احمد الصراف

مشكلة صافية

قلة من العرب، ومن الفلسطينيين بالذات، من سمعوا باسم عفيف صافية، دع عنك معرفة من هو اصلا! ويبدو أن الكثيرين سيكونون سعداء بعدم معرفته، فحضوره عادة ما ينكأ جراحا لا تندمل، ووجوده دليل صامت، ولكنه حي، على مدى تقصيرنا في تقدير المميزين منا، وتحيزنا، كما أن ثقافته تشكل تحديا لا يرغب في مواجهته انصاف المتعلمين منا!
ولد عفيف عام 1950 في القدس، وهو دبلوماسي فلسطيني فذ، بدأ حياته السياسية كنائب لرئيس البعثة الفلسطينية (المراقبة) في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ثم انتقل ليصبح ضمن هيئة مكتب ياسر عرفات في بيروت، في اوج قوة المنظمة عسكريا وسياسيا في لبنان، وكان مسؤولا عن العلاقات مع دول أوروبا. ولكن بداية عفيف الدبلوماسية الحقيقية كانت عام 1987 عندما عينه عرفات ممثلا للمنظمة في النيذرلاندز، ثم انتقل بعدها ليصبح رئيسا للبعثة الفلسطينية في بريطانيا، حيث أبلى بلاء حسنا. وفي عام 2005 ترأس مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، جاب خلالها أميركا طولا وعرضا، محاضرا عن القضية الفلسطينية، ومدافعا عن القدس وحق العودة، ولكن نجاحه الكبير أوغر صدور اصدقائه، وما اكثرهم، وأعدائه، وما أقلهم، فلم يستمر في منصبه لأكثر من عامين. وفي عام 2008 عين سفيرا لفلسطين في موسكو، ولكن الرئيس عباس، كما يشاع، أعفاه من منصبه وأرسله ليبقى في الظل مؤقتا، وقيل وقتها إن السبب هو «تجرؤه» على المشاركة في تظاهرة لـ «حماس»، وقيامه بإلقاء خطاب ندد فيه بالعدوان الإسرائيلي على غزة! ويعمل السيد صافية الآن سفيرا متجولا لفلسطين، ومركزه لندن، ولكن هذا لا يعني الكثير في العرف الدبلوماسي. ويذكر أن خلفية صافية الدينية والثقافية أهلته عام 1995 ليصبح عضوا في مجلس الأوصياء الدولي للفاتيكان، وممثلا رسميا للمنظمة لدى البابا جون بول الثاني.
ولكن، وهنا المشكلة، وبالرغم من الخلفية الدبلوماسية العريقة التي يملكها، والتي تجعله الدبلوماسي الفلسطيني الأكثر خبرة، والتي اكتسبها من العمل سفيرا في أهم ثلاث عواصم عالمية معنية أكثر من غيرها بالقضية الفلسطينية، وهي أميركا وبريطانيا وموسكو، إلا أنه لم ينل يوما حقه في التقدير، فمشكلة عفيف صافية، الفتحاوي، كمشكلة زميلته عفاف شعراوي، تتعلق بديانته من جهة وثقافته الواسعة من جهة أخرى، فهو بخلاف غالبية رفاق دربه من رجال فتح، غير مسلم، وأيضا بخلاف غالبيتهم ليس من رجال الخنادق ولا من حملة البنادق، وبالتالي فإن القلم الذي يحمله واللسان الذي يتكلم به، والخلفية التعليمية الراقية التي حصل عليها، لا تعتبر في عرف الكثير من قيادات المنظمة مؤهلات كافية، خصوصاً أنها تظهر البعض منهم صغارا بجانبه. ومشكلة عفيف صافية هي مشكلة كل مثقف، خاصة إن كان ينتمي لأقلية عرقية أو دينية، فهو هنا يصبح مصدر قلق وإزعاج للرئيس، اي رئيس، ولمن حوله! ولو كنت صاحب قرار لاخترت عفيف صافية، الذي لا أعرفه ولم التق به يوما، رئيسا لدولة فلسطين!

