علي محمود خاجه

نفس الشي

لنضع مطالباتهم على طاولة الاختبار ولنقيمها لنكشف زيفها، فالمطالبة بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة حسب ما يدّعون هي لإصلاح وضع قائم سيئ، وهو ما أتفق فيه معهم طبعاً وكل كويتي بلا شك يؤمن بأن الوضع سيئ. ولنعدد مجالات السوء الأكثر أهمية برأيي: حرية – تعليم – عدالة أكثر – استقرار مالي. فعلى صعيد الحرية قيدت الدولة ممثلة بالحكومة الحريات على مر السنوات الماضية، وتحديدا منذ حل مجلس 1975 حلا غير دستوري، مرورا بتحالفها مع القوى الدينية، وهي الجزء الأكبر من أغلبية المجلس الباطل، وأتت اليوم أغلبية المجلس الباطل لتضيف على تضييق الحريات قيوداً إضافية؛ منها على سبيل المثال لا الحصر، المطالبة بإلغاء ملتقى النهضة، وإزالة الكنائس، وتقييد ما يلبسه الناس، ومراقبة الحسينيات، وتقييد التشريعات بمصدر واحد بدلا من تعدده، إذن فالنتيجة بباب الحريات تساوي الحكومة والنواب والاثنان يقتلان الحرية في بلادي. أما التعليم فمن نفس التوقيت، أي حل مجلس 1975 إلى اليوم والحكومة تزيد من تردي التعليم أكثر فأكثر، وتبث السموم في المناهج وتزرع الكره في النفوس، بل حولت “حمد وقلمه” إلى “أنا آكل وأشرب”، واعترفت بجامعات تبيع الشهادات قبل أن تتراجع، فما كان من الأغلبية المبطلة إلا أن كرمت هؤلاء بما يسمى بجامعة جابر، والتي تجيز تعيين حملة الماجستير كأساتذة في الجامعة المقرة أخيرا، وهو ما يعني خفض المستوى الأكاديمي بدلا من الارتقاء به، وهذا ملف آخر تعمدت الحكومة أن تقلل من مستواه، فأتت الأغلبية المبطلة وأجهزت عليه. أما العدالة التي أعتقد أنها ما زالت مقيدة وأسيرة لسلطة تنفيذية سعت إلى المحافظة على هذا القيد على السلطة القضائية منذ سنوات، وبدلا من أن تُمنح هذه السلطة استقلالا أكبر بتشريعات كان بإمكان الأغلبية المبطلة إقرارها لولا انصرافها لأمور أقل شأنا، أقول بدل أن يمنح القضاء استقلالا أكبر باتت السلطة التشريعية ممثلة بالأغلبية تلعب دور الضغط على القضاء إن لم تخرج الأحكام على ما يشتهون، ولنا في بيانهم المقيت بعد حكم الدستورية خير دليل، ناهيكم عن عرقلتهم لاقتراح محمد الصقر حول المحكمة الدستورية، هذا الملف أيضا يثبت أن الحكومات بالإضافة إلى الأغلبية المبطلة يساهمون عمدا في تقييد القضاء. نأتي إلى الملف الأخير وهو الملف المالي للدولة، فبعد رمزي التيار الوطني ومن معهما، وأعني هنا عبدالله النيباري وحمد الجوعان، وما قدموه من مساهمات واضحة في الحفاظ على موارد الدخل من خلال تأميم شركات النفط والتأمينات الاجتماعية والدفع بصندوق الأجيال القادمة لم تقم الحكومة بإيجاد أي مصدر دخل بديل إلى اليوم، ولن تجد في ظل العقليات والرؤية الحالية، فلم يكن من الأغلبية المبطلة إلا أن أقدمت على “تفليس” الدولة من خلال زيادات وبدلات وكوادر غير مدروسة للمواطنين، فاشترت أصوات الناس من خزينة الدولة، وإن أقدم وزير على وقف هذا الهدر المنظم أعدموه سياسيا. بلد أسير تعليم متهالك، وعدالة مقيدة، وإفلاس قريب هو نتاج الحكومات المتعاقبة ومنهج الأغلبية المبطلة، وإن تسلمت الأغلبية المبطلة السلطتين بدل سلطة واحدة فالحال لن تتغير، وإن استلمت عقلية الحكومة السلطتين فالحال لن تتغير كذلك، والحل هو بزوال هذين القطبين اللذين أساءا إلى الكويت، وهنا لا أناقش أسماء بل منهجا تسير عليه السلطتان.

خارج نطاق التغطية: جاسم القطامي وسمير سعيد كلمات جميلة وطنية مخلصة لا تتكرر، ترحل عن كويتنا في وقت نحن في أمس الحاجة إليها، فإلى جنات الخلد يا رموز الوطن.

سامي النصف

خطاب حول إنشاء هيئة أسواق المال

  بالإشارة الى مقالتكم في جريدة «الأنباء» المنشورة بتاريخ 20/6/2012 والتي جاء فيها تلقيكم رسالة من مدير سوق الكويت السابق حامد السيف عن وجود تعديلات تتعلق بمالية الهيئة، وان ميزانية الهيئة غير مربوطة بميزانية الدولة، ونظرا لأني الوحيد الذي تصدى لهذا القانون وتوىي شرحه وكوني من تولى بيان ثغرات اللائحة التنفيذية، ونادى بتعديل تلك الثغرات، وذلك في كتابي المعنون «النظام القانوني لأسواق المال» أو عن طريق مقابلاتي التلفزيونية، لذا أود الإفادة لكم بالآتي:

1 – ان نصوص اللائحة التنفيذية لقانون إنشاء هيئة أسواق المال جاءت بنصوص مخالفة بشكل صريح، خاصة في الفصل الثاني المتعلق بإنشاء الهيئة، وقد بينت مرارا تلك المخالفات ومنها مدة السنة المالية الأولى للهيئة، إذ انها في القانون تبلغ سنة، في حين ان اللائحة التنفيذية جعلت من تلك المدة سنتين.

2 – من ضمن تلك النصوص الواردة في اللائحة ما جاء في المادة 25 من أن ميزانية الهيئة لا تتقاضى أموالا من الخزانة العامة، وهذا النص لم يرد في القانون، وقد أتى رأي الفتوى والتشريع متوافقا مع ما طرحته في برنامج اليوم السابع حول وجوب عرضها على وزارة المالية.

3 – صدر حكم محكمة استئناف أسواق المال ليؤكد صحة كلامي في خطأ ما ورد في المادة 14 من جعل إنهاء عضوية المفوضين بيد مجلس المفوضين كونه سحبا لسلطة مجلس الوزراء.

4 – إن ما جاء في المادة 347 هو اقتباس من المادة 39 من لائحة صناديق الاستثمار السعودية، وبالتالي اقتبس المشكلة ولم يقتبس الحل.

5 – وأؤكد على وجوب الحصول على موافقة جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار قبل البدء بإجراءات الاستحواذ، وقد انتبهت الهيئة الى كلامي وأصدرت تعليمات جعلت من هذا الشرط مطلبا، وبالتالي أصبح الاستحواذ جائزا.

خلاصة الحديث أن قانون إنشاء هيئة أسواق المال ليس بالقانون الذي يحتاج الى تعديل، بل هناك حاجة فعلية لتعديل اللائحة التنفيذية وبعض القرارات الاخرى، وأود القول إنني أصبحت الوحيد الذي يتابع هذا القانون ويطرح ثغراته وثغرات تطبيقه ويتلقى طلبات المشورة من المتعاملين وشركات داخل السوق، وختاما أشكر قلمك الذي كتب عن قانون الهيئة والذي دفعني لأن أكتب وأوضح لك بعض هذه الأمور.

مع خالص التقدير والاحترام

                  د.بدر حامد الملا

مؤلف كتاب «النظام القانوني لأسواق المال»

***

آخر محطة: الشكر الجزيل للدكتور بدر الملا ونرجو أن يثري ما كتبه قانون هيئة سوق المال ولوائحه التنفيذية كون البورصة هي إحدى ركائز حلم.. كويت المركز المالي البديل للنفط الذي بدأت أسعاره بالانحدار الى أعماق سحيقة.

احمد الصراف

مجلس الأمة والكوكا كولا

يعتبر مشروب شركة الكوكا كولا الأكثر شهرة في العالم والأقدم، حيث تأسست عام 1880، ولا تنافسها غير البيبسي. وبدأت الشركة إنتاجها الكبير في القناني عام 1892، وفي عيدها الخمسين أصبحت الكوكاكولا رمزا للرأسمالية الأميركية وثقافتها «الغذائية» الجديدة. وفي ابريل 1985، ووسط حملة إعلانية ضخمة، قامت الشركة باستبدال مشروبها السابق بآخر جديد، بعد ان بينت آراء عشرات الآلاف تفضيلهم صواب الفكرة، وهكذا أصبح هناك الكولا الجديدة! وبالرغم من كل ما بذلته الشركة من جهد ودراسة وتجارب طويلة، وحتى الاستعانة بالفتوى والتشريع»!! فإنها لم تحسب حسابا للعشق القديم بين المستهلك الأميركي و«الكولا القديمة»، وما كانت تمثله من علاقة عاطفية وذكريات صبا، وتسبب ذلك في ردة فعل قاسية رافضة للمشروب الجديد، وأصرت على عودة القديم، وهذا اجبر شركة الكولا، وبعد أربعة أشهر تقريبا، على إعادة «الكولا القديمة» للسوق، واحتارت في ما تفعله بالكولا الجديدة، التي انفقت مئات الملايين على تجربتها وإنتاجها! وفي لحظة ما أصبح في السوق «كولا قديمة»، من المخزون السابق، و«كولا جديدة» مما تبقى من المشروب الجديد في الأسواق، ولا يزال له محبوه، و«كولا قديمة جديدة»، بعد إعادة إنتاج وتسويق القديم بطعمه وشكله نفسهما!
ولو قارنا ما حدث قبل 30 عاما تقريبا مع «إدارة الكولا» مع ما جرى في الكويت قبل ايام، لوجدنا أوجه تشابه عدة، فقد تم حل مجلس 2009 وجرى انتخاب مجلس جديد بتسمية «مجلس 2012»، وجاء حكم المحكمة الدستورية، بعد أربعة اشهر تقريبا، لينهي حياته، ويعيد الاعتبار لمجلس 2009 السابق! وفجأة أصبح لدينا برلماني سابق وبرلماني «مع وقف التنفيذ» أو غير موجود، وبرلماني سابق جديد!
والطريف أن شركة «البيبسي»، المنافسة الكبرى للكولا، انتهزت فرصة تورط الكولا في تلك الفوضى التجارية وقامت بنشر إعلان في جريدة الــ«نيويورك تايمز» على صفحة كاملة، وأتذكره جيدا الآن، وضمنته جملة واحدة كتبت في منتصف الصفحة البيضاء بخط صغير ووضعت اسمها في اسفل الصفحة بخط اصغر وقالت فيه: After 90 years of eye to eye, the other eye blinked!
بعد 99 عاما من بحلقة العين في العين، رفت العين الأخرى!
وقد فاز ذلك الإعلان بجوائز عدة، حيث تمكن بجملة قصيرة من إرسال رسالة قصيرة وواضحة من دون إهانة الطرف المنافس أو الحط من قدره، بل قالها بكل كبرياء وانفة، فهل نرى شيئا من هذا القبيل، يضع حدا للمهاترات السياسية التي سئم الجميع منها والتي ستحرق الأخضر قبل اليابس في هذا الوطن الصغير الذي كان يوما ما وطنا جميلا؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

بالعدد واحد

كل عسكري ابن عمي، من حيث المبدأ، إلا إذا كان رخمة أو خبيثاً أو لصاً أو خائناً أو جباناً أو عدواً أو أو أو، فإنني أبرأ إلى الله منه ومن أمه التي أنجبته. وإذا سألتني “ليش؟” فسأجيبك بإجابة لا أملك غيرها: “نحن أبناء قبيلة واحدة، جذورنا واحدة، عرقنا واحد، نظام حياتنا واحد، بدأ بـ(العدد واحد)”، وأظن أن شعوراً كهذا ينتشر بين أبناء القبيلة كلهم، قبيلة العسكر… شيء رباني يدفع العسكري للتعاطف تلقائياً مع العساكر في أي بلد كان.
والكلام عن أن العساكر مجموعة من الرجال العمالقة الفحال تكمن قوتهم في عضلاتهم هو كلام عشوائيات، لا أسانيد تسنده. والصورة الشائعة عن أن العساكر يتعاملون مع السياسة بالهراوات والمدافع والقوة، هي صورة تبطلها الحقائق وصحائف التاريخ، دونكم تاريخ أتاتورك وروزفلت وغيرهما (أكبر نهضة فنية في تاريخ تركيا كانت في عهد أتاتورك). ستقولون: “ماذا عن عبدالناصر وعصابته بدءاً من عبدالحكيم عامر، وليس انتهاء بصلاح نصر، وماذا عن معمر القذافي وجعفر النميري وحافظ الأسد ووو؟”، فأقول: “هؤلاء أيضاً ينتمون إلى جنس الرجال، فهل نعتبر كل الرجال طغاة؟، ثم إن صدام حسين، على سبيل المثال، لم يكن عسكرياً فهل كل المدنيين طغاة؟”، لا، الأمر لا يؤتى من هذا الاتجاه. هؤلاء استغلوا القوة التي بين أيديهم ليأكلوا العنب، تماماً كما استغل ويستغل بعض رجال الدين القوة التي بين أيديهم ليأكلوا الكستناء المشوية في الشتاء، والفراولة في الصيف، وليس كل رجال الدين مرتزقة.
يا سيدي، العساكر أكثر الناس عشقاً للترتيب وهم أناس لا يؤمنون بـ”مطرح ما ترسي دق لها”، بل يعتمدون على التكتيك، والخطط، والخطط البديلة، وافتراض أسوأ النتائج والتعامل على أساسها، ووو… ثم إن العساكر، صدقاً أقولها لا حمية، هم الأعلى ثقافة بين أوساط المجتمعات، فطبيعة عملهم التي تُبعدهم عن زحام المدن (هم على الحدود غالباً) تهيئ لهم الوقت للقراءات المتعددة (أجزم أنني قرأت على حدود العراق في خمس سنوات ما لم أقرأ نصفه، ولا حتى ربعه بعد استقالتي من الجيش في تسع سنوات).
والحكم على أن العساكر كلهم بلا عقول ولا رحمة ولا يعشقون الجمال ولا يطربون للفن، كالحكم على لبنان من زاوية “حياة الليل” أو الحكم على هولندا باعتبارها بلداً يبيح تعاطي المخدرات، وغض الطرف عن أنها البلد صاحب الترتيب الثاني على بلدان العالم في الشفافية واحترام حقوق الإنسان وتطبيق القوانين.
***
فكرة المقالة استقيتها من سيرة الخالد جاسم القطامي، الذي توفي أمس الأول رحمه الله، وهو العسكري الذي أصبح سياسياً، فتنافست حياته العسكرية والسياسية، كل واحدة منهما تقول: “الزود عندي”، أي أنا الأجمل، والحقيقة أن كلتيهما أجمل من الأخرى وأفضل.
إلى جنات الخلد يا ابن عمنا… وعمنا.

سامي النصف

هل يمكن أن تتحول أوضاعنا للأسوأ؟

  يقول البعض: لماذا الاعتراض على المتغيرات التي ندعو لها مثل التحول إلى الدائرة الواحدة والاحزاب والحكومة الشعبية ..الخ، فتلك المتغيرات ستفك بنظرهم عملية الانسداد السياسي ومعها التباطؤ الاقتصادي فأوضاعنا حسب هذا الرأي لن تصبح أسوأ مما هو قائم، فهل ذلك التوصيف او التشخيص صحيح؟!

***

اولى البديهيات ان التغيير المطلوب في الامم المتقدمة هو التغيير للاحسن وليس التغيير للاسوأ، كما حدث بعد سقوط الملكيات في مصر والعراق وليبيا، وكمثال جيد على ما نقول ما حذرنا منه في السابق ردا على من أشاعوا ان التحول لنظام الدوائر الخمس سيقضي على الطائفية والقبلية وتأثير المال السياسي وظاهرة شراء الاصوات، وقد قلنا في حينها ان ذلك التحول سيزيد من الظواهر السالبة حيث ان تكبير الدوائر سيزيد من حجم الغنيمة او الجائزة من كرسيين اخضرين الى 10 كراسي خضراء لامعة مما سيزيد معها من حدة الاستقطاب الفئوي والطائفي، كما ان ذلك التوسع سيجعل من الصعوبة بمكان على المرشحين الاكفاء والامناء تحمل الكلفة المالية للحملة الانتخابية ومن ثم سيزداد تأثير المال السياسي وشراء الاصوات ومعها صعوبة سيطرة وتحكم القوى الامنية بالمخالفات.

***

ان من يسوق لحلول الدائرة الواحدة والحزبية والحكومة الشعبية البرلمانية ينسى انها مطبقة بالكامل على بعد امتار قليلة من حدودنا الشمالية اي في العراق الشقيق والجريح، وقد تسببت تلك الانظمة المطبقة لديهم بإحالة أمنهم الى خوف، ووحدتهم الى تشتت فانتشر القتل والنحر والتفجيرات بين كتلهم السياسية نظرا لكبر الجائزة المتمثلة بالميزانية العامة للدولة التي يستحوذ عليها من يسيطر على الحكومة.

***

ان احدا لا يصدق ما يقال ان ما نراه في العراق الجريح من جرائم ودماء وتفجيرات هو لأسباب دينية او طائفية حيث لم يشهد العراق في تاريخه الحديث اي حوادث طائفية من قبل، ان حقيقة ما يحدث هو تقاتل سياسي على الجوائز والغنائم وكعكة الحكم يغطى عليها بخلق اشكالات طائفية ودينية، وعليه نقول ان اوضاعنا الحالية التي نشتكي منها هي افضل مليون مرة من احوال العراق او الصومال او اليمن وغيرها ممن حولتهم الحزبية والقائمة النسبية والحكومة الشعبية الى الخراب والدمار والى جهنم ارضية يمتلئ الطريق اليها بأصحاب النوايا الحسنة واصحاب النوايا السيئة، والاثنان موجودان بوفرة على ساحتنا السياسية.

***

آخر محطة:

1 – في الخلاصة تغيير نظامنا السياسي كما هو مقترح لن يحيلنا للافضل بل لجعل الجائزة تكبر وتكبر حتى تصبح بحجم البلد وميزانيته العامة ومن ثم سنشهد حال التغيير تخندقات حادة للقوى السياسية الكويتية ستأخذ اشكال مواجهات دموية طائفية وفئوية قريبة مما يحدث على الشمال من حدودنا، وستستعين قوانا السياسية المتناحرة آنذاك بقوى خارجية ستأتي ومعها الاموال ورجال المخابرات والاسلحة والمتفجرات والقتل العشوائي حالها حال حروب الاحزاب في دول المنطقة التي شعوبها أكثر ثقافة وعلما من شبابنا الغر الميامين.

2 – شبابنا في «التطبيقي» رفعوا لافتات يقسمون فيها بالتصدي لهذا «العبس» (يقصد العبث)، الله يكون في عون الدكتورين العزيزين نايف الحجرف وعبدالرزاق النفيسي على مثل هذا «العبس» الطلابي.

حسن العيسى

بدون جنسية وبدون تلفونات

عرفنا أن “البدون” هم بدون جنسية، لكن ما لم نعرفه إلا مؤخراً ومن تصريح وكيلة وزارة التربية المساعدة للتعليم الخاص أن البدون في الكويت أيضاً هم “بدون تلفونات”، هذا “فنتق” جديد لم نكن ندركه من قبل، إذ إن البدون ليسوا محرومين من الجنسية فقط وإنما من “أرقام تلفونات” تمكن السلطات أن تتصل بهم!
ليس عندهم أو عندهن تلفونات أو أن أرقامهم (وهن) مسجلة بالخطأ، ليست مسألة كبيرة مادام وجود البدون كبشر ليس معترفاً به في الدولة، ويتم التعامل معهم على هذا الأساس، فحقيقة “وجودهم” محددة وفقاً للون البطاقة التي تصرفها اللجنة المركزية للبدون (اسمها طويل وممل لن أتعب نفسي في تذكره)، ويفترض أن “للبدون” رقم تلفون طالما أنه يحمل بطاقة ملونة تحدد مركزه القانوني في سلم أولويات منح الجنسية الكويتية، وبهذا الرقم التلفوني للبدون، وهو ليس رقماً مدنياً موحداً موجوداً في بطاقاتنا المدنية، يمكن الاتصال بالبدون المتفوقين والمتفوقات وتكريمهم (هن) حالهم كحال بقية الطلاب والطالبات من الكويتيين وغير الكويتيين.
لكن هذا لم يحدث حسب تصريح السيدة الوكيلة، فأرقام تلفوناتهم مسجلة “خطأ”، حسب كلام الوزارة، وبالتالي، ورغم أن البدون مع غير الكويتيين كان لهم حصة الأسد في المراكز المتفوقة، وهم أقلية، إلا أن حفل التكريم البسيط لم يشملهم ويشملهن، وأيضاً الحسرات تحرق قلوبهم، فالقبول بالجامعة الكويتية محدد جداً للبدون، وبالتالي مهما كانت درجة التفوق عالية فإن القبول بجامعة الكويت (ويا لله تزيد النعمة على أكسفورد الخليج) سيكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً، بكلام ثان ليست أبواب الجنسية فقط، وليس أبواب الرزق معها مغلقة على أكثرية البدون، بل أيضاً أبواب التحصيل العلمي العالي مغلقة أمامهم.
أسعار البترول نزلت ومعرضة للنزول أكثر مع تصاعد أزمة العالم الاقتصادية، وما أكثر ما سمعنا وقرأنا من مسؤولين وغير مسؤولين أن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار بالبشر، وهذا يعني استثمار الكفاءات البشرية وتنميتها وتشجيعها، ومنحها “امتيازات” خاصة، والعادة بالكويت أن الامتيازات الخاصة هي خاصة لأهل البلد، وهذا شيء طبيعي إن لم يمتد لحدود الدلال المفسد، لكن نعرف أيضاً أن العادة جرت على أن الامتيازات الخاصة في دول المحسوبيات والواسطات لا تمنح إلا للخاصة… ماذا لو فكرنا أن نمنح “البدون” المتفوقين والمتفوقات ليس امتيازات خاصة بهم وبهن، فهذه تم “تكييشها” منذ زمن بعيد، وإنما معاملة خاصة في القبول للدراسات الجامعية، وأن نعتبر تفوقهم بالثانوية أو في الدراسة الجامعية أو العمل بالكويت بمثابة “خدمات جليلة” تؤهلهم لكسب الجنسية (تصحبها أرقام تلفونات)، أليس هذا استثماراً بالبشر، وهو أكرم من الاتجار بالبشر.

احمد الصراف

أداة القياس

توجد في الحياة أدوات وطرق قياس لكل شيء تقريبا من المسطرة إلى ميزان الحرارة وميزان الوزن وغير ذلك، وهذه الأدوات تجعل من السهل مثلا تحديد مساحة غرفة مقارنة بغيرها، أو ثقل جسم مقارنة بآخر أو سرعة سيارة بغيرها. وعادة ما يقبل الجميع بالنتيجة من دون تردد، لأن أداة القياس حجة يصعب الطعن فيها. ولكن تصبح الأمور أكثر صعوبة عند مقارنة نص أدبي بآخر، أو قصة بأخرى، فهنا، وفي غياب تام لأي أداة قياس موحدة متفق عليها، أو جهة تمتلك القول الفصل، تتداخل خلفيات الأحكام الثقافية والدينية والذوقية في مسألة تحديد أي النصين، أو النصوص، أكثر بلاغة أو جمالا من غيره، وبالتالي تتعدد الآراء وتختلف الرؤى، وقد يتطور الأمر ويصل إلى درجة الخلاف الكبير، وقد تتجه فئة لفرض «ذوقها» أو رأيها على البقية لاعتقادها بأن ليس فقط القرب للصحة أو الحقيقة، بل هو الحقيقة المطلقة، وكل ما عداه هراء في هراء، وتتعقد الأمور أكثر عندما يجد طرف أن الوسيلة الوحيدة لفرض رأيه على الغير لا تكون بغير اللجوء للقوة. أكتب ذلك على ضوء الموضوع الذي نال بموجبه الشيخ مصطفى محمد راشد درجة الدكتوراه في الشريعة والقانون من جامعة الأزهر بتقدير عام امتياز، حيث ورد فيه أن الحجاب ليس فريضة اسلامية، وان تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية، واسباب نزولها قد ادى إلى فهم مغلوط شاع وانتشر بشكل كبير حول ما يسمى بـالحجاب الاسلامي، والحجاب هو المراد به غطاء الرأس الذي لم يرد لفظه في القرآن على الاطلاق، الا ان بعضهم قد اختزل مقاصد الشريعة الاسلامية وصحيح التفسير ورفض إعمال العقل في نقله وتفسيره، وأورد النصوص في غير موضعها وفسرها على هواه، مبتعدا عن المنهج الصحيح في التفسير والاستدلال الذي يفسر الآيات وفقا لظروفها التاريخية وتبعا لأسباب نزولها، إما لرغبتهم وقصدهم في أن يكون التفسير هكذا، واما لحسن نيتهم لأن قدراتهم التحليلية تتوقف إمكانات فهمها عند هذا الحد لعوار عقلي أو آفة نفسية!
وهنا نجد أن من السهل على آخرين الطعن في كلام الشيخ مصطفى، وتقديم أدلة معاكسة تثبت أنه هو الذي يشكو من عوار عقلي أو آفة نفسية، وسيصل آخر إلى نتيجة تخالف الرأيين، وهكذا. وعليه، وفي غياب أي أدوات قياس حيادية أو عقلية حاسمة، يصبح من الصعب، او المستحيل، الوصول إلى رأي تام وبات متفق عليه في أي موضوع تقريبا، والحل هو في قبول كل طرف بما يعتقده الطرف الآخر، والعيش معه بسلام، وخلاف ذلك لا فيصل غير إعمال القتل بعضنا في بعض حتى آخر نفس، وليصبح من بقي على قيد الحياة، ولو مصادفة، هو صاحب التفسير الصحيح! وحتى هنا لن ينتهي الأمر، فسرعان ما سيدب الخلاف من جديد بين المنتصرين على ما هو صحيح وما هو أصح، أو الأكثر صحة، وهذه سنة الحياة، والعاقبة لمن اتعظ!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الجادة الصحيحة

كتب د. احمد الخطيب في القبس الجمعة الماضي مطالبا اعضاء مجلس 2009 الا يكونوا «ممشة زفر»، على حد قوله. والغريب ان الدكتور المخضرم والمعروف بدفاعه عن الدستور طالب نواب مجلس 2009 او مجلس القبيضة، كما عرف عنه، بـ «انتهاز طريق الاصلاح الحقيقي لانقاذ الوطن» و«انتهاز هذه الفرصة التاريخية لفرض طريق الاصلاح الحقيقي.. وتلبية طلبه بمزاولة مهامهم الدستورية وحضورهم الجلسات». كما طالبهم بان يصدروا قانونا بتشكيل هيئة منتخبة من اعضاء معروف عنهم «النزاهة والكفاءة»! لاحظوا معي: يطالب نواب مجلس 2009 بإصدار قانون بتشكيل هيئة من اعضاء معروف عنهم النزاهة والكفاءة! ويستمر الدكتور في طرحه الغريب ويقول «وأؤكد على وجوب الا ترفع الجلسة قبل إقرار هذين القانونين»!
اتمنى ان نسمع من المحسوبين على التيار العلماني الليبرالي التقدمي الوطني رأيا في مطالبة د. الخطيب لنواب 2009 بالعودة إلى التشريع… وأي تشريع؟ قانون للنزاهة؟!
ويبدو ان الدكتور الفاضل لم يسمع ان الكثير من نواب 2009 متهمون بالفساد وإفساد الممارسة الديموقراطية وان الكثير منهم محال من النيابة العامة الى المحكمة بتهمة الفساد وسوء استغلال السلطة!
***
• شخصية كبيرة اخرى وهي الكاتبة فاطمة حسين قالت في مقالتها بالزميلة «الوطن» أيضاً يوم الجمعة تصف المجتمع الكويتي «نشأت في عالم يؤمن بل يعشق وأد البنات لان الرجولة عندهم هو ان تظل الأنثى في الدرك الأسفل من الحياة»!
وين قاعدين يا جماعة؟! اين هذا المجتمع الذي تتحدثين عنه ايتها الفاضلة؟ اذا كنت تقصدين المجتمع الكويتي الذي لم يوصل ولا أنثى للبرلمان فالعتب على الأنثى التي لم تصوت لبنت جنسها! والعتب على الأنثى التي وصلت إلى البرلمان لاول مرة وشوهت اداء المرأة وممارستها تحت قبة عبدالله السالم! وكفى تحقيرا للمجتمع وتشويها لأداء أبنائه! ذكرتني والله بالتيار الليبرالي عندما فشل في الوصول إلى البرلمان وصار يطعن بالممارسة الديموقراطية ويرفض نتائجها فقط لانها ديموقراطية لا تتناسب ومقاسه!
المجتمع الكويتي مجتمع صغير بحجمه لكنه كبير بلحمته والتفافه حول قيادته ونظامه الدستوري، وقد حاول المقبور صدام الغاء هذه الحقيقة لكن النتائج كانت تأكيد كل اهل الكويت على وحدتهم الوطنية.. الرجل اخو المرأة… نختلف بالأفكار والتوجهات لكن نقف عند حدود الوحدة الوطنية.
فرحمة بهذا المجتمع الذي صار «مطقاقة» لكل من يفش فيه غله وهمومه.
***
• الدكتور جابر مبارك الهبيدة… حصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة، والدكتور جابر نموذج للكفاح والمثابرة عند الشباب الكويتي الذي لا يقف طموحه عند حد! مبروك للدكتوراه حصولك عليها..! فانت لكل من يعرفك يدرك ان الشهادة تتشرف بك! فاستمر في الصعود بارك الله فيك ونفع بك وطنك.

سعيد محمد سعيد

ما لا يعرفه الكواكبي

 

يبدو أن المرحوم الشيخ عبدالرحمن الكواكبي (مفكر وعلامة سوري ورائد من رواد التعليم، ومن رواد الحركة الإصلاحية العربية وكاتب ومؤلف ومحامٍ وفقيه شهير، وهو مؤلف الكتاب الفذ «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، توفي في العام 1902) يبدو أنه لا يعرف جيداً معنى «الاستبداد» ولا «الاستعباد»! كما يعرفه ويفقهه ويتقنه وعاظ السلاطين ومشايخ الحكومات ومثقفو السلطات وكتابها وفقهاؤها الذين وجدناهم في الماضي من السنين، ولاسيما في عام الثورات العربية (2011). يعرفون الاستبداد والاستعباد بمنظور أخرق جديد: «الشعوب هي المستبدة وهي الجائرة وهي الإرهابية»!

وحتى نشخص الخطأ الجسيم، بين فهم المرحوم الكواكبي للاستبداد والاستعباد، وبين تشخيص ومفهوم (بضع عباقرة وفطاحلة في عصرنا اليوم) من وعاظ سلاطين العرب وأبواقهم «الدينية» مع فارق 110 سنوات، دعونا أولاً نعرف من هو المستبد في نظر الكواكبي، فهو يقول: «المستبد (…) يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً».

«كواكب» الحكومات المستبدة اليوم، إسلامية، عربية أم غيرها، ألا وهم الأبواق التي تسخر الدين وتتلاعب بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من طبقة «وعاظ السلاطين الخبيثة» لتخدير وخداع وتضليل الأمة، ينظرون إلى استبداد واستعباد منشأه ومصدره الشعوب التي تطالب بحقوقها وتدافع عن كيانها ووجودها. فهي – أي الشعوب – مستبدة وظالمة ومتآمرة وضالة، أما المستبدون فهم الضحايا والمساكين والمظلومون وممن يتوجب على الشعوب أن (يخفوا عليهم شوي… حرام).

هل الأمر مستغرب؟ أبداً، فقد سمعنا خطباً وتصريحات وفتاوى وصلت إلى حد أن يصف أحد المفتين حركات التحرر في الوطن العربي بأنها مؤامرة من أعداء الإسلام لنشر الفوضى في الدول العربية، وتوعد آخر بالنار والويل لمن يخرج حتى على الفسقة والدكتاتوريين من الحكام! وحرم آخر بشدة المظاهرات المطالبة بالحقوق، ولعل الكثير من القراء يتذكرون تلك المرأة الشهيرة المعالجة بالقرآن الكريم التي تواجدت خارج قاعة محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ورفعت لافتة: «مبارك من نسل النبي (ص)، وهو من الذرية النبوية وجده مبارك له مقام في كفر مصيلحة، وأنه ظل مع السيد البدوي حتى وفاته»! فيما لم يتأخر آخر من مثقفي مبارك على قناة فضائية من إضافة عبارة (رضي الله عنه) حين يذكر المخلوع!

حين شخّص المرحوم الكواكبي داء الاستبداد السياسي، قبل أكثر من قرن، قال إن أقبح أنواعه استبداد الجهل على العلم، واستبداد النفس على العقل، ويقول إن الله خلق الإنسان حراً قائده العقل فكفر وأبى إلا أن يكون عبداً قائده الجهل، ويرى أن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور، وأن تراكم الثروات المفرطة، مولد للاستبداد، ومضر بأخلاق الأفراد، وأن الاستبداد أصل لكل فساد، فيجد أن الشورى الدستورية هي دواؤه.

هنا، استعان المرحوم الكواكبي بجملة رائعة من بين ما تكلم به بعض الحكماء ولاسيما المتأخرين منهم في وصف الاستبداد ومنها: «المستبد يتحكم في شئون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكم بهواه لا بشريعتهم».

لكن الكواكبي في الوقت نفسه، يعرف دور علماء الأمة، فهو يقول إن «المستبد عدو الحق، عدو الحرية وقاتلها. والحق أبو البشر والحرية أمهم، والعوام صبية أيتام نيام لا يعلمون شيئاً، والعلماء هم إخوتهم الراشدون، إن أيقظوهم هبوا وإن دعوهم لبوا، وإلا فيتصل نومهم بالموت»!

ولعل الكواكبي كان يرى من زمانه وقتذاك شاكلة وعاظ السلاطين اليوم فيقول: «تواسي فئة من أولئك المتعاظمين باسم الدين الأمة فتقول يا بؤساء: هذا قضاء من السماء لا مرد له، فالواجب تلقيه بالصبر والرضاء والالتجاء إلى الدعاء، فاربطوا ألسنتكم عن اللغو والفضول، واربطوا قلوبكم بأهل السكينة والخمول، وإياكم والتدبير فإن الله غيور».

سامي النصف

كيف تهدم الكويت في 6 خطوات مضمونة؟!

الكويت لا تختلف اطلاقا عن دول منطقة الشرق الأوسط الأخرى (رجل العالم المريض كحال الدولة العثمانية بداية القرن الماضي) التي تملأ أدخنة حرائقها السماء، وتعم الفوضى مدنها وتسيل الدماء أنهارا في شوارعها، مشروع هدم الكويت القائم على قدم وساق يمر بـ 6 خطوات مضمونة هي:

1 ـ تشويه سمعة قياداتها السياسية ورجالها المخلصين أمثال الرئيس العاقل والحكيم جاسم الخرافي وعبدالعزيز العدساني وصالح الفضالة وغيرهم، وإرسال جيوش الظلام للطعن بهم والإقلال من شأنهم عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، وأعجب شخصيا من بلد به مثل هؤلاء الحكماء ولا يستمع لنصحهم كل صباح ومساء.

2 ـ ضرب صلب العمل الديموقراطي بتحويله من لعبة رياضية جميلة كحال جميع الديموقراطيات الأخرى، يهنئ بها الخاسر في التصويت من فاز به، الى حرب شعواء كحال داحس والغبراء يلجأ خلالها من يخسر التصويت الى الفوضى والخروج للشوارع والميادين.

3 ـ التعدي على القضاة الأجلاء وأحكامهم الشامخة التي هي عنوان الحقيقة، ومحاولة جعلهم ضحايا لجرائم الابتزاز الشنيعة عبر تسليط المرتزقة والغوغاء عليهم لمعرفة الخفافيش والأجراء والمرتزقة بأن انهيار جدار القضاء سيتسبب في انهيار الدولة وتفشي الفوضى وبدء عمليات التفجيرات في الأسواق والأماكن العامة والقفز على البيوت الآمنة وقطع أعناق قاطنيها كما يحدث على بعد أمتار قليلة من حدودنا الشمالية، لينتهي الأمر بعد ذلك بهجرة دائمة للخيّرين من أهل الكويت لصالح قوى الشر والعمالة والاسترزاق.

4 ـ كسر هيبة السلطة والدولة وتشجيع الغوغاء على التعدي على رجال الأمن وكبار ضباط الداخلية، والدور قادم سريعا على ضباط الجيش والحرس الوطني والأميري فلم تحرق البلدان ومنها لبنان والصومال والعراق الا بعد تحييد قوى الأمن والجيش عبر الإساءة اليها والحط من شأنها (العملية قائمة كذلك في الشقيقة الكبرى مصر).

5 ـ استخدام أموال مشروع «الفوضى الخلاقة» لخلق ظاهرة «الإعلام المدمر» الذي هو أسوأ بكثير مما سمي «الإعلام الفاسد»، فالأخير يضر بالأفراد والأول يدمر الأوطان عبر تجنيد إعلاميين بارزين لتحريض الشباب الغر على بلدانهم وجعلهم في حالة غضب دائم وشعور كاذب بالظلم واسألوا لبنان ما فعلته ثنائية الإعلام المدمر والشباب المغرر به طوال أعوام 1975 ـ 1990.

6 ـ تشجيع خلافات أبناء الأسرة الحاكمة، فكلما هدأت أعيد اشعالها وصب الوقود عليها، والحقيقة ان بعض أبناء الأسرة، حالهم حال بعض الساسة والإعلاميين، ليسوا فوق مستوى الشبهات، حيث لا يمكن فهم ما يعملون ويفعلون الا ضمن مخطط تدمير البلد، ولعن الله حب السلطة والقوة والمال الذي يعمي العقول وما يفعله بالنفوس.

***

آخر محطة:

 (1) بمناسبة ظهور نتائج الامتحانات هذه الأيام، أداء وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك يقارب العشرة على العشرة، فالحقوق ـ كما يقال ـ تريد.. حلوق، وعلى رجال الحكم والحكومة النطق كي يفهم الناس رسائلهم الخيرة ودون ذلك سيسيطر الأشرار والغوغاء وأصحاب الأجندات على الشارع الكويتي.

(2) الأسرة الحاكمة ملزمة هذه المرة بأن تخرج وتوزر أفضل أبنائها فقد وصلت السكين الى الأعناق وإذا لم تنحوا خلافاتكم جانبا وتستخدموا أفضل سيوفكم هذه الأيام فمتى ستستخدمونها إذن؟! هل ستنتظرون نجاح مشروع الحكومة الشعبية المدمر كي تتحركوا وتقدموا الأكفاء‍ والأمناء والحكماء من أبنائكم؟! لست أدري.