احمد الصراف

متى يظهر كارل بنز جديد؟

ما ان مرت فترة قصيرة على استعانة كارل بنز، قبل 130 عاما تقريبا، بالبترول لإدارة محركات سياراته حتى بدأ الانهيار السريع لاستخدامات الفحم والبخار وحيوانات الجر والنقل! ويبدو الآن أن سيناريو بنز سيتكرر، وإن بطريقة معاكسة، فقد بدأ العد التنازلي في فقد منطقة الشرق الأوسط، والخليجية النفطية، بالذات، التي عجزت طوال 75 عاماً عن خلق أي مصادر دخل بديلة، أهميتها للعالم مع كل هذا الانحدار في أسعار النفط نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع تكلفة الاستخراج، مع ما صاحب ذلك من زيادات هائلة على رواتب موظفي هذه الدول وارتفاع مصاريف حكوماتها، هذا غير مساوئ الفساد الحكومي والإداري. وقد زاد الطين بلة السعي الحثيث لدول صناعية كثيرة لتخفيض اعتمادها على وقود النفط واستخدام بدائل له، وهذا حتما سيؤدي لزيادة الاضطراب السياسي في دول المنطقة وزيادة أعباء حكوماتها! وفي هذا السياق، صرحت السيدة أماني بورسلي، (الوطن، 6/24)، وزيرة التجارة والصناعة السابقة، كدأب كل من سبقها بالتحذير بعد الاستقالة، محذرة من خطورة الوضع الاقتصادي، وأن الانهيار قادم. كما دانت إقدام الحكومة على سد عجز الموازنة بـ «الاقتراض» من صندوق الأجيال القادمة! وسبق تصريحها ما ذكره وزير الخارجية السابق، الشيخ محمد صباح السالم، (القبس 6/19)، من ضرورة وقف الهدر المالي، وأن السياسة المالية الراهنة يجب الا تستمر، ويجب وقف طريقة الإنفاق العام! ولكن الشيخ محمد، بعكس أماني وغيرها من المسؤولين، قص الحق من نفسه واستقال، وإن لأسباب لا علاقة لها بخطورة وضعنا الاقتصادي والمالي القابل للانهيار! يحدث ويقال كل ذلك والسواد الأعظم من الكويتيين لا يدركون الخطر الداهم الذي تواجهه موازنة الدولة، وبالتالي ينادون بالمزيد من الهبات والعطايا! ويطالب آخرون «أكثر ذكاء» بأن تذهب المشاريع الحيوية، الطويلة الأمد، للجحيم، فـ «ثقافتهم» لم تعرف يوما ما يعنيه «طويل الأمد» بل طويل العمر، وهم يريدون شرب الماء قبل ان يتبخر وأكل الكلأ قبل ان يجف، ولا شأن لهم بمشاريع داو وماو ولا حتى بغيفارا أو حسني البرزان، وهؤلاء، في غالبيتهم، نتاج تربية مدارس حكومية فشلت، على مدى نصف قرن، في أن تخلق منهم مواطنين مدركين لما تعنيه المواطنة ومسؤولياتها! وزاد من إصرار «الجماهير» على أن تحصل الآن على حصتها من الكيكة، وليس غدا، ما يرونه من فساد ونهب لثروات البلاد عيني عينك، وهو النهب الذي بلغ ذروته في فترة غزو واحتلال الكويت، عندما شفط بضعة أفراد بضعة مليارات من الدولارات من مال الدولة من خلال تعاملات مشبوهة، وساهموا فوق ذلك في خسارتها لما يماثل ذلك في استثمارات فاشلة، ومن يومها، وحنفية السرقة لم تتوقف عن الصب، وبعدها لم يحاسب غير رأس أو رأسين صغيرين، وفلت البقية وغيرهم من العقاب! وهنا نرى أن الحكومة مدانة حتى العظم، ونحن مدانون أكثر منها لفشلنا، على مدى 40 عاماً على الأقل، في تكوين جبهة وطنية تكون ناصحة ومرشدة لها من جهة، ومتصدية لها، إن تطلب الأمر ذلك، في حال انحرافها عن مسيرتها!
وبانتظار ظهور كارل بنز آخر نضع أيدينا على قلوبنا فزعا على مستقبلنا ومستقبل كل الأجيال القادمة، فالدولة في خطر، وكل من يحاول التهوين من ذلك واهم واهم يا ولدي.
***
ملاحظة: ان الدور الذي تقوم به الرائعة في السلطان، كأول فتاة تمثل الكويت في ألعاب الأولمبياد، التي ستبدأ قريباً في لندن، في رفع اسم الكويت عاليا، أكبر من دور عشرات السفارات، وهي تستحق كل احترام وتقدير، وأشارك كل محبي الكويت في تمني التوفيق لها!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

