احمد الصراف

عليكم بـ«لوياك»

تعاني الكويت و«شقيقاتها» تطرف شبابها وضياعهم نتيجة سوء مخرجات المدارس الحكومية، ولا يمكن إخلال مسؤولية الأحزاب الدينية التي شارك ممثلوها على مدى عقود في وضع مناهج التربية من المسؤولية المباشرة عن هذا الوضع المؤسف والخطر، فهذه المناهج والمقررات، وغالبية هيئة التدريس، لم تحترم يوما ذكاء وعقول طلبة المدارس ولا احتياجاتهم النفسية، من خلال طرق التعليم التلقيني التي اتبعتها، فالتفكير، كما تقول الاستاذة المساعدة في كلية التربية الأساسية، إقبال العثيمين، ممنوع على طلبة المدارس، فكيف نريدهم ارتياد المكتبات وتطوير ملكات تفكيرهم باستقلالية؟
ولو نظرنا في ما تقوم به «لوياك»، وما تعطيه من أهمية لعملية الإصغاء للشباب والتحاور معهم وتلبية احتياجاتهم، لعلمنا مدى أهمية دور هذه المؤسسة التربوية وتأثيرها الإيجابي وما تدفع به نحو إبعاد الشباب، والمبدع منهم بالذات، عن طريق الغلو ومهاوي التطرف. فخلال عشر سنوات استطاعت هذه الجمعية غير الربحية تحقيق انجازات خارقة وسمعة طيبة تمثلت في الاعداد المتزايدة من الشباب الراغبين في الانتساب لها، والذي تجاوز الألف في السنة، ولتشمل فئة عمرية عريضة تمتد من 6 الى 28 سنة. كما اصبح لـ«لوياك»، كما كتبت السيدة فارعة السقاف، مشاريع مرادفة، كأكاديمية كرة القدم للجنسين واكاديمية الفن المسرحي، وباشرت مؤخرا في تأسيس فروع في كل من الأردن ولبنان، ولاقت الفكرة دعما ماليا وتشجيعا داخليا وخارجيا.
«لوياك» هي التي تستحق الدعم والتشجيع المادي والمعنوي من المحسنين، وليس تلك الجمعيات التي لا أحد يعلم اين وكيف تصرف أموالها، فيا خيّري الكويت، وما اكثركم، عليكم بـ«لوياك» فهل أمل الكثير من اصحاب المواهب من شباب هذا الوطن الجميل في حيوية «لوياك» وما يماثلها؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

لا فيدرالي ولا فيدرالك

نحن كده حلوين، كما يقول المصريون. و»نحن» المقصود بها الشعوب الخليجية… أقول ذلك رداً على المطالبين بأن يعز الله دول الخليج بأحد الاتحادين، إما اتحاد فيدرالي أو اتحاد كونفيدرالي، كي تجتمع «العيدان» الخليجية الصغيرة وتشكل عموداً كبيراً يفقأ عين إيران التي لا يملأها إلا التراب.
والفيدرالية باختصار كما يعرف الجميع هي اتحاد دول وأقاليم تحت نظام عام واحد لتتحول إلى دولة واحدة بعَلَمٍ واحد ورئيس واحد، كالولايات المتحدة الأميركية وسويسرا ودولة الإمارات العربية المتحدة ووو، أما الكونفيدرالية فكما هو حال الاتحاد الأوروبي، لكل دولة عَلَمها ورئيسها، لكنها متحدة في السياسة الخارجية والاقتصادية والجمركية والأمنية ووو، على أن تحك كل دولة ظهرها بظفرها داخلياً. وإذا نشبت حرب بين دولتين أو ولايتين متحدتين فيدرالياً، مثل أوهايو ونيويورك الأميركيتين، فهي حرب داخلية أو أهلية، أما إذا نشبت حرب بين دولتين متحدتين كونفيدرالياً، مثل فرنسا وألمانيا، فهي حرب دولية.
خلاص؟ طيب السؤال هنا: «ما هو نوع اتحاد دول الخليج العربي، فيدرالي أم كونفيدرالي؟» الجواب: «هو اتحاد غشمرالي» من «غشمرة» التي تعني المزاح باللهجة الخليجية… نحن نمزح يا صاحبي، فعمرُ اتحادنا الخليجي ثلاثون عاماً بالتمام والرفاء والبنين، استطعنا طوال هذه المدة أن نعمل بطولة رياضية خليجية عرفية «داخل الحوش» غير معلنة، وقّع عليها شاهدان، مثل الزواج العرفي، ومازلنا نناقش توحيد العملة ولون جوازات السفر.
وفضلاً لا أمراً، ألقِ نظرة على طريقة دخول وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى قاعة اجتماعاتهم، وستشاهد كل وزير يحمل حقيبته بنفسه ويمشي وحيداً بسرعة وجدية، ثم ارفع بصرك إلى طريقة دخول وزراء خارجية الخليج قاعة الاجتماعات، وسينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير، وستبهرك مناظر ألف ليلة وليلة، وستذهلك الوفود المرافقة بكبرها وحجمها، وستصعقك الكراسي الإمبراطورية، وسيزدحم المكان بحملة الحقائب والبشوت والعطور ووو.
صحيح أننا كخليجيين شعب واحد بثقافة واحدة وعادات متشابهة، فكل من يتزوج فينا لا بد أن يقضي شهر العسل في ماليزيا، إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً، وكل من يتم توزيره منا لا بد أن يحفظ ويسمّع جملة «إننا في هذه المرحلة الحرجة»، وأشياء أخرى، إلا أن ذلك لا يعني أن مستوى الديمقراطية في دولنا واحد، وسقف الحرية واحد. نحن الكويتيين الأعلى والأفضل بلا نقاش ولا هواش، ونحن أصلاً مللنا صغرَ هامش الديمقراطية والحرية عندنا في الكويت، ونريد أن ندخل إلى منتصف الصفحة، فتعرضون علينا الوحدة مع دول لا تعترف حكوماتها لا بالصفحة ولا حتى بالهامش؟ يفتح الله يا سيدي، لا نريد اتحاداً خليجياً ولا شكوراً، «لا فيدرالي ولا فيدرالك أنا لحالي وأنت لحالك». ثم إن ما فينا من الفساد يكفينا، ولم تعد أكتافنا تحتمل المزيد… شكر الله سعيكم.
إذا كنتم ترغبون في اتحاد فابحثوا لنا عن دولة مثل هولندا، نتحد معها ولو عن طريق «الوايرلس»، وعليّ النعمة لأتكفلن بمصاريف العشاء والسهرة إذا وافقت هولندا على الاتحاد معنا، أو السويد مثلاً، أو فنلندا، أو أي دولة لا يتسابق شعبها على تقبيل الأيادي والكتوف. معلش الزعل ممنوع يا أمة والعتب مرفوع بالضمة، واللي يستحي من بنت عمه ينام بلا عشاء. ومتى ما دخل وزراء الخليج قاعات الاجتماعات يحمل كلّ منهم حقيبته بيده، وجلسوا على كراسي كالمعروضة في السوق، ومتى ما أقرت الدساتير، فنحن من الخليج العربي وإليه. وإلى أن يتم ذلك، فلنوقّع مع عمتنا وتاج رأسنا أميركا معاهدة «لجوء عاطفي».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

