احمد الصراف

اللعنة على الإنترنت

تعتبر الإنترنت اعظم مصدر معلومات وأعمق أداة تسلية وتثقيف في تاريخ البشرية، ولو كانت مكانا يقصد له أو شخصا يخاطب لأصبحت محجا لكل طالب معرفة أو فكر أو باحث عن المعلومة أو الحقيقة، والإنسان لم يعرف مصدرا أكثر عمقا وحكمة وفائدة منها، ومع كل هذه المكانة التي تتمتع بها الإنترنت إلا أن بالإمكان، من دون خوف، توجيه اللعنة لها وقت نشاء، ونعتها بما نشتهي من اوصاف من دون أن تطولنا عصا الطاعة، أو سوط مشرع جاهل، وسبب اللعنة أنني كنت لسنوات طوال غير مولع بمشاهدة التلفزيون، ولا أزال. كما لم أحضر يوما جلسة استجواب برلمانية، ولكن الإنترنت أصبحت تنقل لي ما يدور في تلك الجلسات، التي أصبح البعض فيها موضع سخرية وتندر، بالرغم من محاولات غالبية النواب إضفاء نوع من الجدية أو الصدقية لاستجواباتهم. وكنت أعتقد أن النواب لا بد أن امتلكوا يوما حدا أدنى من الموهبة أو الكاريزما، الجاذبية الشخصية، وأنهم مفوهون، وأقوياء في حججهم، وهذا مفترض، فهم لم يفوزوا بأصوات وثقة ناخبيهم بالقوة أو المال، ولكن بالحجة والكلمة، ولكن بالاستماع لكلمات ومشاركات هؤلاء في مجلس نجد أنهم في الغالب متواضعون فكريا وخطابيا، ويفتقدون حتى النطق السليم لأبسط الكلمات، وبدلياتهم لا تعد ولا تحصى. ولو أخذنا النائبين، محمد هايف وعدنان المطوع كمثالين لوجدنا أنه لم يعرف عنهما استخدام اي وسيلة غير شريفة أو مشروعة للوصول للنيابة، وبالتالي من المفترض القول إن خطاباتهما وحججهما هي التي أوصلتهما للبرلمان، ولكن بما أن الاثنين يشكوان من ضعف كبير في الخطابة، والكاريزما، ويقلبان المذكر مؤنثا، والعكس، في خطاباتهما، فلا بد انهما نجحا بطريقة لا علاقة لها بالخطابة ولا المال! وبالتالي لا بد انهما نجحا من خلال التلاعب بمشاعر ناخبيهما وتخويفهما من الآخر او ما يشكله وصول الآخر للبرلمان من خطر عليهم، أو انهما حماة الدين، والمذهب، وعلى ناخبيهما عدم التخلي عنهما. هذا المنحى الخطير لا يمكن القضاء عليه بسهولة، بل يتطلب الأمر جهدا كبيرا، ومن هنا كانت مطالباتنا بتعزيز المناهج الدراسية بما يعزز الوحدة الوطنية، التي لا تقترب منها حاليا ولا تلتفت لها أو تعطيها ما يكفي من اهتمام، وبالتالي نجح وسينجح الاستقطاب الطائفي دائما!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

لصوص أذكياء

ممتعة قصص السرقات، خصوصاً العربية، القديمة منها والحديثة… ففي واحدة من المملكتين العربيتين قبل الإسلام، المناذرة أو الغساسنة (الأولى في العراق، والثانية في جنوبي سورية، وإلى الثانية، الغساسنة، ينتمي غسان تويني ناشر جريدة النهار البيروتية، والد شهيد الاستقلال جبران تويني، الذي اغتيل بتفجير سيارته على يد عصابة بشار الأسد، وينتشر كثير من الغساسنة في تكريت في العراق، إثر هروبهم نتيجة هزيمتهم على يد المسلمين بعد معركة اليرموك) أقول في إحدى هاتين المملكتين، اقتحم مجموعة من اللصوص بيت ابن الملك، أو شقيقه، وقيّدوا الحرس، وسرقوا كل شيء، حتى ثياب الحرس. ولا أظن أنني في حاجة إلى أن أسرد كيف تم الاستدلال عليهم، بعد أن استخدموا ثياب الحرس في مشاويرهم اليومية.
وعندما جيء بهم إلى الملك قال وهو يكاد يقع على ظهره من شدة الضحك: “لن أقتلكم بسبب السرقة، ولا لأنكم تجرأتم فاقتحمتم بيت ابني، بل لشدة غبائكم، يجب أن نبتر هذا النوع من الغباء الجريء”.
وفي السودان الشقيق (لم أقل الشقي)، هذه الأيام، ثمة سرقة، لكنها سرقة تميت الحي وتحيي الميت لشدة الضحك! الناس تسرق خزينة أو مناقصة أو أجهزة أو معدات أو أو أو، لكن أحد المسؤولين في السودان سرق خط طيران “الخرطوم – هيثرو”، أي والله، فقد استيقظ موظفو الخطوط السودانية ليكتشفوا أن خط الطيران قد شُطب من الجداول، ولا أحد، حتى اللحظة، يعرف من قام بشطبه. ومازال الجماعة هناك يرفعون السجاد ويسحبون الكنب إلى الأمام بحثاً عن هذا الخط المفقود! اللهم لا تُضع لنا خطاً يا قادر يا كريم.
وفي دولة عربية أخرى، استولى رئيس هيئة المخزون الغذائي الاستراتيجي ومساعدوه على كل المخزون، وتقاسموه بينهم، وباعوه لحسابهم في السوق، واشتروا بأموال الدولة كميات بديلة عن المخزون المسروق، ليسرقوها مرة أخرى ويبيعوها.
الجميل أن رئيس اللجنة المسؤولة عن التحقيق في ملف سرقات المخزون الاستراتيجي هو ذاته رئيس هيئة المخزون الاستراتيجي، ومساعدوه في لجنة التحقيق هم مساعدوه في الهيئة.

