حسن العيسى

هويات للبيع

الأوطان ليست سلعاً تباع وتشترى في الأسواق، والمال لا تشترى به الولاءات الوطنية، وإن كان من الممكن أن يكسب به الجماعات الانتهازية والاستغلالية، التي كما تم شراؤها بالمال ستبيع الأوطان في أي لحظة حين تتضاءل مقابل الانتفاع المادي، واليوم بعد أن أصبحت قضايا الفساد المالي وحكايات المافيا تجثم على الصدر الكويتي، أضحت الثقافة النفعية الانتهازية هي المهيمنة في عوالم الرشا والمحسوبيات في «ديرة من سبق لبق». على ذلك لم تكن مفاجأة أن يعلن بالأمس الشيخ مازن الجراح عن المشروع المادي لشراء وطن للبدون الكويتيين، في جزر القمر.
البضاعة المعروضة هي هذه الدولة التي يمكن شراء جنسيتها، ولا يهم الولاء لهذه الأوطان المعدمة، يكفيها أن يعرض عليها العوض المادي، لتسبغ جنسية المواطنة على من تريد دول الأثرياء الكويتية نبذهم والتخلص من همهم، وكأنهم هم الذين خلقوا قضيتهم، وهم الذين دلسوا واقعهم كبدون.
جناسي جزر القمر المعروضة الآن في بورصة السياسة الكويتية، وما أكثر ما يتم إشغال الناس هنا بين كل يوم وآخر بمثل تلك «الترهات» السياسية، لا تختلف في حقيقتها عن المشروع الرسمي السابق للسلطة «المحتاسة» بالبدون في التسعينيات للحصول على جناسي أي دولة في أسواق الوطنيات المختلقة، وحين حصل عدد من البدون على تلك الجناسي بالشراء، وبغرض استقرار أوضاعهم المهددة، تبين أن تلك الجناسي مزورة، وأنهم كانوا ضحية ذلك التزوير بالأمس، واليوم أصبح أبناؤهم ضحايا الحرمان من التعليم، ولا عوض لهم غير تصريحات رئيس الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية عن أريحية الدولة معهم حين تكفلت بمقابل التعليم وبشرط شهادة ميلاد رسمية… وبشرط شهادة بدون مختلفة الألوان، وبشروط إذلال تعجيزية ليس لها نهاية… مشروع جناسي جزر القمر، الذي ستوفر الدولة ثمنه من «المال العام»، يدفع لمؤسسة أو شركة ما، التي ستكون الوسيط بين مشروع المواطنة للبدون ودولة جزر القمر بمقابل استثماري معلوم يقبضه سمسار الشركة، لا يعني، كما يصرح المسؤولون في الدولة، حرمان البدون من ميزات الإقامة أو بعض المزايا الأخرى التي «تكرمت» بها عليهم، بل ستظل باقية، ولكن، في آخر الأمر، يصبح وضع البدون، قابلاً للتصدير للغير، ويصبح البدون قابلين للإبعاد… وبهذه الصفقة الخائبة تنتهي الدولة من وضع البدون المعلق، وتستحق عندها أن يقال عنها مركز إنساني مرة أخرى، فلا بدون، ولا يحزنون، وكل أمر له ثمن وقابل للبيع من الهويات الوطنية حتى المراكز الإنسانية.

احمد الصراف

أنا والمطارات (2/2)

قد يمر وقت طويل قبل أن ترسو مناقصة المطار الجديد على جهةٍ ما، وينتهى بناؤه، الذي يشبه أحد تصاميم «فيكتوريا سيكرتس». أثناء ذلك سنعاني لسنوات عدة من سوء خدمات المطار الحالي، الذي يتطلب قراراً حكومياً فعّالاً لتحسين وضعه المهترئ، وبغير ذلك ستسوء الخدمة فيه أكثر!
وقد اكتشفت خلال سفري المتكرر أن بعض مطارات العالم تُخض.ع القادمين من مطارات محددة، ومنها الكويت، للتفتيش، حتى لو كانوا في طريقهم الى دول أخرى «ترانزيت»، ولا يخضع لذلك القادمون من مطارات دول تحترم نفسها، وبالسؤال تبين علمهم بسوء الإجراءات الأمنية في مطار الكويت! فهل يرضى وزير ووكيل الداخلية المحترمان بهذه السمعة السيئة لوطنهما؟! وإن كان الجواب بــ «لا»، فما هما فاعلان؟!
ليس غريباً القول ان مطار دبي هو الأفضل في العالم، إن من ناحية التصميم، المرافق، التسهيلات، أو الإجراءات الأمنية.. وغير ذلك. كما تتبع فيه أنظمة أمنية سهلة لا تتبع في أي مطار آخر في العالم. ويمكن القول ـــ أيضاً ـــ ان مطار الكويت هو الأسوأ في المنطقة، مقارنة بغيره، وحتى من تلك التي بُنيت بأموال كويتية. وعلى الرغم من اعتراض الكثيرين على وضع مطارنا وإدارته، ورد الإدارة على منتقديها بوضع المسؤولية على عاتق قانون المناقصات الذي يلزمها باستخدام الأرخص، خدمة أو مادة، فإن هناك لبساً في هذا الموضوع!
فما ذكرته إدارة المطار ذكره آخرون أيضا في معرض انتقادهم لسوء مصنعية الكثير من المشاريع والخدمات، واضعين المسؤولية على أسلوب الترسية المتبع، وهو أقل الأسعار. ولكننا نشعر بأن الأمر لا يتعلق بهذه الجزئية بقدر تعلقه بفساد معظم الذمم السائد! فالقانون يشترط غالبا الترسية على أقل الأسعار على افتراض أن المناقصين متساوون في الأهلية والقوة المالية، وأنهم قاموا بدراسة شروط ومواصفات المناقصة، والمطلوب تنفيذه، وأن أسعارهم ستتفاوت، تبعا لخبراتهم، وبالتالي من المنطقي ترسية المناقصة على الأكثر دراية وخبرة بالمشروع المطلوب تنفيذه او المواد او الخدمة المطلوب توريدها، من خلال اختيار السعر الأقل. ولكن المشكلة تبدأ غالبا بعد الترسية، وليس للسعر دخل هنا.
فلو كانت الدولة جادة وتحاسب المسيء والفاسد، لكان الخراب في إنجاز المشاريع أو توريد السلع والخدمات في حده الأدنى. فمن واقع معرفتي التي تمتد لأربعين سنة في هذا المجال، فإن مواصفات المواد والخدمات والمشاريع التي تتطلبها الدولة هي الفُضلى عالمياً. ما يحدث غالبا أن قلة فقط ممن يفوزون بمناقصة ما يتقيّدون بالمواصفات. وهنا يلعب خراب الذمم دوره، إن كان مراقبا للمشروع أو أمينا للمخزن! «فالخش والدس، ودهان السير هو السائد»! إذاً، المشكلة أخلاقية، ولا علاقة لموضوع أقل الأسعار بسوء الإنجاز. فحتى لو رست المناقصة على أعلى سعر، فإن بعض المورّدين او المقاولين سيقدمون مادة أرخص، بشراء ذمة المراقب أو أمين المخزن! الحل موجود، ولكن القرار مغيب!

أحمد الصراف

فؤاد الهاشم

تبدأ بـ«ثائر» وتنتهي بـ«ثور»!

قبل حوالي ست – أو سبع سنوات – جاءتني مكالمة هاتفية من رجل أعمال كويتي ملياردير صديق احتوت على طلب عجيب وغريب ومضحك منه!! ماذا يريد؟! أخبرني بأنه تقدم برخصة لـ «القنص» في صحاري الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن سفيرهم في الكويت تمنى على الصديق – عاشق «القنص» – أن يتدبر عشاء عمل يجمعنا فيه نحن الثلاثة! أنا وسعادة السفير والملياردير! وافقت.. وجاء الرجل ودار حديث طويل قبل العشاء وخلاله وبعده سنجد وقتا لنشره قريبا، لكن إحدى أهم فقراته حين اشتكى سعادته من «تضارب الأوامر التي تصل إلى سفارته من مكتب المرشد العام للثورة مع أوامر أخرى تصل من وزارة الخارجية، وإنه – في أحيان كثيرة يحتار في تنفيذ تعليمات الأول أم..الثانية»!! قبل تلك العزومة الغريبة بنحو سبع سنوات أخرى، كان وزير الإعلام في الكويت هو الصديق المرحوم الشيخ سعود الناصر الصباح، والذي شغل منصب السفير خلال الغزو العراقي في واشنطن، وفي مساء «أغبر» جاءني اتصال من شخص يتكلم العربية «بلكنة فارسية قائلا إنه… «الملحق الإعلامي الجديد» في سفارة الجمهورية الإسلامية ويطلب موعدا عاجلا للقاء في مكتبي… بالجريدة!! تم تحديد الموعد في الثامنة من مساء اليوم التالي، فجاء الرجل، في أواسط الثلاثينات من عمره، الذقن الإيراني «المعروف»، مع بنطال رمادي وقميص أبيض وشعر منكوش، حاملا حقيبة صغيرة أخرج منها أوراق وقلما، ثم وضع ساقا على ساق وابتدأ حديثه معي قائلا بلغة عربية تكسرت أضلعها واحدا تلو الآخر «أنت ليش يسوي علاقات مو زينة بين شعب كويت وشعب إيران في كتابات مال.. إنت»؟! ضحك كثيرا عندما طلبت منه أن نتحدث باللغة الإنجليزية حتى يفهمني وأفهمه وفوجئت حين أبلغني بأن «إنجليزيته» مثل… «ألمانيتي» التي لا أعرف منها حرفا… فقررنا الاستمرار والتواصل بلغة… «خادمات البيوت مع المعزبات»! رددت على سؤاله بسؤال قائلا له «معلوماتي ان وزير الإعلام المسؤول عن ما يكتب في جرائد الكويت هو الشيخ سعود الناصر، فهل أصبحت وزيرا للإعلام عندنا… واحنا ما ندري»؟! متابعة قراءة تبدأ بـ«ثائر» وتنتهي بـ«ثور»!

احمد الصراف

أنا والمطارات (1ــ 2)

اكتشفت أن جواز سفري، الذي صدر قبل 3 سنوات، يحمل أكثر من 300 ختم خروج ودخول، هذا غير الدول التي لا تضع أختام خروج! أكتب ذلك لدعم ادعائي بمعرفة الكثير من مطارات العالم، وبالتالي لم أفاجأ لقيام جهة دولية تعنى بالسفر، بتصنيف مطار «بنازير بوتو» في العاصمة الباكستانية، كأسوأ مطار في العالم، يليه مطار الملك عبدالعزيز في جدة. وتم التصنيف بناء على عدة أمور حيوية، كحالة قاعات المسافرين، وطريقة التعامل معهم، ووضع الحمامات، وغير ذلك. ويجمع المطارات العشرة الأسوأ في العالم ضخامتها، كمطار نيويورك وفرانكفورت، أو أنها تقع في دول متخلفة. وبالتالي أعتقد شخصيا أن مطار الكويت كان من المفترض أن يكون بينها، ولكن يبدو أن الجهة المصنفة لم تضعنا في اعتبارها! علما بان مطارنا كان يجب أن يكون الأفضل، فلا ينقصنا شيء، فالخبرات موجودة والإمكانات متوفرة، والأموال غب الطلب، ولكن الإرادة غائبة والحزم نائم والمحاسبة في إجازة، وبالتالي سادت الفوضى وعم التسيب كل أنشطة الدولة، ومن ضمنها المطار.
والحقيقة أن القائمين على المطار لا يلامون بقدر ما تلام الحكومة على هذا التسيب والخراب السائد في كل مرفق، من دون استثناء! ففي رحلتي الأخيرة من الكويت لفرانكفورت، تبين أن الطائرة التي ستقلنا ستتأخر عن موعدها سبع ساعات، وبجهد تمكنا من الحصول على مقاعد على طائرة أخرى تقلع بعدها بساعة. المبكي أن الإعلان عن إقلاع الطائرة المتأخرة استمر، واستمرت معه مطالبة المسافرين عليها، وهم غير موجودين اصلا، بالتوجه الى بوابة المغادرة، وتكرر «النداء الأخير» خمس مرات، ولا أدري ل.مَ يسمى بالأخير! وعندما سألنا مدير محطة عن ذلك، قال انه شيء يتكرر حدوثه، لخلل في التواصل، وأن هناك «مصائب» أكبر!
ولاحظنا في الرحلة نفسها، ونحن نخضع للتفتيش قبل صعود الطائرة، أن الأشياء الممنوع حملها تصادر من المسافرين وتوضع في صندوق بلاستيكي مكسور من كل جوانبه وبعيد عن أعين الأمن، وبالتالي يمكن لمن صودر منه شيء أخذه من صندوق المواد المصادرة المفتوح، دون أن ينتبه أحد! وقد أعلمت وكيل الداخلية بذلك، ووعد بعمل اللازم! وهذا يبين أن مسؤول أمن المطار فاشل في عمله، فأمن المطار وصل الحضيض، فإضافة إلى التسيب في إدارة أجهزة الأشعة والانشغال بالهاتف النقال، فهناك تسيب آخر يتعلق بفتح البوابات المؤدية الى مبنى المطار عند وصول الركاب القادمين، وحدث معي لأكثر من 3 مرات أن وصلت طائرتنا ووجدنا البوابة الزجاجية مغلقة!.. وإلى مقال الغد.

أحمد الصراف

عبدالله غازي المضف

لماذا لا ننشر فضائح ديوان المحاسبة في مجلة ميكي؟

«بربرسة» ولعب عيال وملايين طارت من المال العام تم اكتشافها في تقارير ديوان المحاسبة «السنوي» الذي شمل وزارات الدولة وهيئاتها، والطريف ان المواطن الكويتي صار يقرأ تلك الفضائح على صدر صفحات الجرائد كباقي الاخبار العادية تماما كما كنا نقرأ مجلات «ميكي ماوس» و«ماجد» أيام الصبا.. تلك التجاوزات «العجيبة» صارت لدينا كأخبار الاحوال الجوية والمنوعات والفنون: جميعها سيان! نقرأها ببرود بلا قلق او هلع.. تعالوا «لنخوض» معا في بعض ما ورد في التقرير السنوي لديوان المحاسبة الذي نشر الاسبوع الماضي: متابعة قراءة لماذا لا ننشر فضائح ديوان المحاسبة في مجلة ميكي؟

حمد التركيت

النفط.. والقطاع الخاص (1- 2)

انخفضت اسعار النفط واضطربت الأمور وتضاربت التصاريح تناشد بالترشيد واخذ الحذر.. كل ذلك ليس لان النفط هو المورد المالي الوحيد للدولة، ولكن لاننا وضعنا هذا المورد كله في يد مؤسسة البترول لادارته بقدراتها وبعزل كامل عن القطاع الخاص وشركاته، وبالتالي لا توجد روافد اقتصادية اخرى تساهم في تنويع مصادر الدخل للدولة باستخدام النفط ومشتقاته. متابعة قراءة النفط.. والقطاع الخاص (1- 2)

سامي النصف

العيل والخفاش الأسود!

لدينا في عالمنا الإسلامي مشاكل خفية مع بعض الدعاة، فبعضهم يستحل الدماء المحرمة، وبعضهم الآخر يستحل الأموال والأعراض، إلا أن أحدا ـ وبعكس ما يحدث في الأديان الأخرى ـ لا يحاسبهم أو يفضحهم كي يكونوا عبرة للآخرين، فعلى اليوتيوب قصة لداعية إسلامي أعجب بامرأة متزوجة غير مسلمة فدعاها الى الإسلام بقصد أن تسلم ليفسخ عقدها مع زوجها ويصطفيها لنفسه، إلا أنه عاد ذات يوم لصحبه صارخاً «أسلم ابن الكلب»، ويعني أن زوج تلك المرأة قد أعلن إسلامه كذلك، فلم يستطع فسخ عقدها معه، والرواية مصدرها داعية آخر. متابعة قراءة العيل والخفاش الأسود!

سعد المعطش

«داعش» صناعة غربية

الكل يبحث عن «داعش» سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، فهناك من هو مقتنع أو يريد أن يقتنع بهم وندعو الله أن يشفيه من لوثته العقلية التي أصابته وهناك من يريد أن يعرف أهدافهم وكيف تمت نشأتهم ومن يدعمهم من باب معرفة الشيء فقط وليس حبا فيهم ولكن ليأمن شرهم.

لا أريد أن أبحث عن مبادئهم المريضة ولن اقتنع بفكرهم حتى لو اقسموا في مكة المكرمة وخلف باب الملتزم، لأنهم حسب وجهة نظري قد أضروا الإسلام أكثر من أي مخلوق آخر في العالم، أما نشأتهم ومن يدعمهم فهذا أمر يستطيع أي شخص عاقل معرفته من خلال بعض اللقطات في التلفزيون. متابعة قراءة «داعش» صناعة غربية

طارق العلوي

ما ينقنص فيك.. طال عمرك!

إذا كانت استقالة الشيخ محمد صباح السالم مؤشراً على خطورة الشبهات المحيطة بمصروفات الرئيس السابق سمو الشيخ ناصر المحمد، فإن ما ذكره الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح، بعد أن ترك الحكومة، هو مؤشر على أن الرئيس الحالي سمو الشيخ جابر المبارك «ما يدري وين الله حاطه» فيما يتعلق بإدارة الدولة!
تخيلوا للحظة لو أن مدير شركة ما، خاطب المساهمين محذرا: «إن التقارير التي بين يدي تشير دون لبس إلى أن وضع الشركة المالي غير مطمئن أبدا»!.. وبعد أن أشاع القلق بين المساهمين، «طق» تذكرته وسافر.. للراحة والاستجمام!
.. هذا لو كان مديرا لشركة.. فما بالكم بمن يدير البلد؟! متابعة قراءة ما ينقنص فيك.. طال عمرك!