احمد الصراف

كيف نعكس الاتجاه؟

من المؤكد ان نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة كانت مفاجأة للكثيرين، ولكنها كانت برأيي نتاجاً طبيعياً لسنوات من «القهر التعليمي» الذي صب لأربعة عقود في اتجاه واحد، ليأتي بنا لهذا الوضع البائس. ولا اعتقد ان السلطة، بما عرف عنها من تسامح ديني، وميل للانفتاح، سعيدة بهذه النتائج، وهي تعلم انه ليس بامكانها تغيير الوضع في المستقبل القريب بقرارات رسمية، وحتى بغير ذلك بفترة زمنية قصيرة، وليس أمامنا، أو امامها غير اتباع ما اتبعته تلك القوى للوصول الى ما وصلت اليه، وان باتجاه معاكس، أي عبر المناهج الدراسية، و«إعادة» تشكيل العقلية الكويتية، المنفتحة اساسا، والتي جعلتها المناهج اكثر انغلاقا ورفضا للآخر، وميلا لقبليتها وطائفيتها! علما بانه كان بالامكان تجنب الوصول لهذه المخرجات الانتخابية السيئة في اغلبها لو كان «مستشارونا» يقرأون! فما مرت به الكويت، والكثير من دول الربيع العربي، سبق ان مرت به ليبراليات أوروبية عريقة، وتعلمت من تجاربها ان تغيير العقليات، ومحاربة الكنيسة، ليسا بالأمر الهين، وهنا نرى انه ليس امام السلطة، وليس الحكومة، ان ارادت اصلاح الاوضاع ووقف تكرار وصول المتشددين والغلاة لسدة التشريع، غير اتباع الأمرين التاليين، علما بانه لا مجال للمقارنة بين امكانات وقوة التيار الديني بامكانات التيارات الليبرالية (ان وجدت)، المادية والتنظيمية:
أولا: إحداث نقلة نوعية في المناهج الدراسية، تعيد المواطن المختطف قبليا ومذهبيا لوطنه.
ثانيا: دعم وتنمية مؤسسات المجتمع المدني، وفتح المجال لتأسيس تنظيمات أكثر ليبرالية، ودعمها ماديا في مواجهة جمعيات دينية يعود تاريخ البعض منها لأكثر من 60 عاما، وبتصرفها شبكة اخطبوطية من المصالح المادية والتجارية.
ومن دون ذلك فان التيار الديني سيزيد من قوته مع الوقت، وسيعود كل مرة بزخم أكبر، وحينها لن يتوقف طموحها عند تعديل المادة الثانية من الدستور بل ستتعداها لما هو أكبر واخطر!

***

• ملاحظة:
ألا يعني فشل التيار الليبرالي في ايصال مرشحيه للبرلمان فشلها؟ وإن صح ذلك، وهو صحيح، فلم لم يعترف احد بهذا الفشل، او يستقل، ولو صوريا، لافساح المجال لدماء جديدة؟

أحمد الصراف

www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

اربطوا حصان عبيد

“رد النقى يا عبيد حالٍ وحيلة / يا عبيد يوم إنك تبي الدرب عجلان”، وكلمة “عجلان” تعني “مستعجل”… رحم الله الشاعر الخالد بندر بن سرور، كم كانت قصائده تفوح منها رائحة الحكمة.
ورحم الله فارس قبيلة العجمان العظيم “منصور الطويل” الذي لا يجيد التخطيط للمعارك ولا يمتلك الدهاء العسكري كغيره من فرسان القبيلة والجزيرة، لكنه كان الأشجع باعتراف أعدائه قبل أبناء عمومته، وكان العجمان يربطونه ويوثقون رباطه قبل كل معركة كي لا ينطلق على الأعداء بدون تنسيق ولا تخطيط مع أبناء عمومته فتدب الفوضى بينهم…
منصور الطويل هو الذي تحدث عنه شيخ قبائل العجمان ويام وفارسها راكان بن حثلين في قصيدته الشهيرة، أو مساجلته الشهيرة مع شيخ قبيلة قحطان الفارس ابن قرملة، وشيخ بني هاجر الفارس ابن شافي، عندما استعان بنو هاجر بأبناء عمومتهم قحطان لمحاربة العجمان، وكتب في ذلك ابن شافي قصيدة أرسلها إلى ابن قرملة، فأرسل الأخير قصيدة “إعلان حرب” على قبيلة مطير أو قبيلة يام، التي جاء منها البيت المعروف: “لا بد من يومٍ يثوّر عسامه / اما على المطران والا على يام”، وترجمة البيت “لا بد أن يرتفع الغبار على مطير أو على يام” كناية عن الحرب.
فجاءه رد راكان بن حثلين في قصيدة تاريخية (الحقيقة أن القصائد الثلاث كلها تاريخية) منها البيت المعروف: “قدامكم شيخٍ رفيعٍ مقامه / الخيل قرّح وأبيض الخد قدّام”، ومعنى البيت كما نقول في أمثالنا: “هذا الميدان يا حميدان”، وفي منتصف القصيدة أراد ابن حثلين استعراض قوة جيشه، كعادة القادة، فقال “معنا الطويل اللي تجيكم علامِه / مثل العديم اللي على الجول صرّام”، أي أن الطويل الذي سمعتم عنه وتناقل الناس أخباره من بين جيشنا، وشبّهه بالعديم، أي الصقر الذي لا مثيل له عندما يهوي من الفضاء بسرعة على أسراب الحباري.
هذا ما تناقلته الروايات وكتب التاريخ عن معارك الجزيرة العربية، وعمن كان يهاجم الخصوم بلا تنسيق مع جيشه، رحم الله أعلام الجزيرة وأبطالها وشعراءها. أما ما حدث في أقصى الأرض، في الولايات المتحدة الأميركية تحديداً، قبل احتلالها من قِبل البيض وهزيمة الهنود الحمر، سكانها الأصليين، فقد قرر “الثور الجالس” قائد الهنود الحمر قتل كل فارس من الهنود ينطلق مهاجماً الجيش الأميركي بلا تنسيق، بعد أن جلبت تصرفاتهم الكوارث له ولجيشه.
ولو كان النائب د. عبيد الوسمي في جيش الهنود الحمر لكان أول مَن يقتل كي لا يُحدث الفوضى في صفوف الجيش.