أحمد الصراف

حسن العيسى

الظاهرة الجويهلية حالة متكررة

بصرف النظر عما إذا كان “تويت” سب قبيلة المطير والبدون وغيرهم من أهل الكويت، الذين عدهم “من اللفو والهيلق” بعبارة “التويت” المقرفة، موثوقاً بنسبتها للنائب السابق محمد جويهل، أم مختلقة ومنسوبة إليه كما يقول في دفاعه، فليس هذا ما يعنينا، فالإساءة للمطران أو أي قبيلة أو عائلة أو طائفة أو أي جماعة أخرى، وكل إنسان يعيش في الكويت حمل الجنسية أو حمل شقاء عمله في الوطن، “قد” يشكل جريمة حسب قانون الجزاء، أو لا يكون جريمة، وهي مسألة ليست من شأن أحد غير سلطة القضاء في النهاية، وليس لنا أن نصادر اختصاصها مهما كان عمق جرح مشاعرنا وإحساسنا بتفاهة وحقارة من سطر عبارات البؤس السالفة.
همنا الثقيل، ليس الجويهل أو غيره الذين يرتدون “جلباب” الأصالة الحضرية، وأبناء البحر ويرفضون الآخرين، والآخرون اليوم هم أبناء القبائل، وكانوا الشيعة بالأمس وحتى اليوم، أو البدون المبتلين في حياتهم وكراماتهم، وقد يكونون البياسر (كلمة أخذت تزول اليوم ليحل محلها استقطاب الحضر والبدو) أي من غير أبناء القبائل الكبيرة، فهذا الإناء الكويتي اليوم وينضح بما فيه.
همنا هو تلك العقلية الخائبة المؤمنة بحكمة “فرق تسد”، فما قيل بالأمس ويقال اليوم، وقبل “تويت” الكراهية العنصرية المتعالي، إن الجويهل، الذي لم ينزل بصدفة السماء لعالم السياسة وأسن سياسات الجهل بالدولة، ولم يفز في الانتخابات الماضية ببركة وعي وثقافة الثمانية آلاف ناخب فقط (لست متأكداً من عددهم) حين وجدوا (الناخبون) فيه رداً معنوياً لاعتبارهم المنسي، هذا لا يعني أن بقية الناخبين الذين تحلقوا حول القبيلة للحماية ولتعزيز السلطة المتشظية، أو تحلقوا حول الجماعات الدينية المتزمتة، هم أفضل من الثمانية آلاف الذين صوتوا لـ”لوبن” الكويتي، فالحال من بعضه، وإنما هو ومن على شاكلته يمثلون حلقة واحدة من حلقات متصلة لمخطط جهنمي يحيك شباكه أناس كبار في السلطة، يفتت الديرة كي يبقوا وحدهم المهيمنين على الدولة ومقدراتها.
الظاهرة الجويهلية، كما كتبت قبل أشهر، ليست مرتبطة بالجويهل ذاته، هو يعبر فقط بكل فظاظة عنها وعن خوائها وخواء وسخف حياتنا السياسية والاجتماعية. كم أتمنى أن ما يشاع اليوم ليس صحيحاً من أن أفراداً من سلطة الحكم تروج للجويهلية وتنفخ بنفس لا ينقطع على نارها، متوهمة أن هذه وسيلتها كي يكون كلامها مسموعاً، وأن هذا مذهبها القائل إنه “لولانا لتقاتلتم”، فاعرفوا حدودكم يا أهل الكويت إن كنتم لا تعرفون مقامنا، وقد يريد هؤلاء، سواء كانوا من المحرضين على الفتن أو الطامعين في الحكم، استعراض قدراتهم على كبارهم في السلطة، حين شخصوا الحكم على أنه غنيمة يستحقها الأمكر والأذكى… وفي ذلك يتم اختزال الدولة في سلطة الحكم لا أكثر، وتقفل الأمور على استبداد آخر بوجه جديد.
لنحذر… فما يهدد هذه الدولة الصغيرة ليست قوى الخارج، وإنما هو الداخل بالأمعاء المنهكة وهو الداء الجويهلي.

احمد الصراف

عندما يفتقد البدر

تنفس الكثيرون الصعداء عندما اجبر المرض اللعين الفريق المتقاعد محمد البدر على ترك مهمته لغيره كرئيس للجنة إزالة التعديات على أملاك الدولة، فقد كان الرجل بالمرصاد لمخالفات اقترفها الكثيرون على مدى عقود عدة، وعلى رأسهم شيوخ ووزراء واعضاء مجلس أمة ومتنفذون في البلدي وغيره! وقد نجح في إزالة عشرات آلاف المخالفات الخطيرة، وواجه في عمله معارضة شديدة من اصحاب النفوذ، ولكن قوة شكيمته ونظافة يده واستقامته أجبرت السلطة على مساندته والوقوف معه في كل معاركة التي ربما ربح غالبيتها، حسب الظاهر.
ثم جاء الخبر الثاني المفرح لهؤلاء المعتدين، وذلك عندما ورد في الصحف عن وقف لجنة إزالة التعديات لأعمالها حتى شهر أكتوبر المقبل، فقد شعر هؤلاء بأن هذه بداية نهاية أعمال اللجنة، وأن التسيب والنهب والتعدي على أملاك الدولة سيعود كالسابق! ومن الآن وحتى أكتوبر، وإلى أن تفعّل اللجنة أعمالها، أو تعين من يمتلك قدرات ومقومات الفريق البدر، فإن مياها كثيرة ستمر تحت جسر المخالفات و…التنهدات الكويتي!
الطريف أو المبكي في الموضوع ما تضمنه الخبر من أن لجنة الإزالة قامت بتعيين «شخص واحد»، فقط لا غير لمراقبة (وغير معروف ما يعنيه ذلك) مخالفات المناطق السكنية، وتعيين «فرد» آخر لمراقبة المناطق البرية! وهذا يعني أن كل واحد من هذين المراقبين سيكون مسؤولا عن مراقبة ما يجري على مساحة خمسة آلاف كيلومتر مربع! فهل يعقل ذلك؟ كما أن القرار بين أن المناطق الصناعية والبحرية لن تكون مشمولة بالمراقبة، أيا كان نوع هذه المراقبة! وهي بالتالي دعوة صريحة للمخالفين للشروع في مخالفاتهم. ونقول للسيد المراقب للمناطق البرية، إن كان لا يزال يقوم بعمله الخرافي، أن ما سيراقبه ويدونه في سجلاته من مخالفات لن يساوي قيمة الورق الذي دونت عليه التقارير! كما لا أعلم سبب إعلان اللجنة عن وقف أعمالها، فقد كان بإمكانها القيام بذلك.. من دون ضجة أصلا! كما أن تسيب الوضع في المناطق البرية، والرعوية بالذات، مستمر من دون توقف، ولا نعرف لم السكوت عن ذلك، فمن الآن وحتى نهاية أكتوبر تكون بعارين، وحلال الجيران، قد قضت على الأخضر واليابس في البر الكويتي وخاصة داخل المحميات.