سامي النصف

صدر.. حكم إعدام مصر!

في صيف 1952 قامت في مصر حركة الجيش المباركة التي تحولت الى ثورة أخرجت الملايين الى الشوارع لدعمها وكان عدد سكان البهية مصر آنذاك 20 مليونا على مساحة 3.5 ملايين كم (مساحة مملكة مصر والسودان) وكان سعر الجنيه حتى الأربعينيات يبلغ 5 دولارات (يقارب ضعف سعر الدينار الكويتي وسنرجع في مقال لاحق لتلك القضية)، وفي خطاب عبدالناصر عام 1956 الذي أعلن فيه «أكذوبة» تأميم القناة التي لم تؤمم، بل تم فقط الاستيلاء على مبانيها وبقيت ملكية اسهمها بيد المستثمرين من انجليز وفرنسيين حتى قام نظام عبدالناصر بشراء تلك الأسهم سرا عام 1958 بأسعار مضاعفة حاله حال فتح مضائق تيران سرا للسفن الإسرائيلية، وقد كان بإمكانه ان يشتري تلك الأسهم المعروضة بالسوق دون حرب أو ضرب أو ادعاء تأميم. وهل ترضى مصر قيام رئيس الوزراء الانجليزي بتأميم متاجر هارودز ذات الملكية المصرية بحجة انها بنيت بأيد انجليزية على أرض انجليزية؟

***

في خطاب أكذوبة التأميم يعلن الثوري المدغدغ عبدالناصر حقيقة صادقة وهي ان صندوق النقد الدولي الذي اختلق المعارك معه كما اختلق المعارك مع حلف بغداد بنصائح مسمومة من مستشاره هيكل ومن يقف خلف هيكل قد رفض اعطاءهم 100 مليون دولار تعادل كما أتى في الخطاب 36 مليون جنيه مصري مما يعني ان الجنيه آنذاك كان يعادل 3.3 دولارات أميركية، تلا تلك الأوضاع المتأزمة وتكرر خروج الملايين الى الشوارع والميادين لتأييدها ودعمها خسارة السودان وسيناء وغزة وسورية وبدء القمع واختلاف الحلفاء والشركاء على كعكة الحكم التي تمسك بها ناصر حتى موته وتدهور سعر العملة المصرية وقد عاد الشعب يترحم فيما بعد على من تم تشويه سمعته آنذاك كالملك فاروق حتى فاقت مبيعات الكتب التي تتحدث عن حقبة حكمه السعيدة المزدانة بالديموقراطية والحريات الإعلامية أضعاف مبيعات كتب عبدالناصر والسادات مجتمعين.

***

هذه الأيام ترجع مصر بعد نصف قرن الى نفس الأفعال الثورية المدغدغة والمدمرة، فيتم بالهوجة وفي سبيل البحث عن نصر جماهيري إلغاء عقد الغاز مع إسرائيل من طرف واحد (باق عليه 13 عاما كما كان الباقي على عقد القناة 12 عاما) وينص العقد على ان المحاكم الدولية هي مرجع التقاضي ولا شك ان ارتفاع اسعار الطاقة جعل العقد مضرا بمصر الا ان هذا الضرر لا يبرر إلغاء العقد من وجهة نظر كثير من القانونيين ـ لا الساسة المخادعين ـ فلو ان اسعار الطاقة قد انخفضت في السنوات اللاحقة لتضررت اسرائيل منه دون ان يكون لها حق إلغائه، هذه الأيام لجأت إسرائيل للمحاكم الدولية مطالبة بتعويض قدره 8 مليارات دولار، ولو حصلت على حكم لأُفرغت الخزانة المصرية مما تبقى من عملتها الصعبة ويتم ذلك الإلغاء ومصر تتفاوض مع صندوق النقد الدولي وغيره من منظمات عالمية للحصول على قروض ومعونات لدعم الخزانة العامة للدولة.

