة وسط دول جارة وجائرة!! دول لا امان لانظمتها ولا رادع، وليس للجيرة عندها اي اعتبار!! والمصلحة تستلزم ان نتحد في كيان واحد قوي، ولا مانع وقتها من عقد اتفاقات امنية مع من نشاء!!
التطورات تتسارع.. والوقت ما يرحم.. والمصالح تتشابك.. وصديق الامس عدو اليوم فماذا ننتظر!!

محمد الوشيحي

الأمة مصدر الأسماء

خذ عندك مثلاً الجملة التي يرددها عشاق المانجو من النواب والوزراء السابقين وغيرهم: «أنا مستعد / مستعدة لخدمة بلدي»، هذه الجملة يا صاحبي تعادل في سوق السياسة جملة «أنا أرغب في تسلّم منصب وزاري… ورهن الإشارة». واحد زائد واحد، أو واحد موجب واحد على رأي المحاضر العراقي، يساوي اثنين. هي كليشة ثابتة.
وخذ عندك جملة «تدعيم الاقتصاد». إذا سمعت هذه الجملة أو قرأتها فاعرف يا رعاك الله أن الحكومة ستبعزق أموال الشعب لإرضاء بعض التجار، لا كلهم، بحسب كمية الولاء وفائض الإذعان.
وجملة «سأصوّت على كتاب طرح الثقة أو كتاب عدم التعاون بما يخدم استقرار البلد» ترجمتها «لن أوافق على كتاب طرح الثقة أو كتاب عدم التعاون»… الركّ على كلمة «الاستقرار»، متى ما سمعتها فاعرف أن مبلغاً ما «سيستقر» في حساب ما لشخص ما كي يصوت في اتجاه ما.
وعلى المستوى العربي، ستجد أن كلمة «إسرائيل» هي باب الرزق الأكبر ولون القمع الأحمر. إذا سمعت حاكماً أو مسؤولاً عربياً يردد هذه الكلمة، فاعرف أن المقابر الجماعية ستمتلئ وتفيض، أو أن الأرصدة ستنتفخ وتبيض، أو كلاهما معاً. واقرأ خطب صدام حسين وتفقد مقابره، ثم اسأل مصطفى بكري، النائب المصري الألعبان، الذي «حلب إسرائيل حلباً مبرحاً»، قبل أن تعرّيه الثورة المصرية الحرة وتتركه في الخلاء «سلطاً ملطاً».
وإذا اجتمع وزيرا داخلية عربيان، وأصدرا بياناً عقب اجتماعهما: «تباحثنا في ما يهم الشعبين الشقيقين» فاغلق هاتفك النقال وودع أطفالك واتصل بجمعية حقوق الإنسان العالمية، فقد تباحثا في إمكانية تبادل المعارضين.
هذا بالنسبة لبعض الأقوال والتصريحات، أما بالنسبة للتصرفات، فكل أو غالبية من يدخّنون السيجار الكوبي يعانون نقصاً في هرمونات الثقة بالنفس، ويشعرون بالصغر والضآلة في دواخلهم، مهما كبرت مناصبهم ومسمياتهم… لذا، من باب الإنسانية، أقترح عليك أن تمتدحهم وتنفخهم كي تساعدهم على النوم.  
 ***
كل انتخابات تتدخل فيها بعض الأطراف في الحكومة وبعض كبار المسؤولين والتجار لتوجيه التصويت إلى هذا المرشح أو ذاك، هي انتخابات مزورة… علّب هذه الجملة وخذها معك ورددها على ذمتي.
التصويت الحر الوحيد الذي أقنعني هو الذي أجراه طلبة الدكتور عبيد الوسمي في الجامعة. وأصل الحكاية أن أحد المواطنين اتصل بالدكتور عبيد وعرّفه على نفسه قبل أن يبلغه: «دكتور، أطلقت على طفلي المولود اسم عبيد تيمناً بك»، فقال له الدكتور: «إذا أردت نصيحتي فلا تسمّه عبيد»، ثم أضاف مازحاً بجدية: «لكنني سأطرح عليك فكرة… ما رأيك في أن نلجأ أنا وأنت إلى الشعب، مصدر السلطات كما نص الدستور، ليختار اسماً للمولود؟»، فوافق المواطن، فأجرى الدكتور عبيد، صباح يوم الأحد الماضي، تصويتاً لاختيار أفضل الأسماء، فاختار الطلبة اسم «عبدالله».
إذاً، هذا هو المولود الدستوري الأول، الذي اختارت عينة من الشعب (طلبة الدكتور عبيد الوسمي) اسمه. على أنني لو شاركت في التصويت لاخترت للمولد اسم «دستور»، لكن الخشية أن تضعه الحكومة في جيبها بعد أن تفرّغه من الكلى والكبد والطحال.
 ***
معالي وزير الصحة المستقيل… ما مدى صحة نقل الموظفين الثلاثة الذين قادوا حركة المطالبة بالكوادر، وهم من حملة الشهادات العليا، من قسم الإعلام؟

