احمد الصراف

ملاحظات على الانتخابات الأخيرة

1ــ النائب صالح الملا كان بجدارة فلتة شوط الانتخابات الاخيرة. فعلى الرغم من «شبوبيته» وقلة تجربته وقصر فترة الترشيح التي اتيحت للمرشحين، فإنه استطاع ــ وبجدارة واضحة ــ النجاح في تحقيق ما فشل فيه من هم اقدم منه واكثر خبرة.
2ــ له التهنئة الخالصة والتمني بأن تكون ثقتنا به في محلها.
3ــ كان للمال والقبلية والدين الفضل الاكبر في نجاح جميع اعضاء مجلس الامة الجديد، الا في حالتين او ثلاث فقط!!
4ــ كان سقوط ممثلي الحركة الدستورية، الجناح المحلي للتنظيم العالمي للاخوان، مؤشراً واضحاً على أفول نجمهم، بعد ان اثبتت الممارسات والتجارب خواء فكرهم وفشلهم في تحقيق اي نوع من التقدم والتنمية الحقيقية في البلاد على الرغم من انهم كانوا من الممسكين بالكثير من خيوط حكومات السنوات الثلاثين الماضية، لكن يبدو ان حكومة الشيخ ناصر المحمد كانت بالنسبة لهم شيئاً آخر.
5ــ انهارت في السنوات الخمسين الاخيرة الكثير من الانظمة القمعية في العالم وحلت مكانها انظمة اكثر انسانية وتسامحا. كما خرجت دول كثيرة من عباءات التخلف لرحاب التقدم والحرية، واختارت شعوب كثيرة اخرى هجر كهوف الظلام لنور المعرفة الرحب. حدث ذلك في الاتحاد السوفيتي وألبانيا وفي الصين، التي غيرت الكثير من قوانينها للتماشي مع العصر. حتى كوريا الشمالية اصبحت اكثر ميلا للانفتاح على الدول الاخرى عن ذي قبل، كما تحولت الانظمة القمعية في دول مثل افغانستان وباكستان واليمن الى ديموقراطية منفتحة وفي طور النمو. ورأينا الشيء ذاته يحدث في عدد متزايد من الدول الافريقية. وحدها الكويت اختارت، بملء ارادة شعبها، النكوص عن التقدم والتحضر والعودة الى كهوف التخلف والتعصب والظلام من خلال اختياراتها السياسية والتشريعية.
6ــ مجموعة نواب الحركة السلفية، الذين فشلوا بجدارة في اول محاولة لهم لبسط نفوذهم بطلبهم الغريب المتمثل في عدم تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد برئاسة الوزارة، امامهم احد خيارين: اما الانسجام مع اجندتهم الانتخابية واشغال الحكومة والناس بتوافه الامور كالشيشة وازالة صور النساء من اعلانات الشوارع والسعي إلى إلغاء الحظر المفروض على العسكريين في ما يتعلق بتربية اللحى، وعدم الوقوف عند سماع السلام الوطني وغيرها من الترهات، كالسعي الى نسف قيم المجتمع المدني بحيث تتواءم والمتخلف من افكارهم التي لا تخرج عن المنع والحظر والضرب والحجر على كل ما له علاقة بحرية الانسان في العمل والتنقل والتفكير والتصرف والعيش، وكل هذا سيؤدي حتما الى اصطدامهم مع توجهات حكومة الرئيس المكلف، ونهاية حياة المجلس بصورة مبكرة. او التأقلم مع الواقع السياسي واللعبة البرلمانية، وبالتالي تحولهم إلى سياسيين عاديين يقبلون بالحلول الوسط وبالتسويات والترضيات وانصاف الحلول!! وهذا بالضبط ما كان يحذر منه ويتخوف من التورط فيه مؤسسو السلف الذين كانوا يعارضون دخول اي من اعضاء الحركة في اللعبة السياسية. قد لا يطول انتظارنا كثيرا لمشاهدة تصدع الكثير من المبادئ والمعتقدات الاساسية لهذه الحركة «الدينسياسية» الغربية.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

بعيدا عن «الضوضاء»…قريبا من «القلوب»!