تكتل الأغلبية

كان خوفي ان تجر مجاميع الشباب كتلة الاغلبية الى تصعيد غير مبرر.. والى مطالبات لم يحن وقتها، ولكن صدور بيان الاغلبية الاخير اكد لي ان الحكمة هي المسيطرة على الاجواء.. وان العقلانية ومراعاة الواقع هما سيدا الموقف.. فجاء بيانها معقولا.. منطقيا… ممكنا.. واثبتت المجاميع الشبابية ان الحماسة لديها غير منفلتة، بل منضبطة، وان لديها نظرة سياسية للواقع لا تقل عمقا عن نظرة شيبان الاغلبية ورؤاهم!
***
• بيان التجمع السلفي الذي وقع عليه مشايخ السلف يحرم التظاهرات والاعتصامات والمسيرات، وبيانات سابقة لهذا التجمع رفضت ما يسمى بالاصلاحات السياسية للممارسة الديموقراطية، مثل الاحزاب والدائرة الواحدة والحكومة المنتخبة! ومع تقديرنا للمنطلقات التي بنى عليها التجمع مواقفه، الا اننا نتمنى ان نسمع منهم رؤيتهم في الخروج من هذا التيهان والضياع في الممارسة، وهي حال لا شك في انهم غير راضين عنها، لكن رفض الحلول وتحريم بعضها من دون ارشادنا الى البدائل المتاحة امر لا يسر!
***
• اتمنى ألا نحمّل رئيس الحكومة اكثر مما يحتمل.. فهذا الرجل ووجوده على رأس السلطة التنفيذية فرصة للاغلبية لتحقيق كل مشاريعها الاصلاحية.. لانه جاء مادّا يده لهم للتعاون.. فلا تخذلوه! اقول هذا الكلام بعد ان استمعت الى كلمة السيد احمد السعدون في ديوانه، والتي حمّل فيها رئيس الحكومة مسؤولية ما ستؤول اليه الامور بشكل عنيف، وخوفي ان ننخدع بامكاناتنا وخياراتنا، ثم نتحسر على هذا اليوم الذي لم نحسن استغلاله لتحقيق اجندتنا الاصلاحية.
***
•زميلنا وزير المالية في حكومة الظل.. الذي «ما قعد احد ما استفاد من خبرته في مجال المال والاعمال»… يكتب يوميا في عموده عن العلمانية او الاخوان المسلمين… ونادرا ما يكتب عن رؤيته في اصلاح الاوضاع المتدهورة للتنمية والبورصة في البلاد! زميلنا هذا استمع الى رأينا في علاقة الحركة الدستورية الاسلامية بتنظيم الاخوان المسلمين، وقولنا ان الحركة كانت حتى 1990/8/2 تابعة لهذا التنظيم، ثم قطعت علاقتها به بعد ذلك، وهي وان كانت تحمل الفكر والمنهج نفسيهما الا انها بثوبها الجديد بعد الغزو الغاشم، اصبحت غير تابعة تنظيميا لجماعة الاخوان المسلمين، صاحبنا بعد هذا الرأي كتب مقالا يستشهد فيه بعدم مصداقيتنا في هذا القول، فقد اورد استشهادات كلها قبل تاريخ 1990/8/2 يؤكد فيها ارتباط اخوان الكويت باخوان مصر! مثل تأسيس جمعية الارشاد، وايواء رموز الاخوان الذين فروا من عذاب عبد الناصر في الستينات، المضحك المبكي في مقالته انه ذكر اسم اسماعيل السيد، ونعته بأنه احد كبار اخوان مصر الذي جاء للكويت في بداية الخمسينات بكُتب توصية من كبار اخوان مصر، هذا الرمز الاخواني عندما قدم للكويت وكّل صاحبنا العلماني على اموره المالية كما ذكر في مقالته، وبعد ثلاثين سنة قضاها في الكويت «أسرّ له ببعض الامور التي تمس شخصيات من الاخوان وان (جميع) من تعرف عليهم غير جديرين بثقته! وان بعضهم سرقه وكذب عليه! وانهم.. الخ!).
يعني بالله عليك هذا الرمز الذي سميته من كبار الاخوان ما لقى احدا يلتجئ اليه الا حضرتك؟ وكُتب التوصيات التي كانت معه ما شفعت له؟ ولماذا يا صاحب المصداقية لم تكتب عما ذكره لك الا بعد ان مات في التسعين من عمره، وانت الذي لا تترك شاردة ولا واردة من حي او ميت إلا وكتبتها، بل وزخرفتها وجعلتها مانشيتا! اتق الله فيمن يقرأ لك على الاقل.