حسن العيسى

هل كان محافظاً أم هارباً؟

هل «نفد» محافظ البنك المركزي الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح بجلده، واستقال قبل أن يبدأ مجلس ثوار كبد محاكمته على الإيداعات المليونية في رشاوى نواب الأمس، أم أن المحافظ كان يعلن احتجاجه ورفضه للسياسة المالية للدولة، أي سياسة اقتصاد الدكاكين، حين ارتفعت النفقات في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة تماشياً مع حكمة “ادهن سيرهم وسكتهم”!
كما أن المحافظ وهو فعلاً محافظ في السياسة النقدية وبسبب محافظته هذه فهناك من ينتقده بأنه لم ينه إعداد مشروع قانون الاستقرار المالي، وتسبب ذلك في إطالة معاناة شركات الاستثمار بعد أزمة عام 2008 المالية، وبالمناسبة بعض شركات الاستثمار وجدت في تلك الأزمة “زلقة بطيحة”، حين قامرت بأموال المستثمرين وبلعت مدخراتهم، ومع ذلك لم تتم المساءلة المدنية أو الجزائية لشركات بنات الذوات.
أياً كان سبب استقالة الشيخ المحافظ الذي قضى 26 عاماً على رأس الجهاز المركزي، وهي مدة تقارب عمر بقاء غرين سبان محافظاً للبنك المركزي في الولايات المتحدة، كان يبدو فيها شيخنا المحافظ مغلوباً على أمره، كلما ثار الحديث عن “فسفسة” أموال الدولة في شراء الولاءات السياسية تحت عشرات البنود الاستهلاكية للصغار من شعب الموظفين، أو هدر الأموال العامة في تعميم الفساد المالي بنفخ كروش الكبار بتفصيل المناقصات على مقاس خصورهم العريضة!
في أي حال كان الشيخ سالم محافظاً في عالم شيوخ غير محافظين، وكانوا مهادنين يريدون إرضاء الكل، والنتيجة أن الكثيرين رفضوا سياسة الترضيات، وكانت تجمعات ساحة الإرادة تعبيراً حياً على ذلك، فالشباب لم يطالبوا بمزيد من “الكوادر” وإنما نشدوا العدل والأمانة في إنفاق الدولة.
لا يمكننا الآن نبش صدر المحافظ المستقيل لمعرفة سبب الاستقالة الحقيقي، فغير تكهنات المعترضين عليه بأنه هرب من مواجهة مسؤوليات مستحقة عليه بسبب الإيداعات، هناك الأسباب الصريحة التي أوضحها المحافظ عن التسيب المالي للدولة وعجزه عن معالجتها بسبب أولاد عمه، وعلينا كما يقول القانونيون افتراض حسن النية، وان المحافظ كان ينفخ بقربة مقطوعة حتى وصل إلى درجة اليأس من إصلاح الحال، وأذكر هنا كلمة قيمة سمعتها من النائب السابق أحمد النفيسي في ندوة أحد المرشحين الشباب، حين قال إن الكارثة الكبرى ستحل على الكويت بعد ثماني سنوات حين يدخل سوق العمل حوالي نصف مليون من الشباب الكويتيين، ولن تكون أسعار النفط كافية لسداد الرواتب ما لم تبلغ 300 دولار للبرميل! مثل هذا الكلام الخطير كرره مئات المرات الاقتصادي جاسم السعدون وغيره، لكن هو وغيره كانوا مثل حال المحافظ اليوم ينفخون في قرب الكويت المقطوعة.
اليوم بإمكان رئيس مجلس الوزراء استغلال استقالة المحافظ ليوضح لنواب ثوار كبد المطالبين بإسقاط القروض، وإلغاء نظام فوائد البنوك، وتعديل المادة الثانية من الدستور، وإزالة الكنائس وغير ذلك من قضايا “مصيرية” حقيقة الأمر، وليفتح لهم ولنا أوراق المستقبل المالي للدولة، عل وعسى أن يدركوا أن النيابة ليست صندوق انتخابات وحكم الأكثرية بل هي قبل كل شيء حماية الحريات وضمان أموال الأجيال.

