مبارك الدويلة

مناظرة ومناقصة

استمتعت كثيرا وانا أتابع المناظرة التلفزيونية على قناة «الوطن» بين الناشطين الشابين محمد العثمان ومعاذ الدويلة، وكان سبب سعادتي الأسلوب الراقي في الحوار والبعيد عن التشنج والشتم والصراخ الذي تعودناه من كثير من الكبار! وكان ممثل التحالف الوطني الديموقراطي متميزا بهدوء يحسد عليه، وليس هذا مستغربا منه، فهو ابن عبدالمحسن العثمان الرجل الذي لو شارك في مسابقة اكثر البشر هدوءا وبرودة أعصاب وتحت إشراف الامم المتحدة لقلدوه الميدالية الذهبية! ولكن لفت نظري قضيتان اردت التعليق عليهما، نظرا لان البرنامج لم يعطهما الوقت المستحق، الاولى مشاركة نواب في ساحة الإرادة كانوا قد شاركوا في انتخابات فرعية! واعتقد ان نواب ومفكري التحالف الوطني كثيرا مايطرحون هذه القضية بانتقاد شديد لها، وأقول ان القانون جرم الانتخابات الفرعية بمفهومها القديم الذي كان موجودا في الوقت الذي تمت مناقشتها بمجلس الامة في التسعينات، الا ان القبائل استطاعت ان تحور طريقة اختيارها لنوابها بحيث تتحاشى المحاذير القانونية مثل الغاء الاعلان الاستفزازي للآخرين، والذي كان يسبب آثارا سلبية بين مكونات المجتمع، كما تم الغاء الإلزامية في النتائج، مما ساهم في وجود هامش من الحرية بين من لم يرغب في مخرجات هذه الانتخابات لاختيار آخرين لم يشاركوا فيها، والدليل على ذلك ماحدث في الانتخابات الاخيرة، عندما سقط بعض من نجح بالتصفيات الاولى وفاز من لم يشارك فيها من القبيلة نفسها! لذلك نجد نتائج التحقيق في النيابة في كل الإحالات التي تمت البراءة او الحفظ لعدم توافر الدليل على مخالفة القانون.
اللافت للنظر ان الأخوة في التحالف يتشددون في هذه القضية ويضعونها تحت المجهر، بينما يتغاضون عن أمور اكثر وضوحا في المخالفة او يتجاهلون قضايا اكثر إلحاحا من موضوع المشاركة في التصفيات! لذلك كان غيابهم عن ساحة الإرادة مثيرا للاستغراب ولافتا للنظر.
الموضوع الثاني الذي اريد التعليق عليه، هو إثارة ممثل التحالف موضوع مشاركة التيار الاسلامي الحدسي بحكومة 1976 وصياغة مشروع تعديل الدستور! وضرب أمثلة بالسادة الأفاضل يوسف الحجي والعدساني! والحقيقة ان الذي شارك في تلك الحكومة – حكومة الحل – هو التيار الوطني التقدمي آنذاك، وعلى رأسهم عبدالعزيز حسين وحمود النصف وعبدالله يوسف الغانم وسليمان حمود الزيد الخالد وعبدالله المفرج وغيرهم من رموز وقيادات التيار الوطني آنذاك، اما العدساني، ولم اعرف من العدساني يقصد، الا ان أيا من هذه العائلة الكريمة لم يكن من تيار «حدس»، اما الشيخ يوسف الحجي فمع كونه رئيساً لجمعية الاصلاح آنذاك، الا انه لم يكن مرتبطا بالتيار تنظيميا والجميع يعرف هذه الحقيقة، علما بان الشيخ يشرف من يعمل معه.
هذه بعض الملاحظات وددت اثارتها لكثرة ما نسمعها وهي تطرح بشكل اتهام وتشكيك في وطنية التيار الاسلامي.
>>>
المربية والمناقصات
ذكرت المربية الفاضلة انني حصلت على مناقصة من وزارة الدفاع بقيمة 120مليون د.ك! وعندما نفيت ما ذكرت من افتراءات نشرت بيانات عن مشاريع من وزارة الدفاع عددها اربعة مشاريع ومجموع قيمتها لا يتجاوز خمسة ملايين د.ك!
كما ذكرت انني وكيل لشركة اسمها «فوكس»! وانا أعيد طلبي الاول بان تخرج لنا الدليل على تسلمي مناقصة بقيمة 120 مليون د.ك بدلا من نسخ أوراق بايتة لسؤال برلماني قبل اكثر من اثنتي عشرة سنة يتحدث عن مشاريع لشركة الخرافي للمقاولات وليس لي منها الا تصميم كم مبنى للشركة بمبالغ زهيدة والتي هي بدورها تبنيها لوزارة الدفاع، واستغربت لهذا التشويه المتعمد من شخصية لا اعرفها ولم اسمع بها من قبل، الا انها نزلت الانتخابات بقائمة! لكن يبدو ان ما ذكره معاذ الدويلة في مناظرته عن الصفقة في بنك التسليف هو الذي اثارها! على العموم لا اريد منها مزيدا من البيانات البايتة فانا بالمحاكم راح اخليها تعرف من منا الذي دخل النفق المظلم!.

سعيد محمد سعيد

صاحب الفضيلة «…»!

