احمد الصراف

من أسباب تخلفنا

يعتبر ماكس فيبر، (1920 1864- )، عالم الاقتصاد والسياسة الألماني المعروف ومؤلف «الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية»، أول من استخدم كلمة البيروقراطية. وسبق أن قال ان الدين عامل غير حصري في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية والشرقية، ووصف السياسة كمهنة، وعرف الدولة بأنها الكيان الذي يحتكر الاستعمال الشرعي للقوة الطبيعية، وهو التعريف الذي أصبح محوريا بعدها. درس فيبر الأديان، وكان يرى أن الأخلاق البروتستانتية مثالية ومنها استقى نموذجه المثالي للبيروقراطية، الا أنه لم يطبق قط. كما اعتقد أن القاعدة الاقتصادية في الفكر الاسلامي غير صلبة بما يكفي لاي تطبيقات رأسمالية لمعارضته لمبدأ الفائدة، علما بأن غيره يرى أن الاسلام حابى الرأسمالية بأكثر مما حابتها اليهودية والمسيحية، فالتحالفات السياسية في صدر الاسلام مع طبقة التجار كانت أكثر وضوحا وقوة من علاقة اليهودية أو المسيحية بها والتي كانت تبغض المرابين وتعادي مبدأ الفوائد! كما كانت منطقة الشرق الأوسط، ولعقود طويلة، مركزا للتجارة العالمية، وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا العداء الاسلامي للفوائد سببا للتخلف الاقتصادي. من جهة أخرى يعتقد البعض أن سبب تخلفنا اقتصاديا يعود للاستعمار! ولكن آخرين يعتبرون هذا تبريرا غير واقعي، فقد جلب الاستعمار معه الكثير الذي ساهم في تطور المنطقة وزادت في وقته نسبة المتعلمين، ولم يعرف عنه انه نشر الجهل بين المواطنين، بل حاول جلب المنافع لهم، كمثال حملة نابليون على مصر. وفي هذا الصدد قدم البروفيسور تيمور قوران المؤرخ والاقتصادي في جامعة دوك البريطانية في كتابة القيم «The Long Divergence: How Islamic Law Held Back the Middle East» شرحا مغايرا لتخلف الشرق الأوسط اقتصاديا، حيث ذكر أن ذلك يعود لأسباب ثانوية تتعلق بممارسات محددة كالوقف ونظام الارث! فالنظام الغربي مثلا يقوم في غالبه على مبدأ نقل الثروة، كما هي، للابن الأكبر، وهذا يحفظها من التفتت. وعلى نقيض ذلك قواعد الارث الاسلامية، التي بالرغم من عدالتها بين الورثة، فانها تؤدي لتفتيت الملكيات الكبيرة وضياعها بين الورثة واستمرار تفتتها مع الزمن، والنتيجة أن الثروات الخاصة تداعت ولم تستطع دعم أو خلق استثمارات قادرة على خلق أو مواكبة اي ثورة صناعية، كما لاحظ تيمور أن الكثير من الشركات الناجحة تلاشت مع وفاة أحد الشركاء، خاصة ان لم يكونوا من العائلة نفسها. وقد رأينا في الكويت كيف حصنت اسر كثيرة نفسها من هذا الوضع، بحيث نصت عقود تأسيس شركاتهم على استمراريتها وعدم تصفيتها في حال وفاة شريك او اكثر، والأمثلة أمامنا اكثر من ان تحصى.

أحمد الصراف
[email protected]

