احمد الصراف

فرصتنا الثانية والأخيرة

تعتبر الكويت واحدة من أسهل الدول للعيش والعمل فيها، كما أنها، مع بعض التحفظ، مكان شبه مثالي لتحقيق ثروة ما، لخلوها من الضرائب وقيود التحويل! وهي واحة أمن يفتقده كثيرون في دولهم، وباستطاعة غالبية شعبها ونسبة من الوافدين إليها، العمل لعشرة اشهر وقضاء شهرين خارجها! كما أن إدارتها سياسيا غير متعبة، أو هكذا يفترض، فاقتصادها ريعي سهل، ودخلها كبير، وتعداد سكانها قليل، والفروقات الاجتماعية والمادية بينهم ضئيلة! ومع هذا فشلت حكوماتها المتعاقبة في جعلها مكانا اكثر راحة لها، وأكثر سعادة لأهلها، وجعل اقتصادها أكثر استقرارا، وديموقراطيتها اكثر رسوخا! وهذا عرضها اخيرا لخطر كبير، كيانا وشعبا واسرة، وكادت الأمور أن تفلت من يد الجميع! وهنا نجد أن عودة الكويت إلى ما كانت عليه يوما من تقدم واستقرار، والقضاء، أو على الأقل إرضاء وتلبية كل مطالبات الإصلاح، وإسكات اصوات الاحتجاج، تكمن في تطبيق أمرين لا ثالث لهما: التمسك بالدستور والعمل به وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع! نكرر، التمسك بالدستور والعمل به، وتطبيق القانون على الجميع!…………. فقد أضاعت السلطة فرصة خيالية بعد التحرير مباشرة في جعل الكويت دولة مثالية، ولا يجب ان نضيع الفرصة الثانية، والتي قد تكون الأخيرة، ونفقد آخر أمل في إصلاح أوضاع وطننا الصغير والجميل!

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

سامي النصف

الحلم بكويت جديدة!

في عام 63 حلم د.مارتن لوثر كينغ بأميركا جديدة يجلس فوق تلال جورجيا الحمراء فيها أبناء العبيد مع أبناء ملاك العبيد سواء بسواء، بلد لا يحاسب أطفاله على لون بشرتهم، بل على ما في رؤوسهم من أفكار وإبداعات، بلد يضع فيه أطفال السود يدهم بيد أطفال البيض، وتحقق حلم المفكر كينغ في بلد 300 مليون نسمة، فهل لنا ان نحلم بكويت جديدة في بلد المليون كويتي؟!

***

كويت يلتف فيها الجميع حول قيادتها الأبوية والرحيمة القائمة وتترك السياسة فيها للقلة من السياسيين يتناقشون ويتحاورون فيها تحت قبة البرلمان لا يعلم الشعب الكويتي عنهم شيئا، فقد دمرتنا ودمرت أوطاننا العربية الجرعات السياسية الزائدة التي نقتاتها ونعيش عليها 48 ساعة في اليوم الواحد بعكس شعوب العالم المتحضرة والمتقدمة.

كويت نهتم فيها بتطوير ذاتنا وحسن أدائنا ونعمل لأجلها منذ الصباح حتى المساء ونسأل فيها أنفسنا ماذا أعطينا لوطننا لا ماذا أخذنا منه؟!

كويت يحاسب فيها كل من يخطئ ويفسد أيا كان انتماؤه السياسي أو الاجتماعي أو الديني ويكافأ الأكفاء والأمناء والأنقياء.

كويت لا يعيش أهلها ليومهم فقط بل يفكرون قبل ذلك بمصير أبنائهم وأحفاد أحفادهم وأجيالهم المستقبلية.

كويت لا نعاملها كواحة زائلة أو كمحطة وقود تعبأ منها الجيوب والحسابات استعدادا للرحيل، بل وطن باقٍ لألف عام.

كويت تعمل فيها عجلة التنمية بأقصى سرعتها كي تلحق بركب الآخر وكي تعوض عوائد النفط الزائلة.. قبل فوات الأوان.

كويت أهلها رحماء فيما بينهم أشداء على الأعداء، لا قوم بأسهم شديد فيما بينهم، ضعفاء أمام الأعداء.

كويت تقدم القريب على الغريب.. لا الغريب على القريب.