احمد الصراف

فرنسا والأرمن

لا يميل البعض للفرنسيين، لعنجهيتهم أو لأسباب أخرى، إلا أنهم شعب مبدع وخلاق، ولهم إسهامات لا يمكن نكرانها في مجال التشريعات ونشر مبادئ الحرية والمساواة. ويقال إن الفرق بين الفرنسي والإنكليزي، وخاصة أيام الاستعمار، أن الأول يدخلك بيته وناديه، ويتساوى معك في كل شيء، شريطة أن تتكلم لغته. أما الإنكليزي فلا يبالي إن تحدثت بلغته أم لا، فهو لا يجبرك على ذلك، ولكنه لا يقبل بك ندّاً له، ويرفض إدخالك ناديه، أو مساواتك بنفسه، وهنا نجد أن الشعوب التي استعمرتها فرنسا تتكلم الفرنسية غالبا، وعكس ذلك في المستعمرات البريطانية. مبادئ الحرية والمساواة الفرنسية دفعت فرنسا كذلك إلى منع طلبة المدارس من استخدام أو لبس أي رموز دينية، كالنقاب والحجاب وتعليق الصلبان أو ارتداء القلنسوة اليهودية. كما سبقت فرنسا العالم في تشريع منع المرأة المنقبة من التواجد في الأماكن العامة. وفي يناير الماضي أقرّت فرنسا قانونا يجرّم إنكار حقيقة تعرّض الأرمن للإبادة الجماعية في مطلع القرن الماضي على أيدي العثمانيين، علما بأن قانون العقوبات التركي يجرّم كل من يؤكد وقوع مثل هذه الإبادة الجماعية على أراضيها! وقد دفع عدد من مثقفي تركيا ثمنا غاليا لمعارضتهم هذا القانون. وقد أقرّت فرنسا هذا التشريع بالرغم من تجميد أنقرة لتعاونها العسكري والسياسي معها، وأنكرت أن صدور القانون كان لترضية الناخبين من أصل أرمني، فوجود 500 ألف منهم يقابله وجود 600 ألف تركي فيها، ثلثهم فرنسيون! كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يقارب 15 مليار دولار، ولا يمكن لدولة كفرنسا بملايينها الستين الانحياز لبضعة آلاف صوت على حساب مبادئها، علما بأن القانون عرّض استثمارات شركات فرنسية كبيرة في تركيا للخطر، وقالت فرنسا إن تركيا عليها إنهاء الموضوع والاعتراف بالإبادة، التي تشهد لها بادية الشام وعشائرها الذين آووا الأرمن عام 1915 في دير الزور والشدادية والرقة والحسكة وغيرها. ويذكر أن 22 دولة في العالم قد اعترفت بالإبادة العرقية للأرمن، منها روسيا ولبنان و41 ولاية اميركية و9 منظمات دولية. ويتهم الأرمن الأتراك بقتل ما يصل إلى 1.5 مليون، منهم بين عامي 1915 و1916 عبر مخطط إبادة جماعية على أيدي «حزب الاتحاد والترقي»، الذي كان يهدف إلى توحيد الدول التي تنحدر شعوبها من أصول تركية في آسيا الشرقية وربطهم بالسلطنة، بدلاً من التوجّه نحو العرب شرقاً. وترفض تركيا استخدام عبارة «إبادة»، واصفة ما حصل بالأحداث الناتجة عن مخطط نقل الأرمن من هضبة أرمينيا إلى البلاد العربية، عقابا على تعاونهم مع الروس ضد السلطنة، وأن عدد الضحايا لم يزد على 300 ألف شخص(!)، وأنهم وقعوا في أعمال خطف وسلب على طريق القوافل من قبل عشائر تركية وكردية وعربية! ويقول أحد الأطباء إنه لاحظ وجود الكثير من الجينات الأرمنية لدى أبناء القبائل العربية، وخاصة في منطقة شمال الجزيرة، خاصة أن الكثير منهم يحملون ملامح واضحة تؤكد ذلك نتيجة حالات التزاوج الكبيرة التي حدثت إبان وقوع المجزرة وتشرد الأرمن بين المدن والقرى والصحاري العربية.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

