احمد الصراف

أقوال ريتشارد وآخرين

يعتبر رد، أو ريتشارد سكيلتون Red Skelton، ممثلا فكاهيا، وأشهر مهرج سيرك في تاريخ أميركا، واشتهر بأقواله الطريفة.. والحكيمة، ومنها: أذهب وزوجتي مرتين لتناول وجبة جيدة خارج المنزل، هي تذهب الثلاثاء وأنا أذهب الجمعة. ويقول انهما ينامان كذلك في فراشين مختلفين، فهو ينام في فراشه في كاليفورنيا وهي في فراشها في تكساس. ويقول انه عندما سأل زوجته: أين تريد الاحتفال بعيد زواجهما؟ فقالت انها تود الذهاب الى مكان لم تزره منذ فترة طويلة، فاقترح عليها الاحتفال في المطبخ. واشتهر عنه قوله ان السبب الأول والأهم للطلاق هو.. الزواج. ويقول ان اسم زوجته كان «على حق»، ولكنه لم يدرك إلا متأخرا أن اسم عائلتها كان «دائما»! وقال انه لم يكلم زوجته منذ 18 شهرا، ليس لأنه على خلاف معها، بل لأنه لم يرغب في مقاطعتها.. وهي تتحدث.
وفي جانب آخر من الإنترنت نقرأ القصة الأجمل والأقصر في عالم الرواية: الفتى: هل تقبلين بأن تتزوجيني؟ الفتاة: لا!.. وهكذا عاش الرجل سعيدا بقية حياته.
ومن حكم الاسكتلنديين، من الإنترنت: ان المال لا يخلق السعادة، ولكن لا شك أن البكاء في سيارة مرسيدس أكثر راحة من البكاء على دراجة هوائية! وان علينا ان نغفر لأعدائنا، ولكن يجب ألا ننسى اسماء أولئك السفلة! كما أن علينا مساعدة من هم في ورطة، وهؤلاء سيتذكروننا حتما.. عندما يقعون في ورطة أخرى.
والأخيرة: لا يمكن أن نحل مشاكلنا عن طريق تناول المحرم من المشروبات، ولكن حتى تناول الحليب، بدسم او بغيره، لا يحل هذه المشاكل!

أحمد الصراف

عادل عبدالله المطيري

مافيا تهدد أمننا القومي

حقا ان ما يجري مؤخرا بات يقلق المتفائلين قبل المتشائمين، الكل يتساءل عن حقيقة ما أثير عن حقيقة الاموال الضخمة التي يقال انها أودعت في حسابات بعض النواب، هناك من يقول انها وصلت الى عشرات الملايين وذهبت لنحو 11 نائبا حسب قول بعض وسائل الاعلام.

وهذا الامر دفع رئيس مجلس الامة الى التصريح بأن الامر جعل مجلس الامة ككل تحت طائلة الاتهام، أما اتحاد المصارف فلم يؤكد ولم ينف، ومحافظ البنك المركزي مستاء ايضا ويؤكد عدم تلقي النيابة بلاغا من أي بنك حتى الآن، اما نقابة العاملين بالبنوك فهمها الوحيد أن السرية البنكية قد تعرضت الى ضربة كبيرة، بينما توعد أكثر من نائب في مجلس الامة قائلا: ان الامر لن يمر مرور الكرام، ومنهم من هدد بتقديم استجواب على خلفية التحويلات المليونية.

ما يهمني شخصيا والكثير من المواطنين، هو هل تلك التحويلات شبهة رشوة سياسية او انها غسيل أموال؟

هناك فرق بين الحالتين بالطبع، الاولى رشوة سياسية تعودنا ان نسمع عنها وهي في اطارها المحلي والفساد السياسي، ومن الممكن علاجه باستجواب او في انتخابات قادمة واختيارات سياسية مستحقة.