 

أكثر من لقاء وجلسة ومناقشة جمعتني مع بعض القراء والأصدقاء والمعارف على مدى الأسبوعين الماضيين، كان محورها الرئيسي: حال الجفاف العاطفي التي يعيشها أهل البحرين!حتى كدت أبصم بالعشر، أن بعض المتحدثين يبالغون كثيرا في تهويل الأمر، وخصوصا أننا بشر تربينا في مجتمع «عاطفي»من الأساس! حتى في تفكيره! لكن البعض لم يتفق معي في هذه النقطة معللين رأيهم بالقول أن غالبية الناس في المجتمع البحريني عاطفيين في التعامل مع القضايا التي تستوجب العقل، لكن في المواقف والحالات التي تستوجب العاطفة، وخصوصا في حدود الأسرة، فإن هناك قلة من الناس، تتمتع بهذه المقدرة.

أردت اليوم الحديث بشأن هذا الموضوع بعيدا عن ضوضاء مواضيعنا التي يشيب لها الرأس، لنقترب من القلوب قليلا.

ومن الطريف، أن أحد الأصدقاء طرح نقطة لافتة للنظر، فقد سألني :»ما رأيك في برنامج «سيرة الحب» الذي تقدمه فوزية الدريع في قناة الراي؟»، فقلت ببساطة :»يبدو لي أن 99.9 في المئة من نساء البحرين يتسمرن أمام الشاشة لمتابعة البرنامج»، وهنا قال: ألم أقل لك ان الناس أصبحت تبحث عما ينقذها من الجفاف العاطفي.

قبل فترة، اطلعت على دراسة مهمة اجرتها الباحثة زهرة اليامي في مركز الطب بمنطقة «أبها»، إذ كانت تصف المجتمع الخليجي بأنه من أكثر المجتمعات افتقارا للشعور العاطفي، وأرجعت الأسباب إلى النشأة الأسرية منذ الصغر، إذ يغفل الآباء والأمهات عن إشباع الطفل عاطفيا في بدايات عمره، إذ إن مرحلة ماقبل المدرسة للطفل تعتبر من أهم المراحل عمريا في إشباع الطفل عاطفيا من قبل الوالدين، فالحرمان يولّد جوعا عاطفيا حتى الكبر.

المذهل في توصيات زهرة اليامي، أنها طالبت مركز اجتماعي ونفسي في كل حي لتخفيف المشاكل الأسرية، ويساعد أيضا المجتمع على ظهور أجيال نافعة ومنتجة وواعية.

حسنا، لن يكون ذلك ممكنا في مجتمعنا الذي يضج بالكثير من القضايا التي تجعل أكثرنا في منأى عن التأثير العاطفية في الحياة الأسرية والإجتماعية، لكن لابد من الإعتراف بأن هناك بالفعل جفاف عاطفي في حياتنا اليومية نحن البحرينيين…ربما يرجع البعض السبب في ذلك الى صعوبة الحياة المعيشية واللهاث وراء لقمة العيش وضيق ذات اليد…وهذه أسباب معقولة!لكن لا ينبغي لها أن تجعل الكثير من الأسر تعيش في دوامة الأسى والحزن والإكتئاب، فذلك أخطر بكثير ما يجول في دواخلنا من ملفات وقضايا انشغلنا بها جميعا حتى جعلتنا نعود الى منازلنا محمولين بكم هائل من الهموم.

بإمكاننا أن نأخذ نفسا طويلا و…نزيح سحابات الهموم من على وجوهنا ووجوه أطفالنا وزوجاتنا…

إن الله مع الصابرين يا جماعة الخير.

