احمد الصراف

أحداث تاريخية (1 – 3)

لقي عرض ارسال مذكرات المرحوم خالد العدساني المتعلقة بمرحلة شديدة التوتر والأهمية من تاريخ الكويت الحديث، لمن يطلبها اقبالاً حسنا، وطالب البعض بالكتابة عن ظروف انشاء وحل مجالس ثلاثينات القرن الماضي.
قام حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح في عام 1921، وبناء على رغبة خاصة وشعبية، باختيار بعض وجهاء البلد أعضاء في مجلس حكم استشاري، وحدث ذلك بعد فترة من وفاة سلفه الشيخ سالم المبارك الصباح، ولكن المجلس لم يستمر لأكثر من شهرين، وتم حله وبقية المجالس الأخرى كالمعارف والبلدية وغيرها، بعدها قامت مجموعة من المواطنين بتأسيس حركة للمطالبة بنوع من المشاركة في الحكم، وأطلقوا على أنفسهم «الكتلة الوطنية»، وكان عملهم في البداية يتسم بالسرية، ونجحوا في توزيع منشورات تطالب بالاصلاح، ونشر بعض منها في الصحافة العراقية، وعندما اشتد عود «الكتلة» رأت ان ظهورها للعلن أصبح أمراً محتماً، وقامت في فترة لاحقة بارسال وفد الى الحاكم للمطالبة بانشاء مجلس تشريعي، وكان يساند «الكتلة» الشيخ عبدالله السالم وشقيقه الشيخ فهد، وقد وافق الشيخ أحمد الجابر على انشاء مجلس تشريعي يشاركه في ادارة البلاد، وفي 29 يونيو 1938 اجتمع 320 مواطناً في ديوان الصقر لاختيار 14 مرشحاً من بين 20 لعضوية أول مجلس نيابي في تاريخ الكويت السياسي، وفاز فيها: محمد ثنيان الغانم، وعبدالله الحمد الصقر، صالح عثمان الراشد، يوسف صالح الحميضي، حمد الداود المرزوق، مشاري حسن البدر، يوسف بن عيسى القناعي، سليمان خالد العدساني، يوسف مرزوق المرزوق، خالد عبداللطيف الحمد، مشعان الخضير الخالد، سلطان ابراهيم الكليب، سيد علي سيد سليمان الرفاعي وعبداللطيف محمد ثنيان الغانم، وغالبيتهم من اثرياء البلد. واظهارا لحسن نية الأعضاء الجدد، وخلافاً للاعراف، قاموا باختيار الشيخ عبدالله السالم، ابن عم الحاكم، وولي عهده، رئيساً لهم، ويعتقد ان المجلس ما كان ليظهر لولا نصيحة المقيم البريطاني في خليج فارس (!) وقبول الشيخ أحمد الجابر للفكرة. ولكن سرعان ما دبت الخلافات بين المجلس والحاكم منذ اليوم الأول، عندما رفض طلب توقيع قانون يخول أعضاء المجلس الاشراف على تنظيم أمور البلاد وسن القوانين، ولكن بعد جهود شاقة قبل الشيخ توقيع القانون بعد ان عدل جملة «نحن أمير الكويت» الى «نحن حاكم الكويت»! وباشر المجلس عمله واصدر جملة تشريعات تتعلق بالجمارك والمعارف والقضاء والاحكام والأمن العام، كما اهتم بقضايا التعمير وتخصيص الأموال لتوسعة الشوارع والدوائر الحكومية، والطريف ان اول موازنة معروفة للكويت صدرت وقتها وبينت ان اجمالي الواردات المالية للدولة بلغت 263 ألف روبية، أي 36 ألف دينار! تقابلها 200 ألف روبية مصروفات الأسرة الحاكمة و40 ألفاً رواتب موظفي الحكومة، والمتبقي يصرف على التطوير والتشييد، ولم يدخل في الواردات مبلغ 90 ألف روبية عن حصة الكويت من امتياز شركة النفط، لانها لم تكن قد دفعت بعد.