أما الحالة الثانية وهي شبهة غسيل الاموال فهي قضية أمن دولة وارتباطات بعصابات غسيل الاموال الدولية «مافيا» بل هي خيانة عظمى، خاصة اذاجاءت من مشرعين يمثلون الامة ويراقبون أعمال السلطة التنفيذية، هل نحن بصدد «مافيا نيابية» تهدد امننا القومي؟

لذلك يجب على الحكومة ممثلة بأجهزتها المتخصصة كالبنك المركزي والانتربول ووزارة المالية ان توضح لنا وبكل شفافية حقيقة ما أثير عن التحويلات المالية.

في النهاية نحن بحاجة الى الاسراع في انجاز مشروع القانون الخاص بانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، كما دعا صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد في خطابه الاخير بمناسبة العشر الاواخر.

احمد الصراف

المباركية.. ثانياً

في 8/15 كتبت الملاحظة التالية: في ديسمبر 2011 ستحل الذكرى المئوية لتأسيس المدرسة المباركية، فهل ستتولى جهة ما مسؤولية الاهتمام بهذه المناسبة العظيمة؟
توقعي لبعض الردود لم يكن خائبا، حيث اتصل أخ قارئ وأعلمني بأنه، ومجموعة أخرى، يحاولون منذ 4 أو 5 سنوات حث جهة ما للقيام بعمل شيء للاحتفال بهذه الذكرى الفاصلة في تاريخ الكويت، وأنهم، وبالرغم من طول المدة وما بذلوه من مساع، لم يلقوا أي تعاون من أي جهة، وبالذات من وزراء التربية السابقين، والوحيد الذي أبدى ترحيبا بالفكرة تعب في النهاية، وأقر بعجزه عن القيام بشيء.
كما وردني اتصال آخر يخبرني فيه قارئ بأن الأستاذ «يعقوب الغنيم»، وزير التربية السابق، والباحث في التراث، مهتم، مع جهات رسمية، بالموضوع وأن ما علي غير الاتصال به للمزيد من المعلومات، وقمت بالفعل بالتحدث مع الأستاذ يعقوب، وأفادني بصحة الأمر، وأضاف أن الاحتفالية ستكون بمناسبة مرور مائة عام على التعليم المنتظم، وليس بالضرورة، مرور مائة عام على تأسيس المدرسة المباركية، وما يعنيه، ربما، ذلك من أن المناسبة ستكون عامة وغير محددة بالمدرسة المباركية، وقد لا يتطرق المحتفلون بإسهاب لمن كان لهم الفضل المادي والمعنوي الأكبر في تأسيسها. ويذكر أن المدرسة سميت وقتها باسم حاكم الكويت، الشيخ مبارك الصباح، مؤسس الكويت الحديثة. كما سميت المنطقة المجاورة لها بالاسم نفسه، والتي كان جزء منها يشكل محالا تجارية أوقفت إيراداتها للصرف على المدرسة.
نعيد رجاءنا بضرورة اعتبار الاحتفالات المزمعة إقامتها بتاريخ 2011/12/22 بمناسبة مرور قرن على إنشاء المدرسة المباركية، وبالتالي بدأ التعليم النظامي، وليس العكس، وقد لا يكون الفرق كبيرا، ولكنه فرق دقيق وحاسم.

أحمد الصراف

د. أحمد الخطيب

حفظ كرامة الحاكم أم تقديسه؟

منظر حسني مبارك في قفص الاتهام، وهو يستمع الى الجرائم المنسوبة اليه، جعل البعض يعطف عليه ويقول بأنه كان حاكما لمصر سنوات طويلة، فلا تجوز إهانته بهذا الشكل. والحقيقة، فإن هذا الموقف المتعاطف مع شخص لا يختلف فيه اثنان على انه كان يعتمد في حكمه على أجهزة أمنية قمعية وحشية لا مثيل لها يعرفها الجميع، وكذلك على حفنة من البلطجية وسراق المال العام الذين حافظوا على حصته وحصة أبنائه بشكل لم يكن خافيا عن جميع المصريين، أمر مثير للاستغراب. اذن، لماذا هذا التعاطف معه؟ متابعة قراءة حفظ كرامة الحاكم أم تقديسه؟