محمد الوشيحي

من بين تفاصيل جسدها

كانت فترة قررت فيها أن أقف على ناصية الشارع السياسي، أقزقز اللب والحَب وأراقب الجماعات السياسية وهي تتمخطر في الشارع ذهاباً وجيئة، من دون الحرص على مغازلة أيّ منها، دع عنك الارتباط الشرعي… من هنا تمر جماعة تتمشى بغنج مصطنع، ومن هناك تحرص جماعة أخرى على إظهار مفاتنها أمام المارة، وثالثة تتظاهر بالجدية وعدم الاكتراث بنظرات الجالسين على المقاهي أو الواقفين على النواصي، زي حلاتي، ورابعة تنظر إلى الناس من علٍ، وخامسة وسادسة وسابعة… لكل واحدة منها طريقتها في لفت الأنظار، إلا أنها كلها تدّعي أن أساس جمالها الفكر، ولا شيء غير الفكر، وتذكّرك أن الجمال الخارجي زائل لا محالة، فاظفر بذات الفكر تربت يداك، في حين أن أغلب هذه الجماعات قائم على الدم والنسب والعامل الاجتماعي، ويأتي الفكر في المرتبة الثانية إذا لم يكن في الثالثة. مراراً قلت وسأظل أقول إلى آخر حبل في حنجرتي: إذا كانت القاعدة في علم الجريمة تقوم على أساس “خلف كل جريمة ابحث عن امرأة أو مال” فإن القاعدة في علم السياسة الكويتية تقوم على أساس “خلف كل قرار أو موقف للجماعات السياسية ابحث عن العامل الاجتماعي”. يا صاحبي، العامل الاجتماعي يهزم العامل العقدي، وهو الأقوى، ويحتل أرضه، فكيف لا يهزم العامل السياسي أو الفكري وهو المستحدث والأضعف؟! ولك أن تنظر إلى علاقات الزواج وامتناع البعض عن تزويج البعض الآخر لأسباب اجتماعية بحتة، رغم التحذير الديني. ولهذا أقول لمن يسأل: “كيف تفسر تطابق أفكار الليبراليين مع التجمع السلفي في قضايا التعديلات الدستورية؟”، الجواب: “ابحث عن العامل الاجتماعي”، فكلاهما يرفض أن تأتي التعديلات من الفئة الأخرى… وإذا سألني آخر: “كيف تفسر تطابق رؤى التجمع السلفي ورؤى التيار الليبرالي، في حين تتضاد رؤى التجمع السلفي مع رؤى الحركة السلفية، وكلاهما ينتميان إلى قبيلة فكرية وعقدية واحدة، كما يفترض؟” أجيبه: “اختصاراً للوقت والحبر والورق، ابحث عن العامل الاجتماعي”. على أن السلطة بدلاً من مراقبة أحوال البلد انشغلت بمراقبة العامل الاجتماعي، وحرصت على توفير البنزين وأعواد الكبريت، استناداً إلى الفكر الاستعماري البريطاني: “فرّق تسد”. لذا، أقول لمن يعشق الجلوس في المقاهي السياسية أو الوقوف على ناصية الشارع: إذا مرت أمامك جماعة سياسية تستعرض مفاتنها، فركز نظرك على تفاصيلها الاجتماعية من بين تفاصيل جسدها، و”اترك الباقي لهم”.

حسن العيسى

لا من شيوخنا ولا مشايخنا

إذا كانت الكويت “إمارة دستورية” كاملة الدسم حسب تصريح السيد أحمد السعدون، وكما كتب عدد من الزملاء، فهذا يعني أن الكويت والبحرين والأردن والمغرب لا تختلف بدرجة “الملكية الدستورية” عن النرويج وكندا والسويد، وقبل كل تلك الدول المملكة المتحدة، التي دشنت ثورتها “المجيدة” (كما يصفونها) عام ١٦٨٨ مبدأ الملكية الدستورية، لكن مادام الكثيرون يرون أن الكويت “إمارة دستورية” فليكن، ولنعتبر تصريح السيد أحمد السعدون للشباب نوعاً من الدعوة إلى التهدئة في طرح التكتل الشعبي، الذي مثل خطاب السيد مسلم البراك في الدعوة للإمارة الدستورية أقصى يسار المعارضة، بينما مثل التجمع السلفي أقصى يمين الأغلبية المعارضة حين رفض الأحزاب والحكومة البرلمانية وتقريباً كل برنامج الأغلبية، بينما يقف رئيسه خالد السلطان في موقف مبهم لا نعرف “كوعه من بوعه”، ويبقى نواب حدس في الأغلبية بين البينين، وبالكلام الشعبي بين “المايتين”، ويعرفون تماماً كيف تؤكل الكتف. ويبدو أن الضرب على وتر الإمارة الدستورية لم يعد يطرب آذان دعاة الإصلاح السياسي من الشباب فارتضوا بالدعوة للحكومة البرلمانية، والسماح بـ”الهيئات السياسية”، وهذه “الهيئات” لا يمكن فهمها بغير التصريح للأحزاب السياسية بالعمل العلني الحر، فلماذا غيروا التسمية؟… لا أدري! كيف سننتهي من حالة الضياع الدستوري اليوم، وهل في جيب السلطة الحاكمة، وهم شيوخ الديرة (الدولة العميقة)، أي تصور للمستقبل السياسي للبلد؟ وهل سيقبلون بالتغيرات الحادثة والقادمة في المنطقة أم سنظل على نفس الحال نراوح مكاننا إن لم نكن نتراجع للخلف على جميع الصعد، حالنا من حال الخطوط الجوية الكويتية الداثرة…؟ والسؤال نفسه يجب أن يوجه إلى “الأغلبية” المعارضة… نسألهم في أي ميناء سترسون؟ ميناء محمد هايف وأسامة مناور ووليد الطبطبائي، أي الميناء الرسمي للدولة الدينية المستبدة التي تنفي الآخر وتهدر الحريات الإنسانية، أم ستظلون تجدفون في بحار معتمة لا ترون فيها بر الأمان…؟! هل لكم أي تصورات للوضع الاقتصادي للدولة في وقت تطل على العالم ملامح ركود اقتصادي يرافقه تدني أسعار النفط كبضاعة الدولة اليتيمة، أم ستظلون ترفعون شعارات الفساد والمفسدين كلوحات انتخابية عريضة؟ وهذه دعوات حق لكنها لا يجوز أن تكون ذريعة لإخفاء حقيقة غياب برنامج عمل اقتصادي للمستقبل! أسئلة كثيرة تتردد في رؤوس قلقة من مستقبل غامض، لا أجد لها إجابة لا عند شيوخنا ولا مشايخنا… دعوها تسير على البركة بحكم العادة الكويتية المتأصلة.

