سامي النصف

مصر في خطر!

  لا أخفي إيماني بالتطور الطبيعي للأمم (Evolution) لا بنهج الثورات (Revolution) ولا اعتقد شخصيا أن مصر الحبيبة قد استفادت قط رغم كل ما يقال من ثوراتها، فثورة عرابي عام 1882 نتج عنها احتلال مصر، وثورة الوفد عام 1919 لم تحقق الاستقلال أو أي شيء يذكر عدا تسببها في قسمة الشعب المصري إلى سعديين وعدليين، كما نتج عن ثورة 1952 القمع والتخلف وتغييب القانون وسلسلة الهزائم العسكرية وفقدان السودان، ثورة السادات في مايو 1971 نتج عنها ما سمي بانفتاح السداح المداح واغتيال قائدها ووصول نائبه حسني مبارك للحكم الذي انتهى بالثورة عليه واعتقاله.

* * *

ولا مبرر شخصيا لي على الإطلاق بالوقوف مع نظام حسني مبارك، فمصلحة مصر والشعب المصري أولى وأجدى بالنظر إليها والحفاظ عليها خاصة بعد تكشف الحقائق وما نشرته جريدة «الفجر» بتاريخ 25/7/2011 عن صورة لشيك دفعه حاكم خليجي رحمه الله بتاريخ 25/8/1990 بمبلغ 120 مليون دولار لصالح الرئيس حسني مبارك كدفعة أولى لمشاركته في حرب تحرير الكويت، أي ان وقوفه كان للمال لا للمبدأ بينما وقف الشعب المصري الأصيل والطيب مع مظلمتنا واحتضن شعبنا دون مقابل.

* * *

أحداث ماسبيرو قبل أيام لن تكون الأخيرة ما دام هناك من يروج لتكرار تجربة تدمير العراق التي تسببت فيها دعوات عزل الملايين بحجة اجتثاث حزب البعث بدلا من الاكتفاء بمحاسبة ومعاقبة القلة المجرمة داخل الحزب وخارجه، وقد رفع الآلاف في الصعيد بالأمس شعار «احذروا الصعيد إذا غضب» مهددين بالانفصال عن مصر إذا تم عزل قبائلها وعوائلها والملايين من أبنائها بحجة انتمائهم للحزب الوطني، ودعوة العزل تتبناها بعض الأحزاب الإسلامية تحديدا كي تحصد مقاعد الحزب الوطني الذي يتوقع ان يفوز بـ 30 ـ 35% من المقاعد في الانتخابات القادمة.

* * *

ومعروف ان ثورات دول أوروبا الشرقية أواخر الثمانينيات (11 دولة) لم ينتج عنها عزل أحد بل قامت على التسامح ومبدأ «عفا الله عما سلف» ورفع شعار «كلنا كنا شيوعيين في الماضي وكلنا أصبحنا إصلاحيين وديموقراطيين في الحاضر» وهو ما ساعد على سرعة استتباب الأمن ونجاح التجارب سياسيا واقتصاديا وتكالب المستثمرين والسائحين عليهم، فهل من عظة للاخوة في مصر وليبيا وحتى.. العراق؟!

* * *

آخر محطة: تظهر الاستطلاعات وآخرها استطلاع جريدة الأهرام تصدر كل من عمرو موسى وأحمد شفيق الذي لم يعلن ترشحه حتى الآن قائمة مرشحي الرئاسة المصرية بنسب تجاوزت في مجموعها 40% والاثنان من أعمدة النظام السابق، بينما لا تزيد فرص المرشحين الإسلاميين للرئاسة أمثال العوا وأبو الفتوح والهزلي أبو إسماعيل وحتى الليبرالي المعارض أيمن نور والبرادعي عن 1 ـ 2%، الأوضاع الاقتصادية السيئة وانعدام الأمن والفوضى السياسية وظهور توجهات انفصالية لدى الصعيد والنوبة وبدو سيناء وقاطني الصحراء الغربية بدأت تجعل الناس تبحث عن نظام قوي حتى ضمن «فلول» النظام السابق، وحفظ الله مصر وشعبها الأبي من كل مكروه.