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

حسن العيسى

تيتي الشقية

في راوية أنطوان تشيخوف «الشقاء» كما يشخصه الروائي –وكما أفهمه- هو حالة مزرية تمتطي روح الفرد عندما لا يجد أحداً ينصت إلى شكواه، فالناس يغرقون في شؤونهم الخاصة وفي لهوهم ولا أحد يكترث لأحد، فالحوذي بطل القصة أراد أن يبث همه وشقاءه لمن يصادفهم في عمله، أراد أن يصف لهم كيف مرض ابنه، وكيف تعذب وكيف مات وكيف كانت جنازته، وكيف ذهب إلى المستشفى لاستلام ملابسه فلم يجد من ينصت إليه في كل ما مضى… كان تلاشي المشاركة في الألم من الناس هو الشقاء.
لدينا في عوالم الشقاء العربي صور كثيرة لشقاء حوذي تشيخوف، فالشعوب التي لا تجد من ينصت إلى ظلمها من قبل حكامها المستبدين ولا تفتح لها أبواب الإعلام بشفافية، ويتم «تطنيش» مآسيها على أيدي جلادي النظام الحاكم ثم تتناسى دول الغرب الكبرى حال البؤس لهذه الشعوب تحت ذريعة «البراجماتية» أي النفعية والمصالح الاقتصادية حين تزيح جانبي المثالية ودعوات قيم الحرية والمساواة التي نادت بها تلك الدول في خطاباتها الرسمية تصبح شعوب هذه الدول المنسية أو طائفتها وطوائفها وأعراقها «الإثنية» في أسوأ أحوال الشقاء، هناك شقاء كبير عند أهل اليمن على سبيل المثال، وشقاء آخر لأكراد سورية وشقاء لأهل درعا وبانياس… وهناك شقاء ممتد للشعب السوري في تجاوز تطلعاته للحرية وخواء وعود النظام هناك، وهو شقاء يتسع ويستطيل لكل الشعوب العربية بلا استثناء  (قد نتجاوز الحالة التونسية في الوقت الحاضر).
 في الكويت لدينا «شقاؤنا» وإن كان أقل درجة من شقاء الاشقاء، (ربما)! فالبدون لهم شقاؤهم. والمحرومون من «الإنصاف» في الوظيفة العامة أو الخاصة يحيون في شقاء، فالتقدير حسب الكفاءة والإنتاج والنزاهة في العمل ليس له مكان حين يفرش السجاد الأحمر  لجماعات «إن حبتك عيني ما ضامك الدهر» وينسى غير الشقي.
 في النهاية نجد الشقاء عند الكثير من النواب وأصحاب الرأي المعارضين لعودة سمو الشيخ ناصر إلى رئاسة مجلس الوزراء، فهم صرخوا واعترضوا بكل قوة على نهج الشيخ ناصر في الإدارة السياسية، لكن سموه عاد لهم، فأخذوا يتهامسون «تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي» فثبات «تيتي» هو حالة شقاء سياسي كويتي باميتاز.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