احمد الصراف

امتياز لعمل الكاز (*)

لم يعرف التاريخ امبراطورية بقوة واتساع البريطانية التي سيطرت، من جزيرة صغيرة نائية، على مستعمرات لم تكن الشمس تغرب عنها، ولم يحدث ذلك مصادفة، بل لما اشتهر به الإنكليز من قوة الشكيمة والانضباطية والالتزام الدقيق بالنظام والتعامل الجدي مع كل صغيرة.
يعتبر كتاب «يوم القيامة» Doomsesday Book الذي كتب عام 1086، من أكتب سجلات التوثيق قدما في العالم، ويحتوي على بيانات احصائية طلب ملك انكلترا، وليم الأول، الفاتح، تجميعها ليعرف منْ من رعيته يمتلك ماذا. كما سبقت بريطانيا العالم في الاحتفاظ بسجل تاريخي يبين درجات الحرارة في مختلف مناطقها، واجري أو قيد فيه عام 1659.
وبمناسبة المقال الذي سبق وأن كتبناه قبل فترة عن الكيفية التي حصلت بها شركتا النفط البريطانية والأميركية على امتياز التنقيب عن النفط في الكويت، قام الصديق ضرار الغانم بإهدائي كتابا تضمن كافة المراسلات التي جرت من عام 1911 وحتى 23/12/1934، تاريخ توقيع الاتفاقية، بين الحكومة الكويتية ومختلف أطرافها. وجاء في مقدمته أن فكرة تجميع وتوثيق كل ما تعلق باتفاقية الامتياز من مراسلات ومفاوضات جاءت بمبادرة من رجل الأعمال المعروف، المرحوم يوسف أحمد الغانم، الذي تبين له عدم وجود مثل هذا السجل القيم لدى اي جهة حكومية كويتية، وبالتالي قام عام 1970، بالاتصال بوزارة الإعلام، والتي ربما كان وزيرها الشيخ جابر العلي، وحثهم على القيام بشيء من هذا الخصوص، خدمة للتاريخ، خاصة بعد أن غيّب الموت غالبية من وقعوا على تلك الاتفاقية التاريخية. وبالفعل قامت الحكومة الكويتية بتكليف أرشيبالد تشيشلوم Archibald Chishlom، آخر الموقعين الأحياء على الاتفاقية، ليقوم بمهمة تجميع مواد الكتاب، وقام الرجل، على مدى خمس سنوات، بتصوير وتوثيق وتسجيل كل ما تعلق بالاتفاقية، مستعينا بأرشيف مختلف الجهات المعنية بالأمر في بريطانيا واميركا. وتبين من قراءة بعض فصول الكتاب أن الشيخ أحمد الجابر، بالرغم من حاجته لعائدات البترول وقتها، إلى أنه لم يتسرع في منح الامتياز، وكان مفاوضا صعبا، وتحلى بصبر كبير وأظهر قدرة نادرة على التفاوض، وعدم المهادنة في غير مكانها.
إن هذه الوثيقة التي كتبت عام 1975 لم تحظ بما تستحق من اهتمام، ونتمنى قيام جهة أكاديمية متخصصة بدراسة النسخة العربية من هذا الكتاب الوثيقة، ونشرها تعميما للفائدة، وخدمة للتاريخ.
(*) هكذا ورد في نص رسالة وجهها الشيخ أحمد الجابر الصباح، ص 192، لممثله في المفاوضات، الميجور هولمز بتاريخ 2 «جولي» 1931!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