***

وبينما يلقي رئيس الوزراء د.كمال الجنزوري كلمة مؤثرة يتحدث فيها عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة وطلبه من السعودية ايداع 3 مليارات دولار في البنوك المصرية تتفجر في الإعلام المصري حملة كاذبة وظالمة على السعودية على معطى القبض على مهرب حبوب مخدرة يدعى أحمد الجيزاوي، ويُدّعى انه محبوس لأسباب سياسية لطعنه في الذات الملكية (لا يوجد في السعودية مثل تلك التهمة) ثم يكتشف بعد «خراب بصرة» ان الشاب قد اعترف امام السفير والقنصل المصري في السعودية بحيازته لتلك المخدرات ويصادف ان تنشر الصحف المصرية في 24/4 خبر قبض الكمين الأمني الذي يسبق عبور جسر السلام لسيناء على شاب يعيش في العريش بتهمة تهريب 114 حبة فياغرا مستوردة (وليست حبوبا مخدرة) بعثتها معه احدى الشركات إلى إحدى صيدليات العريش، ومصادرة سيارته وإحالته للمحاكم المختصة أي حلال هنا حرام هناك.

***

آخر محطة:

نخشى مما نرقب ونرى ان حكم اعدام مصر قد صدر وان تنفيذه قائم على قدم وساق بكفاءة وجدارة وان المخطط يستهدف تدميرها اقتصاديا (انظر تقريري الفايننشال تايمز والديلي تلغراف الخطيرين) ليتلوه «تفتيتها» جغرافيا كي تخسر أطرافها كما خسرت أراضيها بعد ثورة 1952 المباركة! حمى الله مصر من ساستها وإعلامييها وما يفعلونه بها فقد تكالبت الضباع عليها.

حسن العيسى

خلونا على حطتنا

كلام رجعي ومتخلف وضد إرادة الأغلبية التي تمثل الأمة ويسير بعكس رياح الربيع العربي، بهذا يمكن ويجوز أن يصف الكثيرون هذا الرأي الآن، المخالف للمطالبة برئيس وزراء شعبي ليس من أسرة الصباح المالكة، وهذا يعني ضمناً تعديل احتكار ما يسمى وزارات السيادة المفصلة على مقاس الأسرة الحاكمة، وأيضا أن يصبح أبناء الأسرة المالكة، وتحديداً من ذرية مبارك حالهم من حال بقية الشعب ليس في حكم القانون فقط، فهذا أمر مفروغ منه، وإنما بحكم الممارسة الواقعية، لا امتيازات في الوظائف العليا ولا استثناءات في حصاناتهم من المساءلة. وبصيغة مختلفة ولكن بالمعنى ذاته، يصبح المطلوب هو تعديل الدستور كي تكون الكويت “ملكية دستورية” بالمحتوى الحقيقي وليس الشكلي، أي أن الوزراء ورئيس مجلسهم يتم اختيارهم من الأغلبية البرلمانية، وبكلام أدق وأوضح “من حزب الأغلبية”، وتستبعد بالتالي أي امتيازات سياسية للأسرة الحاكمة المالكة، كي تصبح أسرة مالكة فقط وليست حاكمة، أي أن الملك أو الأمير “يسود ولا يحكم”، وعندما نصبح في نظام برلماني صحيح كامل الدسم فكل هذه أمور مستحقة وواجبة، ومن أبجديات الديمقراطيات الحقيقية عندما، واكرر وتحتها خط أسود عريض عندما، نصير على مستوى تلك الديمقراطيات، وعندما نفهم أن الديمقراطية ليست صناديق اقتراع فقط، ولا تعني فرض رأي الأغلبية على الأقلية، أياً كان وصف هذه الأقلية، وإنما يحترم وجودها وحقوقها في ممارسة شعائرها ولا يتم اضطهادها بحجة سيادة الأغلبية، وأن تقبل وتؤمن الأغلبية – وهي أغلبية لا يجمعها الآن غير معارضتها للحكم- بأن الحريات الفردية هي عماد الديمقراطية، فأي ديمقراطية منتخبة بدون وعي إنساني أصيل بالحرية وبدون ثقافة ليبرالية تؤمن بحق الرأي الآخر في التعبير عن نفسه وتفسح مجالاً لمبدأ التسامح لا تعد هذه ديمقراطية، وهي بالتالي “فاشية حديثة” جاءت برغبة الشعب الذي يقدم ولاءاته الخاصة عائلية، وقبلية، وطائفية، ومصالح ذاتية كانت أو غيرها قبل الولاء الأصيل للأمة ومستقبلها. مجلسنا الأخير وتقريباً كمعظم مجالسنا المتحجرة التي سبقته وبشكل أوضح مجالس ما بعد التحرير التي ارتفع نجمها مع صعود تيار الإسلام المسيس هو مجلس فاشٍ، مستبد، لا هم له ولا هدف غير ملاحقة البشر في أبسط حرياتهم، ماذا تلبسون، لماذا تتفسحون في تلك الأماكن… ماذا يحدث في الشقق الخاصة، شوفوا جزيرة كبر وما يحدث فيها، لماذا لا تتم مراقبة الحسينيات ومساجد الشيعة، اقطعوا رقبة اي مسيء لقيمنا الدينية بدون كلام… ماذا ننتظر من هذا المجلس الذي نسي مشايخه المطالبة بفرق “جستابو” ديني محافظ، أم انه فعل ذلك باقتراح النائب رياض العدساني للشرطة الدينية…! ما جديدكم وماذا تريدون؟ وحكومة “الصباح” بمجرد ان أشّرتم بأصابعكم لها هرولت لترضيتكم، فوزير الداخلية بدلاً من أن يعلن الأحكام العرفية على كارثة المرور –وهي فعلاً في حاجة إلى إجراءات استثنائية –أعلن الحرب على الشقق الخاصة ومن يرتادونها، وهل كانوا سكارى أم لا…! وليحشر رجل المباحث أنفه في أفواه الداخلين والخارجين يتشمم رائحة السكر أو عفن الملل في الدولة… إلخ، ولكم أن تقيسوا الأمر ذاته مع بقية الوزراء. إذن، لماذا رئيس وزراء شعبي… طالما “كل شيء حاصل لكم”! وماذا تتوقعون منا، نحن الأقلية المتحررة أو الليبرالية أو اليسارية… أو أي وصف يناسب قواميسكم المتخشبة… هل تريدون أن نصفق لطلبكم بشعبية منصب رئيس الوزراء، حتى تكتمل ديمقراطية “موسليني وهتلر”… لا يا سادة… دعونا على حالنا… فلا نريد أن نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار. فحكومتنا الصباحية هي الرمضاء وأنتم النار، لكنها نار مظلمة لا تنير ولا ترينا ليل الغد.

