قبل شهرين تقريباً كتب المفكر فضل شلق في جريدة السفير مقالاً بعنوان "الإيراد الاجتماعي للنفط"، وتحدث عن فترة السبعينيات -بداية عصر الثروة بعد فوران أسعار النفط- وأذكر من مقاله هذه الفقرة "… في هذه الفترة قمع الفكر والجسد، أو اكتمل القمع، حتى صار كل من يقول كلمة غير مناسبة في كتاب أكاديمي في بلد نفطي أو غير نفطي، غير مرحب به إن لم يوضع في السجون، استعيض عن الفقر الروحي والكبت الجنسي بالاستهلاك الفاقع المفرط والسخيف. في هذه الفترة تم تدجين وتسخيف الوعي العربي، وجعل المذهب الواحد والحزب الواحد بإشراف المذهب الواحد (ولو من بعيد) الأقطار العربية سجناً للعرب، في هذه الفترة صارت رشوة الخصوم هي القاعدة، تم تدجين الجميع وإفساد النخب الثقافية والسياسية وفرض الانضباط على كل من تسول له نفسه الحديث عن مطالب الجماهير، وقضايا التحرر والعروبة…".
خطاب مثير لفضل شلق علق به جل الآفات السياسية والاجتماعية والثقافية على مشجب برميل النفط، البداية كانت منتصف السبعينيات من القرن الماضي، لكنها مستمرة إلى اليوم في دولنا، دولنا الخليجية التي حصَّنت نفسها من الربيع العربي بالمال، مال النفط أصبح وسيلة لشراء الولاءات وإسكات المعارضة وتدجينها، مع تسطيح وعي الجماهير في قضايا الحريات والديمقراطية والتنمية.
وإذا كان نفطنا نعمة من ناحية البنية التحتية من مدارس وشوارع ومستشفيات… إلخ، فإنه أضحى نقمة في الفكر والأخلاق وقيم العمل. الرشوة في الكويت –ولا أتحدث عن "التبرطل" المليوني لبعض النواب- تكاد تكون القاعدة، فلا تستطيع أن تنهي معاملة ما بغير دفع المعلوم، هذا إذا لم يكن لك واسطة، والثقافة والفنون انحدرا إلى الحضيض، أين مسرحيات الأمس، وأين صرنا اليوم، استعضنا عنها بقمامات المسلسلات الرمضانية وغير الرمضانية، وحين يقدم مخرج مبدع مثل سليمان البسام عملاً مسرحياً فنياً راقياً، نجده يبحث عن مكان خارج الدولة أو تحت ستار سرية مكان العرض كي لا تجز سيوف الجهل رقبة عمله الفني، ولكم أن تقيسوا.
وبدلاً من الكتب والدوريات القيمة التي كانت تعج بالمكتبات، صارت معارض الكتاب هنا تدور بين عوالم تفسير الأحلام والسحر والجان وأصول الطبخ.
ثقافة الشباب اليوم مصدرها الوحيد الـ"آي فون" و"بلاك بيري"… لا شيء غير السخافة والاستهلاك الأعمى يهيمنان على الحياة الكويتية، ولا بهجة ولا فرحة تعلوان الوجوه بعد أن تمت إزاحتهما لتجثم مكانهما أتربة الملل والاكتئاب.
رشوة السلطة التشريعية وشراء مواقف بعض النواب ليسا بالأمر الغريب في محنة الدولة، وإنما الغريب ألا يحدث مثل ذلك في بلد "التسليع"، وحين يصير كل موقف وكل قضية مجرد سلع قابلة للبيع في "مولات" السياسة.
نسمع دائما كلمتي "الشق عود"، أي إن الهوة كبيرة ويصعب ردمها، فهل يعني هذا عجزنا عن الإصلاح؟! صارت الكتابات اليومية تعيد نفسها، صرنا نسرق ونجتر أفكارنا يومياً بعد أن نغير بالألفاظ فقط، فالضوء الأحمر يسطع، ومساحة "الممكن" للنشر محدودة بفضل قوانين النشر والجزاء ومصالح الملاك، وقبل كل ذلك محرمات المجتمع التي فصلتها مجاميع "المذهب الواحد".
الجميع أضحى رهن السلطة حين ترضى وتهب، وتعاقب وتزجر، حين تثور وتغضب، هي مالكة الأرزاق، وعليه فهي مالكة الأعناق. عليك أن تداهن وتمدح وتنافق حتى يرضى عنك وتحيا بصدقات بلدك، وأن تكون كثير الشكر لكل هذه النعم، وهي نعم النفط، وأنت سلعة تابعة لسلعة النفط.
وطني والعراق.. وأنا
أتقن التحدث باللهجة العراقية، ولسبب لا أعرفه أستمتع بالتحدث ورواية النكات بها، خاصة الحادة منها، كما أعرف عن العراق، فناً وتاريخاً وأصدقاء، أكثر مما أعرف عن أي بلد آخر، باستثناء لبنان. وأعتقد أن امتداد الكويت الطبيعي هو باتجاه الشمال، وليس الجنوب، الذي قدم منه، على مدى قرون، نصف سكان الكويت تقريباً، ولن يعودوا إليه، فعيونهم على الشمال!