احمد الصراف

جمعية سلطان التعليمية

أشهرت جمعية سلطان التعليمية قبل أكثر من 30 عاماً. ونص نظامها الأساسي على تحقيق أهداف محددة تتعلق برفع المستوى التعليمي والثقافي للطلبة المتفوقين والنهوض بهم، وإيفاد المميزين منهم للدراسة في الخارج، وتقديم العون المادي لطلبة الجامعات والمعاهد العليا الذين تضطرهم الظروف للتوقف عن الدراسة لسبب أو لآخر.
قامت الجمعية في السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة فقط بإيفاد أكثر من 246 طالباً وطالبة لتلقي العلم في مختلف الجامعات في تخصصات إدارة الأعمال والطب والدراسات الخاصة. كما قامت بإعطاء منح دراسية لجامعة الخليج في البحرين، أما في الكويت فقد قدمت منحاً لجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الاسترالية، والعربية المفتوحة وكلية كويت – ماسترخت لإدارة الأعمال.
لا نود الاستطراد أكثر في الحديث عن هذه الجمعية المرموقة البعيدة عن أي تعصب ديني أو مذهبي أو حزبي سياسي، فكشف أسماء من استفاد من خدماتها العظيمة خير شاهد على ما نقول حيث تضمنت أسماء طلاب وطالبات من الكويت، البحرين، قطر، العراق، سوريا، مصر، لبنان، فلسطين، الأردن، السعودية، اليمن وحتى من إيران وأفغانستان وأميركا. ولم يخل الكشف من عدد كبير نسبياً من أسماء غير محددي الجنسية.
السؤال الذي يطرح نفسه طرحاً هنا يتعلق «بالمنجزات التعليمية» للجمعيات الخيرية في الكويت طوال السنوات الثلاثين الماضية، ودورها في رفع المستوى التعليمي والثقافي لأبناء هذه الأمة السيئة الحظ التي ابتليت بمثل مؤسساتهم المتطرفة في خلقها وتفكيرها وهزال الحس الوطني لدى معظم القائمين عليها، وخاصة إذا علمنا أنها تمكنت في العقود الأربعة الأخيرة من تجميع تبرعات بمليارات الدولارات التي لا يعرف أحد أين صرفت!
نحن لا نطالب هذه الجمعيات، سواء تلك التابعة للإخوان التي تغير اسمها إلى «حدس» بعد التحرير تجنباً لربطها بموقف الإخوان المشين أثناء احتلال الكويت، أو تلك الجمعيات التابعة للسلف بتشعباتها العلمية العقلية وغير العلمية وغير العقلية، لا نطلب منها أن تبين لنا أسماء الطلبة الذين تلقوا العلم على حساب صناديقها المتخمة من الإيرانيين أو البدون أو الأميركيين أو الأفغان من غير التابعين لنهجها ومذهبها، فهذا سيكون تعجيزاً غير مبرر لمؤسسات عريقة في تطرفها، بل نطالبها فقط بكشف أسماء من علمتهم وخرجتهم من جامعات مميزة من المنتمين لها والسائرين على نهجها المذهبي!
ولو علمنا بأن رداً إيجابياً لن يأتينا من أي من هذه الجمعيات لانشغال رجالها بإصدار الفتاوى غير العملية والصرف من صناديقها على تمويل الحملات الانتخابية للمنتمين لها داخل الكويت وخارجها، كما سمحت به فتوى أحد أركانهم، فليس من المستغرب بالتالي أن تسير الكويت عكس الاتجاه العالمي السائد وتعود القهقرى إلى كهوف الظلام بملء إرادة ناخبيها.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

الحكومة والإلكترونيات

في محاولة من الحكومة لتسهيل عمل المواطن عند مراجعته لاي من وزارات وهيئات الدولة، وفي خطوة خجولة نحو الحكومة الالكترونية، قامت وزارة العدل، كما فعلت الشيء ذاته جهات حكومية اخرى، بتركيب اجهزة لتنظيم وقت المراجع من خلال اعطائه رقماً متسلسلاً يبين دوره، حسب اولوية حضوره.
وزارة العدل في مجمع الوزارة قامت بتركيب مثل بعض هذه الاجهزة «العجيبة والغريبة»، الذي تأخر استعمالها في جميع اجهزة الدولة لاكثر من 30 سنة، ولا تزال جهات اخرى بامس الحاجة إليها، ولكن هذا ليس موضوع مقالنا هنا.
الايصال الظاهر في نهاية المقال، والصادر من احد اجهزة تنظيم الدور في وزارة العدل، والصادر باللغة الانكليزية، هو نموذج لما تتصف به ادارات الدولة من تقدم ثقافي ولغوي باهر، حيث طلب فيه من المراجع، وبلغة انكليزية واضحة وجميلة، التفضل بالجلوس، وان الخدمة ستقدم له خلال فترة قصيرة.
ولكن بالتمعن اكثر في تفاصيل الايصال المطبوع بكامله بالانكليزية نجد ان كلمة «رقم» الانكليزية قد كتبت Nombor بدلا من Number، اما كلمة العدل فقد دونت Jastice بدلا من Justice والاكثر طرافة ان الايصال، والذي يحمل تاريخ 18-5-2008، يصادف صدوره يوم الاحد، اي Sunday ولكن من ترجم الكلمة اختار كتابة Ahad، ولو كان المترجم ساعيا بنغاليا متواضع التعليم لما وجد ترجمة اسوأ من هذه!!
كما تضمن الايصال كلمة Anda والتي لم يعرف معناها حتى الآن باللغة الانكليزية وجار البحث عن ترجمتها باللغات الحية الاخرى.
جميل ان نستفيد من منجزات الغرب واختراعاته، وحتى المتواضع منها، ولكن يجب قبل ذلك الاطلاع، على الاقل الاطلاع، على «الكاتالوج» الذي يرفق عادة بأي منتج.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

يا حكومة… هل تعلمين بالوجع؟!