محمد الوشيحي

الروائي المصري فؤاد قنديل يرد

يبدو أنني، وعلى غير قصد، اقتحمت عرين الأسد «عبدالناصر» فزأرَت أشباله في وجهي، وأنا من كان يتوقع، مخطئاً، أن جماهيرية عبدالناصر «دفترية» فقط، لا وجود لها في الحساب الختامي، خصوصاً بين المثقفين والكتّاب.
فطوال الأيام الماضية، وبعد نشر مقالتي «أعمامنا»، لم يتوقف سيل الرسائل من القراء المصريين، من داخل الكويت وخارجها، إن على بريدي الإلكتروني أو على «تويتر»… قليل منها يؤيدني وجلّها يخالفني، بل ويكذّبني… اخترت منها كلها هذه المقالة للروائي الجميل فؤاد قنديل، كنموذج ورأي آخر، مع الاعتذار لبقية المقالات والردود… ولضيق المساحة في الصفحة الأخيرة ستُنشر المقالة في صفحة «زوايا ورؤى»، على أن أكتب تعليقي في الأسفل.
——-
مقالة الروائي فؤاد قنديل بعنوان "سقطة كاتب أعتز به"… نشرها، أو سينشرها في "اليوم السابع":
"نشر الكاتب الساخر الأستاذ محمد الوشيحي في صحيفة "الجريدة" الكويتية يوم الخميس 9 يونيو مقالا مميزا عن حرية الكاتب، وكان ككل مقالاته متسماً بالثقافة العريضة وخفّة الظل والجسارة والبلاغة وحلاوة البيان إلا أن به بعض الثقوب في الثوب الأبيض، والثقوب خلفتها المعلومات التي اعتمد عليها وليست من بنات أفكاره، وإن طفت على سطحها رؤاه، ومن ذلك قوله: إن عبدالناصر أرسل هيكل إلى إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ليبلغهم عدم رضاه عن المجون في رواياتهم، وقد توقفت عند الفقرة المتخمة بالمعلومات المفتقدة لأية أسانيد، ولكنها اتهامات مرسلة في محاولة مجانية لمحو ملامح إنسانية رفيعة لزعيم عربي نادر.
أولا: ليس في روايات الحكيم أي مجون فكيف يمكن لعبدالناصر مدمن القراءة أن يلوم الحكيم على ما ليس فيه، بل على العكس فعندما تعرض الحكيم لهجوم بعض النقاد قرر عبدالناصر أن يمنحه عام 1957 "قلادة النيل" أعلى أوسمة الدولة، تعبيرا عن تقديره شخصيا وتقدير الثقافة المصرية بكل أطيافها لإبداع وفكر الحكيم، أما نجيب فقد اعترض الأزهر على رواية نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" التي كانت تنشر منجمة أو مسلسلة في الأهرام عام 1959، وكتب فضيلة الشيخ محمد الغزالي تقريرا يدينها إدانة شديدة ويحتج على نشرها، وأرسل التقرير إلى عبدالناصر، الذي حوله إلى هيكل وطلب منه أن يوقف النشر، قائلا بالحرف: أنا لست مستعدا للخلاف مع الأزهر، هذا كلام الدكتاتور الذي لم يحتمل مجرد الخلاف مع السلطة الدينية، في حين كان غيره وأقل منه بمراحل لا يعبأ مطلقا بهذه السلطة، بل يغير في قادتها كما يشاء.
رد هيكل على عبدالناصر قائلا: إن للأهرام مصداقية مع القراء وسوف نستمر في النشر حتى انتهاء الرواية، وبالإمكان منع نشرها في كتاب أو غيره من وسائل النشر، ووافق عبدالناصر  (الديكتاتور!)، أما روايات إحسان فلم يعترض عليها عبدالناصر لأنه كان ذا أفق مفتوح ويؤمن بحرية الفنون بالذات، بدليل أن إحسان تعرض لهجوم عنيف من عدد من أعضاء مجلس الشعب (مجلس الأمة في ذلك الوقت) عام 1964 وطالبوا بوقف نشر رواية إحسان  "أنف وثلاث عيون" وروايات أخرى، فما كان من عبدالناصر (الديكتاتور!) إلا أن قرر منح إحسان وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، أما إشارة الوشيحي إلى أن إحسان ذاق الأمرّين على يد عبدالناصر فهذا غير صحيح؛ لأن الواقعة الوحيدة التي شهدت سجنه كانت عام 1953 بعد أن كتب إحسان عدة مقالات يهاجم فيها الضباط أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأشهرها مقالته "الحكومة السرية التي تحكم مصر"، أما من طالب باتخاذ موقف حاد مع إحسان فكانوا بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة وليس عبدالناصر لأن علاقته بإحسان كانت وطيدة، ولم يستطع عبدالناصر الوقوف ضد غضب الضباط (لأنه كان دكتاتورا!).
وما حدث مع مصطفى محمود هو بالضبط ما حدث مع نجيب في "أولاد حارتنا"، إذ وصلت إلى عبدالناصر خطابات كثيرة من شيوخ الأزهر ومن القراء، وبدا كأن هناك بوادر غضب واسع، فطلب من إحسان أن يتحدث إلى الدكتور مصطفى ويبلغه الاعتراضات الكثيرة، ورد إحسان على عبدالناصر موضحا أنه لا بأس على الإطلاق من النشر ومن له رأي فليرسله، ووافق عبدالناصر الدكتاتور على هذا الرأي، وانهالت الردود على "روز اليوسف" حول مقالات الدكتور مصطفى، وطرحت الكثير من الأفكار وتنوعت الرؤى وشاعت حالة من الثراء الفكري.
لقد أفضت كل هذه المعلومات المغلوطة إلى أن يصف الوشيحي عبدالناصر بالمتدين الأكبر، وقد كان عبدالناصر بالفعل متدينا مستنيرا ويحرص على علاقته مع الله، أما الحديث بغرض السخرية والإهانة فإن الأمر يتجاوز حدود حرية الكاتب، ويظل الوشيحي برغم ذلك أحد أهم كتّاب الأدب الساخر في العالم العربي".
***
هذه كانت مقالة أستاذنا فؤاد قنديل، ذي القامة الشاهقة، وتظهر فيها اتهامات واضحة بأنياب ومخالب، تشير إلى أنني سقت معلومات لا أسانيد لها، أي أنني "معطتها من جيبي" كما نقول في لهجتنا… لذلك سأطلب من أستاذي قنديل ومن غيره من محبي عبدالناصر ومريديه مهلة من الوقت، كي أبحث عن أسانيد لمعلوماتي التي زودتني بها ذاكرتي الخربة.
على أنني إن لم أجد الأسانيد، وهذا أغلب الظن، فسأعلن هنا أنني مدين للأستاذ قنديل بعشاء بحري على النيل، وإن وجدتها– قولوا يا رب– فهو المدين لي بالعشاء البحري… ويا معين.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