كان لا بد من هذا التمهيد قبل الدخول في صلب المقال، عن علاقة الكويت المتوترة «تاريخياً» بالعراق، وهو التوتر الذي لم يكن يوماً في مصلحة البلدين، وبالذات العراق، خصوصاً في الفترة الأخيرة. وهنا نجد أن من يحاول إثارة الضغائن من الطرفين، والتحدث عن خلافات وثارات ومؤامرات، لا ينطلق من حرصه على مصلحة وطنه بقدر ما يتحدث باسم طرف آخر! وهذه الاتهامات ستعيد البلدين إلى المربع الأول، الذي اعتقدنا يوماً أننا خرجنا منه، وربما هذا ما يهدف إليه هؤلاء، وعلى عقلاء البلدين إسكات الأصوات النشاز، والتفرغ للتنمية، فالكويت لا يمكن أن تأمن جانب العراق طالما لم يستقر ويزدهر اقتصادياً وينعم بديموقراطية حقيقية، والعراق دولة كبيرة في المنطقة ذات موارد طبيعية ومالية وبشرية هائلة لا تقارن بقدرات الكويت وحجمها، وبالتالي فإن أي محاولة لتصوير الكويت وكأنها المعتدية على العراق وحقوقه وأراضيه، وأنها تتآمر باستمرار عليه وعلى استقراره، مسألة لا يمكن بلعها بسهولة، وحتى لو صح ذلك، فيجب وضعه في إطاره الزمني، ويجب ألا تستمر معاناة الشعبين بسببه، ولو نظرنا إلى بحور الدماء التي سالت بين دول كبرى، وما أصبح يجمعها الآن من صداقة وتفاهم، لأسفنا لوضعنا، بالرغم من أننا أكثر قرباً وفهماً ومحبة بعضنا لبعض مقارنة بهم!
كما تأخذ بعض الأطراف في العراق على الكويت، خلال حرب العراق وإيران، وقوف الكويت مع نظام صدام، ويعتقدون أن هذا الدعم المالي واللوجستي أطال أمد الحرب، وتسبب في موت الكثيرين، وهذا ربما يكون صحيحاً، ولكن من جانب آخر لو اختارت الكويت وقتها الوقوف على الحياد لجاء فريق آخر أو الفريق نفسه، ليوجه اللوم لها على حيادها وامتناعها عن دعم العراق، والادعاء بأن هذا ساهم في إضعاف العراق، وإطالة أمد الحرب والتسبب في زيادة عدد ضحايا الطرفين، وبالتالي نحن بحاجة لنشر المحبة بيننا، وأن ندع حل الأمور الشكلية بين الطرفين للأجهزة الفنية، فالعراق ليس بحاجة لمنافسة الكويت، ولا الكويت قادرة أو راغبة في أن تكون من نفسها نداً للعراق أو قوة كبرى في المنطقة، فلا عمقها ولا حجمها ولا قدراتها تسمح لها بذلك، وأن على العراق تفهم ذلك والعمل لما فيه خير الطرفين، فآفاق التعاون يمكن أن تصل لعشرات المليارات سنوياً، وهذه هي التي ستكرس السلام الدائم بين الطرفين، وليس الاتفاقيات الدولية، ويجب ألا ندع فئة حاقدة هنا أو متآمرة هناك تقضي على حلم السلام والرخاء بين البلدين.
***
ملاحظة: ينشر هذا المقال بالتزامن مع «المدى» العراقية.
أحمد الصراف
ذمة بورمية
تردد في الآونة الأخيرة اسم النائب ضيف الله بورمية كأحد الأسماء النيابية التي قدمتها بعض البنوك والذين تضخمت حساباتهم، ولا أعلم إلى الآن إن كان تضخم أي حساب نيابي هو عبارة عن رشوة أو غسل أموال أو غيرها من أسباب، ولكن ما أعلمه أن بورمية هو أحد الأسماء.
وعلى خلفية هذا الخبر قام النائب بورمية بعقد مؤتمر صحفي مدعم بأوراق وكشف لحسابات متعددة له ولأهله، وهو أمر يسجل لبورمية كأول نائب يقوم بذلك بغض النظر عن صحة ما ذكره بورمية من عدمه، وهو ما ستكشفه الأيام، ولكن الملفت فيما وزعه من أوراق لكشف ذمته هو أن النائب بورمية مقترض ويدفع عدداً من الأقساط الشهرية؟!
الكل يعلم أن اسم بورمية اقترن بكابوس إسقاط القروض منذ دخوله إلى المجلس ومازال مصرا على مبتغاه، ولكن الجديد في الأمر أن بورمية شخصياً سيستفيد من مقترحه لإسقاط قروضه الخاصة حسب مطلبه!