أحمد الصراف

احمد الصراف

تشويه السيرة

ليس لأحد مكانة عالية لدى جماعة السلف كالتي يحظى بها السيد عبدالرحمن عبدالخالق، معلمهم الأكبر! وسبق أن ذكرت في مقال سابق تجربة صديق حاول، خلال محاضرة توجيه سؤال فطلب منه الانصات لان الرجل لا يجادل! ولكن في قراءة سريعة لمقال كتبه في الوطن في 20/7، نجد أن فكره لا يختلف مثل فكر بقية السلف ومن سار في ركبهم من إخوان وغيرهم، فهو فكر مثير للاستغراب والحيرة، ولا يعرف بالدقة المقصود منه، والغريب انه بالرغم من ذلك نجحت أفكاره في السيطرة على آراء ومواقف فئة يفترض أنها «مثقفة» ومدركة ولها تجاربها العريضة وسبق أن تلقت تعليمها في أفضل المدارس وانهتها بدراسات عالية في أرقى جامعات الغرب، ثم تأتي اليوم وتسلم أمرها وعقلها لفكر وعقل مثل هؤلاء من دون «احم ولا دستور»! فمن المعروف تاريخيا، طبقا لما ورد في كتب التراث أن النبي واجه في بداية رسالته معارضة شرسة من قريش! وفي محاولة من مناوئيه للضغط على المؤمنين به للعودة عن إيمانهم، فرضوا عليهم مقاطعة تامة، وأوقفوا التعامل معهم، فاضطر هؤلاء للنزوح والسكن في شعاب مكة، من غير مال ولا طعام ولا سقف يؤويهم، وهناك ساءت احوالهم كثيرا، كما ورد في كتب التراث والمدرسية، وواجهتهم مجاعة شديدة واضطر البعض للهجرة للحبشة! كما كاد النبي أن يقتل في غزوة أحد عندما خالف الرماة أوامره، ولولا أن حمته أجساد صحبه المخلصين لتمكن منه جند خالد بن الوليد! كما كان النبي يستشير الصحابة في كل غزوة قبل اختيار مكان نصب معسكر جيشه، والتأكد من وجود مورد ماء أو بئر بقربهم، لئلا ينقطعوا عنه. وقرأنا في كتب السيرة والمدرسة ان النبي اضطر في أكثر من مناسبة لأن يستدين لتمويل غزواته، وفي مرة رهن ترسه عند يهودي مقابل دين! ولكن ما ذكره السيد عبدالرحمن عبدالخالق في مقاله في الوطن تعارض تماما مع كل ما درسناه في مدارس الدولة، واطلعنا عليه في كتب التراث، فإما أن الذي قاله صحيح، وبالتالي على وزارة التربية تعديل مناهجها، أو أن الأخ يبالغ في ما روى، وعلى اتباعه إعادة النظر في موقفهم منه، حيث يقول في مقاله إن من معجزات النبي تكثير الماء القليل ليكون كثيرا، وتكثير الطعام القليل ليكفي جيشاً كاملاً، ونزول المطر بدعائه في التو والحال، وتكثير المقدار القليل من الذهب ليصبح كثيرا! وكان المقدار القليل من التمر يصبح كثيراً بين يديه، وأن المسلمين كانوا في سفر أو حضر يلجأون الى الرسول صلى الله عليه وسلم فيسقيهم الله ببركة من بركات هذا النبي وبآية من آيات الله، وقد جاء هذا بصور كثيرة، فتارة ينبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، فيشرب القوم ويملأون قرابهم وهم عدد كبير، وتارة يبارك الرسول في مزادة فتنفجر بالماء الى ان يسقي القوم، وتارة يضرب الرسول سهماً في بئر جافة فتفور بالماء، وتارة يبارك على عين جافة فيجري ماؤها.. إلى آخر ذلك من معجزات وخوارق! وهنا نحن لسنا بصدد ترجيح رأي على آخر، فجهلنا كاف علينا، ولكن، من أجل ألا يشمت أحد بنا، علينا أن نتفق على ما يرويه البعض، وخاصة الكبار (!) مقارنة بما يرد في الكتب المدرسية على الأقل، وأخيرا هل نحن حقا بحاجة لمثل هذا الكلام عن شخصية تاريخية صمدت لأكثر من 14 قرنا؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