احمد الصراف

البيئة

تتصدر سويسرا بجدارة قائمة جامعة Yale الأميركية العريقة لعام 2012، كأفضل دولة تهتم بالبيئة في العالم. وتشاركها في فئتها لاتفيا والنرويج، و5 أو 6 دول أخرى. أما فئة الدول الأقل اهتماما، فتضم ألمانيا والغابون والفلبين التي لا يعطيها كثيرون ما تستحقه من احترام، إضافة لتايلند، وما أدراك ما فكرتنا عنها، و30 دولة أخرى تقريبا. أما الدول المتوسطة الاهتمام بالبيئة، فبينها مصر وسريلانكا، وهذه لا ننظر إلى شعبها باحترام كبير، بسبب جهلنا وتخلفنا، وربما عنصريتنا! وفي الفئة نفسها نجد أثيوبيا، افقر دول العالم، ماديا، والإمارات التي تسبق جميع الدول العربية في اهتمامها بالبيئة، وربما يعود الفضل لدبي وقوانينها الرادعة. اما قائمة التصنيف الضعيف، فتضم لبنان، الكونغو، قطر، السودان وسوريا وإيران وهايتي وباكستان. ثم نأتي لذيل القائمة، فنجد اليمن واريتريا، وليس هذا بغريب، ثم العراق وبوسنيا، وايضا هذا متوقع، ثم تأتي دولة بدأ التعليم النظامي فيها قبل مائة عام، وتمتلك 296 مليار دولار احتياطيات نقدية في خزائنها في أوروبا وأميركا، واستثمارات في الصين والهند وغيرها، مع احتياطيات نفطية هائلة، ويمثل شعبها في البرلمان شخصيات مثل دشتي وهايف والقلاف وشخير ووعلان ومطوع وغيرهم، وهذه الدولة هي الكويت، صلوا على النبي! نعم الكويت، التي تبوأت بجدارة المرتبة 126 من بين 132 دولة(!) وهي التي يقر برلمانها سنويا عشرات ملايين الدنانير للصرف على فسفسة ورواتب «هيئة البيئة» من دون أن يكون لدى أي من الأعضاء وقت لسؤال واحد عن وضع البيئة في الكويت، ولا يتردد الأعضاء أنفسهم في الوقت نفسه من شتم بعضهم والامساك بخناق بعض، ومطالبة «الداخلية» بمراقبة الجزر، و«الأوقاف» بهدم الكنائس، والبلدية بإزالة شواهد القبور!
وورد في وسائل الإعلام خبر ان صح يشرح جزءا من سوء وضعنا البيئي، تعلق بخبر استدعاء النيابة للسيد صلاح المضحي، مدير عام هيئة البيئة لمواجهته بأقوال نائبه في حقه، إضافة لاتهامات تتعلق بفضائح تزوير واستيلاء على المال العام، والتي كشفها احد موظفي الهيئة. وقد أخلت النيابة سبيله في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي، بعد دفع كفالة 2000 دينار! وسبق أن تعرض نائب مدير عام البيئة، السيد علي حيدر، لتحقيق مماثل يوم 4/15 وأفرج عنه بكفالة مماثلة!
لا تعليق لا تعليق، فكل الشواهد تقول شيئا واحدا، ولكن في فمي ماء وهواء!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