احمد الصراف

الحكمة مع الضفادع

تقول الحكمة إننا، في مرحلة من العمر، نصبح جميعا حكماء!
أرسلت الطرفة التالية بالإنترنت لجمع من الأصدقاء، ويبدو أن اثنين منهم لم يصدقا أن «رجلا» يمكن أن يتصرف بما تصرف به «بطل» هذه الحكمة: تقول الطرفة ان رجلا في السبعينات من عمره ذهب لصيد السمك، وهي هواية لا تجذب النساء، لأن بها لحظات سرحان لا تعد ولا تحصى، والمرأة لا وقت لديها عموما للسرحان! وهناك، وهو سارح في أفكاره، سمع صوتا يقول: التقطني! فنظر حوله فلم ير احدا، فاعتقد أنه واهم. عاد الصوت مرة ثانية: التقطني! وهنا تأكد من ان شخصا ما يخاطبه، ولكنه لم يجد أحدا حوله أو قريبا منه، وعندما تكرر النداء نظر في الماء فوجد ضفدعة طافية على سطحه وتبحلق فيه وتطلب منه أن يلتقطها، فقال لها هل تكلمينني؟ فردت بنعم، وقالت ان التقطني وقبلتني في فمي فسأتحول لأجمل امرأة وقعت عيناك عليها، وتأكد أن جميع أصدقائك سيحسدونك على جمالي، وسأكون لك أنت فقط! وهنا مد الرجل الكهل يده والتقط الضفدعة ووضعها في جيب سترته، فصاحت فيه: ما الذي تفعله يا هذا، هل جننت؟ ألم تسمع ما قلته لك، قبلني وسأتحول لفتاة جميلة وأكون لك! فأدخل الرجل اصبعين في فتحة جيبه وقال لها: لا لست مجنونا، ففي عمري من الأفضل أن يكون لدي ضفدع يتكلم كالبشر من أن تكون معي فتاة جميلة!
وفي نهاية الطرفة وردت الجملة التالية «مع التقدم في العمر تأتي الحكمة»! ولكن النهاية لم تعجب صديقين، وذكر كلاهما أنه من النادر وجود رجل يفضل اقتناء ضفدعة تتكلم على فتاة جميلة! وأقول انه ربما معهما حق، ولكن الرجل الكهل لم يكن غبيا، فهو لم يختر إبقاء الضفدعة إلا بعد ان «حسبها صح»، فوجود صبية رائعة الجمال بجانبه أمر جميل، وربما أكثر من ذلك، ولكنها أيضا ستشكل عبئا نفسيا وجسديا وماديا لا طاقه له به، هذا خلاف طمع الآخرين بها، وما سيتطلبه الأمر من جهد لحمايتها من «الذئاب»، وهو عاجز عن إرضائها أو إرضاء نفسه معها، وبالتالي وجد أن الحصول على ضفدعة تتكلم كالبشر أمر مسل وممتع وافضل من صبية رائعة الجمال!
ونعود للفقرة الأولى من المقال ونقول إن كل واحد منا سيصبح يوما حكيم زمانه وعليم مكانه! ولكن المشكلة تكمن في التوقيت، فان نصبح حكماء ونحن على فراش الموت شيء، وبلوغ الحكمة قبلها بكثير شيء آخر، فنحن عادة نكتشف أن الدنيا فانية، وما كان يجب أن نجري جري الوحوش خلف المال والملذات، ولكن غالبا ما يأتي هذا الاكتشاف متأخرا، فالتوقيت هو المهم، والسعيد ليس من عرف سر الحياة، بل من عرفها قبل غيره.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

