في المذكرة التفسيرية لدستورنا الذي هو «مقدس» عند الجميع، حكومة ومعارضة. او على الاقل هكذا الادعاء. في تفسير المادة 31 من هذا الدستور اكد المفسر على ان حظر العقوبات الوحشية امر «مفروغ» منه. لا داعي اساسا الى تشريع امر حظره لان المفسر يعتقد بان لا مكان لهذه العقوبات في المجتمع الكويتي الحالي – عند وضع الدستور – وليس هناك امكانية للتفكير بها مستقبلا، يعني هذه الايام. هذا يمثل رفضا قطعيا ونهائيا لا لبس فيه لايذاء المتهم او الحط من كرامته. متابعة قراءة لك الله.. يا دستور
تجارة الإخوان في الدين
لم يتوقّف البعض، وفي أي ركن من الأرض، ولأي دين انتموا، عن استغلال المعتقدات في تحقيق الثروات، ومن هؤلاء الجيولوجي زغلول النجار، الذي ربما حقّق ثروة بسبب جهل البعض، فقد تبين مع الوقت عدم صحة اي من افكاره، وعن أحدها كتب الزميل سامي البحيري مقالا قبل سنتين تقريبا، ذكر فيه أنه ظهر في منتصف القرن العشرين د. مصطفى محمود على التلفزيون، بعد أن صبغ شعره وطلق الماركسية، كمقدّ.م لبرنامج «العلم والإيمان»، وكان في مرة يعرض شريط فيديو مسجلاً من بلاد الكفار، ومن دون علمهم، يبين فيه بعض التجارب العلمية أو بعض أفلام عالم الحيوان أو النبات، وكان يعلّق دائما قائلا: شايفين الأميبيا بتعمل إيه سبحان الله، وكان يكرر «سبحان الله»، من دون أن يحاول مرة شكر العلماء الذين جعلوا ذلك العلم متاحا. متابعة قراءة تجارة الإخوان في الدين
الشباب… «قنابل» الأمة!
يبدو أن الكثير من المراكز البحثية والباحثين العرب والمسلمين الذين بذلوا جهوداً كبيرةً على مدى سنوات في إجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بواقع الشباب في العالم العربي والإسلامي، مصابون بخيبة أمل كبيرة ومقلقة جداً، والسبب في ذلك هو عدم اكتراث الكثير من الحكومات بنتائج الدراسات رغم أهميتها.
ليس ترفاً القول أن الشباب هم عماد الأوطان وثروة الأمم، ثم تتساقط تلك المقولة الإنشائية، وإن كانت حقيقة في أصلها، بسبب إهمال شئون الشباب في الوطن العربي، حتى وجدنا أن غالبيتهم اليوم في طليعة مسارين بارزين ومسار واحد لا يكاد يُذكر: إما مسار الإحباط وفقدان الأمل في تحقيق الطموحات والأحلام، والثاني هو الالتحاق بالإيديولوجيات الطائفية والتطرف والعصبية القبلية، وأشدها الانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة، فيما المسار الذي لا يكاد يُذكر، هو إصرار فئة من الشباب على أن يثبتوا وجودهم على الأصعدة العلمية والأكاديمية، ومجالات الإبداع والإنتاج والتميز.
ربما من البديهي القول، أن المسار الثالث (الضعيف) هو ما يجب أن يكون الأقوى والأولى والأوحد، لكن كيف يكون ذلك وحكومات الكثير من الدول تجد في الشباب فئة يمكن «التشدق بها وبأهميتها وبأدوارها المهمة في وسائل الإعلام» من جهة، ولا تجد الرعاية والاهتمام والدعم الحقيقي من جهة أخرى؟
في كل المجتمعات العربية والإسلامية التي شهدت ثورات وحركات مطلبية منادية بالتغيير والحقوق والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، كان الشباب ولا يزالون في الطليعة، إلا أنهم أيضاً في طليعة المتهمين بالتآمر والتخريب والتدمير والوقوع في طريق الضلال. ومع شديد الأسف، سار الإعلام العربي والإسلامي في اتجاه إظهار شباب الأمة على أنهم «قنابل مدمرة»، بسبب أفعالهم الخطيرة المدمّرة لأوطانهم.