تعميم العقاب الإلهي

لا أعرف سبباً يجعل التيار الليبرالي في الكويت ينبري للدفاع عن النصارى والبوذيين والكفار في كل قضية يكونون هم طرفاً فيها والطرف الآخر مسلماً؟ وكأنه «انداس على طرفهم»! ويتحمسون لقضايا هؤلاء بشكل لافت للنظر! بينما اذا تعرض الاسلام إلى الاهانة والتشويه وتم التضييق على المسلمين في بلاد الكفار.. لا يتحرك لهم ساكن!
موضوع الاساءة إلى الرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ او امهات المؤمنين مثال على ذلك. وحماستنا هنا لمعاقبة المسيء ليست شخصية، بل لدرء فتنة انتشار هذا الفعل القبيح والاقتداء به من الحاقدين والجهلة، خصوصاً أن الارضية التربوية التي نشأ عليها هؤلاء تساعد على هذا التوجه.
نحن ندرك حقيقة كونية بيّنها القرآن الكريم والرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ وهي ان الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، ولكن إن رأى العامة المنكر بينهم ولم يمنعوه، انزل الله عذابا عمّ الخاصة والعامة. ولذلك، نحن ننكر على هؤلاء للنجاة بأنفسنا من عذاب الله اولاً «وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون». وكم كنت اتمنى من ليبراليي الكويت الذين ثاروا على مجلس الامة عندما اراد التشريع لعقاب المسيء للرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ واصحابه، لو انه كان لديهم الحماس نفسه عندما اصدرت اوروبا، ممثلة في البرلمان الاوروبي، تشريعا يعاقب من ينكر حادثة «الهولوكوست» او حرق هتلر لليهود!
مجرد انكار الحادثة التاريخية جريمة تستحق العقاب في اوروبا، بينما اوروبا هذه استنكرت على ملالي ايران عندما عاقبوا سلمان رشدي لكتاباته بانكار بعض حقائق الاسلام وثوابته، بل واحتضنته واعطته من الجوائز ما لم تعط غيره! عالم عجيب وغريب!
***
تشكيل كتلة الأغلبية
في بداية تشكيل هذا البرلمان قدمت نصيحة إلى النواب المحسوبين على تيار المعارضة بأن يتم تشكيل كتل برلمانية صغيرة تجتمع بين فترة واخرى في كتلة كبيرة عند الحاجة، غير أن هذا الاقتراح لم يؤخذ به، وتم تشكيل كتلة كبيرة من الجميع سميت بكتلة الاغلبية واصبحت تجتمع دوريا لمناقشة القضايا اليومية للمجلس.
اقول ذلك بمناسبة انضمام نواب حدس وآخرين الى كتلة التنمية والاصلاح، فوجود كتل صغيرة تناقش الشأن اليومي في ما بينها افضل بكثير من كتلة كبيرة تكون عرضة للخلاف والتشتت والانتهاء بسرعة، بينما لو دب الخلاف في الكتلة الصغيرة لكانت نتائجه ايضا صغيرة لا تؤثر ع‍لى عمل المعارضة السياسية.
***
• ذهاب وفد برلماني من الاغلبية الى مقابلة سمو رئيس الوزراء لن يتم، لأن هناك بين نواب المعارضة من يرفض هذا الاسلوب ويعتبره تنازلاً! هذه النفسية في قياس الامور هي التي جعلت المعارضة تفشل في كثير من معاركها وينشأ التأزيم والعناد بين الحكومة والمجلس. لا بد من تغيير نمط تفكير هؤلاء إن اردنا النجاح.

سامي النصف

ماذا كنت تفعل يا أبي؟!

عندما وصلت الحرب الكونية الأولى لحالة السكون، وبدأت مرحلة حروب الخنادق والموت الجماعي بالغازات السامة والأسلحة الكيماوية المرعبة، توقفت معها عمليات تطوع الشباب الإنجليزي للدفاع عن التاج البريطاني، حينها قامت وزارة الحرب البريطانية بنشر بوسترات وإعلانات تظهر صورة طفل يسأل والده «أين كنت أثناء الحرب يا أبي؟!» وبالطبع يصبح رد الأب محرجا جدا له إذا لم يتطوع ويحارب لأجل وطنه.

***

أوضاعنا لا تسر وأصبحنا بحق أسوأ كثيرا من أهل بيزنطة المولعين بالخلاف والشقاق والجدل حيث انهم ما كانوا سيكررون أخطاءهم وخلافاتهم لو أتيحت لهم فرصة العودة كما أتيحت لنا بعد ان فقدنا وطننا عام 1990 ونحن في خلاف شديد لم يتوقف حتى أثناء تشردنا بالخارج، وقد تصاعدت خلافاتنا هذه الأيام بشكل مقلق يجعل المراقبين على يقين بأننا مقبلون خلال زمن قصير قادم على أزمات سياسية وخروقات أمنية وكوارث اقتصادية لن تبقي ولن تذر.

