احمد الصراف

يا سكري يا عسلي

تقوم جهات عدة، تجارية بالذات، بالترويج لمزايا العسل ووصفه بالمعجزة، وفي هذا مبالغة كبيرة، حتى ولو وجد من استفاد من العسل في علاج مرض ما، فقد يكون السبب ما أضيف له من مواد مسكنة او كورتيزون، فعلميا لا يختلف العسل كثيرا، في دوره كمادة محلية، عن سكر القصب الطبيعي غير المعالج. فمادتا العسل، وهما الكولوكوز والفروكتوس، أو سكر الفواكه، glucose and fructose منفصلتان فيه، بعكس السكر، والفروكتوس أكثر حلاوة، ولكنه لا يتحول الى طاقة بسرعة كالكولوكوز، وبالتالي فإن الأغذية المعلبة مثلا التي تحتوي على سكر عالي الفروكتوس تتحول الى دهون بطريقة أسرع من العسل. كما أن ملعقة من السكر العادي تحتوي على %50 أقل من السعرات الحرارية، من ملعقة مماثلة من العسل، وهذا يدفع البعض الى استخدام العسل بكميات أقل لحلاوته العالية وكثافته. كما يعتقد بعض خبراء التغذية أن العسل يحتوي على كمية قليلة من الفيتامينات والمعادن المفيدة، وفائدته في الهضم مؤكدة، مقارنة بالسكر الأبيض، الذي يخضع لإضافات عدة، وهذا ينزع عنه مواده النافعة، كالألياف، التي لا توجد بالعسل، بحيث لا يتبقى في السكر غير الحلاوة والضرر. واستخدام العسل في التحلية على المدى البعيد قد يكون أرخص، وهذا الكلام موجه للعقلاء، علىالرغم من سعره العالي مقارنة بالسكر، لأن الكمية المطلوبة منه أقل في التحلية. كما أثبتت التجارب أن العسل يتحلل بالدم بطريقة أكثر بطئاً من السكر، وهذا يساعد في عملية الهضم، وبالتالي من الأفضل استبدال السكر بالعسل، وخاصة في ظل صعوبة الحصول على سكر غير معالج في الأسواق. والخلاصة أن كل ما يدعيه البعض من احتواء العسل على العجائب أمر لا يدعمه أي بحث علمي، ولكنه بشكل عام أفضل من السكر، وعلينا في جميع الأحوال تجنب او التقليل من استهلاكنا من السكر الأبيض القاتل، هذا إضافة إلى أن العسل معرض للغش، حيث يضاف السكر لبعض أنواعه، ويمكن معرفة الأصلي منه برفع بعض منه في ملعقة وجعله ينسكب ببطء، فإن تقطع وهو ينحدر فهذا يعني أن مواد كالسكر قد اضيفت له، خاصة في الرخيص من أنواعه! وفي غياب السكر الطبيعي والعسل الصافي يمكن استخدام سكر الفواكه المستخرج من التين والزبيب، فهو لا يختلف في تركيبته عن العسل.
ويقول د. بانتنك Banting Dr، مكتشف الإنسولين، الذي يدعو البعض عليه في المساجد لأن ينقطع نسله ويحرق زرعه، إن الإصابات بمرض السكر في أميركا والعالم الثري، ارتفعت بطريقة موازية ومتساوية مع ارتفاع استهلاكه لسكر القصب الأبيض المعالج، وان عملية التسخين التي يتعرض لها السكر تحوله الى مادة خطرة. وهنا ننصح بقوة بالتوقف كليا، إن أمكن عن استخدام السكر الأبيض، وإن صعب على البعض ذلك، فعلى الأقل التقليل منه، وتربية أولادنا، والصغار بالذات، على عدم تناوله، أو تعويدهم عليه وهم صغار، لكي لا يدمنوا عليه، فالإنسان ابن بيئته! ولو كنت مكان وزير الصحة، وهذا ما لا اتمناه، لفرضت ضريبة عالية على السكر المستورد، ووجهت المبلغ المحصل لمعالجة أمراضه المنتشرة بيننا، بدلا من التفرغ لطرد الكفاءات الطبية! كما نعيب على الحكومة الرشيدة، ووزير صحة شعبها، الإعلان عن توفر مضخات إنسولين للأطفال المصابين بالسكر، ثم يتبين لاحقا ان الموجود لا يزيد على 160 مضخة، والمصابون من الأطفال أكثر من 3500، كما أن «أمناء»الجمعيات الخيرية لا يزالون على اعتقادهم بأن الصرف على وجبات طعام لمسلمي تمبكتو، التي يصعب مراقبتها ومعرفة حقيقتها، أكثر أهمية من الصرف على أطفالنا المرضى!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