أحمد الصراف

www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

محاكمة حذاء

شيخ الدين جاسم مهلهل الياسين اقترح أن يُربط النائب “التافل” (لم يقل السافل… والتافل، لمن لا يتحدث اللهجة، اسم الفاعل لفعل تفلَ أي بصقَ) أقول اقترح أن يُربط التافل بسارية العلم تعزيراً.
وأقول للشيخ الياسين: لماذا نعاقب الثور الذي دمّر البستان، ولا نعاقب صاحب الثور الذي سمّنه وربّاه لمثل هذا اليوم، ثم أوصله بنفسه إلى البستان وأطلق قيده، واختبأ يراقبه من خلف الجدار؟ وإن سألتني يا شيخنا المفضال عن صاحب الثور فسأحيل سؤالك إلى زملائك في الجريدة التي تكتب فيها علّ أحداً منهم يساعدنا في البحث عن وسائل الإعلام التي وفرت له البرسيم والعلف، وأشركته في مسابقة “مزاين الإبل” وهو ثور.
وسنسأل، أنت وأنا، بعض كبار التجار وكبار المسؤولين السابقين وكبار الطائفيين، وهم كلهم كبارٌ صغار، عمن سمّن الثور أيضاً، فقد نصل إلى نتيجة، ونعرف المستحق الحقيقي للعقاب.
الناس يا شيخ تعرف “ما في بطون التمر”، وتعرف الكوع من البوع. ثم إنه لا يصح ربط القاذورات بعَلَم الدولة، حمى الله العلم من النجاسة والقذارة، وحماك وحمانا.
يا شيخنا، وأنت بهذه الحكمة التي تبدو على محياك وتظهر في حديثك، ألا تظن معي أن مسؤولية تسمين الثور تقع أيضاً على عاتق من سكت عنه طوال فترة تسمينه وتمرينه وتجهيزه لمثل هذه اللحظة؟ بل وهاجم كل من صرخ محذراً من خطورة إطلاق الثور في البستان وفي شوارع المدينة، على أنني أجزم أن “تفلة التافل السافل” أجلك الله وأجل القارئ، أغضبت، أول ما أغضبت، أصحاب الثور أنفسهم، فالتفلة كانت من ضمن “المقرر”، هذا صحيح، لكن الثور استعجل بها، فلخبط “العملية” كلها، تماماً كما لو قامت جماعة إرهابية بتلغيم جسد أحد الانتحاريين، وعبأت جيوبه بالقنابل اليدوية، وأمرته بالتسلل إلى المرفق الفلاني، وحذرته من تفجير نفسه قبل أن يتمكن من تدمير أكبر مساحة ممكنة من المبنى، وقتْل أكبر عدد من الناس، لكن الانتحاري، الذي هو هنا “السافل التافل”، استعجل ففجر نفسه أمام البوابة، فلم يتهدم شيء من المبنى ولم يمت أحد، باستثناء إصابة طفيفة أصابت أحد الموجودين.
يا شيخنا المفضال، إن رمانا أحد بحذائه فهل نحاسب الحذاء أم صاحب الحذاء؟ مع تأكيدي على أن الحذاء يجب أن يمزّق ويُرمى في الحاوية.
عد بذاكرتك، شيخنا، إلى “ندوات تسمينه” وتفحص الوجوه جيداً، ودعني أنبّهك وأنبه الناس وأحذركم بجملة واحدة “ثمة ثيران أخرى لاتزال في البستان، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد”، وأيضاً وأيضاً، اسأل، إذا رغبت، زملاءك في جريدتك التي تكتب فيها عنه، لعلهم يفتونك فتفتينا.

سامي النصف

لماذا عمرو موسى هو الأفضل؟! (1)

  اقتداء بمناظرات مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة جرت مناظرة الخميس الماضي بين السيدين عمرو موسى وعبدالمنعم ابوالفتوح، وتشتهر الديموقراطية الأميركية، وهي الأكثر تقدما في العالم، ليس فقط بالمناظرات بل بقيام ناخبيها في الأغلب باختيار ديموقراطيين للمجلسين التشريعيين وجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة لتحقيق توازن استراتيجي يفيد الأمة (منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1865 تم انتخاب 18 رئيسا جمهوريا و9 ديموقراطيين)، كما لا يغفر الشعب الأميركي للرئيس او مرشح الرئاسة أبدا عدم صدقه وقد عزل الرئيس نيكسون لا لقلة كفاءته أو نقص خبرته أو لتجاوزه على المال العام، بل.. لكذبه على الشعب الأميركي.

***

وكانت المناظرة قد تأجلت من 3/5 إلى 10/5 بطلب من المرشح ابوالفتوح ثم تأخرت ساعتين لتأخر وصوله بسبب زحمة السير (!) والمناظرة بذاتها وقبل ان تبدأ نصر لعمرو موسى وخسارة لابوالفتوح الذي اتهم منافسه بأنه من «الفلول» الذين يرفض لقاءهم او العمل معهم بل طلب في لقائه مع جريدة «الأنباء» في 9/5 تحويلهم إلى محاكم «ثورية» وتعليقهم على المشانق وهو نفس طلب سيد قطب في أغسطس 1952 من الثورة آنذاك وهو أمر تحقق ودفع ثمنه الشهيد قطب والاخوان والشعب المصري قاطبة، وكان ابوالفتوح قد رفض مناظرة مرشحين آخرين أمثال حمدين صباحي الا انه قبل بمناظرة ومصافحة من اتهمه بكل الموبقات مما يعني عدم جدية أو صدق تلك الاتهامات.