***

في ذلك الزمن القادم سريعا سيسأل أطفال كويتيون بعمر الزهور آباءهم والبراءة والدمع يملآن أعينهم:

٭ هل تعاملت يا أبي مع الكويت على انها وطن باق يستحق التضحية والفداء أم على انه وطن مؤقت ومحطة وقود تملأ منها الجيوب ثم تترك لمصيرها البائس؟!

٭ هل حافظت يا أبي على وحدتنا الوطنية كي نقف أمام الأعداء صفا واحدا وسدا منيعا، أم حرصت مع كل يوم يمر على ان تدمر وتهدم تلك الوحدة وتسيء للشركاء في الوطن مما يظهر ضعفنا أم الأعداء؟!

٭ هل قدمت يا أبي ولاء وطننا الكويتي على كل ولاء، أم جعلت ولاء عائلتك وطائفتك وقبيلتك في المكانة الأولى وولاء الكويت في المرتبة الثانية.. بعد المائة أحيانا؟!

٭ هل كنت يا أبي تبني الكويت كما بناها الأولون عبر اخلاصك في عملك وحرصك على سمعتها بين الأمم، أم كنت تدمرها في الداخل بإهمالك وتسيء لسمعتها في الخارج بأعمالك وأقوالك؟!

٭ وهل حرصت يا أبي على أموالها العامة عبر تنميتها وقطع اليد التي تمتد لها، أم كنت من المزايدين على استباحة أموالها تحت ألف مسمى ومسمى سرا وعلانية؟!

٭ هل دعمت يا أبي المخلصين من أهل الكويت؟ أيا كانت انتماءاتهم الفئوية والطائفية كي يصلح حال الكويت بوجود الخيرين والصالحين من أهلها، أم حاربت حتى الرمق الأخير كل مخلص مجتهد لأسباب ذاتية ومصالح شخصية؟!

٭ هل تعاملت يا أبي مع أبناء وطنك على انهم عزوتك وذخرك، ومع الآخرين على انهم خطر محتمل، أم عكست الآية فتعاملت مع الآخرين على انهم العزوة والذخر، ومع أبناء وطنك على انهم خطر محتمل.. أو حتى أكيد بنظرك؟!

آخر محطة: (1) التهنئة القلبية للكابتن الكفء والخلوق عبدالخالق التويجري على تعيينه مديرا للسلامة والطيران المدني وثقة الوزير الإصلاحي العامل بصمت لخدمة بلده م.سالم الأذينة، وبوجود الكابتن التويجري ومن معه في الطيران المدني والكابتن سالم العتيقي ومن معه في إدارة العمليات في «الكويتية» تكتمل دائرة سلامة الطيران في أجواء الكويت، ومنها الى الأعلى يابومحمد.

(2) للمعلومة.. اضافة الى الكفاءة الشديدة للكابتن التويجري، يحسب له انه من أوائل من أطلق الرصاص وقاتل وقاوم المحتل الصدامي حتى فقد بسبب تلك المقاومة الباسلة شهيدين من أشقائه.

 