انتكاسة جديدة للعلمانيين

وهكذا تتوالى الانتكاسات الواحدة تلو الأخرى للتيار العلماني في عالمنا العربي! فبعد نتائج الانتخابات التونسية تلتها المصرية تفاءلوا بنتائج الانتخابات الليبية التي تم الإعلان خلالها عن تقدم التيار الليبرالي، ثم تبين لنا أن أشد الليبراليين تشدداً عندهم لا يقل التزاماً بثوابت الدين عن كثير من الإسلاميين عندنا! وهذا انعكس على انتخابات رئاسة البرلمان عندما تنافس مرشح الليبراليين مع مرشح الإسلاميين وفوز الأخير، ولعل فوز الرئيس محمد مرسي لم يكن آخر هذه الانتكاسات، بل ما حدث بالأمس في القاهرة كان استمراراً لهذا المسلسل من الإخفاقات، حيث راهن التيار الليبرالي مدعوماً من فلول الحزب الوطني والأقباط بعمل مليونية ضد الرئيس والإخوان المسلمين! وكتب عدد غير قليل من علمانيي العرب مؤيداً لهذا التجمع الذي عقدت عليه آخر الآمال بإسقاط الإخوان المسلمين، بعد أن عجزت صناديق الاقتراع عن ذلك، وتحمس من تحمس من زملائنا وجيراننا، لكن خيبة الأمل كانت رفيقة دربهم منذ فترة ليست بالقصيرة، فأعلن الشعب المصري مرة أخرى أنه اختار التيار الإسلامي لقيادته في هذه المرحلة والمراحل المقبلة! وندرك جيداً أن فلول هذه التيارات البائسة لن يهدأ لها بال إلا بزعزعة الاستقرار وتعطيل التنمية في البلاد إلى أن يرجع عهد الرئيس البائد ومن لف لفهم! حفظ الله المحروسة من شرورهم. 
* * *
ساحة الإرادة
دعت «نهج» والقوى الشبابية وتكتل الأغلبية من نواب مجلس 2012 وقوى سياسية أخرى إلى تجمع غداً الاثنين في ساحة الإرادة، لمعالجة تداعيات طعن الحكومة بقانون الدوائر الانتخابية أمام المحكمة الدستورية، وساءني حقيقة طريقة تعامل المعارضين لهذا التجمع مع هذه الدعوة، فالبعض طعن في نوايا الداعين وتجاوزوا الخطوط الحمراء في ذلك، حيث اتهموهم بالنية في قلب نظام الحكم! والبعض الآخر شكك في قدرة المعارضة السياسية في حشد أعداد كافية غداً، واتهمهم بالكذب واستخدام أساليب غير مشروعه في دعوتهم! إلى آخره من تطرف في النقد وصل إلى التجريح في كرامات الناس! 
أنا أعتقد أن هذا الطرح يؤكد أن البعض منا ما زال بعيداً عن الروح الرياضية في تقبل الرأي الآخر، بل إن بعضنا لا يستحق الأجواء الديموقراطية التي تعيشها الكويت، وكان الأولى أن ننتظر حتى نرى ما ستسفر عنه هذه الفعالية ثم نعلق سلباً أو إيجاباً، حسب ما يراه كل واحد منا، وقراءة سريعة لما يصرح به المدعو نبيل نوري عبدالحليم خضير يومياً، وما تتضمنه تصريحاته من ألفاظ يترفع عنها كرام الناس، تبين لنا الوضع المزري الذي يعيشه هذا البعض الذي ضاقت به لبلأرض بما رحبت 
* * *
مجدي.. ولاريجاني
كم كنت أتمنى لو أن السفير المميز مجدي الظفيري لم يتبرع بالدفاع عن لاريجاني وينوب عنه في نفي تصريح قناة المنار المدعومة من حزب الله! وكان أولى به عندما أخبرته الخارجية الإيرانية بالنفي أن يطلب منهم أن يعلنوا هذا للملأ ولا يكتفوا بالحديث «الخشاشي»!
* * *
نواب الأولى وسوريا
أما وقد رجع مجلس القبيضة (كما يطلق عليه) قسراً وقهراً، وأصبح السادة الأفاضل القلاف والدويسان ومعصومة وزلزلة وعبدالصمد وجوهر وعاشور والمطوع وعلي الراشد أصبحوا أعضاء بالبرلمان المتبرأ منه، فإننا نستغرب سبب صمتهم المطبق عما يجري في سوريا من قتل وتدمير لبلد وشعب بشكل غير مسبوق! كلمة واحدة تبرئ ذمتهم عند الله، وعند الناس، لم نسمعها منهم! ويتحدثون عن الوحدة الوطنية؟! عجيب أمركم. 

سعيد محمد سعيد

إي نعم… «حبربش»!

 

عادة ما تنتشر كلمة «حبربش» بين أهل الخليج وأهل العراق كذلك لوصف «التافه» من الناس! فالحبربش، وفق المعنى الشعبي، هم أراذل الناس وأخسهم وأوضعهم أخلاقاً ممن تنال المجتمعات منهم الشر ولا شيء غير الشر.

الكثير من الناس يستخدمون هذه الكلمة بالطبع لكثرة انتشارها دون معرفة أصلها في اللغة… حالها حال الكثير من المفردات الشعبية شائعة الانتشار غريبة اللفظ، غير أن اللافت للنظر أن تصبح كلمة «حبربش» واحدة من مفردات الربيع العربي لتطلق على مثيري الفتنة والعداوة بين الناس.. البلطجية.. عصابات الحرامية.. العصابات المسلحة.. فيُصيب من يطلقها حقاً على «الحبربش» المنتشرين في الدول العربية، وخصوصاً دول الثورات، الذين تستخدمهم (فلول) الأنظمة المتهاوية، والشخصيات الرئيسية في الأنظمة (الساقطة) حيث يمدونهم بالمال والسلاح لإثارة الفوضى والجريمة في المجتمع نكايةً وانتقاماً… فيما هناك (جماعات) تربيها وتدربها وترعاها دول معادية للديمقراطية والاستقرار، وهي في الغالب تعمل لصالح استقرار «الصهانية» دون شك لتمزيق الدول العربية والإسلامية من الداخل عبر التناحر الدموي بعد عدم (شباع) تلك الدول من مجرد إثارة الفتن الطائفية والمذهبية… فلابد من (حبربش مسلح).