الدلع الصلب

عندما قرأت اسمها لأول مرة قبل سنوات، ورأيت صورتها على موقع القبس بعدها بجانب مقال لها، لم أعر الأمر كثير اهتمام، وأكملت قراءة بقية أخبار الصفحة، ولكن معرفتي الشخصية البسيطة بها جعلتني أشعر بأنني ربما ظلمتها، فما يضيرني لو صرفت بضع دقائق على قراءة ما كتبت، فلا بأس من تحريك اللسان بقراءة بضع كلمات تعبر عما في رأس سيدة مجتمع معروفة وذات اسم مميز، ولكن بعد قراءة بضعة أسطر تبيّن لي مدى خطئي في مسبق حكمي، فقد فاجأني المقال بكلماته السريعة وتعبيراته الدقيقة والواضحة، وان كاتبته تعني ما تقول، وإن كان ما تقوله مرحا بغير ابتذال! كما تبيّن لي أن ما كنت أقرأه، وما قرأته بعدها أبعد ما يكون عن دلع الستات، فعباراتها منتقاة كما ينتقي خبير الشوكولاتة حبات «الشانتيه»، ولكنها كلها مغلفة بالحزن والألم بالأحرى على أوضاع بنات جنسها، وأوجاعهن ومعاناتهن، وعجزها، وعجزنا جميعا، عن احداث التغيير الإيجابي المطلوب في ما تبقى من أعمارنا!
هذه هي الزميلة دلع المفتي، صاحبة المقال الصادق مع النفس والقارئ، التي تكتب ما يختلج في نفسها وينسكب على الورق من خلال قلمها، وإن بخجل أحيانا، والتي صدر لها قبل أيام كتابها الأول بعنوان «هل تسمحون لي…؟»، الذي يستحق القراءة بلا شك.
***
< ملاحظة: ورد في الصحف أن سمو رئيس الوزراء يجري استشارات تشكيل وزارته في منطقة «كراع المرو» الصحراوية، وحيث ان الفترة القانونية المسموح فيها للتخييم في تلك المنطقة قد انتهت مع نهاية الشهر الماضي، فإن هذا يعني أن الحكومة الجديدة ستخرج من رحم مخيم مخالف للقانون!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

طلابة الوطني

إن من يروج اليوم أن «الوطني»… «يضيعون الصقلة» لإبعاد الضوضاء عن سمو الرئيس هم أنفسهم من يسعون إلى حماية حكومة الظل السابقة التي أدارها الشيخ أحمد الفهد، ولم يكشفها سوى نواب «الوطني» الكرام الذين شخصوا المشكلة ووضعوا إصبعهم على الخلل. على الرغم من أنني لا أحب أن ألعب دور المحامي لكتلة أو نائب أو تيار؛ لما يسببه لي أحيانا من ورطة إذا ما اتخذت الكتلة أو النائب أو التيار موقفا مغايراً لرأيي أو مرفوضاً بالنسبة إلي، فإنني أجد نفسي مجبراً في بعض الأوقات على لعب هذا الدور إحقاقاً للحق الذي أراه من وجهة نظري. فأنا للأسف أجد أن هناك هجمة منظمة تقوم بها بعض وسائل الإعلام وبعض الأقلام أيضاً على كتلة العمل الوطني في مجلس الأمة، فتارة يوصمون بحلفاء الرئيس، وتارة يقال عنهم إنهم ضد الشعب، وأحيانا يوصفون بأنهم حيتان تأكل الأسماك الصغيرة من الشعب. كل ذلك وأكثر يقال عنهم، بلا مبرر منطقي كما أرى، وكل الحجج المزعومة أراها كيدية تهدف إلى تغطية سوءة غيرهم بشكل أساسي ولأغراض أخرى أجهلها. وقبل تفنيد كل المزاعم يجب أن أشير إلى أن كتلة العمل الوطني هي الكتلة النيابية الوحيدة التي لم يفز أي من مرشحيها على أساس قبلي أو طائفي أبدا، وهي الكتلة التي لا يوجد من بين أعضائها أي نائب حصل على الكرسي الأخضر من خلال جرائم الانتخابات، كانتخابات فرعية أو شراء للذمم أو تزوير لإرادة الناس. نأتي الآن للقول الزاعم إن «الوطني» حلفاء سمو الرئيس وحُماته، وعلى ما يبدو أن المروجين لهذا الطرح يبنون طموحاتهم في تأكيد هذا الادعاء على ضعف ذاكرة الكويتيين، ففي الأمس القريب جدا طلب ممثلو «الوطني» عدم التعاون مع سمو الرئيس، بل شاركوا بممثل لهم في استجواب سموه، وأجمع النواب في تصريحاتهم على أن ممثل «الوطني» صالح الملا هو أفضل المتحدثين في الاستجواب على الإطلاق، وأعتقد أن ذلك دليل كاف على تفنيد هذا الادعاء المضحك، أما بالنسبة إلى ما يقال عنهم من أنهم حيتان أو أنهم ضد احتياجات الشعب، فذلك أيضا أمر واهٍ لا أساس له من الصحة، واستجواب الهروب الكبير لأحمد الفهد برهن في محاوره كيف أنهم أقاموا استجوابهم بمحورين كاملين من أصل أربعة على الهدر الحاصل لأموال الدولة، وهي أموال الشعب قطعا، واستجواب الهروب الكبير لأحمد الفهد برهان ساطع على كيفية استخدامهم أقسى الأدوات الرقابية المتاحة لهم من أجل حماية أموال الشعب ومصالحه. إن من يروج اليوم أن «الوطني»… «يضيعون الصقلة» لإبعاد الضوضاء عن سمو الرئيس هم أنفسهم من يسعون إلى حماية حكومة الظل السابقة التي أدارها الشيخ أحمد الفهد، ولم يكشفها سوى نواب «الوطني» الكرام الذين شخصوا المشكلة ووضعوا إصبعهم على الخلل، وهو ما أشاركهم فيه الاعتقاد، وأعني هنا الشيخ أحمد الفهد. بل إن عودة احمد الفهد إلى الوزارة مجددا ستكشف قطعا من سيقبل بعودته دون حراك، ومن يحمي حكومة الظل، ومن سيرفض ذلك من أجل حكومة واحدة تملك قرارها دون تدخل غير دستوري. ختاما أكرر بأن ليس كل موقف يتخذه «الوطني» يوافق آرائي ومعتقداتي، لكن تلك هي طبيعة الأمور، فلن يطابق أي فرد كل آرائي ومواقفي سواي، ولكني مؤمن قطعا بأن كتلة العمل الوطني هي الأفضل أداءً نيابياً، وهي الأكثر انسجاما مع الدستور وثوابته. تلك هي كتلة العمل الوطني، فهاتوا برهانكم بمن هم أفضل منهم حاليا في المجلس بدل أن تنتقدوهم نقداً غير بناء أبدا كما أرى.

