احمد الصراف

بوابة العقل

ذكر لي صديق ووزير سياحة عربي، المثال التالي على مدى تخلف انظمة التعليم في دولنا، وخاصة ما تعلق باستخدام انظمة الاتصال والمعرفة الحديثة، وقال انه، ضمن جهوده لتطوير السياحة، قرر أن ينشئ موقعا إلكترونيا لوزارته يمكن للسائح عن طريقه الحصول على ما يريد من معلومات وإجراء حجوزات الفنادق والمطاعم بأسهل الطرق. وقال إنه تقدم بطلب لديوان المحاسبة بعنوان «البوابة الإلكترونية» للحصول على موافقتها على صرف المبلغ، وبعد تأخر وصول الموافقة قام شخصيا بالاتصال برئيس الديوان، فقال له هذا إن الطلب مرفوض لأن وزارة السياحة ليست بحاجة لـ «بوابة الكترونية»، فعدد العسكريين على مدخلها كاف!
وفي سياق التعلم والتعليم، وفي جلسة جمعتنا بالأستاذ فخري شهاب، الاقتصادي الكويتي الكبير، قبل بضع سنوات، ذكر لنا أنه عندما انتقل والده من العراق للعمل في البحرين أدخله والده مدرسة دينية تقليدية، وهي التي يكون فيها البواب والمالك والمدرس والناظر شخصاً واحداً، والمنهج مكون من مادة واحدة فقط، ويقول إن من ذكرياته أن الملا كان يكافئ التلميذ المجد بمنحه «شرف» التقاط القمل من شعر رأسه أو لحيته الكثة!
وقد أعادتني قصة الأستاذ فخري مع الملا لتجربتي الشخصية، فبالرغم من عقلية والدي المتفتحة، مقارنة بالكثيرين من جيله، وربما الفضل في ذلك لتعدد قراءاته وانفتاحه على الآخر، وهذا سبب معارضة المؤسسة الدينية لأي قراءة خارج ما يرغبون من الآخرين قراءته والاطلاع عليه! اقول بالرغم من تقدم فكر والدي، فإنه اضطر لأن يرسلني الى «الكُتّاب» أو الملا لتلقي الدروس الدينية، وكان ذلك قبل ستين عاما تقريبا، ولا تزال ذكريات تلك المرحلة التي لم تدم لأكثر من شهرين أو ثلاثة عالقة بذاكرتي، فلا أزال أتذكر هيئة الملا المخيفة والمبهدلة، وإصراره على مشاركتي في لفافة الخبز المدهونة بالزبدة والسكر التي كنت آخذها معي. كما أتذكر الحصير الخشن الذي كنا نجلس عليه والذي كانت آثاره، بعد طول جلوس، تنحفر في أقدامنا، كما كانت قطعة القماش المهترئة فوق رؤوسنا تمرر اشعة الشمس الحارة أكثر مما تحجب. وبالرغم من أن الذهاب الى الملا كان يمنعنا من التسكع، كصبية أشقياء، في الشارع، فإن وجودنا عنده كان عبثا ما بعده عبث. ولو قارنا الوضع بعد 60 عاما، في ضوء ما ورد من مصائب في ملف القبس عن التعليم، وبعد صرف مليارات الدولارات، فإن الوضع، نسبيا، لم يتقدم كثيرا، والفضل للعقليات التي كبست على انفاس كل مبدع وفنان ومحب للحرية. وبالمناسبة، توجد في أفغانستان وباكستان اليوم أكثر من 150 ألف مدرسة طبق الأصل عن المدرسة «النموذجية» التي كنت أدرس فيها وأنا في السادسة من عمري، وهي مدارس لم تفرخ غير جيش طالباني وقادة افغان، وعليك تخيل ما سيكون عليه حال عالمنا الإسلامي بعد نصف قرن!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

