احمد الصراف

داحس و«الإخوان»

تدور في أروقة وزارتي العدل والأوقاف حرب شرسة، تشبه «داحس والغبراء»، إلا أنها أقصر منها زمناً، ومرشحة لأن تطول أكثر مع الوقت، وأطرافها كبار موظفي الوزارتين المنتمون إلى حركتي السلف، النصف صالح، و«الإخوان» غير الصالحين! ومن حقنا هنا أن نصف الإخوان بأي وصف نراه، بعد أن أنكر كبير فيهم أي علاقة لإخوان الكويت بمصر وغيرها، وبالتالي كشف مدى جهلنا لأننا اعتقدنا يوماً أن جمعية «الإصلاح الاجتماعي»، والتي كانت في خمسينات القرن الماضي تسمى بـ «الإرشاد الإسلامي»، لا علاقة لها بالتنظيم العالمي للإخوان، وليست الفرع المحلي لهم، ولم يقم الفرع الكويتي يوماً بمساندة الفرع المصري مادياً ولا بإيواء وتوفير الملاذ الآمن للكثير من كوادرهم، عندما لجأوا إلى الكويت في بداية الخمسينات هرباً من بطش عبدالناصر بهم! ويبدو واضحاً أن من ادعى خطأنا وخطأ غيرنا، قد كشف ليس فقط عن عدم المصداقية، بل وعن مدى السذاجة وقلة الخبرة، ولا أدري كيف فاته أنه لا يزال يعيش بيننا بعض من الذين كانوا يوماً جزءاً حيوياً من الجمعية، وهم على علم تام بالجذور الحقيقية لجمعية الإصلاح، أو «الحركة الدستورية» وفكرهما الديني والسياسي! وقد كنت يوماً على علاقة بأحد كبار إخوان مصر في الكويت، وهو المرحوم إسماعيل السيد، وهو لعلم «الباشمهندس» من أوائل من لجأوا إلى الكويت في بداية الخمسينات، وجاء بكتب توصية من حركة الإخوان في مصر، وكنت، حتى وفاته، وكيلاً عنه في بعض أموره المالية، ومنها تسجيل بيته في الكويت باسمي! وقد اكتفيت بذلك بعد رفضي لإلحاحه المستمر بمشاركته في أعماله، ولثقته بي، بعد علاقة استمرت لثلاثين عاماً، أسر لي بأمور كثيرة تمس شخصيات من «الإخوان»، وكان يقول لي إن جميع من تعرف عليهم كانوا غير جديرين بثقته، وأن البعض منهم سرقه وكذب عليه في عقود هندسية، وأن غالبيتهم يعيشون حياتين منفصلتين، واحدة أمام الناس، والأخرى خلافها، وأنه يعرف أسراراً تستحق أن تروى، ومنها ما يخجل من ذكره! وقد حاولت كثيراً حثه على كتابة مذكراته على أن تنشر بعد سنوات من وفاته، واقترحت عليه اسم الزميل محمود حربي ليساعده في تجميع أفكاره لما له من دراية أدبية، ولكنه كان يخاف تبعات نشر أي شيء لمن لا يعرف، وأنه يثق بي وسيمليها عليّ يوماً، ولكنه توفي قبل عام تقريباً، وقبل ميلاده التسعين بقليل، وكان على علاقة بمرشد الإخوان الأسبق مصطفى مشهور، الذي عاش في الكويت لسنوات، بعد لجوئه إليها! وبالتالي، نجد أن أي إنكار لعلاقة جمعية الإصلاح أو الحركة الدستورية بالتنظيم العالمي للإخوان محاولة ساذجة، والغريب أن من نكر وجود العلاقة وكأنه يتبرأ من شيء مشين في تاريخ حركة الإخوان في مصر!
نعود لحرب داحس والغبراء في الأوقاف، ونقول إن آخر ضحايا الحرب بين الإخوان والسلف، وهذا دليل آخر على علاقة إخوان الكويت بمصر، هو الخطيب السلفي المتشدد سالم الطويل، الذي تسبب هجومه المستمر على جماعة «الإخوان المسلمين»، بعد فوز محمد مرسي بالرئاسة، في إعفائه من الإمامة والخطابة بقرار من مدير إخواني الهوى في الوزارة! فإذا كانت الحركة الدستورية وجمعية الإصلاح، بعد كل هذا التاريخ الطويل، لا علاقة لهما بالإخوان المسلمين في مصر، فهذا يعني أن الكويت كلها كانت تعيش في وهم على مدى أكثر من 65 عاماً!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