سامي النصف

العنصرية الفئوية والعنصرية الطائفية

التعامل مع الآخرين يأخذ إحدى صورتين، أولاهما تعامل إنساني لا يجد صاحبه فرقا أو تمييزا بينه وبين الآخر، بل يجد في تنوع الاطياف إضافة للمجتمعات، وان خليطنا المذهبي والفئوي هو أمر أشبه بالمزهرية التي يزيدها جمالا تنوع ألوان الورد والزهر فيها، وان التعايش لا الإلغاء هو ما يضمن ديمومة المجتمعات ورقيها وتقدمها.

الصورة الأخرى في التعامل مع الآخر هي النهج العنصري سواء كان قائما على معطى المذهب السني ـ الشيعي أو الفئوي القبلي ـ الحضري، أو حتى التفرعات الأخرى من تباينات سياسية دينية ـ ليبرالية أو اقتصادية أو غيرهما، وضمن ذلك النهج القميء يتم بث روح الكراهية الشديدة لغير المنتمي للجماعة ويأخذ الطرح العنصري طريقا ذا اتجاهين، فعنصرية باتجاه لا يقابلها تصحيح ورفض لتلك العنصرية، بل بعنصرية مضادة لا تقل كراهية مدمرة عنها، وهو أمر خطير ينخر في أساس المجتمع الكويتي ويحتاج الى معالجة تشريعية ومؤسساتية تنزعه من جذوره.

لقد أصبحنا في الكويت أشبه بشخص طوله متران ولديه ثوب «وحدة وطنية» طوله متر واحد اذا غطى به طرفه الأعلى (الفتنة والعنصرية الشيعية ـ السنية) انكشف طرفه الاسفل (الفتنة والعنصرية الحضرية ـ القبلية) والعكس صحيح، وان الحل يكمن إما في تقليل وتقصير العنصريات والفتن حتى يكفيها ويغطيها ثوب الوحدة الوطنية الحالي، أو بتطويل ذلك الثوب عبر العمل الدؤوب (مناهج مدرسية وتشريعات رادعة وتجمعات اخاء وطني.. إلخ) كي يغطي الفتن مهما زادت وتكررت.

لقد أصبحنا أسوأ عنصرية حتى من ألمانيا النازية، فقد كان لهتلر ورهطه عنصرية واحدة تجاه الآخرين ممن لم يقابلوا عنصريته بعنصرية مضادة، أما لدينا فقد أصبحت العنصرية طريقا متعدد الاتجاهات يضم ضمن ما يضم عنصريات مقيتة تجاه الجوار والإقليم والمحيط العربي ويمتد لاخوتنا في الانسانية من ضيوف ووافدين.