أبعدوا الفتنة

حذّرت في هذه الزاوية، ولأكثر من مرة، من الفتنة الطائفية، وبيّنت ضرورة وأدها في مهدها قبل ان تستفحل، ودعوت جميع الاطراف الى الابتعاد عن الطرح الطائفي، لكن هذه الدعوة لا تعني سكوتنا عمن يستمر في طرحه وتأجيجه للمشاعر الطائفية، فالسكوت يؤدي الى مزيد من التفكك في المجتمع الكويتي الصغير.. ومناقشة هذا المفتن ووقفه عند حده يقتلان الفتنة قبل ان تكبر.
عندما تكلمنا عن ترخيص الحسينيات.. قالوا انها مرخصة! وسكتنا مع علمنا بان كل حسينية مرخصة قد يقابلها عشر حسينيات غير مرخصة، لكن الخوف من اثارة الفتنة أسكتنا.
وعندما طالبنا باشراف الحكومة على ما يجري في الحسينيات، كما هي الحال في المساجد، قالوا لنا ان الحسينيات ليست دور عبادة! و(تلطمنا على شحم ولحم) مع علمنا بأن معظم المجالس الحسينية تقام فيها، لكنها الفتنة لعن الله من ايقظها!
وفي المجالس البرلمانية السابقة طالبوا بمحاكم تحكم لهم وفقا للمذهب الجعفري، فقلنا هذا حق لهم، وتفضل الوزير السلفي احمد باقر، وزير العدل آنذاك، بتسهيل هذا الامر، وهكذا كنا دائما نسعى الى درء الفتنة وما ينتج عنها من سكوت عما نراه ونشاهده حرصاً على وحدة المجتمع.
اليوم تطالب هذه المجموعة بمنع وزارة البلدية من الاشراف على المقبرة بحجة انها مقبرة للطائفة.
والمتابع لتصريحات ممثليهم في مجلس الامة يجدها استفزازية لا داعي لها.. ونبرة التحدي والتهديد والوعيد هي المسيطرة..!
انني ادعو اخواني.. وجيراني.. وشركائي.. واصدقائي.. العقلاء من ابناء الطائفة الى مراعاة مصلحة الكويت ومجتمعها الصغير الذي يكفيه تشرذماً وتفككا اليوم.. ادعوهم الى وقف هذه المطالبات التي لن تنتهي ولن تقف عند حد، نحن في دولة قانون ودولة مؤسسات وهذه البلاد بنيت وتأسست على ثوابت منذ اكثر من ثلاثمائة سنة، ومن اراد تغييرها فسيتعب ويتعبنا معه فرأفة ورحمة بالكويت.

حسن العيسى

مطلوب رؤوسكم ورؤوسنا

في التصويت على مشروع قانون الإعدام لمن يطعن في الرسول أو الذات الإلهية سكت النواب المحسوبون على التقدميين- أعتقد أن كلمة تقدميين كذبة كبيرة صدقناها بغباء- في النقاش حول مشروعية مثل تلك المادة “الدراكونية”، ثم صوتوا عليها كما وردت، ضاربين عرض الحائط بكل أدبيات العقل والاتزان في العملية التشريعية… هل تدرون ماذا حدث؟! حشرهم النائب جمعان الحربش في خانة من لا يصوت على المادة فهو محسوب على “الملاحدة الجدد”، أي أنه يرضى بالطعن في الرسول أو الذات الإلهية… وحدثت الطامة حين صدق هؤلاء تهديدات الحربش والقوى الدينية الحاكمة بأمر الاستبداد!
لم يقف نائب واحد من أشباه التقدميين، الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، ليسأل من صاغ تلك المادة ما إذا كان المقصود بها الدفاع عن الرسول والذود عنه من سفه السفهاء أم هو إعلان الانتصار النهائي لدعاة الدولة الدينية الاستبدادية، وتم ترك موضوع مادة العقوبة للنواب الشيعة دون غيرهم ليعترضوا عليها من أبواب الفقه الجعفري- كما كتب فاخر سلطان في الوطن- لا من أبواب مرامي التشريع حين يكون أداة للتقدم والحريات. تصور “نوابنا” أن المقصود بالتشريع هو تلك الشراذم الفاقدة لحس المسؤولية، وتتعدى على معتقدات الغير! أو أنها معركة “الشيعة” وحدهم فما شأنهم بما يحدث! وما علاقتهم بالأمر؟!
يا حسرة عليكم، وعلى هذه الديمقراطية السوداء حين تقتل الحرية باسم الحرية، وحين تصادر المعتقدات الإنسانية باسم المعتقدات الإنسانية، وحين تشوه مقاصد الدين باسم الدين، وحين تسلق التشريعات من أجل إرضاء نهم دعاة الرأي الواحد والنهج الواحد وجماعات “البعد الواحد”.
المقصود بذلك التشريع ليس كما روج له دعاته بأنه للحفاظ على اسم الرسول والذات الإلهية، المقصود في الحقيقة أنتم ونحن وبقية خلق الله، لا فرق بين مؤمن وملحد ومسلم وغير مسلم! المقصود مصادرة وجودكم وتفكيركم، وفرض الرؤية الواحدة للدنيا من قبل حماة الدين كما يزعمون، كي تصبحوا (ونصبح معكم وقبلكم) في النهاية عبيداً في أسواقهم يتاجرون بحرياتنا وبعقولنا كما يريدون بثمن حماية الدين والمعتقدات… في تشريعهم عودة مخيفة لمحاكم التفتيش الإسبانية في نهاية القرون الوسطى حين هدد المسلمون واليهود: إما تغيير دياناتهم أو الخضوع لأبشع أنواع التعذيب بنبش صدورهم أو الطرد من قشتالة.
لنقف هنا قليلاً، هل تتذكرون المرحوم د. أحمد البغدادي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الكويت، أعرفه جيداً، كان أكثر تديناً والتزاماً بالشرع من الكثيرين من دعاة أيامنا المظلمة ومن الانتهازيين الراكبين فوق الموجة الدينية والمتربصين بحرية الكلمة والفكر… أحمد البغدادي كتب كلمة واحدة في مقال بحثي طويل عام ٩٩ فسرته المحكمة، بعد بلاغ من أحد المحتسبة في ذلك العام، بأنه إساءة إلى الرسول، وحكم عليه بالسجن، وقضى أسبوعين في سجن طلحة، وأفرج عنه بعفو أميري من الأمير الراحل جابر الأحمد.
من أجل كلمة واحدة وفي اجتهاد قانوني لمحكمة الموضوع قد يختلف معه الكثيرون زج بالبغدادي في السجن، فماذا سيحدث اليوم أمام حفل المزايدات واحتفالات قيام الدولة الدينية… هل ستنبشون قبر أحمد لتعلقوا رفاته على مشانق طيشكم وتهوركم التشريعي؟ اتقوا الله في وطنكم وفي مستقبله الضائع بسببكم وبسبب غياب أولوياتكم وجهلكم بالحضارة والثقافة وحقدكم الدفين وكراهيتكم للغير.