هذه الجماعات «الحبربشية»، كان متوقع لها -منذ انطلاق أولى الثورات العربية في تونس العام الماضي 2011 – أن تتكاثر وتزداد ضراوتها في الدول التي شهدت أو مهيئة لأن تشهد ثورات وحركات مطلبية، وليسمح لي القاريء الكريم أن أعود إلى مقال كتبته يوم 6 مارس/ آذار 2011 وردت فيه هذه الفقرة نصاً: «كل الدول العربية والإسلامية بل ودول العالم الثالث، مهيئة لثورات غضب شعبية مقبلة للمطالبة بالحقوق والإصلاحات، نظراً لتراكم الممارسات الديكتاتورية، وتعنت الحكومات وظلمها واستبدادها، وستكرر الأنظمة ذات الأساليب في التعامل مع شعوبها، وستضعها تحت عدة عناوين مكررة: فوضى وتخريب وفتنة – تآمر من الخارج كإيران تارة، وتل أبيب تارة أخرى تدار من أميركا – مخطط إسرائيلي لتقويض الأمة الإسلامية- القاعدة و»طالبان»، وربما عناوين أخرى لست أفقهها! ثم ستنحو تلك الأنظمة إلى: استخدام أقصى أنواع العنف والقوة ضد مواطنيها، وستقتل من تقتل بدم بارد – ستحذر وتهدد وتنذر وتزبد – ستستخدم البلطجية والمرتزقة الذين على ما يبدو أعدتهم تلك الأنظمة منذ زمن في أقفاص خاصة تطعمهم وتسمنهم وتربيهم للنيل من شعوبها – ستتراجع وتدعو للتهدئة والحوار، وستتباكى على سلامة الوطن واستقراره وأمنه واقتصاده – ستلفّ وتدور حول الحوار- ستسقط الأنظمة المتعنتة المكابرة- ستنجو الأنظمة التي ستظهر بشجاعة وتعترف بأخطائها، وتؤمن بأن مطالب الشعوب مشروعة ودستورية فتصل إلى بر الأمان»…انتهى الاقتباس.

لكن، ما هي اسقاطات ذلك التقديم على الوضع اليوم في الوطن العربي؟ المشهد واضح بلا ريب.. ودعوني أرسم صورة متخيلة للصهاينة وهم يضعون رِجلاً على رجل، ويراقبون ما يجري في الوطن العربي من صراعات دامية بين أبناء البلد أنفسهم، ويشربون نخب الانتصار والتشفي، وهم يشاهدون بوادر صراعات داخلية متنقلة من بلد إلى بلد، ويرفعون الشكر والتقدير لراعيتهم «أميركا»، وإلى الأنظمة والجماعات الحليفة معها ولها.

هذه المرحلة على ما يبدو هي مرحلة «الحبربش»، ولا يمكن قبول كلام المنظرين بأن ما يحدث من صراعات وتوترات دامية هي جزء من (حراك سياسي) طبيعي بعد أية ثورة أو حركة مطلبية… وتبدو الصورة الأكثر دمويةً في سورية… نعم الشعب السوري له كل الحق في المطالبة بحقوقه المشروعة وإن طالب بإسقاط نظام بشار الأسد، لكن أن تنتشر جماعات مسلحة مدعومة من أطراف متعددة الغايات فيصبح الشعب السوري (الضحية) بين نيران النظام ونيران المسلحين، فذلك وضع يريح الصهاينة بالتأكيد.

نعم، من حق الشعب المصري المعترض على حكم الرئيس محمد مرسي أن ينتقده، وينتقد حركة الإخوان المسلمين، ويطالب بدولة مدنية، لكن أن تشتعل القاهرة، كما حدث يوم أمس الأول الجمعة (24 أغسطس/ آب 2012) من اشتباكات بالأيدي والأسلحة البيضاء وتراشق لفظي بعد صلاة الجمعة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس، ودخول «الحبربش» المدسوسين والممولين من فلول النظام السابق، فتلك (جمعة إسعاد العدو الصهيوني).

في تونس… مهد «انتفاضات الربيع العربي»، وحكومتها الإسلامية المعتدلة، فيها ما يثير القلق بسبب «الحبربش» أيضاً الذين يتحولون من معترضين على «معرض فني» إلى لصوص وبلطجية يهاجمون الناس، وينهبون المتاجر، ويحطمون واجهاتها، ويعتدون على الناس… في «ليبيا» لم تتوقف أعمال العنف المسلحة، حيث يستمر تفجير السيارات، واغتيال كبار المسئولين الحكوميين والعسكريين، والهجوم على موظفي السلك الدبلوماسي الأجنبي والمنظمات غير الحكومية، وتتجه جماعات من الشبان المسلحين لاستخدام لغة السلاح… في الوقت الذي يعلن فيه اتباع «القذافي»عزمهم على تصعيد قتالهم.

لنتجه إلى اليمن، فقد بدأت الجماعات المسلحة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الانتقام من الشعب اليمني بتنفيذ الهجمات والعمليات المسلحة.. هي أيضاً أخبار سارة للكيان الصهيوني.. في طرابلس.. شمال لبنان.. اشتباكات مسلحة بين مجموعات سنية وعلوية من أبناء البلد في منطقتي جبل محسن والتبانة، ولن ينكر أحد بأنها بشارة مفرحة لنتنياهو وبارك وأفيغيدور…

يا إلهي، كم هي مرعبة تلك الأوضاع التي تعيشها الأمة، فتسيل دماء أبنائها بفعل مؤامرات الصهاينة المتفرجين بسعادة الشاربين كؤوس الانتصار الدموي بينهم.