حسن العيسى

هذا الشرع يا أسيل

سألت النائبة أسيل العوضي (غير المحجبة) الوزيرة في وزارة تصريف العاجل من الأمور الدائمة موضي الحمود (غير المحجبة أيضاً) عن معنى قيام ملالي الدين مثل الداعية نبيل العوضي وغيره بزيارات «دعوية» لمدارس البنات، وما إذا كانت مثل تلك الزيارات «الفكرية العميقة» تتسق مع برامج وأهداف التربية في وزارة التربية (وتلك الوزارة تاريخياً أضحت مختصة بالتربية الأصولية وليست لها علاقة بالتعليم).
النائبة العوضي تعترض على حفلات غسل العقول للجيل القادم التي تجرى على قدم وساق منذ زمن طويل، تربع فيه مشايخ الصحوة على وسائد الوزارة هانئين مستريحين مهما تغيرت الأسماء «الليبرالية» على كراسي وزارة التربية، بدءاً من د. حسن الإبراهيم حتى د. موضي الحمود. فمناهج التربية التي تحض على كراهية الآخر غير المسلم أولاً ثم يأتي الدور ثانياً على المسلم الذي ليس من أهل «السنة والجماعة»، وتصف طائفتهم بالمارقين الخارجين عن الملة والعقيدة، وتمضي عمليات الاستبعاد المبرمج دينياً «للآخر» إلى ما لا نهاية، وتضيق دائرة الفرقة الناجية شيئاً فشيئاً على «الغير» كي لا يبقى فيها آخر الأمر «غيرهم» هذه المناهج ثابتة كالجبال مهما تفجرت وتشققت حناجر المعترضين. ولا يمكن بالتالي عبور الجسور للجنة الموعودة بغير كروت الإقامة المختومة من دائرة التصديقات في وزارة الحقيقة الخاصة بهم. وتعبير وزارة الحقيقة خلقه جورج أورويل بروايته تحت عنوان ١٩٨٤، وهو (أورويل) وإن قصد به قبل ستين عاماً الأنظمة التسلطية، فإن وصفه يصدق اليوم على كل جماعة تستبعد الآخر وتمارس سلطة «الأخ الأكبر» على الآخرين.
الداعية والكاتب في الصحافة المكتوبة والتلفزيون وفي عوالم الإنترنت الشيخ العوضي يطمئن ويغيظ النائبة د. أسيل بأن الحجاب من أمور الشرع، وهو يزيد يوماً بعد يوم عند بنات أمتنا الكويتية التي تنحي في الإنتاج جانباً كل «كوادر» الأمتين الصينية واليابانية مجتمعتين. كأن الشيخ العوَضي يهمس لقريبته بأن الحجاب فرض من فروض الشرع، وما دام هو من الشرع «فالكل ياكل تبن» مثلما قالها حسين عبدالرضا رئيس محكمة الفريج الكويتية.
أين نجد في رد الشيخ نبيل مكاناً للحوار والرأي الآخر ما دام هذا رأي الشرع! وأين مكان العقل النقدي والجدلي ما دام هذا رأي الشرع! وإذا كان هذا «رأي الشرع» فكيف يمكن أن تنهض هذه الأمة لعوالم المعرفة والعلم والشك الوجودي وتقلع من جمود الخرافة و»العقل الأوحد»، وهو أصل السلطان الأوحد «ظل الله في الأرض» كما عبر أحد خلفاء عصرنا الغابر، نقلع لسماء الحريات والنقد لكل فكر أياً كان من دون رقابة ولا إرهاب «الأخ الأكبر» وولاية مشايخ أهل الشرع. ربما هناك بصيص من الأمل قادم مع ثورات الشباب!
وربما هناك أبواب لجحيم الفكر الإقصائي ستفتح للقادم في عذابات الحروب الطائفية والقبليات التي نشهدها اليوم. «ربما» تعني كلمة احتمال، والمستقبل كله احتمالات، وحتى الغد المجهول، ليس لي غير القول لأسيل إننا ننفخ في قربة مقطوعة ونؤذن في مالطا مع هذا الحكم السياسي، وهذا الفكر المتزمت الرافض لحركة الزمان وتغير المكان، ونحن محشورون بين فكي تلك الرحى ما دام هذا الشرع كما يريده الشيخ نبيل ومن هم على شاكلته وما أكثرهم…!