وفي المقابل، أليس من المنطقي التساؤل: «لماذا يغيب الاهتمام بدراسة قضايا الشباب وتحديد الأسباب التي تؤدي إلى ميولهم للالتحاق بالجماعات الإرهابية واعتناق أفكار العنف والتطرف؟ ولماذا في الأصل، يتم إهمال وتجاهل التحذيرات والتوصيات المهمة للدراسات المنجزة فعلاً، والتي قرعت ولا تزال تقرع جرس الإنذار عن خسارة فئة كبيرة من الشباب تتعرض للإهمال والتهميش والحرمان من الحقوق؟
ببلاهة، تتكرّر في وسائل الإعلام العربية والإسلامية وعلى ألسنة المدعين بأنهم ناشطون أو مهتمون بشئون الشباب أو متخصصون في قضايا المجتمع والأسرة، تتكرّر عبارة واحدة فضفاضة: «على أولياء الأمور الاهتمام بتنشئة وتربية أبنائهم التربية الصحيحة؟»، وماذا عن دور الحكومات التي تحرم الشباب من أبسط حقوقهم؟ ومن قال إن تمرد الشباب على واقع سيء هو نتاج تنشئة وتربية سيئة؟
ففي العالم العربي الذي يبلغ تعداد سكانه 400 مليون نسمة تقريباً، يمثل الشباب حوالي 50 مليون نسمة، ونسبة كبيرة جداً من الشباب، يواجهون تحديات جسيمة للغاية تتضاعف مع واقع الأمة العصيب وإشكالياته البالغة التعقيد والصعوبة. وإذا استمر إهمال الشباب، وتغافلت الحكومات عن صياغة استراتيجيات وطنية حقيقية لتنمية قطاع الشباب، فإن السنوات المقبلة، ستوجد شريحة شبابية كبيرة لن يمكن السيطرة على تمردها.
يختصر الباحث والأكاديمي صالح نجيدات في الكثير من كتاباته في شئون الشباب حجم الخطر بقوله: «يحدث اليوم غسيل للكثير من عقول الشباب العربي من قبل بعض المتطرفين والمتهورين والمشتبهين، بحيث صدق هؤلاء الشباب الكثير من الأوهام والتصورات، وتبنى الكثير من الأفكار والمعتقدات، وأصبح يتصرف كما لو أنه المسئول عن كل ما يحدث في كل العالم، مستنداً على بعض القناعات والإستدلالات والتفسيرات غير الواضحة والخاطئة أو التي لم يتم الإجماع عليها، وهم في أغلبيتهم الساحقة، واقعون بين مطرقة التطرف والتشدد وسندان الإنحلال والميوعة وضعف الانتماء الوطني. لكن هنالك نسبة من شباب الأمة يُمثل خط الاعتدال والتسامح والانفتاح والوعي وتحمل المسئولية والقدرة على الإنتاجية والمشاركة في التنمية الوطنية». (انتهى الاقتباس).
نأتي لسؤال نوجهه إلى المسئولين عن قطاع الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي: «هل من الممكن أن نطلع على ما قدمتم من دراسات وأبحاث وخطط عمل حقيقية وبرامج وطنية تجمع الشباب (في حضن الوطن) بعيداً عن التمييز المذهبي والتهميش والمحسوبية؟ وما هي أبرز جهودكم لاحتضان الشباب، بكل طوائفهم وانتماءاتهم وطبقاتهم، كي لا تستهويهم مشاهد السكاكين ونحر الرقاب، ونخسر، على سبيل المثال، طبيباً شاباً له مستقبل واعد ترك وطنه وأهله وفجّر نفسه في الأبرياء منتحراً؟»… ملف الشباب خطير للغاية يا سادة فانتبهوا.
صلاة استخارة لخادم الحرمين
تركت فندقي وتوجهت نحو الحرم النبوي الشريف قبيل صلاة المغرب بنحو نصف الساعة. لم يكن الحرم مزدحماً الخميس الماضي حين يفترض أن يكون هناك آلاف مثلي ممن اختاروا تمضية نهاية الأسبوع في المدينة المنورة لزيارة المصطفى عليه الصلاة السلام، وأداء صلاة الجمعة هناك. متابعة قراءة صلاة استخارة لخادم الحرمين
الكويت بمنتصف النفق
دول تصل انجازتها الى اقصى ما يمكن، وهي بلا ديموقراطيه، واخرى بديموقراطية (كامله) وانجاز، هناك اراء واتفق معاها الى حد كبير تقول ان مانعانيه اليوم كله بسبب الديموقراطيه او ديموقراطيتنا، نعم فهي خاصه بنا، فالديموقراطيه المصطلح الذي يجب ان نقف عنده، هي الكلمه الاغريقيه التي تعني السياده للشعب، ومتى ما توسعت فيها ستجد كيف تكون السياده للشعب، يتم ذلك بتبادل حقيقي للسلطه،، وهو الوحيد المخول بتقسيم ثرواته، وادارة بلده بالطريقه الذي يريدها، ويتم هذا كله بالاحتكام لصندوق الانتخاب عبر حكومه منتخبه مباشره او برلمانيه
الديموقراطيه كانت في الكويت منذ النشأه فأن عائلة آل الصباح جاءت باختيار الكويت، وكان الكويتين يشاركون في اتخاذ القرار منذ النشأه مما جعل هذا البلد مميزاً منذ نشأته وزاخراً على مر القرون الثلاث التي مضت متابعة قراءة الكويت بمنتصف النفق
العزل السياسي يدمّر أوطاننا!
مع انتهاء الحرب الكونية الثانية لم يعزل الحلفاء الملايين من منضوي الحزب النازي الألماني بل اكتفوا بمحاكمة ثلة من قياداتهم في محاكمات نورنبيرغ الشهيرة، حيث نشأ الحزب النازي وتم مد يد العون للشعب الألماني ومن ضمنه النازيون، ولولا ذلك لكانت المانيا حاليا مقسمة وتسودها الحروب الأهلية فليس أضر على الأمم من جعل الملايين المعزولة ترى أن حياتها تقوم على معطى موت.. الدولة العازلة!
متابعة قراءة العزل السياسي يدمّر أوطاننا!
تحول جوهري في سياسات النمو الصيني
فوجئ العالم خلال الأيام الماضية بإعلان الصين عن تخفيض توقعاتها للنمو السنوي في الاقتصاد الصيني العام القادم إلى 7 في المائة فقط، وذلك بعد سلسلة من التراجع في معدل النمو المحقق، الذي بلغ 7.4 في المائة في 2014، وهو أدنى معدلات النمو التي حققتها الصين خلال الـ 16 سنة الماضية، وذلك على الرغم من أنه من المفترض أن يؤدي تراجع أسعار السلع التجارية في العالم، وعلى رأسها النفط إلى تحفيز معدلات النمو في الصين، حيث تعد الصين من أكبر المستفيدين من تراجع أسعار النفط. من ناحية أخرى فقد أظهر مؤشر مديري مشتريات القطاع الصناعي تراجع القطاع في الصين، حيث بلغ مؤشر الانتشار للقطاع 49.9، وهو أول تراجع رسمي منذ نحو سنتين. فهل توقف تسارع معدل النمو في الصين؟ وهل عاد الاقتصاد الصيني مرة أخرى لمعدلات النمو المعتدلة التي اعتاد عليها قبل الفورة التي مر بها خلال الـ 15 سنة الماضية؟
من المؤكد أن سياسات النمو في الماضي قد مكنت الصين من انتشال مئات الملايين من الفقر المدقع وحولتهم إلى مواطنين ذوي مستويات دخل مقبولة بالمعايير الصينية، لكن هذا النمو السريع لم يكن دون تكلفة، فقد أثبتت التجربة أن النمو السريع كان له آثار مدمرة في البيئة، إلى الحد الذي يتوقع فيه أن إعادة تهيئة البيئة مرة أخرى سيتطلب إنفاقا هائلا. كذلك من التهديدات المصاحبة للنمو السريع في الوقت الحالي ارتفاع مستوى الدين المحلي، و من الواضح أنه لو استمر الوضع على ما هو عليه حاليا، فإن الصين قد تواجه مشكلات مثل تلك التي تواجهها الولايات المتحدة أو حتى اليابان، أما أخطر مشكلات النمو السريع فقد تمثلت في عدم التوازن الهيكلي على النحو الذي أصبح من الواضح معه أن النمو الصيني المرتفع غير مستدام. متابعة قراءة تحول جوهري في سياسات النمو الصيني
موسيقار من وطني
أحتاج أحياناً أن أكتب بعيداً عن الشأن السياسي أو الأحداث المحلية، وقد تتسنى لي هذه الفرصة بين الحين والآخر عبر "الجريدة" في عطل نهاية الأسبوع، حيث أعتبر هذه الكتابات بمثابة الاستراحة أو الفسحة للكتابة عن بعض ما أهتم به بعيدا عن الشأن السياسي كالموسيقى والرياضة وغيرها من مواضيع بعيدة عما أكتبه في العادة كل أربعاء. ولا أجد أفضل من الكتابة في هذه الاستراحة إلا عن موسيقي مبدع يبهرني دائما بأعماله، ولولا ظلم وسائل الإعلام في زمننا الحالي للشعراء والملحنين والموزعين واكتفائهم بمن يغني فقط لكان لهذا الاسم نصيب أكبر بكثير مما يملكه الآن من البروز والمكانة الموسيقية، ففي السابق كانت الأغنية تعرف من ملحنها وشاعرها، فتوصف قارئة الفنجان بأنها رائعة الموجي، وأطلال السنباطي، وفي يوم وليلة لعبدالوهاب، وبذلك كان عظماء الموسيقى هؤلاء يحظون بما يستحقونه من مكانة، إلا أن هذا الأمر تلاشى للأسف، وبتنا لا نعرف سوى المغني في كثير من الأحيان دون استيعاب من يصنع الأغنية فعلا، ويقدم لنا الموسيقى التي تشكل جزءا من ذكرياتنا وأحلامنا ومشاعرنا. أكتب اليوم عن مشعل العروج الذي أعرف أن كثيراً من القراء يعلمون أنه موسيقي كويتي دون معرفة تفاصيل أكثر، وأعرف أيضا أن ما قدمه هذا المبدع للأغنية الكويتية تحديدا والخليجية بشكل عام في العقدين الماضيين لا يقل أهمية أبدا عما قدمه عظماء موسيقيي مصر في عصر العمالقة. فقد ساهم مشعل بصنع تاريخ أو جزء من تاريخ من عمل معهم، حتى إن كانوا يفوقونه بالتاريخ الفني والخبرة والشهرة، فقدم مع نبيل شعيل روائع، بات شعيل يذكر من خلالها "راحت وقالت، فتان، منهو إنت، ما أروعك"، وقدم كذلك مع طلال سلامة أشهر أغانيه على الإطلاق "شمعة الحب، عاتبيني"، كما أعاد العروج تقديم صوتنا الجريح عبدالكريم عبدالقادر للجيل الجديد من خلال "كلمة لأ، ارجع يا كل الحب، ودعتها، الحب لك وحدك"، وسطّر مع راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله ألحانا خالدة في ذاكرة محبيهم "إنت العزيز، الأولاني، كفكف ويلي، العزيزة، ضيعوني" كما رافق شريكة حياته الفنانة نوال في مسيرتها منذ منتصف التسعينيات إلى اليوم بأعمال تعتبر هي بصمة نوال طوال تلك الفترة "تعب قلبي، تكفون خلوه، الشوق جابك، خمس جروح، أعرف رجلا، في البداية، حالة حنان"، وقدم مع عبدالله رويشد موسيقى لا يصنعها إلا مشعل ولا يقدمها إلا الرويشد "اللي نساك، ما يهم، طمني، يا جارة، تعتذر، تحرمني، لا ياحبيبي، أمشي، اسمك، وأخيرا أنا الملك". كما صنع أغاني وطنية خالدة بعد أن مرت بفترة ضمور بعد تحرير الكويت فقدم "طاير من الفرحة لراشد، والأغنية الأكثر شهرة طوال السنوات العشر الماضية، وطني حبيبي، ومن عمر لكبار فناني الكويت، والأغنية السياسية شبه المنفردة بتاريخ الكويت ملينا سياسة". ما ذكرته هو جزء فقط من أعماله التي أتذكرها وأعلم جيدا أن هناك العشرات غيرها، ولكن أن يقوم موسيقي بتقديم ربع ما ذكرته فإن ذلك سيكفيه بلا شك لتسطير اسمه بين عظماء الموسيقى في المنطقة. مشعل العروج هو ذلك الموسيقي المتفرد الذي لا يغرق في نمطية الأعمال، ولا يستهلك نجاحه في تكرار نفس الروح، فنجده يغامر بالمختلف رغم ضمان نجاح التكرار، إلا أنه يفضل المختلف الجديد الجميل ليفاجئنا كل مرة بموسيقاه بعيدا عن البحث عن الألقاب دون مضمون يذكر. لقد طبع مشعل بصمة لن تمحى في تاريخ الموسيقى الكويتية والخليجية، وهو بكل تأكيد جدير بأن يمنح لقب موسيقار لما قدمه وما زال يقدمه، فشكرا لمشعل العروج على ما صنع وزين ذاكرتنا بموسيقى جميلة رافقتنا في لحظات الفرح والشوق والحزن.
نحو إستراتيجية خليجية لأفغنة سورية واليمن
لا يخفى على أحد أن الأوضاع حول منطقة الخليج ملتهبة جدا، فإيران مستمرة في التهام الدول العربية من حولنا، ولم تكتف إيران في التورط في العراق وسورية فذهبت إلى اليمن لتزيد تعاسته.
الخليجيون لم يتفقوا على دعم فصيل سياسي محدد في كل البلاد العربية المضطربة، بينما كانت إيران اكثر فاعلية في تحديد حلفائها ومن ثم دعمهم في تلك الدول، لو قارنا بين موقف الخليجيين وأميركا من الحرب في أفغانستان مع مواقفهم في الأزمة السورية واليمنية على وجه التحديد لوجدنا الآتي:
في بداية الحرب الأفغانية كان الثوار منقسمين ومتحاربين فيما بينهم، وكاد الروس والحكومة الأفغانية الموالية لهم أن يفشلوا الثورة، ولكن الأميركان والخليجيين من خلفهم اشتغلوا على توحيد الثوار الذين كانوا في أشد الإحباط والضعف، ما سهل عملية إقناعهم بفكرة التوحد مقابل الدعم الأميركي والخليجي.
من المؤكد أن الخليجيين بحاجة ملحة إلى توحيد استراتيجيتهم للتعامل مع إيران والأزمة في سورية والعراق واليمن، ومن ثم إقناع المجتمع الدولي وبالأخص أوروبا وأميركا بذلك التوجه الخليجي الموحد.
ولابد من ان تحتوي الاستراتيجية الخليجية الموحدة على فكرة تكوين «جيش مقاومة وطنية» في سورية واليمن، يكونان هما الممثل الشرعي والوحيد لدولته، ومن ثم يتم دعمه سياسيا واقتصاديا وبالتأكيد عسكريا.
فتلك الحروب ليست أهلية خالصة نتركها لأنها شأن داخلي، بل هي حروب أشبه ما تكون بحروب التحرير لأن في سورية وفي اليمن التدخل الخارجي واضح ومؤثر في الأوضاع الداخلية وعلى مسار الثورة.
في اليمن لتكن عدن عاصمة مؤقتة وقاعدة لانطلاق العملية السياسية والعسكرية لتحرير باقي اليمن من «القاعدة والحوثيين»، ليؤسس الخليجيون ويدعمون قوة عسكرية يمنية ويوفروا لها كل فرص النجاح.
وكذلك فلنفعل في الملف السوري، لنتفق على دعم فصائل عسكرية سورية محددة نجبرها على التوحد مقابل الدعم لتشكل نواة لجيش تحرير سورية.
* خلاصة: لن يعمل الآخرون لمصلحتنا كخليجيين، ونحن مازلنا نختلف أصلا حولها – ليحدد الخليجيون مصلحتهم في كل الملفات الساخنة في المنطقة وبعدها سيسهل علينا إقناع الآخرين بها والسعي لتحقيقها.
أخيرا، وحتى لا أفهم خطأ، ما أقصده بمصطلح «الأفغنة» يختلف عما هو شائع وما نتج عنه من تشدد ديني وبروز تنظيم القاعدة الإرهابي، بل أقصد نموذج التحرير والمقاومة الذي قادته أميركا والخليج مع الثوار بأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي واستطاع هزيمة الاتحاد السوفييتي والحكومة الأفغانية الموالية له.
نواب بلا سلاح!
منظر عدد من أعضاء مجلس الأمة وهم يدخلون مبنى البرلمان شاهرين ما يدّعون أنها أسلحتهم غير المرخصة لتسليمها وفق قواعد القانون الجديد مثير للشفقة، وإن كان هؤلاء النواب قصدهم التباهي بتطبيق القانون، ذلك أن المشاهد المسرحية لممارسات المجلس الحالي يبدو أنها من أجل استقطاب الأضواء بعدما تحولت السلطة التشريعية إلى مَعْلم مظلم في عهدهم.
أمثال هؤلاء الأعضاء المسلحين أدانوا أنفسهم بالدرجة الأولى، فلم يبروا بقسمهم النيابي باحترام الدستور وقوانين الدولة وهم في كامل الوعي إذا كانوا يخبئون أسلحة غير مرخصة خلافاً للقانون، وبغض النظر عن التشريع الجديد الذي جاء تزويداً لجمع السلاح وفق متطلبات أمنية إضافية، وإذا عذرنا المواطن العادي لجهله بمثل هذه الثقافة القانونية فإن النواب وإن كانوا جاهلين إلا أنهم قريبون، بل هم في عقر دار التشريع، ولو تكلفوا عناء اللجوء إلى مستشاري المجلس لنهروهم عن المشهد السخيف الذي وضعوا أنفسهم فيه، والسقطة القاصمة الأخرى تتمثل بإدخال السلاح إلى مبنى مجلس الأمة، وهو مكان آمن يحظر على أي عسكري دخوله إلا بإذن خاص ووحيد من رئيس المجلس. متابعة قراءة نواب بلا سلاح!