احمد الصراف

الصدق منجاة

لا شك في أن الحياة جميلة لكثيرين، وليست كذلك لبعضهم الآخر، والأسباب متعددة. وعلى الرغم من عدم وجود اتفاق على ما يعنيه «جمال الحياة» بسبب تعدد الآراء وتضارب النظريات، فإن ما لا تستطيع كثير من الانظمة السياسية ادراكه، هو ان من حق الانسان، اي انسان، أن يكون سعيدا ومحبا للحياة، والدستور الاميركي ربما يكون منفردا في نصه على هذا الحق! ولكي نبدأ بالشعور بالرضا عن انفسنا، ونقبل على الحياة، فإن علينا أن نعقد سلاما داخليا مع انفسنا، وهذا لا يمكن بلوغه ان كانت حياتنا مكتظة بآلاف الأمور والقضايا الشائكة والخلافات العائلية، وبالتالي يتطلب الأمر أن نبدأ بالتخفيف والتخلص مما لا نحب، وأن نخفف من احقادنا على «منافسينا في العمل، أو في أي نشاط أو مجال نكون فيه، وأن نبدي تسامحا مع أعدائنا، ونتخلص من الشحوم حول خصورنا، ونلقي بالخلافات مع الأصدقاء والعائلة خلفنا، أو على الأقل نسيانها. وان نتبرع بالفائض من ملابسنا التي نرفض التخلي عنها، على الرغم من أنها أصبحت منذ سنوات غير ملائمة لنا، لا لونا ولا قياسا ولا حتى «موضة»! وأن نعطي المحتاجين ما لدينا من أجهزة صالحة أو شبه خربانة لا نحتاجها. وأن نقلل من الصور والبراويز والتماثيل من حولنا، ونجعل بيوتنا أقل تخمة وزحمة بالأثاث، وان نقلل من حضور كل عزاء وفرح أو حفل افتتاح وقص شريط. وان نركز على المناسبات الخيرية والمساعدات الاجتماعية للمحتاجين، وأن نعتاد على تعلم شيء جديد كل يوم، فتعلم كلمة جديدة أو سماع تعبير جميل كفيل بإشعاري شخصيا بالسعادة، فل.مَ لا نتعلم كل يوم بيتا من الشعر يبدأ مثلا بــ «مكر مفر مقبل مدبر معا…»؟. أو حفظ مثل حكيم أو سر طبخة نحبها، ولم نعرف يوما كيف يتم تحضيرها! فهذه الأمور التي قد تبدو بسيطة كفيلة بأن تجعلنا نشعر بأن يومنا لم يضع سدى، ويكفي أنها تبعدنا عن البحلقة لساعات، من دون تفكير، في شاشة التلفزيون. كما علينا ألا نلتزم بشكل معين من قصة الشعر أو شكل لحية أو سكسوكة، أو حتى صبغة شعر للسيدات، فالتغيير جميل، حتى في ألوان وموديلات ملابسنا، وأن نطلب من «كوكو شانيل» أن تذهب، ولو لبضعة اشهر، الى الجحيم. كما علينا، مع التقدم في العمر، تقليل تعلقنا بما «نملك»، فكلما قللنا مقتنياتنا، زادت حريتنا، فتخيل نفسك تمتلك عشر لوحات لبيكاسو، هنا ستشعر، فور اقتنائها، أنها أصبحت بسبب ندرتها وغلاء ثمنها، تمتلكك من شدة حرصك عليها والتأكد من وجودها دائما، وحراستها وعدها والاطمئنان عليها من اي خدش أو تلف من خادم مهمل، او رطوبة عالية أو هواء ناشف! كما علينا أن نعيش الحاضر ونفكر في المستقبل، ونلقي الماضي خلفنا، بعد أن نتعلم منه ما يكفي من الدروس، فالحسرة على ما فات لن تجدي نفعا. كما يجب ان نعتاد أكثر على الابتسام، وقد زادت ابتسامتي أخيرا، من دون ان أشعر، بعد أن اكتشفت انني أصبحت أكثر من الابتسام لكل من هب ودب، وحدث ذلك فور انتهائي من زرع بضع اسنان جديدة! كما علينا أن نكثر من القراءة، فزيادة المعرفة غالبا ما تجعلنا نشعر بالثقة، وهذه تؤدي للاطمئنان، ومنها نشعر بالرغبة في الحياة والاقبال عليها أكثر. كما علينا بين الفترة والأخرى التحدث هاتفيا مع الأهل والأصدقاء، ولمن نعتقد بأننا قد تسببنا في ايذائهم، بقصد أو من دونه، وأن نكون لطيفين مع الجميع، ويصبح الأمر مجديا أكثر لو تحدثنا مع هؤلاء من هاتف البيت، وفي وقت مناسب لهم. كما أن قول الصدق دائما سيشعرنا بالراحة النفسية، فالكذب حبله قصير، ويجعلنا نشعر بالقلق من انكشاف أمرنا.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

عسى ألا أموت قبله

كنا صغاراً عندما لمعت فكرة في ذهن صديق “لماذا لا يتم اختراع مكواة تكوي الثياب (ع الواقف) دون الحاجة إلى وضعها على طاولة؟”، وطورنا الفكرة، في الجلسة ذاتها: “لماذا لا يكون في جيب كلّ منا مكواة يمكن طيّها، تُستخدم لكي الملابس وهي على أجسادنا، في حال سقط عليها، في مكان عام، كوب شاي، مثلاً، أو عصير أو أو أو؟”…
ودارت الأيام، وفوجئنا بأن المكواة التي تكوي الثياب ع الواقف تم اختراعها منذ “زمن جدي” لكنها لم تصل إلينا، تماماً كما أن الكي على الناشف لم يصل إلينا إلا قبل عقدين من الزمن أو ثلاثة، في حين أنه موجود في أميركا منذ نهايات القرن التاسع عشر! ولا أدري هل تم اختراع مكواة يمكن طيها ووضعها في جيوب ثيابنا، أو حتى في سياراتنا، تُستخدم عند الحاجة، أم لا؟
لم يبق شيء لم يُكتشف، وعنترة العبسي يستهل معلقته بـ”هل غادر الشعراء من مُتردَّمِ؟”، أي هل ترك الشعراء الأولون للآخرين شيئاً يمكن أن يتحدثوا عنه؟ والإجابة “نعم كبيرة”، فها هم الشعراء المعاصرون يرتقون شاهقاً إثر شاهق، وسيخلفهم شعراء يجدون “مليون بل تريليون متردم” يمكن الحديث عنه.
ولا أسوأ ولا أبشع من الاختراعات الصحافية، سحقاً لها، وأتساءل اليوم: “إذا كانت الصحف الإلكترونية قد سحبت الأضواء من الصحف الورقية، ولم تذر لها إلا “الحرس القديم” من القراء، عشاق التصفح الورقي باستخدام اليد وفنجان القهوة… ودخل “تويتر” على الخط وسحب قراء الصحف الإلكترونية… فما الوسيلة الجديدة التي ستسحب الناس من تويتر؟ وهل سيجري على الفضائيات ما يجري على الصحف؟ كيف؟ وما هي الوسيلة التي ستلتهم أنصار الفضائيات وتتركها كالزوجة الأولى؟…”.
الأسئلة كثيرة وإجابتها واحدة “لا أدري”. الأمر المؤكد هو أن “التكنولوجيا أنانية”، تستحوذ وتقصي الآخر، بل هي كالوباء تقتل البشر، وتقطع الأرزاق، وتدفعنا إلى حك الأعناق. وكانت مطابع الصحف تحتاج إلى “أمم” من البشر، لكل منهم وظيفته، واليوم تدور المطابع بضغطة زر واحدة، وكانت الفضائيات، إلى وقت قريب جداً، تحتاج إلى “شعوب وقبائل” من الفنيين، وجاءت التكنولوجيا فأبادت هذه الشعوب وأفنت القبائل! بل حتى الطائرات المقاتلة، قررت شركاتها الصناعية الاستغناء عن الطيارين واستبدالهم بالتكنولوجيا، وبعد سنوات ستختفي وظيفة “طيار مقاتل”، كما اختفى “ساعي البريد” الذي ينقل الرسائل الورقية، إلا في حالات نادرة، وكما اختفى واختفى واختفى…
وعسى ألا أموت قبل أن أرى “تويتر” ميتاً والصحف الورقية ترقص فوق جثته، وتتقاسم إرثه مع شقيقتها الإلكترونية. آمين.