هل ترغب؟

هل ترغب في أن تعيش ومن حولك في بلد يحترم فيه الجميع بعضهم بعضا؟
هل ترغب في أن يمنح المنصب لكل صاحب كفاءة دون النظر إلى أفكاره وآرائه ومعتقداته؟
هل ترغب في أن تذهب حيثما تشاء في وطنك دون أن يفرض البعض عليك سلوكهم وأهواءهم؟
هل ترغب في أن تعتنق ما تشاء من أفكار دون أن يزدريك البعض أو يحقرك أو يشتمك؟
هل ترغب في أن يعاقب كل من يمتهن كرامتك أو ينتقص من شأنك لمجرد أنك مختلف عنه؟
هل ترغب في ألا تكون فكرة المذهب أو الأصل معياراً للوصول في وطنك؟
هل ترغب في أن يكون في بلدك نصوص واضحة تطبق على الجميع دون تأويل أو تفسير؟
هل ترغب في أن تترشح للانتخابات دون أن يتفوه أحمق بعدم جواز التصويت لك لأنك لا تتبع عقيدته؟
هل ترغب في أن تناقش القضية أي قضية دون أن تتوجس من أن هناك من سيحكم على رأيك بناء على اسمك؟
هل ترغب في أن تذهب إلى مسجد أو حسينية أو معبد أو لا تذهب إلى أي دار عبادة أصلا ولا يتم تقييمك على هذا الأساس؟
هل ترغب في أن تدين جرائم البحرين كما تدين جرائم سورية دون الحاجة إلى معرفة من الضحية بالجرائم؟ وما أفكارهم أو عقائدهم؟
هل ترغب في الوقوف أمام هذيان أسامة المناور وتدافع عن حقوق المسيحيين من أهل الكويت دون أن تُكفَّر أو توصف بأنك عدو الإسلام والمسلمين؟
هل ترغب في أن يُعامل الإنسان كإنسان فقط دون أن تكون أسيراً لقيود يفرضها الإقصائيون؟
هل ترغب في أن نعيش عيشة الآباء في الكويت، حيث لا همّ لهم سوى العمل وبناء الوطن، ولا أواصر بينهم سوى المحبة والتراحم مهما اختلفوا؟
أعتقد أن الإيجاب هو الإجابة السائدة عن جميع تساؤلاتي أعلاه، ولأنها هي السائدة فأود أن أخطركم يا من ترغبون في ما سبق بأنكم جميعا علمانيون.
لا تتراجعوا ولا تعيدوا قراءة الأسئلة للبحث عن مخرج، فالعلمانية ليست شتيمة كما صورها لكم البعض، بل هي منهج راقٍ يتسامى فوق الاختلاف من أجل الوصول إلى دولة مدنية حضارية بعيدة عن سجن التاريخ وخلافاته.
أنا لم آتِ بجديد، بل قدمت لكم الفكرة بشكل واضح، والفكرة أساسا مطبقة في الكويت لولا التطرف الذي نعيشه اليوم، فعودوا إلى رشدكم وأعلنوها صراحة بأن العلمانية هي الحل لا التمترس خلف المذهب.

خارج نطاق التغطية:
رسالة سامية نسعى إلى إيصالها يوم 24 فبراير في ذكرى ملحمة بيت القرين تخليداً لمعنى التكاتف بين الكويتيين، فشاركوا معنا بوردة نضعها عند هذا البيت العظيم الشاهد على شكل الكويت الحقيقي.

سامي النصف

هل سيستمر المجلس؟!

  يسألنا البعض عن مصير مجلس الأمة وإمكانية حله، ورأيي الشخصي ان المجلس الحالي ينقسم الى جماعة مخلصة تعمل لمصلحة الكويت، وهؤلاء لن يسعوا قط لحل المجلس، وجماعة ثانية أتت للمجلس، رغم كل الشعارات البراقة، للمصلحة الذاتية وتكوين الثروات الشخصية كحال من سبقهم، وهؤلاء أيضا لن يلجأوا للتأزيم بهدف حل المجلس، تبقى جماعة ثالثة عليها شبهة القبض من الداخل والخارج بهدف تخريب العملية السياسية والدفع بالكويت لأتون التناحر الدائم وإفشاء الكراهية طمعا في الوصول بالبلد الى ما وصلت اليه بلدان أخرى في المنطقة من تقاتل وتطاحن، وهؤلاء من سيسعون قريبا للتأزيم وخلق المشاكل والفتن كي يتضخم ما يتسلمونه في حساباتهم الخارجية غير المراقبة، وانتظروا قليلا وستعرفونهم اسما اسما وشخصا شخصا، وبالطبع ستخلق الفتن تحت رايات الوطنية ومحاربة الفساد والحفاظ على العقيدة.. المعتادة!