احمد الصراف

مؤامرة صلاح ووفاة سمير

يقول الزميل صلاح محسن لا توجد مؤامرة من دون توافر عناصرها، وقد يكون الضحية هو من وفرها، ويعني بذلك أن الحياة، بكل مستوياتها، لا تخلو من المؤامرات، ولكن علينا كأفراد ومؤسسات سد منافذ دخول المؤامرات، فهذه لا تأتي إلا عندما يكون المناخ في بلد، أو ظرف ما مهيئا ومشجعا لقيام المؤامرة. فلو امتلك شخص ثروة كبيرة وبدأ في تبذيرها، واستغل البعض الوضع لتحقيق أقصى المكاسب لأنفسهم من هذا التبذير فهل في الأمر مؤامرة، أم أن هؤلاء تآمروا على الضحية، أم أن سذاجة المبذر هي التي سهلت لهم ودفعتهم لمحاولة الاستفادة القصوى من الثروة الضائعة؟ فنحن جميعا نعيش في عالم يخلو من المثالية، وإن لم يتم استغلال سذاجة هذا الشخص من جهة فسيتعرض للاستغلال، وليس للمؤامرة، من جهة أخرى، وبالتالي نحن مطالبون جميعا بنشر الوعي والتوعية، وإنشاء المؤسسات غير الربحية التي تعنى بالمحرومين وقليلي الحظ، وأن تكون المناهج الدراسية متماشية مع التطور والعصر، ولا تتكلم عن «عادات وتقاليد» أهل الكهف، فعالمنا اليوم لا يرحم الجاهل الفاقد للمعلومة الحديثة! ولو نظرنا للشعوب التي تشتكي من وجود مؤامرات عليها لوجدنا أن نسبة التعليم فيها متدنية، ويسود أفرادها جهل كبير، والدليل على ذلك ان الحديث عن وجود مؤامرة في دولة كالنرويج، على الرغم من ثرائها وامتلاكها لمخزون نفطي هائل، أمر غير وارد، فلم لم تتآمر عليها بريطانيا مثلا وتسلبها ثرواتها، وهي التي لا تبعد عنها غير بضع مئات من الأميال، ولماذا تبحر جحافلها لآلاف الأميال لتتآمر على دولنا وتسلبنا خيراتنا ونفطنا؟ الجواب البسيط هو جهلنا وغباؤنا، وليس تآمر الآخرين علينا! وفي السياق نفسه يقول صديقي السوري إن ما يحدث في وطنه هو نوع من المؤامرة، وعندما سألته إن كان بقاء أسرة واحدة في الحكم لأكثر من 40 سنة مؤامرة أم لا رفض الإجابة. والطريف أن تنظيم الإخوان المسلمين كان دائم الشكوى من وجود مؤامرة غربية ضدهم تمنع وصولهم الى الحكم! وحيث انهم وصلوا للحكم، أو كادوا في أكثر من دولة عربية، فهل هناك مؤامرة غربية لإيصالهم للحكم؟ وهل سيعترفون بأنهم قبلوا بالتآمر عليهم ليصلوا الى الحكم؟ وكيف يصبح حرمانهم من الحكم مؤامرة وإيصالهم للحكم تعاونا وقبولا؟
***
• ملاحظة: في خضم كل هذا الشحن الطائفي الذي تعيشه البلاد، أتمنى على شيوخ الأسرة والنواب والوزراء، ورجال دين كل الطوائف والجميع المشاركة في تقديم واجب العزاء لأسرة رجل الأعمال، المرحوم سمير سعيد، الذي طالما أمتعنا بفنه الرفيع وخلقه العالي، وهي فرصة لنثبت للكل أن وحدتنا الوطنية فوق كل اعتبار، وأن نبيّن لوالدته ان حياة وحيدها، فلذة كبدها، لن تضيع سدى.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