كويت تعطى فيها الجزرة للمجّد والمجتهد، والعصا للخامل والمتجاوز.. لا العكس.

كويت الجميع فيها سواسية تحت القانون، لا كويت الجميع فيها سواسية.. فوق القانون.

كويت يتخلى فيها الجميع طواعية عن كل انتماء عدا الانتماء لهذا الوطن المعطاء.

***

آخر محطة: كويت الحلم.. الكويت الجديدة تولد هذه الأيام، كويت المؤسسات الراسخة، كويت النظام والقانون والانضباط، كويت الحرية المسؤولة والاحترام والارتقاء بلغة الخطاب، كويت الشباب المثقف والمحترم والرزين.. فحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

 

احمد الصراف

خير الأمم

لا يمكن أن تنهض أمة بغير نهوض نسائها، لا يمكن!
قامت حكومة النرويج باختيار سيدة مسلمة من اصل عربي، وهي هادية طاجيك، وزيرة للثقافة في دولة ثرية بكل شيء وتزخر بالمتعلمين والمثقفين، علما بأن «هادية لم تبلغ بعد الثلاثين، وهي أصغر وزيرة، وأول وزيرة مسلمة في الدول الاسكندنافية، الأكثر تطورا وانسانية وكرما في العالم.
وبمناسبة الحديث عن الكرم تقول القارئة فوزية إن الأثرياء في دولنا كرماء بشكل أساسي في القضايا التي تتعلق بما نص عليه في الشريعة، فبناء مسجد يتقدم كثيرا على بناء مدرسة، واطعام يتيم، وقد يكون في غير حاجة، أكثر مدعاة جلبا للأجر، من اطعام طالب علم. وتضيف إن تفكير الأثرياء في اي عمل خيري يأتي دائما من منطلق أنه واجب ديني، وقد لا يكون بالضرورة ذا أولوية كبيرة. كما تقول إن الرغبة، التي تبلغ أحيانا درجة الهوس، في نيل الأجر الديني تسيطر على تصرفاتنا كافراد، وبالتالي تكون منطلقاتنا، عندما نساعد أحدا ما في ضائقة، منطلقات دينية بحتة، وبالتالي نجد الكثيرين على غير استعداد لتقديم العون لمن ليس من ملتهم الدينية، أو المذهبية، حتى لو كانوا أكثر جدارة أو اكثر استحقاقا من غيرهم. ومن الأمور المحيرة بمكان أن نجد أنفسنا عاجزين عن الاختيار بين دفع الزكاة لبيت المال أو تقديم ذلك المال لمساعدة طبيب على انهاء سنته الدراسية الأخيرة!
الشيء نفسه ينطبق على الأعمال الشريرة، فنحن غالبا، كما تقول فوزية، نتجنب الفعل الشرير ليس لأنه في كينونته امر سيئ بل لأنه غير مقبول دينيا، وسنحاسب عليه في الآخرة، أو نفقد بسببه بعضا مما «كسبناه» من أجر، وبالتالي من الطبيعي ان يقدم البعض على قتل مخالفيه في الدين أو المذهب من دون الشعور باقتراف ذنب ما، فالمقياس هو الشرع، ودينيا نحن مطالبون بتطبيق الشرع، الذي قد لايكون في كل الأحوال متطابقا مع منطق العيش المشترك في غالبية دول العالم، التي أصبحت ذات ثقافات وديانات وأعراق متعددة ومختلفة! وتخيل الوضع لو أتيح للأقلية المسلمة في الهند مثلا، التي يبلغ عددها 160مليونا، أن تحكم الهند بشعبها الذي يقارب عدد الهندوس فيه المليار، فهل سيتم تخيير هؤلاء بين دخول الاسلام او عدم الاحتفاظ برقابهم مثلا؟ ولماذا يكون للمسيحيين ام تريزا ولا يكون لنا أم علي أو ام ابراهيم؟ وهل أصبحنا أكثر قوة ومنعة وثراء عندما ضننا بكرمنا على من هم من غير ملتنا؟ أو اصبحنا أكثر حكمة ورحمة ومودة، عندما قصرنا طيب مشاعرنا وجميل أحاسيسنا على ابناء مذهبنا؟ وهل صيحات هيهات منا الذلة جعلتنا أكثر شجاعة مثلا؟ أسئلة كثيرة ستبقى من دون جواب حتى تنتهي شمعة الحياة!