حسن العيسى

قول غيرها يا شيخ!

ياالله تخلف علينا، دار أوبرا في الكويت مرة واحدة!
أين نحن الآن في حلم ولا بعلم!! وزير الإعلام الشيخ الشاب محمد عبدالله المبارك، الذي تهمس لنا هيئته بأنه من بطن أهل الحداثة و”العصرنة” ويقدر الفن والأدب، وليس هذا بغريب على مَن تكون والدته الشاعرة الكبيرة سعاد الصباح، شيخنا الشاب زف إلينا قبل يومين خبر عزم الدولة على إنشاء دار أوبرا! ومع أن مثل هذا الوعد الحكومي ليس جديداً، فقد وعد به المرحوم الشيخ سعود الناصر حين كان وزيراً للإعلام في منتصف التسعينيات، وكان من المتصور أن في الشيخ سعود الناصر الحاسم إزاء رفضه للفكر الأصولي المُحنَّط، القدرة على تحقيق وعده، إلا أن الواقع كان أقوى من حلمه، ولم يستطع أن يحقق وعده، فحتى في تلك الأيام كان مشايخ النهضة الكويتية “يحلون ويربطون” ويشكلون الوعي العام الشعبي مثل العجين الرخو.
ماذا عن يومنا الكئيب؟ وأي وعد وأي حلم يقظة مضحك ينطق بهما الشيخ محمد المبارك؟! هل كان يسخر منا؟ أم كان ساهماً في عالم الأوهام؟!
كيف ستصمم دار الأوبرا؟ على شكل بيوت الشعر كي تصبح أكثر اتساقاً مع جفافنا الصحراوي؟ أم أنها ستكون مثل دور الأوبرا في الدول الأوروبية، ومن سيحيي لياليها؟ وأي صوت “أوبرالي” سيلعلع فيها؟ وأي فرق باليه سترقص على أنغام موزارت الشرقاوي وفرانس لست وهو يجر الربابة؟! الله يحفظك يا شيخ ويحرسك من العين الحارة… إلى مَن تسوق كلامك؟! ومن سيصدق وعدك في مثل حالتنا الاجتماعية المحصورة بمشاريع قوانين الحشمة والبوليس الديني وملاحقة النساء “العاريات” في جزيرة كبر ومداهمة أوكار المقاهي النسائية؟!
أراهنك يا شيخ لو حدثت معجزة “بناء الأوبرا” لخصصت لحفلات المسابقات الدينية وتوزيع الجوائز على المبدعين منهم! لا أعتقد أنك يا شيخ “مثلهم” أقصد “الإنتلكجول” الخليجي والكويتي الذي يختزل الحضارة والثقافة في أسمنت ماديات أطول عمارة وأكبر مجمع تجاري وأوسع شارع وأكثر الكروش استدارة، وعليك الحساب في تعداد منجزاتنا ومساهماتنا للفكر الإنساني، أتصور أنك تدرك أنه في مثل حالة “الكسافة”، التي نتجرعها كل لحظة تمضي من العمر من كؤوس الملل والفراغ والسأم في الكويت التي كانت بالأمس جميلة واليوم أضحت تشبه إطلالة وجوه مشايخنا البهية، يصبح الكلام عن المسرح والأدب والثقافة والفنون بمجملها بدعة وفجوراً من صنع الشيطان، ومستقره جحيم مجلسنا النيابي.
دار أوبرا… في الكويت وفرقة “بولشوي” ترقص “الفريسة”… قول غيرها يا شيخ!