نعم… الحكم لله

أسلوبك في الكتابة يدل على نفسيتك اثناء كتابتك.. فعندما تطرح رأيا مرافقا لعبارات التسفيه والتحقير، سيكون بلا شك رأيا غير مؤثر، وكلما شطح الكاتب في اسلوبه قلّ اقتناع القارئ بما يكتب. صاحبنا اللي مدحناه بالأمس بالكاتب الكبير، يريدنا ان نندم على تلك العبارة، بسبب استمراره بأسلوب في الكتابة لا يليق بالكتّاب الكبار! ومقالة امس في القبس وصل التطرف فيها مداه، مستخدما عبارات التحقير لخصومه والاستهزاء والسخرية!
عندما يريد ان يتحدث عن الأغلبية البرلمانية، التي قررت مقاطعة الانتخابات ان تم تعديل الدوائر من طرف واحد فقط، يقول عنهم «جماعة المقاطعة من متخلفي السلف والتلف..»، وعندما يريد ان ينعت النواب الاسلاميين من الأغلبية يقول عنهم «فهذه الجماعة المنافقة والمدلسة…»!! وعندما يريد ان يصف شعار «الحكم لله»، يقول «سيختفي هذا الشعار ويبرز الشعار الحقيقي لخوارج القرن العشرين: الحكم لله»! ثم يختم بعبارات شوارعية لا تليق أبدا بمنظر لتيار سياسي يؤمن باحترام الرأي الاخر، فيقول عن نواب المعارضة السياسية «ام انهم كما هم: كذابون ومدلسون…».
كل هذه الشتائم والعبارات البعيدة عن اللباقة والكياسة من اجل الاعتراض على شعارات للتيار الاسلامي، يطرحها نوابه في مسيرتهم البرلمانية، ومنها ان «الحكم لله». وصاحبنا يريد ان يثبت ان هذا الشعار يتعارض مع المادة السادسة من الدستور «…السيادة فيه للامة مصدر السلطات…»، ونقول باختصار لصاحبنا هذا: ان الحكم لله ليس شعارا انتخابيا بل هو حقيقة كونية ومعلومة بالفطرة. ان الله سبحانه هو المتحكم بهذا الكون يسيره كيفما أراد سبحانه وتعالى، وان رفع هذه الراية يستلزم منهم العمل على توجيه الامة لتبني الحكم الشرعي، فالظروف التي جعلت الامة تبتعد عن الأخذ بأحكام الشريعة في بعض المسائل، كما هو حاصل اليوم، ممكن ان تتغير بالتوجيه والاقناع والحوار الراقي الى ما نصبو اليه من استكمال تطبيق الشريعة، ويشجعنا لذلك انها ــ اي استكمال تطبيق الشريعة ــ رغبة سامية.
الخلاصة اننا كل يوم يتأكد لنا اهمية وجود ميثاق شرف للكلمة بين من يتصدى للكتابة حتى نرقى في صحافتنا، وعندها تكون انتقاداتنا لخصومنا مقبولة وتجد آذانا صاغية، واذكر انني كتبت مرة عبارة «غلمان بني علمان» فنصحت بشطبها بحجة انها لا تليق بالمقال! لو يشوف مقال صاحبنا شراح يقول؟!

@ ابو مساعد وأم عيسى

وليد الطبطبائي أخذ اصغر زوجاته قبل يومين وغادر الى مخيمات اللاجئين السوريين! لم يمنعه الصيام ولا قرب الانتخابات ولا الحر الشديد عن اداء واجب انساني! لو قام بهذا العمل سياسي اجنبي لبادر كتاب التوجهات الليبرالية الى كيل المديح له وضرب الأمثلة به، لكن مادام انه وليد طبطبائي وزوجته التي تعتبر اول امرأة عربية وخليجية تزور مخيمات اللاجئين السوريين، فان الامر يتحول الى سخرية وتطنز وتدخل في النوايا! لك الله يا بومساعد.