أحمد الصراف

سامي النصف

نحن المسؤولون عن مشاكلنا

في عام 1948 ضاعت فلسطين بعد سلسلة أخطاء جسيمة قام بها الاخوة الفلسطينيون منها اختلافهم الشديد فيما بينهم وتضييعهم الفرص التي توافرت لحل إشكالهم، وتسليمهم راية قضيتهم للغوغائي الكبير أمين الحسيني، وبدلا من لوم الذات وتصحيح الأخطاء لضمان عدم تكرارها، خرجت مقولة «العرب لا نحن من ضيع فلسطين» مما منع الفلسطينيين من تصحيح المسار الخاطئ وأدى تكرار أخطائهم ونكباتهم منذ ذلك اليوم حتى.. يومنا هذا.

***

في لبنان اندلعت شرارة الحرب الأهلية المرعبة في أبريل 1975 وبدأت عمليات القتل على الهوية التي كان يقوم بها اللبنانيون ضد بعضهم البعض، وبدلا من لوم الذات والاعتراف بالخطأ لتصحيحه انتشرت مقولة ان ما حدث سببه هو حروب وكالة قام بها الآخرون أي ان الجميع ملائكة في لبنان والحق على الطليان كما قيل في المثل الشعبي وهو ما تسبب بالتبعية في استمرار الاشكالات حتى يومنا هذا، والحال ذاته فيما يحدث بالعراق واليمن والصومال وغيرها من دول استمر دمارها بسبب اللوم الدائم للآخر وإعفاء النفس.

***

في الكويت بدأنا للأسف نختط نفس المسار ومن ثم نتوقف عن لوم أنفسنا فيما يحدث لنا من أزمات ونبحث عن شماعة نلقي عليها بأخطائنا وقصورنا، وإشكالاتنا المتكررة وأزماتنا السياسية التي لا تنتهي بينما نحن ملائكة طاهرون وأئمة معصومون لا يأتينا الباطل من فوقنا أو تحتنا.. بداية علاج أخطائنا هو الاعتراف بقصورنا ودون ذلك ستتحول إشكالاتنا المؤقتة الى كوارث دائمة والذكاء أن تتعظ بما جرى لغيرك.. لا أن تكرر أخطاءهم.

***

آخر محطة: الدول التي يتم التدخل بشؤونها من قبل الدول الأخرى بحاجة ماسة إلى النظر للداخل لمعرفة أوجه القصور والثغرات التي يتم من خلالها التدخل.. وسدها!

 

احمد الصراف

حقيقة الإساءة

أعلنت مؤسسة «15 خرداد» الدينية الإيرانية في سبتمبر الماضي عن رفع قيمة جائزة قتل الكاتب البريطاني سلمان رشدي، من 2.8 مليون دولار الى 3.3 ملايين، بعد الفيلم الأخير، «براءة المسلمين»، المسيء للرسول. وسبق لهذه المؤسسة أن وضعت جائزة لقتل رشدي، الذي أصدر الخميني في 1989، فتوى بإهدار دمه، داعية جميع المسلمين الى قتله بسبب كتابه «آيات شيطانية». ونقل عن رئيس المؤسسة قوله: طالما لم تُنفذ فتوى الخميني بهدر دم رشدي، فإن الهجمات ضد الإسلام ستتواصل، ومن المناسب جداً تنفيذها. وقد أدت الفتوى في حينه لتواري رشدي عن الانظار منذ يومها، وقد تخللت فترة اختفائه سنوات قليلة هادئة وذلك عندما أعلنت حكومة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي عام 1998 عن وقف تنفيذ الفتوى، لكن المرشد الحالي لإيران، علي خامنئي، جدد تأكيدها عام 2005!
وبالرغم من أن الفتوى دفعت المؤلف للعيش في سرية تامة إلا أنها جلبت له شهرة لم يكن يحلم بها إضافة لتوفير حماية مستمرة له، حتى من اللصوص والفضوليين، ووفرت له ثراء كبيرا، مع انتشار واسع لكتابه، الممنوع في كل الدول الإسلامية.
والآن وبعد الصور الكاريكاتورية المسيئة والفيلم الهولندي والأميركي، وقبلها عشرات الإساءات الأخرى لرموزنا، ماذا فعلنا؟ لا شيء غير التظاهر وحرق المؤسسات الأجنبية وإتلاف الأملاك العامة لفترة قصيرة في أكثر من عاصمة إسلامية وعربية، لكي نعود لنهج حياتنا السابق، وكأن شيئا لم يكن، فلا التنمية البيئية والاجتماعية تقدمت، ولا الاقتصادات الإسلامية شبه المنهارة تحسنت ولا الثقافات زادت ولا التعليم تقدم، بل لم نجن إلا المزايدات وتأجيج مشاعر وعواطف وكسبا انتخابيا وغيرة فجة وغير ناضجة، وكاذبة غالبا، على حساب العقيدة.
إن الدين الحق لا يطالب اتباعه بأن يدافعوا عنه باليد والسلاح، بل بأن يسعى المؤمنون به لتحسين مستوى معيشتهم ورفع مستواهم الخلقي والأدبي والتعليمي، فهكذا تتقدم الشعوب، وليس بالتظاهر والرفس واللكم.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