***

ان دعاوى حب الكويت الزائفة وأغاني وأناشيد طلاب وطالبات مدارس التربية لن ترد القدر المحتوم. ولو كان بعض الساسة والنواب صادقين في حب البلد لشرعوا منذ زمن بعيد في إصدار قوانين تجريم الكراهية وتشريعات الذمة المالية ولجان القيم..الخ، فضرب الوحدة الوطنية والفساد التشريعي وتكوين الثروات المحرمة أمور قائمة منذ سنوات طوال، ان الواقع المعيشي يشير الى ان بعض الساسة لا يريدون الخير للكويت بالقطع، وما يرفعونه من مطالب مدغدغة هي كالمزمار يصدحون به للتغرير بالشباب وجعلهم يتبعونهم لتخريب بلدهم، فشبابنا ليسوا أكثر وعيا وفهما من شباب بلدان أحرقوها بغفلة منهم ثم عادوا ليبكوا عليها بعد فوات الأوان.

***

وقد أحرق العراق العزيز على قلوبنا بعد عام 2003 تخندقان يدعيان التضاد وسيعتقد البعض ان من يقف خلفهما واحد أولهم «القاعديون» اي المنضوون تحت تنظيم القاعدة الخفي والذين تحالفوا ـ يا للعجب ـ مع الملحدين والكفار من أتباع صدام وقاموا بنشر ثقافة النحر والتفجير والتهجير بين العراقيين، وعلى الطرف المضاد خلقت فرق قتل خفية ترد على تفجير الأبرياء من الطائفة الأولى بقتل الأبرياء من الطائفة الثانية بينما يبقى القتلة والمذنبون من الطرفين دون ان يمسهم ضرر، وبين تطرف هنا وتعصب هناك سالت دماء الشعب العراقي أنهارا وضاع العراق، والظاهر مما حدث مؤخرا ان هناك من يريد تصدير مشروع القتل الطائفي في العراق الى الكويت تحت رايات الغيرة على الدين والطائفة والوطن.. المعتادة!

***

آخر محطة:

(1) البحرين عزيزة على قلوبنا ولكن الكويت أهم وأعز ولن نقبل بمن يطالبنا بحرق بلدنا لأجل البعض من أهلنا في البحرين ممن لن يفيدهم ـ قطعا ـ دمار الكويت وسفك دماء أهلها لأجلهم.

(2) سورية عزيزة على قلوبنا ولكن الكويت أهم وأعز ولن نقبل بمن يطالبنا بحرق بلدنا لأجل البعض من أهلنا في سورية ممن لن يفيدهم ـ قطعا ـ دمار الكويت وسفك دماء أهلها لأجلهم، الحفاظ على الكويت آمنة هو ما سينفعنا وينفعهم.

احمد الصراف

حلول سلفية لأزمات اقتصادية

يعتبر أبو اسحق الحويني نجما تلفزيونيا، شهيرا، وله عدة برامج تلفزيونية وحضور ومئات الإطلالات على أكثر من قناة تلفزيونية، كما يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال أحاديثه وفتاويه، التي ساهمت بفاعلية في نجاح الكثير من أعضاء البرلمان المصري الجديد، وخاصة من السلف. ولد الحويني عام 1956 في قرية حوين في مصر، وكان والده متزوجا من ثلاث نساء، وتلقى تعليما عاديا قبل أن يستقر في قسم اللغة الاسبانية في جامعة عين شمس، وليسافر إلى اسبانيا مع طموح وأحلام، ولكنه عاد منها غير راض. ويقال ان حياته انقلبت بعد قراءته لكتاب للداعية «الألباني»، ولم يكن لديه قبلها أي اهتمامات بـ«العلوم» الشرعية، ومطالعته للكتاب بيّنت له ان ما يفعله الناس في الصلاة وما ورثوه عن الآباء يخالف السنة الصحيحة! ومناسبة الحديث عن أبو اسحق تأتي من الأهمية التي أصبح هو وغيره من الدعاة السلفيين يمتلكونها، وأنه من الفئة التي ستحكمنا، وإن بطريقة غير مباشرة، في المقبل من الأيام، وبالتالي سيؤثر فكرهم في حياتنا، شئنا أم ابينا.
ولمعرفة «خطورة ما يدور في رأس مثل هؤلاء» تعالوا نقرأ نص حديث تلفزيوني للحويني يشرح فيه الطريقة التي ستعالج بها الحركة السلفية الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مصر وغيرها.
يقول الحويني: «.. نحن في زمان الجهاد، والجهاد في سبيل الله متعة، والصحابة كانوا يتسابقون عليه، والفقر الذي نحن فيه سببه اننا تركنا الجهاد، ولو كل سنة نغزو مرة أو مرتين وثلاثاً فسيسلم ناس كثيرون في الأرض، والذين يرفضون هذه الدعوة نغزوهم ونقاتلهم ونأخذهم أسرى، ونأخذ اموالهم وأولادهم ونساءهم، وكل هذه عبارة عن حلول، فكل مجاهد سيعود من الجهاد و«جيبه مليان»، وسيرجع ومعاه ثلاث أو أربع من الرقيق، وثلاث أربع نسوان، وثلاث أربع اولاد(!)، ولو ضربنا كل «راس» بـ 300 درهم أو دينار سنجد عندنا مالية كويسه! مقابل ذلك لو ذهبنا للغرب للعمل هناك أو لصفقة تجارية، فعمرنا ما نحلم بالأموال دي، وكلما صعبت أحوالنا نأخذ «راس» ونبيعه ونفك ازمتنا (المالية)»!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