***

وقد تعرض د.أبوالفتوح للسجن لمدد طويلة في دول عالم ثالث لا يشكل المعتقل فيها «تهذيبا، وإصلاحا» بل إخراج اسوأ ما في الإنسان من كذب وتلاعب وإخفاء ما يعتقده وحقد أسود على الأوضاع والمجتمعات التي تخلت عنه وتطرف وتشدد مبطن في الآراء «حوّل المعتقل الشهيد سيد قطب من مفكّر إلى مكفّر».

لذا لاحظ الجميع كم الحقد والكراهية التي تعكسها أقوال ولقاءات ومواقف أبوالفتوح تجاه المؤسسة الأمنية والجيش ورجال النظام السابق ما يعني انه سيشغل مصر والشعب المصري بعمليات تطهير واجتثاث وانتقام للأربع او الثماني سنوات المقبلة تكرارا لـ«روشتة» ما حدث في العراق بعد عام 2003 عندما فكك وعزل الجيش ورفع شعار التطهير والاجتثاث فعم القتل والخراب والدمار ارض الرافدين ورفعت رايات القاعدة السوداء (ظهر في أحداث ميدان العباسية التي أيدها أبوالفتوح رايات القاعدة السوداء وحضرها محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري محاطا بالملثمين)، ولنا عودة في مقال الغد لما يقوله أبوالفتوح وما تظهره في المقابل الحقائق وهل كانت المناظرة محايدة ام ان هناك دلالات على تسريب محاورها لأحد الطرفين ما يعطيه أفضلية على المنافس بعكس ما يحدث في مناظرات أميركا وأوروبا الملتزمة بالحياد وعدم التسريب.

***

آخر محطة:

(1) في عام 2010 وقبل ان يفكر بالترشح لرئاسة مصر، اصدر د.ابوالفتوح كتاب «شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر» روى خلاله قصص ظلمه وتعذيبه واساءة معاملته التي قلنا انها احالت سيد قطب من مفكر الى مكفر وقسمت الاخوان الى معتدلين من اتباع الإمام حسن البنا ومتشددين، ويظهر ابوالفتوح ضمن صفحات الكتاب تشدده وتطرفه الذي يحاول اخفاءه الى هذه الأيام حيث يقول: «ان من اقدار الله الطيبة ان نلتقي أولا بأفراد التنظيم الخاص من المتشددين قبل لقائنا مع القيادات الأكثر اعتدالا أمثال الأستاذ عمر التلمساني، الذين لو التقيناهم أولا ما انضممنا لجماعة الاخوان المسلمين».

(2) في آخر ذلك الكتاب يضع صوراً مختارة له مع شخصيات عامة يرى بالطبع اهميتها حيث وضع صورته مع الشيخ القرضاوي والمرشد مأمون الهضيبي.. الخ، وجميع تلك الشخصيات خصها بصورة واحدة لهم معه عدا شخصية اختصها بصفحة كاملة من الكتاب وصورتين – لا واحدة – معها، ما يعني عقلا ومنطقا اعجابه الشديد بها وقد كانت هاتان الصورتان ـ للعلم ـ للسيد.. عمرو موسى!

(3) كيف يستقيم بعد هاتان الصورتين، والصورة الواحدة كما يقال بألف كلمة، تصديق ما يقوله ابوالفتوح في حملته ضد شخصية جل ذنبها انها نافسته على مقعد الرئاسة؟! أي ان كان موسى بهذا السوء فلماذا وضع صورته؟! وان كان شخصية مصرية وطنية كان يفتخر بها حتى عام 2010 فلماذا «يتبلى» عليها هذه الأيام؟!

 