سماحته.. والإسلام السياسي

قال سماحته في آخر تصريحاته العنترية «إذا سقط بشار الأسد فإن الإسلام السياسي هو البديل الذي سيحل محله وسيكوي بناره جميع دول المنطقة!»، في محاولة عبثية لتخويف الأنظمة العربية المتبقية من سقوط نظام البعث العلوي.
سيد.. معمم.. درس في قم.. ويدّعي أن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومع هذا يحذّر الحكام العرب من الإسلام السياسي الذي سيحكم سوريا إذا سقط نظام الأسد! لم أسمع لهذا السيد أي تحذير لهؤلاء الحكام عندما ثارت طائفة في البحرين ترفع شعارا إسلاميا ولافتات دينية وتدعو لإسقاط حكم آل خليفة! انقطع لسانه في تلك الفترة ولم يلهث إلاّ عندما دخلت جيوش درع الجزيرة لحفظ الأمن في تلك الدولة الصغيرة العضو في مجلس التعاون الخليجي، عندها أزبد وأرعد ودعا بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا شاركت الكويت في هذه القوات أو التزمت باتفاقيات مجلس التعاون. كما أنني أستغرب، كيف يحذر من الإسلام السياسي وهو تلميذ النظام في إيران! إلاّ إذا كان الإسلام الإيراني إسلام دراويش لا علاقة له بالسياسة!

تحجيم العمل الخيري
خصوم العمل الخيري في الكويت صنفان:
الصنف الأول هم بعض العلمانيين الذين يرون في هذا العمل شكلا من أشكال التضامن الإسلامي والتكافل الاجتماعي ورافدا لتحسين أحوال فقراء المسلمين الذين سيزيد تمسكهم بدينهم عندما تصلهم هذه المعونات من إخوانهم في الله، وهذا طبعا لا يروق لهؤلاء العلمانيين ولا ينسجم مع مبادئهم التي تعتبر الدين أفيون الشعوب!
صنف آخر يحارب العمل الخيري، لأنه لا يستفيد منه شيئاً لا هو ولا طائفته، كما أن تحجيم هذا العمل لا يضره بشيء، لأن جماعته لن تتأثر بهذا التقييد، حيث إنهم يجمعون تبرعاتهم في أماكن خاصة لهم لا تخضع لرقابة وزارة الشؤون، ولأن مراكزهم الدينية لا تخضع لرقابة وزارة الأوقاف، ناهيك عن أن أرباعهم وأخماسهم ترسل لدولة مجاورة من دون أن يجرؤ أحد على مساءلتهم من أين هذه الأموال؟ والى اين تذهب؟!
صحيح نجحت حملتهم في تحجيم عمل الخير للفقراء.. وكل يوم يشوهون صورة العمل الخيري الناصعة، واستغلوا أبشع استغلال الحملة الدولية على الإرهاب، لكن يظل السؤال المحيّر: من يجرؤ على مطالبتهم بإخضاع تبرعاتهم لرقابة الدولة؟! ومنا إلى وزيري الشؤون والأوقاف.