قووم يا بطل

لا تعرفني يا بطل ولا صلة شخصية تربطني بك سوى دفتر مذكرات قديم يحمل توقيعك، لكن ما أعرفه جيداً أنك جزء من ذاكرتي ككويتي، بل جزء من حياتي، فأنت فرحتي بخليجي 10، وأنت بكائي عندما تصديت لركلة جزاء فيصل الدخيل، وأنت حلمي الذي كنت أسعى إليه كلما كنت أقفز على السرير ممسكاً بكرتي متأملا أن أكون أنت.
عندما كنت أريد تقليد الحربان كانت أول جملة أقولها “ويصدها سمير سعيد”، عندما كنا نرتدي زي حارس المرمى، ونحن صغار، كان رقم 22 هو اختيارنا الوحيد، عندما كنا نتكلم عن البطولة والقوة في طفولتنا فإن استمرارك في المباراة رغم إصابتك والغرز التي ملأت فكك السفلي كان نموذجنا، عندما كنا نحتفل بالفوز كنا نريد تقليد فرحتك بكأس الأمير.
أنت لست نجم كرة قدم نحبه ونتعلق به، وحين غيابه عن الملاعب نفتن بنجم آخر، بل أنت ذاكرة وطن ورمز جميل من رموزه تختلف كلياً عمن سبقك ومن تلاك، فأنت تملك ما لا يملكه غيرك من مبدعين. لا أعرف تحديداً ما المختلف فيك، وأسعى إلى استيعابه، ولكني أعجز عن فهم ذلك، فأنت نجم توقف عن اللعب منذ ما يقارب 15 عاماً أو أكثر، ويحظى بتلك الشعبية الجارفة إلى اليوم وبهذا الزخم، وهو تأكيد على أنك مختلف حتى في تأثيرك في الجمهور ممن يهتم بالرياضة أو لا يهتم، ممن يشجع العربي أو من القدساوية مثلي لا يهم فجميعنا نحبك وهذا هو المختلف.
ولأنك مختلف فإن شعوري بالحزن عليك من جراء الحادث الأليم الذي ألمّ بك مختلف، فشعور الحزن هذا لم ألمسه من ذي قبل ولم أشعر به، لقد علمتني يا سمير منذ الطفولة أنك أقوى من الألم لذلك كلي أمل في أنك ستفوق وتتعافى بإذن الله من مصابك، فأنت جزء من حياتي وحياة الآلاف غيري ممن لا تعرفهم وهم يعرفونك جيدا، وأنت نموذج ومثال وقدوة لهم كل على طريقته وحسب مزاجه، ولكنك قطعة من الكويت لا نتنازل عنها جميعا.
أسأل الله العلي القدير أن يمنّ عليك بالصحة والعافية وأن ترجع إلى أهلك وذويك معافى بإذن الله.

ضمن نطاق التغطية:
لم أتمكن سوى أن أكتب ما دار في خاطري وسيطر على تفكيري في الأيام الماضية، وهو بطل الكويت سمير سعيد، “قووم يا بطل” واحمِ ذاكرتنا التي تزخر بصور لك وبإبداعاتك، وكل الشكر لسمو الأمير لتفاعله مع أبناء الكويت ومن قدموا لها الكثير.

عادل عبدالله المطيري

الأغلبية الهشة وطبلة الحكومة وعصاها

يقال إن أضعف الحكومات هي الحكومات الائتلافية التي تتشكل من مجموعة أحزاب، لأن مصيرها يكون أحيانا معلقا في يد حزب سياسي صغير جدا!

وكذلك حال الأغلبية البرلمانية الحالية في مجلس الأمة الكويتي، حيث جمعتها «عصا» الحكومة السابقة والتي قد تفرقها «طبلة» الحكومة الحالية، وأقصد بعصا الحكومة السابقة خروجها الصارخ على القواعد الدستورية والسياسية مما أدى إلى توحيد قوى المعارضة السياسية في جبهة واحدة، وهذا بالتأكيد حدث استثناء لا يتكرر كثيرا وإن كان مشابها لأحداث دواوين الاثنين في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تشكل تحالف سياسي من نواب المجلس المنحل آنذاك وبعض السياسيين، عندما تعطل العمل ببعض مواد الدستور وحل البرلمان حلا غير دستوري وتشكلت في حينها جبهة سياسية معارضة من كل أطياف المجتمع، استمر هذا التجمع أو التحالف حتى تحقيق هدفه الأساسي وهو عودة الحياة الديموقراطية مرة أخرى، وبعدها انتهى تجمع دواوين الاثنين، ونشبت خلافات سياسية بين ممثليه في مجلس الأمة، وأتوقع ألا يكون مصير الأغلبية البرلمانية الحالية أفضل من مصير تجمع دواوين الاثنين.