مبارك الدويلة

منتدى وحدة الخليج والجزيرة

حضرت في اليومين الماضيين مؤتمراً لتأسيس منتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية في مملكة البحرين الشقيقة، شاركت فيه نخبة من المفكرين والسياسيين والإعلاميين والادباء من أبناء دول مجلس التعاون. وكان محور الحديث عن أهمية الوحدة الكونفدرالية لدول مجلس التعاون في ظل المتغيرات في المنطقة، وأدهشني شبه الاجماع في الرؤية على أهمية هذه الوحدة وضرورتها، والتي ربطوها بخطوة مهمة لا بد من اقترانها بها، وهي اجراء اصلاحات سياسية في دول مجلس التعاون الخليجي تتيح للمواطن الحرية المنضبطة والممارسة الديموقراطية السليمة.
واستوقفني طرح غريب وحقيقي في الوقت نفسه، ففي الوقت الذي اثنى الجميع على التجربة الديموقراطية الكويتية فإن البعض انتقد هذا الثناء وطالب بالاتعاظ من هذه التجربة، وعدم الخوض فيها، لأنها اوقفت التنمية وشرذمت المجتمع! وهذا حق أريد به باطل، لان العيب ليس في الديموقراطية الكويتية ولا في الدستور الكويتي ولا في النظام البرلماني ـــ وان شابه بعض القصور ـــ لكن العيب في الممارسة من قبل الحكومة والنواب، كل وفق اختصاصه، مما ادى إلى هذا القصور وهذا التشويه.
ان اعداء الحرية والديموقراطية ارادوا استغلال ما تشهده الساحة الكويتية من صراع محتدم بين اطراف هذا الصراع ليستخدموه بعبعاً يخوفون به شعوبهم من هذه الممارسة، وتناسوا ان خداع الشعوب في هذا الزمان قد ولى الى غير رجعة، وتشويه وسائل الاعلام الرسمية للحقائق وقلبها ونقلها بصورة مخالفة للواقع لم يعد لها تأثير في زمان الـ «فيسبوك» والـ «تويتر». الأمر الآخر الذي استوقفني في هذا المؤتمر هو معلومة كانت غائبة عن ذهني، وهي وجود عدد كبير من سجناء الرأي في دول الخليج ومن دون محاكمة! وكنت اعتقد ان العلاقة بين الحاكم والمحكوم تغلفها المحبة والاحترام المتبادل في هذه الدول. وهنا اقول ان على اغلب حكامنا الافاضل ان يستمعوا الى نصائح المحبين لهم من شعوبهم لا الى المستفيدين منهم من حاشيتهم، ان التصالح مع الشعوب هو صمام الامان لبقائهم، فاليوم شعوب الخليج تطالب باصلاح النظام فقط، لكنها غداً ـــ إن طال الانتظار ـــ ستطالب بتغيير النظام متأثرة برياح التغيير التي تجتاح العالم ولا تبقي ولا تذر.
لم يعد النظام البوليسي صمام امان للحكام، ولم تعد القبضة الحديدية كافية لحفظ النظام، الشعب والتصالح مع الشعب واحترام ارادة الشعب وإنسانيته هي الضامن الوحيد.
ختاما.. نهنئ شعوب الخليج تأسيس المنتدى الذي سيكون انطلاقة للوحدة الخليجية التي انتظرناها منذ عقود وهي بلا شك تفيد الانظمة الحاكمة مثل ما تفيد شعوبها، حفظ الله خليجنا وشعوبه من كل مكروه.

احمد الصراف

أأنا العاشق الوحيد؟ (3/1)