محمد الوشيحي

اسمع أنت وياه

هم فقط أرادوا أن يجيبوا عن سؤاله المنطقي «من أنتم؟» لذا جاءوا وتكبدوا وعثاء السفر وكآبة المنظر حاملين بطاقاتهم الشخصية الملأى بالذخائر على أكتافهم وأرواحهم على أكفهم، لكنهم لم يجدوه.
وتحررت ليبيا، يا الله يا الله، وصرّحت بريطانيا، وعلقت أميركا، وأصدرت فرنسا بياناً، وتكلم حلف الناتو، ونطقت الشعب المرجانية في قيعان المحيطات، وتحدثت قبائل النمل في جحورها، ووو، إلا العربان الغربان لم يعلقوا، ليش؟ لأن سقوط شيطان طرابلس كان فجراً، والغربان تنام مبكراً.
واليوم بعد تحرر تونس ثم مصر ثم ليبيا، وقريباً سورية واليمن، يبرز السؤال الأكبر: متى تتحرر جامعة الدول العربية من محتليها الحاليين بمن فيهم أمينها المصري الجديد الذي لا يتابع الفضائيات ولا الصحف ربما… متى تتحرر الجامعة ويرقص الثوار في ساحاتها؟ متى تهب عليها نسائم الربيع العربي؟
في علوم كرة القدم تسيطر مدرستان تدريبيتان، برازيلية وإنكليزية، الأولى تعتمد على التقدم بالكرة عبر تناقلها في مسافات قصيرة، والمدرسة الثانية تعتمد على نقل الكرة من المرمى إلى المرمى الآخر بأقل عدد من الركلات، من لاعب الدفاع إلى الهجوم مباشرة بركلة طويلة… فإذا اعتبرنا الجامعة العربية هي مرمى الخصم، فإن ما يحدث الآن في الربيع العربي هو تطبيق للخطة البرازيلية، عبر نقل الثورة من دولة إلى دولة، وأظن أن وقت اللعب بالخطة الإنكليزية قد حان، وأرى أن تحتشد مئات الألوف من الثوار العرب في القاهرة لتحرير الجامعة العربية وطرد قيادييها الحاليين، لتحل محلها جامعة أخرى تحمل اسماً آخر ومفهوماً آخر هي «جامعة الشعوب العربية».
وقتذاك ستحصل جامعتنا على تفويض من الشعوب العربية مباشرة، وسنقطع الحبل الذي يربط الحكام ووزراء خارجياتهم وحكوماتهم بها.
وقتذاك، فقط وقتذاك، سنجد أن جامعتنا هي أول من يعلق على الأحداث، بل هي من يرسم الأحداث، فتشكِّل «لجنة حقوق الإنسان العربي»، وتفتح ملف الحريات، ثم تخطو خطوة إلى الأمام فتنشئ محكمة لمجرمي الحرب وسفاحي وزارات الداخلية والمخابرات على غرار «محكمة لاهاي» وليكن اسمها «محكمة الدقي» مثلاً أو «محكمة العجوزة»، بحسب موقعها.
ويستيقظ الحكام العرب من نومهم فإذا بأوامر جامعة الشعوب العربية تصل إليهم عبر الفاكس: «اسمعني أنت وياه… من اليوم ورايح يجب أن تتوقف كذبة مجلس الشورى مرة وإلى الأبد، وبلاش برلمانات زفة العروس، وبلاش الدساتير الصورية، أو المفرغة من محتواها، والانتخابات البرلمانية ستتم تحت مراقبتنا، وقسماً عظماً إذا رأيت تلاعباً أو بربسة لأفعلن وأفعلن»… على أن تُختَم الرسالة بسؤال واحد موجز في كلمة واحدة: «مفهوم؟»، فأقسم أنا أن يصل جواب الحاكم قبل أن يرتد إليك طرفك: «مفهوم».
هل أنا أحلم؟ إذا كان الجواب نعم فبالله عليكم قولوا لي ماذا تسمون مَن حلمَ قبل سنة بما حدث ويحدث في هذا الربيع الزاخر الفاخر؟