خاب ظني يا خالد

صدر بيان في الأسبوع الماضي من شباب أعرف معظمهم، ولا أشك في إخلاصهم لوطنهم وحرصهم على عزته أبدا.
إلا أن بيانهم ذا المطالب المحددة (الأحزاب والدائرة الواحدة والوصول إلى الحكومة البرلمانية) خيب ظني جدا، وأشعرني أن عدوى الخضوع والتراجع أصابتهم.
فقد طالب الموقعون على البيان الأغلبية النيابية المبطلة تحديداً دون غيرهم بتبني المطالب الآنف ذكرها كي يتجدد دعم الشباب لهم، وهم بهذا المسلك منحوا الأغلبية المبطلة طوق نجاة لا يستحقونه أبداً، ناهيكم عن اختزال تبني هذه المطالب للأغلبية دون سواهم وهو أمر لا أفهمه إطلاقا من هؤلاء الشباب.
فماذا لو أعلن مرشح من خارج الأغلبية تبني هذه المطالب، التي هي بالمناسبة تتناسب مع أجندة الكثير من المرشحين من خارج نطاق الأغلبية؟ فلمن سيكون الدعم حينها؟
يبقى هذا الأمر فنياً وقابلاً للجدال، لكن سبب خيبة ظني في بيان زملائي بل إخواني من الموقعين عليه هو ما سأكتبه في السطور التالية:
قبيل انتخابات فبراير صدرت وثيقة شبابية أعدها ووقع عليها معظم موقعي بيان الأسبوع الماضي، وبإمكانكم الاطلاع عليها من خلال هذا الموقع: http://www.kwtvision.com/ وتضمنت هذه الوثيقة 31 نقطة تغطي مجالات متدهورة كثيرة في الكويت، وهي بمنزلة تعهد نيابي لمن سيفوز بالانتخابات حينذاك، وقد نصت النقطة الأخيرة من البيان على ما يلي: “أن يكون هذا التعهد الأساس الموضوعي لمحاسبتنا من قبل الناخبين وتقييم عملنا، في حال حصولنا على ثقة الناخبين، وذلك اعتبارا من الجلسة الأولى لمجلس الأمة”.
ارتكزت الوثيقة على رئيس جديد ونهج جديد، وعلى الحرية والعدالة والمساواة والعمل وفق أسس موضوعية بعيدا عن الشخصانية وردع التجاوز على الحريات العامة، وتطوير قوانين الحريات وإصلاح القضاء، وكشف الذمة المالية، ودعم القطاع الخاص، والمعالجة الشاملة لقضية البدون، وحل المشكلة الإسكانية وتطوير المناهج الدراسية، وتعديل لوائح المجلس، بالإضافة إلى الأحزاب وتعديل الدوائر والوصول إلى الحكومة البرلمانية.
والسؤال: ما الذي تحقق من مطالبكم يا إخواني كي تقلصوا 30 مطلباً إلى ثلاثة مطالب فقط؟ فالحكومة لم تأت بنهج جديد والسلطتان قيدتا الحريات، والعمل كان شخصانياً، والقضاء لم يصلح، وقانون المحكمة الدستورية لم يستعجل، ولا الإسكان ولا المناهج ولا البدون وجدوا حلاً!!
قد يقول مدافع إن تلك الأمور متفق عليها، ولم تخالفها الأغلبية المبطلة، آسف ولكنكم كاذبون فملف الحريات تحديداً اغتيل على أيدي سلطتي المجلس السابق، سواء عبر ترهات المناور ورفاقه أو أسلوب الحكومة القمعي بدءاً من التعدي على البدون، ومروراً بمعرض الفنانة شروق أمين، وحفل الجامعة الأميركية، وجامعة الخليج وغيرها من تعديات مقيتة.
للأسف أني أجدكم اليوم انجرفتم إلى كبريائكم الذي لا يقبل على ما يبدو أن يقر بخطئه في دعم من لا يستحق الدعم، وها أنتم اليوم تقلصون مطالبكم وتنزلون سقفكم لتحقيق أهواء أغلبية مبطلة لم تحقق ربع مطالبكم، وستحظى بدعمكم فور إعلانها تبني ثلاثة مطالب بدلا من ثلاثين.
* خالد المقصود بالعنوان هو صديقي العزيز خالد الفضالة.

خارج نطاق التغطية:
رفع الإيقاف الأولمبي الذي حرم أبناء الكويت من رفع علمهم دوليا لخمس سنوات يثبت بشكل قاطع أن الإيقاف أكذوبة كويتية صنعها بعض أبناء الأسرة ومن معهم كي يستفردوا بالرياضة، ويدمروا ما تبقى منها، فهل وصلت الرسالة؟

سامي النصف

One Man One Vote

الديموقراطية بمفهومها العام هي رجل (أو امرأة) واحد له صوت واحد، وهي كذلك تعدد دوائر انتخابية يزداد تباعا ليضمن تمثيل جميع الشرائح السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة تحت قبة البرلمان، لا تقوم الديموقراطية الحقة على مفهوم الغلبة العددية، أو السماح بممارسات تعزل وتمنع تمثيل الآخرين، وهو أمر ـ للعلم ـ سيزداد سوءا مع التحول لمشروع الدائرة الواحدة.. المدمر.