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

المذمة من ناقص

كتب النائب السابق احمد المليفي مقالا ذكر فيه عن احدهم انه بدأ حياته بالتزوير عندما انكر جنسيته واخفى حقيقة جنسية والده، واختط خط الدين لانه اسهل الطرق الى الشهرة والكسب المادي وجمع الاموال من المبرات وتوزيع الاشرطة والاحاديث التلفزيونية لزوم الشهرة والمزيد من المال، وليقيم المسابقات المشبوهة على مستويي الكويت والخليج، كما قام، بجانب التزوير واصطناع المبرات لجمع المال، بدخول عالم السحر ليجني الربح بأقصر الطرق للوصول الى علية القوم، ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة، فارتكب الخطأ الذي كاد ان يزج به في السجن، فابتعد عن هذه المهنة وعاد الى الاعلام.
ورغم ان جنسيته مزورة وأخذها بغير حق وأكل من خير هذا الوطن ونبتت اضلاعه وانتفخت جيوبه كما انتفخ باقي جسده من خير هذا البلد الذي اطعمه من جوع وآمنه من خوف، ورغم انه لا يزال في فترة التجربة ولم يجف حبر جنسيته بل ان حبرها لن يجف، ويجب سحبها في اي وقت لانها نشأت وقامت على معلومات مزورة باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، الا انه مارس ساديته وحقده الدفين على الكويت وشعبها، فأصبح همه ان يرد الجميل لهذا الوطن بالشر والقبح بتسليط الضوء على الظواهر الفردية السيئة للمجتمع ويكبرها ويضخمها وكأن الكويت بلد الشر، كل ذلك حبا في الشهرة وامعانا في ايذاء الوطن الذي استضافه واكرمه، بل ان الكثير من الحوادث والاتصالات التي يتلقاها من الجمهور مفبركة ومعدة من طاقمه غير الكويتي! انتهى.
والحقيقة التي فاتت ع‍لى ذلك الشخص كما فاتت ع‍لى «احمدي نجاد» ونظامه، ان شيعة الكويت كويتيون اولاً وثانيا وثالثا، ولا يوجد شيعي كويتي واحد يتمنى ان يهاجر الى ايران او ان يحصل على الجنسية الايرانية، ولا نظن ان التاريخ يذكر قصة واحدة عن شيعي كويتي او خليجي حاول السباحة الى الشواطئ الايرانية محبة في العيش هناك او اكتساب الهوية الايرانية، واذا كان ذلك الشخص يريد سماع الصوت الشيعي معارضا لايران، رغم انه صوت مسموع يوميا على اي حال، فان ما نحتاجه حقا ليس اثبات الشيعة لولائهم، فهذا امر لا نشك فيه، ولكن المطلوب هو كتم انفاس بعض اصحاب اللحى المباركة عن الحديث في الشأن الطائفي، فهم، وبلا اي تجن، قوم مؤججون ومتاجرون بالطائفية، كما انهم يمثلون الوجه الطائفي الاسود عند عامة الشيعة، وليسوا مؤهلين للتحاور مع المعتدلين من الشيعة دع عنك المتعصبين منهم.انتهى.
وهنا نضيف ان من سخريات القدر مطالبة البعض لأمثالي، ومن هم افضل مني بكثير ان يثبتوا ولاءهم لوطنهم، علما‍ بأنهم هم الذين تدور الشبهات حولهم منذ اول يوم وطئت فيه اقدامهم تراب هذه الارض التي لا نحتاج الى شهادة احد لنثبت عشقنا لرائحتها، وهو الاحوج بالتالي لشراء صكوك الغفران وليس التصدي لمهمة توزيعها ع‍لى الغير.