محمد الوشيحي

بيل ماهر… كويتي

أواه لو كان المذيع الأميركي الساخر بيل ماهر كويتياً، أو على الأقل عرف بما يحدث عندنا، وعلق عليه في حلقته الأسبوعية، أو حتى في المسرح، كما يفعل في أيام العُطل. ولمن لا يعرف صاحبنا ماهر نقول له: هو ملحد ملعون مُجدِّف، يهاجمه الجمهوريون وحزب الشاي (الحزب الثالث في أميركا والمعروف بعنصريته، ورافع شعار عيال بطنها) ويخشونه لاتساع رقعة جماهيريته، ويتبرأ منه بعض الديمقراطيين لسلاطة لسانه وصراحته الحادة والحارة، التي تحرجهم أحياناً، وإن كانت غالبيتهم تحبه (كان قد وصف مفجري برجَي مانهاتن، من أنصار بن لادن، بالشجعان، رغم كرهه لهم، على اعتبار أن قيادة طائرة للاصطدام بالبرج شجاعة قصوى “يجب أن نعترف بذلك”). ولا أدري كيف كان سيعلق على أوضاعنا المحلية لو اطلع عليها، وماذا كان سيقول عن شعب لم يحاسب أحداً على “كارثة الغزو والاحتلال”، ولا ماذا سيقول عن شعب لا يرى البحر إلا في الخريطة بعد أن استحوذ عليه أحفاد قارون، ولا بماذا سيعلق على شعب يسكت عن خضوع الحكومة وخنوعها أمام شركات الاتصالات (الحقيقة أنها شركة واحدة) ترفض النقل الحر للأرقام، وتتعامل بمنهج السادة والعبيد مع المستهلكين، ولا أدري كيف سيضحك ماهر وهو يعلق على طريقة نصب شركات الإنترنت على المواطن الذي يستنجد بالحكومة ووزير مواصلاتها فيكتشف أن الحكومة التي “يبي منها العون” هي “فرعون”، ولا يمكن أن أتخيل منظر ماهر وهو واقف على المسرح يحد لسانه، الحاد أصلاً، ليتناول (تصلح يتناوش، ويتناهش أيضاً، إذا تغاضى عني حماة اللغة) موضوع رشوة نواب البرلمان، وكيف انقلبت الأمور لتتم محاسبة من اكتشف الرشوة لا من قام بها، هاهاها… يفعل ماهر ما يفعله ويقول ما يقوله في بلد يجهل جزء كبير من مواطنيه أسماء أعضاء الكونغرس بجناحيه (النواب والشيوخ)، وتفشل خمس من متسابقات “ملكة الجمال” في معرفة اسم نائب الرئيس “جو بايدن”، رغم أن الثقافة أحد أهم عوامل الفوز في مسابقة الجمال. ولا عجب في جهل الأميركان سياستهم المحلية، بل والعالمية أيضاً، فهُم يثقون بساستهم ويعلمون أنهم (الساسة) يتعاملون مع الشعب كما تتعامل الدجاجة مع بيضها، إذ تنعزل عن محيطها، وتخسر أصدقاءها، وتتفرغ لبيضها فتبرك فوقه واحداً وعشرين يوماً بالتمام والرفاء والبنين، في حين تتعامل حكومتنا مع الشعب كما تتعامل السلحفاة مع بيضها، تضعه على الشاطئ وتعود إلى البحر لتستأنف حياتها وتترك البيض يواجه قدره ومصيره… إلا أن حكومتنا لم تتركنا على الشاطئ وتعد إلى البحر بل أرشدت “حيوانات الراكون” إلى مكاننا. ولهذا، لهذا فقط، يتابع الشعب الكويتي كله تفاصيل التفاصيل السياسية… ولهذا أيضاً نحتاج إلى أن نفعل ما يفعله بيل ماهر في بعض السياسيين.