احمد الصراف

التكالب على الخير والشر

يقول القارئ خ. مشاري، انه ورواد ديوانه ضاقوا ذرعا بما يحصل في البلد من تسيب وخراب، فكل صباح سرقة وكل عصرية جريمة وكل مساء خبر لا يقل سوءا عما قبله، وكأننا نعيش مسلسل رعب وفضائح لا نهاية له. ويقول انه يصعب عليه تصديق أن الدولة جادة في تحصيل مئات ملايين الدنانير عن فواتير الكهرباء، أو وضع حل نهائي لقضية «البدون»، أو محاسبة المسؤولين عن سرقات مولدات كهرباء صيف 2007، أو الكارثة البيئية الأكبر في تاريخ الكويت والمسماة بمحطة مشرف، أو كارثة اطارات رحية وأمغرة، أو محاسبة المسؤولين عن وفاة المرحوم سمير سعيد وغيره في سيارات اسعاف خربة، أو أن الدولة لا تعرف من يقف وراء تعطيل مشاريع حيوية كالجامعة واستاد جابر وجسر الصبية، وفضيحة الداو ومخالفات عقد شل، وغير ذلك المئات من القضايا والمخالفات! ويقول انه لا يعرف كيف يمكن أن تمر آلاف مطالبات الاعاقة المزورة من دون حساب والتي كلفت، ولا تزال تكلف الدولة عشرات ملايين الدنانير شهريا، وكيف يستمر تبوؤ الكويت للمرتبة الأولى في عدد قضايا الطلاق بين الدول العربية، ولا يرفع أي مسؤول حاجبه متسائلا! ويستطرد السيد خ. قائلا انه كان سيقبل بكل ذلك على مضض شديد، بالرغم من عدم وجود ما يدعو لكل هذا الخراب والتلف، فنحن لم نصل بعد لمرحلة الصراع على اللقمة، فالكويت لم تكن في تاريخها بمثل هذا الغنى المادي! كما أنه كان سيقبل بكل التسيب والفساد على أساس أن هذا هو السائد في دولنا، فلماذا تكون الكويت استثناء؟ ولكن ما يزعجه بالفعل هو كل هذا التدين الذي انتشر اخيرا كالنار في الهشيم، وأصبح ظاهرة لافتة للنظر! فقد اعتاد منذ التحرير تقريبا على الصلاة في مسجد يرتاده عادة الكبار، ولاحظ في السنوات الأخيرة تزايدا مطردا في أعداد المصلين في هذا المسجد، وحتى في غيره، اضافة للجامع الموجود في حيه السكني! ويتساءل عن السبب في وجود مسارين متضادين ولكن متوازيين في الوقت نفسه، زيادة في أعداد المصلين، والراغبين في الحج والعمرة، وزيادة موازية في أعداد المفسدين والمخربين؟ وكيف وصلنا لهذا الدرك من التسيب الاداري والحرمنة وانعدام الشرف والانحلال الوظيفي والانهيار شبه التام في الخدمة الطبية والتعليمية مع كل زيادات الدخل والمنح والعطايا والتدين واللحى والبسملة والحوقلة المستمرة؟ ولمَ كل هذا التكالب على «مظاهر» التدين، بحيث أصبحت فيه اللحية هوية وعلامة انتماء دينية وكلمة المرور Password لفتح الكثير من أبواب المسؤولين ومراكز اتخاذ القرار؟ وكيف يمكن انقاذ البلد في ظل كل هذا الخراب؟
ونقول للسيد «خ» ما سمعه كابتن طائرة، توشك على السقوط، من برج المراقبة عندما طلب منهم التعليمات بما عليهم القيام به بعد ان تعطلت كل أجهزة الطائرة وفقدت توازنها واحترقت محركاتها، بأن عليه رفع يديه للسماء وأن يكرر وراءه: اشهد أن لا اله الا الله، واشهد أن محمدا رسول الله!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ليش الزعل..؟!

انزعج كل غيور من تصرفات نائب في مجلس الامة، سواء في جلسة الاستجواب او بعدها، وانزعاجهم من باب الحرص على المؤسسة التشريعية من انحراف مسيرتها، والبعض استغرب من عضو في المجلس يتصرف بهذا الشكل! واقول لهذا البعض: لماذا الانزعاج؟ هذا العضو جاء به قطاع من الشعب الكويتي كان يرى في وصوله هو وصاحبه علاجا لظاهرة التأزيم! وهذه النتيجة: انحراف في اداء المؤسسة التشريعية وسعي حثيث لتخريبها! وكنت قد ذكرت في هذه الزاوية ان اول من سيندم على نتائج الانتخابات هم اهل الجابرية الذين اتوا بهما.
عندما يكون الانسان ذا تاريخ حافل فإنه كلامه يكون «مأخوذ خيره».. فالذي عليه عشرات القضايا لا يمكن ان يكون ممثلا للامة كما يفترض في عضو مجلس الامة!‍‍
واحد طبعه غلب تطبعه.. وما نفع فيه نجاحه ممثلا للامة.. والثاني مزور في جنسيته.. ولا يستحق ان يمثل اهل الكويت الذين يعرفون منبعه ومنشأه وقدومه للبلاد حديثا، ناهيك عن عشرات القضايا في المحاكم كلها تطعن ضده.. والثالث لم يستطع ان يخفي مشاعره مع «عدو شعبه» ووصل به الامر الى توزيع دستور جديد للبلاد التي تعاني من نظامها والكل يعلم المسرحية الهزلية للاستفتاء التي جاء بها هذا الدستور المزور للارادة الشعبية!
الغريب ان هؤلاء الثلاثة هم اكثر من يطالب بمحاربة ازدواجية الجنسية..! يا سبحان الله.. ولو بحثنا اكثر لوجدنا العجب العجاب! لكن يا غافلين لكم الله!
***
• استجواب الشمالي سيكشف نوايا النواب..! فمن يرد الاصلاح يدل بابه، ومن يرد التكسب الاعلامي.. يدل بابه! والتسابق الى قطف الثمار بداية الانهيار!
• محشوم يا حمد المطر.. واحمد ربك ان اساءتك جاءت من واحد معروف.
***
• الجميع يشكو من توقف قطار التنمية.. والجميع يحمل الحكومة المسؤولية… اما انا فأحمل الحكومة ممثلة بالبنك المركزي ومجلس الامة مسؤولية تعطل التنمية..! وللحديث تفصيل في مقال لاحق باذن الله.
• المكاتب الهندسية مفتاح للتنمية.. تشجيعها.. دفع لهذه العجلة.. محاربتها تعطيل لها، والذي يحصل اليوم ان الجميع يحاربها ويتعمد تدميرها.. واخطر خطوات خصومها ما يشاع من ان قراراً سيصدر لتوزيع اختصاصات لجنة البيوت الاستشارية على كل الوزارات والمؤسسات الحكومية.. وهذه بداية النهاية لهذه المكاتب.. واكبر دليل مشاريع الطيران المدني الاربعة والتي تمت في غفلة وبعيدا عن المراقبة.. والايام ستكشف المستخبي!

سامي النصف

الجماهيرية الكويتية الشعبية الاشتراكية الديموقراطية.. العظمى!

«دولة الكويت» مسمى صغير لم يعد يدل أو يعكس حقيقة أحوالنا وما آلت إليه أوضاعنا السعيدة، والمسمى الحقيقي الذي يجب ان نتسمى به خاصة بعد تغير الأوضاع في ليبيا هو «الجماهيرية الكويتية الشعبية الاشتراكية الديموقراطية العظمى» أو اختصارا «جاك شش دع»!

****

«الجماهيرية» حيث لم نعد نتصرف كحال الدول التي تحكم بأسر حاكمة سواء في أوروبا أو آسيا أو المنطقة، حيث تجل وتحترم تلك الأسر لمكانتها التاريخية والسياسية والاجتماعية ولا تتعرض كل صباح ومساء لتوجيه الاتهامات الزائفة والباطلة لها، في الكويت أضحينا كحال الجمهوريات أو الجماهيريات التي تقوم على أنقاض الملكيات فيسمح بل يشجع على توجيه الشتائم والأكاذيب لأسرها الحاكمة دون حساب او عقاب بقصد ادعاء البطولات الفارغة.

****

«الكويتية» للدلالة على بلد أصبح للأسف «طماشة» الخلق وحديث الدول فسبع مليارات نسمة يتجهون في مسار معين لمستقبل زاهر، ومليون كويتي يسيرون في اتجاه معاكس تماما، حيث نرى ونسمع ونقرأ مطالبات مضحكة وإشكالات غبية وأحداثا ونزاعات وخلافات مصطنعة لم تمر قط على دولة أخرى في التاريخ عدا.. بلدنا الحبيب!

****

«الشعبية» ففي وقت اتفقت فيه جميع الديموقراطيات الناشئة في المنطقة وخبرائها الدستوريين الكبار على الأخذ بالنظام السياسي المزيج من الرئاسي والبرلماني عبر إعطاء رأس الدولة صلاحيات اختيار رئيس الوزراء وتعيين الوزراء، نرى مطالبات محمومة لدينا بالتحول للنظام البرلماني المطلق وبدء تشكيل الحكومة «الشعبية» المستبيحة لكل شيء ومن ثم وضع بلدنا أمام خيارين أحلاهما مر، اي اما عدم تعديل الدستور بالمطلق وهو خطأ او تعديله للأسوأ وهو خطأ أكبر منه بكثير.

****

«الاشتراكية» حيث نجحنا في التحول ببلدنا الذي قام تاريخيا على التجارة والمبادرة الفردية، وعبر التشريعات التي أصدرناها خلال العقود الماضية الى دور الدولة المتملكة لكل شيء والموظفة كحال أعتى الدول الشيوعية للجميع، توازيا مع المحاربة الشديدة للاقتصاد الحر واتهام رجال الأعمال بكل الموبقات وأصبحنا تبعا لذلك دولة أو جماهيرية «الكاف الثالثة» الباقية في العالم، اي كوريا الشمالية، كوبا، الكويت، علما ان كوبا في طريقها للخروج من تلك المنظومة ومن ثم سنصبح دولة «الكاف الثانية».. يا فرحتنا!

****

«الديموقراطية» التي استطعنا وبجدارة بالغة ان نفرغها من مضمونها السياسي والإنساني والاجتماعي، بحيث بات ما يجمع ديموقراطيتنا والديموقراطيات الحقيقية في العالم هو حالة «تشابه أسماء» فقط، فديموقراطياتهم تقوم على العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، وديموقراطيتنا تعزز عبر الواسطات المتفشية العكس من ذلك تماما، ديموقراطياتهم تحارب الفساد وتدعم الشفافية، وديموقراطيتنا تشجع الفساد وتحارب الشفافية، ديموقراطياتهم تعمر وتشجع التنمية، وديموقراطيتنا تدمر وتوقف التنمية.. الى آخره.

****

«العظمى» فنحن أفضل وأمثل من ينطبق عليه ذلك المسمى، فقد قيل في السابق ان الدول العظمى ثلاث: الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والكويت، حتى أتانا الغزو وعرفنا حقيقية حجمنا فأصبحنا نتصرف بعده وبحق على ان الدول العظمى اثنتان: الولايات المتحدة والجماهيرية الكويتية العظمى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، حيث أصبحنا لا مصر أكبر بلد عربي، ونحن لا اندونيسيا او نيجيريا اكبر بلد اسلامي، ونحن لا الصين او الهند اكبر بلد إنساني، حيث وضعنا على كاهلنا مسؤولية التصدي لما تتعرض له الإنسانية والعرب والإسلام من هجمات ونكبات حيث نتفاعل ـ دون غيرنا ـ معها ونرسل نوابنا وشبابنا للحرب والضرب في البر والبحر وأصبح اسمنا لا اسم صدام من.. يهز أميركا، ولو غزا كوكب الأرض مخلوقات متطورة من كواكب أخرى لكنا نحن في مقدمة من يتصدى لها دون حتى انتظار مشاركة الآخرين.. «عفارم»!

****

آخر محطة:

(1) أفضل كتابين كتبا عن العهد الملكي السعيد في ليبيا هما كتابا رئيسي الوزراء السابقين مصطفى بن حليم ومحمد عثمان الصيد وبهما كثير من العظات والعبر حيث ساهمت الثورية والأكاذيب والأباطيل باستبدال ملك رحيم زاهد اسمه ادريس السنوسي لم يحكم قط بالإعدام على احد، بالبطل الشعبي الطاغية معمر القذافي الذي أباد شعبه بالشبهات وملأ أرض ليبيا بالمقابر الجماعية.

(2) وأفضل كتابين صدرا مؤخرا ليرويا ما حدث في عهد الجماهيرية الشعبية الاشتراكية العظمى الذي يعمل البعض جاهدا لتحويلنا لمسارها هما كتاب الزميل حسن صبرا «نهاية جماهيرية الرعب» الذي نقترح ان تنشر صحفنا ملخصا له لنرى كيف تتحول الأحلام الى كوابيس مرعبة تدفع أثمانها الشعوب من دمائها، وكتاب عبدالرحمن شلقم «أشخاص حول القذافي» الذي يظهر كيف يحيل الرعب الأشخاص إلى.. خراف.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

احمد الصراف

جورج وأبو الفتوح

ينسب لجورج أورويل مؤلف «Animalfarm»، في رواية 1984، وهي أيضا من روائع الأدب السياسي العالمي، تعبير الأورولية (Orwellian)، والذي يستخدم في وصف مجتمع يؤمن بالنظام الشمولي، تتم فيه مراقبة كل فرد، وإعطاؤه ما يلزم من أخبار وقصص مختلقة، ويفرض على أفراده الالتزام بالطاعة لشخصية خرافية أو مثالية تسمى «الأخ الأكبر»، الذي يراقب الجميع من صومعته، والذي له صلاحية قلب الباطل حقاً، والعبودية حرية، والحرب سلماً. ويتعرض أفراد هذا المجتمع للنفي في الأرض إن تجرؤوا على طرح أي تساؤلات أو اعتراضات. كما يستخدم التعبير في وصف المجتمعات التي تروج لمحاربة الليبرالية، والتي تدعو إلى التحكم في وسائل الإعلام من أجل السيطرة الكاملة على أفراد المجتمع.
ولو تمعنا في طريقة تأسيس الأحزاب الدينية واستمرارها، إضافة إلى حكم الملالي في إيران، لوجدنا أن مثال «الأورولية» ينطبق عليها تماماً، فهي تنظيمات تخضع بقوة للأخ الأكبر، أو المرشد، وهي التسمية التي يستخدمها «الإخوان» وملالي طهران، وكأنها تعني أن الشعب قطيع يحتاج إلى الإرشاد الدائم، وهذا المرشد يتم اختياره بطريقة غامضة من قبل مجلس الجماعة الذي أيضاً يتم اختياره بطريقة أكثر غموضاً، وليس لأحد الحق في الاعتراض على آراء أو مخالفات الـ «Big Brother»، وتتكون لدى اتباع هذا المرشد هالة قريبة من القداسة عنه، وتختفي مثالبه وعيوبه، ويصبح مثالياً، فهو ليس على استعداد لرفض تصديق أنه زوّر في أوراق رسمية تتعلق بجنسية والدته، بل وهم أي هؤلاء الاتباع على استعداد للموت في سبيل إيصاله لسدة الرئاسة، وهذا ما حدث في ميدان العباسية في مصر مع أنصار حازم أبو إسماعيل! ولو عدنا إلى أرشيف «اليوتيوب» لوجدنا مقابلات لـ «أبو الفتوح»، المرشح المفضل لمختلف القوى المتأسلمة في مصر لمنصب رئاسة الجمهورية، لوجدنا مقابلة تعود إلى ما قبل بضع سنوات، عندما كان رئيساً للأطباء العرب، حث فيها الفلسطينيين بـ‍‍ «قوة» على الاعتراف بإسرائيل، وعندما ووجه، أخيراً، بتلك المقابلة قال إنها مفبركة!

أحمد الصراف

عادل عبدالله المطيري

أخطأت الأغلبية وأصاب الوسمي

ربما كان النائب عبيد الوسمي متعجلا في محاولته السابقة بتقديم استجواب لرئيس الحكومة سمو الشيخ جابر المبارك على خلفية أحداث قناة الوطن، ولم يترك مجالا للوساطة السياسية، وكان الصواب مع الأغلبية كما جرت الأمور!

أما الآن فيبدو أن الصورة اختلفت، فلقد صرح النائب الوسمي أكثر من مرة بأن محاور استجوابه لوزير المالية جاهزة وينتظر مباركة الأغلبية له، وحتى في آخر اجتماع عقدته الكتلة في ديوان النائب مبارك الوعلان، أبلغ الوسمي رفاقه عن جاهزيته لاستجواب الشمالي، بينما رأت الأغلبية الانتظار حتى تستكمل الكتلة محاور أخرى للاستجواب، وشكلت لجنة تنسيقية من المؤكد أنها لم توفق بالتنسيق!

والدليل هو إعلان الأغلبية البرلمانية فجأة موعد استجوابها لوزير المالية، دون أن تتصل بالنائب الوسمي لتأخذ محاوره أو رأيه في الاستجواب، كما أن النائب الوسمي لم يبادر بالاتصال بها، وهذا أكبر دليل على أن الاتصالات بين زعماء كتلة الأغلبية والنائب الوسمي شبه مقطوعة، وكنت أتمنى لو لعب النائبان محمد هايف ومبارك الوعلان دورا في التنسيق بينهم.

في النهاية لا يسعنا إلا أن نحيي شجاعة عبيد الوسمي بأن يذهب إلى تقديم استجوابه للشمالي (منفردا) كعادته وبكل هدوء ودون تصريحات غاضبة ضد من يعتقد أنه أخطأ بحقه من الأغلبية.

وأتمنى على الأغلبية التي نحبها ونؤيدها أن تعترف بخطئها ضد النائب عبيد الوسمي وأن تدمج استجوابها معه، وأن تتمثل بمقولة الشيخين «أخطأ مالك وأصاب الشافعي»!

 

محمد الوشيحي

سَفَلة ووطنيون

كذاب ابن نصاب من يدعي أن الكويتيين كلهم شعب من الأتقياء، يلمع لشدة نقائه وصفائه. ومجنون ابن ملعون من يظن أن الكويتيين على درجة واحدة من الوطنية وحب البلد.
صحيح أن غالبية الشعب من الشرفاء والأحرار، لكن الصحيح أيضاً، كما هو حال بقية الشعوب، أن جزءاً من الشعب لا يعرف الشرف ولم يسمع عن الحرية ولا يعرف شكلها.
لذا، لذا فقط، خرجت هذه التشكيلة من النواب التي أجزم أنها التشكيلة الحقيقية للشعب الكويتي؛ فهناك المتدين، ممثلاً للمتدينين، وهناك النائب المهموم بحقوق البسطاء، ممثلاً للبسطاء ومصالحهم، والتاجر، ممثلاً للتجار ومصالحهم، والسافل، ممثلاً للسفلة وأهدافهم، والشجاع، ممثلاً للشجعان، أو على الأقل لمحبي الشجاعة، والوطني، ممثلاً للوطنيين، واللص، ممثلاً للصوص والحرامية متسلقي الجدران أنصاف الليالي، ووو…
والاستعباط، والادعاء بأن أحداً من الشعب لا يمكن أن ينحط أو يسرق أو يخون هو ضحك على الشوارب واللحى.
هذه هي الديمقراطية، وهذا هو الشعب الذي استهزأ به أحد كبار السن من البسطاء، عندما سأل ابنه مذهولاً: “المسؤولون يتغزلون بالشعب، ويقسمون أنهم يسهرون لحمايته، ويخدمون مصالحه، ويهمهم رضاه، ووو… (اهيب) يا الشعب ما أقواه وما أعلى شأنه! مَن هو الشعب هذا؟”، فأجابه ابنه: ” الشعب هو أنت وأنا وأمي وخالي وعمي وجيراننا وأبو مبارك وعياله وبناته وأبو يوسف وعياله وبناته وبقية الناس”، فكان الرد من الأب مختصراً: “أمك طلعت هي الشعب… يا خرطي”.
وأجزم جزماً مغلظاً أن التشكيلة البرلمانية الحالية هي الأقرب للتمثيل الحقيقي للشعب، وهي الأصدق.
ولك أن تتخيل أن ينتخب الشعب خمسين نسخة من محمد هايف، مثلاً، أو محمد الصقر، أو مسلم البراك، أو نبيل الفضل، أو أو أو… فهل كنا سنقتنع أن الانتخابات كانت مرآة حقيقية للشعب؟ الجواب، حتى قبل أن تُنهي سؤالك: لا طبعاً، أو طبعاً لا، أيهما تحب.
على أن مرآة الدائرة الواحدة، بنظام انتخابي معين ومدروس، ستكون أكثر وضوحاً ونظافة من غيرها من المرايا.
وعسى أن أموت قبل أن يُقر قانون يسمح بـ “الكوتا” (أي عدد معين من الكراسي في البرلمان) لكل فئة من الفئات التي ذكرت، كما هو الحال في انتخابات برلمان مصر، عمّال وفلاحون، أو في بعض الدول الأوروبية التي تمنح الشواذ كوتا في الحكومة، وأظن في البرلمان كذلك! وعسى أن يكبّر على جثتي أربعاً أبنائي والمشيعون قبل أن أقرأ خبراً في صحيفة: “البرلمان يوافق على تخصيص كوتا للسفلة، بواقع مقعدين”… آمين.

حسن العيسى

الظاهرة الجويهلية

هناك نصف مليون “جويهلي” في الدولة، معظمهم يردد بإيمان مطلق أن “الكويت للكويتيين”، وكأن الكويت أضحت غير مملوكة للكويتيين، ماذا تعني الكويت للكويتيين في الثقافة الجويهلية غير رفض الكويتيين “الجدد” في مضمون خطاب نائب الأمة، فـ”الإيرانيون والعراقيون واللفو والهيلق والطراثيث على الجنسية الكويتية” (من خطاب نائب الأمة الجويهل) كلهم عند الجمهور الجويهلي لا يستحقون شرف الجنسية، فهم “دخلاء” على الجنة الكويتية التي يجب أن تكون حصراً بنعمها وخيراتها “الزائلة” لـ “أبناء الديرة”! ماذا قال حضرة النائب بحق “اللفو والهيلق والطراثيث” غير الإفصاح عما في صدور الكثيرين من الكويتيين، فاستبعاد هؤلاء “اللفو والهيلق” رغم جنسياتهم الكويتية مسألة واجبة في دولة “الرايخ الثالث” الكويتية.
في الأدب الجويهلي تعتبر التابعية السعودية عند الكثيرين أو القليلين من أبناء القبائل سبباً للحرمان من الجنسية الكويتية، فقانون الجنسية يمنع ازدواج الجنسية الكويتية مع أخرى، حتى لو كان ذلك الفرد الذي هو من أصل سعودي ليس له الحق في رفض “التابعية”، حسب النظم السعودية على نحو ما فهمت، كما ليس من حق الكويتي المولود في الولايات المتحدة أو تكون والدته أميركية أن يرفض الجواز الأميركي، ولم يكن الزج بالكويتيين الأميركان عند الجويهل إلا حركة «حاوي» بثلاث ورقات وتضليل وذر للرماد في العين، والمقصود بطبيعة الحال هم “المزدوجون” من التابعية السعودية، الذين غيروا معالم البلد وغيروا هويتها التاريخية، وفق الأدبيات العنصرية المتعالية. ماذا يريد الجويهل وأنصاره، هل يريد سحب الجنسية عن هؤلاء ورميهم في صحراء الربع الخالي، أم حشرهم مع “البدون” في مأساتهم كي يصبح سكان الديرة “أهل سبارطة” في القرن الواحد والعشرين؟
الثقافة الجويهلية ولو ارتدت ثوب “المدنية الحضرية” أضحت وباء يسري في الجسد الكويتي لا يفرق بين ابن الحضر وابن القبيلة وابن الطائفة، اسمه وباء الفاشية. في بدايات القرن السابق ومع صعود نجم الحزب الفاشي الذي تبنى مفكروه “مبدأ الوحدة الوطنية” كسلم للنهوض بالحزب لاحظ المفكر الإيطالي الكبير غرامشي أن “الطليان قساة، يخلون من العاطفة والإحساس بالغير” وصدقت ملاحظة ذلك المفكر الماركسي حين اكتسح الحزب الفاشي الانتخابات!
الظاهرة الجويهلية لا يصح قصرها على صاحبها وأتباعه، فكل فكر يقوم على استبعاد الآخرين أياً كانوا نساء أو بدوناً أو ليسوا من أصحاب الحظوة هو بالنهاية مرض جويهلي بالصميم، وحين يقدم بعض النواب منهم خالد السلطان والعميري ومرداس مثلاً اقتراحاً بقانون بقصر وظيفة القضاء والنيابة على المسلم الذكر…! ويقصدون حرمان المرأة من تولي تلك المناصب فهم يظهرون الوجه الآخر للعملة الجويهلية… وهي عملة مثقوبة صدأة… وليسأل حكامنا أنفسهم: في أي مصنع سلطوي تم صكها وترويجها؟!