فالتنسيق بين كتلة نيابية مكونة من 33 نائبا عملية صعبة ومعقدة جدا، فأي أغلبية برلمانية لا يجمعها وعاء فكري واحد لا يمكن أن تستمر، حتى ولو اتفقوا على بعض الأولويات ربما سيختلفون على طريقة تحقيقها.

كذلك تواجه الأغلبية البرلمانية صعوبة في التنسيق فيما بينها بالشق الرقابي للعمل البرلماني، فقد رأينا أكثر من مرة كيف أن الأغلبية البرلمانية بالكاد تنجح في وقف نوابها عن تقديم استجواباتهم منفردين.

الأغلبية البرلمانية هشة جدا حتى ان مجرد إقامة ندوة فكرية «كملتقى النهضة» كاد يعصف بها، حيث عارض قيامه بعض نوابها وأيده البعض الآخر، وجميعنا رأى التراشق الإعلامي بين نواب الأغلبية أنفسهم.

ربما تنجح الحكومة في المستقبل بتمزيق هذه الأغلبية على خلفية إقامة احتفالات أو مؤتمرات فكرية وسياسية أو حتى محاباة طرف على آخر داخل الأغلبية في التعيينات أو المناقصات، فلا يمكن أيضا أن تبقى الحكومة رهينة للأغلبية النيابية على طول الخط، وعندها سنتأكد أنه إذا ما كانت الشعوب العربية تنطبق عليها المقولة الشهيرة «تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا» فإن نواب وممثلى الأمة هم عكس شعوبهم «تجمعهم العصا وتفرقهم الطبلة».

والدنيا ربيع «عربي» والجو بديع «وربما فظيع» «أفلّي» على كل المواضيع!

سامي النصف

قضايا منتصف الأسبوع

شهادة حق في وزير الدفاع الشيخ احمد الخالد الذي عرف عنه الشجاعة والنزاهة ونظافة اليد وعدم المجاملة في قول وعمل الحق، الكويت تحتاج الى الهدوء الشديد والاسترخاء السياسي لمدة طويلة كي يتفرغ الوزراء والنواب للانجاز ومن ثم محاولة اللحاق بركب دول الجوار والذي اصبحنا لا نراه الا.. بالدربيل..!

***

قرت اعين اهل الكويت باطلاق سراح المواطن علي الحربي من سجون العراق، نرجو ان تعمل الكويت على اسقاط احكام السجن الصادرة في العراق ضد مهندس الطيران الكويتي حمد البعيجان والكابتن العراقي نمير الجنابي وان يتم ضمن صفقة مخالصة مؤسستي الطيران الكويتية والعراقية اعطاء الكابتن نمير وشقيقه وزوجته استحقاقاتهم المالية من «العراقية» التي حرموا منها بسبب شهادتهم مع «الكويتية» في المحاكم البريطانية، والوفاء شيء جميل..!

***

في بداية الثمانينات وابان وجود موسيقار الجيل محمد عبدالوهاب والاخوين رحباني كتب الكاتب الفني الأشهر محمد بديع سربية ان الملحن الكويتي يوسف المهنا هو الاشهر في الوطن العربي من محيطه الى خليجه بسبب الانتشار الساحق لاغنيته «ابعاد» لمحمد عبده و«اوه يالازرق» التي صاحبت وصول منتخب الكويت لكأس العالم ودعم الشعب العربي له، المبدع يوسف المهنا يقوم هذه الايام بعمل موسيقي مميز وغير مسبوق اسماه «كلاكيت ثاني مرة» يعيد من خلاله تلحين كثير من الاغاني الكلاسيكية العربية وتحويلها الى انغام كويتية محلية، وهو جهد ابداعي يشكر عليه، نرجو دعمه من قبل الجهات المعنية في وزارة الاعلام لنرجع الكويت للزمن الجميل عندما كانت رائدة في كل شيء.

***

ومن ابداع المهنا الى ابداع كويتي آخر، حيث دعانا المنتج والمخرج المسرحي الكويتي المبدع سليمان البسام لعرض مسرحيته الجديدة على مسرح الجامعة الامريكية في القاهرة الا ان المظاهرات الملايينية في ميدان التحرير المجاور وسد الطرقات منعنا من الوصول، وفي سياق المبدعين التقيت محب الكويت الكبير ومن وقف خلف عمل «الليلة المحمدية» الشهير الذي اسر قلوب المصريين وجعلهم يقفون بقوة مع الحق الكويتي عام 1990 «الصهبجي» وجدي الحكيم الذي لديه معين لا ينضب من الابداع يقف خلف كثير من الاعمال الاعلامية المميزة التي تستحق الدعم والمؤازرة من قبل بلده الثاني الكويت.

***

عيب وحرام وليس من الاخلاق التي جبل عليها شعب الكويت الحاني والمضياف.. حارس عربي في سوق المباركية حدث له إشكال مع 3 شباب لا نعلم كنهه وتفاصيله الا انه انتهى بقتله، فهل يصح ويقبل ذلك الامر خاصة ان الشباب الجاني قادر على ايذائه وضربه دون قتله؟ نرجو ان نرى احكاما مشددة ومغلظة في هذه القضية وغيرها، فقد تسببت احكام البراءة المسبقة في كل الجرائم والسرقات التي تجري في البلد والتي يعتقد فاعلوها اننا بلد سهود ومهود لا حساب ولا عقاب فيه.. وشوية شدة تنفع ولا تضر ونرجو سريعا بناء المزيد من السجون.. والكثير من المشانق..!

***

آخر محطة: الشباب الشتام يمكن له ان يحرق البلد بشتائمه الجارحة التي تضرب هيبة السلطة في الصميم والتي يوجه بعضها تجاه شركاء الوطن الآخرين، الواجب ان يحجز الشباب الشتام بالسجون لمدد طويلة وان يعاد تأهيلهم وهم داخله لا خارجه، حالهم حال الشباب المتطرف الذين تسببوا في إسالة الدماء الكويتية قبل سنوات قليلة.. للمعلومة اسوأ الانواع هو.. المتطرف الشتام الكذاب..!

احمد الصراف

عقول الخراف أفضل أم الغنم؟

لسبب ما يثق البعض في السلف أكثر من «الاخوان»، ربما لاعتقادهم باستقامة هؤلاء مقارنة بغيرهم لأنهم «بتاع ربنا» ولا يخشى منهم، ولكن الحقيقة غير ذلك، فطموحهم للوصول للسلطة، والتمتع بما يأتي معها من مال وجاه وقوة لا يقل عن شهوة أي دكتاتور للسلطة، وليسوا أقل من غيرهم حبا بمباهج الحياة، وما يتلبسوه من مظهر قاس ولباس خشن ليس الا «كاموفلاجا»، أو أداة استرزاق! وقد بينت حادثة كذب النائب السلفي البلكيمي، والذي يصنف بين الأطول لحية في البرلمان المصري، وما قام به من تغيير لشكل أنفه بعملية تجميل محرمة شرعا، والادعاء بأنه تعرض للاعتداء، وما أشيع، من دون نفي، من اقترانه بممثلة مصرية صغيرة، بينت أن لهم نقاط ضعفهم وهوان حالهم، وبالتالي لم استغرب ابدا قيام كبيرهم، حازم صلاح أبو اسماعيل، المرشح السلفي لتولي رئاسة مصر، بتزوير صريح لأوراق ترشيحه التي ذكر فيها أن أمه مصرية، وتبين لاحقا أنه كذب حيث انها اميركية، وقد تعلل بأنه لم يقم باي تزوير في الأوراق، التي ذكر فيها تحت افادته بـ «الله أعلم»!
وفي خطبة لشيخ أزهري أمام جموع سلفية تبلغ عشرات الآلاف قال: جاء أخ من العمرة أمس واتصل بي ليقول انه التقى بفلان (!) في المسجد النبوي، وأن هذا الفلان له 15 عاما لا يترك صلاة في المسجد النبوي، وأنه راى رؤيا بأن النبي دخل عليهم فسأل عن حاتم ابو اسماعيل، وأقسم بالله أن هذا حدث، (وكرر) أن النبي سأل عن حاتم ابو اسماعيل، وقال ابلغوه ان الله راض عنه! ويعلم الخطيب جيدا أن الجموع التي تستمع له وتهلل وتكبر ستصدق روايته وستعطي صوتها لمن رضي الله عنه، وهذا يعني أن السلف، وغيرهم من الجماعات الدينية، على استعداد لبيع كل شيء في سبيل الوصول للسلطة.
أما صاحبنا الشيخ محمد الفالي، الذي اراحنا بترك الكويت للأبد، ولكنه لا يزال يطل علينا بين الفترة والأخرى من قنوات التلفزيون، ذكر في مقابلة تلفزيونية التالي: أكبر ولاية في اميركا هي كاليفورنيا، وهي أهم ولاية من الناحية الثقافية(!!) وأهم مدن كاليفورنيا هي «سان هوسيه» (san Jose)، و«سان» تعني قديس، اذا «هوسية» تعني شنوا؟ هوسيه هو حسين باللغة اللاتينية (!) فباللاتيني ما عندهم نقط لحرف السين، لأن عندهم حرف «ز»، فاسرائيل تلفظ ازرائيل، أما النون في آخر كلمة حسين فلا تلفظ، فالفرنسيون يقولون «باري» وليس «باريس»! وبالتالي سان هوسيه هي مدينة القديس الحسين!
والآن هل هناك تجنٍ على الدين ورموزه، سواء في أقوال الأول أو الثاني، أكثر من هذا الخرط واللغو الذي لا يستفاد منه في غير تغييب العقول وتسطيح الأفكار؟ وهل أصبحت الرؤيا واسم مدينة في كاليفورنيا هما ما نحن بحاجة لهما لحل المستعصي من مشاكلنا؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