حسن العيسى

لا خيار غير تجرع علقم المعارضة

هي سلطة شريم تنفخ و”ما ميش برطم”… بكلام ثانٍ السلطة تحفر في البحر، حين تعجز عن هضم مجلس ٢٠١٢ المبطل، وتجهد نفسها في البحث عن بدائل يمكن أن تعيد ذكريات زمان، ومجالس أغلبية شعار الشيوخ أبخص والجيب أوسع. على السلطة أن تدرك في النهاية أنها مهما حاولت اللعب بأوراق الانتخابات، فالنتيجة واحدة، فهي إما أن تنحني لرياح التغيير أو تعاند وتتهشم عندها أغصانها، فبدائرة واحدة أو مليون دائرة وبصوت واحد أو بمليون صوت، شريم الكويتي ابن السلطة سيظل أشرمَ عاجزاً عن النفخ من فم السياسة، وبعض “التحف” النيابية التي نجحت في المجلس المبطل ستغير بدلها ولون جلبابها (ربما) وتعود من جديد. سيعود “فولتير” وروسو” وبقية الرموز التقدمية إلى كراسيهم، ولو بأسماء أخرى، ولا فائدة من محاولات إعادة إخراج مسرحيات تحصين الدوائر الخمس أو تبديل عدد الأصوات في دوائر جديدة، فليس في القدر الكويتي غير أهل الكويت الذين تغير وعيهم السياسي، فسُنة الحياة التغيير والتبديل، بينما تتصور السلطة أن الدولة ثابتة كالطود الراسخ، وهي قمة من القمم العربية في الديمقراطية والحريات السياسية، في حين أن الحقيقة تقرر أن قطار الديمقراطية في دول الربيع سبق الكويت بمشوار طويل، والكويت أكثر الدول الخليجية –المحافظة – الأكثر عرضة للتغيير المقبل بسبب حراكها السياسي في السنوات الماضية قبل ثورات الربيع.  التقدميون، أكثر من السلطة، يصعب عليهم قبول مثل تلك المجالس المتطرفة في محافظتها وفي مزايداتها على المشاعر الدينية للكويتيين، لكن هذا لا يبرر أن نتبنى الطرح الحكومي حين تقوم الحكومة بالتشكيك في الدوائر الخمس وتتعذر بغياب العدالة في توزيع أصوات الناخبين بين الدوائر، فهنا سيُظهر التقدميون أنفسهم على أنهم مجرد أبواق “العقلانية” للحكم بالظاهر، بينما هم عملاء مستفيدون للفساد الرسمي، طبعاً هذا غير صحيح، فالكثير من التقدميين مخلصون لقضية بلدهم ولقضية الحريات العامة والخاصة، وليسوا شللاً منتفعة لـ”المناقصات، والتوزيعات الخاصة”، لكن ما باليد حيلة، فهم قلة، وسيبقون قلة في الكويت والوطن العربي لسنوات ممتدة. واليوم حين وجدوا أنفسهم في حالة حصار بين مطرقة الحكم وسندان القوى الدينية السائرة عكس حركة التاريخ، ليس من المفروض أن يحتموا بالنظام، وهذا واقع الأقليات (أياً كانت تصنيفاتها) في جُلّ الدول المتخلفة التي لم تصل بعد إلى مفهوم الدولة الأمة كواقع اجتماعي قبل أن تكون الدولة كواقع سياسي، والتي لم تنضج إلى مستوى مفهوم وحدة المواطنة، وتهميش الانتماءات الطائفية والقبلية والعرقية.  السلطة تُغرق نفسها، وليس من مهمة التقدميين أن يرموا بطوق النجاة إليها متى أصرت السلطة على رفض تجرع مرارة مجالس المعارضة…. علينا أن نمد اليد إلى أصوات من القوى الدينية هي خافتة اليوم، لكنها تتكلم ولو بكثير من الحياء عن رفضها لأطروحات المتزمّتين من فصيلة الطبطبائي ومحمد هايف وأسامة مناور، ويمكن أن نجد عند الحركة الدستورية بعض الأصوات الجيدة التي تقف على يسار الحركة، كذلك الأمر حتى مع التجمع السلفي، وهناك بالطبع التكتل الشعبي، الذي مهما قَيدت قواعده الانتخابية القبلية والمحافِظة يديه وطرحه للتحديث، إلا أنه في النهاية ليس محسوباً على المتشددين الدينيين ودعاة الدولة الدينية… ليس لنا خيار آخر… ففي النهاية لا نريد للقلة التقدمية المتقلصة أن تحفر في البحر مثلها مثل الحكومة.

احمد الصراف

البدلة والجبة والاحترام

يسعى البشر طوال حياتهم لخلق الاحترام لأنفسهم، بصرف النظر عما يمتلكون من ثروات أو مواهب! وقد تكرر عبر التاريخ الحديث عن دخول رجال أثرياء لعوالم عدة، كالسياسة، بحثا عن دور او احترام لم يستطع المال جلبه لهم، والاحترام يجر بالتبعية المكانة الاجتماعية، وما يسري على الغني يسري على ما دونه ثراء، فهؤلاء في سعيهم لتأمين عيشهم يبذلون جهدا في عدم الإفراط بكرامتهم، إن استطاعوا!
وهناك طبقات في المجتمع تشعر في بداية حياتها بالدونية، وأنهم أصحاب مكانة اقل، وللتغلب على ذلك نجدهم يبحثون عن عمل يوفر لهم وقارا اجتماعيا لا توفره لهم مهن أخرى، وإن كانت أكثر كسبا للمال أو أكثر صعوبة في الأداء. كما يبحث هؤلاء مع الوقار الاجتماعي لمكملاته من «زي شرعي» أو بدلة رسمية، والتي تعطيهم إما «هيبة السلطة»، أو الحق في التحدث دون اعتراض الغير على أقواله، حتى وإن كان كلامه بلا معنى أو منطق!
وقد روى لي صديق من عائلة السياسي السلفي خالد سلطان، أنه دعي يوما من قبله للاستماع لأحد قادة السلف، الذي منح الجنسية اخيرا «لجليل خدماته»، وعندما رفع يده في نهاية المحاضرة طالبا التعليق قام السيد سلطان بإنزال يده بقوة قائلا: أنت هنا في حضرة قمة، ولتستمع فقط، وليس لكي تسأل}!
نعود ونقول ان ما يفرضه رجل الدين من احترام على من حوله لا يعود غالبا لما في كلامه من علم ومنطق، بل لما للهالة الاجتماعية التي اكتسبها، بحكم القانون والعرف، والتي لا تسمح بمجادلته، أو بسبب جهل مستمعيه لما يقوله، أو لعدم رغبتهم الدخول في نقاش يعلمون مسبقا أن الغلبة فيه ستكون لمن درس وتمرس في علم الكلام والجدال! وبالتالي نجد أن الحكومات، وبإيعاز من المؤسسات الدينية، التي غالبا ما تضفي الشرعية الدستورية على طريقة حكمها، تقوم بتحصين مكانة رجل الدين، المعاصرة والتاريخية، بقوانين تجعل من مجرد التعرض لهم بالقول جريمة كبرى.
وتحصين مكانة رجل الدين والشخصيات الدينية التاريخية لم يأت فقط من منطلق مصلحي على قاعدة «شيلني واشيلك»، بل وأيضا لتعلق وظائف و«أكل عيش» الملايين بها! ولو واجهنا اي رجل دين بأي قضية دينية شائكة، كالحمل المستكن مثلا، فإنه سرعان ما سيطالب بقبول الأمر كما هو وتحريم النقاش أو المجادلة فيه، أو يسعى لاتهام من يجادله بتهمة ما.
والحقيقة أن هذا الفزع أمر غير مبرر! فعندما قام منتج اميركي مغمور بإنتاج فيلم «آخر إغراءات المسيح» قامت الدنيا عليه، مطالبة بمنع عرض الفيلم ومعاقبة الذي وراءه، ولكن كبير أساقفة إنكلترا تدخل لمصلحته قائلا ان الدين المسيحي لا يستحق أن يبقى إن كانت فكرته برمتها مهددة بفيلم لم يكلف انتاجه أكثر من 5 ملايين دولار!
وبالتالي، نرى أن الإسلام انتشر وتوسع، ولا يزال الدين الأكثر وتيرة انتشار، ولم تؤثر فيه نوائب كبرى طوال 14 قرنا، وهو لم يكن يوما في خطر، وما نحتاجه بالتالي هو فتح باب النقاش الحر أمام الجميع، والتخلي عن القوانين التي تجرم مناقشة قضايا مفصلية.
فتقدم أوروبا الغربية، والغرب عموما، لم يحدث لولا إيمانها بالحرية، فلا تقدم هناك بغير حرية، ولا ديموقراطية بغير حرية، ولا حرية بغير حرية المعتقد! ولكن يبدو أنني أكلم الجدران من حولي.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