****

إن الحل الحقيقي والأمثل للأزمات السياسية الطاحنة التي عشناها بعد التحول لـ «نبيها خمس» هو بالعودة لمشروع الدوائر الـ 25 الذي كان يضمن تمثيلا عادلا لشرائح المجتمع الكويتي ومناطقه (الجهراء على سبيل المثال)، ثم عند الحاجة «زيادتها» كما يحدث في العالم أجمع الى 30 دائرة لإخراج 60 نائبا ومن ثم زيادة عدد الوزراء إلى 20 وزيرا لمنع تقلد أي وزير لأكثر من وزارة لتقليل المسؤولية السياسية عليه وجعله يتفرغ لوزارة واحدة يمكن له تطوير أدائها والرقي بأعمالها، لما هو قريب مما نراه في الدول الخليجية الشقيقة.

****

وهناك مثلبان رئيسيان في وضعنا الانتخابي الحالي، أولهما إمكانية سقوط مرشح قوي يحصل على 5 آلاف من أصوات الناخبين لصالح 4 مرشحين ضعاف لا يحوز أي منهم إلا على دعم وتأييد 1500 ناخب إلا أن تحالفهم معا سيعطيهم 6 آلاف صوت مما سينجحهم جميعا وقد بانت تلك الظاهرة السالبة واضحة في الانتخابات الاخيرة عندما فشلت شخصيات وطنية بارزة لصالح التحالفات الخفية والظاهرة.

المثلب الثاني هو إنجاح ناخبين لمرشحين سيئين لا يعلمون عنهم شيئا بالتضاد مع رغبة الناخبين في مناطق هؤلاء المرشحين ممن يعلمون عنهم كل شيء، فقد تسببت تحالفات معينة في فرض نجاح أسماء محروقة

لا تستحق النجاح في مناطقها، وفي هذا السياق سينتج عن التحول لمشروع الدائرة الواحدة «سيئ الذكر» اختفاء شرائح مهمة في المجتمع الكويتي كرجال الاقتصاد والمثقفين والوطنيين والحكماء والعقلاء والنساء والقبائل والطوائف الصغرى بشكل دائم، وفي ذلك ظلم لن يشعر به إلا من سيكابده حينها من الداعين إليه هذه الأيام.

****

آخر محطة: ثبت مرارا وتكرارا أن تنازل السلطة التنفيذية عن حقوقها لا ينتج عنه إلا المزيد من التدهور في حال البلد والمزيد من الأزمات السياسية مع خسارة الأصدقاء وعدم كسب الاعداء، لذا فإن كنت ذا رأي فيما يخص الأوضاع الانتخابية الخاطئة فكن ذا عزم وقرار، فمصلحة الكويت وشعب الكويت ومستقبلها فوق الجميع.