وبنينا الكهوف

ما بين اندهاش وامتعاض، تهكم صديقي الخليجي في معرض حديثه عن انتخابات البرلمان الكويتي الأخيرة: “ما شاء الله، كل الكويتيين ساسة!”، وبـ”لقمانية” لم أعتدها أجبته مبتدئاً بسؤال: “هذه كانت النتيجة، فهل تريد معرفة السبب؟ سأذكره لك… عندما تضع الإبريق المملوء بالماء على النار وتتركه ساعات ثم تعود إليه فتكتشف أن ماءه قد تبخر واختلط بالهواء فلا تعجب ولا تغضب… يا سيدي، الماء لم يفعل ذلك من تلقاء ذاته، بل نتيجة قوة (التي هي النار) دفعته إلى هذا “التصرف”، كذلك الكويتيون، لم يتسيسوا من تلقاء ذاتهم، بل نتيجة “النار”، أو قل النيران التي دفعتهم إلى ذلك”.
ورحت أذكر له النيران التي تعرض لها الكويتيون: “هل تعلم أن آخر مستشفى تم بناؤه في الكويت كان قبل واحد وثلاثين عاماً (في 18 فبراير 1981 تم بناء عدد من المستشفيات في محافظات الكويت المختلفة) ومن يومذاك إلى يومنا ذا توقف الزمن “الصحي”؟، وهل تعلم أن ملاعبنا الرياضية لا تغري الخروف الجائع؟ وهل تعلم أن شوارعنا لا يمكن ان تقبل بها حكومة دولة إفريقية لا تجد ما تأكله؟ وهل تعلم أن نظام “الكتاتيب” أكثر تطوراً من نظامنا التعليمي؟ وهل تعلم أننا نسمع عن الميزانيات المخصصة للبنية التحتية ولا نرى الميزانيات ولا البنية التحتية؟”.
“وهل تعلم وهل تعلم وهل تعلم – كرّت “هل تعلماتي” كخرز المسبحة – وبعد ذا تطلب منا أن نكون بلا إحساس، أو محاسيس كما كان يقول حارس بنايتنا الصعيدي النقي؟ وهل كنت تتوقع منا أن نستمر، رغم كل هذه “الهل تعلمات”، في تناول الشاي مع قطع البسكويت اللذيذة؟… لا يا صديقي”.
“كل هذا الفساد جعلنا، تلقائياً، نعيش في طقس سياسي على مدار السنة، كلنا، صغاراً وكباراً… وكما يلعب أطفال الدول الإسكندنافية بالثلج، ويبنون بيوتاً من الثلج، ويحفرون كهوفاً من الثلج، وينحتون أشكالاً مختلفة من الثلج، كذلك يفعل أطفالنا بالسياسة، يبنون بيوتاً من السياسة، ويحفرون كهوفاً من السياسة، وينحتون أشكالاً من السياسة”.
“وصحيح، يا صديقي الخليجي، أنكم أكثر منا تطوراً عمرانياً وخدماتياً، ومن ينكر ذلك كذاب ابن نصاب، لكننا، مع اعتذاري لقسوة المفردات أكثر منكم حرية وشموخاً وكرامة، دعني أكرر كلمة “كرامة” وأنطقها بمفردها حتى لا تختفي بين الكلمات”.
“يا صديقي، كل هذا الضجيج الذي تسمعه عندنا تفسيره أننا أردنا بناء برجين متوازيين، الأول أسميناه برج الحرية والكرامة، والثاني برج التطور، لكننا وجدنا ركاماً في المساحة المخصصة للبناء، أعمدة وأسياخ حديد وبقايا صخور مشوهة ووو، فأعملنا معاولنا فيها لإزالتها وتنظيف المكان، ونجحنا – حتى اللحظة – في إزالة كمية لا بأس بها من هذا الركام المشوه تسمح ببناء برج التطور وحده، لكننا أصررنا على بناء البرجين في وقت واحد، وقريباً سيرتفع البرجان إلى شاهق، وستنفتح أحداقكم على مصاريعها دهشة من عظمتنا”.
“لا تستعجلوا علينا، يا صديقي، لا تستعجلوا”… قلت له ذلك فمطّ شفتيه، وأظهر باطن شفته السفلى، وهو ينظر إلى الأرض، إما دلالة عدم ثقته بما قلت، أو جهله به، أو لعله يفكر ببناء كهوف من السياسة، في بلاده.