وهو ما يعني أن بورمية يتقدم باقتراح لمصلحته الخاصة، فسعيه إلى تشريع، يجعل الدولة ممثلة بالحكومة تدفع ديونه، هو أمر غريب ومستهجن، بل إنه في بعض الدول التي تحترم قانونها قد يسقط عضوية صاحبه فوراً، ويعرضه للمحاكمة.
وبعيداً عن الناحية القانونية، ما الفرق بين الرشوة وما يقوم به بورمية من المنظور العامي؟ فالحالتان تعنيان أن تدفع الحكومة الأموال للنواب، وإلى أي حال وصلنا إلى حيث نشاهد نوابنا يقومون بأفعال بغيضة كتلك، ونصفق لهم لمجرد أن الحكومة ستسدد ديوننا أيضاً.
المسألة اليوم ليست مسألة تضخم حسابات نواب من عدمها، بل هي تضاؤل عقولنا لدرجة تجعلنا نتغاضى عن كل أمر ما دامت الأموال تودع في حساباتنا، لا يهم إن لم نستطع عيش الرفاه، لا يهم أن تزول الكويت الغنية، لا يهم أن تحكم الواسطة… فكل ما يهمنا هو اختيار من يمنحنا الأموال دون تنمية أو بناء أو تخطيط لمن سيأتي بعدنا.
في اعتقادي أن جيلنا الحالي هو أسوأ جيل مر على الكويت على الإطلاق، وأنه نفس الجيل الذي سيقود الكويت إلى الهاوية، فهو لا يبالي ولا يهتم طالما استفاد آنيا من ثروات البلد وخيراته.
خارج نطاق التغطية:
حسب الأخبار المتواترة فإن بعض الكتل النيابية قد قررت توجيه استجواب إلى رئيس الوزراء على خلفية تضخم بعض الحسابات النيابية، بمعنى آخر بأن المجلس سيستجوب الحكومة على فساد اختيارنا؟!
وأن الأسماء التي تتردد لتقديم الاستجواب هما النائبان الدقباسي والصواغ؛ مع العلم أن هذين النائبين دخلا المجلس بانتخابات فرعية مجرَّمة قانوناً!!
عيادة في حولي
رغم ان كل المؤشرات تظهر ان الحالة الاقتصادية في تردٍ كبير في مصر الحبيبة، والمصانع والمزارع والفنادق الكبرى تغلق أبوابها تباعا إلا أن هناك أسواقا رائجة جدا هذه الأيام لوسائل الإعلام حيث تم افتتاح عشرات الفضائيات والصحف اليومية الجديدة وظهر أكثر من مردوخ مصري لا يعلم أحد مصادر ثروته أو سبب استثماره أمواله في الإعلام، «المحروسة» يزداد بها الجدل هذه الأيام ويقل بها العمل مع الإضرابات والاعتصامات المتتالية ولم يبق من رجال أعمالها الجادين والمطورين من لم يزج به في السجن أو… في طريقه إليه!
* * *
الإعلامي الصديق عماد الدين أديب وهو أحد الذين روّجوا بقوة لتغيير النظام في مصر عبر صحفه ولقاءاته الإعلامية وأفلامه السينمائية التي أنتجها، رغم ان مبارك خصّه بلقاء إعلامي مطوّل عام 2005، نشرت صحيفة «المستقبل» المصرية انه ترك مصر نهائيا واستقر في باريس منذ 3 شهور وان العاملين في صحفه لم يتقاضوا رواتبهم منذ مدة طويلة.. نرجو من القلب ألا ينطبق على الزميل أبومحمد مقولة: «خربتها وجلست على تلتها»!
* * *
جريدة، لا مجلة، روزاليوسف التي تغيرت ادارتها واتهم رئيسها السابق عبدالله كمال من قبل جريدة «العربي» الناصرية بالعمالة للموساد (!) ـ وهي تهمة كاذبة توزع كـ «الرز» في مصر هذه الأيام ـ أعلنت في عدد (23) سبتمبر عن قرب صدور المذكرات الخطيرة لـ «سعاد حسني» التي تسببت في مقتلها ومن ضمنها كما أتى في الجريدة ان صفوت الشريف صور 18 فيلما إباحيا لها في عيادة الدكتور (ع.ط) زوج الفنانة مريم فخرالدين وان القذافي عرض 100 مليون دولار لشراء تلك الأشرطة عام 2000 وأرسل ابنه سيف الإسلام (خوش إسلام) لمعاينة تلك الأشرطة الفاضحة وان صفوت هو من أرسل البلطجية لتخريب حفل حبيبها عبدالحليم حافظ في أغنية «قارئة الفنجان»، الاشكال ان للدكتور (ع.ط) عيادة شهيرة في منطقة حولي ظلت تعمل لسنوات طويلة.