وينكم

تعلمت كما تعلم الكثير من أبناء جيلي منكم، وقدمتم رسائلكم في الماضي بأنسب وأفضل شكل ممكن دون تكلّف أو تصنّع أو إقحام للقيم بطريقة التلقين كما يفعلون اليوم وأنتم تشاركونهم أحيانا. فمن “خالتي قماشة” تعلمت أن الحب لا يفرض بل يزرع بالكلمة الطيبة والسلوك الحسن، ومن “مدينة الرياح” و”عجاج” و”علقم” تعلمت الخير والشر بأبسط شكل، ومن “الغرباء – كامل الأوصاف” تعلمت أن الشجاعة غير مرتبطة بذكر أو أنثى، ومن “على الدنيا السلام” عرفت عن أنماط بشرية كثيرة ومشاكلها وهمومها اليومية، و”درس خصوصي” قدم درساً في المعاملة الزوجية، وأفضل الدروس الأسرية في “إلى أبي وأمي مع التحية”، وجزء من التاريخ أخذته من “الأقدار” و”درب الزلق” و”بس يا بحر” وغيرها من أعمال رائعة كـ”رقية وسبيكة” و”خرج ولم يعد”، وغيرها العشرات التي قدمت أفضل وأسمى المعاني بجهودكم وتعبكم أنتم ومن معكم. وتعلقت بحب الوطن من صوت رويشد وعبدالكريم ونبيل وشادي الخليج وسناء الخراز، كل هذا قدمتموه لي ولمن معي من أطفال في ذلك الحين، ومازلت مديناً لكم بكل هذه الدروس طيلة عمري. اليوم اختفى كل هذا الجمال، وفنيت كل تلك الدروس بصفعات وشتائم واغتصاب ومخدرات واستجداء الضحك أحيانا، وهو أمر ساهمت فيه الدولة بدور أساسي مع حلفائها لتهمش صوتكم، بل تلغيه، فرضختم ولم تقاوموا بل قبلتم أن تنجرفوا لهذا الوحل الكريه. وكل يوم تقدمون تنازلاً تلو الآخر حتى بات ما يعرض في التلفزيون لا يحمل هويتنا، وغير مرتبط بحياتنا لا من قريب ولا بعيد. فرضوا الرقابة السخيفة على أعمالكم فقبلتم، حولوا المسارح إلى مبان مهجورة فسكتّم، أقحموا كل تاجر بأعمالكم فشاركتم، جعلوكم تقيمون حفلاتكم في صالة تزلج لمدة عشر سنوات فتسابقتم عليها، وهاهم أمس يمنعونكم حتى من عرض مسرحية أطفال وينقلونها إلى موقع آخر لا لشيء بل لمجرد تهديد نائب فتقبلتم الأمر. أساتذتي حياة وسعاد وعبدالحسين وسعد والصلال والعقل وداود ومريم وهدى وعبدالكريم ورويشد ونبيل أنتم مسؤولون عن هذا التردي، فلا تكتفوا بعبارة “الحكومة مو مقصرة”، بل مقصرة وتقتل إبداعاتكم حتى بتنا بلا جيل ثانٍ منكم قادر على مواصلة مسيرة الفن الجميل الذي يقدم دروساً قد نحتاج إلى سنوات لأن ننالها لولاكم. لا تقبلوا بواقع حكومي تعيس أو بمجاملة وزير، واسالوا أنفسكم في ظل هذه الحكومة وهذه العقليات: هل ستتمكنون من تقديم ما قدمتموه في السابق؟ الإجابة قطعا لا فساحتكم استوطنها المهرجون وبعض من يعرض الأجساد على الشاشة. الأمر لا يعنيكم وحدكم، بل سكوتكم يقتل مجتمعاً كاملاً، فبالفنون الحقيقية والثقافة ترتقي المجتمعات، وما هذا التقهقر الذي نعيشه والتردي بشتى المجالات إلا نتيجة حتمية لخضوعكم لمن لا يستحق أبدا. عودوا إلى الواجهة، فأنتم قطعا أفضل من كل من في الواجهة من نواب ووزراء وغيرهم، وأعيدوا الزمن الذي يجعلنا نحفظ أعمالكم وكل حرف تنطقونه من هذه الدروس.