ختاماً، الحبَربَش… لفظة عربية قديمة تعني الجماعة من الناس، وكان العراقيون قديماً يقولون: «جان فلان مع حبربشيته»… واللفظ الصحيح في اللغة العربية كما يرى النسابة العراقي الشهير الشيخ عبدالأمير البديري، صاحب موسوعة العشائر العراقية العربية، هو :«الأحبوش» و»الأحبوشة».. وللأسف الشديد، بوسعنا أن نقول اليوم: «جاءت حبربشية الكيان الصهيوني».

سامي النصف

أيها السادة.. لا تسمحوا بتزييف إرادتنا!

ذهبت ذات مرة الى إحدى مليونيات ميدان التحرير ووجدت إضافة الى رجال الأمن، شبابا قد أحاطوا بالميدان ساعدا بساعد، لا يسمحون لأحد بدخوله دون ان يريهم هويته الشخصية وهو ما فعلته كي يسمح لي بالتواجد ضمن الحشود رغم ان 99.9% من سكان مصر هم من المصريين ومن ثم لا خوف من ان يكون أغلب المتجمهرين من غير مواطنيها.

***

في المقابل.. يمثل الشعب الكويتي ربع سكان الكويت فقط ولا يمتاز الكويتيون بأشكال تختلف عن بقية السكان، بل من الكويتيين من هو شديد البياض ومنهم من هو شديد الاسمرار وما بينهما، كما ان سعر الدشداشة التي يمكن ان يلبسها من يشاء لا يزيد على دينار ومثلها الغترة والعقال، وعليه وكي تطمئن النفوس بأن حضور التجمعات يمثلون «بحق» الشعب الكويتي وحتى لمعرفة أعدادهم بدقة بدلا من التنابز بالأرقام المعتاد، على رجال الأمن ان يضربوا طوقا حول التجمعات ولا يسمح إلا بدخول الكويتيين فقط وأي شيء أقل من ذلك يعني ان السلطة أصبحت تسمح بتزييف إرادتنا وترك الغريب يملي شروطه عليها، كما ان الاعتراض على ذلك الإجراء المنطقي يعني ان المعترضين ينوون ملء الساحات بالغرباء لتزييف إرادة الشعب الكويتي المغلوب على أمره!

***

بعد فاجعة العريس الشاب الذي قضى برصاصة أطلقت عليه بالخطأ من صديقه، وبعد ما شاهدته على اليوتيوب من مناظر مرعبة لما يجري في بعض الأعراس من إطلاق رصاص «بغزارة» من رشاشات الكلاشينكوف الروسية وأم 16 الأميركية وكأننا في الصومال او احد بلدان الحروب الأهلية، ندعو لإصدار مرسوم ضرورة مغلظ جدا كفرض غرامة 100 ألف دينار وسجن 10 سنوات لمن يحمل السلاح غير المرخص، ونصف مليون دينار والمؤبد لمن يتاجر بذلك السلاح كي تتوقف تلك المآسي المتكررة وكي نمنع تحول التناحرات السياسية الحادة القائمة الى مشاريع حرب أهلية مستقبلية، فتلك الحروب المخططة لبلدان المنطقة لا تتم ـ للعلم ـ باستخدام الطراق والعجرة بل بالأسلحة التي نراها ونشاهدها رأي العين، فماذا ننتظر؟!

***

آخر محطة: في وقت استمتع فيه الناس بقضاء عطلة العيد مع أهاليهم، الشكر الجزيل للواء محمد اليوسف على زيارته للمراكز الحدودية الكويتية وإيصاله تحياتنا جميعا لأبنائنا رجال الأمن الساهرين على حمايتنا وأمننا والذين أصبحوا مستهدفين هذه الأيام من القائمين على «مشروع تدمير الكويت» عبر التهجم على المسؤولين ورجال القضاء ورجال الأمن.. وكم من جرائم ترتكب باسم الوطنية والدستور من قبل من باع الوطن وتاجر بالدستور.. وعلى عينك يا تاجر!

 