تبين لي، بعد أن كتبت مقالات عدة عن لبنان، أن حجم المهتمين بأوضاع هذا البلد الجميل، والمغرمين به وبتاريخه وتعقيداته الاثنية والطائفية، ليس بالقليل. كما ذكرتني طلباتهم باستمرار الكتابة في الموضوع ومحاولة الاجابة عن بعض ما طرحت من أسئلة من خلال تلك المقالات، ذكرتني بقصيدة «الهوى والشباب» التي يغنيها عبدالوهاب للأخطل الصغير، والتي يقول فيها: أأنا العاشق الوحيد لتلقي تبعات الهوى على كتفي؟ فمهمة الاجابة عن تلك الأسئلة، خاصة ما تعلق منها بالجانب الطائفي، في كل جنون التطرف الذي تعيشه مجتمعاتنا، نتيجة قرون من الجهل والتجهيل، ليس بالأمر السهل.
من الواضح أن عشاق لبنان ومحبيه، والهائمين به وبغرائب أحواله كثر، كما أن من يعرفوا أحواله بشكل جيد، من لبنانيين وغيرهم، ليسوا بالقلة، فهذا البلد، الذي بالكاد تزيد مساحته على عشرة آلاف كلم2، والذي بالكاد يبلغ عدد سكانه 5 ملايين، يعيش في المهجر ثلاثة أضعافهم، لا يزال يشكل لغزا للكثيرين ومصدر الهام لغيرهم وفضولا للبقية، ففسيفساء سكانه وخلفياتهم الاثنية والطائفية والدينية كانت وستبقى مثيرة، حتى مقارنة بدولة بحجم الولايات المتحدة مثلا.
كما ذكرنا، فان لبنان يتميز بتعدد طوائف وديانات أفراد الأسرة أو العائلة نفسها، ولا نقصد هنا تلك التي تشترك بالتسمية أو المهنة نفسها، كعائلة النجار أو الخوري أو اللحام أو الشيخ أو الحاج، بل تلك التي تشترك برابطة دم واضحة وتتحدر من الجد نفسه، مثل معلوف وفواز ورحال والخازن وشهاب وغيرهم، فهذه العائلات، على سبيل المثال فقط، تتعدد مذاهب وديانات أبناء العمومة فيها نتيجة عوامل قلما توجد في دولة اخرى، وهذا ما سنحاول تغطيته في مقال الغد.

أحمد الصراف

سامي النصف

الدستور لو… حكى!

  لقال إنه حمال أوجه وانه لا ينطق بذاته بل ينطق به الرجال ممن قتلوه ودمروه بحجة حبه و.. الحفاظ عليه.

ولرفض بأعلى صوت أن نختلف حوله.. ونتخلف بسببه..!

ولخجل من أن يصبح بعض نوابه أجراء للغير تمتلئ جيوبهم بالثروات الحرام المتحصلة من أسواق النخاسة السياسية القائمة تحت الشمس وفي رابعة النهار.. وعلى عينك يا تاجر..

وللعن من ادعوا التدثر بدفئه وجعلوا ولاءهم للغير على حساب مصلحة بلدهم وشعبه.

وللعن معهم من أحالوا الاستجواب من أداة إصلاح خيّرة الى أداة استرزاق وتخريب.

ولتبرأ ممن يستجوبون حكومات لم يمر على تعيينها إلا ساعات قليلة ومن جعلوا الاستجواب يقوم على «الشخصية» لا على «القضية».

ولاستبرأ ممن كلما خسروا تصويتا تحت قبة البرلمان ضربوا بالأصول الديموقراطية عرض الحائط وخرجوا للشارع مهددين متوعدين بالفوضى العارمة وقيام ربيع كويتي.. مدمر آخر (بعد ربيع عام 90).

ولو نطق آباء الدستور لقالوا للأبناء ان ما يرونه ويسمعونه ويشتكون منه هو دستور مسخ «جديد» لا يعرفونه يقوم على التدمير والفجور في الخصومة وإشاعة ثقافة التناحر والاختلاف، ولا علاقة له على الاطلاق بدستورهم الحقيقي القائم على التعمير وشرف الخصومة والعض على الوحدة الوطنية بالأسنان والنواجذ.

ولتسأل الدستور عن كيفية تحويله من التجربة القدوة في الخليج والوطن العربي التي أعطت الكويت بالأمس الريادة والقيادة في كل مجالات الحياة من ثقافة وعلم وأدب وسياسة ورياضة وإعلام وصحة وتعليم.. إلخ، إلى القدوة السيئة القائمة التي تسببت في تخلفنا في كل المجالات وجعلتنا اضحوكة الأمم.

ولأنكر القوانين التي اصدرها البرلمان والتي دمرت الكويت كقوانين استخدام الأراضي العامة التي اوقفت جميع عمليات التنمية في البلاد وقانون خصخصة «الكويتية» الذي دمر«الكويتية».

وأنكر معها قوانين الاستباحة المالية وإفلاس الكويت وتشريعات التمييز العنصري والديني كحرمان المرأة من حقوقها السياسية لسنوات طوال وحصر التجنيس في المسلمين.

أخيرا لو نطق الدستور لطلب أن يدفن ويوارى الثرى قبل أن يسمح لأحد باستغلاله وتشجيع عمليات الفساد التشريعي عبر اعطاء النواب العصمة والقدسية التي نتج عنها الحسابات الملايينية التي ينكرها من تسبب فيها.