مبارك الدويلة

العدو الوهمي

المتتبع لإجراءات الحكومة في مواجهة الحراك السياسي الشعبي للمعارضة يشعر بأن هناك خللا في مرجعية هذه الإجراءات، فلا يُعقل أن يكون سلوك الحكومة بهذا الغباء، وكأنها تخطط مع خصمها وليس ضده! ما حدث مع النواب الثلاثة: الصواغ والطاحوس والداهوم وطريقة إهانتهم أمام الناس، أجج المشاعر الشعبية ضد الحكومة! وما حدث يوم 10/21 أثناء المسيرة السلمية وضربها، دليل على أن الطرف الحكومي لا يريدها أن ترسو على بر! كان يفترض أن تكون المسألة بكل بساطة صراعا بين المعارضة والحكومة على قضية سياسية قانونية، لكنه صراع راق وسلمي تتحدث به كل المنظمات الدولية بالإشادة والمديح! لكن ما حدث أن هذه المنظمات أصدرت تقاريرها بالنقد والتجريح بسبب تصرف أجهزة الدولة مع الحدث.
اليوم لجأ الطرف الحكومي، وأقصد الحكومة وأجهزتها ووسائل الإعلام المتعاطفة معها والكتّاب وبعض المرشحين وخصوم الديموقراطية والمتضررين من كشف ملفات الفساد، كل هؤلاء أسميهم الطرف الحكومي، الذي لجأ إلى وسيلة جديدة للفت انتباه العامة من الناس عن حقيقة الصراع، وإشغالهم او نقل تفكيرهم الى ساحة أخرى هي ساحة تألب وتآمر الإخوان المسلمين على أنظمة الحكم في الخليج!
والمراقب للتصرف الحكومي يدرك أن هذه حلقة من سلسلة إخفاقات الحكومة في مواجهة الصراع! وأنهم يراهنون على نفسية المواطن البسيط وعقليته، ونسوا أو تناسوا أننا في الكويت، وأن المواطن البسيط يفقه في الأمور اكثر من بعض مستشاري الحكومة ومن لف لفهم! وأفضل ما قرأت للرد على هذه الترهات ما كتبه الزميل ناصر العبدلي في «الحقيقة»، أنقله بتصرف، علماً بأن الزميل العبدلي معروف بموقفه المتشدد من التيار الإسلامي:
«البحث عن عدو، حتى لو كان وهميا، حيلة تلوذ بها الأنظمة السياسية لخلق عدو وهمي، ويشترط أن يكون داخليا لتخويف المواطنين وإجبارهم على الالتفاف حول النظام، بصرف النظر عن تجاوزاته على المال العام.. الإمارات العربية تسعى لتخرس كل تلك الأصوات المطالبة بالإمارة الدستورية وفصل القضاء، وتبحث عن عدو داخلي فكان تنظيم الإخوان المسلمين هو المشروع الجديد، إذ لا توجد أحزاب شيوعية أو قومية في الإمارات حتى يمكن شيطنتها.. الكويت تعيش هي الأخرى مأزقا، لكنه مأزق مصطنع، وسيزول بمجرد زوال أسبابه!.. وهناك بعض الأطراف تحاول تحميل تنظيم الإخوان عبء مثل تلك المؤامرة، باعتباره عدوا وهميا يتطلب مواجهته بالالتفاف حول الحكومة، لكننا نعرف أكثر من غيرنا أن تنظيم الإخوان المسلمين، خاصة في الكويت، لا يمتلك مثل تلك المشاريع التي تتحدث عنها بعض الأنظمة الخليجية، مما يؤكد فشل البحث عن الأعداء الوهميين داخليا!» انتهى.
أنصح العقلاء الحكوميين إن أرادوا الخير للكويت وأهلها أن يغيروا من سياساتهم تجاه المعارضة، فيتركوا المسيرة يوم 11/4 تسير سلميا من دون مواجهة، حيث ستنتهي بذهاب كل الى بيته! وأن يفرجوا عن مسلم البراك بأسرع وقت، لأن استمرار احتجازه سيزيد من الحماس للمسيرة ومطالب المعارضة، وأن يتوقفوا عن تقديم كبش فداء للأزمة بتوريط الحركة الدستورية أو الإخوان المسلمين، كما يسمونهم في الكويت، في تهم كلنا يعرف تفاهتها!
أتمنى أن أشاهد معارضة راقية.. وتعاملاً حكومياً راقياً.. ليذهب من يشاء للتصويت.. وليقاطع من يشاء، ليترشح من يشاء وليمتنع من يشاء.. فالشعب الكويتي يعرف الطيب من الرديء.. ويعرف أنه ما يصح إلا الصحيح.

محمد الوشيحي

:على الريحة

ليست السلطة وحدها هي المعزولة عن الشعب، بل حتى الفنانون يعيشون على جزيرة بعيدة، خارج حدود الشعب وهمومه، إذا استثنينا منهم المؤلف بدر محارب والشاعر خالد البذال… أضف إليهم ذوي المناصب العليا والمتوسطة، الذين يرتدون، كلهم ويا للمصادفة، قميص السلطة. وأرجو أن تضع ما في يدك اليمنى على الطاولة التي أمامك وتحك جبهتك لتتذكر ما حدث مع النائب السابق فيصل اليحيى، قبل أن يصبح نائباً، عندما عارض السلطة، فمدّت السلطة يدها المباركة على راتبه الشهري، وكأنه هبة منها وكرم، وعبثت به كما يعبث الطفل بذقن والده وشنبه، وفي المقابل طبّقت قانون نيوتن على زميلته في الإدارة ذاتها، التي امتدحت السلطة وتغنت بمحاسنها، فأكرمتها السلطة، وأمرتها بأن تهز إليها بجذع النخلة…
علامَ يدل ذلك؟ وبماذا يشي؟ الإجابة: كلك نظر… ثم يأتي من يلحّن الديمقراطية الكويتية ويغنّيها، ويردد أكذب "كوبليه" مرّ على آذاننا: "الديمقراطية الكويتية هي الأفضل في الدول العربية"، إذا كانت الحال كذلك، فبماذا نَصِف ديمقراطية "مصر مبارك"، على سبيل المثال، ونحن نرى فناني مصر وكتابها وكبار مسؤوليها ينقسمون إلى فريقين، فريق مع وفريق ضد؟
عموماً، تريد أن تعرف من هي المعارضة، وممّ يتكون عمود خيمتها؟ سأعطيك إجابة مكفولة من المصنع: "المعارضة الكويتية في غالبها الأعم الأهم تتكون من الطبقة الوسطى، وفي رواية أخرى "البسطى"، مُطعَّمة بـ"شوية سكر" على الريحة، وهو ما يعوق مهمة شراء ودها، بالطرق الحلزونية العربية". وهي طبقة لا يصافحها الفنانون ولا كبار المسؤولين ولا غيرهم من "عشاق دفء السلطة" إلا من خلف قفازات القرف والاشمئزاز، وخلف الجدران المعتمة خشية إغضاب السلطة الديمقراطية، وطمعاً في عسلها الجبلي.

حسن العيسى

«الإخوان» فوبـيا

أصبحت حالة "الإخوان فوبيا" ظاهرة يجترها الكثيرون من جماعات السلطة بوعي ومن دون وعي في قراءتهم للأزمة السياسية بالدولة، فالإخوان المسلمون هم من يقفون وراء التظاهرات والتجمعات الأخيرة في ساحة الإرادة، وهم الذين استطاعوا اختراق القبائل التي كانت موالية للحكم في السابق، ثم أضحت في مقدمة صفوف المعارضين عبر انتقاء الأفراد الموالين للطرح الديني المتشدد وضمهم إلى مرشحي "الإخوان" أو دعمهم بصورة غير مباشرة، بل امتد سلطان "الإخوان" اليوم ليخترق القوى الليبرالية، أو ليضعوا بعض الليبراليين على الأقل في صفوف المعارضة للسلطة، كما ذهب الكاتب الزميل أحمد العيسى في مجلة المجلة في تقريره الإخباري لتلك المجلة.
لا جديد في اختراق قوى الإخوان المسلميـــــن لسلطــــــة القبيلـــــة؛ فالراحل د. خلدون النقيب أثار هذه المسألة منذ سنوات في مقالات بـ"القبس" وفي كتابه "المجتمع والدولة في الخليج" على ما أذكر.
الجديد الذي يحدث اليوم هو أن "الإخوان" وشباب القبائل في مجملهم أضحوا قميص عثمان لتعليق كل ما يحدث بالدولة من أزمات سياسية عليه، وانتشرت أدبيات "تويترية" عن مؤامرة "الإخوان" وتطلعهم إلى الاستفراد بالحكم، وهم (الإخوان) يمارسون بذلك الخبث السياسي في معارضتهم، فهم يدفعون الشباب من أبناء القبائل والليبراليين إلى المواجهة السياسية، بينما هم يقفون في الصفوف الخلفية، وكأن الأمر لا يعنيهم، بحيث لا يمكن وصف معارضتهم بغير كونها هادئة ومعتدلة في طرحها.
مثل هذا الرأي المناوئ للإخوان يجد له الكثير من المنصتين في الجانب "الحضري" من المجتمع الكويتي، وبالرغم من تحفظي عن تلك الكلمات المفرقة وليست المقررة للواقع الاجتماعي الكويتي، فإن "فوبيا الإخوان والقبليين" أضحت عقدة كبيرة عند "حضر" اليوم بسنتهم وشيعتهم، مثل هذا الرأي يسفه وجود المعارضة السياسية برمتها في الدولة، ولا يفرق بين معارضة مثل محمد هايف أو وليد الطبطبائي ونواب قدامى مثل د. أحمد الخطيب أو عبدالله النيباري، فالجميع عند أصحاب هذا الرأي صابون، وإذا كان النواب المتزمتون دينياً قدموا مشاريع قوانين تصادر حرية الرأي مثل إعدام المسيء لذات الرسول (بالرغم من أن تهمة الإساءة للرسول كانت حادثة فردية ناشزة لا يصح بناء التشريع عليها على نحو ما بصم أعضاء المجلس المبطل الأخير) وحاولوا إفراغ الدستور من روح المعاصرة حين تقدموا بطلب تعديل، أو إضافة إلى المادة ٧٩ من الدستور بحيث لا يجوز إقرار قانونٍ ما، ما لم يكن موافقاً للشريعة الإسلامية… فإن كل ذلك الطرح لا يمكن قبوله بصفة مطلقة لإدانة فكرة وجود المعارضة برمتها، كي لا يبقى على المسرح السياسي غير الرأي الواحد والسلطة الواحدة وهي سلطة الحكم.
إن التخويف بالفكر الطائفي عند بعض أفراد المعارضة، أو الترهيب من أن الإسلاميين والقبليين قادمون ما لم يتم قبرهم باعتبارهم تهديداً مباشراً لوجود الدولة، وليسوا مجرد معارضة مسالمة للسلطة الحاكمة فقط! لا يمكن قبوله، وتحت ستار الاحتماء بالسلطة كمدافع وحيد عن التقدميين يجب تناسي قضايا الفساد الإداري والمالي التي تتجرعها الدولة منذ سنين طويلة! وتحت غطاء حماية الحريات الشخصية (الفردية) علينا طي صفحة المطالبة بتنمية الممارسة الديمقراطية بالدولة بتشريع الأحزاب والتقدم نحو تحقيق حكومة برلمانية، وخلف عباءة الوحدة الوطنية ورفض الطائفية علينا أن ننسى قضايا الواسطة والمحسوبية والشللية، وتقريب البعض من الذين "حبتهم عيني ما ضامهم الدهر" دون أي اعتبار لقواعد العدالة وتكافؤ الفرص!
مثل ذلك الرأي لا يعني إلا أن التاريخ جامد لا يتحرك، أو فرض ثباته وموته قسراً، وهذا ليس صحيحاً؛ فالتاريخ يتقدم شئنا أم لا، وهو لا يتقدم بخط مستقيم دائماً، بل ينعرج وينحني أحياناً، لكنه في النهاية يتقدم إلى الأمام.

احمد الصراف

تبعات اليوم الأغبر

في يوم أغبر، لم يكن له داع ابدا، صوّت مجلس الامة الكويتي على حرمان أي إنسان، كائنا من كان، من الجنسية الكويتية إن لم يكن مسلما، وهو قرار عنصري ما كان يجب ان يصدر، خاصة وأن منح الجنسية أصلا أمر يخص السلطة التنفيذية، ولا علاقة للسلطات الاخرى به، وكان من الممكن بالتالي اصدار توصية للحكومة بهذا الخصوص لكي تعمل بها، من دون الحاجة لاصدار قانون يفضح ميلنا الشديد للتفرقة بين البشر! وفي هذا السياق قام صديق بإرسال نص اعلان نشر في صحيفة مصرية من قبل سفارتنا في القاهرة، بناء على طلب من وزارة الخارجية، نيابة عن احدى الوزارات، تطلب فيه الوزارة المعنية مهندسين في تخصصات متعددة، على ان يتوافر في المتقدم الشرطان التاليان:
أولا: ألا تقل خبرته عن عشرين عاما. ثانيا: وهنا الكارثة، ان يكون مسلماً (!).
طبعا سفارتنا في القاهرة غير ملامة على نشر الاعلان بصورته المسيئة والمؤلمة تلك، واللوم بكامله يقع على وزارة الخارجية، المعنية اكثر بعلاقاتنا بالشعوب الاخرى، وأيضا على الوزارة المعنية التي اصرت على حصر المتقدمين بمسلمين، رافضة بذلك مجرد وجود عشرة ملايين مسيحي في مصر، ان لم يكن اكثر من ذلك! وان كان علينا قبول ممارسة هذه الوزارة للتفرقة الدينية، فإن علينا حينها التوقف عن التشدق بالعرب والعروبة والاخوة والدول والشعوب الشقيقة، وان نحصر انفسنا في المسلمين فقط، وبالتالي يجب على وزارة الصحة مثلا رفض استقدام أي طبيب او ممرضة او ممرض من غير المسلمين، وان تقوم الاشغال برفض توظيف أي مهندس أو استشاري غير مسلم، وهكذا مع بقية الوزارات.
المؤلم والمؤسف في كل هذا ان الوزارة المعنية كان بامكانها نشر الإعلان، وتقليل الضرر كثيرا، بعدم النص على ديانة المتقدمين، وممارسة اشد انواع التفرقة ضدهم، بأن تقوم، بينها وبين نفسها الامارة بالسوء اصلا، بفرز الطلبات واستبعاد غير المسلمين منها، من دون ضجة ولا خلق نعرات طائفية وطعن الناس في ديانتهم، ولكن المسألة كما فهمت من صديق يعمل في تلك الوزارة المتخلفة، كان يقصد بها الاساءة عمدا إلى فئة محددة، فبئس عملهم.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com

د. أحمد الخطيب

اليقظة يا شباب!

انتفاضة الحرية والكرامة الشبابية يوم الأحد 21 أكتوبر فاجأت الكثيرين في ضخامتها وحسن تنظيمها وسلميتها، وأبهرت الجميع سواء داخل الكويت أو خارجها.

فقد أبرزت الوجه المشرف للكويت، ما جعلها تحتل مركزاً مميزاً في المحيط العربي والدولي، وتحظى بإعجاب عالمي ساعد في حمايتها من أطماع أعدائها المعروفين، الذين برزوا في أكثر من مناسبة. متابعة قراءة اليقظة يا شباب!