احمد الصراف

ملاحظات صديقي سلمان

1 – يقول سلمان انه كان وزملاؤه جالسين في مسجد مع مدرس التربية الإسلامية، وهنا دخل الطالب طوني عليهم ليستأذن من المدرس بالانصراف، لأنها كانت الحصة الأخيرة، ولا علاقة له بها. وما ان وصل إلى منتصف المسجد حتى صرخنا فيه بألا يدخل، لأنه مكان محرم عليه كونه مسيحيا، فتصلب طوني في مكانه والخوف باد على وجهه، وهنا قال الأستاذ: الا تستحون؟ أليس عيبا عليكم؟ ثم دعا طوني، وسط دهشتنا، للجلوس معنا، إلا أنه رفض وغادر المسجد ممتقع اللون. وهنا قال المدرس: من منكم يستطيع ان يخبرني أين كان نبي الإسلام يستقبل وفود الكفّار، وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى، ألم يكن ذلك في المسجد؟ وكان ذلك صحيا ولكن عقولنا الصغيرة يومها لم تستوعب الأمر، فربما تصرفنا من واقع أنهم أنجاس، وهذا ما قاله أحد الطلبة للمدرس، في معرض تبريره لما بيناه من اعتراض على دخول غير مسلم للمسجد! ولكن المدرس لم يرد، واستمر في درسه!
2 – ويقول ان نظامنا التعليمي لم يكتف بإهدار وقتنا في تعلم مواد علمية لا نذكر منها شيئاً، كالفلزّات وحساب نصف قطر الدائرة وغيرها، بل ساهمت مدارسنا في ترسيخ نزعات العنصرية المتغلغلة في نفوسنا حتى اليوم. فعندما تستمع إلى أحدهم وهو يحكي عن جاره أو زميله في العمل، ستجده يشير في حديثه، دون أن يشعر، إلى لون بشرة ذلك الجار أو عرقه أو مذهبه، ولذلك علينا ألا نستغرب إن ضربت الفتنة الطائفية كل المنطقة قريبا، وإن هذه ليست إلا بداية العاصفة! ومن يستخدم الــ «التويتر والواتس أب» والايميل يعرف مدى ما يزخر به الإنترنت من رسائل حقد وكراهية طائفية والكثير من الأكاذيب والأحاديث والفيديوهات والصور المفبركة عن الشيعة والسنة!
3 – ويقول سلمان ان في كل بيت من بيوتنا ابن لادن، أو متعصبا صغيرا ينتظر الساعة المناسبة لمقاتلة الكفار وأهل البدع، إن في المدرسة أو الملعب أو المقهى، وحتى في العمل، وما إن يصطدم معه أحد فكرياً، حتى تتفجر مشاعره المكبوتة في داخله ويتحول إلى مقاتل، وإن كان بقلبه فقط. وعندما كنّا صغاراً علّمونا بأنه «مَعَ حَمَد قَلَم»، وعلمونا «أن هنداً تلعب في المدرسة»، وعندما كبرنا كان أول عمل قاموا به هو الفصل بين حمد وبين هند حتى لا يقعا في خلوة محرّمة. وعندما كبر حمد، أخذوا منه قلمه وأعطوه قنبلة، ففجر نفسه والآخرين بها، وسؤالي هو: أين ذهب قلم حمد، وهو الذي نحتاجه الآن؟
4 – ويقول سلمان انه في الخمسينات كان في مكتب البريد الرئيسي موظف هندي من كيرالا، أو ربما اثنان آخران، وكانت الرسائل تصل بانتظام وسرعة ودقة، بالرغم من بطء وسائل المواصلات حينها مع قلتها. ولكن اليوم، وبعد أكثر من نصف قرن وعشرات الرحلات الجوية اليومية، مع تخمة في وسائل فرز الرسائل إلكترونيا، وعشرات مركبات التوزيع، ومئات الموظفين الكويتيين والعرب، إلا أنهم أعجز من أن يؤدوا ما كان يؤديه ذلك الموظف الهندي «المخلص لعمله»! ويقول سلمان بحسرة: اننا إن كنا فشلنا بجدارة في أداء واحدة من أبسط الخدمات الحكومية، والتي لا تزيد على وضع رسالة بريد في الصندوق الخاص بها، فكيف يمكن أن ننجح في ميكنة الشؤون أو التسريع في عمل الموانئ أو ضبط الحدود أو القضاء على الرشوة؟ فقلت لسلمان: اذهب لبيتك وقل لخادمتك العجوز: غطيني يا «صفية»، ما في فايدة من الكلام!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

حسن العيسى

اعقلوا قليلاً يا فرسان الطوائف

لماذا يكره نواب مثل خالد سلطان العيسى ووليد الطبطبائي شيعة الكويت؟
ولماذا ينظرون إلى الشيعة بنظارة سوداء قاتمة تحجب بصيرتهم عن رؤية حقيقة الهوية الكويتية وتاريخ شيعتها كأساس ثابت وطيد منها؟ ماذا فعل شيعة الكويت لهؤلاء النواب المتشنجين دينياً والمتدثرين بشعار عنصري متغطرس يقول: نحن وحدنا الفرقة الناجية والبقية في النار، وطبعاً “الشيعة” سيكونون وقودها قبل بقية خلق الله من علمانيين وليبراليين ويساريين ونصارى ويهود…! لماذا يقيس هؤلاء من القيادات الفكرية للحركات السنية السياسية الشيعة بمسطرة واحدة، وهي مسطرة عوجاء متآكلة أطرافها غير مستوية، فلا يفرقون بين صادق خلخالي ود. حسن جوهر مثلاً، ويستوي عندهم أشد المتشددين كإمام نكرة في حسينية منزوية بشارع مجهول في طهران وبين الإمام السيستاني الذي ردع جموح الجنون والثأر والانتقام عند شيعة العراق عندما فجرت حثالات «القاعدة» المراقد ومواكب العزاء الشيعية، وحقن هذا الزاهد الكبير دماء الكثيرين من سنة العراق؟
ولماذا لا تفرق قيادات الفكر الطائفي الكويتي بين طائش شيعي يبحث عن الأضواء، ولعن شخصيات من الصحابة واجترّ حوادث سياسية مَضى عليها أكثر من ألف عام، وبين شيعي تقدمي رفض الهوية الطائفية وتمسك فقط بهويته الإنسانية؟
أين مصلحة الكويت ووحدة أهلها، حين تكون العقدة النفسية التاريخية لهؤلاء النواب هي الشيعة والشيعة والشيعة ولا أحد قبلهم ولا أحد بعدهم؟، وأين هي الوحدة الوطنية المزعومة حين يدور محور خطابهم البائس على التشكيك في ولاء شيعتنا وأهلنا الكويتيين ويرمونهم بأنهم “طابور خامس” لإيران وعملاء حسب الطلب للجمهورية الإيرانية؟ لماذا لا تتفهم تلك القيادات السياسية الدينية وضع الأقليات أياً كان موقعها في دول التخلف الفكري والحضاري عندما تنظر إلى ما وراء حدود الدولة حين تشعر بالغبن السياسي والاجتماعي في أوطانها، فتتصور أن إيران كمثال هي الدولة اليتيمة الحامية الوحيدة لهويتهم الطائفية بعدما رسخ غلاة الأغلبية مشاعر النبذ والاستبعاد لها؟
لا نريد من أكثرية “أهل السنة والجماعة” غير أن يدركوا بأن الكويت ليست سورية الجريحة ولا لبنان الملتهب، ولا نريد لهذا الوطن الصغير أن يكون حاضنة تفريخ للكراهيات الطائفية. ليتذكر مشايخ السلفيات الكويتية أن عمر حسينية معرفي أكثر من مئة عام، وأن “جندل و”باسجيل” سقف الحسينية الخزعلية كان يمدنا بشعور عميق بهوية الكويت وبهويتنا التاريخية التي “كانت” متسامحة قبل أن تزال تلك الحسينية الأخيرة ليقوم مكانها مبنى البورصة المالية، كبناء للحداثة المزورة، ففيها تتم المضاربات المادية ووراءها تتم المضاربات الطائفية السياسية التي يقودها “فرسان المناخ” الطائفي المدمر. اعقلوا قليلاً يا فرسان الطوائف، وكفوا عن سكب البنزين على جمر كراهية الآخرين.

سامي النصف

الفوز بذهبية الجري للخلف!

لم يكف امتنا العربية المجيدة التي يبلغ عدد سكانها 400 مليون مواطن بالتمام والكمال والممتدة أرضها من المحيط الى الخليج تخلفها في كل مجالات الحياة العلمية والتنموية، وفضائح هزائمها العسكرية في كل الحروب التي خاضتها بل امتد الإخفاق الى المسابقات الرياضية العالمية حتى ان مجموع ما حصدته 22 دولة عربية في اولمبياد لندن الاخير يقل كثيرا عما حصدته دول صغيرة لا يزيد عدد سكانها على ملايين قليلة مثل جامايكا وكرواتيا وليتوانيا والنرويج.

***

في عام 1978 كنت قائد الطائرة التي اقلت الوفد الكويتي الذي شارك في دورة الألعاب الآسيوية في بانكوك وكان عدد مقاعد الطائرة 180 كرسيا، احتل الوفد الكويتي 179 كرسيا وترك مقعدا واحدا لرافع اثقال لبناني يدعى محمد الطرابلسي وصل مجهدا من لبنان الذي كان تشتعل فيه الحرب الاهلية، ومع انتهاء الدورة حصل الوفد الكويتي على ميدالية برونزية واحدة بينما حصد رافع الاثقال اللبناني الضخم عدة ميداليات ذهبية وبرونزية أهداها لرئاسة الوفد.

***

ورغم ان ديننا الحنيف هو الدين السماوي الوحيد الذي يحث اتباعه على ممارسة الرياضة وخاصة الفردية منها كالسباحة والرماية وركوب الخيل الا اننا بالكاد فزنا بميدالية في الرماية بفضل الرامي فهيد الديحاني ولم نحصد شيئا في السباحة والالعاب الرياضية الأخرى وكأننا وكعهدنا دائما نخالف ما يأتي به الدين من توصيات مثل ضرورة طلب العلم والحث على النظافة وغيرها من تعليمات أصبحنا ابعد الشعوب عنها.

***

آخر محطة: (1) الشكر للوزير د.نايف الحجرف على اصراره على ان ينتقل وفد وزارة التربية الرياضي الى براغ على «الكويتية» بدلا من الألمانية.

(2) التهنئة القلبية للرامي فهيد الديحاني على فوزه في مسابقات الأولمبياد وتهنئة أخرى للشيخ سلمان الحمود رئيس اتحاد الرماية على جهده ودعمه اللامحدود للعبة وتركه اللاعب الفائز يحصد التهاني والثناء من المسؤولين، ولنا ان نتصور لو ان تلك الميدالية حصل عليها احد فرق اللعب الجماعي وما كان سيفعله اداريو بعض الاتحادات من «فشخرة» وزهو كاذب وتصريحات وتصدر للقاءات مع المسؤولين ودفع اللاعبين الفائزين الى الخلف.

(3) في عام 1980 قدت الطائرة التي اقلت الوفد الاولمبي الكويتي الضخم الى موسكو وقد ارسل السوفييت اثنين للجلوس معنا في كابينة القيادة قيل ان اولهما للحديث بالروسية مع ابراج المراقبة التي سنطير فوقها وعلمت ان الثاني هو لمراقبة الأول!

(4) الميدالية الوحيدة المؤهلين كعرب للفوز بها هي: ذهبية الجري للخلف.

احمد الصراف

نحن والدكتاتور العظيم

في عام 1940 قام عبقري السينما شارلي شابلن بإنتاج وإخراج وتمثيل فيلم «الدكتاتور العظيم»، وسخر فيه من الدكتاتورية، وتنبأ بجرائم النازية قبل وقوعها، وهي الجرائم التي أودت بحياة 60 مليونا من البشر، وتشريد وتشويه أضعافهم، في حرب عنصرية عبثية لم يعرف لها التاريخ مثيلا، وكل ذلك من أجل أوهام رجل مريض اعتقد أن قومه أفضل من غيرهم، وبالتالي على الآخرين أن يكونوا من درجة أدنى! ولا يزال الفلسطينيون، على الأقل في منطقتنا، يدفعون ثمن جرائم ذلك الأحمق!
يقول شابلن في خطبته الشهيرة في الفيلم: أنا آسف، أنا لا أريد أن اكون امبراطورا، هذا ليس من شأني، لا أريد أن أحكم أو أغزو اي أحد، يجب أن اساعد الجميع، يهودا، كفارا، سودا وبيضا! نحن جميعا بحاجة لأن نساعد بعضنا البعض، فقد وجد البشر هكذا. نريد العيش سعداء بجانب بعضنا وليس بأن نسعد بتعاسة غيرنا. لا نريد ان نبغض ونكره بعضنا، هناك في هذا العالم مجال للجميع، فالأرض طيبة وغنية ويمكنها أن تقدم للجميع كل ما يحتاجونه، ولكن يبدو أننا ضللنا الطريق، وسمم الطمع أرواحنا وملأ العالم بالكراهية، وأصبحنا نمشي كالإوز نحو التعاسة ونميل لإراقة الدماء.
لقد طورنا السرعة، ولكننا حبسنا أنفسنا في الداخل، وبالرغم من أن الآلات تعطينا الكفاية فإننا أصبحنا نريد الأكثر، كما أن معارفنا جعلتنا نفكر بأنانية، وأصبح ذكاؤنا مصدر تشدد وتفرقة، فنحن نفكر كثيرا، ولكن نشعر بدرجة أقل، وأصبحنا بحاجة لأن نكون بشرا، أكثر من حاجتنا للآلات، فنحن نحتاج للطف والرفق أكثر من حاجتنا للذكاء، لقد قربتنا الطائرات والراديو لبعضنا، ولكن أشياء أخرى أبعدتنا أكثر عن بعضنا، فالبشرية تنادي للاخوة ولوحدتنا جميعا. ورغم أن بإمكان الملايين سماع صوتي فإن الملايين أيضا غيرهم يعانون اليأس وهم ضحايا انظمة مستبدة وقاسية ودكتاتورية!… إلى آخر الخطبة الأشهر في تاريخ السينما!
لقد تذكرت الفيلم وأنا أشاهد إعادة للحفل الختامي الأسطوري لدورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في لندن، واستمعت بتمعن شديد لرسالتها السامية، التي كانت تخاطب البشرية أجمع وتقول لها إنه لا خيار لنا إلا أن نعيش متحابين على هذه الأرض فلا محل للبغضاء والكراهية، وأن الجميع سئم من تعصب «البعض منا»، ويشعر بالغثيان من مناظر القتل والتعذيب وزج الأبرياء في السجون، وان العدل يجب أن يسود العالم، فجميعنا سواسية وإخوة، ويجب أن نكون متحابين، وبغير ذلك لن يسود السلام كوكبنا، وعلينا أن نحل خلافاتنا بالطرق السلمية وليس بالحروب، وبغير ذلك سنفنى جميعا!
وقد لخصت أغنية Imagine لمطرب البيتل الراحل جون لينون رسالة المهرجان وفلسفته القائمة على نبذ التعصب والتفرقة فكلنا سواسية، ولم تفرقنا غير أفكارنا السوداء بأن البعض أفضل من الآخر!
***
ملاحظة:
ما يجري في وزارة الصحة على يد الوزير الجديد، أمر غريب ومؤلم حتى لمن لا يحتاج لخدماتها! بعد ان أصبح وضعها كوضع الخطوط الجوية! فقد كانت آخر قرارات السقوط «طرد» الاستشاري الإنسان والجراح العالمي يوسف العوضي من رئاسة قسم جراحة المخ والأعصاب، وهو الذي رفع اسم الكويت عاليا في أكثر من محفل وعضوية عالمية! والآن هل سيتغير مكان وقوفه الطبيعي من أمام أسرة مرضاه، إلى الوقوف في أروقة المحاكم، مع زميليه د. السهلي ود. الخترش لاسترجاع حقوقهم؟ وهل هذا يجوز أصلاً؟
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

عيدنا هالسنة .. غير

استثناء مما يجري في سوريا، فإن العيد في معظم الدول العربية هذا العام… غير! فقد تبدلت أمور كثيرة إلى الأفضل، وغيّر الله أحوال الشعوب من حال إلى حال! فسقطت أصنام وتكسرت أصنام أخرى، وأصبح المحكوم بالأمس حاكماً اليوم، وصار السجين ظلماً طليقاً حراً… وأصبح الحر الطليق من الظلمة الفجرة، مرمياً في غياهب السجون!
عيدنا هذه السنة غير، فها هو التيار الإسلامي ينتصر أخيراً بعد معركة شرسة مع خصومه من زعماء الأمة الذين كانوا يحملون الفكر الليبرالي اللاديني أو ما يسمى بالعلماني! فانتصر في اليمن وفي مصر وتونس والمغرب وحتى ليبيا، التي هلل الليبراليون عندنا لتقدم التيار القومي هناك، تمكن الإسلاميون من السيطرة على مراكز القرار لسبب بسيط وهو أن الليبرالي الليبي هناك أكثر التزاماً وتديناً من بعض الإسلاميين بسبب طبيعة الشعب المحافظة!
إذاً، عيدنا هالسنة غير، ويحق لنا أن نفرح ونتمنى من بعض زملائنا الليبراليين هنا ألا يتمنوا الفشل لهذه الأنظمة الجديدة، بل ان يدعوا الله معنا أن يوفق هذه الحكومات في تحقيق آمال شعوبها ورغباتهم، لأن الأمة عانت كثيراً من فشل الأنظمة التي سخّرت كل طاقاتها وإمكاناتها طوال عقود من الزمن لتحجيم التيار الإسلامي، متناسية أنه لن يصح إلا الصحيح! «وَاللَّهُ غَال.بٌ عَلَى أَمْر.ه. وَلَك.نَّ أَكْثَرَ النَّاس. لَا يَعْلَمُونَ».
على العموم عيدكم مبارك، وتقبل الله طاعتكم، وبإذن الله سيكون العيد القادم للشعب السوري أيضاً… غير!
***
صاحبنا حامي حمى الدستور كتب يستنكر على من طالب بالسماح لأبوغيث بالعودة إلى البلاد! وكانت حجته أن أبوغيث تسبب في الإساءة إلى دولة لها علاقة جيدة معنا وهي أميركا عندما قاتل مع طالبان! وأنا لا أريد أن أناقش حق أبوغيث في العودة، نظراً لنقص المعلومات عندي حتى هذه اللحظة، لكن استغرب من زميلنا الكاتب، الذي ظن أن الناس نسيت أنه عندما كان وزيراً للنفط قرر السماح لأحد أبطال التفجيرات في المنشآت النفطية الكويتية بالعودة إلى العمل في الشركة التي كاد أن يفجر منشآتها! مقارنة سريعة بين الحادثين تجعلك تعرف كيف يكيل صاحبنا بمكيالين!
***
سمعت أن الحكومة الكويتية جنّست بعض الممثلين الذين يحملون الجنسية الإيرانية على أدائهم لأدوار مميزة لأبطال المقاومة الكويتية أثناء الاحتلال العراقي الغاشم للكويت في مسلسل «ساهر الليل»، الغريب أن الأبطال الحقيقيين للمقاومة ما زال الكثير منهم بدون…!!

عادل عبدالله المطيري

مصلحة الأغلبية ومصلحتنا!

انقسم الشارع السياسي بين مؤيد ومعارض في مسألة تحويل الحكومة لقانون الانتخاب الي المحكمة الدستورية ـ سواء كان غرض الحكومة تحصين القانون من الطعون الانتخابية او من اجل تعديله اذا ثبت انه غير دستوري.

ومن المؤكد أن الأغلبية البرلمانية لمجلس 2012 تعارض ما قامت به الحكومة، وترى انه من المعيب عليها ان تزج بالقضاء مرة أخرى في الخلافات السياسية، كما ان الأغلبية تخشى ان يكون تحويل قانون الانتخاب الى المحكمة الدستورية مدخلا لتعديل الدوائر الانتخابية، وإعادة تفصيلها لتضمن الحكومة السيطرة على الانتخاب والتحكم بمخرجاتها للوصول الى مجلس امة مطواع لها.. مبررات الأغلبية منطقية ومخاوفها مشروعة ومطالبها اصلاحية، بالرغم من محاولة خصوم الأغلبية تصويرها بانها تبحث عن مصلحتها الشخصية ومكاسبها السياسية عن طريق الابقاء على الدوائر الخمس، وهذا ليس في محله، فقانون الانتخاب جاء برغبة شعبية و«حركة نبيها خمس» اكبر دليل علي ذلك، كما ان الأغلبية لا ترفض تعديل الدوائر الانتخابية ولكنها تريدها بقانون وليس بمرسوم ضرورة، والى الدائرة الواحدة ونظام القوائم كما هو معمول به بالدول المتقدمة ديموقراطيا، وبلا شك ترفض تقليص عدد الأصوات او تصغير الدوائر الانتخابية لأنها ستسهل سيطرة الحكومة على مخرجات الانتخاب ومن ثم على مجلس الأمة، وستعود ظاهرة «نواب الخدمات» وعلاقتهم المشبوهة بالحكومة، كما ان الدوائر الانتخابية الصغيرة والصوت الانتخابي الواحد سيكرسان الطائفية والقبلية وسيرجعانا الى الوراء.

اما موضوع إعطاء مجلس الأمة حق اعطاء الثقة للحكومة فور تشكيلها، فبرأيي المتواضع هو المخرج لمأزق عدم التعاون المستمر منذ سنوات بين البرلمان والحكومة.

الكل يسعى الى الاصلاح السياسي ولديه رؤية لذلك، وأتمنى ألا يصادر رأي الأغلبية فهي بالنهاية الممثل الشرعي لإرادة الشعب، والاصلاحات السياسية وكما يؤكد الخبراء وعلماء السياسة عند حديثهم عن عملية التحديث والتطور السياسي انها تستدعي دائما إعطاء السلطة التشريعية المزيد من الصلاحيات مقابل السلطات الأخرى، والعكس غير صحيح وغير ديموقراطي ايضا.

وختاما اذا كانت مصلحة الأغلبية الشخصية تتقاطع مع مصلحة الشعب في المحافظة على المكتسبات الدستورية والحصول على المزيد من الديموقراطية والحرية، فإننا سندعمهم حتى آخر المشوار..!