* * *
ومن سيف الإسلام الى مرشح الرئاسة المصرية الإسلامي حازم ابن الشيخ المرحوم صلاح أبواسماعيل ولقاء نشرته صحيفة «التحرير» وصاحبها ابراهيم عيسى قال فيه ان مصر في عهده لن «تركع» لدول الخليج لأخذ الأموال منها (خوش بداية)، وأضاف «على رقبتي» ان يكون هناك انفلات أمني إن وصلت للرئاسة (مشروع هتلر أو صدام جديد) وقدم برنامجا مدغدغا هزليا لإصلاح أحوال مصر المنكوبة.. بأمثاله، «على رقبتي» قالها قبله المشير عامر وضيّع بعدها سيناء، والأرجح ان حازم ناوي يضيّع… مصر بأكملها!
* * *
كتب د.صفوت حاتم مقالا أسماه «صبيان أمن الدولة في الإعلام المصري» عدد فيه من أسماهم بصبيان جهاز الأمن المصري إبان عهد صفوت الشريف ولجنة السياسات ممن سمح لهم بادعاء البطولات وتلبس أثواب المعارضة الكاذبة كي يتم التغرير بالآخرين ومن هؤلاء الصبيان ـ وحسب قوله ـ الإعلامي ابراهيم عيسى الذي وصفه وصفا دقيقا لا يحتاج معه إلى إفصاح.
* * *
آخر محطة:
هناك طلب رد قضاة محكمة مبارك بحجة ان بعضهم قد انتدب سابقا للعمل في ديوان الرئاسة مما قد يعيد القضية لخانة الصفر، وهناك من يعلم باحتمال إصدار أحكام براءة خاصة بعد شهادة المشير طنطاوي لذا يدفع بتطبيق أو إعادة العمل بقانون الغدر الذي صاغه في ديسمبر 1952 ثلاثي «ترزية» القوانين: د.عبدالرزاق السنهوري وسليمان حافظ وفتحي رضوان وكانوا أوائل ضحاياه وهو أسوأ ـ للعلم ـ من قانون الطوارئ المُتباكى منه.
البهائية المضطهدة
نشأ معتقد البابية في شيراز، ايران عام 1844، على يد علي الشيرازي، الذي أعلن أنه جاء من باب المهدي المنتظر. كسبت دعواه زخما بعد ان آمن بها حسين النوري، الذي سمى نفسه بعدها بـ «بهاء الله»، وهو مؤسس المعتقد البهائي، ومن هنا جاء الارتباط التاريخي بين البابية والبهائية. ولكن مع انتشارهما قامت السلطات الايرانية بمحاربتهما، وأعدمت الشيرازي عام 1850، ولكن رفاته نقل سراً بعدها الى مدينة عكا في فلسطين (اسرائيل)، وأصبح قبره مزاراً وقبلة للبهائية والبابية. أما بهاء الله فقد نفته ايران الى العراق، ومنه الى اسطنبول العثمانية وبعدها الى فلسطين، حيث توفي عام 1892. ويدعي معارضو الديانتين ان لروسيا القيصرية يداً في تأسيسهما.
يؤمن اتباع الديانتين بالوحدانية وبوحدة أرواح جميع البشر، وتعدادهم يقارب الـ 6 ملايين، وينتشرون في كل أنحاء العالم. وبالرغم من صغر عددهم في ايران، الذي لا يزيد على 350 الفا، بين 80 مليون مسلم، فإن السلطات هناك، ومنذ قفز الملالي إلى الحكم قبل 30 عاما، لم يتركوهم لحالهم، بل قاموا بممارسة ابشع صنوف التفرقة ضدهم ومنع ابنائهم من الالتحاق بالمدارس الحكومية، ما لم ينكروا ديانتهم ويعودوا إلى الاسلام. وهكذا دفعوا أعداداً كبيرة منهم إلى الهجرة، بعد أن سُج.ن الكثير منهم وعُذّ.ب، واغلقت مدارسهم، فهم، وبعد 166 عاما من الاعتقاد الصلب بديانتهم، لن يتركوها من أجل هذا الغرض أو تلك الغاية! ومن أجل مساعدة هذه الأقلية في مواجهة ما يشنه الملالي عليهم من حرب قام التجمع الدولي للبهائية في الشهر الماضي بارسال رسالة إلى وزير العلوم والبحث والتكنولوجيا الايراني طالبوه فيها برفع الظلم عن ابناء هذه الطائفة المسالمة، وغيرها من الأقليات، والسماح لهم بتلقي التعليم المناسب، ولو في مدارسهم الخاصة، وعدم اجبارهم وتجويعهم لتغيير ديانتهم. كما طالبوا الوزير بالسعي لوقف كل أعمال القمع والاضطهاد التي تمارس ضد مثقفي الطائفة ومتعلميها، والتوقف عن مصادرة وسائل التعليم من بيوتهم، من أجهزة كمبيوتر وطابعات وقرطاسية. وليس من المتوقع أن تغير الحكومة الاسلامية موقفها من البهائيين، وهي لن تتردد في القضاء عليهم قتلا وتشريدا، لو كان بامكانها القيام بذلك من دون أن تخلق لنفسها مشكلة كبرى.