احمد الصراف

معذرة يا صديقي

أخبرني صديق أن مجلس الأمة سبق أن اصدر قبل ثلاث سنوات تقريبا قانونا فرض فيه رسم 10 دنانير على كل م2 من الأراضي الفضاء التي تزيد مساحتها على 5000م2، والتي تكون بحوزة فرد أو شركة. كما فرض رسما مماثلا على الشركات التي لديها ملكيات عقارية في السكن الخاص، وذلك لدفع هؤلاء جميعا للتخلص مما بحوزتهم، وأن هذا سيخفض أسعار بيوت السكن.
بعد انتهاء المهلة القانونية قام التسجيل العقاري برفض ايجار اي عملية بيع او شراء عقارية لمن ينطبق عليه القانون، من أفراد وشركات، قبل احضار شهادة براءة ذمة من المالية تفيد دفع الرسوم، وعند قيام هؤلاء بمراجعة للمالية، وجدوا الرفض منها بسبب عدم توافر آلية لتحصيل الرسوم! فاسقط بيد هؤلاء وتوقفت معاملاتهم!
قمت، فور سماعي بذلك، بالاتصال بوزير المالية السيد مصطفى الشمالي، على هاتفه النقال، فلم يرد. اتصلت بمكتبه 3 مرات على مدى يومين، فلم يرد. تركت له رسائل نصية على هاتفه، فلم يرد. اعدت الاتصال به بعدها، فلم يرد!!
وهنا اتضح حجم الورطة التي وضع صديقي «عبدالوهاب الهارون»، وزير التخطيط والتنمية، نفسه فيها. فكيف يمكن تنفيذ خطة تنمية عملاقة ووزير المالية، على سبيل المثال فقط، لا آلية لديه لتطبيق قانون صدر قبل 3 سنوات؟ وكيف لحكومة أن تنجح في تنفيذ خطة مليارية وبها مثل هؤلاء الوزراء الفاشلين؟ وهل يصدق عاقل أن هذه الإدارة الهرمة، التي يناكف وزراؤها بعضهم بعضا، ولا يتواصلون مع غيرهم، ولا يتقابلون بغالبيتهم مع بعضهم إلا في مجلس الوزراء، يمكن أن ينجحوا في القيام بنقلة نوعية كهذه، ويحققوا احلام الشعب وآمال أميره؟ وكيف يعقل ان المسؤول الأول عن الصرف على الخطة لا يود أو لا يعرف كيف يطبق القانون؟ ولا كيف يوجد آلية لتحصيل الرسوم، في الوقت الذي طالب فيه الخبراء الحكومة بزيادة دخلها من غير الموارد النفطية؟ وكيف سيكون لهذه الجهة الصرف على خطة بالمليارات، وهي تخاف من أن تطبيق قانون الرسوم سيضر بالبعض أو يكدر خاطرهم؟
أتمنى أن يكون تشاؤمي في غير محله، وأن اكون على خطأ، حينها سأجني الخير الكثير.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

خير برهان

“خل يحلّون المجلس ويفكونا”، “كل مصايبنا من ورا المجلس”، “محّد ردنا ورا غير المجلس”، “نبي نفتك من عوار الراس… لازم ينحل المجلس”.
كل هذه العبارات ومرادفاتها دارت ولم تزل في خلد الكثيرين من أبناء الشعب الكويتي، وأنا أتحدث هنا عمن يطرح مثل هذه الأفكار بحسن نية ولاعتقاد صادق بأن زوال المجلس مرادف لتحسن الأوضاع في الكويت.
شخصيا، أحاول مع الكثيرين ممن يرددون هذا الكلام أن أثبت لهم بلمحات من تاريخنا أن غياب المجلس غير الدستوري خصوصا، تسبب في كوارث ومصائب تثبت أن المجلس رغم “علّاته” فإنه أفضل بكثير من اللامجلس. فعدم وجود مجلس تسبب سابقا في أزمة مناخ، وداوئر انتخابية مزورة لإرادة الناس وفتنة طائفية بغيضة عطفا على سوء التعامل مع كارثة الغزو قبل وقوعها وأثناءها أيضا.
لكن يبدو أن هذه الحجة لم تعد مجدية مع من بات يؤمن بقوة بأن اللا مجلس هو الخير والصلاح للكويت.
اليوم ندخل الشهر الثاني من إجازة المجلس الاعتيادية والحال في البلد تديرها الحكومة دون المجلس طيلة الشهرين الماضيين، وها هي الحكومة تقدم لنا في هذه الفترة الوجيزة أفضل البراهين على أن عدم وجود المجلس لن ينقذنا أبدا، وإليكم بعض قرارات الحكومة في فترة إجازة المجلس المؤقتة، وعليكم أن تتخيلوا كيف هي الحال لو حكمت الحكومة الكويت لوحدها.
نبدأ بأزمة القبول الجامعي التي لن تكون الأخيرة طبعا في ظل هذا التردي في كل قطاعات الدولة التي تهيمن عليها الحكومة، فحكومة تدير أعلى الميزانيات وبأعلى الفوائض وقفت مشلولة دون حراك لمجرد أن ألفي طالب وطالبة يفوقون الطاقة الاستيعابية للجامعة؛ مع أن الحلول الفورية كثيرة كتطبيق قانون فصل الاختلاط بنصه لا بفهمه كما أشرنا في مقال سابق، أو إشراك جميع الطلبة غير المقبولين في برامج مكثفة للغة الإنكليزية لمدة ثلاثة أشهر تعينهم على تحصيلهم الدراسي وتتم معادلتها لهم لاحقا أو زيادة عدد المبتعثين في الخارج، وإرسال أصحاب النسب الأعلى لاستكمال دراستهم هناك وغيرها من حلول، ولكن الحكومة قررت أن تؤجل المشكلة على أمل أن تحل في يناير المقبل ولن تحل.
ثاني قرارات الحكومة بإجازة المجلس القصيرة هي سماح الداخلية بأن نقود سياراتنا على حارة الأمان اليسار فقط يوم الثلاثاء، ومنعنا يوم الجمعة لحل مشكلة المرور والازدحام، لن أخوض بهذا التخبط كثيرا ولكن ما يعنيني حقا هو أن الحكومة بمحض إرادتها ودون تهديد أصدرت قرارا يسمح بمخالفة القانون، نقطة. أما ختام محصلة الحكومة في شهرين فهو قرار استدعاء السفير الكويتي في سورية للتشاور “بعد القرار المماثل للمملكة العربية السعودية طبعا”، على الرغم من أن محصلة قتلى الشعب السوري على يد نظامه تجاوزت الألف شهيد، ونحن نستدعي سفيرنا للتشاور فقط.
خلاصة القول حكومتنا بدون مجلس أو بمجلس تقود البلد إلى الأسوأ، فلا في الحرص على الأجيال ناجحة ولا في تطبيق القانون، ولا في احترام الإنسان والنفس البشرية، وها هي تقدم خير برهان على مدى ما يمكن أن تصل إليه من سوء لو تولت زمام الأمور وحيدة في الكويت. لا أزكي المجلس الحالي طبعا ولكنه قطعا أفضل من عدمه.

احمد الصراف

التجرؤ على القانون

منذ ما بعد تحرير الكويت من نير قوات صدام، ووزارة الشؤون ترسل الانذار تلو الآخر إلى هذه الجمعية الخيرية، او تلك المبرة لما ارتكبته وترتكبه من مخالفات في عملية جمع الاموال، ورفض التعاون واخفاء المستندات والتصرف بالارصدة بما يحلو لها! ولكن ما الذي يدفع مثل هذه الجهات التي يقف وراء غالبيتها رجال دين شديدو الوقار، وملتحون وناشطون سياسيون، للاستمرار في ارتكاب المخالفة تلو الاخرى، بمناسبة دينية او بغيرها، من دون اهتمام بسمعتهم، وما يلقونه من بهدلة من المسؤولين؟
الجواب يكمن في ما يشكله المال السهل الجمع من اغراء، فهذا المال حتى لو جمع لحساب الجهة الخيرية، فان «للقائمين عليها» حصة دسمة! فالعملية في جزء كبير احتيال، ومن السهل استعراض اسماء الاشخاص والجهات التي دخلت «بازار» العمل الخيري، وخرجت منه سمينة، بعد تشبع عروقها بالمال الحرام!
ان هؤلاء لم يسيئوا فقط لانفسهم ولسمعة العمل الخيري وللجهات الجادة فيه، على قلتها، بل اساءوا ايضا إلى الكويت، ودفعوا الدول الكبرى للتدخل في شؤونها.
نكتب ذلك بمناسبة ما بدأ يتسرب من تزايد مخالفات الجمعيات، بحيث وصل الامر إلى مرحلة قيام جمعيات نفع عام، لا علاقة لها بالعمل الخيري، بالدخول في عملية النصب، فقد اعلنت وزارة الشؤون عن كشفها لجمعية متخصصة بمحاربة احدى الظواهر السلبية في المجتمع، تقوم بجمع التبرعات عن طريق سندات طبعت لهذا الغرض.
ان جهود «الشؤون» قد اثمرت في الماضي، ولا تزال تثمر، ومطلوب استمرار محاولات تنظيف الوسط الخيري من الدخلاء.

أحمد الصراف