آخر محطة:

(1) التقيت بالسيد محمود حيدر مرات قليلة في أحد الدواوين وقد لاحظت عليه الأدب الجم في أقواله وتصرفاته، وقد تكون ردود الفعل الغاضبة ضده قائمة على ما يأتي في وسائل إعلامه التي لا يديرها هو بشكل مباشر. نقد السيد حيدر أو أي شخصية عامة أخرى أمر مقبول مادام لم يتجاوز حدود النقد الهادف، أما النقد القائم على العنصر والمذهب والانتماء، فهو نقد مرفوض بالمطلق.

(2) وإحدى الأطروحات العنصرية المرفوضة تماما هي تقسيم المجتمع الكويتي الى دماء زرقاء ودماء حمراء ومسميات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان لتبرير ترويج وإفشاء الحقد والعنصرية والكراهية في مجتمع يفرض عليه دينه وعرفه وإنسانيته ومستلزمات وحدته الوطنية أن يكون الناس فيه متساوين كأسنان المشط، ولا قطرة أقل من ذلك.

احمد الصراف

رد على تعقيب د. العوضي

أخي عبدالرحمن العوضي. أشكرك على لفت نظري إلى أن «منظمتك» لا علاقة لها بالأمم المتحدة، وأنها بحرية وليست برية، ولكنك تعلم جيدا أن هذا نوع من الهروب من موضوع المقال ولبه، فأخطاء المقال لا علاقة لها بحقيقة أنك تسيطر على هذه المنظمة الإقليمية منذ ثلاثة عقود، ويبدو أنها لا تستطيع الفكاك منك إلا بالـ…! فالهدف من المقال كان، ولا يزال، هو ضرب مثال على أن تشبث بعض الزعماء بكرسي الحكم يقابله تشبث بعض الإداريين بكراسيهم. أما أن المنظمة تتبع هذه الجهة وليس غيرها فإنه لن يغير من حقيقة أنك، وانت في هذا العمر المتقدم، لا تزال تصر على أن عندك ما تعطيه. وأما ما ذكرته من أنني لم اجد احدا أهاجمه فهاجمتك فادعاء غير دقيق، وما عليك سوى زيارة أرشيف القبس في الشويخ لتكتشف خطأك، علما بان لا علاقة لي بك ولا أعتقد أنك تسببت يوما في الإضرار بي شخصيا أو بمصالحي، وبالتالي لا أدري لماذا جعلت المسألة خلافا شخصيا، فحق عليك، وأنت الذي ستبلغ قريبا الــ75 من عمرك، وبعد 30 عاما في المنظمة، ونصف قرن في غيرها، والمسؤول عن موضوع يهم صحة الجميع أن تستقيل لتترك المجال لغيرك، بدلا من أن تصف من ينتقد وضعا عاما بما لا يليق من وصف. وصدقني، إن شئت، أنا اكن لك احتراما وليس بيني وبينك عداوة بالطبع، ولا وقت لدي للحقد عليك أو على غيرك، وكل ما هناك أن وضعك في المنظمة طرأ على بالي في خضم كل هذه التغيرات التي نعيشها فكنت مثال المتشبث بكرسيه، لا أكثر.
وهنا أتمنى عليك، وأنت المسؤول عن البيئة البحرية من شمال الكويت وحتى عمان، كما قلت في ردك، أن ترسل لــ القبس بيانا واحدا صدر عن «منظمتك» وتم تعميمه بطريقة واسعة، يتعلق بسلامة مياهنا البحرية، بعد كارثة محطة مشرف وغيرها، وصلاحيتها للسباحة والاستخدام والصيد، فإن أبرزت هذا الدليل فسأستقيل من الكتابة إلى الأبد، وإن لم يوجد شيء فهذا يعني فشلك، وهنا عليك بالاستقالة من المنظمة والتفرغ لأعمالك التجارية الواسعة والاستمتاع بما حققته من ثروة طائلة، ولتعط. المجال للدماء الجديدة لتشغل مناصبك التنفيذية والفخرية، فالوطن يستحق الأكثر والأجمل، وابتعد عن وصف الناس بأكياس الفحم، فردك بيّن استمتاعك بإلقاء نفسك عليها!
وأخيرا دعني أخبرك يا سيدي بأن محرر القبس منع نشر ثلاثة من مقالاتي في هذا الأسبوع فقط، ولدي 22 مقالا بانتظار النشر، وبالتالي لست بحاجة للبحث عن مواضيع جديدة ومهاجمة الآخرين بغير سبب!

أحمد الصراف