* * *

آخر محطة (1): في بلد العجائب والمفاهيم المقلوبة والمعكوسة المدمرة لروح ونص الدستور، هناك من يريد من نواب التحالف الوطني ان يصدروا احكامهم المسبقة «قبل» المداولة او الاستجواب ويلومهم ويعتب عليهم اعلانهم انهم سينتظرون محاور الاستجواب والردود عليه ليعلنوا موقفهم «بعد» ذلك من طرح الثقة.. هزلت!

(2) لو كانت هناك «لجان قيم» في البرلمان لحاسبت وعاقبت كل من يسيء للدستور والعمل التشريعي عبر إعلان موقفه (المؤيد او المعارض) لأي استجواب قبل حدوثه كما تم مرارا في السابق وهو امر مشابه لمعاقبة ومحاسبة وفصل القاضي الذي يعلن موقفه المسبق من القضايا قبل تداولها، وكان الله في عون الكويت وشعبها على.. بلواه!

mailto:

احمد الصراف

روايتا زيدان

يعتبر الكاتب المصري يوسف زيدان، مؤلف «عزازيل»، القصة الأشهر والأكثر مبيعا في تاريخ الرواية العربية، التي تجاوزت طبعاتها العشرين، واحدا من أفضل الكتاب، وتعتبر روايته الشهيرة الأخرى «النبطي» مشوقة وغنية بالمعلومات، كسابقاتها، حيث يتطرق فيها للأساطير التي أحاطت بالفتح العربي لمصر ومجيء عمرو بن العاص اليها. كما تسلط الضوء على جوانب منسية من التاريخ، مثل وقائع احتلال الفرس لمصر. كما تتعرض لفترة حرجة من تاريخ المنطقة، وهي العشرون سنة التي سبقت دخول المسلمين كغزاة لمصر، حيث يدخل المؤلف قارئ روايته في ابداع مشوق وعميق المعاني، فلا يستطيع أن يقاوم خفايا كلام العرب، وأسرار الأنباط، أصحاب الشعر والحضارة، الذين استوطنوا مصر قبل دخول الاسلام اليها بثلاثة قرون.
يذكر ان «عزازيل»، الفائزة بجائزة «بوكر» العربية عام 2009 أثارت، عقب صدورها، جدلا كبيرا من جانب الكنيسة المصرية، التي اتهمت المؤلف بمحاولة هدم العقيدة المسيحية. كما هاجم عديدون الرواية، واتهموا مؤلفها بالتدخل في شؤون الكنيسة المسيحية الداخلية.
وذكر المؤلف أن سبب ارتباط روايته بالتاريخ يعود لشغفه بهذه المادة، بعد أن شاهد ما ابداه مجموعة من اليهود في مكتبة الاسكندرية من اهتمام بقراءة التاريخ وتصفح كتبه، لذا قرر دراسته، حتى أصبح مهووساً به.
ويقص زيدان رواية «النبطي» على لسان «مارية القبطية»، وعن فترة القرن السابع من الميلاد، مع بداية رسالة الاسلام، وكيف كان اقباط مصر وقتها يعيشون الرعب بين انسحاب الفرس المحتلين، وعودة احتلال الروم لهم، ووضعهم الممزق بين عدوين طامعين، كل ذلك وطلائع الجيوش العربية تستطلع أحوال مصر وسكانها، وثرواتها. وفي مشهد يتخيله زيدان، يلتقي عمرو بن العاص بمارية، التي سكنت بعد زواجها جزيرة العرب، يسألها عن بيوت أهلها، أحوالهم، أسلحتهم، زرعهم وحصادهم. قبل أن يأمرها وزوجها وأهلهما بالرجوع الى مصر مع اليهود لتمهيد دخول العرب! لكن زوج «مارية»، التي كانت تنعت بـ«المصرية العاقر»، والتي لم يمنعها اسلامها، بطلب من زوجها، من الاستمرار في أن تقسم بالعذراء، يرفض ذلك ويظهر نظرة واقعية عندما يقول لهم «ما نحن الا جواسيس المسلمين وعيونهم في البلاد، واذا قالوا لنا ارحلوا، فلابد من الرحيل..»!
روايتان أكثر من مشوقتين، ونعرض هنا ارسال نسخ منهما، على الانترنت، لمن يرغب.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