يعيش غالبية البهائيين في آسيا، والهند بالذات، حيث يسكنها 2.2 مليون. كما تتوزع أعداد كبيرة منهم في اميركا و200 دولة اخرى، ومنها الكويت، التي يعيش فيها البعض منهم منذ عقود عدة ولم يعرف عنهم الا كل جميل. ويتميز البهائيون بميلهم للسلم، وحبهم لتلقي العلم والرغبة في العمل الجاد.
أحمد الصراف
ونجت يد السارق
لدينا من الأمية (عدم القدرة على القراءة والكتابة) ما يملأ الكفوف والجيوب. خيرٌ وفير. دع عنك الأمية السياسية والأمية البرلمانية والأمية الثقافية ووو…
ويقول أحد الأصدقاء: “في الانتخابات، لن تتردد والدتي، النقية البسيطة، في التصويت لكل ذي لحية يطالب بتقوى الله، حتى وإن كان من آكلي طعام اليتيم، فهي لا تعرف ما يدور في البرلمان ولا لجانه ولا الميزانيات ولا غير ذلك”.
قلت له: “كم من أم وأب وجدة وجد تسببوا في تدهور البلد دون قصد، رغم أنهم يرتدون ثياب الصدق ويتكئون على حب الخير لهذا البلد، لكنها البساطة المعجونة بالجهل أو النقاء المخلوط بالسذاجة أو كلاهما… بساطة بجهل ونقاء بسذاجة”.
ويقهقه صديق آخر وهو يحدثني عن والده المتحمس لأحد مرشحي المجلس البلدي، عندما استدعاه إلى بيته وأخذ عليه تعهداً: “سنمنحك أصواتنا، أنا وكل من لي كلمة عليهم، لكن قبل ذلك عليك أن تقسم أمامي أن تطبق الشريعة؛ فتقطع يد السارق وتلطم الكاذب على خشمه” وبالطبع أقسم المرشح على ذلك، لكنه للأسف سقط في الانتخابات فنجت أيادي اللصوص وخشوم الكذابين.
والله يرحم كاتبنا العظيم محمود السعدني، الذي قال ذات ندوة إن خالته كانت تلتبس عليها الأسماء والمصطلحات، فتسمّي أعضاء الاتحاد الاشتراكي “المشركين” وتلعنهم ليل نهار، وتدعو أن “يجيلهم البلا في ركبهم وأن تقف اللقمة في زورهم، قادر يا جبار، ومطرح ما يسري يهري يا مشركين يا كفرة يا ولاد الحرام”.
وخالة السعدني لها الحق في التصويت في الانتخابات واختيار من يرسم سياسات البلد، ووالد صديقي ومن في مستواه الثقافي كذلك، ووالدة صديقي الآخر وكل من يشبهنها بالفاصلة والنقطة لهن الحق أيضاً، والشايب الذي استدعاني ذات عتب وأنّبني: “يا ولدي أنت ابن أسرة طيبة، وابن رجل له سيرة محمودة، فما الذي جعلك تتحول إلى ريبراني، أي ليبرالي؟” ومن يلومه، هو يعتقد أن الليبراليين كفرة، بل يسميهم “جهود” أي يهوداً، على اعتبار أن صالح الملا يحتل الأقصى وأسيل العوضي تحاصر غزة. هذا الشايب النقي أيضاً له الحق في التصويت في الانتخابات.
والحكومات الفاسدة تروج لمثل هذه الأفكار والثقافات (إذا جازت تسميتها بالثقافات)، لأنها تعلم أن مصيبتها و”بلاها وجلاها” سببها الليبراليون، في الغالب الأعم.
ولو كان القرار في يدي، لمنعت كبار السن الأميين من التصويت في الانتخابات، بل وأكثر من ذلك، كنت منعت أيضاً محدودي التعليم ممن لا يحملون الشهادة المتوسطة (الإعدادية)، وقبل هؤلاء وأولئك، سأمنع كل من ثبتت عليه جريمة مخلة بالشرف، أقصد جرائم خيانة الأمانة أو السرقة أو شهادة الزور أو عقوق الوالدين والتعدي عليهما وما شابه… من التصويت، ولا أقصد من تم القبض عليه مع فتاة، سواء كانت حبيبته أو حتى حبيبة الشعب العربي كله، أو من تم القبض عليها مع حبيبها أو صديقها في أوضاع حرجة، أو في منعطف حرج على رأي جامعة الدول العربية الخائبة، فهذه من قضايا المجون ولا علاقة لها بالشرف، كما يظن العربان.
والخلاصة، تحتاج الصناديق الانتخابية في الوطن العربي إلى حمايتها من التزوير، ومن اللصوص والفاجرين والمرتشين، ومن الجهل والبساطة أيضاً.
بشار بحاجة إلى… رفيق!
