• أعداء النظام الديمقراطي لن يوقفوا تآمرهم على دستور 62.
• المطلوب اغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحتها لنا المحكمة الدستورية، وحشد كل الطاقات لإحباط كل ما هو قادم من مصائب تحل بتجربتنا الديمقراطية برمتها، ويتم شفط كل خيراتنا، نفطية واستثمارية وغيرهما، ومن ثم إفلاسنا.
• بوادر تسلط الحرامية على مقدراتنا المالية في كثير من المواقع قد بدأت، خصوصاً في القطاع النفطي وبكل وقاحة.
• الوقفة الجادة لتضامن كل الخيرين في البلد أكثر من ضرورية لحماية مستقبل الكويت. متابعة قراءة المطلوب الحذر والحيطة
أيها السادة لستم حراساً للدستور
العمل السياسي الصادق والأمين يقوم على الوضوح الشديد والشفافية وعدم التناقض بين ما يطالب به في العلن وما يقال بالسر، ومعه تقديم مصلحة الكويت وشعب الكويت على حب الكراسي اللاصقة والمطامع الشخصية، ودون ذلك يسمى كل الحراك السياسي الذي نراه.. بالهرطقة السياسية الشديدة!
***
ولا يفهم بحق المواطن الكويتي البسيط الذي نلتقيه كل يوم في الدواوين مغزى ما يقوم به بعض الساسة من «مدح» وقبول بأحكام وتفسيرات المحكمة الدستورية عندما تلقى هوى في النفس، ثم «القدح» في نفس المحكمة واعتبار أحكامها منعدمة عندما يتمسك القضاة الأجلاء بأحكام الدستور بعيدا عن الأهواء، علما أن مرفق القضاء لا يقبل المدح أو القدح، بل توقيره واحترام محرابه وشخوص قضاته ورجاله.
***
ومن عجائب وغرائب الساحة السياسية الكويتية القراءة الخاطئة تماما لأحد مخضرمي السياسة لأحكام المحكمة الدستورية الأخيرة، حيث ذكر ـ كما نشرت الصحف أمس ـ أنه (أي الحكم) يلزم الحكومة بحل مجلس 2009 بينما أتى في نص الحكم ولا اجتهاد بوجود النص «ومن ثم يستعيد المجلس المنحل 2009 بقوة الدستور سلطته الدستورية، ليكمل المدة المتبقية له أصلا»، وهو ما أكده جميع الخبراء الدستوريين الذين ذكروا أن الحكم أعطى مجلس 2009 حق البقاء والاستمرار، أو الحل، وهو الخيار الأكثر احتمالا كما تشير الدلالات والظواهر.
***
وقد أثبتت التجارب وأحكام المحكمة الدستورية الأخيرة أن الانفعالية والاندفاع السريع في اتخاذ القرارات الاساسية يؤدي إلى الوقوع في المطبات المؤلمة، وعليه ندعو لأن يتداعى الجميع للوصول إلى حلول محصنة من الطعن عبر دعوة مجلس 2009 للانعقاد كي تؤدي أمامه الحكومة اليمين الدستورية ومن ثم يكون طلب الحل قادما من حكومة مستكملة استحقاقاتها الدستورية، كما يجب أن تكون أسباب حل مجلس 2009 مختلفة هذه المرة عن المرة السابقة، حيث نصت المادة 107 على أنه لا يجوز حل المجلس لذات الاسباب مرة أخرى ودون ذلك سيتقدم كثيرون بطعون في المجلس القادم، وقد يرجع القضاة الأجلاء مجلس 2009 للمرة الثانية أو الثالثة، ولا ذنب لهم في ذلك.
***
آخر محطة:
أيها السادة.. لستم كما قال قائلكم حراسا للقصر إذا حجت حجايجها، بل أنتم أيها السادة.. حجة حجايجها ذاتها ودون أجنداتكم.. لا يحتاج القصر أساسا الى حراس.
طيري يا طيارة طيري
ما لا يعرفه البعض أن كل طيار في العالم يجب عليه معرفة اللغة الإنكليزية بأكبر قدر من الطلاقة، فالتخاطب بين الطيارين، وبينهم وبين أي برج مراقبة، «يجب» أن يكون باللغة الإنكليزية، حتى لو كان المتخاطبون وموقع برج المراقبة وجنسية الطيارة والأجواء جميعها روسية أو تركية أو حتى كويتية! هذا على الأقل ما تقوله التعليمات، ولكن من يتقيد بكل ذلك أمر آخر. كما يتطلب الأمر في الرحلات التي تزيد على 8 ساعات تواجد «ثلاثة ملاحين في الطائرة»، القبطان واثنين من مساعديه، لكي يتبادلوا مهمة الطيران. وفي الرحلات التي تزيد على 12 ساعة يتطلب الأمر وجود 4 طيارين، القبطان و3 طيارين آخرين. كما تتطلب قوانين السلامة عدم تناول طاقم الطائرة وجبة طعامهم من مصدر واحد أو نوعية واحدة، خوفاً من التسمم، أو لتقليل نسب الإصابة به. وفي المتوسط يعمل الطيار في الدول «اللطيفة»، والتي تتبع الأصول، من 9 إلى 14 يومياً في الشهر! أما في غيرها، فحدث ولا حرج، فقد تصل أيام العمل إلى 26 يوماً. كما يوجد اتفاق عالمي تلتزم بموجبه جميع شركات الطيران بتوفير مقعد خال لأي قبطان يسافر على طائرة أخرى، حتى لو كان الكرسي الوحيد المتوافر يوجد في قمرة القيادة. ولعلم البعض، فإن الوظيفة الأساسية لطاقم «الخدمة» في أي طائرة هو الحفاظ على سلامة الركاب. أما خدمتهم، فهي مهمة ثانوية، وبالتالي نطالب الركاب «الودرين»، أو «الجفصيين» الذين يعتقدون أنهم اشتروا ضمير من يعمل في الطائرة بمجرد قبول السفر على طائرتهم بتفهم هذا الأمر. وربما لهذا السبب كانت مضيفات سنوات الثلاثينات من الممرضات، وليس من المانيكان، كما هي الحال مع البعض! كما تمنع جميع شركات الطيران قيام أي من المضيفين بوشم أجسامهم في أماكن ظاهرة. أما المخفي، فحقهم فيه محفوظ، ليس من منطلق كرم في المعاملة بل لصعوبة معرفة مكان الوشم المخفي أصلاً! وبالرغم من أن النسبة والتناسب في عدد المضيفين إلى الركاب هما واحد إلى كل خمسين، فإن جميع الشركات تقريباً لا تتقيد بهذه النسبة.، وهو عكس ما نراه في الدرجة الأولى طبعاً. كما أن طول المضيف أو المضيفة عامل حاسم، لأغراض أمنية، ولكن حتى هذه تم غض النظر عنها بعد زيادة تبرم منظمات إنسانية من التمييز ضد قصار القامة، عفية عليهم! كما يتطلب الأمر وجود مرحاض واحد لكل 50 راكباً، ولكن قلة من شركات الطيران فقط، في غير درجة رجال الأعمال والأولى تتقيد بذلك. وتعتبر لحظات الإقلاع والهبوط الأخطر في عمل الطائرة، ولهذا تتطلب أنظمة السلامة إطفاء الأضواء حينها، لكي تتمكن العين من رؤية ما هو في الخارج بطريقة أفضل في حال وقوع حادث أو هبوط اضطراري يتطلب إخلاء سريعاً. وبالرغم من خوف الكثير من السفر بالطائرة، فإنها علمياً وإحصائياً هي أكثر أماناً واطمئناناً في السفر، مقارنة بجميع وسائل السفر الأخرى، فشكراً لكل من ساهم في تصميم حتى أصغر برغي فيها.
***
• ملاحظة: تقيم «مبرة رقية القطامي لسرطان الثدي» حفلاً ساهراً يوم الخميس 4 أكتوبر، وسيخصص ريع بيع التذاكر لدعم جهود «الجمعية الخيرة». لمزيد من التفاصيل عن الحفل وأهداف المبرة وأسعار التذاكر، يرجى الاتصال برقم 69090977. وقد قمنا بالمساهمة في جهود الجمعية، ولكن سوف لن نتواجد في الحفل لغيابنا في الخارج.
أحمد الصراف
طرق النصب والاحتيال الجديدة
تشتكي د. سميرة من مشكلة غريبة تتمثل فيما أصبحت تشعر به من ضعف متصاعد في قدرتها على مقاومة إغراءات الفساد والنصب والاحتيال، فقد عاشت دائما صادقة مع نفسها وأمينة على مبادئها، ولكن لكل شيء حدود. تقول سميرة إن حكومتها أرسلتها قبل سنوات لدراسة الطب في اميركا، وهناك التقت بشريك حياتها، الذي أصبح تاليا والد أبنائها، فقررت البقاء معه. ولكن عندما انهت دراساتها العليا، فوجئت بأن حكومتها تطالبها بدفع مبلغ كبير، هو تكلفة الصرف عليها وعلى دراستها، وذلك لأنها أخلّت بشروط ابتعاثها، ولم تعد لتعمل في جهة حكومية لفترة زمنية، وتقول إنها تدفع قسطا شهريا لسداد دينها، ويستقطع المبلغ من راتب زوجها، الذي بالكاد يكفي أسرة من اربعة اشخاص، حيث إنها اختارت عدم العمل والتفرغ لتربية ابنيهما. وتقول إن كل من استمع لحكايتها ضحك من «سذاجتها» وإصرارها على دفع دينها لحكومة غنية، كالكويت، وأن من يدفع غبي، وألا أحد بحاجة لألف دينارها، وهناك مئات الملايين التي تضيع شهريا على التافه من الأمور، وفي صورة مساعدات لدول لا أحد يعرف أين تقع، وأن كل من نصحها بعدم الدفع، وغالبيتهم من المصلين والصائمين من ابناء وطنها، جاء بنصيحة تختلف عن غيره في كيفية التخلص من القرض الذي ترتب عليها، ومنها:
أولا: الكتابة لوزير التربية شخصيا وشرح ظروفها، وغالبا ما سيعفيها من القرض، خاصة إذا حمل الكتاب أحد النواب، وهناك حالات استثناء معروفة.
ثانيا: العودة الى الكويت والعمل كمساعدة «طبية» لأحد النواب، وهذا سيعفيها من العمل الحكومي، وتستطيع العودة الى أسرتها، بعد شهر بالكثير، فور الانتهاء من إجراءات التوظيف. أو تقديم كتاب لوكيل التربية بإسقاط نصف القرض وتقسيط الباقي على فترة أطول، وهناك أيضا استثناءات مماثلة معروفة، والتوقف بعد فترة بحجة عدم القدرة. أو العودة ومحاولة معرفة «مفاتيح» المسؤولين، فقد اصبح لكل معاملة ثمن معروف، ولكل وزارة «مفتاحها»، وغالبا ما يكون الفراش البنغالي في مكتب السيد الوزير او الوكيل هو الذي يعرف أكثر من غيره في هذا المجال. أو العودة الى الكويت ومحاولة العمل في القطاع الذي يعجبها، سواء في صيدلية او مستشفى أو مختبر أو مستوصف، فكثير من المؤسسات تبحث عمن يحمل مؤهلاتها، لتوظيفها مقابل مبلغ رمزي لتغطية النسبة المطلوبة من العمالة الوطنية، وأن ما سيدفع لها من دعم حكومي سيكفي ويزيد على قرضها الشهري!
وتستطرد الدكتورة في القول إن النصائح كانت أكثر من أن تحصى، ولكنها لا تستطيع اتباع اي منها، فالتزامها الأخلاقي، الأكثر شمولا من التزامها الديني، يمنعها من ذلك. وتقول إنها عرضت خدماتها على قنصلية وسفارة الكويت، حيث هي، من دون مقابل، إلا أنهم اعتذروا بحجة وجود غيرها، من غير الكويتيين، ممن يعملون لديهم. وتستمر سميرة في شكواها قائلة إنها فوجئت بعمق خراب «النفوس» بين بعض ابناء وطنها، وهو شيء لم يكن معروفا حتى قبل عشر سنوات أو اقل، وأنها تشك في أنها ستكون سعيدة لو عادت إلى وطن لا يسير فيه شيء بغير واسطة أو عمل فاسد! وهنا تسألني: ما العمل؟ فقلت لها إن عليها أن تبقى في «وطنها» الجديد، وألا تعود، وتستمر في دفع ما عليها لكي يطمئن ضميرها، فالكويت ليست لها الآن ولا لأمثالها! ولا ادري ان كنت محقا في نصيحتي أو أنني ظلمتها؟
أحمد الصراف
لأجل الكويت وشعب الكويت!
أغلب ما يشاهد من صراع على الحلبة السياسية الكويتية هو في حقيقته صراع مصالح وأموال وسلطة ونفوذ، فلماذا ندخل أنفسنا فيه كما سألني بعض الأصدقاء والأقرباء؟! وهل تموضعنا أو تطرفنا أو تشددنا بعكس ما كانت عليه مواقفنا في السابق؟ وكانت الإجابة:
أولا: أنا بالفعل من المؤمنين بالوسطية لا التعصب الأعمى لهذا الطرف أو ذاك كوني لم أسمع أو أقرأ عن أمة دمرها الاعتدال أو عن بلد أحياه التعصب، كما أؤمن في الوقت ذاته بحاجة الشعب الكويتي مني أو من غيري من صناع الرأي لمواقف عاقلة وحكيمة تساعده على التمييز بين الغث والسمين فيما يطرح، وأدعي انني حاولت جاهدا طوال عمري بالكتابة ان أتخذ مثل الموقف الوسطي الثابت بين التخندقات القائمة إلا ان هناك امرا جعلني اتخذ المواقف التي اتخذتها خلال الأسابيع الماضية وستبقى مواقفي ما وقف ذلك الأمر المستجد.
****
ذلك المستجد هو ما شهدناه من خروج على كل الثوابت التي قامت عليها الكويت منذ يومها الأول، وضرب لكل الأعمدة ونزع كل أوتاد الخيمة التي تظلنا جميعا بدءا من التعرض لهيبة السلطة والمساس بمواد الدستور والطعن بالقضاة والتعدي على رجال الأمن والنزول دون داع للشوارع التي قد يعرف البعض كيفية البدء بها ولا يعرف أحد كيف تنتهي، كذلك لم أستوعب على الإطلاق ازدواجية الخطاب السياسي وقول الشيء وعكسه أو انكاره رغم ثبوته، والطعن بفئات وطوائف كريمة من المجتمع الكويتي. ان النهج القائم يدفع بتعقيد الأزمة لا حلها والخوف من أن ينفخ بالأزمة حتى تقارب، والبلد معها، على الانفجار والدمار.. المصاحب!
****
إن على الجميع ولأجل الكويت وشعب الكويت أن يعودوا الى رشدهم وأن يبدأوا بلغة حوار لا شروط مسبقة فيها وعبر التقدم بمطالب متدرجة معقولة قابلة للتحقق بعيدا عن منهاجية ليّ الذراع وتقوم على فن الممكن وابداء حسن النوايا ونسيان الماضي القريب والبعيد، فكلنا أبناء وطن واحد اختلفنا في السابق ففقدناه فهل يراد لنا ان نكرر المقدمات حتى تتكرر النتائج؟! ألم نتعلم الدرس؟ وماذا نحتاج كي نتعلمه هذه المرة؟!
****
آخر محطة: لتثق أي قوى سياسية تبدي حسن نواياها لحل الأزمة القائمة ومنع أي أزمات قادمة، ان الشعب الكويتي ونحن معه سيصطف معها، أما من يحرض على بلده ويسعى تحت الشعارات والمطالب الكاذبة لخرابها وإيذاء شعبها فسنقف ضده ونسل أقلامنا سيوفا حادة لقطع رقاب من يريد دمارها، ولا يتساوى الحق والباطل.
أقوال فوزية
أعلن وزير التعليم العالي عن اعتماد مجلس الوزراء لبرنامج المنح الدراسية للطلبة الكويتيين من خريجي الثانوية، الذين يحصلون على موافقات لدراسة البكالوريوس من إحدى الجامعات المصنفة ضمن أفضل 100 جامعة في العالم! وهنا تتكرر المأساة للسنة المائة، فعاما بعد عام، لا نجد ايا من جامعاتنا، عربية أو إسلامية، ضمن هذه القائمة أو حتى ضمن الـ300 أو الـ500 الأهم في العالم، وكان يمكن قبول هذا الوضع على مضض لولا ان الجامعات التي لدينا لم تنجح حتى في الاحتفاظ بمراكزها المتخلفة، بل تخلفت أكثر، فجامعات مثل القاهرة وعين شمس، وحتى بيروت الأميركية، انحدرت مستوياتها عما كانت عليه قبل عشرين سنة مثلا، ولم نعد نسمع منذ عقود بمخرجات بارزة منها!
وهنا تقول القارئة فوزية، تعليقا على الأحداث السياسية الدينية الأخيرة، إن البشر في مجتمعاتنا أصبحوا كمحاربي قبائل «الزولو» في احتفالاتهم الوطنية، عندما يقومون بتزيين وجوههم بمختلف الألوان ويربطون قطعا من العظام البشرية أو الحيوانية بشعر رؤوسهم، وتتدلى قطع العاج من اذانهم وأنوفهم، يتراكضون ويتصايحون، إن احتجاجا او ابتهاجا أو احتفالا بمناسبة ما، وما ان ينتهي الحفل حتى يعود البعض منهم ليرتدي ملابسه العادية، وينزع العظام من أنفه وأذنيه! وإننا بالتالي لسنا، ثقافيا على الأقل، ببعيدين عنهم في الكثير من تصرفاتنا! فلو قام أحد بالجلوس على برج عال ومراقبة حركة المرور في جميع شوارعنا لاكتشف الكم الكبير من المجانين الذين سمحت لهم حكوماتهم بالجلوس خلف مقود السيارة، وحمل «رخص سوق» معترف بها، على الأقل، من كل دول مجلس التعاون، او ملاحظة ما يجري في دوائرنا الحكومية، أو عمليات الغش في الشهادات والامتحانات الدراسية، وفوضى الطوابير في الوزارات، إن وجدت، واستمرار الواسطات في قبول الطلبة في أكثر مرافق الدولة خطورة وأهمية، وبطرنا في الصرف على التافه من الأمور بغير حساب، فبعد كل أساليب المعيشة والتصرفات الخاطئة التي تملأ حياتنا لا يمكن أن يتكون لدينا فهم واضح وسليم لقضايانا الدينية والوطنية، لأننا أعجز عن فهم ما هو في مصلحتنا أو مصلحة غيرنا، فالمسألة ليست غيرة على ما نعتقد أنه «حق» لنا، وثورة لا تبقي ولا تذر، بل تفكير وتبصر وتصرف بحكمة ودهاء، وكل هذا يتطلب حدّاً أدنى من المعرفة او المنطق، وبالتالي كيف يمكن توقع الصلاح من «حركات» وتظاهرات جماهيرية غوغائية.
أحمد الصراف
مطلوب تهدئة الحراك لا المبادئ
مع طباعة هذا العدد من الجريدة يكون حكم المحكمة الدستورية في قانون الانتخابات قد صدر. وهنا أتمنى التعاطي مع هذا الحدث بحكمة وهدوء بعيداً عن التكسب السياسي وأسلوب تكسير الرؤوس.
لو جعلنا مصلحة وحدة المجتمع وتكاتفه ولحمته نصب أعيننا، سنشاهد ردات الفعل متزنة من الجانبين، فالمعارضة السياسية مطلوب منها عدم الانفعال، والابتعاد عن التصريحات غير المدروسة واتخاذ مواقفها بروية وحسن ادراك، وهذا لا يعني ان تتنازل عن مبادئها أو تتراجع عنها، وأهمها ضرورة عدم انفراد السلطة التنفيذية بقرار اعادة توزيع الدوائر.
كذلك مطلوب من أصحاب الشأن في السلطة ألا يستغلوا الوضع القانوني الجديد في الانفراد بالقرار، والظن بانها فرصة العمر التي لا تتكرر للتخلص من الخصوم السياسيين، فقد كان هذا تفكير البعض بعد حل مجلس 1975، وجاءوا بدوائر جديدة، ولكن بالنهاية انقلب السحر على الساحر وانتبه الشعب بعد غفلة فاضطروا الى حل المجلس في 1986.
ملاحظة أخيرة: أتمنى من المخلصين في السلطة ان ينظروا الى من يؤيدهم في الساحة السياسية، سيجدون الدليل على ان سياستهم التي يتبعونها عليها علامة استفهام ما دامت هذه النوعية من البشر تهلل لها.
***
• مؤتمر عبس
يفتتح اليوم المؤتمر الثاني لرابطة عبس العالمية في منطقة العارضية بحضور معالي وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح تحت شعار «الوطن ثم القبيلة». وقد تم اختيار هذا الشعار لترشيد العصبية القبلية وتوجيهها التوجيه السليم بعد ان شاهدنا البعض يقدم مصلحته القبلية على مصلحة وطنه. وستشارك في المؤتمر وفود تمثل قبائل الرشايدة في 12دولة عربية، وبحضور شيوخ القبائل في الكويت، وسيكون أول مؤتمر يساهم في تهدئة الساحة والحث على الوحدة الوطنية وترسيخ الولاء للوطن قبل كل شيء، وستكون الأمسية الشعرية في اليوم الثاني والمحاضرات تدعو الى ترسيخ هذه المفاهيم.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
حوارٌ بلغتين…
سامح الله من قال إن العرب تجمعهم لغة واحدة. سحقاً لأمه، كيف ذا ونحن في الكويت لا يفهم بعضنا حديث بعض! للسلطة لغتها الخاصة بها، لا يفهمها إلا أنصارها ومحبو عطاياها وقوافل مساعداتها، وللمعارضة لغتها الخاصة، وهي لغة يستخدمها السكان ممن لم يجروا عمليات “إزالة المرارة”.
وسقى الله أحمد مطر، الشاعر العراقي الثائر، الذي سخر من اجتماعات القمم العربية وشخر، وكتب واحدة من أجمل القصائد عن طريقة الحوار ونوعيته:
“مر (شعواط) الأصم
بالفتى( ساهي) الأصم
قال ساهي: كيف أحوالك… عم؟
قال شعواطُ: إلى سوق الغنم.
قال ساهي: نحمد الله … بخيرٍ.
قال شعواط: أنا شغلي الغنم.
قال ساهي: رضة في الركبة اليمنى
وكسرٌ عرضيٌ في القدم.
قال شعواط: نعم… أقبل الشغل
فلا عيب بتحميل الفحم.
قال ساهي: نشكر الله… لقد زال الألم.
قال شعواطُ: بودّي… إنما شغلي أهم؟ لمَ لا تأتي معي أنت إلى سوق الغنم؟
قال ساهي: في أمان الله… عمي،
إنني ماضٍ إلى سوق الغنم.
الحوارات لدينا
هكذا تبدأ دوماً… وبهذا تختتم.
اسمها الأصلي “شعواطُ وساهي”
واسمها المعروف رسمياً “قمم”.
انتهت قصيدة أحمد مطر، ولم تنتهِ مآسينا. وإذا كان شعواط وساهي تقابلا وتحدثا، فإن السلطة والمعارضة الشعبية في الكويت لا أمل في لقائهما، لاختلاف اللغات، إلا باستخدام الإشارة أو الهراوة.
هراوات على رؤوس الأطفال
كله عند هراوات القوات الخاصة صابون، فلا فرق بين رأس د. الوسمي في تجمع ديوان الحربش، أو رأس الطفل البدون الذي لم يبلغ 12 عاماً، فالكل سواسية أمام هراوات الشرطة، الرأس منبع التفكير والتعبير، وأفضل موقع للتأديب والتعذيب، حين تنزل الهراوة عليه للردع وتعليم الناس، ولو كانوا أطفالاً، أصول الأدب واحترام القانون، وهذا الاحترام “الواجب بدولة القانون” في أدب الضحايا لا يعني غير الترويع من أنياب الدولة حين يكشر “فامبير” (مصاص الدماء) عن أنيابه على المساكين.
الصور التي نشرت في جريدة “الكويتية” عدد أمس الأول بعنوان “مجموعة 29: الكويت تنتهك حقوق الأطفال البدون…” مقرفة، مثيرة للغضب ومستفزة لكل من يملك ذرة ضمير في دولة “الدستور والقانون” ولا بارك الله، لا بدستوركم ولا بقوانينكم إذا كان هذا تعاملكم مع الأطفال، وبالتأكيد مع الكبار لنا أن نتخيل كيف يكون هذا التعامل “الإنساني”، كانت صورة لطفل صغير يقف في تيماء وهراوة رجل من القوات الخاصة، (خاصة لقمع الناس) يهوي بها على رأس الصغير، وبقية سباع القوات الخاصة كانوا واقفين من الخلف، وكأن شيئاً لا يعنيهم، عندهم المشهد عادي، وهو مجرد حلقة تأديب بسيطة لطالب (وهو طالب هوية إنسانية) في مدرسة “أولفر تويست” للأيتام في رواية تشارلز دكنز.
لا فائدة من إعادة ترديد حوادث “اللااعتبار” التي نشرت في التقرير، وأعادت ذكرها ابتهال الخطيب في جريدة الجريدة، من تناسي وضع طفل ذكرت أمه أنه بلغ 14 ربيعاً، ولا يحمل من وثائق رسمية غير “بلاغ الولادة”، إلى العسكري الذي خدم في الجيش وأُسِر أثناء الاحتلال، وبعد التحرير طالبوه بتعديل وضعه القانوني حسب متطلبات البقاء في “الجنة الكويتية”، ودفع 4 آلاف دينار لجواز أردني، ثم تبين لجهات الاختصاص أن الجواز “مزور”! تهمني كل تلك الانتهاكات “لكرامة” البشر، والكرامة هنا أسمى من كلمة “حقوق” وأغلى، إلا أن صورة الطفل المعدوم الهوية والهراوة التي نزلت على رأسه، تتطلب الكثير من التفسير من وزارة العين الساهرة على الأمن، فهل ستحقق تلك الوزارة في سلوك أبطالها؟ وهل ستتحرك الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، وأيضا جمعية المحامين الكويتية لتقديم بلاغ عن جريمة “الأذى البليغ” ضد الجاني والجناة؟ وشكراً لمجموعة 29 فقد كفوا ووفوا… وسننتظر ولن ننسى.
مخالفات الخيريات
بعد المذكرة، الفضيحة، التي رفعتها موظفة إدارة الرقابة على الجمعيات الخيرية لوكيل الوزارة، ضد أحد كبار مسؤولي الجمعيات، الذي تعرض لها بالإهانة، لأنها كشفت مخالفاتهم، وضد مديرها المباشر في الوزارة الذي رفض اتهاماتها ورفض التعاون معها، وفي محاولة من الأخير، ربما لرد الاعتبار لنفسه، قام السيد بدر العوضي، مدير إدارة الجمعيات الخيرية في الشؤون، بالتصريح للصحف (القبس 8/30) بأن الوزارة «رصدت» قيام سياسيين بجمع مساعدات لسوريا وبورما، من دون إذن! وأن هناك مخالفات لجمعيات في رمضان الماضي! وهنا، بدأت الضغوط النيابية على الشؤون لطمطمة مخالفات التبرعات «السياسية»، وصدرت الأوامر بمنع العوضي من الإدلاء بأي تصريحات إعلامية!
يذكر أن هذه المخالفات طالت سياسيين من المنتمين لأحزاب منافسة ومخالفة للحزب الديني السياسي الذي ينتمي إليه السيد العوضي! وقد نشرت جريدة «الجريدة» في اليوم السابق لتصريح العوضي صورا لسندات قبض، بيّنت قيام جمعية الإصلاح، الفرع المحلي للإخوان التابع للتنظيم العالمي، بجمع تبرعات بصورة غير قانونية، وهي سندات لا تحمل شعار الوزارة ولا ختمها! ويحدث ذلك بالرغم من تصريحات مسؤولي جمعية الإصلاح بأنهم ملتزمون بكل قوانين الوزارة المنظمة لجمع التبرعات، وأنه لا توجد «مخالفة واحدة» على الجمعية، وهذا كذب بواح طبعا! وبالتالي، فإن المخالفات كبيرة وكثيرة، وكل طرف يحاول تعرية غيره، والتغطية على مخالفاته، وهنا يبرز الدور الحساس والموقف غير المريح الذي وجد السيد محمد الكندري، وكيل الشؤون، نفسه فيه، فهو مضطر من ناحية، ولأسباب سياسية، للتغطية على بعض المخالفات، بناء على تعليمات عليا ربما، ومن جانب آخر، مطلوب منه، ولأسباب سياسية، أيضا، الكشف عن مخالفات أخرى، ويحتاج الموقف إلى سوبرمان للتعامل مع هذين الوضعين!
إن مسألة التبرعات الخيرية ليست مشكلة تقتصر على الكويت، فلا شك في أن هناك مخالفات رهيبة مماثلة في دول الخليج الأخرى، ولكن عدم وجود صحافة «مزعجة وجريئة» أبقى المشكلة «مكتومة»، كما تشكو دول غنية كبرى كأميركا من مخالفات جسيمة في صناديق واستثمارات كثير من الكنائس والمبرات، وقد تورط رجال دين كبار في قضايا اختلاس مئات الملايين منها، وانتهت الحال ببعضهم إلى السجن، وهروب بعضهم الآخر بما حمل.
إن المسألة تتطلب حزما، وهذا الحزم لا يمكن أن يأتي من حكومة تخاف من ظلها، وطالما أن الحزم مفقود، فإننا نطالب أصحاب الضمائر النائمة بالانضمام إلى الجمعيات المسماة بالخيرية، وتولي أعمال جمع التبرعات فيها، لأن الثراء السريع مضمون وسهل.
أحمد الصراف