شخبطات كاتبجي

– لو كان المتطرف السني شيعياً لكان متطرفاً أيضاً، والعكس صحيح.
– هنالك رؤساء حكومات يقطعون زياراتهم الخارجية ويعودون إلى بلدانهم إذا حدث مكروه فيها، ورؤساء حكومات يغادرون بلدانهم إذا حدث مكروه فيها… نوعية الشعوب هي التي تدفع الرؤساء إلى العودة أو المغادرة.
– لكل من المرأة الطويلة والقصيرة ما يميزها بحسب المكان، فالأولى تتفوق في الصالة، والثانية تتعملق في الغرفة.
– مازلت أجهل الفرق بين صفتي "النبل" و"الشهامة"… هل ثمة فرق؟
– "كثر الكذب يقل المرجلة".
– ليس منا من هو ملائكي على مدار الساعة، كل منا يحمل جزءاً من الشيطان، والفارق هو حجم هذا الجزء.
– غالبية الثرثارين قلوبهم بيضاء ناصع لونها.
– وجد آباءه وأجداده والمؤرخين الكذابين يقولون "أتاتورك شيطان" فكرر كلامهم كالببغاء، هو لا يعلم أن الدولة العثمانية كانت تسبح في بحر الظلم والقهر، فجاء أتاتورك وأقام فيها العدل، وأنهى احتلال بلاده للبلدان الأخرى، وحرر تركيا من استعمار الآخرين، وحوّلها إلى دولة عظمى.
– قد تكون هناك علاقة بين ملامح وجه الإنسان وشخصيته، لكن بالتأكيد لا علاقة بين شخصية الإنسان وبرجه، مهما توهمت النساء.
– علم الأبراج فيه منفعة للبشرية، فقد تم اختراعه ليشغل النساء عن كشف أسرار بيوتهن.
– فنجان القهوة لم يُصنع ليُقلب، بل ليُلثم.
– لو علمت النساء العربيات قيمة القهوة عند الرجل العربي، لوضعن أحمر الشفاه بنكهة القهوة.
– إلحاح المرأة أشد صخباً من ضجيج المصانع.
– قالت: قبلك كنت أضع يدي على أنفي وفمي كلما علا دخان السجائر من حولي، بعدك صرت أغمض عيني وأستنشق الدخان بابتسامة صامتة.
– صوت الربابة مازال يطربني.
– خدعونا فقالوا: "الماء… لا لون له ولا طعم ولا رائحة"، كان الأجدى استبدال مفردة "الماء" بـ "جامعة الدول العربية".
– بين كل مئة مؤرخ عربي… مؤرخ واحد صادق.
– قالت له: أنت لا تعرف طبيعة النساء، ابتعد عني كي ألاحقك.
– أحترم شجاعة الشاعر الخالد أبي تمام، الذي انقلب على عادات الشعر وتقاليده وأتى بالجديد وصبر على طعنات التقليديين إلى أن أنصفه التاريخ.
– يقال للرجل "أنتَ" وللمرأة "أنتِ"… حتى في اللغة الفصحى، المرأة "مكسورة".