أبناء عمنا… ولا فخر

الخبر، كما نشرته هذه الصحيفة التي بين يديك: “سيناريست يهودي يتهم الممثل ميل غيبسون بمعاداة السامية”. ليش يا أخانا اليهودي؟ لأنني أعطيته سيناريو فيلم يتحدث عن بطولة أحد اليهود فرفض غيبسون الفيلم، لذا فهو معاد للسامية لاشك.
هذا هو السبب فقط، وهو سبب مقنع كما ترى، عندك اعتراض؟ وبالطبع سيضغط اللوبي اليهودي على أعصاب غيبسون، فيعقد الأخير مؤتمراً صحافياً يبرر فيه رفضه ويكرر حجته: “السيناريو ضعيف ولا يرقى إلى إخراجه كفيلم”، فترد الجماعات اليهودية عليه وهي تمسح دموع المظلومية: “إلى متى ستستمر في معاداة السامية” فيقسم غيبسون برأس أمه إنه لا يعاديها، فتقسم الجماعات برأس أمه هو إنه يعاديها، ويدور السجال على حل شعره وعلى صفحات الصحف وشاشات الفضائيات، فيذعن غيبسون في النهاية ويوافق مذموماً مدحورا، وبلا منة، رغماً عن أنفه، أو غصباً عن نخرتو، كما يقول ربعنا السودانيون.
ويقولون: “السينما الأميركية حرة”، وأقول: “السينما الأميركية هرة… تتحكحك على أقدام اليهود وأصحاب رؤوس الأموال”. وتنمو الصحافة الأميركية والسينما الأميركية والسياسة الأميركية ورقابها تحت سيف “معاداة السامية”.
وفي الكويت يوقفك شاب في مركز تسوق: “لو سمحت اكتب عن مديري الذي يتربص بي ويبحث عن أدنى سبب لمعاقبتي”، فترد عليه وأنت تقرأ آية الكرسي في سرك: “كان الله في عونك” فيستفسر: “إذاً متى ستكتب عنه؟” فتنفخ إجابتك في وجهه: “أنا أكتب في الشأن العام يا عزيزي، وقضيتك هذه قضية خاصة”، فيعلق بغضب: “قل إنك لا تكتب إلا ما يشتهيه ملّاك الصحيفة”! وقبل أن يرتكز حاجباك دهشة وغضباً يطلق عليك رصاصته الثانية: “للأسف، كنت أحترمك”، فترفع عينيك إلى السماء، بنظرة لا يفهمها إلا خالقك، وتغمغم، أيضاً في سرك: “خذ احترامك لي ومعه خمسة دنانير وابتعد عني قبل أن أفجر موكبك”. وتحدث نفسك: “هل أنا مضطر إلى تذكيره بما كتبته ضد ناشر الجريدة؟”.
وتذهب للمشاركة في عزاء، فيوقفك رجل عليه من سمات الحكمة ما يبز لقمان: “لماذا لا تتحدث في برنامجك التلفزيوني عن تلك الإدارة التي لا توفر أماكن كافية لوقوف سيارات المراجعين… يا أخي تكسرت سياراتنا من الرصيف! وأنا أظن أن وكيل الوزارة يمتلك محلاً لتصليح السيارات” فترد عليه وأنت تنتزع ابتسامة ترد بها عليه ولك فيها مآرب أخرى: “وقد يكون الوزير شريكه. مُحتَمل”، فيجيبك بجدية سوداء: “أقسم بالله إنني لا أستبعد ذلك. هذه حكومة عصابات”، فتنتبه إلى أن الأمر لا مجال فيه للمزاح، فتعلق: “طبعاً طبعاً، كان الله في عون سياراتكم! سأرى ما يمكنني فعله”، وما يمكنك فعله هو أن تنسى السيارة وصاحبها والرصيف مسرح الجريمة… وتمضي أنت وتمضي أيامك، فيقابلك صاحبك ذو السيارة مرة أخرى ويذكّرك بنفسه وبالموضوع، فتسحب غصة ترهق بلعومك، وتعتذر بأدب “هناك مواضيع أكثر أهمية وإلحاحاً من سيارات المراجعين، منها سياسات هذه الإدارة، رغم أهمية سيارتك بالتأكيد”، تقول هذا الكلام بدلاً من أن تقول “سحقاً لك ولسيارتك”، فيرد عليك وهو يضرب كفاً بكف: “تظهر معادن الرجال في المواقف الصعبة، وأنت، يا للأسف، ظهر معدنك الحقيقي، ويبدو أن الوكيل تمكن من إسكاتك”. فتهز رأسك بابتسامة ملعونة وتسكت بعد أن تأكدت أن العرب أبناء عم اليهود.