 

أرسل له أحدهم بكحلة البذاءة مكتوباً قصيراً كتب فيه: «لقد أقضت مضجعهم… زين تسوي فيهم»… فما كان منه إلا أن أجابه بعبارةٍ تناسب صاحب الفضيلة بكل ما في قلبه من غل وقذارة: «أنا ثابت… لا أحيد عن مبادئي في الخسة والنذالة والوقاحة»… متناسياً أنه – من شدة فجاجته ورعونته ونتانة الوحل الذي تربى فيه – أساء إلى الناس عامداً قاصداً ترويج بضاعته الكاسدة بلا حياء ولا أدنى خلق، فما كان من الناس الغيورين إلا أن ألقموه حجراً، لكنه استمر في نباحه.

صاحب الفضيلة «الوقح»، وجد نفسه ذات ليلة مظلمة حالكة السواد، مترنحاً… مسهداً يخير نفسه على خطرين: (إما أن أنال لقب صاحب السعادة والفضيلة والوجاهة، أو أنني سأبقى متمسكاً بما نشأت عليه من عفن! وفي كلا الحالتين، لابد لي من أن أحظى بأمنيتي تلك حتى وإن كانت مقرونة بالـ «وقح»).

تنقل صاحب الفضيلة من وادٍ الى وادٍ، ومن يراع إلى يراع، وبذل كل ما في وسعه من نفاق وتملق لأن يكون له موضع قدم في مرتبة «علية القوم»، فلم يكن نصيبه من كل تعبه ونصبه ومشقته إلا المزيد من الازدراء والفشل! وأشد ما كان يؤلمه، وهذا هو الأمر العجيب المستغرب، أنه اكتشف أن من حوله كلهم من ذات طينته! العفن عفن، والمنافق منافق، والأحمق أحمق، فضجّ وهاج وماج، وزاد وجده وانكساره لكنه قرر أن يستغيث بواحدةٍ من أدهى ساحرات الدنيا… علّها تشور عليه مشورة ينال فيها ما تمنى.

«سيدتي العظيمة… يا أعظم ساحرات الكون… جئتك (بائعاً ومخلصاً)… لقد اسوّدت الدنيا في عيني وألهبتني سياط المذلة والإخفاق، فهل لك أن ترشديني إلى طريق خلاصي فأكون لك عبداً مطيعاً مؤتمراً بما تأمرين… أنت تفصّلين وأنا ألبس… سيان عندي إن كنت أنت الراعية وأنا الكلب الأمين… أم أنت الكلبة وأنا العظم اللعين»… قالها وانحنى ينتظر منها أن تنطق ببنت شفة.. لكنها صمتت! وطال وقت صمتها وهو ينتظر منحنياً علّها ترأف بحاله.

رمقته بنظرة فيها من الخبث ما يليق به ثم قالت: «لعمري لم أرَ في حياتي أسود وجه مثلك؟ أفبعد أن تشرّق وتغرّب… وتخيط وتبيط… تأتيني طالباً المشورة وأنت تعلم سلفاً، ومنذ سنين، أنني في حاجة إلى شخص مثلك؟ ها… أتريدني الآن أن أحشّد عليك عفاريتي فيجعلونك قديداً يرمى لوحوش البيداء… ها… هيّا اخرج… اغرب عن وجهي فما بلغني عنك من رغبةٍ عارمةٍ في أن تسحب البساط من تحت قدمي وتصبح أنت المقدّم عليّ… يجعلني أمقتك وأحتقر شأنك الحقير أصلاً».

«لا يا مولاتي… من أبلغك عني تلك الأكاذيب؟ إنما أنا منك وإليك… نعم، أخذتني الدنيا عنك قليلاً ولكنني إنما كنت أستعد لأن أُبلى بلاءً حسناً في سبيل نيل رضاك… بس عاد سامحيني… لقد أحدث كلامك في فؤادي شرخاً ما أحدثه شارخ… وقطع نياط قلبي بأشد ما ملكه جزّار من سواطير المطابخ… حتى لكأنني أهيم بين الناس صارخاً بعويل ما صدر من صارخ… تكفين يا مولاتي تكفين، فإنني من يدك هذه إلى يدك تلك… اِؤْمُريني ستجدينني رهن إشارتك».

تصاعد الدخان من مجمرة وضعتها الساحرة أمامها بعد أن رمت فيها ما رمت ثم قالت له مهددةً متوعدة: «سيكون لك ما أردت على ألا تعصي لي أمراً، ولا تفشي لي سراً، فإنك تعلم من أمري ما تعلم… أونسيتَ عفاريتي؟ أونسيتَ أنني إن أردت أن أكويك بجحيم سحري فإنّ أنهار الدنيا لن تطفئ حريقك…».

قفز ثم عاد لينحني: «بلى… بلى… أعلم كل ذلك؟ وهل أنا إلا مخلوق لا وجود لي إلا بوجودك… فَأمُري ما تشائين»… نبشت الساحرة في خرقة من القماش وضعتها قرب تكيتها وأخرجت منها كيساً حريرياً ألقته إليه وقالت: «خذ… في هذا الكيس، تعاويذ الشر… ليس عليك إلا أن تندسّ بين الناس وتنشر العداوة بينهم… وإذا وجدت الأحبة مجتمعين فاستخدم تلك التعاويذ لتفرق بينهم… وإن وجدت البشر في وئام، فدمر ما بينهم من ود… اسعَ سعيك وكد كيدك… فستجد فيما تفعل ما تأمل… وأراك بعد حين من الزمن… وقد جئتني بما يثلج صدري ويفرح فؤادي مما صنعت… هيا اذهب».