حسن العيسى

ما هو شيء ما ؟

مادامت الحكومة فتحت صندوق الكوادر والمزايا للموظف العام قبل سنة تقريباً وقضت على كل الحوافز للعمل في القطاع الخاص، فعليها أن تعدل وتنصف في توزيع عطاياها، ولا تميز فئات دون أخرى على حساب العدالة، فحسب جدول الرواتب والأجور الذي نشرته "القبس"، نجد أن فئة العاملين في الجمارك والموانئ مظلومة في بند الرواتب إذا ما قورنت بغيرها من الفئات المتكدسة في القطاع العام دون إنتاج وعمل حقيقيين، وإذا كان إضراب موظفي الجمارك قد هز الدولة وآلمها، فالأولى أن تفتح الحكومة صدرها لهؤلاء وتحاورهم علها تصل إلى حلول وسط تنصف أوضاعهم، ويتم في آن واحد تحقيق المصلحة العامة للدولة ولا تختنق جراء الإضراب.
حاول البيان الحكومي حول إضراب موظفي الموانئ أن يمسك العصا من منتصفها، إلا أنه صار مثل الغراب الذي حاول ان يتعلم مشي الحمامة فلم يتعلمها ونسي مشيته، فبيان مجلس الوزراء تغيا سياسة العصا والجزرة وضيع الاثنتين معا، فالبيان يتكلم بصوت غليظ أنه لن يرضخ لأي مطالب في "ظل استمرار الإضرابات أو الامتناع عن العمل والتهديد بها"، وكلف وزير الداخلية لسد مكان المضربين بإحلال الشرطة والحرس الوطني والجيش وهذه عصا المجلس التي تتناقض مع مبدأ حق الإضراب، ثم عاد البيان الحكومي وبالفقرة ذاتها مناديا بفتح "… القنوات القانونية والحوار الهادئ الذي يحقق العدالة والانصاف…"! المضربون يقولون إنهم لم يضربوا إلّا بعد أن أصابهم اليأس من "الحوار الهادئ"، وإن الأذن الحكومية كانت معهم طرشاء، ولم تكن كذلك مع غيرهم الذين أخذوا حقهم وأكثر من حقهم بالإضراب. أين العدل والإنصاف هنا؟! وكذلك أين العدل للعاملين في الإطفاء، وهم مظلومون في رواتبهم. أين العدالة والإنصاف في مهن أخرى تم تناسيها (ربما لأن أكثر العاملين فيها غير كويتيين) كالعاملين في الهيئة العامة للمعلومات المدنية، وعمال الإسعاف! وهل هناك عدل عندما يكون راتب مدرس في مدرسة أكثر من راتب طبيب قضى أكثر من سبع سنوات دراسية مضنية؟!
وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم كان موفقاً تماماً حين وصف الإضرابات بأنها "… تعبر عن شيء ما، ويجب معالجة الأسباب لا الظواهر…" ما هذا "الشيء ما" غير غياب العدالة وتفشي الفساد وأن الدولة تسير على البركة.

احمد الصراف

«حطة» الشيخ

استدعى الشيخ الجليل مساعده وطلب منه الاتصال بعدد من الشخصيات المعروفة لكي تستعد لمرافقته في رحلته المقبلة إلى الهند، وكانت تلك التجربة، كما رواها صديق، الأولى لذلك المساعد في السفر مع تلك الشخصية الكبيرة. بعد وصولهم والاستقرار في قصر الشيخ، طلب منه تذكير «اصحابه» لكي يشارك كل منهم في «الحطة»، والحطة مبلغ من المال يدفعه الأصدقاء جميعا في ما بينهم بالتساوي، مشاركة في تكاليف رحلة أو ما شابه ذلك. ويقول إن صوت الشيخ الوقور منعه من الاستفسار أكثر، مع أنه لم يستطع اخفاء تعجبه من الأمر، والذي أقلقه التفكير فيه طوال الليل، فكيف يقوم من هو في مكانته وحكمته بذلك التصرف الغريب، ويطلب من أصدقائه، الذين دعاهم بنفسه لمشاركته رحلته تلك، والسكن في قصره الخاص، وهم ضيوفه، المساهمة معه في التكاليف من خلال «حطة» على المستوى والقدر نفسهما؟ ويقول إن فضوله «الصحفي» دفعه في اليوم التالي لأن يعود ويفتح الموضوع مع الشيخ الوقور، وهنا بدت شبه ابتسامة على وجه الشيخ، الذي قلما يضحك، أو حتى يبتسم وقال له: يا يوسف، هؤلاء كانوا أصدقائي عندما لم أكن حاكما، وكانت العادة أن نتشارك ونساهم مجتمعين في الكثير من الأمور، واليوم اصبحت حاكما، ولا اريد أن تنقطع العادة معهم! فعاد صديقي وقال للشيخ: ولكنهم، يا طويل العمر، ضيوفك الآن، وأنت الذي طلبت منهم مرافقتك، فكيف تطلب منهم مشاركتك تكاليف الرحلة؟ فرد الشيخ قائلا: هؤلاء اصدقائي ومقربون لي، وبحكم تواجدهم بقربي فانني أسألهم عرضا في بعض الأمور واستشيرهم في ما أحار فيه، واستأنس برأيهم، فان أغدقت عليهم الهدايا وجعلتهم من اتباعي وصرفت عليهم، فسيربط كرمي ألسنتهم، ولن يخلصوني الرأي والقول، ولن يحاولوا يوما تكدير خاطري في ما لا أرغب في سماعه، لكي لا يخسروا ما هم فيه من «عز»! ولكن طالما أنهم يشعرون بأن لا فضل لي عليهم، ماديا على الأقل، فان رأيهم سيكون صادقا، وليس بالضرورة صائبا! وأضاف الصديق أن طلب المشاركة في الحطة ربما لم يكن في مصلحة اصدقاء الشيخ من الناحية المادية، ولكنه كان حتما في مصلحة حفظ كرامتهم ومكانتهم العالية في مجتمعهم! انتهت القصة.
العبرة والحكمة واضحة ولا تحتاج إلى تفسير أكثر! وفي الغرب «الكافر» تنص القاعدة الفقهية على أن من يدفع له حق السؤال، ويلخصوها بـ: No Taxation, No representation.