سوريا.. والمخرج من الأزمة

كل انسان في قلبه ذرة رحمة يتعاطف مع الشعب السوري المنكوب في محنته، ويتألم وهو يشاهد المجازر الواحدة تلو الاخرى في حق هذا الشعب، لكن المشكلة ان الانسان العربي عاجز عن عمل شيء لهؤلاء الاشقاء، اللهم الا الدعاء في الصلوات والتبرع بما تجود به انفسهم من قوت اولادهم!
الجميع يعلم ان المخرج من هذا المأزق هو الحل العسكري! «اما حل خارجي واما حل من الداخل!» والتدخل العسكري من الخارج اصبح مستحيلا بعد التعنت الروسي، لذلك لابد من اعطاء الشعب المحاصر حق الدفاع عن النفس، وذلك بتزويده بالسلاح النوعي لتحجيم تحرك آليات بشار ومدرعاته وطائراته، وهذا لن يتم الا عن طريق تركيا او الاردن، لان العراق ولبنان يُحكمان من ايران الطائفية التي تدعم النظام السوري في قتله لشعبه وافنائه، ومن يطلع على المذابح التي تمت وطريقة تقطيع الاوصال والاطراف والتشويه بالجثث يتأكد ان الفاعل لا يمت لهذا الشعب ولا لدينه وعرقه بأي صلة، بل هو مرتزق وطائفي وحاقد جاء من الخارج.
فليكن اذن التحرك لدعم الشعب بالسلاح للدفاع عن نفسه، وعرضه وكرامته، ولنتوقف عن اضاعة الوقت لاستجداء الغرب للمساعدة، فمصالح الغرب في حرب تحرير الكويت واسقاط القذافي لم تتوافر حتى الان في بلاد الشام.
****
تخطئ الاغلبية ان ظنت انها حزب سياسي له اجندة سياسية محددة ثابتة.. ويخطئ من يطالبها بايجاد برنامج اصلاحي واضح تدخل به الانتخابات.. فالاغلبية مجموعة من النواب من مشارب مختلفة ومتباينة.. فيهم الاسلامي والليبرالي وفيهم الحضري والبدوي.. والاسلاميون فيهم المحسوب على تيار حدس وتيار السلف وتيار ثالث (هايف)، والقبائل فيهم المنتمي وفيهم المستقل وهناك التيار الشعبي وله مطالبه الخاصة، كل هؤلاء يجمعهم شيء واحد فقط.. وهو محاربة الفساد المالي والاخلاقي! وهذه امور لا يمكن ان تكون الا عناوين وشعارات، اما القضايا الفكرية والقانونية كالامارة الدستورية والحكومة الشعبية والعمل الحزبي فهذه امور بالكاد يتفق عليها الحزب الواحد، فكيف نطالب «كور مخلبص» بالاتفاق عليها.
اقترح على الاغلبية الا تحمل نفسها اكثر مما تحتمل… وان تتفق على شعارات انتخابية للحملة المقبلة، والا تعمل تحت مظلة واحدة، بل يكفي ان تتعاطف المظلات مع بعضها البعض اثناء الانتخابات.
****
• كاتب يسمي مجلس 2012 سيئ الذكر! اكيد سيئ الذكر عندك.. لان الفاسد ينزعج ويضطرب كلما ذكر مجلس وضع يده على قضايا الفساد في مجلس فاسد وحكومة مفسدة (2009)!
• كاتب اخر دائما يمدح المجتمعات الغربية.. لانها علمانية وليس للدين عندها اي اثر في علاقاتها وقراراتها وتشريعاتها! ما ادري اي دول غربية يقصد.. فرنسا الحجاب.. اما المانيا الهولوكوست.. ام حتى اللجنة الاولمبية التي تفضلت اخيراً وسمحت بلبس الحجاب للمشاركات المسلمات؟!

سعيد محمد سعيد

«المطابخ السرية» للطائفية

 

أتفق على الدوام مع الرأي القائل أن الترويج لأكذوبة «الإنشطار والفتنة الطائفية» في المجتمع البحريني ما هو إلا وسيلة لرفع درجة التأزيم وضرب السلم الاجتماعي، ولا أدل على سقوط تلك الأكذوبة من أن العلاقات بين أبناء الطائفتين الكريمتين، ممن تربطهم علاقات دينية وأخوية وإنسانية، كانت ولا تزال في حالها المبني على «الأخوة»، لكن هناك بلا شك حال رهيب من «الإنشطار» المشار إليه، وهو في حدوده يشمل في الأصل «الطائفيين، والمؤزمين، وذوي المصالح الفئوية المتاجرة بالصدام الطائفي»، وهؤلاء لا يمثلون الشريحة الأكبر من المجتمع، فهم ينشطون في المطابخ السرية للطائفية، ولم ينجحوا في ترويج تلك الأكذوبة، إلا بين أنفسهم وبين من يسير على منهجهم المريض.

قد يقول قائل : «ألا ترى ما حل بالمجتمع البحريني منذ يوم 14 فبراير 2011 حتى اليوم من علاقات بين الناس انهارت، وعداوات اشتعلت، وحراب ارتفعت في وجوه الأخوة؟»، وبالنسبة لي شخصياً لا أرى الانهيار، والعداوات، والحراب، إلا لدى من هو في الأصل طائفي بغيض لا يهمه «الوطن» واستقراراه -بأي شكل من الأشكال- قدر اهتمامه بأن يكون طرفاً في ضرب أي تقارب وعلاقات طيبة بين أبناء الطائفتين، لكن كل تلك المحاولات اليائسة، لم تفعل فعلها إلا في قلوب من يتلذذ بمشهد الصدام الأهلي، وهذا ما لم ولن يحدث إلا في مخيلة التهويل الإعلامي بكل وسائله، وهو إعلام في حقيقته مأجور.

على مستوى الوطن العربي والإسلامي، لن يتوقف عمل «المطابخ السرية» المصنعة للفتن الطائفية، ولعلني استحضر قول سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي في حديث له بمسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول حين قدَّم طرحاً موجزاً مقدمته تقول :» الطائفية خطرٌ مرعبٌ، إذا اشتعلت نارُها أحرقت كلَّ شيئٍ على الأرضِ، ولم تبقِ أخضرَ ولا يابسًا، ولم توفِّر أمنًا ولا أمانًا، ولم تحفظ أرواحًا، ولا أموالاً، ولا أعراضًا… وإنَّنا ندين كلَّ الخطابات الطائفية التي تمزِّق وحدة الشعوب، وتوقد نيران الأحقاد والعداوات، ونأسف كلَّ الأسف، رغم كلِّ مواقفنا الواضحة كلَّ الوضوح في التصدِّي لكلِّ المشروعات الطائفية، ورغم ما عانينا واكتوينا بنيرانها».

ولخطورة «المطابخ السرية» للطائفية في الأمة الإسلامية، يحق للمرء أن يتساءل :من هم صناع الطائفية في أوطاننا؟، وبالضبط هذا هو السؤال الذي أجاب عليه العلامة الغريفي في حديثه، إذ أشار إلى ثلاث جهات، الجهة الأولى: القوة الكافرةُ المعاديةُ لمصالح هذه الأوطان، والطامعة في استثمار خيراتها، والسيطرة على ثرواتها، وعلى شعوبها، وعلى كلِّ أوضاعها السِّياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية، فمن مصلحة هذه القوى أن تبقى أوطاننا ضعيفةً، مسلوبةَ الإرادة، ممزَّقة القوى، وهكذا يعتمدون تغذية الطائفية وسيلةً من وسائلهم في الهيمنة والسيطرة وفرضِ النفوذ.

أما الجهة الثانية التي تدخل ضمن صناع الطائفية في البلاد الإسلامية والعربية، فقد عرَّفها العلامة الغريفي بأنها الأنظمة المستبدة فمن صالح هذه الأنظمة أن تتصارع الطوائف والمكوِّنات والأحزاب والمجموعات، ليوفِّر ذلك مناخات السيطرة، وليشغل الجماهير بصراعاتِها عن محاسبة سياساتِها، فمتى ما توحَّدت إرادات الشعوب شكَّل ذلك خطرًا عليها…

وهكذا تصرُّ هذه الأنظمة على إنتاج الصراعات الطائفية في داخلِ الأوطانِ مستخدمةً شتَّى الطرق والوسائل، ولعلَّ منها ممارسة سياسات التمييز المكشوفة أو المتسترة، أو القيام بأعمال تعبِّر بوضوحٍ عن (استهدافاتٍ طائفية)، وكثيرًا ما تحرِّك هذه الأنظمة وسائل إعلامها من تلفازاتٍ وإذاعاتٍ، وصحافة، وأقلامٍ موظَّفةٍ لكي تمارس شحنًا طائفيًا مكشوفًا، وهذا ما يتنافى كلَّ التنافي مع رسالة هذه الوسائل في صنع المحبَّة والألفة، والوحدة بين مكوِّنات الشعوب، لا أنْ تغذِّى الصراعات والعداوات والخلافات خدمةً لمصالح الأنظمة الحاكمة المسكونة بنزعات طائفية مقيتة…

وماذا عن الجهة الثالثة؟ تلك هي التي حددها العلامة الغريفي بالقول :«منابر دينية تمارسُ خطاباتٍ تغذِّي الطائفية والكراهية بين مكوِّنات الشعوب، استجابة لإملاءات الأنظمة الحاكمة، أو بدافع العصبيَّات المسكونة في النفوس، أو تعبيرًا عن جهالاتٍ وحماقاتٍ مسيطرة على العقول، وهكذا تتنكَّر هذه المنابر لأهداف الدِّين، وتتحوَّل مواقع للفتن الطائفية، والعداوات المذهبية، وعلى مرأى ومسمع من أنظمة الحكم التي لا تحرِّك ساكنًا، من أجل إيقاف اعتداءاتٍ سافرةٍ بين طوائف ومذاهب ومكوِّنات».

كان حديث العلامة الغريفي صريحاً، ذلك «إنَّنا ندين كلَّ الخطابات الطائفية التي تمزِّق وحدة الشعوب، وتوقد نيران الأحقاد والعداوات، ونأسف كلَّ الأسف، رغم كلِّ مواقفنا الواضحة كلَّ الوضوح في التصدِّي لكلِّ المشروعات الطائفية، ورغم ما عانينا واكتوينا بنيرانها»، (انتهى الإقتباس)، غير أنه من الأهمية بمكان التأكيد على أن تطبيق القانون لا يجب أن يستثني أحداً بصيغة الكيل بمكيالين اتجاه كل الأطراف الطائفية! فلا يصح أن يُستهدف خطيب، أو ناشط، أو سياسي، أو مثقف، أو كائن من يكون بدعوى إثارة الطائفية، ويلوى القانون ليغض الطرف عن آخرين اشتهروا على مدى سنين بتأجيج المشاعر، وشتم هذه الطائفة أو تلك بأرذل الأوصاف، وارتفعت أصواتهم القبيحة بتشجيع كل الممارسات العنصرية المدمرة. حين يُطبق القانون على الجميع بعدالة، حينها فقط، تبرهن الدولة على أنها ضد الطائفية، أما دون ذلك، ووفق معايير طائفية مقصودة، فإن الدولة تصبح طرفاً في فتح الباب على مصراعيه للطائفيين، وهذا ما صدق في وصفه العلامة الغريفي :«خطر مرعب».

سامي النصف

من دمّر «الكويتية» وينوي تدمير الكويت؟!

  في عام 2007 قرر مجلس ادارة «الكويتية» ممارسة صلاحياته التي نص عليها النظام الأساسي للمؤسسة والقيام بعملية تجديد وتحديث «مستحقة» لأسطول «الكويتية» تمهيدا للتحول للربحية ومن ثم تسهيل ـ بالتبعية ـ عملية تخصيص «الكويتية» حالها كحال شركات الأردنية والمصرية والميدل ايست والإماراتية والقطرية وجميع شركات الطيران في العالم التي لا يتم تخصيصها وهي في أسوأ حالاتها بل يتم شراء الطائرات الحديثة لها بالأقساط المريحة التي سيتحملها المستثمر بعد الشراء ويقوم بتحصيلها من عائد بيع تذاكر السفر لاحقا، ولم يعمد أو يقبل مجلس إدارة «الكويتية» آنذاك بوضع غرامات وجزاءات على إلغاء الصفقة كحال العباقرة من المفاوضين النفطيين في «فضيحة الداو» ممن مازالوا يسرحون ويمرحون ويستمتعون بمناصبهم ورواتبهم وفوقها بونص 4 رواتب من أموال الشعــب الكويتـي المستباحـة مكافـأة لـ «سوء الاداء»!

***

ألغى ـ وبشكل مستغرب ـ أحد الوزراء القرار السيادي والفني لمجلس إدارة المؤسسة والمتضمن تحديث الأسطول عبر شراء طائرات ايرباص وبوينغ بأفضل المواصفات الفنية وأفضل الأسعار وعن طريق شركة مساهمة كويتية تملك المؤسسة حصة أساسية فيها، فقدم مجلس إدارة المؤسسة استقالته، ومما زاد الأمر غرابة قرار الوزير بقيامه بمفاوضة شركات صناعة الطائرات وحده رغم أنه لا يملك أي خبرة في هذا المجال! وعندما فرضت عليه مشاركة فريق فني من المؤسسة عاد للقول انه سيترك الأمر للمستثمر وهو أمر لو كان يؤمن به حقا لما قرر مفاوضة شركات صناعة الطائرات منذ البداية!

***

وممن لعبوا دورا أساسيا في «جريمة الكويتية» الحالية وجعلوا مصير الآلاف من أبنائها على «كف عفريت»، بعض أعضاء مجلس الأمة ممن احترفوا مهنة تدمير الكويت والمؤسسات الكويتية عبر إلغاء كل المشاريع الاستراتيجية مثل حقول الشمال وتحديث اسطول الكويتية و«B.O.T» ودعم الشركات المساهمة الكويتية، مما جعل أغلب الشركات عرضة للإفلاس ومن ثم ضياع مدخرات آلاف الكويتيين، تم ذلك بإطلاق المسميات المرعبة والمغرضة على تلك المشاريع مثل سرقة العصر، سرقة القرن.. الخ، والحقيقة ان من يطلقون تلك المسميات الكاذبة على مشاريعنا الاستراتيجية الكبرى دون قرينة او دليل هم في الأرجح عملاء العصر وخونة القرن ممن يتسلمون الأموال الحرام من الخارج لتدمير الكويت بعد ان نجحوا في تدمير.. «الكويتية»!

***

آخر محطة:

هناك من يريد مواصلة مشروع خراب الكويت عبر معارضته هذه الأيام لمشروع محطة كهرباء الزور كي نصبح مثل الصومال والعراق ولبنان التي تأتيها الكهرباء ساعة في اليوم وتنقطع عشر ساعات ليتم إعلان وفاة مشروع كويت المركز المالي البديل الوحيد للنفط، فمن سيترك بلدانا خليجية تتلألأ بها الأضواء ليزور او يستثمر في بلد مظلم مثل الكويت؟! توكلوا على الله ووقعوا وعجلوا بمشروع محطة الزور وتحديث اسطول «الكويتية» وغيرها من مشاريع استراتيجية كبرى قبل.. وقوع الفأس بالرأس.

احمد الصراف

ماذا قالت موري؟

تقول السيدة اليابانية موري، المتزوجة من كويتي، إن الشعب الياباني الذي كان يوما من أكثر الشعوب انغلاقا على نفسه اصبح اليوم منفتحا على العالم، وحقق خلال الستين عاما الماضية تقدما صناعيا واقتصاديا فاق اي دولة اخرى، وأن اليابان تدين بتقدمها لمزايا شعبها، ووطنيتهم ومثابرتهم على العمل الجاد. وقد ظهرت فضائل الشعب الياباني واضحة للعيان في محنته الأخيرة، وسجلت عدسات تلفزيونات العالم جلدهم وتآزرهم الفريدين. وتستطرد موري في القول إن اليابانيين بشكل عام علمانيون، ولا يميلون في الغالب للارتباط بأي مؤسسة دينية، أو خلط الدين بالسياسة، ولا يعني لهم دين الشخص الآخر شيئا، لا في الزواج ولا في العمل، وبالتالي بامكان اي فرد الاعتقاد بما يشاء من دون خوف من اقصاء أو توقع عقاب أو نفي في الأرض، فالحرية الدينية مطلقة وفريدة في تنوعها، وسبب ذلك يعود الى أن الغالبية تقوم بخلط ديانة الشنتو بالبوذية، ولا يترددون في اضافة شيء من المسيحية إليها، وعلىالرغم من كل ضعف «وازعهم الديني» هذا فانهم يتمتعون بشكل عام بمجموعة خصال حميدة وعظيمة يندر وجودها مجتمعة في أي شعب آخر. وقد ساهمت تقاليد اليابان ودستورها الحديث، الذي شارك الجنرال الاميركي ماك آرثر في صياغته، في تطور علمانيتهم ورفض المعاداة على أسس دينية. ومن خصال اليابانيين الحميدة الصدق والأمانة في العمل مع انفسهم ومع الغير، كما أنهم شديدو الهدوء في أحاديثهم وتحركاتهم، وتلاحظ ذلك في الأماكن المكتظة كالمطارات ومحطات القطار ودور السينما وغيرها، حيث بالكاد تسمع لغوهم، فهم يتحدثون بأصوات كالهمس، ولا تسمع صراخ دعاتهم في المعابد، ولا ضجة الباعة في الأسواق. كما انهم كثيرو الاحترام لبعضهم بعضا، ومن الصعب أن تجد من يتجاوزك في الدور حتى في أصعب المواقف. ولديهم جلد على العمل وقدرة على الاتقان، وجلدهم وجديتهم لم ينزعا الرحمة من قلوبهم، فهم رحماء مع بعضهم بعضا، ومنظمون، وعلى استعداد تام للتضحية بالنفس في سبيل المجموع، وقد ظهرت حقيقة فضائلهم في محن عدة، وكل ذلك بسبب ما يؤمنون به أو «الضمير الحي»، الذي يتحمل المسؤولية! وفي شرح لما تعنيه المسؤولية لدى الياباني مقارنة، فقد قامت شركة اميركية باجراء استقصاء رأي لمجموعة من سائقي المركبات في اميركا واليابان، ووجهت إليهم سؤالا محددا: انهار فجأة الطريق أمامك نتيجة زلزال، وأصبحت منعزلا عن العالم، وكان هناك هاتف عمومي، وليس في جيبك غير قطعة نقد تكفي لاجراء مكالمة واحدة فبمن تتصل؟ %90 من الاميركيين قالوا انهم سيتصلون بأسرهم للاطمئنان عليها، أما اليابانيون فقد قال %70 منهم انهم سيتصلون برؤسائهم لأخذ التعليمات منهم بما عليهم القيام به!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

يا بيلي بالا

التكتيكات العسكرية كلها، ومعها الاستراتيجيات الحربية، سواء تلك التي يدرسها الطلبة المبتدئون في الكليات العسكرية، أو التي يدرسها القادة، تقول: “لا تدخل حرباً مع عدو تجهل تفاصيل قوته وضعفه ونوع أسلحته ووو، باستثناء الحرب الدفاعية. بل حتى الحرب الدفاعية لا تخضها إذا كان الفارق بينك وبين عدوك كبيراً، انسحِب انسحاباً منظماً وأعد تجهيز نفسك وصياغة تحالفاتك قبل خوضها”.
ولطالما كررتُ: “يجب أن ينطلق الكاتب من خلفية شعرية، والسياسي من خلفية عسكرية”، أي أن يكون لدى السياسي اطلاع على تواريخ الحروب العسكرية وتكتيكاتها، وأن يمتلك مخزوناً لا بأس به من العلوم العسكرية، ليستشرف مآلات الأمور ويتنبأ بنتائجها.
وأجزم وأقسم أن السلطة بمستشاريها وإعلامييها وتجارها ووو، تعتبر النظريات العسكرية من أساطير الأولين، وإلا ما كانت أقدمت على هذه المغامرة السياسية الرعناء عندما استبدلت خصماً معروفاً لديها بكل تفاصيله (الأغلبية البرلمانية)، بخصم مجهول سياسياً بالنسبة إليها، لا تعرف عنوان سكنه ولا هواياته ولا نقاط ضعفه وقوته ولا نوعية أسلحته ولا عدده ولا حدود طموحه، ولا حتى أغنياته المفضلة. أقصد المجاميع الشبابية المتحمسة.
لاحظوا مطالب الأغلبية في السنوات الماضية، وقارنوها بمطالب الحركات الشبابية، وتذكروا حكاية “الجزة والخروف” وترفقوا بكفوفكم وأنتم تضربون كفاً بكف.
بل الأدهى والأمر، أن السلطة بخطواتها الحالية واستفزازها الأخير، فتحت على نفسها جبهتين مع قوتين نوويتين، الأغلبية والحركات الشبابية، وقد تتحالف هاتان القوتان بين ليلة وضحاها، أو دقيقة وضحاها، على أن تتولى المجاميع الشبابية القيادة والتخطيط، ويرتفع “بيرقها” في المقدمة، ويأتي بيرق الأغلبية في المؤخرة، وقد يختفي بيرق الأغلبية، ويتم اعتماد البيرق الشبابي وحده، ويتحول قادة الأغلبية إلى جنود في الجيش الشبابي.
وبهذا، يسعدني في هذه الليلة المباركة، وفي هذا الحفل الكريم، أن أقول للسلطة ما كان يقوله لنا “ِشيباننا” إذا أرادوا السخرية من تصرفاتنا أو قراراتنا الطفولية: “يا بيلي بالا”، قبل أن يُلحقوا هذه المفردة المجهولة الأبوين والمعنى، بكلمات زاجرة ناهرة.
وسأقلب فنجان السلطة وأفتح كفها وأقول لها، بعد أن “ترمي بياضها”: “دخلتِ حرباً أكبر من قدراتك، مع عدو تساوت عنده الأمور، ولا يعرف الرحمة ولا الهوادة ولا التعب، متسلح بسنوات من الغضب، وأطنان من عشق هذا الوطن، والنتيجة في أحسن الأحوال ستكون استسلامك غير المشروط، وتحمل تكاليف الحرب… ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد”.

سامي النصف

ليالي الأنس في فيينا

التقيت في عاصمة السحر والجمال (فيينا) سفير الكويت في جمهورية النمسا الصديق محمد الصلال الذي يسعد الانسان بوجود امثاله كسفراء في وزارة الخارجية لما يملكه من فكر سياسي راق وعمل دؤوب في المنظمات الدولية المتواجدة بقرب محيط عمله مثل منظمة الطاقة الدولية لخدمة مصالح الكويت.. السفير المحترف ابوفراس يعكس صورة لانواع من السفراء بدأت ـ للاسف الشديد ـ تنقرض هذه الايام.

*** 

الطريق من بودابست الى فيينا يقارب الـ 200كم من المروج الخضراء والبحيرات الزرقاء والازهار الصفراء والورود الحمراء وتمر خلالها برجلي شرطة لا تشعر بهما وان كان مشهدهما يعني انك انتقلت من هنغاريا الى النمسا وهي دعوة لمن ادمنوا الزيارات السنوية لمدن مثل لندن وباريس وجنيف للتجوال بالسيارة او القطار في دول وسط اوروبا، ولن تندموا!

***

مع بداية القرن الماضي كانت هناك امبراطورية نمساوية ـ هنغارية جرت بها احداث تسبب فيها طالب صربي فوضوي يدعى «غارفيلو برنسب» ادت الى مقتل 70 مليون انسان هم مجموع ضحايا الحربين الاولى والثانية التي قامت بسبب هزيمة ألمانيا المذلة في «الاولى» وبسبب تلك الحرب تساقطت الامبراطوريات الاوروبية وقامت الشيوعية في روسيا وبدأ تدخل الولايات المتحدة بالشأن الدولي وسقطت الدولة العثمانية، وقسمت الدول العربية، وصدر وعد بلفور الذي كان بامكانه ان يبقى حبرا على ورق لولا جرائم النازيين بحق اليهود بعد ان اتهموهم بالتسبب في هزيمتهم في الحرب الاولى، وكانت الدولة العثمانية قد دخلت الحرب الاولى بعد ان شهدت الانتصارات الالمانية على الحلفاء في بدايتها لعدم وجود اطماع المانية في اراضيها بعكس الروس والانجليز والفرنسيين.

***

ففي 28/6/1914 زار ولي عهد الامبراطورية النمساوية ـ الهنغارية، البوسنة التابعة له واثناء خروجه من قاعة المجلس البلدي في سراييفو قام عضو عصابة الكف الاسود الطالب «غارفيلو برنسب» باطلاق النار عليه وعلى زوجته وحبيبته صوفيا، وجرت احداث انسانية مؤثرة يرويها شاهد عيان كان بقرب السيارة المقلة لهما جمعت بين الصلابة الشديدة للامير النمساوي «فرانز فيردنياند» والرقة الشديدة، فمع اطلاق النار عليه وبدء خروج الدم من فمه سأله الشاهد ان كان يشعر بشيء، فأجابه بشجاعة نادرة «لا شيء على الاطلاق» ولكن ما ان سقطت زوجته التي يعشقها عند رجله بسبب اطلاق النار عليها حتى بدأ وهو في حشرجة الموت يترجاها الا تموت لحبه الشديد لها وكانت آخر كلماته «صوفي ارجوك لا تموتي اذا لم يكن لأجلي فلأجل اطفالنا الصغار» ثم اسلم الاثنان الروح فيما يمكن اعتباره اعظم جريمة في التاريخ لعظم تداعياتها.

***

تلت تلك الجريمة الشنعاء احداث اشبه بتساقط احجار الدينمو فقد وجه امبراطور النمسا وهنغاريا رغم كراهيته لولي عهده الاصلاحي انذارا لحكومة صربيا رغم عدم وجود دليل حتى اليوم على تورطها بالجريمة، واعلنت روسيا على الفور وقوفها مع صربيا، بينما ارسل امبراطور المانيا ما سمي بـ «شيك على بياض» لامبراطور النمسا وهنغاريا، واعلنت فرنسا، احياء تحالفها مع روسيا فاحتلت القوات الالمانية بلجيكا استعدادا للحرب القادمة مع فرنسا فأعلنت بريطانيا العظمى احياءها لمعاهده قديمة تضمن حياد بلجيكا كما دخلتها في اكتوبر من ذلك العام الدولة العثمانية في محاولة للحفاظ على ما تبقى من اراضيها.

***

آخر محطة: لأسباب غامضة تعطل جهازا الملاحة اللذان أستعين بهما في تنقلاتي بين دول وسط اوروبا والمانيا، وقد زودني مشكورا الديبلوماسي النشط في سفارتنا بفيينا ياسين الماجد بجهاز ملاحة ثالث مما جعل السيارة التي تقلنا اقرب لـ «طائرة اواكس باجهزتها الملاحية المتعددة» والله يستر من تعطل الجهاز الثالث.

 

احمد الصراف

قصتي مع السيجار الكويتي

ناولني الصديق فؤاد زيدان سيجارا كوبيا فاخرا فاعتذرت عن قبوله، فاستغرب ذلك لمعرفته بعشقي للسيجار، وسألني عن سبب الرفض فقلت له، وأنا أرفع صوتي ليسمعني، وسط كل صخب الموسيقى والغناء في مربع «اللودج» الفاخر، بأنني سأرد عليه في مقال يحكي علاقتي بالسيجار الكوبي، وقبلها بالسيجار الكويتي!
بدأت علاقتي بالسيجار في نهاية السبعينات، واستمرت حتى اليوم وأصبحت تعلقا أكثر منه إدماناً أو ولهاً، فالوله يؤدي أحيانا الى الابتذال، خاصة إن لم نستطع التحكم في ما نريد ونرغب، ويتحول الاستمتاع الى عشق كاذب وإدمان صادق، وبالتالي تفقد العادة، وإن كانت سيئة، رونقها، وتطلب الأمر هنا وضع طقوس بسيطة للتدخين، ولا تدخين إن لم تتوافر، وأهمها ألا يكون هناك من يتأذى أو حتى ينزعج من رائحة دخان السيجار، وألا يكون التدخين يوميا، ولا تلقائيا، ويكون دائما في الوقت والمكان المناسبين، مع ضرورة توافر الصحبة الطيبة، والمستلزمات الأخرى التي لا دخان وسيجار بغيرها. وحيث انني سبق أن دخنت سيجارا عاديا في الليلة السابقة لعرض السيجار الفاخر علي فقد كان لزاما علي رفض العرض، والأمر ذاته لا يقتصر على التدخين بل ينسحب على بقية أنواع «العشق» الأخرى التي يجب أن نحفظها من الابتذال في الاستخدام أو الاستهلاك! وقد ذكرني سيجار فؤاد بأول تجاربي مع السيجار الكويتي، الذي كنا نصنعه بأيدينا الطاهرة، وكان ذلك قبل أكثر من نصف قرن، عندما كنا في سن المراهقة، وربما لا نزال، فقد كنا نجمع أعقاب السجائر، أو سبارس، بالمصري، من على جنبات الأرصفة، وكانت جميعها في تلك الأيام من دون فلتر، ونقوم بتشريحها بعناية و«استخراج» التبغ منها وتجميعها في لفائف مصنوعة من مخلفات اكياس الإسمنت ولفها على شكل سيجار ضخم وغير فخم، ثم حفظها للمناسبات السعيدة، التي كانت غالبا ما تقع في اليوم نفسه عندما نذهب ليلا لسطح مبنى سينما الحمرا، الذي كان وقتها قيد الإنشاء، بعد مغافلة الحراس، وهناك نضع شرشفا على السطح الإسمنتي الملتهب من اثر شمس الظهيرة، ونخرج عدة الشغل من إبريق شاي ولفائف خبز مدهونة بالزبدة والسكر، وطبعا السيجار الكويتي غير الفاخر، والاستمتاع، من على ذلك الارتفاع، الذي كان يبدو يومها شاهقا، بمشاهدة عرض مجاني للفيلم الذي يعرض في سينما الفردوس الصيفية الملاصقة، والتي كانت بلا سقف وقتها، وغالبا ما يكون الفيلم هنديا، والاكتفاء بالاستماع لأغاني الفيلم لصعوبة قراءة الترجمة من تلك المسافة البعيدة! واثناء ذلك نتبادل انخاب الشاي وأخذ أنفاس عميقة من السيجار الكويتي، المخلوط ببودرة اسمنت بورتلند الأصلي، والعودة بعد انتهاء الفيلم للبيت ونحن في تمام الانتشاء بنكهة نيكوتين ناتج عن خليط من عشرات انواع السجائر المصنوعة من التبغ التركي والفرجيني والإنكليزي والعراقي، مضاف لها كم محترم من الزفت والقطران، ومن ثم قضاء بقية الليل في سعال مستمر.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

تقنين العمل السياسي

نبارك للشيخ جابر المبارك اعادة تكليفه بتشكيل الحكومة، ونسأل الله له التوفيق لاختيار وزراء يتمكنون من ادارة البلد في غياب مجلس الأمة، حيث ثبت ان مجلس 2009 لن ينعقد، وأصبح السيناريو المقبل واضحا وضوح الشمس، حيث سيرفع نائب رئيس المجلس كتاباً لسمو الأمير بعد دعوته المجلس مرتين للانعقاد من دون ان يتمكن من تحقيق ذلك، ثم يحق لسمو الأمير ان يحل المجلس وفقا للمادة 107 من الدستور والدعوة لانتخابات جديدة في أكتوبر، وفق المتوقع.
نرجع الى تشكيل الحكومة لنضع بعض الملاحظات، للتذكير فقط والاعتبار، إن أمكن، أقول لا بد من اختيار سمو الرئيس لوزرائه لا أن يُفرضوا عليه. وأقصد لا يكون اختيار بعضهم نتيجة «كوتا» من بعض أقطاب الأسرة، هذا محسوب على عيال… وذاك ممثل لفخذ… صحيح لا بأس من وجود شباب يمثلون أسرة الحكم فهذا مقبول في غياب النظام الحزبي والحكومة الشعبية، لكن ليتم الاختيار بإرادة رئيس الحكومة لا بإرادة غيره!
وبما ان الحكومة تُشكل بعد اجراء الانتخابات البرلمانية، فلا بد ان تنسجم مع الاغلبية البرلمانية، إن وجدت، والا فالصدام سيكون عنوان المرحلة.
المشكلة الحقيقية ظهرت في افتتاحية القبس أمس الثلاثاء عندما طالبت بحكومة قوية تبتعد عن المساومات. وأنا أقول إن المشكلة التي ستواجه رئيس الوزراء في غياب النظام الحزبي هي كيفية التعامل مع هذه الأغلبية، فإن أعطاها ما تريد وحقق لها برنامجها وصف بالضعف والخوار، وان واجه الاغلبية وحمّر عليها العين نشأ الصدام وعُرق.ل الانجاز ورجعنا الى قاعدة «لا حل.. إلا بالحل». لذلك ــ وهو القصد من هذا المقال ــ هو التأكيد على ان أي وزارة جيدة.. مهما عملت واتبعت من سياسات.. وأي رئيس حكومة بروح جديدة ونهج جديد كما تُطالب به المعارضة دائماً.. فان ذلك لن يحمينا من الصدام المقبل مع أي مجلس يأتي، والسبب هو النظام السياسي الذي نعمل به! لا مخرج من هذه الأزمة الا بتقنين العمل الحزبي، حيث الوضوح في المبادئ والبرامج والرموز ومصادر التمويل وأدوات التنفيذ، عمل حزبي مناسب للكويت وطبيعتها وموروثها، وليس عملاً حزبياً منسوخاً من تجارب الدول العربية التي خربتها الأحزاب!
هذا هو المخرج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات، مهما غيرنا من رئيس الحكومة، ومهما جاءت لنا أغلبية بشكل أو بآخر، ومهما حللنا مجلسا وجئنا بآخر.. الأزمة ستلد أزمة أخرى وهكذا ما دمنا في هذا النظام.
***
النائب وليد السيد الطبطبائي.. يمتاز بصفاء السريرة.. وحسن المعشر.. لذلك كل أعداء الخير هم أعداؤه.. بحثت عنه فلم أجده، سألت أصحابه في كتلة التنمية فلم يزيدوا على كلمة: «انه مسافر». ظننت انه مسافر الى أوروبا للاستجمام أو إحدى الجزر النظيفة للراحة من تعب ومواجهة كُتّاب الزوايا.. وفجأة يتصل بي صديق سوري لاجئ في الأردن يطمئنني على حالته ليخبرني انه قابل اليوم د. وليد وزوجته (أم عيسى) ووزعا عليهم مساعدات جلباها معهما من الكويت!
النائب يسافر في هذه الأجواء مع زوجته التي تزوجها أخيراً للراحة من التعب.. يسافر بها الى مخيمات اللاجئين السوريين يوزع عليهم المساعدات.. من دون اعلام ولا بهرجة.. لله درك يا وليد.. على الرغم من كل ما يقال عنك وعن زوجك.. الا انك في واد.. وخصومك في واد آخر.

محمد الوشيحي

مريم فخر الدين أفضل من موضي علف

الله يرحمك يا يوسف السباعي، الأديب المصري، أستغفر الله العظيم (كل من يعتبر يوسف السباعي أديباً، عليه أن يستغفر ربه ثلاثاً، وأن يُطعم مسكيناً ويعتق ستين رقبة… أقول هذا بعد أن أمدني الله بكميات من الصبر والجلَد فقرأت بعض إنتاجه، وتوقفت قبل أن أموت كمداً، وقبل أن تتشقق شفتي السفلى بعد أن اعتادت المطَّ تذمراً وامتعاضاً، وضمرت عظامي لعدم وجود الملح في قلمه، ومن يقرأ للسباعي شهراً متواصلاً سيشتكي نقص الكالسيوم، وجفاف شفته السفلى)…
كان ضباط الثورة بجبروتهم، وعلى رأسهم أنور السادات، يدلّعون زميلهم الضابط “الأديب” يوسف السباعي ويمنجهونه، فمنحوه منصب نقيب الصحافيين، ورئيس تحرير إحدى أكبر الصحف القومية، أظنها الأهرام، ووو، وتحولت رواياته، التي لا تعادل جناح بعوضة أمام روايات نجيب محفوظ، إلى أفلام ومسلسلات، ولا تكاد تخلو صحيفة من تحليل لهذا “الأدب السباعي العظيم”، ولا يمر يوم على الإذاعة دون أن يعلن “النقاد” انبهارهم بهذا الأدب الذي لا يعادله إلا شعر شوقي، ووو، ولم يكتفِ السباعي بكل هذه “الديكتاتورية الأدبية” بل راح يحارب الآخرين من الذين ولدتهم أمهاتهم أدباء، وسعى إلى قطع كل زهرة زاكية زاهية في بستان الأدب، فحارب نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ومحمد عودة ومحمود السعدني وعبدالرحمن الخميسي والرائع الساخر المسالم، أحد أشهر علماء اللغة وعشاقها، محمد مستجاب وغيرهم، فاستسلم بعضهم أمام جبروته وسلطاته وبحثوا عن أراضٍ أخرى غير الأرض المصرية تقبل إنتاجَهم، وقاومه بعضهم…
لكن المشكلة كانت في الناس، وآه من هؤلاء الناس، الذين هجروا “أدب السباعي” وتفرغوا للبحث عن أدب نجيب محفوظ وصحبه، رغماً عن أنف كل هذه الميزانيات التي تفرغت لتسويق السباعي وطمس أي أدب آخر، بطريقة فجة كريهة.
ينشر السباعي كتبه في أعرق المكتبات، فيعافها الناس ويبحثون عن قصاصات عبد الرحمن الخميسي على الأرصفة والمقاهي الشعبية الفقيرة. يعلن السباعي في جميع وسائل الإعلام نيته تبني الأدباء الشبان، فلا يأتيه إلا شاب خاوٍ طامع في سلطة أو مال، ويتزاحم الشبان حول نجيب محفوظ في مقهى الفيشاوي. تصرح الممثلة مريم فخرالدين أنها لا تقرأ إلا ليوسف السباعي و”الباقي كخة”، فيضرب الناس كفاً بكف، سخرية من الكاتب والقارئة، لكن بنت فخرالدين، كما يقال، نجحت في تسليط جزء من الأضواء على كتبه، ما أدى إلى أن يتهكم البعض على طريقة تسويقه كتبه: “مش ناقص إلا فرقة حسب الله تمشي في زفة وراء كتب السباعي”.
وكلما رأيت السلطات هنا في الكويت تعبث بالدوائر الانتخابية، فتسحبها مرة إلى اليمين، وتشدها مرة إلى الشمال، وتزوّقها وتمكيجها وتسرح شعرها، وتنشر “النقاد” في وسائل الإعلام يزغرطون لهول جمالها، ووو، تذكرت السادات و”أدب السباعي”! ولأنني أحب السلطة حباً جماً، وبعد أن أيقنت أنا والسلطة والجميع أن “موضي علف”* وقومها لم ينفعوها، سأرشد السلطة ومستشاريها إلى مريم فخرالدين، علها ولعلها… إني لكم من الناصحين.
* * *
*موضي علف: ممثلة كويتية يقال إنها من جنس الذكور، على ذمة الأصدقاء.