خرج ولم يعد… خرج وغاب طويلاً… لكنه بعد طول غياب عاد مرتمياً بين يدي الساحرة… صرخت: «ماذا دهاك… أصدقني القول؟ هل فعلت ما أمرتك؟»… ردّ وهو يهزّ رأسه بجنون: «نعم يا سيدتي… نعم… لقد نالني مما أمّلت ما نالني… أصبحت يا سيدتي… صاحب الفضيلة«…».

* هي قصة من خيال الواقع… فاختاروا من دلالاتها ما شئتم!.

احمد الصراف

اليابان.. سلباً وإيجاباً (1 – 3)

يعتبر ماركوس أورليوس Marcus Aurelius، (حكم 161 – 181) من أعظم خمسة أباطرة حكموا روما. وينقل عنه قوله ان على كل فرد أن يعيش حياة شريفة ويلتزم أخلاقيا، فإن كانت هناك آلهة عادلة وعاقلة، (وكان يؤمن بتعدد الآلهة)، فإنها غالبا لن تهتم بمدى التزام الفرد بتعاليمهم وعباداتهم، بل سيغفرون له «معصيته» بناء على فضائله وأخلاقه التي عاش بموجبها. وإن لم تكن الآلهة عادلة، فإنهم لا يستحقون الالتزام بتعاليمهم! وإن لم تكن هناك في نهاية الأمر لروما آلهتها، فلن يكون هناك فرق بين أحد! ولكن البشرية تكون قد كسبت أولئك الذين عاشوا بطريقة شريفة ونبيلة، لتبقى ذكراهم إلى الأبد.
واجهت اليابان كوارث لا تعد في تاريخها، ولولا ما تميز به الياباني من جلد وقوة احتمال على العمل الشاق، لما تمكن من تحقيق شيء، فهي الدولة الوحيدة التي اكتوت بنار قنبلتين نوويتين، هذا غير تعرضها المستمر للزلازل والكوارث الطبيعية، مثل ما اصابها اخيرا. فأرض اليابان فقيرة، ومواردها محدودة وجغرافيتها صعبة، وبالتالي كان لا بد من خضوع شعبها القوي الشكيمة لمجموعة معتقدات دينية وعسكرية، وإيمان بأنه أفضل من غيره، وبالرغم من كل ما تسببت به قنبلتا هيروشيما ونكازاكي من مصائب مهولة، إلا أنهما كانتا «نقطة تحول» مفصلية في تاريخ اليابان الحديث، بتأثيراتهما العميقة في شخصية الياباني، خلال السبعين سنة الماضية، وجعله أكثر تسامحا بعد كل ما كانت تتصف به من صلافة وعنجهية وميل شديد للعسكرية والخضوع التام للامبراطور، ابن الله! فيابان ما قبل ماك آرثر هي غيرها بعده، فالصدمة الثقافية والإنسانية الإيجابية التي ساهم الجنرال الأميركي، وفريق العلماء والخبراء الذين صاحبوه، في خلقها لدى الفرد الياباني هي التي دفعت اليابان صناعيا وأخلاقيا إلى أن تكون ما هي عليه الآن، والتي أدت تدريجيا لاختفاء العنجهية لتحل محلها شخصية مسالمة ومرنة وأكثر تقبلا للآخر، من غير تفريط في الأساسيات العميقة للأخلاق اليابانية، فكيف حدث ذلك؟ وكيف تزامن تقدمها الصناعي وترفعها الأخلاقي مع تناقص التزاماتها الدينية؟ وكيف قبلت بتخليها عن فكرة تقديس الإمبراطور، ورفض بقية الرموز الدينية لمصلحة تحولها إلى دولة علمانية كاملة؟
الأمر برمته يعود إلى أمرين أساسيين: أولهما غياب فكرة العقاب والثواب من الفكر الياباني، وثانيهما المنهج الأخلاقي الذي اتبع تدريسه في كل المدارس مع نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، والذي كان له أبلغ الأثر في تشكيل فكر الفرد الياباني، وجعل الأخلاق، من منطلق منطقي، الأساس في التعامل مع النفس ومع الغير، وليس الخوف الديني من العقاب. فهناك فرق بين ان نكون أمينين ومهذبين وشرفاء، لأن الأخلاق تتطلب ذلك، وبين أن نكون كذلك لأن التعاليم الدينية تقول ذلك، ففي الحالة الأولى الفضاء الذي يشمله هذا الخلق والتهذيب أكثر رحابة، وبالتالي لا يقتصر على أصحاب الدين أو المذهب نفسه، بل الجميع تقريبا! فغالبية الأديان تطالب أتباعها بأن يكونوا شرفاء وأمناء بعضهم مع بعض، ولكنها لا تطالبهم بالضرورة بالتصرف بالقدر والطريقة نفسيهما مع اتباع العقائد الأخرى!
(وإلى مقال الغد).

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

الحل 25 دائرة وصوت واحد!

من الأمور غير الحكيمة وغير العقلانية، والتي سحبت الكويت بقوة الى الخلف وتسببت في تخلفنا وجعلنا في كثير من الاحيان «أضحوكة» الأمم، قيام البعض بحسن ـ أو لربما بسوء ـ نية بدفعنا لتبني خيارات ومناهج لا تأخذ بها شعوب الدول المتقدمة الاخرى – بل وحتى المتأخرة – وكأن هؤلاء المتخلفين يعرفون ويعلمون بفكرهم الفارغ ما لا تعلمه التجارب الانسانية الاخرى.

***

البشرية جمعاء وتجارب الديمقراطيات الاخرى دون استثناء تزيد عدد دوائرها الانتخابية تباعا وهو الأمر الطبيعي الذي حدث في الكويت حين زدنا عدد دوائرنا من 10 الى 25 دائرة وكان الأمر الطبيعي ان تزداد الدوائر تباعا مع الزيادات السكانية الى 30 أو 50 أو 60 دائرة ويزداد النواب الى 60 نائباً كي يمكن زيادة عدد الوزراء الى 20 وزيرا لعدم منطقية تحميل الوزير اكثر من وزارة في بلد اصبح فيه استجواب الوزير بالحق او الباطل اسهل من شرب قدح من الماء.

***

بدلاً من السير بنهج وخيار «زيادة» الدوائر المنطقي قام «البعض» بدفعنا لـ«تقليل» عدد الدوائر والاخذ بنظام الدوائر الخمس الذي تفشت بسببه قضايا الفئوية والطائفية والقبلية حتى وصلت الكويت الى حافة التناحر الأهلي اكثر من مرة ثم عاد نفس هذا البعض هذه الايام للدعوة بسوء نية للتحول لنظام الدائرة الواحدة الفريد الذي سيسير بنا في طريق الخراب والدمار والدماء بعد ان تتحول الجائزة الى 50 كرسيا نيابيا اخضر وكل الوزارات وجل الميزانية العامة للدولة.

ان الحل الوحيد الذي يطالب به الشعب الكويتي قاطبة عدا المغرضين والمغرر بهم – والذي يجعلنا نسير بمسار جميع الديمقراطيات المتقدمة الاخرى ـ هو العودة المبدئية لنظام الـ 25 دائرة مع الالتزام بالقاعدة المعروفة في العالم اجمع اي «One Man One Vote»، ولا مانع من وجود فروقات اصوات بين الدوائر كما هو الأمر في الدول الاخرى التي تعتمد التوزيع «الجغرافي» و«الشرائحي» لا «العددي» بالضرورة كي تمثل كل التوجهات تحت قبة البرلمان، لقد استمعنا في السابق لاجتهادات اصحاب القلوب الحاقدة والعقول الفارغة فأدت بنا الى التطاحن والتخلف، وقد حان الوقت للاستماع للعقل والمنطق والاخذ بما يأخذ به الآخرون لا مخالفتهم، وكفى محاولة ارضاء من لن يرضى قط حتى.. يدمر البلد ويرى دخان حرائقه في كل مكان.

***

آخر محطة: 1 ـ عندما تعرض اي قضية على محكمة عادية او دستورية في اي بقعة في العالم تتسابق الصحف والمختصون إلى تخمين الحكم كونه لا يزيد في العادة عن احد خيارين، وقد يخطئ هذا الطرف ويصيب ذاك.

2 ـ لذا من المعيب والمخجل جدا اتهام رجال القضاء الكويتي الشامخ في ذممهم من قبل «مخضرمي» و«فروخ» بعض الحركات السياسية كلما صدر حكم لا يرضيهم عبر القول انه حكم سياسي، او التساؤل المغرض والغبي: كيف علمت الصحيفة او الوسيلة الاعلامية بالحكم قبل صدوره؟! دون ذكر حقيقة ان الصحف لا تعلم الاحكام إلا ان لديها رجال قانون مختصين يستطيعون «تخمين» الاحكام حسب الاوراق والخبرة والتخصص.. وعيب!

 

احمد الصراف

رحلة سريعة

فلنذهب في رحلة سريعة إلى داخل العقل البشري، ونتعرف على مراكز التفكير والإدراك والوعي والحركة وغير ذلك، فوزن المخ مثلا يتراوح بين 1300-1400 غرام، ومع هذا يحتوي على 100 مليار خلية عصبية تعمل بكفاءة حتى آخر لحظة. كما أن %75 من المخ يتكون من الماء، وفيه 100 ألف ميل تقريبا من الأوعية الدموية، ونسبة وزن المخ إلى وزن الجسم هي %2، بينما في الفيل 15 من الواحد في المائة. وبالرغم من أن المخ هو الذي يصدر إشارات الألم، فإنه لا يتألم كبقية الأعضاء لعدم احتوائه على مستقبلات حسية. وبالتالي فإن أغلب أسباب الصداع تنحصر في ارتفاع أو انخفاض الضغط في الأوعية الدموية أو التهابات في بعض التجاويف مثل الجيوب الأنفية أو التهابات في بعض أغشية المخ، ولهذا نشعر بآلام الصداع، ولكن أنسجة المخ نفسها لا تشعر بأي ألم. ومعروف أن المخ يتوقف نموه عند بلوغ الإنسان عامه الــ18. وأول إحساس يتعلمه مخ الجنين هو احساس اللمس، وبعدها بأسابيع تصبح الشفاه قادرة على القيام بالأمر ذاته، ومن بعدها بقية أعضاء الجسم. ويحتاج المخ لــ%20 من أوكسجين الجسم، ويفقد الإنسان وعيه إذا فقد المخ الدم الواصل إليه لمدة 8 ــــ 10 ثوان. أما إذا طالت المدة لــ 5 أو 6 دقائق، فإن المخ يبدأ بعدها بالموت والتسبب باضرار جسيمة. وهناك دراسة علمية تؤكد أن أكل الأطعمة التي تحتوي على إضافات صناعية لتحسين الطعم واللون تؤثر سلبا في مستوى ذكاء المخ. ودراسة أخرى تقول إن تناول المأكولات البحرية، ولو مرة في الأسبوع، يساهم في الوقاية من الإصابة بالجنون أو العته. والطريف أن من الصعب أن يقوم الإنسان بدغدغة نفسه لأن المخ يفرق بين لمسة الإنسان ولمسة غيره. ويتعامل مخ الرجل مع الألم بطريقة مختلفة عن مخ المرأة، وهذا ما يجعل الشعور بالألم مختلفا بين الجنسين. كما يأخذ مخ المرأة وقتا أطول من الرجل في اتخاذ القرارات، وعادة ما يصعب عليها التراجع عنها. بينما مخ الرجل يأخذ القرار سريعاً، ولكن يمكن التأثير في قراره بعدها، إلى حد ما.
وتبين أن المخ يتذكر شكل الأشياء والأحداث بطريقة افضل إن استخدمنا طريقة الارتباطات،أي ربط ما نود تذكره بأمر آخر، أو ربط كل معلومة نريد تخزينها في الذاكرة بحدث معين، وأثناء النوم يقوم المخ بالعمل على تقوية تلك الارتباطات وتقوية فرصة تذكرها، ولهذا ينصح الخبراء الطلبة بمذاكرة الأجزاء الصعبة قبل النوم وقراءتها مرة عند الاستيقاظ. وكل البشر من دون استثناء يحلمون، والذين يعتقدون بأنهم لا يحلمون هم الذين لا يتذكرون أحلامهم صباح اليوم التالي. ويتطلب الضحك أن تعمل خمسة مراكز في المخ مع بعضها من أجل الشعور بإحساس الضحك. وتمتلك جامعة هارفارد بنكاً يحتوي على 7000 مخ بشري بغرض دراستها، ولا نمتلك 7000 نعال لمطابقتها بغيرها. ويؤثر الكحول في وظائف المخ عن طريق إضعاف التواصل بين الخلايا العصبية. كما أن القراءة بصوت مرتفع للطفل الصغير تساعده على تطوير ملحوظ لقدراته العقلية. ومعلوم أن العين ترمش 20 ألف مرة، ومع ذلك لا نكاد نشعر بأن العالم أصبح سوادا أمامنا، ليس فقط لسرعة الرمش، ولكن لأن المخ حافظ على الإضاءة من حوله لعدة كسور من الثانية حتى لا تتأذى عندما نرمش في كل مرة. ويحتوي المخ على كثير من الدهون، وأهمها Eicosapentaenoic acid الذي لا يستطيع الجسم تكوينه، وهو متواجد بكثرة في زيت السمك.
والآن ألم يحن الوقت لأن تستخدم الحكومات العربية «أمخاخ» مواطنيها بطريقة سليمة؟

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

عادل عبدالله المطيري

اتحاد اللصوص ووأد البرلمان!

يؤكد الكثيرون أن هناك اتحادا للصوص في الكويت يعمل بكل جد ـ سياسيا وقانونيا وإعلاميا لفشل الإصلاح السياسي وقمع الصحوة الديموقراطية، ويحكى أيضا انه اتخذ من «فيلا» مقرا رسميا له، ومن المؤكد أن جهود اتحاد اللصوص هذا ـ ستفشل أمام الأمواج العاتية للحراك الشبابي.

وأنا لا أشك أبدا في وجود مثل هؤلاء الفاسدين سواء كانوا في فيلا أو جاخور، وأخشى كثيرا منهم على الوطن والمواطنين، لأنهم بدأوا يعملون وفق المبدأ المدمر علي وعلى أعدائي، ولكن كلي إيمان راسخ في أن ساحة الإرادة ستكتسح كل الفيلات السياسية وعلى مختلف توجهاتها.. ولأن التاريخ وشواهده تؤكد على أن الشعوب إذا اجتمعت على شيء لا أحد يستطيع ثنيها عنه.

وكذلك الجغرافيا وخصوصا الجغرافيا العربية ترينا «بوفيها» مختلفا من الثورات العربية تتعدد نتائجها وتتوحد أسبابها.

بل حتى الطبيعة تعطينا دروسا وعبرا لمن يعتبر، ففي اليابان استطاع التسونامي وهو مجرد ماء، أن يتغلب على الطاقة النووية ويحطم محطاتها، أفلا يستطيع التسونامي البشري الكويتي إغراق نقابات الفساد النووية لدينا!

لقد كنت مستمتعا بالعزف السياسي والوطني المشترك بين مجلس امة 2012 وحكومة جابر المبارك لأجمل المقطوعات الوطنية، ولكن للأسف لم تدم طويلا، إذ فوجئنا بمن قاموا بكسر «عصاة قائد الأوركسترا» وأوقفوا العزف الجميل بحلهم لمجلس الأمة، وبدأوا بقرع طبول الفتنة وعزف موسيقاهم النشاز، بمحاولتهم تعديل الدوائر الانتخابية وتقليل عدد الأصوات.

هناك سؤال حير السياسيين في الكويت ولم يجدوا له جوابا: من المستفيد من تأزيم العلاقات الحكومية البرلمانية؟ ولماذا؟

عندما نسترجع شريط الأحداث الأخيرة نجد بعض الحقائق ومنها، أن الحكومة لم ولن تجد أفضل من العدو العاقل وأعني مجلس 2012 وخصوصا أنها جربت الصديق الأحمق مجلس 2009.

أما سمو الرئيس المبارك فقد جرب التفاهم والتعامل الراقي مع مجلس الأمة وقطف ثماره، وسبق أن رأى سموه نتائج التعالي والتسفيه من الحكومات السابقة تجاه البرلمان ونتائجها المأساوية، وبالتالي أستبعد أن تكون السياسات الأخيرة من حل المجلس وإحالة قانون الانتخاب يقف وراءها سمو الرئيس، ولكنه حتما سيتحمل نتائجها للأسف.

كذلك كان مجلس الأمة وأغلبيته متسامية على جروحها ومتعاونة مع الحكومة، حتى على مستوى الأشخاص، فنواب الأغلبية تجاهلوا سلوك بعض النواب المثيرين للجدل والسخرية معا، وركزوا على الانجاز وإقرار المشاريع التنموية، وحاولوا قطع الطريق على أعدائهم ولم يعطهم فرصة لحل مجلس الأمة على خلفية قضايا التأزيم، ولكنه بالرغم من ذلك صدموا بالحل مرة أخرى.

إذن لا المجلس ولا الحكومة مستفيدان من الوضع الحالي، فمن المتسبب في الأزمة ومن المستفيد؟

والحقيقة النهائية اننا في الكويت ـ لا أحد يعلم لماذا أو كيف أو متى، توأد مجالس الأمة، ولكن الكل يعلم أن سببها هو قلة الإيمان بالديموقراطية.

ختاما: إذا كان مجلس 2012 مجلسا مبطلا، فانه بعيون الغالبية من المواطنين هو مجلس بطل.

محمد الوشيحي

ما أجمل السلسال… والجيد

كالعادة، اختلف الرواة والمفسرون حول عدد معتصمي ساحة الإرادة يوم الاثنين الماضي، فقائل قال: عشرة آلاف، وقائل: بل سبعة آلاف، وقائل: بل خمسة آلاف (وأنا من هؤلاء الرواة)، وقائل: بل ألف، وقائل: بل ثلاثمئة، وقائل: بل سبعة وثامنهم كلبهم… تعددت الروايات والحشد واحدُ.
دونك الأعداد فاختر منها ما يناسب مذاقك، لكنك لن تختلف معي في أن عدد المتجمهرين أصغر بكثير من حجم الحدث.
طيب ما الحل؟ سأجيبك فافتح لي أذنيك وعينيك وعقليك، يرحمك الله ويرحم والديك… أمامك الآن حكومة (الاسم الحركي للسلطة، نستخدم هذا الاسم لتجاوز رقابة الرقيب وقضايا النواح والنحيب)، أقول أمامك الآن حكومة مجهزة بأحدث عتاد، ومدججة بأخطر الأسلحة، واعفني من تسمية أسلحتها كي لا أضيع في الكازوزة، في مقابل معارضة متعددة الألوان، تعتمد في قوتها على الناس، وهنا مكمن ضعفها! هنا الثغرة التي تخترق فيها جيوش الحكومة دفاعات المعارضة، فالناس مزاجيون بطبيعتهم، بعضهم لم يعتد على العواصف، ولا يحتمل حرارة البراكين، ولا تطيق أقدامه الصبر ساعة على الرمضاء، وتتشقق شفاهه من الظمأ بسرعة (أكرر البعض)… لذا أظن أنه من الخبال أن ترمي المعارضة كل ثقلها على الزخم الشعبي، في وقت كهذا.
ستبادرني: هذه هي المشكلة، فأين الحل إذاً؟ صبرك علي، دعني أسألك أنا: ما هو تخطيط الحكومة؟ أقصد ما هي خطوات الحكومة بعد أن رأت أعداداً في ساحة الإرادة لا تخيفها؟ ستقول لي “سترفع مرسوم دعوة للانتخابات”، وسأقبّل خشمك وأقول لك “هنا نهاية الغي”.
ستتزاحم بعض الأسماء المشبوهة على الانتخابات وكراسي البرلمان، وسيقاطع الانتخابات رموزٌ لها ثقلها وعقلها، وسيتردد من يمتلك ولو ذرة من ال… شسمه (افهمني الله يرضى عنك)، وستتفرق الناس التي كانت في صف الحكومة، وبعد إعلان النتائج سيقرأ الناس في الصحف أسماء القراصنة في لجان المجلس، فيتضاحك الناس في بادئ الأمر، ثم تتحول ضحكاتهم إلى ابتسامات ساخرة، قبل أن تتحول الابتسامات إلى تجهّم، فيتحول التجهم إلى غضب، فيتحول الغضب إلى تجمع كاسح في ساحة الإرادة، تسقط أمامه الأسماء المشاركة في البرلمان، وترتفع أسهم مقاطعيها.
سلسلة جميلة من الأحداث كأني أراها أمام عينيّ الآن، ستقابلها سلسلة من الهبات من قِبَل الحكومة، على رأسها إسقاط فوائد القروض، لشراء ود الناس، لكن الوقت قد قزح، على رأي اللمبي، وجذوة الغضب لن تنطفئ بسهولة.
والمطلوب الآن أن تستمر المعارضة في إصدار بياناتها، وفي تجمعاتها في الديوانيات، وغير ذلك من مؤشرات الثبات على الموقف والإبقاء على الجذوة مشتعلة، ثم تستريح المعارضة تحت شجرة الحكومة وتتلقف الثمار التي ستتساقط عليها، وما أكثر ثمار الحكومة، وما أكثر غلطاتها.
ولمن يخشون نجاح الحكومة وبرلمانها في إنجاز بعض المشاريع الشعبية مصحوبة بفساد شامل، أقول: في هالشارب، لن تنجح لا هي ولا برلمانها في الإنجاز، وسيتنافسان على الفساد، فاطمئنوا.
انتظروا معي وراقبوا كيف تتشكل السلسلة، التي ذكرتها، وكيف يتزين بها جيد الكويت قريباً… وما أجمل السلسال والجيد.

احمد الصراف

سكر الإرادة

سألني قارئ شبه صديق: أنت وين عايش؟ ألا ترى ما يحدث في الوطن؟ أليس لك رأي؟ نحن بحاجة لآراء أمثالك! قلت له، في مكالمة خارجية على حسابي، طالت كثيرا: يا سيدي عتبك على الراس، ولكن ما فائدة «الحكي وطق الحنك» عندما يصم كل طرف أذنيه، ويصر على موقفه؟ فصوت العقل قد غاب عن الساحة منذ فترة، والكل، بلا استثناء، مخطئ، ولكن يمكن القول، وإن بحذر، ان هناك خطأ وهناك خطيئة، وحتى هنا لا يمكن الجزم بصورة قاطعة خطأ من أقسى وأمر من غيره! وقلت له انني أحاول أن ألهي نفسي، وربما قرائي، بمواضيع وكتابات أبعد ما تكون عن السياسة، لعل وعسى تساعد في تبريد القلوب وتهدئة النفوس الثائرة، بعد أن أفقدنا صراعنا على السلطة والمال والنفوذ ما تبقى من منطق لدينا، واصبحنا سخرية، وبالذات لدى من كنا بالأمس القريب لهم قدوة ومثالا يحتذى! ولكنه اصر على رأيه، وهنا، كان لا بد من تلبية طلبه ووقف النزيف المالي، وكان هذا المقال!
تعتبر الفطائر الدانمركية الأكثر شهرة عالميا في عالم المعجنات، ويقال ان اصلها يعود للعاصمة النمساوية فيينا، فتسمياتها، حتى في الدانمرك، وخلطاتها نمساوية، ولكن هذا لن يغير شيئا، والقصة تعود لعام 1850 عندما اضرب عمال المخابز عن العمل فاستعان اصحابها بعمال من فيينا، وجاء هؤلاء مع خبراتهم وخلطاتهم، التي تطورت مع الوقت واصبحت دانمركية بقدر ما كانت نمساوية!
تصنع المعجنات من طحين القمح والخميرة والحليب والبيض مع كثير من الزبدة، وأحيانا كثيرة تستخدم الزيوت النباتية في صنعها، كما تضاف اليها محسنات كالهيل وطبعا الكثير من السكر. وتضاف الى أنواع منها مكسرات أو فواكه طازجة أو مجففة وشوكولاتة الكاكاو ومواد لذيذة أخرى.
وما يجعل الفطيرة الدانمركية هشة ولذيذة ما تتعرض له من تكرار في العجن والطي والتبريد تحت درجات منخفضة! وقد ساهم في شهرة الفطائر الدانمركية غنى الدانمرك بالحليب والزبدة والقمح، إضافة إلى أن الشعب الدانمركي كان يوما المستهلك الأكبر للسكر في العالم، مقارنة بحجمه الصغير، فقد كانت بلاده في القرن السادس عشر تمتلك مزارع قصب سكر ضخمة في جزر الهند الغربية، وكان السكر يتوافر في كل بيت بكميات كبيرة في الوقت الذي كان فيه شحيحا وغاليا في غالبية الدول الأوروبية الأخرى. وقد اكتشفت حكومة الدانمرك، غير الرشيدة طبعا، مضار استهلاك السكر، وسعت لحرمان شعبها منه بإضافة «ضريبة سكر» عالية عليه، وأدى هذا لرفع اسعار الحلويات والكيك وشكولاتة الكاكاو لمستويات عالية جدا، وبالتالي قلّ الاستهلاك بشكل واضح، ولم يكن غريبا بالتالي تقدم الدانمرك لاحقا في صناعة دواء مرض السكر، أو الانسولين بحيث اصبحت الدولة الأكبر والأفضل في انتاجه. والآن هل هناك أمل بأن تقوم حكومات دولنا الخليجية، الرشيدة طبعا، مقارنة بغير الرشيدة، مع كل ما نشكو منه من سمنة مفرطة وكسل عجيب، وعدد إصابات بمرض السكر هو الأعلى في العالم، بفرض ضريبة عالية على السكر، وتوجيه المبلغ المحصل لزيادة وعي المواطن، او حتى إعادته له، بعد أن فقدنا جميعا وعينا؟ لا طبعا، لن يحدث شيء من هذا، خاصة بعد فقد جماعة ساحة الإرادة لوعيهم بسبب قلة الحضور.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

شكراً للشعب الكويتي ولشبابه الواعي

يقول المثل «يمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت»،هذا المثل ينطبق على بعض الزعامات التي ليست فوق مستوى الشبهات والتي أفشل الله مسعاها التدميري والتخريبي الأخير ولم يعد الشعب الكويتي وشبابه الواعي يخدع بالدعاوى المدغدغة والكلمات المؤججة التي ظاهرها رحمة وباطنها عذاب شديد!

***

عدد حضور المهرجان الداعي لحزمة المطالب التخريبية مثل «الحكومة الشعبية» و«إباحة الحزبية» و«التحول لمشروع الدائرة الواحدة المدمر»، لم يتعد إلا مئات قليلة من الكويتيين متى ما خصمنا من المجموع الكلي عدد غير الكويتيين من مقيمين وزوار ومحبي الفرجة على «الطماشة» القائمة، وحسبة ذلك العدد سهلة وبسيطة، حيث يمكن القول إن من كل ألف متواجد في الساحات والاسواق أو أي مكان آخر في الكويت هناك فقط 270 كويتيا منهم كوننا نمثل 27% فقط من مجموع السكان، وعدد الكويتيين الذي رأيناه في ساحة الإرادة لا يزيد للمعلومة عن عدد النواب و15 سكرتيرا المخصصين لكل واحد منهم!

***

لقد أثبت الشعب الكويتي وشبابه الواعي حكمته وحنكته وانه ليس من السهل تكرار خداعه من قبل بعض الزعامات الخالدة التي تريد أن تجعله حطبا للنار التي توقدها، وجماجم فارغة للوصول لعرش الخراب والدمار الذي تنتوي أن تعتليه، ويكفي أن نقرأ على «التويتر» ما كتبه شباب أمثال عبدالله بوفتين وناصر البرغش وعبدالله العدواني وعثمان العنجري ومشعل الظفيري وهديل بوقريص وفاطمة الحيان وفواز السنان ومحمد المؤمن ومحمد الفودري وعبدالله زمان وعقيل دشتي ومشاري الصبيحي وعبدالله الدغام ومحمد الصالح وغيرهم كثير من اعتراض شديد على محاولة خداعهم وإخراجهم للساحات كي نشعر بعد ذلك بالاطمئنان على مستقبل البلد، وانه في أيدي الشباب الأمينة.

***

آخر محطة: (1) قرت أعين الشعب الكويتي وآل الحوطي الكرام بإطلاق سراح المواطن عصام الحوطي ويجب ألا يغلق الملف حتى القبض على الفاعلين ومعاقبتهم، ودون ذلك سيفتح كل عام في لبنان وبقية البلدان موسم.. صيد وخطف الكويتيين!

(2) معيبة ومخجلة جدا بعض الكلمات التي ألقيت في ساحة الإرادة!

(3) الشعب الكويتي قاطبة ينتظر ثلاثة أمور ستعجل من فرجه وتدفع بلده للحاق بركب الجيران، أولها تعجيل الاستقالات، وثانيها المقاطعة المستحقة للانتخابات المقبلة، مما سيعطي البلد فترة هدوء وعمل ستستمر لأربع سنوات، وثالثها تقاعد بعض الزعامات المنتظر منذ زمن بعيد لإثبات إخلاصهم وتجردهم من المطامع الشخصية ولإتاحة الفرصة للشباب المتباكى عليه.. وهين!

 

احمد الصراف

كافيار الحبيب (2-2)

يحفظ سمك الستورجين، بعد صيده في برادات ضخمة تحت درجة حرارة 18 تحت الصفر، ويتراوح طول السمكة عادة بين متر ومترين، كما يتراوح وزنها بين 75 و100 كلغ، ويشكل الكافيار عادة %10 من وزن السمكة. ولتناول الكافيار بطريقة سليمة ينصح بإخراج علبته من البراد، وإبقائها مغلقة في الخارج لفترة 15 دقيقة قبل تناوله. ويفضل تقديمه في وعائه الزجاجي أو المعدني نفسه، أو يقدم في طاسة باردة جدا توضع على ثلج مبشور. كما يمكن تناوله كما هو أو بوضعه على قطعة خبز، بعد تحميصها قليلا ودهنها بقليل من الزبدة. ولا ينصح بتناول الكافيار بالطريقة التي يقدم بها في المطاعم، حتى الفخمة منها، والتي تضيف اليه الليمون وأحيانا كثيرة البصل والكزبرة وصفار البيض وغير ذلك، فكل هذه الأمور تذهب بطعمه! وقد يكون السبب للتغطية على أمر أو عيب ما في الكافيار، ولكن تبقى المسألة قضية ذوق، ويسري الأمر ذاته على نوع الشراب الذي يفضل تناوله معه.
وفي الوقت الذي يقوم فيه الكثير من متناولي هذا الطعام اللذيذ ببلعه، إلا أن الطريقة الأفضل لتذوقه والاستفادة منه تكون بتكسير حباته، عن طريق ضغطها باللسان، على جدران الفم. ويحتفظ الكافيار بصلاحيته داخل علبته المغلقة في البراد لفترة 4 أسابيع، هذا ما تقوله التعليمات، ولكني احتفظت به لفترات أطول من ذلك، وبقي لذيذا وصالحا، كما احتفظت به لأشهر عدة في «الفريزر»، وهذا ما لا ينصح به بائعو هذه المادة النادرة، وأيضا لم يتلف لدي. أما بعد فتح العلبة فيجب أن يستهلك فورا.
يعتمد ثمن الكافيار على نوعيته بالطبع، فكلما كانت الكريات أكبر واللون أقل سوادا كان من نوعية أفضل وبالتالي أغلى ثمنا. ويتراوح ثمن كيلو الكافيار الجيد بين 3 آلاف إلى 6 آلاف دينار، أو 8 إلى 20 ألف دولار اميركي، علما بأن هناك كافيارا يستخرج من اسماك أخرى كالسلمون، ولكن ثمنه أقل بكثير من كافيار «الستورجين» ولونه مختلف تماما، ويسمى بكافيار السلمون مثلا، أما كلمة كافيار منفردة فتعني بيض «الستورجين»، والكلمة إيطالية ولكنها مشتقة من الفارسية وتعني البيض. «بون ابتي»!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com