أحمد الصراف

سامي النصف

خلعهم من أوصلهم

مع نهاية الحرب العالمية الثانية وتجربة الغرب المريرة مع النازية التي سمح بوصولها وتسليحها ثم دفعت البشرية 50 مليون ضحية لخلعها، قرر قادة العالم الحر عدم السماح للتوجهات السياسية المتأزمة والمتطرفة والعدوانية بالوصول لسدة الحكم في العالم، وتم بناء عليه «طبخ» انقلابات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، كما أتى في كتاب مايلز كوبلاند الشهير «لعبة الأمم»، الهدف منها محاربة الشيوعية في أقصى اليسار والتوجهات الدينية في أقصى اليمين.

كانت باكورة تلك الأفكار انجاح انقلاب يوليو 1952 على الملك فاروق، حيث وُجد ان الأنظمة الملكية إنسانية ولا تتميز بالعنف المطلوب لمواجهة تلك التيارات المؤدلجة القوية، لذا كان العمل الأول لذلك الانقلاب هو إعدام العمال الشيوعيين في كفر الدوار أغسطس 1952 ثم تلا ذلك سريعا أحكام الإعدام التي صدرت عام 1954 بحق الإخوان المسلمين، واستمر تصدي النظام العسكري الناصري للشيوعيين والإخوان المسلمين وعمليات قتلهم وإعدامهم (قتل الشيوعي شهدي عطية وسجن صحبه، وإعدام الإسلامي سيد قطب وجمعه) حتى نهاية حكم عبدالناصر عام 70.

تكررت تجربة إعداد وإنجاح الانقلابات العسكرية التي يوصل من خلالها العالم الحر الى لحكم أنظمة عسكرية في منطقتنا، فنجحت انقلابات حزب البعث في العراق وسورية (68 – 70) وتلاها محاربتهم الشديدة للشيوعيين في البلدين والتيارات الإسلامية الشيعية في العراق كحزب الدعوة، والسنية في سورية كحزب الإخوان المسلمين وهو أمر أقر به البعثي العراقي الكبير حردان التكريتي قبل مقتله في الكويت، والبعثي السوري الكبير صلاح البيطار قبل مقتله في باريس.

واستمرت تلك التجربة الناجحة في دول عربية أخرى مثل انقلاب النميري مايو 69 الذي تلاه ضرب الإسلاميين بالطائرات في جزيرة ابا عام 70 وإعدام القادة الشيوعيين ومنهم هاشم عطا وبابكر النور صيف 71 والذي ساعده فيه العقيد القذافي بعد نجاح انقلابه العسكري في سبتمبر 69 عندما أنزل الطائرة التي تقل القادة الشيوعيين بالقوة في ليبيا، ولم تكن اليمن بعيدة عن ذلك المسار ولم يتوقف الرئيس صالح عن محاربة الإسلاميين السنة والشيعة (القاعدة والحوثيين) والحال كذلك مع الحكم العسكري للرئيسين مبارك وزين العابدين واستمرارهم حتى النهاية في محاربة القوى الإسلامية ومن تبقى من القوى اليسارية والقومية.

لقد تسبب سقوط الشيوعية في عدم حاجة العالم الحر لأنظمة قمعية في منطقتنا فتركها تتساقط.

تقرير «النيويورك تايمز» أقر بقيام مؤسسات أميركية ضخمة بدعم عمليات إسقاط الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط وهو أمر استمعنا لمثله من قيادات خليجية بارزة كان اعتقادهم أن ما يشاهد من تحركات تقوم على التكنولوجيا المتطورة وأعمال لوجستية غير مسبوقة، لا يمكن أن يكون عمل مجاميع شبابية صغيرة السن، لذا فإن خلاصة المشهد السياسي بالمنطقة هي ان من عيّن وأعان تلك القيادات العسكرية في السابق يقوم بخلعها هذه الأيام ومن ثم أصبح كشف حساب المجتمع الدولي نظيفا أمام شعوبنا التي أصبح بإمكانها أن تقرر مستقبلها، فإما التحول إلى الأسوأ متى ما اختارت الجهلاء – وما أكثرهم – وإما الى الأفضل متى ما وصل العقلاء… ويا لندرتهم في منطقتنا.

آخر محطة:

بكل واقعية، هناك حرب أهلية قائمة في ليبيا وتوازن قوى خطير ومدمر بين بنغازي وطرابلس لا يسمح بانتصار سريع لإحداهما على الأخرى، لذا فإما أن يسمح العرب بحرب أهلية طويلة تتحول الى حالة «صوملة» كما تنبأ بذلك موسى كوسا، وإما ان تلجأ ليبيا بدعم عربي وغربي لأبغض الحلال وتنقسم الى ليبيا شرقية وليبيا غربية وتتوقف الحرب الأهلية سريعا كما حدث في قبرص أوائل السبعينيات ويتم توفير الدماء والأموال انتظارا لفرصة وحدوية أخرى في المستقبل بعد ان دمر وحدتها الحالية.. الوحدوي معمر القذافي.