سامي النصف

كلمات هادئة في قضية دوائر ساخنة (2)

  تهديد رئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك بالثبور وعظائم الأمور إذا لم يتخذ هذا القرار أو ذاك يثبت اموراً عدة نسجلها للحقيقة والتاريخ منها ان المقصود والمستهدف في هذه الحكومة والحكومة السابقة وجميع الحكومات اللاحقة هو رأس الناطور مادام ينتمي لأسرة الحكم ويسعى لاستقرار البلد، لا عنب مصلحة البلد والشعب.

***

ان عمليات التأزيم التي يقال إنها ستنتهي اذا ما تم هذا الامر او ذاك لن تنتهي على الاطلاق حتى تتحول الكويت الى صومال او عراق آخر تقطع به الرقاب وتتفشى به الفوضى والتفجيرات في المساكن والأسواق، فهذا ما تدفع الأموال الطائلة لأجله لمدعي البطولة والوطنية كي يخربوا اوطانهم تحت الشعارات الزائفة والمدغدغة تماما كما حدث في البلدان الاخرى، وهل سمعتم قط بزعيم وطني عميل يقول انه تسلم الثروات للقيام بعمليات ضرب استقرار وطنه وتشجيع عمليات الفوضى والتناحر بين الناس؟! فصندوق الاعذار والمبررات اللازمة لاستكمال ذلك المشروع الهادم والمخرب للكويت أوسع من المحيطين الهادي والهندي معا.

***

ان التهديد غير المنطقي وغير المفهوم بالمقاطعة والنزول للشوارع كوسيلة لفرض آراء ثبت خطؤها مرات ومرات وأودت بالبلاد الى حافة الهاوية وفي أحيان اخرى الى السقوط في الهاوية ذاتها كما حدث عام 90 امر لا حكمة فيه، وليس من الحكمة ان تتهم وتهدد الحكومة اليوم فيما لو قامت بما طالب به المهددون أنفسهم عام 2008 في ديوانية النيباري من اصدار مراسيم ضرورة لتعديل الدوائر الانتخابية (!) وصيف وشتاء على سطح واحد وتناقض يقبله ويبلعه بعض المغرر بهم.. وبذكاء بالغ..

***

ان ما يرجوه شعب الكويت قاطبة عدا قلة قليلة ان يسود العقل ومصلحة الكويت على كل ما عداهما من مواقف، وان تتوقف لغة التهديد والوعيد وتستبدل بلغة الحوار والتفاهم، فالتلميح بربيع كويتي على غرار الربيع العربي كذبة كبرى، فالفارق كبير بين الحالتين، حيث قام الربيع العربي بسبب القمع والجوع وغياب سيادة القانون بينما تحسد شعوب الارض الشعب الكويتي على ما يتمتع به من ديموقراطية وحرية ورفاه، وان مراسيم الضرورة لو صدرت فهي لتعزيز مبادئ العدالة والمساواة والالتزام بمبادئ سيادة القانون التي اتى بها حكم المحكمة الدستورية.

***

آخر محطة: (1) انا عضو في جماعة 26 التي لم تدعِ قط انها تمثل «رجال» الكويت في مواقفها فكيف جاز لـ 29 شابا ان يدعوا او حتى يوحوا بأنهم يمثلون مطالب كل الشباب الكويتي؟ وماذا عن الألف شاب وشابة الذين اصدروا الوثيقة الداعية للاستقرار السياسي في البلد والتي حظيت بدعم الكثيرين؟!

(2) يعلم الجميع ان الشباب الكويتي الحكيم والواعي هو المستفيد الأول من الاستقرار السياسي الذي يدعم عمليات التنمية ويخلق فرص العمل للشباب وان منهاج التجمهر والشدة والغضب الذي جرب مرارا وتكرارا في السنوات الماضية هو المتسبب في تخلفنا عن الجيران المستقرين سياسيا، كما ان ذلك النهج المتشدد هو والإدارات السيئة السبب في إفلاس مئات الشركات الكويتية وتفشي البطالة بالتبعية بين الشباب.