احمد الصراف

مخلوقات الله الأربعة

نحن الآن في العقد الثاني من القرن 21، ومر العالم خلال هذا القرن وما قبله بأحداث مهولة، وطرأت عليه تغيرات هائلة وتقدم اقتصادي وادبي وعلمي غير مسبوق بتسارعه، ومع كل هذا بقي أو فضل الكثيرون العيش في زمن غير زمننا، وقد لا يلام البعض منهم، ولكن يفترض أن الغالبية تدرك إلى حد ما ما يجري حولها، وخاصة في المجتمعات الخليجية، التي تتوافر لديها المادة لشراء كل وسيلة اتصال ومعرفة ممكنة، ومع هذا نرى الكثير منهم يفضلون البقاء على جهلهم، ولذا تراهم يجلسون، وافواههم فاغرة، وعقولهم شاردة أمام خطيب أو داعية، وعشرات المايكروفونات والكاميرات امامه، وهو يقول كلاما لا يسمن ولا يسد جهلهم ومع هذا لا أحد من مستمعيه يود سؤاله من اين وكيف اتى بمثل هذا الكلام ومدى احتمال صحته؟ وفوق هذا يكررون طقوس الجلوس والبحلقة وفغر الفاه المرة تلو الأخرى من دون هدف او فلاح أو رشاد أمام الخطيب نفسه من دون كلل ولا ملل وكأن ما يقوله درس في الحياة! إن هذه السلبية المفرطة، والعجز عن مجرد التفكير في الشك في ما يقوله أي خطيب أو داعية، وفقدان القدرة على طرح السؤال، هو من أسباب عجزنا التام عن تحقيق شيء يذكر. وهذه السلبية هي التي تدفع هؤلاء الدعاة للإفراط في الخيال وذكر كل ما يعن على بالهم طالما لم يسبق لأحد أن تساءل او شكك في أقوالهم وادعاءاتهم! وفي خطبة لرجل دين سعودي يقول بكل ثقة واطمئنان إن الله (والذي يفترض أنه خالق الكون بنجومه وكواكبه ومجراته وتريليونات موجوداته التي تمتد لتريليونات أخرى من السنوات الضوئية) قد خلق «بيده» اربعة اشياء فقط وهي العرش، الذي بناه على الماء، وهو الذي يجلس عليه. كما خلق القلم وخلق ثالثا آدم بيده ورابع الأشياء خلق جنة عدن، ثم قال لبقية الأشياء في الكون: كن فيكن! ويستطرد في خطبته وعلى وجهه كل امارات المعرفة والجدية بأن سماكة السماء الواحدة هي مسيرة 500 عام، وأن طول المسافة بين السماء والتي تليها مسيرة خمسمائة عام أخرى، وهكذا حتى نصل للسماء السابعة! ولمزيد من التفصيل يمكن لقارئي المقال على الإنترنت الضغط على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=hYHXE–bj24&feature=related
وهكذا نرى كيف تضيع مليارات ساعات العمل في الاستماع لمثل هذا الكلام العجيب، الذي وإن ثبت شرعا، فإنه لا يفيد أمما وشعوبا نائمة وعاجزة عن صنع ما يفيد وتشكو في الوقت نفسه من نقص معرفي مخيف، بالرغم من ثرائها النقدي الكبير. فهل من حل للخروج من هذا المأزق؟ وهنا نشمل الجميع ولا نتكلم عن رجال دين بعينهم، وندين دور الكثيرين منهم في تكريس التخلف من خلال إلهاء الشعوب بما لا طائل من وراء ذكره، يحدث ذلك في الوقت الذي يمكن ان يكونوا فيه مصدر معرفة وثراء إنساني واسع، ولكن من الذي بإمكانه تعليق الجرس؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

اعترافات القبيض الوشيحي

يا فرحة ما تمت، كنت قد همست في آذان أصدقاء السوء: “هانت، بقيت اللمسات النهائية فقط على المراحل الأخيرة… بعدها سأحمل قلمي على كتفي وأغادر أراضي السياسة المحلية إلى دولة الأدب وعاصمتها الرواية” وحددت موعد السفر، وذكرت أنه بمجرد إعلان نتائج التحقيق في قضايا “التحويلات والإيداعات وتمويل وسائل الإعلام” ثم تطبيق القانون على المخالفين، وبدء مرحلة التنمية، التي بدأت أصلاً، ووو، عندها سيكون قلمي “عضواً زائداً” في الجسم السياسي المحلي، يستوجب البتر، وسأبتره من جسم السياسة وأزرعه في جسم الأدب، لسبب بسيط، وهو أنني لا أجيد السباحة إلا في بحر الهجاء الذي أقطعه بيد واحدة حتى وأنا نائم. أنا أمي في الثناء، لا أفك الخط، وكم فشلت محاولات ثنائي على من يدفعون لي لأكتب ما يملونه علي، وهم كثر، على رأسهم رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم، والشيخ أحمد الفهد، وناشر هذا الجورنال محمد الصقر، وآخرون لا أعلمهم، الله يعلمهم. ولا أدري كيف تحول ثنائي على أحمد الفهد إلى هجوم عليه، ولا كيف تحول ثنائي على محمد الصقر إلى الوقوف ضده في معركة رئاسة البرلمان، ودعم خصمه الرئيس أحمد السعدون في العلن وفي مقالاتي هنا. وكم في الناس من فئة “العياذ بالله”، وهي فئة تمد يدك إلى أفرادها بالعطايا والهبات فيقطعون يدك، وأنا نقيب هذه الفئة والمتحدث الرسمي باسمها. لست ملائكياً كما قد يتوهم بعض المحبين حسني النوايا، لذلك استخدمت قاعدة ثعلب الحرب العالمية الثانية، روميل “لا تفعل المتوقع، فكر في كل ما لا يخطر على بال عدوك”، وهو ما قمت به، عندما ابتعدت عن كل من عُرف عنه “تمويل” الصحافيين، وحرصت على أن يدفع لي نواب المعارضة، لبعدهم عن الشبهات، وهذا ما تم، والآن يدخل في حسابي البنكي شهرياً شيك ثقيل برجله اليمنى يحمل الرقم “أربعين ألف دينار” هو مجموع ما يدفعه لي بعض نواب المعارضة والسياسيين، منهم أستاذي أحمد الديين (عذراً أبا فهد فللقارئ الحق في معرفة ما يتم في الغرف المغلقة المظلمة) في مقابل تمجيدهم إعلامياً وتحصينهم شعبياً وتمزيق قمصان خصومهم، فلا شيء بالمجان في هذه الحياة. على أي حال، أُبطل مفعول البرلمان، وتوقفت مكائن لجان التحقيق عن الدوران، وعدنا إلى كان يا ما كان، وعاد الكاتبجي الوشيحي إلى الكتابة عن الشأن المحلي، منشان الدينار والدولار والتومان… ويا فرحة ما تمت.

سامي النصف

من قتل الرئيس المصري محمد الحسيني؟!

قيام الوحدة بين مصر وسورية (1958 ـ 1961) لا يعني القول ان ام كلثوم سورية او نزار قباني مصري، مولد الإنسان ومعيشته في بلد هما ما يحددان انتماءه، لذا لا يجوز عند الحديث عن القضية الفلسطينية القول ان من تسبب فيها هو الصحافي النمساوي تيدور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية، حيث ان هيرتزل هنغاري المولد والنشأة إبان عهد الإمبراطورية الهنغارية ـ النمساوية ـ وقد أصبح بيته ومدرسته احد المعالم السياحية في بودابست لا.. فيينا!

***

وظهر أمس تابعت لمدة 3 ساعات من المشي في حواري ومباني ميونيخ نشأة الرايخ الثالث على يد الزعيم النازي هتلر، ومما قاله الدليل السياحي ان هتلر كان نمساويا وليس ألمانيا وان رئيس الجمهورية رفض تعيينه في منصب المستشارية لعدم حصوله على الجنسية الألمانية إلا انه منحه في النهاية المنصب تحت ضغط العنف النازي الذي نزل للشوارع واعتقادا منه انه لن يبقى في منصبه اكثر من 50 يوما، هي معدل بقاء الإدارات والحكومات في جمهورية «فايمر» التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى ولم تنجز شيئا للشعب الألماني بسبب وفرة الأزمات السياسية التي استمرت لـ 12 عاما تم تسليم الحكم والمستشارية بعدها لهتلر الذي قرر بعد موت رئيس الجمهورية ضم المنصب له وتغيير لقبه من مستشار الى «الفوهرز» ومضى مصرّا بشكل غريب على دخول الحرب رغم تساهل الغرب والشرق مع مطالبه ومطامعه التي كان بإمكانه ان يحصل عليها دون دمار الحروب.

***

حال هيرتزل وهتلر في حقيقة انتمائهما وجنسيتهما هو حال محمد ياسر عبدالرؤوف عرفات قدوة «الحسيني» واللقب الأخير منحه إياه المفتي أمين الحسيني، ومحمد الحسيني أو ياسر عرفات ولد وعاش ودرس حتى الجامعة في «مصر»، وأخبرني المرحوم فيصل الحسيني إبان زيارته الأخيرة للكويت ان الرئيس عرفات لا ينتمي لعائلة الحسيني المعروفة وان هناك اشكالا حقيقيا فيما يتعلق بانتماء «الختيار» حيث يعتقد اهل الضفة والقدس انه ينتمي لغزة بحكم لهجته المصرية، بينما يعتقد اهل غزة انه ينتمي للقدس والضفة بسبب مسمى الحسيني الذي أضيف لاسمه ولا احد يعرف في النهاية حقيقة انتمائه.

***

مع وفاة الرئيس عرفات وانطلاق الإشاعات الهامسة مبكرا عن تسميمه، طالبنا في مقال آنذاك بتشريح جثمانه لمعرفة حقيقة ذلك الأمر ولم يحدث شيء، هذه الأيام قامت قناة «الجزيرة» بجهد طيب للبحث عن سبب وفاة الرئيس الفلسطيني (الرئيس المصري بحكم المولد والنشأة) بعد ان زودتهم أرملته ببقايا ملابسه بعد 8 أعوام على رحيله (!) وقد أتت نتائج المختبرات لتثبت وجود مواد مشعة (بولونيوم) في تلك الملابس رغم ان الحقائق تثبت ان مثل تلك المواد المشعة تختفي تماما بعد أشهر قليلة على عملية التسميم، كما حدث في حالة الجاسوس الروسي الذي تم تسميمه بمواد مماثلة في لندن، لذا فواضح ان هناك ملعوبا من الأرملة الحسناء اللعوب يراد منه تحويل الموت الطبيعي لعرفات لعملية استشهاد متأخرة، وما لم تقله السيدة سهى ان وفاة الراحل ابوعمار وهو في منتصف السبعينيات من العمر هي امر طبيعي جدا، بل ان عمره يزيد عن معدل الأعمار في المنطقة.

***

آخر محطة: إسرائيل بريئة من دم الراحل عرفات كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب أو أكثر، فلماذا تقتل إسرائيل الذكية عرفات وتحيله إلى شهيد وهو المدمر الأول للقضية الفلسطينية، فمن دمار وهزيمة وخروج عمان (67 ـ 70) الى دمار وهزيمة وخروج لبنان (75 ـ 90) الى دمار وهزيمة موقفه من غزو الكويت (90 ـ 91) وصيحته الشهيرة «مرحى مرحى للحرب مما أخرج شعبه وحرمه من الدعم المالي الخليجي.. عرفات هو عطية السماء لإسرائيل، فلماذا بحق السماء تقتله؟!