احمد الصراف

الأسد والطائفة وسوريا

يبلغ عدد العلويين في سوريا مليوناً و400 ألف نسمة، وهم الأكبر بعد السنّة، وهناك ما يماثلهم من الشيعة والاسماعيلية، اضافة إلى 2.2 مليون مسيحي. يعود تاريخ العلويين، كتجمع منغلق، الذين يزيد عددهم في تركيا على 15 مليونا، الى ما قبل المسيحية، التي تأثروا فيها ولم يعتنقوها وربما لهذا سموا بالنصيريين، وما زالوا يحتفلون مثلا بعيدي الميلاد والفصح، كما أخذوا عن الاسماعيلية، اثناء فترة حكمهم، الكثير من طقوسهم واصبحوا بعدها أكثر قربا إلى الاسلام وعرفوا بالعلويين، نسبة الى علي بن أبي طالب، صاحب القدسية الأعلى لديهم. وبالرغم من تاريخهم الطويل وعددهم الكبير فإنهم قاسوا دائما من سوء معاملة الحكومات لهم، وكانت أوضاعهم المادية سيئة على مدى تاريخهم، ولكن كل ذلك تغير مع وصول الرئيس حافظ الأسد الى الحكم في 1970، حيث تحسنت أحوال الطائفة بشكل ملموس، وأصبح أفرادها من كبار رجال الأعمال وقياديي الجيش وامتد نفوذهم الى كل قطاع، بعد ان كانوا الطبقة الأدنى في المجتمع السوري.
ما يرعب نظام الحكم في سوريا حاليا ويدفعه الى مقاومة أي اصلاحات سياسية، ليس فقط تخوفه من أن أي تراخ أو تنازل سيؤدي في النهاية الى فقد العلويين لمكانتهم وامتيازاتهم وسيطرتهم على مقاليد الأمور، بل ما يحتمل وقوعه من أعمال انتقام بحقهم! وهنا نعتقد، أو نأمل، في أن الرئيس بشار الأسد يبحث عن مخرج مناسب للوضع الحالي المشتعل، فالوقت ليس في مصلحته، فمن الواضح أن لا مخرج مناسبا بغير اجراء تغييرات دستورية شاملة، وهذا لا يمكن أن يتم بغير التنازل عن سياسة الحزب الواحد أو الطائفة الواحدة، وبالتالي يمكن القول ان حصافة الرئيس الأسد ستظهر في قدرته على الاستمرار في الحكم ديموقراطيا، أو تسليمه للغير بطريقة شرعية سلسة، مع حفظ حقوق جماعته ومكانتهم وكرامتهم، وابعاد شبح ما قبل 1970 عنهم، والأهم من ذلك ابقاء سوريا مجتمعا أقرب للعلمانية، كما هي عليه الآن، لتجنب انزلاق الوضع الى صراعات طائفية قد تحرق المنطقة برمتها، فهل ينجح الرئيس السوري في ذلك؟

***
ملاحظة: نتقدم بأحر تعازينا لأسرة فقيد الكويت المرحوم ناصر الخرافي، الذي لا أنسى شخصيا دماثة خلقه وكرمه في أكثر من مناسبة.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ناصر الخرافي وحزب الله