سامي النصف

في مصر 25 = 52!

  ما يحدث هذه الأيام أي بعد ثورة 25 يناير يتطابق تماما مع ما حدث بعد ثورة (انقلاب) 52 حيث خرجت الملايين آنذاك تؤيد التحالف الذي قام بين العسكر والإخوان قبل افتراقهما، حيث تم استثناء الاخوان من قانون العزل السياسي وكان الشهيد سيد قطب أول من سمى الانقلاب بالثورة وطالب بالشدة واعتماد الشرعية الثورية لا الشرعية الدستورية في محاربة أحزاب ما قبل الثورة واعتماد مبدأ الحزب الثوري الواحد لا الأحزاب وكتب في 10/9/1952 في روز اليوسف بعد صدور حكم الإعدام الظالم على مصطفى البقري ورفاقه «ان يموت 10 أو 20 خير من أن تفنى الثورة» وقد استخدمت القوانين الاستثنائية كالغدر والتطهير والعزل فيما بعد ضد الاخوان في عامي 54 و65 وذهب ضحيتها من طالب بها.. وما اشبه اليوم بالبارحة.

***

ومن متشابهات ثورتي 25 يناير ويوليو 52 الرغبة المحمومة في الاستئثار بالسلطة ورفض مشاركة الآخرين واستخدام المظاهرات الشعبية والاعتصامات في ميدان التحرير للوصول الى الهدف، وخلق دستور جديد يخدم احد الاطراف، ويشبه تعدي رجال مرشح الأحلام حازم أبو إسماعيل هذه الأيام على مجلس رئاسة الدولة، بتعدي مرشح بيع الأحلام آنذاك جمال عبدالناصر على مجلس رئاسة الدولة وضرب الدكتور الجليل عبدالرزاق السنهوري من قبل المرتزقة والمأجورين عام 54 وكانت تلك بداية الديكتاتورية التي دمرت الاخضر واليابس.

***

ومن المقاربات بين الثورتين تدهور الحالة الاقتصادية ومعها سعر صرف الجنيه المصري الذي كان يعادل 3.5 دولارات، ونفاد احتياطي النقد الأجنبي والذي نتج عنه التحول من الاقتصاد الحر إلى الاقتصاد المقيد وبدء الطوابير الطويلة للحصول على ادنى مستلزمات الحياة كالخبز والرز والبيض والفراخ وهي طوابير مذلة للكرامة لم تكن موجودة في عهد ما قبل ثورة 52 السعيد، وما تلاها من عمليات تأميم لكل شيء، والتي نتج عنها تفشي الفساد وتجارة الشنطة.

***

ولم ير من كان يعيش في العام الأول بعد ثورة 52 بعد ما هو قادم من مآس وحروب وكوارث وانشطار اراضيه (انفصال السودان التي كانت جزءا من مصر) وتقلص الحريات العامة تدريجيا حتى ضاقت السجون بالمعتقلين وانتشر زوار الفجر ممن يحصون ويحاسبون كل مواطن مصري على انفاسه وكلماته، واستبدلت الانظمة القمعية التي جعلت خلق حياة ديموقراطية كريمة الهدف الرابع من أهداف الثورة الستة إخفاقاتها في الداخل بحروب وعمليات تأزيم متواصلة مع القوى الكبرى في الخارج وهناك احتمال كبير لعودة التأزيم مع الخارج (محاربة الشيطان الأكبر) مع وصول بعض المتشددين للحكم في مصر وما يصاحبها بالتبعية من استخدام سياسة اليد الحديدية في الداخل، حيث… لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

***

آخر محطة:

1 ـ العزيزة مصر اشبه هذه الأيام بطائرة قام ركابها بعزل قبطانها الطيار حسني مبارك ثم اختلفوا وهم بالجو على أي «من المرشحين سيرسلونه بدلا منه لكابينة القيادة وأحد الإشكالات القائمة ان أغلب المرشحين لا يملكون التأهيل والخبرة اللازمة للوصول بالطائرة إلى مطار الأمان خاصة ان في الأفق عواصف واعاصير ومطبات قوية تحتاج إلى قائد طائرة محنك للخروج منها بأقل قدر من الأضرار.

2 ـ من الإشكالات الأخرى أن القلة القليلة ذات الخبرة المؤهلة لقيادة الطائرة بشكل آمن أمثال المرشحين سليمان وشفيق مهددة بالعزل بسبب تشريعات غير دستورية تم تفصيلها من قبل «ترزية» القوانين على مقاسهم بالضبط، إشكال آخر هو أنه وأثناء اختلاف الركاب وتجمهرهم بدأ الوقود اللازم لاستمرار تحليق الطائرة (ونعني احتياط العملات الأجنبية لبلد يستورد كل شيء) ينفد بسرعة دون أن يعيره أحد أي اهتمام.. وكان الله في عون الطائرة وركابها مما هو قادم.