سامي النصف

كلنا نحبها.. فمن يود حرقها إذن؟

من أشعل النيران الحمراء في لبنان الأخضر تلبية لأوامر وأموال الخارج ليسوا مخلوقات قرمزية قادمة من الكواكب الأخرى، بل من قام بذلك الجرم الشنيع هم قيادات وزعامات لبنانية وطنية ودينية كانت تدعي أن فيما تقوم به من قتل وفتن وتخريب وتدمير هو لمصلحة لبنان وشعبه؟ وكان الاتباع المغرر بهم يصدقون وبحق تلك الأكاذيب السافرة ولم يسأل أحد منهم قط تلك الزعامات الخالدة بأنه إذا كان كل ذلك الذبح والهدم دلالة حب فكيف تكون دلالة الكره إذن؟

*****

وبعد كل تلك السنين الطوال على بدء وانتهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 17 عاما لم يعترف أحد قط من تلك الزعامات الوطنية والدينية «المخلصة» بأنه كان يقوم بتلك الجرائم الكبرى حصدا للمال الحرام وطمعا في السلطة والقوة، والأمر كذلك في العراق والصومال وفلسطين وغيرها من البلدان فهل نختلف نحن عنهم أي هل عفت أو ستعف شخصيات وقيادات سياسية وإعلامية كويتية عما لم تعف عنه القيادات المثيلة في الدول الأخرى؟ الإجابة في نظرنا واضحة ومشروع تخريب وحرق الكويت قائم ومستمر والرايات التي سيتم حرقها تحتها هي نفس الرايات المدغدغة الجميلة من الحفاظ على الوطنية ومحاربة الفساد والتمسك بالدين..إلخ.

*****

أما الواقع فهو على العكس من ذلك تماما ففي الأفق مخططات وفتن قادمة تتلوها فتن هي كالزوابع والأعاصير المزمجرة يحتاج مشروع إيقافها وإفشالها التوقف عن رفع من ينوي دمارنا على أكتافنا وفوق أعناقنا، وتصديق ما نسمع من أكاذيب مدغدغة لا ما نرى من حقائق مؤلمة كي لا يصدق علينا قول أمير الشعراء أحمد شوقي: بأننا شعب كالببغاء.. عقله في أذنيه!

*****

القراءة المتأنية لنتائج الانتخابات الأخيرة تظهر سهولة انقياده الشباب الكويتي المغررين لمصلحة من يخدعهم ثم يتركهم يواجهون المصاعب وحدهم ليخرجوا بعد ذلك أكثر طواعية وحبا وخنوعا لمن خدعهم، وكراهية ومقتا وحقدا لمن يحرص على مصلحتهم ومستقبلهم عبر حفاظه على وطنهم آمنا لهم و… عفارم شباب… وقود لا يقود!

*****

آخر محطة:

1 ـ من قضايا التحريض السافرة ضد الوزراء الجدد لخلق حالة عدم استقرار سياسي ما عرض على اليوتيوب من طلب سمو رئيس مجلس الوزراء من أحد الوزراء التصويت بنهج معين، والحقيقة الجلية تظهر أن تصويت الوزراء بعكس النواب يتم بشكل تضامني موحد، ومن الأمور المعتادة والتي تحدث في كل جلسة أن ينشغل أحد الوزراء بالحديث مع زميل له أومع أحد النواب ويأتي طلب تصويت مفاجئ فيلتفت الوزير لرئيس مجلس الوزراء أو لوزير آخر لمعرفة كيفية تصويت الحكومة ليتضامن معها حيث لا يصح له التصويت ضدها.

2 ـ ومن قضايا التحريض غير المسؤولة البحث في مقالات أحد الوزراء قبل توليه الوزارة ومحاسبته عليها في وقت يفرض الدستور المتباكى عليه أن تكون المحاسبة منذ بدء التعيين في الوزارة لا قبلها.