أجواء سورية 2011 تشبه في بعض الأوجه أجواء لبنان 1975، حيث ابتدأت آنذاك اضطرابات أهلية في صيدا انتهت بحرب أهلية استمرت 15 عاما لم تبق حجرا على حجر ولولاها لكان لبنان احدى أغنى دول العالم قاطبة كحال سويسرا وسنغافورة ولوكسمبورغ وغيرها من مراكز خدمات مالية وسياحية لا تحتاج الى دخول نفط ناضبة.
***
ونقاط التشابه بين أمس واليوم في البلدين كثيرة ومتعددة، فهناك كراهية الناس للجيش الذي تطغى عليه صفة طائفية، وهناك تخندق الأقليات خلف المؤسسة العسكرية مما خلق ظاهرة القيادات المنشقة عن الجيش وتشكيل جيوش بديلة، إضافة الى شعور متجذر لدى قاعدة شعبية عريضة بالاضطهاد والظلم وعدم رغبة الطبقة أو الفئة المسيطرة على الحكم في تقديم أي تنازلات مما أحوج لبنان الأمس لحرب أهلية مدمرة لتقديم تنازلات كان بإمكانها ان تحل الإشكال منذ البداية في نصف ساعة!
***
وقد انقسم المجتمع الدولي والعربي بالأمس كالحال اليوم الى مجموعتين إحداهما تؤيد وتدعم هذا الطرف بالمواقف السياسية والمال والسلاح والأخرى تدعم الطرف الآخر، ولم يوقف حرب لبنان إلا البطل الشهيد رفيق الحريري الذي واصل الليل بالنهار لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة بعد أن أثبت أنه على مسافة واحدة من الجميع وقد دفع من ماله بدءا ودمه لاحقا، ثمن ما فعله، ومازال البعض في هذا السياق يكيل الثناء للوردات الحرب ممن دمروا لبنان ويخص بالشتم الشهيد رفيق الحريري الذي عمّر ما دمّروه ولم تكن له ميليشيا إلا 35 ألف طالب من مختلف الطوائف أرسلهم للخارج للدراسة والتأهل لوقت السلم والبناء.
***
إن خوفنا على سورية الحبيبة، قلب العروبة النابض الذي ينزف دما، من أن تكون على حافة حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، ولن يوقف الانزلاق لمثل تلك الحرب المدمرة بعد ان توقف الحوار بين الحاكم والمحكوم إلا وسيط مخلص كرفيق الحريري يحظى بثقة الفرقاء ويكون مستعدا للتضحية بماله وجهده ودمه لإصلاح ذات البين، وكم يفتقد البدر الحريري في الليالي المظلمة التي تعيشها سورية هذه الأيام، الرئيس بشار.. كم تحتاج الى جهد «أبوبهاء» في المحنة الحالية!
***
آخر محطة: في جميع أنحاء العالم، ومنها دولنا الخليجية، ما ان تحدث اضطرابات أهلية حتى تستخدم القنابل المسيّلة للدموع لتفريق المتظاهرين، السؤال: لماذا لا تستخدم قوات الجيش والأمن السوري مثل تلك القنابل بدلا من المدفعية الثقيلة والطائرات والرصاص الحيّ؟! فشتّان بين إسالة الدموع و.. إسالة الدماء!
من تريد رئيساً للوزراء؟
ببساطة وعفوية، صرح النائب عبدالرحمن العنجري لجريدة “الكويتية” بأنه يرغب في أن يكون رئيساً لمجلس الوزراء… وهذا حق مشروع لكل مواطن ومواطنة. دستورياً لم يقل العنجري غير حقيقة مشروعة، فلا دستور الدولة ولا أي قانون آخر يفرض أن يكون رئيس الوزراء من العائلة المالكة، لكن العرف السياسي “فَرض” منذ بدء العمل بالدستور أن يكون رئيس الوزراء هو ذاته ولي العهد والحاكم القادم، حتى تم الفصل بين ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء بعد أن ساءت الحالة الصحية للشيخ سعد. تلك حكاية عُرف انتهى، لتستقر مكانه قاعدة عرفية جديدة، والتي تفصل بين منصب ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء، وتلك أقرب إلى الممارسة الدستورية، فالجمع بين المنصبين يضفي حصانة أدبية أو “أخلاقية” على منصب “رئيس مجلس الوزراء” ليس لها أي أساس من الدستور، وتتباعد تماماً عن الحكم الديمقراطي. وإذا كان الدستور قد أجاز مساءلة رئيس مجلس الوزراء واستجوابه وبالتالي طرح “عدم التعاون مع الحكومة” فإن ظلال هيبة المشيخة استمر سلطانها ممتداً إلى منصب “رئاسة مجلس الوزراء” ولو تغيرت أسماء الأشخاص الشيوخ في هذا المنصب، أو تنازع أصحاب تلك الأسماء على هذا المنصب كي يسوى لبعضهم الطريق للحكم فيما بعد.