انتقل ناصر الخرافي الى الرفيق الاعلى، وبقي موقفه من حزب الله اللبناني مثاراً للجدل بين الناس! والمطلع على كتابات الفقيد يتبادر الى ذهنه للوهلة الاولى ان للكاتب مصالح تجارية في جنوب لبنان، وان هذا الاطراء لزعيم النصر الالهي لا يخلو من مجاملة تقتضيها المصلحة، أما أنا فلم أكن اعرف الفقيد عن قرب، ولم أجالسه كما جالست شقيقه، ولم أتعامل معه، لكنني عندما كنت أقرأ ما يقوله عن المقاومة اللبنانية كنت أشعر أن هذا الكاتب صادق في مشاعره، وانه صادق مع نفسه، وان ما يشعر به في داخل خلجات قلبه هو ما يسطره قلمه، لذلك بادرت أقرب الناس اليه بالسؤال عن استثمارات الفقيد في لبنان، وبالاخص في الجنوب، حيث السطوة لحزب الله، فكان الجواب الصاعقة الذي يجهله الكثير من الناس: لا توجد للفقيد اي استثمارات في الجنوب، كما لا يوجد للفقيد شيء يذكر في لبنان!! هذا الجواب ينسجم مع ما شعرت به من صدق مشاعر الرجل في كتاباته، فهو يكتب ليس حباً في شخص نصر الله، وليس دعماً للمذهب الشيعي، وليس قناعة بايديولوجيات حزب الله، بل ـــ كما يقول احد المقربين اليه ـــ شعور بأن هذا القائد قادر على ان يضر اسرائيل ويزعجها ويقلقها وهو ما عجزت عنه الدول العربية مجتمعة.
أنا لا اكتب هذا المقال دفاعاً عن رجل غادرنا الى الملأ الاعلى، فعنده من الذرية من هو اقدر مني على ذلك، كما انني لا أدافع عنه توخياً لمصلحة من أهله وذويه، فأنا لم أتعامل معه حياً كي استفيد منه ميتاً، كما انني لا أرتبط اليوم بأي عمل تجاري مع مؤسساته، لكنني أكتب بعد ان علمت بان مصالحه في مصر وليس في لبنان، وكان اولى ان يدافع عن حسني مبارك ونظامه، حيث جل استثماراته هناك وليس في لبنان، حيث لا يملك الا منزلا وعقاراً.
إن غياب المقاومة الحقيقية للاحتلال الاسرائيلي، وتخاذل دول المواجهة عن القضية، ورواج الروح الاستسلامية عند شباب الامة، جعلت ناصر الخرافي وغيره من الغيورين على قضية الاسلام الاولى أن يتشبثوا باي واجهة تعلق جرس الجهاد والمقاومة.
غفر الله لناصر الخرافي.. وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أهله الصبر والسلوان.
***
الروح البطولية والرجولية التي نزلت فجأة على مؤسسات مجلس التعاون الخليجي تجعلنا نتساءل: ما الذي حصل؟ وفي مَن شادين الظهر؟ وماذا خلف الكواليس؟ نحن كشعوب خليجية مرتاحون لهذه الانتفاضة التي ترجع لنا شيئا من الكرامة، لكن نريد ان نطمئن الى انها انتفاضة طبيعية، وانكم درستم كل الاحتمالات والمخاطر، وانكم مستعدون لكل شيء!! بس يا خوفي من التخطيط الخليجي، خاصة اذا كنتم معتمدين على اللي كان معتمدا عليه حسني مبارك؟!!

محمد الوشيحي

حنا العرب… حنا البدو

بعض المدن الألمانية تمنع الاستحمام وسحب سيفون الحمام (أجلكم الله) بعد الساعة العاشرة مساء. ليش؟ خشية إزعاج الجيران… وفي فيينا، عاصمة النمسا، كنت خارجاً من أصانصير البناية فإذا بخناقة بين رجل سحنته عربية ورجل آخر معه زوجته، العربي يصرخ بالإنكليزية والنمساوي الذي ازداد احمراره يصرخ بلغة الدوتش، ولم يلتقيا على لغة في الوسط… سألته: «عربي؟»، فأجاب: «نعم»، فبدأ الحوار بيني وبينه: ما الحكاية؟ / يا سيدي هظول (هؤلاء) عنصريين ولاد كلب بدهمش (أي لا يرغبون في) عربي يسكن معهم، مفهمتهمش كلامهم بس حسيت إنهم بيقولوا غور عن بنايتنا.

وبعد جهد جهيد ولأي شديد عرفنا أن النمساوي وزوجته لا يعرفان ما هو أصل هذا الجار أو عرقه، ولا يريدان أن يعرفا، بل كانا غاضبين لأن أخانا العربي نزل من شقته وفي يده كيس قمامة أراد أن يضعه في إحدى حاويات البناية في توقيت غير مناسب، إذ تنص قوانين البناية على أن لرمي القمامة توقيتاً محدداً من الساعة الفلانية إلى الساعة الفلانية، وأن تركل أحدهم على معدته أهون عليه من أن تكسر قوانين النظافة في البناية! لم يسكت النمساويان رغم كل هذا التقريع لصاحبنا العربي، بل تقدموا بشكوى إلى رئيس الحي، أو رئيس البلدية، ولا أدري ما الذي حدث بعد ذلك، فقد غادرتُ فيينا، وودعت جاري العربي وهو يشتمهم «يلعن أبوهم ما أسخفهم يعملوا من الحبة قبة… عندنا في البلد نرمي الكيس من البلكونة وما حدا بيقول النا ليش وقدّيش».

وفي سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية التي يكره سكانها جورج بوش الابن، أرادت الحكومة أن تطلق اسم «جورج دبليو بوش» على أحد مرافق المدينة، فرفض السكان واقترح بعضهم أن يُطلق اسمه على محطة الصرف الصحي، فرفض البعض بحجة أن اسمه سيلوث الصرف الصحي، وكتبوا رسالة بعنوان «ارحموا الصرف الصحي من نتانة بوش»، وبالفعل لم يوضع اسمه على أي مرفق في المدينة. ولك أن تتخيل أن كل هذا حدث أثناء رئاسة بوش الابن، أو «بشبوش المربوش» على رأي الكاتب السوداني الساخر، جعفر عباس.

السكان هناك لهم كلمتهم، والعصمة في يدهم.

وفي المنطقة التجارية في «الفحيحيل»، في الكويت العربية، إذا كنتَ رجلاً من ظهر رجل فحاول أن تجد موقفاً لسيارتك خلال نصف ساعة. دع عنك أكياس القمامة الملقاة هنا وهناك، فالنظافة ملحوق عليها… وفي المنطقة التجارية في «حولي»، في الكويت الديمقراطية، إذا كنت «سند أختك» فحاول أن تدخل إلى المنطقة وتخرج من الجهة المقابلة من دون حبوب ضغط، معلش يا صاحبي «دخول حولي ليس كالخروج منها».

وفي السالمية والمنقف والمهبولة والشعب البحري ووو، ستستأجر شقة في بناية فخيمة لكنك لن توقف سيارتك إلا في الشارع، وبلا مظلة، وإذا وجدت موقفاً في الظل فـ»بوس إيدك معدة وظهر».

أنا لا أتهم بلدية الكويت بتلقي «البخاشيش» للموافقة على بناء المجمعات التجارية والسكنية من دون اشتراط وجود مواقف سيارات… معاذ الله أن أتهمها بذلك، أنا أتهمها فقط بتلقي الرشاوى. وأن تكون مسؤولاً قيادياً ألعباناً في بلديتنا أجدى لك وأنفع من أن من تمتلك صالة قمار في «مونت كارلو». وعليّ اليمين لو أن سحرة بلدية الكويت وحواتها تسلموا بلدية فيينا لعلّقهم السكان، قبل الحكومة، من أرجلهم على أعمدة كاتدرائية القديس ستيفن، ليتقربوا بهم إلى الله، قبل أن يسألوهم: ليش وقدّيش؟

اسمع اسمع… «حنا العرب يا مدّعين النمسا… حنا الطرب يهل(1) الوجيه العمسا… حنا سمار الزند وأنتم شقاره، حنا تتن غليون وأنتم زقارة… حنا الأصل، حنا الفصل، وأنتم كما قشر البصل… حنا بدو نأكل مصارين القطو، أنتم مجانين الفضا، وحنا سلاطين السدو… حنا الشموخ، حنا الدلوخ(2)، ندوّخ اللي ما يدوخ… ولا نحاسب ربعنا، حشا مهو من طبعنا، لأن من عاداتنا ما نعترض درب الشيوخ»… الدلة يا ولد.

***

1- يا أهل

2- الأغبياء

احمد الصراف

تمنيات العزيز أحمد

يتمنى السيد أحمد بشارة، أمين اللجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية، أن يكون مشروع قانون إنتاج الطاقة النووية جاهزا مع نهاية العام، وهذا يعني أن 3 سنوات ستمر قبل أن يُدق اول مسامير المشروع، هذا إن أقر مجلس الأمة القانون في حينه، ولكن بالرغم من قناعتنا بإخلاص الرجل فإننا نجد أن هناك ما يحتاج إلى التوضيح. ففي التقرير الذي نشرته القبس عن اجتماع لجنة شؤون البيئة البرلمانية بالسيد بشارة، ورد على لسانه أننا سنوفر 13 مليار دولار نتيجة بيع مئات آلاف براميل البترول التي تستهلك محلياً كوقود، إن استبدلناها بطاقة نووية، وهذا كلام جميل، لكن التقرير لم يتطرق إلى كلفة إنشاء المفاعلات النووية، وكلفة إدارتها من خلال عمالة مستوردة بالكامل، إضافة إلى تكاليف الصيانة العالية والطرق الخاصة بتخزين قطع غيار المفاعلات، هذا بالاضافة الى تكاليف التأمين الخيالية وغيرها، فمن الواضح أن هذه التكاليف لم يتم اخذها في الاعتبار، ولم يرد ذكر للجهة العالمية التي قامت بدراسة الجدوى الاقتصادية وتوصلت لمبالغ الوفر الخيالي هذا!
ما نتمناه على السيد بشارة هو الالتقاء ببعض كبار مهندسي البترول الذين تركوا الخدمة قبل سنوات، وسؤالهم عن أوضاع المنشآت البترولية في أيامهم ومقارنتها بما هي عليه الآن وسيكتشف العجب، فقد تردت أوضاعها نتيجة ضعف بعض الإدارات وعجز القوي منها عن التصدي لمطالب السياسيين المتعلقة بتوظيف المتردية والنطيحة في أعلى المراكز بسبب علاقتهم بهذا النائب أو تلك الجهة المتنفذة، فهل بإمكان السيد بشارة أن يضمن أن التدخلات النيابية، والتعيينات العشوائية لن تطال المفاعلات النووية، حتى بعد تركه لها؟ وما العمل إذا رأى الوزير المختص أن تعيين مهندس فاشل في المفاعل سيجنبه الصعود إلى المنصة؟ ولو علم السيد بشارة أن مصير المفاعل الكويتي لن يكون أفضل من مصير جهات تقنية عدة لدينا، نتيجة التدخلات النيابية، فهل سيقبل أن تكون بيوت أحفاده بجانبها؟ ولو أخذنا صغر مساحة الكويت في الاعتبار فهل تضمن أن لا أحد سيحتج على إقامتها قريبا من «مزرعته» أو منطقته الانتخابية؟ وفي هذا السياق ذكر لي خبير أميركي ان فرنسا وغيرها بدأت بمشروع أوروبي ضخم يكلف مئات مليارات الدولارات لسحب الطاقة الشمسية من صحراء الجزائر، خلال السنوات العشرين المقبلة، وهذا يعني أننا سنبدأ باستخدام الطاقة النووية في الوقت ذاته الذي ستتخلّص فيه الدول الأوروبية منها! وإذا كانت الكويت، بكل تاريخها النفطي، غير قادرة على السيطرة على الحوادث المتكررة التي تقع في منشآتها النفطية، فكيف سنستطيع مستقبلا التحكم بالمحطات النووية؟ ولو فرضنا عدم وقوع أي حوادث، فإن تشغيل المحطة النووية سينتج عنه مخلفات نووية، فكيف سنتخلص منها بطريقة آمنة؟
***
ملاحظة: اعتبر العالم فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء في جامعة بوسطن، أن مصر غير مؤهلة لخوض تجربة الطاقة النووية للأغراض السلمية! والسؤال هو لماذا نحن مستعدون، واكثر من 85 دولة قادرة ماليا وفنيا للدخول في التجربة، على غير استعداد؟