3 ـ حزنت على خروج الوزير الرائع محمد النومس أكثر الله من أمثاله وإن شاء الله أن يكون الوزير شعيب المويزري خير خلف لخير سلف.

احمد الصراف

آلام خالد

يقول صديقي خالد: ذهبت الى أميركا قبل 40 عاما للدراسة، وفي المدرسة الداخلية حددوا فصولنا وسكننا وضرورة حضور قداس الأحد. أخبرني المشرف بأنني معفى من القداس لاختلاف المعتقد، فقلت له بأنني كتابي مؤمن، ولا شيء يمنع دخولي الأبرشية. اعجبهم موقفي المتسامح، وكنت حينها أعرف ما يكفي عن الدين، وأن اسلافي، عندما فتحوا الشام والأندلس، لم يهدموا كنيسة ولم يقتلوا قسيسا! بعدها باشهر قليلة حلت أعياد الميلاد ورأس السنة، واحترت الى أين اذهب لأسابيع ثلاثة والسكن مغلق، والوطن بعيد؟ ولم اعلم أن إدارة المدرسة رتبت استضافة ثلاث أسر أميركية لي، وهكذا كان. كانت تجربة أكثر من جميلة. بعدها بشهرين حل شهر رمضان، فأخبرت الأستاذ المسؤول بأنني لن اشارك البقية في تناول وجبات الطعام، وأن ديني يفرض علي الصيام لشهر كامل، وسأكتفي بسندويتشة في السحور، ومشاركتهم الافطار. واعتقدت بأنني سأترك لحالي، ولكن الأستاذ أخذني للشيف وشرح له وضعي، فقرر هذا، على الرغم من اعتراضي، أن يقوم بتحضير وجبات خاصة لي طوال الشهر، وقد قدرت له ذلك كثيرا، لعلمي بما يعانيه من جهد غير عادي منه، خاصة أن لا علاقة تربطني به. بعدها اصبح الجميع يتقبل وضعي ويزداد فضولهم لمعرفة ما سأقوم به بعد صيام شهر، فأخبرتهم بعاداتنا في العيد والتقاء الأهل في بيتنا الكبير وقيام كبار العائلة بتوزيع الهدايا النقدية علينا، ومشاعر الفرح بصيام الشهر وتناول أول وجبة غداء بحضور الجميع. وفي اليوم الأخير من شهر رمضان، فاجأني بعض أصدقائي بإيقاظي من النوم في الرابعة فجرا، والطلب مني مرافقتهم لبيت المشرف، وهناك استغربت الأمر، خاصة ان البيت غارق في الظلام، وما ان فتحت الباب حتى فوجئت بالأنوار تضاء والجميع بالداخل يصيح بصوت واحد «عيد مبارك»! عقدت المفاجأة لساني ولا أدري ما تمتمت به من كلمات شكر وتقدير، فقد اختاروا وقتا مزعجا جدا بالنسبة لهم، وغاليا ومهما بالنسبة لي، وهو موعد العيد في الكويت نفسه، مع فارق الوقت! وهنا ايضا اذهلني اخلاصهم وتقديرهم لما يعنيه العيد بالنسبة لفرد مسلم وحيد، فشكرتهم على محبتهم، وكيف أنهم فضلوا جميعا تهنئتني على هناء النوم في فراش دافئ! وهنا قادني مشرف الدار للهاتف، وقال إن بإمكاني إجراء مكالمة خارجية والتحدث مع أهلي لعشرين دقيقة مجانا، وأنهم شاركوا جميعا في تغطية تكلفتها، فنظرت اليهم بامتنان ولا أعتقد أنني رأيت وجه أحد منهم، فدموع الشكر كانت تغطي بصري، فقد كنت ساعتها أشعر بحنين جارف لسماع صوت والدي واخوتي في تلك المناسبة السعيدة، وكنت أعلم ما يتكلفه الأمر من جهد ومال لإجراء مكالمة صعبة مع الكويت!
تذكرت كل ذلك اليوم وأنا أطالع الصحف، وأتذكر عشرات المساجد التي بناها أهلي وأبناء وطني في العديد من الدول ومنها لبنان وبريطانيا، والتي لم يطالبنا أحد يوما بهدمها، وشعرت بحزن شديد وأنا اقرأ مطالبة ذلك «النائب» بهدم كنائس المسيحيين في الكويت، وتمنيت أن أتواصل مع مدرسي تلك المدرسة وأصدقائي فيها، وأعتذر لهم عما فعله السفهاء منا بحقهم!
التوقيع: خالد عبداللطيف الشايع.

أحمد الصراف