استمرار السلطان النفسي بحكر منصب رئاسة مجلس الوزراء في ذرية مبارك جعل كثيراً من الأفراد والنخب وقاعدة عريضة من الناس يتصورون أن مجرد طرح فكرة “شعبية ” رئاسة الوزراء هي من المحرمات، وسمعت مرات عديدة مثل ذلك الجدل الفارغ حين يسقط صاحبه مثل هذا السؤال الاتهامي للآخر: “من تريد أن يكون رئيسا للوزراء؟ أحمد السعدون أو مسلم البراك… أو… أو…”. في اتهام يضج بنبرة التهكم واستصغار الآخر الذي يجادل والنائب أو الشخص المعارض لسياسة سمو رئيس مجلس الوزراء!
لا يوجد هنا استبداد في الحكم، ولكن في رأيي، نرى ما هو أسوأ منه، حين تتأصل قداسة المنصب في نفوس أفراد أو نخب يفترض أنها تقرأ، وتعي الواقع المتغير، ثم تراهم يحاضرونك عن الديمقراطية والحريات، وهناك نقدهم الأبدي في الدواوين والمجالس الخاصة (وتشرههم) على سياسة الحكومة، وإدارة الدولة. هؤلاء يختزلون الدولة في الفرد، ويتناسون تماماً مبدأ حكم القانون والمؤسسات، وأن الدولة لا يرتبط بقاؤها وديمومتها بأشخاص معينين، وإنما بإرادة أهلها وتوافقهم. جزء كبير من مصيبتنا في هؤلاء من مثقفي النفط، وكارثتنا في هؤلاء المتعالين أشباه الحداثيين، حين ينتقدون الروح القبلية وهم أسوأ العنصريين القبليين، ويمارسون قبليتهم وعنصريتهم متصورين أنهم وحدهم أهل الديرة والبقية دخلاء عليها، بينما هم الدخلاء على روح المواطنة ومبدأ المساواة.. كم أتمنى صمتهم.
الـ 4422 معلماً
«…لا نستطيع تقدير قيمة ما يصرف على التعليم، إلا إذا علمنا بالتكلفة الحقيقية للجهل»! والتعليم، برأي صديقي أبو فيصل، ليس القدرة على القراءة والكتابة، بل على استيعاب الثقافة، وهذا ما فشلت فيه كل مؤسسات الدولة التعليمية. فالتعليم النظامي، الذي بدأ بالمدرسة المباركية، وما يحاوله البعض من تحويل الاهتمام بها والاحتفال بمرور قرن على «التعليم النظامي»، بدأ نهضته الحقيقية على يد عبدالعزيز حسين، وبدأ انهياره مع تسلم خالد المسعود لوزارة التعليم، وفتحه لابواب معهد المعلمين لكل من لم تستوعبه اي جهة تعليمية أخرى، وهو الانهيار الذي استمر ليومنا هذا، وشارك فيه كل وزراء التربية تقريبا، مرورا بذلك الذي سكت عن صدور قانون منع الاختلاط، وشاركنا جميعا في جريمة إيصال التعليم الى مستواه الحالي المخيف، ومخرجاته، التي قلبت حياتنا رأسا على عقب، والتي تسببت في كل مشاكلنا المالية والاجتماعية والاخلاقية والسياسية، وقبلها الإدارية، التي لا يمكن تغييرها بغير النهوض بعملية التعليم، واجتثاث الماضي من جذوره، هذا إن «قبلوا» بذلك!
في مقال سلطت القبس الضوء عليه، ذكر الزميل حامد الحمود، أنه اطلع على دراسة بينت أن هناك 4422 مدرساً كويتياً يعملون في مدارس الحكومة، منهم 30 يدرسون العربية، ومثل ذلك تقريبا للرياضيات، 11 للكيمياء، أما الفيزياء فيدرسها 2 من اصل 4422. ولم يذكر أين ذهب الباقون، والأرجح أنهم يقومون بتدريس التاريخ والجغرافيا، والألعاب الرياضية، لسهولتها وليس لأهميتها للعقل والبدن، و….الدروس الدينية! ويستطرد الزميل قائلا انه لا يعتقد أن رئيس الوزراء أو وزير التربية، ولا مجلس التخطيط، ولا نواب كالسعدون أو البراك أو دميثير ومخلد العازمي أو جمعية الإصلاح أو التحالف الديموقراطي قد انتبهوا أو اهتموا أو أثارتهم هذه الاحصائية الرسمية، ولن يدعو أي طرف الى عقد ندوة لمناقشة خطورة ما ورد فيها، فمجلس التعليم الأعلى برأيه غير معني بالأمر ولا أعضاء المجلس الأعلى للجامعة، والأمل ضعيف في أن أيا من العاملين في التربية سيناقش محتوياتها مع الوكيلة، فطالما أن أرقامها لا تؤرق قيادات التربية، فلماذا يهتم بها اي طرف أصلا؟ ونحن نطمئن صديقنا حامد ونقول ان جميع هذه الجهات ستهتم بالعملية التربوية فور إقرار كادر رواتب المعلمين، وانهاء بقية اضرابات موظفي الدولة، وتسوية قضايا رشى النواب، والأهم من ذلك الانتهاء من جامعة الشدادية، التي سيعقد في قاعة محاضراتها الرئيسية مؤتمر عام لمناقشة القضية التعليمية، وبحضور أعضاء اللجنة التعليمية من النواب ومعهم النائب، ورجل الدين السابق، «كبت امه»!
أحمد الصراف
الحرية عندهم
عندما يريد مثقف كويتي ان يتفلسف على قرّائه او مستمعيه يبدأ بالحديث عن الغرب، ويمدح الحرية عندهم والديموقراطية، ويتحسر على واقعه الذي يعيش فيه!
ولا شك ان الديموقراطية والحرية مما تميزت بهما مجتمعات اوروبا وأميركا، لكن الواقع اليوم عكس ما كنا ـــ وما زلنا ـــ نتصوره عن هذه المجتمعات، وسأضرب مثالين او ثلاثة للتأكيد على ان الحرية التي يتشدق بها مثقفونا حرية غير منضبطة، وغير متزنة، ولا تنطلق من أسس ومفاهيم راسخة، بل هي تجاوزت حدود الحرية أحيانا الى الاباحية، وأحيانا أخرى قصرت دون حدودها حتى أصبحت قيداً وكبتاً.. وأقرب مثال على ذلك تقييد حرية اللباس! فقد أصدرت بعض الدول الاوروبية قرارات وقوانين تعاقب من يلبس لباساً بعينه! ولم تأبه لاحتجاج منظمات حقوقية عالمية، ولم تلتفت إلى اعتراض المعارضين، بل اجمع البرلمان والحكومة وبعض احزاب المعارضة على ان هذا اللباس (النقاب للنساء المسلمات) يرمز إلى التطرف! بينما لو يتعرى الانسان لاعتُبر هذا من الحرية التي يجب ألا تمس!
مثال آخر على حرية التعبير التي هي مثال صارخ على هدم أركان الحرية الحقيقية، فقد أصدرت بعض برلمانات هذه الدول ان كل من ينكر ان هتلر حرق اليهود في الحرب العالمية الثانية يعاقب بالسجن! يعني لازم تؤمن وتصدق ما يؤمن به اليهود ويشيعونه ويصدقونه! فأي حرية تعبير هذه التي يتشدقون بها؟! والمشكلة اذا عاقبنا في دولنا كاتباً مسلماً خالف العقيدة الثابتة في الدين او تعدى على الذات الالهية والانبياء، ثارت ثائرتهم ودعوا ويلاً وثبوراً علينا بسبب الحجر على الفكر وتقييد حرية التعبير! بينما هم يكافئون بشكل متناقض جداً رسام الكاريكاتير والمؤلفة الايرانية التي خرجت من الملة والكاتب الايراني صاحب «آيات شيطانية»! هذا دليل على ان منطلق الحريات والديموقراطية عندهم ليس مبدئيا بل عنصري بغيض!
آخر هذه الشطحات هو موقف اميركا من الاعتراف بدولة فلسطين! فمع ان هذه الخطوة جاءت كنتيجة طبيعية لاتفاقية السلام الفلسطينية ـــ الاسرائيلية التي وقعها عرفات مع اليهود برعاية اميركا، الا ان اميركا اليوم تعترض فقط لأن دولة بني صهيون غير مستعدة لهذا الاعتراف الذي سيحد من طموحاتها التوسعية! والأغرب موقف حلفاء اميركا الغربيين الذين يدركون جيداً ان هذا الاعتراف حق فلسطيني ويساهم في احلال السلام المنشود عندهم! لكنهم لا يملكون الجرأة في مخالفة مصالح الصهاينة!
وما زال بعضنا ينظر الى هذا العالم الغربي بمنظار القدوة والقبلة في الاقتداء والاتباع!
المشكلة ان واقعنا العربي السيئ هو الذي جعل بعضنا يتجه هناك، وينخدع بهم، لكن رياح الربيع العربي التي بدأت تهب على العالم الإسلامي اليوم ستجعلنا في وضع افضل كثيرا مما نحن عليه الآن، تكفي مشاهدة حسني مبارك ونجليه ـــ اللهم لا شماتة ـــ في قفص المحكمة!
صحيح عيوبنا كثيرة.. وواقعنا مرير.. وأنظمتنا أكثرها فاسد.. لكن غيرنا يجب الا يكون هو النموذج الذي نبحث عنه، فلدينا مقومات النجاح في ديننا وتراثنا وتاريخنا، والتي كانت سببا في نجاح اجدادنا وسيطرتهم على العالم في ذلك الوقت، ولكن عندما تخلينا عن هذه المقومات تخلى عنا النجاح بارادة الله، وانطبق علينا قانون الكون «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم.