مبارك الدويلة

المطلوب أفعال .. لا أقوال

سؤال بريء: بما أن الحكومات العربية في غالبها، والاسلامية معها، أعلنت رفضها لنظام الأسد في سوريا، وطالبت بتنحيه، وأعلنت كذلك دعمها للمجلس الوطني المعارض، وشجعت على جمع التبرعات النقدية والعينية للشعب السوري، فلماذا لا تحوّل هذه الإعلانات والادعاءات الى أفعال لا أقوال؟! كلنا يعلم جيدا حاجة الجيش السوري الحرّ الى مضادات للطائرات، وهذه لا تكلف الشيء الكثير، فلماذا لا تبادر هذه الأنظمة العربية بتزويد المعارضة السورية بهذا النوع من السلاح لوقف نزيف الدم اليومي في بلاد الشام؟ إن الدمار الذي حصل على يد نظام بشار الأسد في سوريا فاق كل التوقعات، ولا أظن دمارا حصل مثله من قبل، ولا حتى بالحربين العالميتين الماضيتين! أنا أتفهم لماذا لا تتحرك أميركا وأوروبا لدعم الشعب السوري، وأتفهم كذلك ظروف تركيا، لكن ما لا أفهمه هو موقف الدول العربية المتفرجة على ما يجري من دون أن تحرك ساكناً! أتمنى من السعودية أو قطر أو الكويت أن تبادر بتزويد الجيش السوري الحر بحاجته من مضادات الطائرات، وأنا متأكد بأنه سيتكفل بعد ذلك بإنهاء الصراع في أسرع وقت، ونضمن حقن الدماء بدلا من سفكها ووقف تدمير المنازل على أهلها.
•••
أين الانقلاب على الحكم؟
أما وقد انتهى تجمع الاثنين (الشعب صاحب السيادة) في ساحة الإرادة بشكل كنا نتوقعه: حضور حاشد، طرح راق، تنظيم ممتاز وتعاون أمني رائع. فأعتقد بأن على أبواق المعازيب أن تهدأ قليلا وتكفينا تصريحاتها التخوينية والتخويفية والتحريضية، بعد أن اثبتت المعارضة الكويتية رقيها في التعامل وولاءها للنظام الحاكم واعتزازها بوحدة وطنها.
لو أن الله سبحانه «يفكنا» من بعض من نصّب نفسه للدفاع عن الأسرة بالحق وبالباطل، لكان حالها اليوم أفضل. إذا كان من يدافع عنها هم فلان وفلان وفلان، فهذا دليل على الضعف وسوء إدارة الأزمة، لذلك أنصح بالتعاون مع المعارضة بدلا من الصدام معها.
•••
نحن والإمارات
إخواننا وشيوخنا المسؤولين في دولة الإمارات الشقيقة، يعلم الله مقدار محبتكم في قلوبنا، وحرصنا على أمن الإمارات واستقرارها، حكومة وشعبا، واعتزازنا بهذه العلاقة الوطيدة التي تجمع بيننا وبينكم في الكويت والإمارات، لكن النصيحة واجبة، فما تفعلونه مع أبنائكم وإلقائهم بالسجون من دون تهم محددة أنتم أحرار فيه، لا نتدخل في شؤونكم، لكن نتمنى ان تقرأوا التاريخ جيدا وتستفيدوا من تجارب الدول. إنما الذي يهمني اليوم هو ما نقرأه في بعض وسائل الإعلام من تعد على بعض مكونات الشعب الكويتي من قبل بعض المسؤولين عندكم.
ندرك جيدا أنكم لا ترضون بذلك، ونتمنى معالجة الوضع بشكل سريع.

حسن العيسى

هاي هتلر… هاي مشايخنا

كيف يمكن هضم تصريحات النائبين خالد السلطان ووليد الطبطبائي عن خطف المواطن عصام الحوطي في لبنان، وهل تحتاج عائلة المخطوف الغارقة في همها وقلقها على مصيره المجهول أو نحن ومعظم أهل الكويت إلى مثل تلك التصريحات الفجة الخرقاء التي تغيب عنها أبسط أصول اللياقة السياسية، وتتفجر بكم هائل من الكراهية والاحتقار نحو الشيعة، أينما كانوا، وتزخر بعبارات استغلال مأساة أهل المخطوف للتكسب السياسي! وهل وصلنا اليوم إلى هذا الدرك من الإسفاف والمضاربة في مشاعر الآخرين بغرض تحقيق انتصارات طائفية خرقاء، تطعن عميقاً في خاصرة الوطن ومستقبل وحدته… هل هذا يتم من أجل  كرسي النيابة البائس، أم من أجل استكمال الفصول الأخيرة من معركة صفين! أو القفز إلى خندق آخر في حروب العثمانيين مع الصفويين. بأي يحق يتهم الطبطبائي الوزير د. فاضل صفر بالعمالة لحزب الله اللبناني، كي يملي عليه السعي للإفراج عن المخطوف الحوطي وإلا فعلى رئيس الوزراء طرده من الوزارة… “عاد هذي حجي” يصدر عن نائب يمثل كل الأمة! أنا واحد من هذه الأمة لا يشرفني أن يمثلني في المجلس السيد وليد الطبطبائي، ولا صنوه ابن عمي خالد سلطان العيسى. والأخير، يصدق عليه قول العرب “شر البلية ما يضحك” ودعوته إلى تسفير (طرد) كل اللبنانيين الذين لهم “علاقة” من الكويت ما لم يتم الإفراج عن  الحوطي… هي البلية المضحكة حتى البكاء! مزايدة “بو وليد” هي النكتة التي تضحك قهراً من شدة وقع هبلها السياسي، خوش حجي يا ابن العم… نلغي إقامات اللبنانيين (أصحاب العلاقة وإلا من يكون غيرهم) الشيعة ونطردهم، نحن أمراء الكفالات والإقامات للعرب وغير العرب الذين بنوا هذه الديرة بشقائهم وكدهم، ونهددهم بمصدر أرزاقهم، لأن حفنة مجرمين خطفت مواطناً كويتياً…! إذا لم تكن هذه النازية تطل علينا بوجهها الخليجي الطائفي الجديد، المتخفي خلف اللحى الطويلة… وإلا فكيف تكون النازية! عصابة خطفت مواطناً كويتياً، والنائب خالد يطالب بطرد كل اللبنانيين من “أصحاب العلاقة”! ببساطة، أصبح  أبو الوليد “دبلوماسياً” حذقاً، فهو لم يعمم بالتهدديد بالطرد  كل إخواننا اللبنانيين، بل تحديداً “أصحاب العلاقة”… أي علاقة؟ لم ينور خالد المحكمة… لكني أتصور أنه يقصد اللبنانيين الشيعة… يحيا يحيا العدل… كل كلامك سنع بسنع… حفنة خاطفين ارتكبت جريمة خطف في لبنان، وتدعو أنت إلى طرد كل الشيعة اللبنانيين من الكويت… لماذا لا نلزم الشيعة اللبنانيين – وحتى شيعة الكويت – وضع شارات على أكتافهم، وكذلك أن يضعوا قبعات طويلة على رؤوسهم حتى يمكن أن نميزهم عن غيرهم  في الأماكن العامة… ولنا أن نضطهدهم كما نشاء بعد “النياشين” التي تميزهم… بالمناسبة كانت تلك ممارسات أوروبا مع اليهود أيام الحروب الدينية ومحاكم التفتيش وقبل عصر التنوير، ثم تبنتها بعد قرون الدولة النازية الألمانية مع يهودها والدول التي احتلتها… فهل هذا ما تريدونه في النهاية؟… وهل هكذا تفهمون “ولا تزر وازرة وزر أخرى”؟… هاي هتلر… هاي مشايخ الكويت…!

احمد الصراف

كافيار الحبيب (1 ــ 2)

قمت قبل شهر تقريبا، وبناء على دعوة صديق، بزيارة مزرعة لتربية سمك الــ«ستورجين» Sturgeon، المصدر الرئيسي للكافيار، حيث تناولنا بعضا منه، وفي مطعم القرية تذوقنا السمك نفسه، ولم يكن سيئا. وبالرغم من أن المزرعة كانت شبه نموذجية فانها كانت تطبق المعايير الأوروبية بدقة من حيث نوعية الغذاء وعدم حقن الماء بالأوكسجين، وهذا ما لا يتوقعه المرء في مزارع مماثلة في منطقتنا. كما على المستثمر في مثل هذا النشاط الانتظار لسنوات طويلة قبل جني شيء. وفي المزرعة اكتشفنا أن السمك البحري يمكن أن يعيش في المياه العذبة والعكس صحيح، وذلك بتغيير بيئته تدريجيا. زيارة المزرعة لم تشف غليلي فبحثت أكثر في الكتب والنت ووجدت أن الإنسان عرف الكافيار منذ قرون طويلة، وكان طبقا مميزا على موائد القياصرة الروس والفرس وملوك الإنكليز. وأن «الستورجين» يعيش في المياه قليلة الملوحة، فبحر قزوين مغلق، ومساحته تبلغ 20 ضعف مساحة الكويت، وتقلل من ملوحته إلى الثلث مياه الأنهار التي تصب فيه، كما أن درجة حرارة مياهه طوال العالم تناسب «الستورجين»، الذي يهاجر، عند أوان وضع بيضه لمصبات الأنهار، كما تفعل أسماك كثيرة اخرى. وبسبب الطلب العالمي على الكافيار، وتناقص أعداده في بحر قزوين، نتيجة الصيد الجائر أو تلوث البحيرة، قامت دول عدة بإنشاء مزارع خاصة بها، مثل اسبانيا والسعودية، وحتى قم، وأخرى ستقام في الكويت(!) ومع هذا لا يزال %90 من كافيار العالم يأتي من بحر قزوين. وما يجعل الكافيار الجيد نادرا الفترة الطويلة التي تتطلبها الأنثى لتبلغ، وهذه تتراوح بين 12 و20 عاما أحيانا، ولكنها تعيش غالبا حتى المائة، ويمكن استخراج البيض منها إما بشق بطنها أو بتدليكها، لتضع بيضها من دون أن تقتل. وينقسم سمك الكافيار لعشرين نوعا، ولكن أشهر أنواعه ثلاثة: بولوغا، أسيترا وسفروغا Beluga,Asetra, and Sevruga وكل سمكة منها لها شكل وحجم خاص، والبلوغا أكبرها وأفضلها، وبلغ حجم أكبر واحدة تم صيدها 850 كلغ، وتتفاوت اطوالها وأوزانها حسب بيئتها!
يحتوي الكافيار على عدة أنواع من الفيتامينات والمعادن والدهون طبعا، وأحيط تناوله تاريخيا بما يشاع من أن له دورا في زيادة خصوبة الرجل، ولكن ليس هناك ما يثبت ذلك بشكل قاطع، فمن خانته قدرته لا تسعفه بيضات أسماكه!
وبالرغم من ان صيد الكافيار في إيران وتعليبه وتسويقه، وهي أكبر الدول المصدرة له، تتبع إداريا وزارة المالية في إيران، فإن اللغط لم يتوقف يوما حول استفادة بعض رجال الدين من أركان النظام من تجارته، لما يدره من أرباح كبيرة.
وإلى مقال الغد.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

د. أحمد الخطيب

في وداع بدر السالم العبدالوهاب

أبوغازي يعرفه الكثيرون كأحد التجار الوطنيين الذين ساهموا في تأسيس المشاريع الاقتصادية في القطاع الخاص مثل بنك الكويت الوطني، وشركة الناقلات، والخطوط الجوية الكويتية وغيرها، وذلك للتحرر من تحكم السلطة في الأموال النفطية الرسمية، وبالتالي تحكم النظام في رقاب العباد. متابعة قراءة في وداع بدر السالم العبدالوهاب

علي محمود خاجه

إلى المراجع الشيعية

السيد محمد المهري مواطن كويتي له من الحقوق والواجبات ما لغيره من مواطنين، ومنها حق التعبير عن الرأي ونشره كذلك، وهو حق لا نعارضه أبدا بل ندافع عنه وإن اختلفنا معه كثيراً وفي غالب الأحيان.
وقد يكون السيد المهري أكثر مواطني الكويت ممن لا صفة رسمية لهم (نائب- وزير- مدير- أمين عام- كاتب …إلخ)، أقول إنه قد يكون أكثر مواطني الكويت ممن لا صفة رسمية لهم تصريحاً للصحف ووسائل الإعلام المختلفة، وطبعا فإن معظم من ينقل تصريحات المواطن السيد محمد المهري هو مستفيد مما يطرحه سواء لموافقتها لآراء صاحب الجهة الإعلامية أو أحياناً لبثّ الفرقة والفتنة بين أبناء المجتمع، وحين سؤال بعض القائمين على الإعلام عن سبب نشر تصريحاته فإن الرد يكون لأنه وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت، وهو ما يمهر به اسمه في تصاريحه العديدة.
لمن لا يعلم فإن وكالة المرجعيات الشيعية تعني أن يكون الوكيل مخولاً بجمع أموال الخُمس التي يدفعها المسلمون الشيعة لمراجعهم كي يقوم المراجع بتوزيعها على المستحقين، وأن يكون الوكيل هو حلقة الوصل بين المرجع ومقلديه في الكويت، وهو دور كما هو واضح عقائدي بحت لا يمتّ للسياسة بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد.
إلا أن السيد المهري يصر على تقديم صفته كوكيل للمراجع لتقديم رأي سياسي سواء بشأن محلي أو إقليمي، وكأنه يحاول أن يجعل من الطائفة الشيعية تيارا سياسيا، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، فلا شأن لمرجعي الديني بمعتقداتي السياسية إطلاقاً، وهو بالتالي ليس من شأن وكيل هذا المرجع.
لذلك فإني أكتب لجميع المراجع الشيعية الكريمة التي يتولى السيد محمد المهري وكالتها في الكويت، ولجميع من يستطيع الوصول إليهم بأي طريقة كانت أن يأمروا السيد المهري بألا يقحم صفته العقائدية في وكالتهم في رأيه السياسي الخاص، والذي أشدد على أنه يحترم بل ندافع عنه طالما كان في إطار الدستور والقانون.
فيا مراجعنا الكرام إن ما يحدث من إقحام متعمد لشخوصكم الكريمة يجعل الهوّة تتسع ما بين الشيعة والسنّة وتأجيج صراع وهمي، فيعتقد من يجهل بواطن الأمور أن آراء المهري تمثلكم وبالتالي تمثل كل من يقلدكم من الشيعة، وهو بهذا السلوك السيئ يعزز هذا الاعتقاد الخاطئ، ولا أعتقد أبدا أن غايتكم الفرقة وتشتت المجتمعات.
التشيع منهج ديني غير مرتبط إطلاقا بأوضاع سياسية إلا في “عوام” الأمور الدينية كالحرية وحقوق الإنسان والوحدة والتعاون، ولا يمكن أبدا أن نقبل أن تكون طائفة، أي طائفة، تيارا أو حزبا سياسيا، فهذا النفس سيئ ومريض ولا يمتُّ لبناء الأوطان بصلة.
وعلى السيد محمد المهري أن يقدم نفسه كمواطن في أي كلمة للتعبير عن رأيه، ويبتعد عن إقحام وكالة المراجع الشيعية في الشأن السياسي العام.

خارج نطاق التغطية:
تشرفت بالحوار مع العزيز حمد العليان حول الخروج لساحة الإرادة الليلة، وقد كان حوارا بعيدا عن أي تشكيك بالولاءات والشتم السائدين للأسف، فلمن فاته الحوار أنشره في مدونتي الخاصة: Ali-Khajah.info

سامي النصف

قدمك اليوم.. تحدد موقفك!

لا حياد اليوم، فمستقبل البلد وأمنه رهن بتحرك قدم كل واحد منا، ويشترك في هذا الامر الشباب واولياء الامور، فنحن كحال اهل السفينة التي تحدث عنها رسول الامة صلى الله عليه وسلم ان تركنا بعضنا يخرق قاعها عبر الفوضى وضرب هيبة الدولة والخروج للساحات والشوارع غرقت وهلكنا جميعا معها، وان منعنا الفاعلين وأفشلنا مخططاتهم نجت سفينة الوطن ونجا الجميع معها.

ان لي ملاحظات ثلاثا اوجهها للشباب ممن لا اشك اطلاقا في حسن نواياهم ورغبتهم في الاصلاح، وهي:

1 ـ هل الكويت ودول المنطقة مستهدفة بمخططات الفوضى والتأجيج والشحن والنزول للشوارع التي اثبتت الايام والتجارب انها تنتهي في كل مرة بالتطاحن وسفك الدماء والقتل وتحويل البلدان المستهدفة الآمنة الى غابات متوحشة تسودها الفوضى والميليشيات والتهجير وغيرها من مآس وكوارث نشاهدها على شاشات الفضائيات، ويريد البعض منا تحويلها الى حقائق نعيشها على الارض؟!

2 ـ هل يعتقد احد ان من تدخلوا بنفوذهم او اموالهم في شؤون الدول الاخرى يعفّون عن الرغبة في التدخل في شؤوننا؟! ثم هل يشك احد في ان مخططات الخراب والتدمير تتم عبر شخصيات تدعي الوصال وحب الوطن ومحاربة الفساد والمحافظة على المال العام والحرص على الدستور والوحدة الوطنية.. الخ؟! كحال رجل الوطنية الكبير الزعيم ميشال سماحة، وكم من ميشال سماحة بيننا لن تطفأ ناره حتى يحترق البلد بشرارتها؟! وهل احرق لبنان والصومال والعراق واليمن وغيرها الا زعامات ورجال وشباب من تلك البلدان؟!

3 ـ هل الكويت بلد قمع وجوع وغياب حريات حتى يهددنا اصحاب الاجندات الخارجية التي وقفت ضدنا ابان الغزو الصدامي الغاشم بمشروع ربيع كويتي مدمر، في وقت تحاول فيه البلدان التي دخلت بمشروع الربيع العربي الخروج منه بأقل الخسائر، بعد ان استبدل القمع القديم بقمع جديد وساد الخراب الاقتصادي وغياب الامن واحتمال التفتيت والتشطير على بلدانه.

***

اخيرا، ان رِجلك لا فكرك هي التي تحدد موقفك اليوم، فخروجك للساحات هو موقف له تبعاته الخطيرة على استقرار ومستقبل البلاد، لذا يجب ألا يكون الخروج قائما على الفضول او التسكع او «بلاغة الشف»، فاذا كنت مؤمنا كما نؤمن بأن البلد مستهدف ويراد له ان يتحول من بلد أمن ورفاه الى بلد خوف وجوع وساحة صراع، فعليك ان تلزم مكانك، وان كنت تؤمن كما نؤمن بأن التغيير الذي يريده الآخرون لبلدنا والذي يمثله بعض التوجهات والقيادات السياسية هو «التغيير للأسوأ» والى كوارث تجعلنا نبكي ونترحم على احوالنا الحالية، فالزم مكانك، اما اذا كنت من المغررين او المغرر بهم فاخرج الى الساحات والميادين ولن تكون اول او آخر من دمر بلده بيده بسوء او حسن نية، ولنا فيما حدث في ربيع عام 90 خير عظة وعبرة.

***

آخر محطة: اذا ارتعبت وزارة الداخلية ولم تقم بواجبها بالتدقيق على هويات المتواجدين في الساحات وهو حق من حقوقها لمنع تزييف ارادة الشعب الكويتي من قبل الغرباء والمأجورين من غير الكويتيين، فسنقول وبحق: على الكويت السلام!

 

احمد الصراف

الساعة وما أدراك ما الساعة!

يلاحظ في كل إعلانات الساعات أن الوقت في غالبيتها يشير الى العاشرة وعشر دقائق! ويعتقد البعض أن سبب ذلك يعود إلى وقت توقيع اتفاقية إنهاء الحرب العالمية الثانية، واستسلام ألمانيا النازية عام 1945! بالبحث تبين عدم صحة ذلك، فقد استسلم قادة الجيوش الألمانية في أكثر من مكان ومناسبة، ولم تكن أي منها في العاشرة وعشر دقائق، مساء أو صباحا، وبالتالي المسألة تتعلق بما تبدو عليه الساعة من جمال الشكل عندما يشير عقرباها الى 10/10، فهذا الشكل يسمح بقراءة اسمها ورؤية علامتها التجارية في الوسط وقراءة أي كتابة بين العقربين بسهولة! كما أن الشكل يشبه الوجه المبتسم. ويقال ان هذا التقليد عمره مائة سنة، ولكن بعض الماركات العالمية تفضل تثبيت عقارب ساعاتها على الثامنة و19 دقيقة، وهذه بشكلها المنحني تشير للسقوط بعكس تلك التي تشير عقاربها للأعلى. كما أن هذا التوقيت يشير للزعل أو التقطيب. وأحد مصنعي الساعات يفضل تثبيت الوقت في كل اعلاناته، وعلى ما هو معروض منها للبيع، على الساعة 8 و3 دقائق. أما إعلانات ساعات الرولكس، الأكثر شهرة، فإنها تشير للعاشرة و9 دقائق، وكانت في عام 1926 تثبت على 10 و10. أما ساعات «هاملتون» فتقاليدها، التي تعود لعام 1920، تطلبت تثبيت العقربين على العاشرة وعشر دقائق، إضافة لتثبيت التاريخ على 28 من الشهر ويوم الاثنين من الأسبوع! وبالرغم من المخاوف التي اعترت بعض مصنعي الساعات من إمكانية انخفاض الطلب على ساعاتهم نتيجة انتشار استخدام الهواتف النقالة، والتي فيها جميعا ساعة دقيقة، إلا أن شعبية ساعات المعصم لم تتأثر كثيرا، ولا تزال الهدية المفضلة للكثيرين. والطريف ان الوقت في إعلانات هواتف «الآيفون» يشير إلى 9 و42 دقيقة صباحا، ويقال ان ذلك يمثل الوقت الذي قدم فيه ستيف جوبس هاتفه الجديد للعالم عام 2007 في مؤتمر مبيعات عالمي! وساعة المعصم يتم ارتداؤها دائما على اليد اليسرى ولا أحد يعرف لماذا لم يتم تصميم ساعة لليد اليمنى. وقد بدأ تطور ساعات الرسغ من القرن 17 وفكرتها أخذت من ساعات الحائط التي ظهرت قبلها بأكثر من قرن، ولكن ساعات المعصم لم تصبح رائجة إلا في الـ 1920، وكانت في البداية تقتنى من النساء كحلية، وكان لها غطاء وسلسلة، وتردد الرجال كثيرا في ارتدائها، حيث تعرضوا للسخرية لتشبههم بالنساء، ولكن مع الوقت تقبلها الجميع، إلا أنها لم تصبح رائجة كساعة يد إلا بعد الحرب العالمية الأولى عندما اكتشف الجنود أن وضعها على يدهم اليسرى أكثر عملية، وبالتالي قاموا بربطها، بقطع من الجلد، على ايديهم، بدلا من الاحتفاظ بها في جيوبهم، والتقط مصنعو الساعات الفكرة من يومها، وكانت تلك بداية نهاية ساعات الجيب. وبالرغم من أن ساعات الكوارتز، التي عرفها العالم في 1970، رخيصة الثمن وأكثر دقة من غيرها، إلا أن البعض يفضل الساعات التقليدية الغالية الثمن، لما لها من قيمة معنوية ودقة صنع، وقد تتحول لقطع أثرية مع الوقت. وينتشر بيع الساعات الثمينة في الدول الخليجية اكثر من غيرها، مع العلم بان غالبية سكان المنطقة لا يعني لهم الالتزام بالوقت شيئا.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

كما ارتفعتم… نرتفع

كشرب الماء، تعاملت شرطة نيويورك مع حادثة إطلاق النار أمس، وكشرب العصير أجاب مسؤولو الولاية عن أسئلة الصحافيين قبل أن يجف عرق الجريمة، وشرحوا للناس تفاصيل الجريمة وقدموا ما لديهم من معلومات. ليش؟ لأنهم يحترمون الشعب ويخشون غضبته إذا ما أخفوا المعلومة عنه.
هنا، في الكويت، هذا البلد المنكود، ثمة عداء بين قيادات الحكومة والمايكروفون، كره متبادل “الله لا يبلانا”، طبعاً إذا استثنينا “مؤتمر ديوان الحربش” العجيب. فوزارة الداخلية عندنا أكبر من مستوى الشعب، ووزارة الخارجية من طبقة النبلاء، لذلك لا تلقي للشعب بالاً ولا حبالاً، فتسكت وتصهين في قضية اختطاف المواطن الكويتي في لبنان، كما سكتت وصهينت في قضية اختطاف المواطن الكويتي في إيران.
تحدث الجريمة عندنا، أقصد تحدث الجرائم عندنا، فتدور عجلات الصحف بحثاً عن أصل الخبر وفصله، وتضع كل ذات حبر حبرها، وتتبارى الصحف والخدمات الإخبارية في ما بينها في قوة “المصادر الأمنية” أو “المصادر الموثوقة”، وتنهمر علينا الحروف الأولى من اسم المجرم (ط. ش. ف)، وتعال فك الحروف وركبها بما يمليه عليك تخمينك المبارك، ووو، وتتركنا قيادات الداخلية نغرق في بحور الصحافة وحروفها إلى أن نموت، الله يرحمنا.
وكما يرتفع برج كل يوم في دبي، يرتفع دخان حرائق أمغرة كل يوم في الكويت، والبادئ أظلم… ويلطم الناس، وتصمت الحكومة، وتستمر الحياة… وهنٌ ما بعده وهن.

سامي النصف

أيها الشباب.. هل ستستفيدون حقاً من حرق الكويت؟!

حالنا في الكويت هذه الأيام كحال قرية ضرب الله بها مثلا (قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) صدق الله العظيم. هل تستحق الكويت ما يفعله بعض ساستها اصحاب الاجندات الخارجية ومن يتبعهم من الشباب المغرر بهم من رغبة في تحويلها من بلد آمن مطمئن إلى ساحة فوضى وتناحر وتقاتل على امور لا تتناطح عليها عنزتان في «جميع» بلدان العالم الأخرى؟!

***

فتغيير الدوائر وتعديلها في جميع الديموقراطيات الأخرى ومنها بالطبع الكويت هما من صلاحيات السلطة التنفيذية بدلالة ما حدث في عمليات تغيير الدوائر السابقة فما يعترض عليه ويدعى لحرق البلد لأجله ونشر الفوضى بسببه هو اقرب لبديهة وحقيقة «ان الشمس تشرق من الشرق»، ومن البديهيات كذلك عملية توقير وتبجيل احكام المحكمة الدستورية التي ذكرت ضمن حكمها الأخير ان النظام الحالي للدوائر غير دستوري ومن ثم يصبح من البله والغباء الشديدين ان تقام الانتخابات القادمة على نفس النظام المطعون فيه والذي قرر كثيرون رغبتهم في الطعن في نتائجه لدى المحكمة الدستورية التي أفتت بشكل مسبق بعدم دستوريته.

***

ومن البديهيات الأخرى المغيبة لأجل اهداف شريرة تهدف لنشر الفوضى والخوف والدمار في ربوع الوطن ان من يصر على ان السلطة التشريعية ـ لا التنفيذية أو القضائية ـ هي المختصة الوحيدة بتعديل الدوائر ان يكون اول المتواجدين في قاعة مجلس الأمة لإكمال النصاب لمناقشة تعديل الدوائر بدلا من مقاطعة الجلسات دون تقديم الاستقالة من المجلس وما في ذلك من تعد على المال العام المتباكى عليه حاله حال الدستور الذي تحول من كان يكفر المطالبين بتعديل بعض مواده الى المطالب الأكبر بـ ..نسفه!

***

آخر محطة: (1) في وقت تتردد في العراق الأغاني والأشعار والأعمال الدرامية المستجدة المطالبة بالكويت، وفي وقت اتت فيه تصريحات من مسؤولين ايرانيين لا تسر، نجد ان هناك من يخلق الفوضى في الداخل ويرفض مشروع الوحدة الخليجية الذي نحن المستفيد الأول منه بسبب الأوضاع الخطرة المحيطة، نجد ان هناك من يفتعل المعارك مع السعودية والامارات وهم اقرب الاقرباء وأصدق الحلفاء فما القصد مما يجري؟ وهل بقي هناك ادنى شك في النوايا المبيتة لتدمير الكويت؟!

(2) لا نعتب على من يريدون حرق الكويت لأجل الأوامر والأموال الخارجية، من نعتب عليه هم بعض الشباب المغرر بهم الذين غيبوا عقولهم وفهمهم وأصبحوا يكذبون ما يرونه من خير ونعمة وأمن ويصدقون ما يسمعونه من كلمات تحريض وتأجيج تستعملهم كأحجار صماء لا عقل لها ضمن مخططات التدمير التي تستهدف المنطقة.

 

حسن العيسى

مروا علي عصرية العيد

انتهيت هذه المرة مبكراً من ممارسة طقوس الواجب بالمباركة بالعيد لشقيقتي الكبرى وأرملة شقيقي الأكبر، فلم يعد هناك من يفترض أن أعايده وأستكمل أداء الأصول الواجبة، فالبيوت التي كنت أعايد أهلها تتقلص عاماً بعد عام، قبل سنوات طويلة رحلت أمي، وبعدها خالتي الكبرى ثم بقية الخالات والإخوان، وكل مرة يطرق الموت بيت أحدهم تنقص بالتبعية مشاوير الزيارات للمباركة بالأعياد، تلك ميزة وفرها لنا الزمن عبر جسر الموت ليخفف من أعباء الواجبات.
أعيد في كل زيارة مباركة بالعيد بعبارة، “لم يبق إلا أنت وأم عمر”، أقولها مداعباً شقيقتي، وبعدها لا زيارات أعياد، لكن من يدري فقد أسبقكما إلى الفناء، وهنا أيضاً أصل إلى ذات النتيجة، فلا زيارات مباركة وراحة أبدية، الموت مهما كانت أسبابه لن يحملك أي خسارة، ففي النهاية لا فرق كبيراً بين الخواء الروحي والاجتماعي في الكويت والموت، فهما يستويان في ميزان العدم، حقيقة لا تخسر شيئاً حين تموت كويتياً أو ساكناً في هذا البلد.
الطباخ البنغالي محمد سيد القوم في المنزل يأخذ إجازة العيد، إذن لا غداء في المنزل، عندها لابد من العودة الراسخة إلى عاداتي وتقاليدي وممارسة واجب البحث عن مطعم لنعلف به ثم نتجشأ هواء رطباً ساخناً يتلاشى سريعاً في طبقات الغبار الرمادية، والتنقل بين مطاعم “الجينكي” الكثيرة في كل زاوية متربة بالدولة أو مجرد التفكير كيف ستقضي ساعة البلع والزلط في مولات الدولة يعد نوعاً من البهجة، هي حتماً آخر ملامح للبهجة، في بلد الحرام والحرمان.
دخلت مع ابني محمد إلى مطعم علفي عادي، لم يكن معي بقية أبنائى وبناتي، فابنتي الكبرى مرهونة عند ابنها الصغير، وحامد سافر إلى دبي، فهو يقول إن العيد لا يطاق في الكويت، بينما أقول إن الحياة كلها لا تطاق في الكويت، أما الابن علي فقد أغلق على نفسه باب الغرفة، ولا أعرف ولا يهمني ماذا يفعل… آسف نسيت أول الموضوع، بعد أن ولجنا المطعم، فقد حدث… أنه لم يحدث شيء… قرأنا المينيو وطلبنا من الجرسون الفلبيني الأكل المقرر، هو مقرر كأيام الروتين المقررة في بلد اللاقرار، وكالحكومة الموقرة وكالمعارضة المقررة وكالموالين من الأوفياء التابعين، كل أمر هنا مقرر سلفاً، أكلنا، شربنا، نومنا، صحونا، تفكيرنا مقرر علينا، أليس هذا ما “يقرره” المفكر الإيراني داريوش شايغان فقد كتب: “هكذا يظل الفرد ترجيعاً للصدى في سلسلة العلاقات الكلية حيث تعد كل حركة شاذة وكل انحراف عن المجموعة وكل إبداع فردي فساداً للانسجام المسبق، بل وخروجاً على الجماعة…”، لنترك كتاب داريوش “ما الثورة الدينية” ونعد إلى مطعم علفان ستيك هاوس.
كما قلت لكم لم يحدث شيء، والذي حدث حقيقة هو أنني أخذت أعد كم ذكراً وكم أنثى يجلسون في المطعم، الطاولة التي بقربي يجلس عليها ذكران شابان لا يتحدثان، يتأملان ساحة المطعم، يتأملان اللاشيء… مساكين، ومسكين من يكون شاباً يقرر مصيره العجائز، ثم هناك طاولة بعدها جلس عليها مواطنان في منتصف عمريهما، أحدهما له بطن كبير يكاد يسقط للامام ويعلن الثورة والعصيان على “الدشداشة” التي تغطيه… هو أيضا مسكين من مساكين الكويت، فالبلع ونفخ الكرش عندنا هو وسيلة لتمضية أوقات الفراغ، لم يكن الأكل أبدا بدافع الجوع، فنحن نعوض الجوع الروحي بالأكل وتفاهات القيل والقال و”شنو قالوا وما سمعتوا… وما دريتوا…”، بقية الطاولات كلها تحيط بها كتل من الذكور عدا طاولة واحدة جلس عليها ثلاثة أجانب غربيين ذكور ومعهم أنثى واحدة هي فلبينية، كانت تلك الطاولة اليتيمة التي انخرط أصحابها في الكلام مع بعضهم ووجوههم تتفاعل مع الحياة بالابتسامات والضحك… لماذا هم مبتهجون؟ لأن معهم “أنثى” والأنثى هي الفن والجمال، أم تراهم فرحين لأنهم يعلمون أنهم في النهاية سيغادرون قلعة الغبار الكويتية المملة.
مضى الوقت سريعاً أو بطيئاً لا أدري، أعلم أنه في كل ثانية تمر تخصم من العمر وتقربك من النهاية ولا توجد لحظة حاضر، فهذه يقذفها النور إلى الماضى وتلج إلى المستقبل حالاً، ويصبح الحاضر “الآن” ماضياً، وكلما امتد بك العمر تراكمت في خزينتك الروحية أرصدة من لحظات عمر الذكريات، وهي لمن كان في أعمارنا أجمل كثيراً من اليوم، قد يكون السبب أن الشباب دائما أجمل أو أن الكويت كانت أجمل في لحظة الليبرالية التي مرت سريعاً في السبعينيات أم أن كآبة اليوم هي كآبة العمر، فالذين عشت أجمل سنيني معهم والذين ضحكت وفرفشت بمجالسهم، رجب أمين وعبدالله سعود والفنان راشد الخضر ونصر الله النصر الله… وفايز المطوع والقائمة ممتدة، كلهم رحلوا بعد أن اشترى لهم عزرائيل تذاكر سفر سريعة “ون واي”. تذكرت أحد الأحياء من الأصدقاء اقترح بصيغة تساؤل، وبعد أن عزينا بوفاة قريب: ما رأيك أن نسهر الليلة في الصليبيخات (المقبرة) فهناك “اونس” كل الربع موجودون! موجودون كجثث، رمم، كانوا وكانوا مثلنا موجودين، الآن ليس لهم وجود، وسنصير يوماً ما مثلهم.
خرجنا من المطعم، ذهبت للمنزل، جلست وحدي كالعادة، مرت على خاطري عبارة للروائي الياباني “مشيما” من رواية “معبد الفجر” (أعتقد ذلك) بأن الشيخوخة هي الموت بل هي أسوأ منه، لم ينتظر مشيما الشيخوخة ولا مفاجأة الموت، شق بطنه منتحراً على الطريقة اليابانية.
مضى العيد، ومرت عصريته، ويمضي بنا العمر، ولا يبقى لك غير الذكريات، ولوعتها، ولن تجد العزاء مع بروست ولا منازل سوان وستظل تبحث عن “الزمن المفقود”.