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

هذا نهج يا نهج

– لا نتدخل في شؤون الكويتيين الخاصة وفق الحدود التي يبينها القانون؛ حجاب، نقاب، «شورت»، «مايوه» ليس من شأننا ذلك.

– لا نسلب الفرد أو الجماعة حريتهم في التفكير والاعتقاد فهي مطلقة، فإن أُعجب مثلا بالإسلام وشخوصه فهو حر، وإن لم يُعجب بهم فهو حرٌ أيضاً وله الحق في نقد أي فكرة أو شخص وفق الأطر الدستورية والقوانين التي لا تتعارض معها فقط.

– التعليم حر، وكل فرد له الحق في التعليم ونوع التعليم الذي يتلقاه، ولن نفرض على أي عنصر من عناصر المجتمع نوع التعليم وشكله الذي يريد، وسنعمل على إتاحة التعليم المشترك والمنفصل، وللفرد حرية الاختيار كما نص دستور الدولة.

– لا نقبل بأي شكل من الأشكال أي انتخابات خاصة قائمة على أساس عرقي أو مذهبي أو فئوي، وإن رأينا ذلك فسنعمل على ردع هذا المسلك بكل أدواتنا الرقابية.

– لا نبدد ثروات الدولة كهبات وعطايا وقتية للشعب، بل سنعمل على إصلاح النظم والمؤسسات التي تجبر المواطن على العيش عيشة ضنكة.

– لن نسمح أبدا بالتعدي على القانون من أي فرد أو جماعة تعيش على هذه الأرض ووفق قوانينها ودستورها مهما كبر حجم ونفوذ ذلك الفرد أو الجماعة.

– لن نمنع أحدا من دخول الكويت لمجرد أنه لا يوافق أهواءنا ومعتقداتنا.

– لا نسمح بتجاوز الدستور واستحداث مفردات لا علاقة لها بدولة المؤسسات كطاعة ولي الأمر.

– لا نوافق على أي تعديل للدستور ينتقص من حرياته، وبالتالي ينافي الحق في تعديله من الأساس، كتعديل المادة الثانية من الدستور وتقليص الحريات من خلالها.

– نعمل على استقلال القضاء درءاً للشبهات.

– نرسخ شتى أنواع العلوم والفنون والآداب ونرعاها، كما نص الدستور، ولن نعمل أبداً على إغلاق أبواب تلك المجالات.

– الناس سواسية ولا تمييز بينهم أبدا أمام القانون، ولا نشرع أي قرار أو قانون يعارض ذلك.

– لن نخرج من إطار الدستور الكويتي مهما تعارض مع آرائنا وأفكارنا ومعتقداتنا.

لم أقدم في الأسطر السابقة سوى نصوص بدهية يفترض أن تطبق، فإن قبلت حركة «نهج» النيابية المزعومة بها فلن يستطيع شخص أن يحيد عنها، ولكنهم لن يقبلوا بها قطعاً بناء على ممارساتهم طوال السنوات الماضية والحالية.

ذلك هو النهج المفروض، وليست ثلاثة حروف كل طموحها تغيير فرد إن رحل أو بقي لن يغير من الأمر شيئاً في ظل الظروف والتصرفات الحالية.

فإن كانت حركة «نهج» المزعومة ستوافق على ما سبق، فحينها فقط نستطيع القول إنها حركة ذات نهج فعلا، أما إن كان ما يدعون هو مجرد موقف لتغيير شخص، فإن حركتهم منتهية الصلاحية قبل مولدها، فردّوا بضاعتهم إليهم.

خارج نطاق التغطية:

كلمات محمد الصقر حول صفقة «زين» في لقاء «الراي» الخميس الماضي تشبه في جمالها هدف جاسم يعقوب على روسيا، أنصحكم بمشاهدة اللقاء.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة