عادل عبدالله المطيري

عاصفة الحزم الديبلوماسية

عشية بدء عملية عاصفة الحزم أطلق وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عبارته الشهيرة والتي اختزل فيها سنين من الخبرة والممارسة السياسية عندما رد علي طلب الرئيس اليمني المخلوع علي صالح بالعودة إلى طاولة الحوار مع بداية الحرب، وحينها قال الفيصل إن «ما يحصل الآن نوع من الحوار، فلا يمكن أن تكون كل الحوارات على الطاولة»، وعندها تذكرت مقولة المؤرخ والجنرال البروسي كلاوزوفيتس عندما وصف الحرب «بأنها امتداد للسياسة لكن بوسائل أخرى».

من المؤكد أن السياسة الخارجية بين الدول لها وجهان احدهما «الحرب» والآخر هو «الديبلوماسية»، فبعض المشاكل الدولية لا تحل إلا باستخدام القوة خاصة عندما تعجز الديبلوماسية عن حلها بالطرق السلمية كالمفاوضات والوساطة الدولية.

عادة، تندلع الحروب بغرض تحقيق أهداف إستراتيجية معينة، وعلى افتراض تحقيق النصر العسكري فإنك ستحتاج دائما إلى ديبلوماسية ناجحة تعزز هذا النصر وتأكده.

فعلى عاتق الديبلوماسية وبكل أدواتها ومستوياتها المتعددة كالتفاوض المباشر أو غير المباشر وكسب التأييد الدولي وعزل خصومك دوليا وإجبارهم على الذهاب إلى طاولة الحوار للوصول إلى تسوية تحقق أهدافك من الحرب أو أغلبها على أقل تقدير.

وكذلك فعلت ديبلوماسية ‏(عاصفة الحزم)‏ ومنذ اليوم الأول استطاعت عزل خصومها «علي صالح والحوثيين» كما نجحت في تسويق المبادرة الخليجية وصولا إلى إقرار مشروع القانون الخليجي في مجلس الأمن مؤخرا، متجاوزة بذلك عقبة الفيتو الروسي بالرغم من التحالف القوي بين روسيا وإيران التي تدعم بدورها الحوثيين.

ربما تكمن الصورة الأكثر تجسيدا لمعنى عاصفة الحزم الديبلوماسية في الموقف السياسي الخليجي الموحد والذي قاده خيرة ديبلوماسييها في الأمم المتحدة، والذين دخلوا المفاوضات بين أروقة مجلس الأمن على قلب رجل واحد ونجحوا في إقرار مشروعهم الخليجي، بل وحتى في ظهورهم المشترك بالمؤتمرات الصحافية وتناوبهم على الأجوبة فيما بينهم يدل على بروز ديبلوماسية خليجية جديدة تميزت بالتماسك والقوة والذكاء.

أيضا، من إيجابيات ديبلوماسية الحزم الخليجية إحراجها لإيران وكشف تدخلاتها في الشؤون العربية وخصوصا في اليمن، ما جعل القيادة الإيرانية تطلق تصريحات هستيرية لم تطلق مثلها منذ الحرب العراقية ـ الإيرانية ضد السعودية.

ربما تناست إيران الحقيقة التاريخية المتمثلة في مقاومة السعودية دائما للتدخلات الخارجية في مجالها الحيوي «الجزيرة العربية» وسواء كان هذا التهديد سنيا أو شيعيا، والشواهد التاريخية كثيرة، مثال التدخل الناصري في اليمن والغزو البعثي للكويت وأخيرا التدخل الإيراني الطائفي المتمثل بالحوثيين في اليمن.

٭ ختاما، الحزم لم تعد عاصفة فقط، بل عنوانا جديدا للسياسة الخارجية الخليجية الموحدة والحاسمة في كل الملفات، فالعالم أدرك أن معركة عاصفة الحزم بالنسبة للخليجيين هي معركة وجود ولن يتهاونوا فيها.

٭ خلاصة: لا نجاح لديبلوماسية لا تستند على القوة، كما لا يمكن لموسيقار أن يعزف من دون آلة موسيقية.

 

 

أ.د. محمد إبراهيم السقا

مصارف أكبر من أن تفلس

كشفت الأزمة المالية العالمية عن عيوب كثيرة يعانيها النظام المالي العالمي، وأهمها ضعف الإطار التنظيمي والرقابي، نتيجة لغض الطرف من جانب الأجهزة التنظيمية والرقابية عن الكثير من العمليات التي تقوم بها المؤسسات المالية، والتي نظر إليها على أنها من الابتكارات المالية التي تتم في هذا القطاع، والتي تعد نتيجة طبيعية للمنافسة بين المؤسسات المالية المختلفة وسعي هذه المؤسسات نحو تعظيم أرباحها وتحقيق أعلى معدلات للعائد، والتي تنعكس بشكل مباشر على معدلات نمو القطاع المالي ومن ثم معدلات نمو الاقتصاد الوطني ككل.

من حيث المبدأ يفترض في ظل هذه النظم الحرة التي تقوم على المنافسة، أن أي مؤسسة مالية بغض النظر عن حجمها أو القيمة المضافة التي تقوم بها، عرضة لأن تسقط، إذا ما جد من التطورات التي تنعكس بصورة سلبية على هيكل أصولها بحيث لا تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها نحو الغير. غير أن أبرز ما نجم عن الأزمة بروز مصطلح ما يطلق عليه المؤسسات المالية الأكبر من أن تسقط Too Big to Fail، التي غالبا ما تنصرف إلى المصارف الكبرى، نظرا لعظم حجم المخاطر التي يحملها سقوط هذه المصارف على القطاع المالي والاقتصاد الوطني ككل، بل وأحيانا على الاقتصاد العالمي بأسره. متابعة قراءة مصارف أكبر من أن تفلس

د. حسن عبدالله جوهر

خطابات الفتنة!

تصريحات وزير التربية ووزير التعليم العالي الأخيرة حول المؤسسات التعليمية وهيمنة بعض التيارات السياسية عليها وضرورة مراجعة المناهج التربوية أثارت جنون بعض رموز التنظيمات الدينية، فانهالت عليه سيول النقد الجارح والمقالات العنيفة، ووصل الأمر إلى تقديم شكوى لجرجرته إلى القضاء، وشخصياً لا أتفق مع السيد الوزير في إبراز كلمة القبائل في سياق بعض العبارات التي نقلتها الصحيفة التي أجرت معه اللقاء، نظراً لاحترامنا لكل المكونات الاجتماعية وحفاظاً على النسيج المجتمعي، وإن كان هذا النسيج قد مزّق إرباً إرباً من الجميع بقصد أو بدون  قصد، بتعصب أو بجهل، لمصالح أو لأمراض نفسية وعنصرية.

في كل الأحوال، تحلى الدكتور بدر العيسى بالشجاعة والمسؤولية فوضّح واعتذر ولم يكابر أو يصرّ على ما نسب إليه، ومع ذلك يستمر التهجم عليه والدعوة إلى إقالته ومقاضاته، ويبدو أن السر في هجوم التيارات الدينية المتشدّدة تحديداً لا يكمن في التباكي على الوحدة الوطنية أو الانتصار لشريحة من المواطنين، بل في الخوف من إفلاسهم من المناصب العليا والمهمة في العديد من الهيئات التعليمية التي أصبحت شاغرة، وهي الآن بعهدة الوزير العيسى، وفي هذا المقام أيضاً يجب التركيز على أن هذه الشواغر أمانة في عنق الوزير ومجلس الوزراء وتحت رقابة مجلس الأمة وديوان الخدمة وديوان المحاسبة؛ بأن تسند إلى مستحقيها من الكفاءات الوطنية دون التمييز في الانتماء العرقي أو الفكري أو المذهبي. متابعة قراءة خطابات الفتنة!

عبداللطيف الدعيج

قبليون.. إسلاميون.. أم وطنيون؟

اعتذار او بالاحرى تراجع الشيخ احمد الفهد، ومعه المؤتمر التأسيسي لحزب «مطير»، يجب ان يكونا علامة او بداية فارقة في معتقدات ومواقف المجاميع السياسية، حيث يصبح ضروريا الانعتاق من الطروحات التي حملها او عرضها الشيخ احمد، وتلقفها الكثيرون من «الوطنيين» بدعاوى سلامة نيتها واهدافها الاصلاحية، ويشكل المؤتمر التأسيسي لحاكم المطيري ومن تبعه من قبليي مطير نقطة فارقة ايضا في تحديد الانتماء الوطني وتأكيد اهميته. وليس من الغريب ان يكون حاكم المطيري قبليا ــــ دينيا، فهذا هو الخط الذي تطوع خلال العقود السابقة لدحر وسحق الروح والخط الوطني الديموقراطي.
متابعة قراءة قبليون.. إسلاميون.. أم وطنيون؟

احمد الصراف

عيسى اليوسفي وإدواردز ديمنغ

في خمسينات القرن الماضي زار الكويت مندوب ياباني يتسم بخجل وأدب شديدين، ممثلا لشركة إلكترونيات يابانية متواضعة، ساعيا لإيجاد وكيل محلي لمنتجات الشركة. لم يرغب أي من تجار الأجهزة الإلكترونية حينها، ممن زارهم، في الحصول على الوكالة بسبب سمعة المنتجات اليابانية السيئة، خاصة الأجهزة الإلكترونية، كالراديوهات والمسجلات والبرادات، وذلك مقارنة بالمنتجات الأميركية والإنكليزية! وحده المرحوم عيسى حسين اليوسفي قَبل بالمغامرة في الصناعة اليابانية، وحصل على وكالة «ناشيونال ـــ باناسونيك»، جوهرة أعماله التجارية، وليصبح اليوسفي أول وكيل في الكويت لمنتج ياباني.
متابعة قراءة عيسى اليوسفي وإدواردز ديمنغ

كامل عبدالله الحرمي

توجُّهات أسعار النفط غير إيجابية!

لماذا لا تكون كذلك والإمدادات النفطية متواصلة ومتوافرة والكل ينتج، وقد يبيع، وقد لا يبيع، ولكنه ينتح ليخزن؟!

المهم أن يواصل إنتاجه، وحتى لو اضطر إلى أن يخزن المنتج في أي خزان أرضي أو عائم وحتى على ظهور الناقلات النفطية. وقد وصل معدل الفائض إلى ما يفوق 2.5 مليون برميل. مع إضافة 30 مليون برميل، مما يعادل مليون برميل في اليوم من النفط الإيراني العائم على الناقلات النفطية العملاقة من دون منافذ. متابعة قراءة توجُّهات أسعار النفط غير إيجابية!

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

من التنظير إلى الروتين

حينما يحاول أحدنا أن يتفكر قليلا في سبب تأخرنا المستمر، رغم تزايد عدد المتعلمين والمثقفين لدينا، ورغم اطلاعنا على تجارب الآخرين وتقدمهم، ورغم عراقة تاريخنا الحافل بمبادئ تحفزنا للتفوق وبجذور فكرية تساعد على التميز، وممارسات ناجحة تستحق أن تكون مثالا يحتذى، ومع كل ذلك نجد أنفسنا في تقهقر وتراجع مستمرين، منطلقهما تفكير محدود، وضياع في التدبير، وقلة في الحرص، وحنين للروتين والرتابة والتعقيد. متابعة قراءة من التنظير إلى الروتين

إبراهيم المليفي

كلمة تسقط وزيراً

السياسة، كميدان عمل تحول إلى صناعة ثقيلة في الدول المتقدمة في الممارسة الديمقراطية، لا مجال فيها للتجريب أو المغامرة، خصوصاً فيما يتعلق بالتعامل مع الرأي العام أو القضاء؛ لأن الخطأ الواحد كفيل بسقوط حكومة كاملة، ومن يسقط في فخ التعالي أو الكذب أو التحايل على قانون الضرائب مثلاً يخرج فوراً من العملية السياسية، ولو كان شارل ديغول أو ونستون تشرشل. متابعة قراءة كلمة تسقط وزيراً

حسن العيسى

«قعدوا» في بيوتكم أحسن

جاء في بيان مارسيل خليفة في “فيسبوك”، والذي نشر بجريدة الراي “… كنت آتياً لتلبية الدعوة والغناء في الكويت، وإذ بنائب متشدد، يعترض على زيارتنا، فنبلغ بأن دخولنا إلى الكويت ممنوع: لذا أطلب من الحكومة الكويتية إذا لم يكن لديها مانع من زيارتنا للكويت أن تعتذر عما حصل وترحب بزيارتي”، هكذا يجب أن يكون موقف الفنان الأصيل الملتزم بقضايا أمته، إذا تمسك مارسيل بموقف المطالبة بالاعتذار حتى النهاية، فكرامة الفن والثقافة لا يصح أن ترهن لمزاجية السلطة ووسواسها وخشيتها أن يطاح بوزير شيخ بحملة استجواب محتملة من هذا أو ذاك النائب المتشدد الذي يريد أن يفصل الدولة وأهلها على مقاس فكره وجماعته، مهما بلغ ثقلهم وعددهم. متابعة قراءة «قعدوا» في بيوتكم أحسن

محمد الوشيحي

شعوب مجهولة الجدين

فجأة، ضجت وسائل الإعلام بخبر اكتسح البر والبحر والجو؛ “وفاة الأديب الألماني غونتر غراس”. الفضائيات تحولت إلى نائحات، ومواقع التواصل الاجتماعي تحثو التراب على رأسها حزناً، وبعض الأدباء عبروا عن شعورهم باليتم، وبكاء وعويل ونواح… كل هذا قرأته وشاهدته، دون أن أعرف من هو هذا الـ”غونتر غراس”، وأظن أن آخرين كثراً مثلي لا يعرفونه، وإن تظاهروا بمعرفته، كنوع من استعراض الثقافة.

عذري، أمام نفسي، أنني لست من العشاق الهائمين صبابة بالأدب الأوروبي، ولا من كارهيه، بالطبع. لكنني أميل إلى “أدب الشعوب الفقيرة”، كأميركا اللاتينية، وشرق آسيا، وإفريقيا. متابعة قراءة شعوب مجهولة الجدين