أحمد الصراف

سامي النصف

حكومة نزيهة ومجلس فاسد.. من يحاسب من؟!

الأوضاع في الكويت، وكالعادة مقلوبة والمفاهيم معكوسة، فالابيض اسود والاسود ابيض، والقاضي اصبح متهما والمتهم اصبح قاضيا، والمعتدي بريئا والمعتدى عليه مجرما، بعكس ما يحدث في جميع بلدان العالم الاخرى التي تحكّم العقل والمنطق فيما يجرى حولها.

*****

للمصارف الكويتية سرية تاريخية، لذا لم يعلم احد بشكل مسبق بأن هناك ايداعات مليونية مشبوهة ستكشف عنها الزميلة «القبس» بحثا عن الصالح العام، ومن ثم تصبح قضية رأي تستحوذ على اهتمام الجميع، وعليه لو كان هناك وزراء فاسدون لظهرت اسماؤهم ضمن الكشوف التي طالت ثلث اعضاء مجلس الامة (16 نائبا)، والذي اصبح ـ يا للعجب ـ مدعيا، والحكومة التي لم يظهر على اعضائها الفساد مدعى عليه يحق محاسبته واستجوابه ومعاقبته..!

*****

ولنا ان نتصور للحظة ما كان سيحدث لو كان الامر معكوسا، اي ان ثلث مجلس الوزراء (6 وزراء) تضخمت ارصدتهم بشكل لا منطقي، وان مجلس الامة هو الذي لم يرد اسم احد اعضائه في الكشوف الملايينية؟! ان لوم الحكومة فيما لو اذنب احد اعضائها ثم لومها فيما لو اذنب نواب مجلس الامة هو مهزلة ما بعدها مهزلة وامر يدعو لضحك اشبه بالبكاء!

*****

وبدلا من توجيه اصابع الاتهام لمن اضاف الى «حصانة» النائب قدسية وعصمة وجعله في منزلة من لا يحاسب عما يفعل، ورفض انشاء لجان برلمانية ـ لا حكومية ـ تحاسب وتعاقب من يفسد من النواب كالحال في جميع البرلمانات الاخرى، ورفض أي طلب يأتي من السلطات القضائية لرفع الحصانة في كل مرة، يتم في المقابل توجيه الاتهام لمن حذر وانذر من عواقب تلك الحماية المبالغ فيها للنواب وقديما قيل: السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة!

*****

ان لوم الحكومة هذه الايام واستجوابها بدلا من توجيه اصابع الاتهام المحق للفساد التشريعي الذي ازكمت رائحته الانوف يعني الاصرار على ابقاء الفساد التشريعي وديمومته وان تظل الكراسي الخضراء وسيلة للاثراء الفاضح غير المشروع ما دام الامر لم يتمخض عن تعديلات تحاسب النواب الفاسدين وتفرض الطهارة والنزاهة على اعمال المجلس التشريعي، وان الاصلاح المستحق يجب ان يشمل السلطات الثلاث وليس الاكتفاء بالدعوة لاصلاح السلطة التنفيذية كما يحدث في كل مرة.

*****

تبقى وضمن الحقائق الساطعة كالشمس في رائعة النهار ان تلك الاموال والارصدة المتضخمة لم تكن قطعا ضمن مفهوم «الراشي والمرتشي»، فلا احد يدفع الملايين للمواقف السياسية بل هي عمليات «غسيل أموال» ـ ان صحت بالطبع الاتهامات ـ قام بها نواب بعد ان اشعرهم زملاؤهم بأنهم فوق المساءلة والمحاسبة وان الكراسي الخضراء ليست للعمل العام بل للتكسب الشخصي والاثراء غير المشروع، ولا حول ولا قوة الا بالله.

*****

أخيرا، نرجو من الاحبة الاعضاء في التحالف الوطني ان يحكّموا ضمائرهم وان يحافظوا في مواقفهم على الدستور فالاشخاص زائلون والمبادئ باقية، والا يسايروا في هذا السياق من يؤمن بالنهج الشيطاني القائل إن «الغاية تبرر الوسيلة»، فمن جربه على غيركم سيجربه يوما ما عليكم، ولا ترضوا بأن تساهموا في تأسيس اعراف برلمانية مدمرة لنصوص الدستور وروحه كما نرى ونسمع مع كل يوم يمر، فهذه الاعراف الشريرة هي.. فساد تشريعي آخر يجب محاربته!

*****

آخر محطة:

1 – نتمنى الشفاء العاجل للعم الفاضل عبدالعزيز العدساني، وما تشوف شر يا بويوسف والكويت بحاجة لجهدك في الحفاظ على المال العام، وما قصرت.

2 – والحمد لله على سلامة الوصول ونورت الكويت.. نبعثها للاخ الفاضل علي الراشد رجل المبادئ الحقة والمواقف الرجولية، وما تشوف شر، واكثر الله من امثالك يا بوفيصل.

احمد الصراف

مهيار في مدرسة الصديق

«… الثقافة والإبداع الفني ليس لهما وطن ولا تحدهما السياسة»!
(قارئ!)
***
ذكرتني رسالة القارئ بحادثة بينت مدى تجنينا على أنفسنا والآخرين، عند تطرقه لدور الشاعر مهيار الديلمي في الثقافة العربية، حيث أعادتني كلماته لأيام دراستي في «الصديق»، عندما طلب منا مدرس العربية حفظ بعض أبيات لـ «الديلمي»، وأتذكر منها:

«لا تخَال.ي نَسَباً يَخف.ضن.ي
أَنَا مَن يُرض.يكَ ع.ندَ النَّسَب.
قَومي استَولَوا عَلى الدهر فتىً
وَمَشُوا فَوق رؤوس. الحُقَب..
عَمَّمُوا بالشَّمس. هَامَاتَهُمُ
وَبَنَوا أبياتَهُم بالشَّهَب.
وأب.ي كسرَى عَلَى إ.يوَان.ه.
أَينَ ف.ي النَّاس. أَبٌ مثلَ أب.ي
سُورةُ المُلك القُدَامَى وَعَلى
شَرَف. الإ.سلام. ل.ي وَالأدَب
قَد قبستُ المَجدَ م.ن خَير. أبٍ
وقبستُ الدّ.ين م.ن خَير. نَب.ي
وَضَمَمْتُ الفخرَ م.ن أطراف.ه.
سُؤدَد الفُرس وَد.ين العَرَب.».

وربما قال تلك الأبيات إما تفاخر باصله، او إيمان به وبأدبه العربي وانتمائه للعروبة والإسلام. فالمدرس طلب منا حفظ الأبيات ولكنه لم يخبرنا بمن هو مهيار، ولهذا غاب عن ذاكرتي تماما، ولم أتذكره وأنا أكتب مقالاتي السابقة موضوعنا! كان ذلك قبل نصف قرن، عندما كان هناك نوع من التسامح وحب معرفة ثقافة الآخر، أما الآن فلا أعتقد ان له بيت شعر واحداً في اي منهج دراسي، دع عنك سيرته، ولست بطبيعة الحال مؤهلا للحكم على مدى جودة شعره، ولكن تاريخه، او هويته، كفيلة بأن تبقيه طي النسيان، لتستمر العداوة والكراهية ويستمر التجهيل بالآخر.
يعتبر أبو الحسن مهيار الديلمي، والذي ينسب لمنطقة دليم القريبة من ميناء بوشهر، والتي تكتظ تاريخيا بمجموعات كبيرة من العرب، والذين ربما أخذ معرفته الواسعة بالعربية منهم، كاتبا وشاعرا فارسيا؛ وكان مجوسياً، ولكن بتأثير من الشريف الرضي أسلم، واصبح شعره لآل البيت، وهذا ما جعل أبو القاسم بن برهان يقول له: يا مهيار قد انتقلت بأسلوبك في النار من زاوية إلى زاوية، فقال: وكيف ذاك؟ قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب الصحابة في شعرك!».
كان مهيار شاعرا جزلا، وله أكثر من 383 قصيدة، ويتصف شعره بالرقة، وباله طويل في النظم، وعاش في بغداد، وكغيره من الشعراء والأدباء والقادة والعظماء في تاريخنا، الذي تغلب عليه «الشفاهة»، فإن تاريخ ميلاد مهيار غير معروف، وربما ولد سنة 365 هجرية.

أحمد الصراف