مشكلة الطب الوزاري

تعتبر الكويت أكثر دول العالم ثراء بما تمتلكه من أرصدة نقدية، مقارنة بعدد السكان، ولكنها في الوقت نفسه هي أقرب إلى الفقر في مجال الخدمات الأساسية كالطب والتعليم! ولو أخذنا مثلا ما تقدمه وزارة الصحة من خدمة في مجال التشخيص، وهو بداية كل علاج، وأهم طرقه الاستعانة بجهاز الرنين المغناطيسي MRI، لوجدنا أننا نفتقد مثل هذه الخدمة بشكل مخيف، حيث تمتد مواعيد الفحص على هذا الجهاز إلى أشهر عدة تمتد إلى سبعة او ثمانية أحيانا، وهذا يحدث في عهد وزير نشط ومخلص ونظيف خبر الوزارة وعركها لسنوات طوال وكان استاذا لعدد كبير من خيرة الأطباء، ولنا أن نتخيل الوضع في عهد من سبقه او من سيأتي بعده.
إضافة إلى ذلك فإن محبتنا واحترامنا للدكتور هلال قد يمنعانا من قول كل ما نعرف، أو نعتقد اننا نعرف، ولكن محبتنا لوطننا ولصحة ابنائنا تتطلب منا مصارحته، فإن لم يوفق هو بالذات في إصلاح الوزارة فإن الأمل في غيره صعب جدا، إن لم يكن من المستحيلات. ولهذا نقول له، بكل صراحة، وهو يعلم بصدق نوايانا، إن أكبر مشاكل الوزارة هو «عدم أمانة» من يعمل فيها من كويتيين وغيرهم، سواء من أطباء أو إداريين! نقول له ذلك وهو الذي عرف عنه، وقبل ان يصبح وزيرا، مدى حساسيته الشديدة من قضايا الرشى، وكيف أن الجميع تقريبا منغمس فيها، وربما لهذا السبب كان أول ما قام به عند توليه منصبه، ومن واقع قناعاته الخاصة، هو تقريب من توسم فيهم الخير، وابعاد من سبق ان حامت الاشاعات حولهم، ولكن قوة بعض شركات المعدات الطبية ووكلاء الأدوية كانت غالبا ما تتجاوز قوته، وكشوف الفائزين بالمناقصات سنة بعد اخرى خير دليل على ذلك!
كما أن فكرة الاستعانة بجامعة «ميجل» لتطوير بعض أنشطة الوزارة لم تكن موفقة، فمستوى من تمت الاستعانة بهم ليس أعلى مما هو موجود من مستويات طبية عالية في المستشفى الصدري، على سبيل المثال وليس الحصر، من أمثال فوزية الكندري وعلي الصايغ وابراهيم الرشدان ورياض طرزي وغيرهم.

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

القهوة والبار

خلال فترة عضويتي في مجلس أحد المصارف المحلية عارضت بشدة فكرة فتح فرع للتعاملات الإسلامية في البنك، وهي الفكرة التي سبق ان أقرها مجلس ادارة سابق، وكان موقفي، الذي لم يعجب «مستشار البنك» وقتها، مبنياً على مبدأ ايماننا بمشروعية ما كنا نقوم به من عمل مصرفي، وفتح فرع يعمل على أساس ديني مغاير يعني اعترافاً بأننا نعمل بطريقة غير مشروعة أو اخلاقية، ولا يعقل بالتالي ان نكون في تجارة حلال وحرام في وقت واحد! فلا أحد مثلا سيحترم من يدير محلين متجاورين الأول يبيع المشروبات الروحية والآخر يبيع الكتب الدينية، مع الفارق طبعاً بين البنوك التقليدية وتلك المسماة بالإسلامية! ومخطئ من يفتخر بما قامت به المصارف العالمية من فتح فروع او وحدات «اسلامية» والاستدلال بذلك على صحة الفكرة، فعمل هؤلاء ليس إلا محاولة لاستغلال سذاجة البعض منا والضحك على عقولنا بمساعدة بعض الملتحين بيننا!
أكتب ذلك بمناسبة الاضافة المفيدة التي وردتني من الاخت صفاء الهاشم، رئيسة «ادفانتج للاستشارات» تعليقاً على مقال سابق لنا عن المتاجرة بالدين من قبل المؤسسات الإسلامية، وما ورد في بداية الدراسة الجادة التي قامت بها وفريقها في شركة ادفانتج، نقلا عن السيد صالح كامل، رئيس غرفة التجارة في السعودية، ردا على سؤال عن سبب عدم سماح المملكة للبنوك الاسلامية، العربية وغيرها، بفتح فروع في السعودية، حيث ذكر بان السماح لها بذلك يعني اقرارا بان البنوك السعودية غير اسلامية وهذا يتناقض مع تأكيدات المسؤولين بأن جميع بنوك السعودية تعمل طبقا للشريعة! وكلام صالح كامل، على الرغم مما عليه من مآخذ، فإنه أكثر جدية وصدقا مع النفس من الآخرين.
أحمد الصراف
[email protected]

مبارك الدويلة

يطالب بالنظام وعينه على الشهوة!

بعض أبناء الإسلام ـــ مثل قلة من الزملاء الذين يكتبون في الصحافة المحلية ـــ يتمنى لو أنه لم يولد مسلماً! أو أنه لا يمت إلى هذا الدين بصلة! وهذا ليس تجنياً عليهم بقدر ما هو استنتاج مما يكتبه هؤلاء في زواياهم من مقالات تفوح منها رائحة الحسرة على الانتماء إلى هذا الدين!
كيف لا وهم يُحَمّلون كل مشاكل هذا الكون على الاسلام والمسلمين؟ ألم يكتب أحدهم عن مشاكل طبقة الأوزون ويرجع أسبابها إلى ما أسماه التخلف الفكري المسيطر على أذهان المتزمتين؟!
ألم يقل آخر إن ظاهرة انتشار الغبار بسبب انتشار اللحى في الشوارع؟!
ألم يكتب أحد هؤلاء المخبولين عن توقف قطار التنمية وتعطل المشاريع بسبب كتلة التنمية والاصلاح؟ أما قرأتم ما ذكره أحدهم من أن وجود كويتيين فقراء بسبب انتشار اللجان الخيرية في الكويت؟!
ألم يرددوا كثيرا ان من أسباب كساد الاقتصاد وضعف الموارد تحريم الخمور ومنع النوادي الليلية؟! حتى أن أحدهم تساءل: ليش تجيكم الناس اذا كل هذا ممنوع؟!
أشعر وأنا أقرأ لهؤلاء أن في صدورهم كتمة وضيقاً نتيجة وجودهم في هذا المجتمع المحافظ، والذي لو أمعنا النظر فيه جيدا لوجدناه مجتمعا منفتحا للاخر لولا قلة من المبادئ والموروث ما زلنا نتشبث بها.
ولأن ضيقة الخلق التي يعيشونها تجيب الذبحة الصدرية وتصلب الشرايين، فأقول لهؤلاء ناصحاً إن أفضل علاج لهذا المرض النفسي الذي يعانون منه هو أن يرجعوا بقلوبهم الى الله ويطلبوا ما عنده من خير ونعيم فهو الباقي والدائم وما يشاهدونه من مظاهر المتعة والوناسة في ديار الغرب هو صورة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، فالذي يعيش في الغرب ويسبر أغواره يجد ويكتشف أنه مجتمع معقد مليء بالرعب النفسي والشقاء والتشتت الذهني.
مشكلة بني جلدتنا هؤلاء أنهم يرون النظام والبساطة والشفافية وعدم التفرقة على أنها السمة الغالبة على هذه المجتمعات، ونقول قد يكون هذا صحيحاً، لكن كل ذلك مما دعا إليه الإسلام، ولكن لم يلتزم به المسلمون، فالعلة فينا وليس في انتمائنا. كذلك لا بد من الاشارة الى ان هَمّ بني جلدتنا وغاية مرادهم هما الوناسة والمتعة ولو كانت محرمة!
لذلك معظم مطالباتهم بالتحلل من الضوابط الشرعية والسلوك الاخلاقي الملتزم، وما يهمهم بعد ذلك طبيعة الأنظمة التي تحكمهم، وهذا قصر نظر وبعد عن الواقع.
فرقوا بين ما فيه المسلمون اليوم من تخلف وفساد مالي وسلوكي وبين ما يجب ان يكونوا عليه وفقا لمبادئ الإسلام، وفرقوا بين ما في الغرب من مظاهر ايجابية في السلوك العام والإدارة العامة وبين ما تطالبون انتم به من استيراد التحلل والانفلات الأخلاقي.
قال تعالى: «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين» (آل عمران ـ الآية 85).

احمد الصراف

النكتة والنكبة

جلس الرجل أمام مستمعيه وأسمعهم نكتة جميلة فضحكوا منها بشكل جنوني. بعد لحظة صمت، وعندما استعاد الجمع هدوءه، كرر إلقاء النكتة نفسها مرة ثانية ولكن قلة فقط ضحكت هذه المرة. وبعد لحظة صمت اخرى كرر إلقاء النكتة نفسها المرة تلو الأخرى وعندما لم يضحك أحد من الحضور ابتسم وقال: أتفهم جديا سبب عدم ضحككم من نكتة سمعتموها المرة تلو الأخرى، ولكن ما لا أستطيع فهمه هو سبب استمراركم في البكاء على القضية أو الحالة أو المحنة أو المأساة نفسها شهرا وراء آخر وسنة بعد اخرى، ولعقود وقرون تالية! ولماذا لا تكون لنا القدرة على نسيان الماضي وجعله خلفنا، بعد التعلم منه، والمضي قدما في الحياة؟
ولو نظرنا إلى وضع شعوبنا، لوجدنا أن عددا لا بأس به وكأنه استمرأ عملية اجترار أحزان الماضي سنة بعد اخرى، وهو ربما يعتبر هذا نوعا من الوفاء، أو الصدق مع النفس أو نوعا من الحث على التضحية بالغالي والنفيس في سبيل مبادئ أعظم وأعلى، ولكن ما فائدة هذا الوفاء وهذه التضحية والحزن إن لم تساهم في رفع مستوى تفكيرنا وتحسين معيشتنا وجعلنا بشرا افضل من غيرنا، فما جدوى الإيمان بوقائع ومواقع لا أحد بإمكانه الجزم بصحتها، إن لم تساهم في جعلنا اعزة، وماذا جنينا من كل هذا الحزن والبكاء واللطم وشق الجيوب؟ هل حلت مشاكلنا الحياتية والنفسية والمالية، أو أصبحنا أكثر تحملا لها، أو أصبحت أوضاعنا المعيشية أحسن أو استعدادنا للتضحية أكبر؟ لا شيء من ذلك، فتصرفات واحوال شعوب عدة خير دليل على ما نرى، فأحوالنا منذ الفي عام أو أكثر لم تزدد إلا سوءا، عاما بعد آخر، بخلاف فترات قصيرة من الزمن الضائع، ولو نظرنا إلى حال بقية دول العالم، من غير البكائين، لوجدنا شيئا آخر، فروح الفداء والتضحية لديهم ليست بأقل من عندنا، إن لم تكن أفضل، ومستواهم المعيشي في تقدم مستمر وعلومهم في ازدياد، وجامعاتهم تطفح بالدارسين ومختبرات لا تتوقف عن إخراج الأفضل ونحن لا نزال نعتقد ان البكاء على الماضي سيعيد لنا شيئا مما أضعناه من وقت وكرامة ومال؟
يقول ابن خلدون في مقدمته: فهل هي العصبية التي تقود تصرفاتنا اللاعقلانية أم أننا فقط كارهون لبعضنا البعض،ام ما هي إلا تجارة فيها خاسر ورابح فقط؟

أحمد الصراف
[email protected]

علي محمود خاجه

سموّه يفتخر

 أجبرتنا السياسة المحلية وشغلتنا تفاصيلها من استجواب إلى صراع أسرة إلى وثيقة وغيرها، فلم نتمكن من كتابة الأهم كي لا تكون الكتابة خارج السرب، ولكن لا بد لنا أن نعود إلى ما هو مهم، بل هو أساس قيام المجتمعات والنهوض بها. أعني هنا البشر وتحديداً الشباب ممن يذكرون في كل بيان وتصريح ولقاء من قبل قياديي الدولة، بل لم يكتفوا بذلك، فقمة هرم السلطة التنفيذية سمو رئيس الوزراء شمل برعايته أخيراً نشاطاً كويتياً تحت مسمى “كويتي وأفتخر”، ولم يقتصر الأمر على رعاية لنشاط، بل ألقى خطبة ارتجالية في حفل العشاء المقام على شرف المساهمين في مشروع “كويتي وأفتخر”. كان مضمون كلمة سموه أنه كويتي ويفتخر بالشباب ونشاطهم وحيويتهم وخوضهم غمار المنافسة في المجال التجاري، إلى الآن الكلام رائع ويشعر من لا يعلم بالواقع أن كل الأبواب مفتوحة لمشاريع الشباب، ولا عثرات أمامهم، وكل الدروب معبّدة. أما الواقع فإن الشاب الكويتي في الوضع الطبيعي يصرف أكثر من ثلثي راتبه شهرياً على مستلزمات الحياة الضرورية كالسكن والطعام والعمالة المنزلية والمصاريف الأخرى الطبيعية، وإن أراد هذا الشاب أن يجمع القليل من المال ليشتري بيتاً بدلاً من بيوت الحكومة التي وصلت إلى حدودنا الجنوبية، أقول إنه لو أراد أن يشتري بيتاً دون مصدر دخل آخر سوى راتبه، فإن الأمر ومع القروض التي ستلقى على كاهله سيتطلب منه أن يجمع الأموال مدة 20 عاماً، هذا على اعتبار أن أسعار العقار تظل ثابتة لا تتغير وهو افتراض خيالي طبعاً. الحل الطبيعي للكسب المشروع كي يبتعد الشاب الكويتي عن شبح الكهولة للحصول على المسكن المناسب والحياة المتوسطة الكريمة له ولأسرته، هو أن يلجأ إلى تكوين عمله الخاص كي يضيف مصدر رزق يضاف إلى أمواله ويتمكن على الأقل من تقليص أمد الانتظار لتحقيق الاستقرار. فيذهب إلى المناطق الصناعية، كما تسمى في الكويت، فيجدها ذهبت جميعها منذ زمن بعيد دون أن تخلق الدولة مناطق جديدة تستوعب الزيادة السكانية، ويجد متنفسه في المنطقة الحرة ويصرف الآلاف لتكوين مشروعه في تلك المنطقة وبعد الجهد والتعب تمنع المنطقة الحرة معظم النشاطات التجارية هناك، ليجبر أخيراً على النزوح إلى أسواق القرين ويصرف الآلاف مجدداً فيصدر قرار حكومي جديد بطرد مزاولي التجارة من تلك الأسواق رغم تراخيصهم السليمة! هذه هي حال من تفتخر بطموحهم يا سمو الرئيس بينما الحكومة تقتل كل بصيص أمل في مخيلتهم للوصول إلى حياة أفضل. إن الكلمات وحدها لن تكفي في تغيير الواقع البائس الذي يعيشه شباب الكويت لدرجة جعلتهم يتشبثون بالمعقول واللامعقول من أجل التغيير، فهذه الحال لا ترضيهم ولا ترضي أي عاقل قطعاً. خارج نطاق التغطية: رحل الفهد دون مواجهة كما توقعنا، ولن يعفيه ذلك من المساءلة القضائية الواجبة على كل التساؤلات المطروحة في الاستجواب وأي قضايا حامت حولها الشبهات في عهده، كما أنه يستلزم أيضا إصلاح تجاوزات عهده من أي وزير يحل محله وإلا فإن المساءلة يجب أن تكون قائمة. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

إشكالية المثلية الجنسية

كتبت الباحثة والمحللة النفسية التونسية، رجاء بن سلامة، التعريف التالي للمثلية الجنسية: «هي البديل العلمي الحيادي لتسميات أخرى ذات خلفية أخلاقية قديمة كاللواط والسحاق، أو حديثة كالشذوذ الجنسي. فالمثلية اتجاه جنسي يتمثل في اتخاذ موضوع من الجنس المماثل، مع عدم وجود أي التباس بيولوجي جنسي، ومع وعي الذات في الغالب بأنها تنتمي إلى جنسها البيولوجي، أي مع وعي الرجل المثلي بأنه رجل، ووعي المرأة المثلية بأنها امرأة» (انتهى). وبالرغم من عدم اهتمامي بهذا الموضوع فإنني، ومن منطلقات إنسانية بحتة، ابدي اهتماما ما بهذه الفئة لما تتعرض له من اضطهاد اجتماعي وامني واخلاقي غير مبرر. وتستطرد بن سلامة في الشرح بالقول ان عدم وضوح الهوية الجنسية نتيجة غموض في الأعضاء الجنسية في حالات «البين جنسية» هو ما يطابق مفهوم الخنثى قديما. وعلاج هذه الحالات بالجراحة قد يكون ضروريا في صورة تعارض وعي الذات مع هويتها الجندرية، أو الجنسية، التي أرادها لها الأبوان بالتسمية وأرادتها السلطات العامة بالحالة المدنية. ولكننا نشهد في السنوات الأخيرة مطالبة بعدم اعتبار «البين جنسية» عاهة أو تشوها، بل اختلافا يجب احترامه. كما أن هناك حالات من إنكار الهوية الجنسية مع عدم وجود أي خلل بيولوجي أو تشوه عضوي. وهذا هو مجال تبديل الجنس transexualisme، وهو مجال مربك فرض نفسه حديثا على الطب وعلى التحليل النفسي. فالذات في هذه الحالة تنكر واقع جنسها البيولوجي وترفضه وتريد تغيير جسدها وفقا لما توفره التقنيات الطبية الحديثة من عروض قد توهم بإمكان تغيير الجنس، رغم ما في الأمر من صعوبة، وما قد يؤدي إليه العلاج الهرموني والجراحي من خيبات ونتائج وخيمة. كما هناك أيضا الولع بالتنكر الجنسي، وخاصة لدى الرجال الذين يرغبون في التنكر في زي امرأة، لممارسة الجنس، على أن الممارسة الجنسية والوعي بالجنس لدى هؤلاء يظلان ذكوريين. وهذه الحالات ناجمة عن إنكار الاختلاف الجنسي، وإنكار افتقار الأم للعضو الذكوري.
المهم في مقالنا هذا ما ذكرته الباحثة بن سلامة من أن اغلب الأطباء والمحللين النفسيين توقفوا عن اعتبار المثلية الجنسية مرضا يمكن علاجه، وقد عبر فرويد في 1935بوضوح عن استحالة «علاج» المثلية الجنسية، وهي لا تمثل «جنسا ثالثا»، ولا جنسا بين بين، وليست مرضا، وليست شذوذا، وليست خللا بيولوجيا، وليست في حد ذاتها بنية نفسية، بحيث أن المثلي يمكن أن يكون عصابيا أو ذهانيا أو انحرافيا. إنها سلوك جنسي ناجم عن طريقة مخصوصة في عيش عقدة أوديب، وفي التماهي أو رفض التماهي مع الأم أو الأب. وختمت بأنها لم تفتح هذا الملف للإثارة أو الاستفزاز، بل لمحاولة التفكير معا في هذه المسألة لمزيد من التعريف بالمثلية والتعاطف الإنساني معها.

أحمد الصراف
[email protected]

محمد الوشيحي

سارقو الألم

الشعراء يتبعهم الغاوون، وأنا من عتاة الغاوين، إذ حتى وأنا مشغول أترك الباب موارباً للشعر كي أبقى على قيد الحياة، فلا حياة بلا شعر.
ويقول الفيزيائيون والكيميائيون إن هطول المطر سببه «عملية التكاثف»، ويقول الشعراء وعشاق الحرف إن المطر ما هو إلا دموع غيمة تشارك شاعراً آلامه.
وأنا هنا أتحدث عن «الشعر الشعر»… دعك من الأمسيات الشعرية في الفنادق الفاخرة وأصبوحات كليات الجامعة الفاجرة (الفجور يعود إلى الأصبوحات لا إلى الجامعة)، وتمتم لنفسك: «يفتح الله» إذا سمعت شاعراً ذا أنامل مترفة يتصنع المعاناة في شعره، واحمل مزودتك على ظهرك واهرب مغيب شمس، فلا شعر في القصور والفلل، إلا ما ندر.
أقول هذا وأنا أشاهد الآن على إحدى الفضائيات «شاعراً» خليجياً كالزبدة التي ستذوب بعد قليل، ابتسامته خجلى، وعيونه تُسلهم حياءً وخفراً، يحكي معاناته وهو يرتدي «البشت»، وعلى معصمه تلتمع ساعة أغلى من مهر «كيت» زوجة وليام، وفي الصف الأول من الحضور يتزاحم مسؤولون يشع من أعينهم نفاق يُخجل عبد الله بن سلول، ومن أفواههم تفوح ابتسامات الرقيق، ويقاطعون أبياته بالتصفيق الصفيق، وهناك تتزاحم «معجبات» ترتدي كل منهن «النقاب الكذاب»، يطلقن آهات كالنعيق والنهيق.
لا أنكر أن ما يقوله هذا المترف «شعر»، بل هو شعر فاخر يسقي غرس القلوب، وأشهد أن الحمام على الأغصان القريبة ترك ما في يديه وأرخى آذانه وفغر أفواهه لعظمة هذا الشعر… نعم أشهد أنه شعر ويشهد عشاق الحرف قبلي على جزالته، لكنني أقسم يميناً ويساراً أن من أراه أمامي سارق للألم، وأقسم بأغلظ الأيمان وأطولها أنه لا يشعر بما يقوله ولا يفهمه أصلاً… هذا الإبداع، جزماً، لشاعر تعرّض للسموم والعواصف و»لواهيب الشمس» فخرجت منه هذه الأحرف الفاخرة، فالشعر كاللؤلؤ، إذا عانت المحارة الألم بكت فكانت دمعتها لؤلؤاً، ولا لؤلؤ من دون ألم، وصاحبنا «الشاعر المترف» كان آخر بكائه عندما خرج إلى هذه الدنيا من بطن أمه، قبل أن يبدأ «معاناته» مع العسل.
الشاعر المترف المتصنع أمامي على الشاشة اعتاد تناول إفطاره «بالهناء والشفاء» في حين أن القصيدة التي يقرأها أمام «الجمهور» هي لشاعر تناول آلامه «بالعناء والشقاء».
ستقول: «أعذب الشعر أكذبه، وليس شرطاً أن تحترق بالنار لتصف قسوة الحرق» فأرد عليك: «ويل أمك وأم أمك… هذا المترف لا يفهم ما هو مكتوب له، هذا يقرأ قراءة خاطئة كاذبة باهتة، لا يعرف «الوقفات والحركات»، ولا يعرف متى يتساءل في وقت التساؤل، ولا كيف يبدي السخرية في وقت السخرية… هو يقرأ كما يقرأ التلميذ أمام موجّه اللغة العربية (حافظ ويسمّع)… هو شوّه القصيدة وبقرَ بطنها وجعل أعزة حروفها أذلة… سحقاً له ولجمهوره وللفضائيات التي تنقل غثاءه… وتباً للجوع الذي أرغم شاعراً حقيقياً على الانحناء كي يُسكت صراخ بطنه».

احمد الصراف

كلمات النوري

عندما بدأت في قراءة كتاب «في مرابع الذكرى» للأستاذ أنور النوري وجدت فيه رتابة، فقررت التخلي عن قراءته، فقد تعلمت، ولو متأخرا، أن أتخلى عن قراءة اي كتاب، بصرف النظر عما قيل فيه من مدح وما فاز به من جوائز، فالعالم يزخر بملايين الروايات والدراسات والسير الشخصية والتجارب الرائعة التي تستحق القراءة، وبالتالي يجب عدم تضييع الوقت في قراءة ما يجعلنا نشعر بالملل، ولكن لا ادري لماذا اصررت هذه المرة على مخالفة انطباعاتي الأولية، بالرغم من أن لا شيء تقريبا يربطني بالمؤلف غير لقاء أو لقاءين قصيرين، إضافة الى اختلاف فكري لا يمكن تجاهله، مع فارق العمر بطبيعة الحال، ولكني سعدت لعدم تسرعي، فقد بدأت صفحاته التالية تشعرني بالاستمتاع والفائدة، وبدأت تجارب الكاتب وأسلوبه الواضح والصريح يظهران حقيقة معدنه، وما يود إيصاله لأكثر من طرف، وبدأت معارفه وتجاربه التي اكتسبها على مدى سنوات تظهر، وخاصة في العمل الحكومي ومع «السلطة» وخارجها، في مجالي التربية والتعليم والصحة. وبيّن، بقصد أو بغيره، أن الوزير في الكويت «موظف كبير»، في ظل رئيس وزراء مهيمن، وهذا ما دفعه ربما، في مرحلة تالية، للزهد في العمل الحكومي السياسي!
أعتقد أن أفضل ما تضمنه الكتاب كم الرسائل المباشرة التي قام إما بإرسالها، مواربة أو بصراحة ووضوح تامين، لمن يعنيهم الأمر، على قلتهم وكبر أهميتهم.
كما تبين لي، من مجمل ذكرياته وتجاربه الدراسية وغيره، أن سياسة وزارة التربية والتعليم المتعلقة بالابتعاث إلى الخارج لتلقي التحصيل العلمي، كانت ولا تزال، على مدى نصف قرن، تشبه قصة صاحب المصنع الذي أرسل مجموعة من أبنائه للخارج لتعلم حرف الصنع المتعددة وتولي إدارة المصنع من بعده، ليتخلص من العمالة غير الماهرة لديه، ولكن بعد مرور سنوات الدراسة وعودتهم إلى وطنهم اكتشفوا أن والدهم، الذي أصبح كهلا، نسي سبب إرسالهم لتلقي الدراسة، وهنا ذهب كل ابن ليعمل في المجال الذي يناسبه، وبقي المصنع على وضعه البائس السابق، وبعمالته المتواضعة المهارات نفسها.
كتاب أنور النوري جدير بالقراءة، ليس من الجيل الجديد فقط بل ومن الإدارة الحكومية «العليا» بالذات. ويكفي مؤلفه فخرا أنه وضع تجاربه الواسعة ضمن دفتي كتاب قيم، وهذا ما فشل فيه الكثيرون الذين غادرونا من دون أن نتعلم أو نعرف شيئا مما مروا به من تجارب.

أحمد الصراف
[email protected]