 

أعلم جيدا أن نسبة كبيرة من تعقيبات ومراسلات القراء على ما سأطرحه ستكون بمثابة الإجابة نيابة عن الحكومة… فأنا أريد أن أسأل الحكومة: «هل تعلمين وتشعرين بالوجع الناتج عن محاولات التخوين والتخويف من طائفة كبيرة من مواطنيك؟ وهل تشعرين بوجع مؤامرات الفتنة والطائفية والتأجيج والتأليب لكل شاردة وواردة تحدث في المجتمع القروي تحديدا؟ وهل تدركين خطورة ما يفعل أولئك «النفر» من أصحاب الوطنية «الخالصة لله وللوطن وللملك»؟

ستكون إجابات القراء أسرع من إجابات الحكومة قطعا! وسيكون أكبرها ثقلا تلك الإجابات التي ستوجه العتاب واللوم والاتهام الى الحكومة، أو إلى أقطاب وعناصر وأصحاب نفوذ، ذلك أن الكثير من المواطنين، وأنا منهم، أصبحنا في غاية الدهشة من استمرار ممارسات بعض النواب وبعض المسئولين لذلك التعمد المقيت للتمييز بين خلق الله!

تساءلت ذات مرة: «كيف هو النسيج الوطني والعلاقة بين الطائفتين الكريمتين في البلد؟ أليس هذا التلاحم هو الذي قاد الى الاستقلال في العام 1971؟ ترى، لماذا يغيب اليوم عن الوعي الوطني، ولم يغب عن الذاكرة الوطنية؟»، وقد كنت في الوقت ذاته متفقا مع أحد الكتاب البحرينيين الذي اشار الى أن أهم ما وسم حركة هيئة الاتحاد الوطني منذ بداية التحرك في العام 1954، هو نجاحها في تعبئة أهل البلد كلهم، سنة وشيعة، في بوتقة وطنية واحدة، عبر عنها النسيج الوطني الذي طبع قيادة الهيئة وأداءها طوال عامين، هما عمر الهيئة، إذ ساد الهم الوطني الواحد معبرا عنه في شعارات مشتركة، نجحت من خلالها الهيئة في قبر الفتنة الطائفية التي كان المستعمر يرغب في إثارتها لحرف حركة الشعب عن القضايا الجوهرية.

اتجه البعض الى تشكيل لجان أهلية، منذ سنوات ثلاث مضت، من أجل التصدي لهذه الموجة، لكن تلك اللجان لم تجد لها مكانا لأنها – من حسن الحظ – لا تجد ذلك العداء قائما بين أهل البلد بعضهم ببعض، وإنما تجده محصورا في عدد ضئيل من المسئولين، والنواب، لكن تأثيرهم كبيرا.

في ظني، أن النسبة الأكبر من أهل البحرين يمتثلون ويستحضرون أهداف هيئة الاتحاد الوطني لأنها كانت صادقة ومخلصة ومحبة للوطن، وليست دخيلة تستند إلى مؤامرات وتقارير مثيرة وعصابات وغرباء مرتزقة… بل وحتى فئة الشباب أيضا، فإنها أصبحت على وعي بما يحاك من مؤامرات خلف الأستار للنيل من الاستقرار الاجتماعي والوحدة الوطنية التي أصبحت متأثرة – بشكل أو بآخر – نتيجة ممارسات برلمانية هنا، وهفوات حكومية هناك، وأيضا، إخفاقات شعبية في مواطن أخرى.

سنكمل الحديث، وسيكون من الموجع أن نقول الحقيقة..

د. شفيق ناظم الغبرا

خطاب بوش في المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ

المعروف عن الرئيس الأميركي في أيامه الأخيرة أنه لا يفعل الكثير ولا يقوم بأخذ قرارات كبرى، ولكن بوش بالتحديد يبدو أنه سيغيّر التقليد. إن خطابه الذي قدمه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ في أعقاب كلمة كل من الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني ملك الأردن كان خطاب حرب ومواجهة. كنت قد دخلت القاعة لاختبر فرضية: هل ستقدم الولايات المتحدة على مغامرة أو حرب جديدة في منطقتنا؟ الاجابة عن هذا السؤال بعد الاستماع إلى الخطاب ولغته وما قيل بين السطور يشير إلى أن الرئيس الأميركي يعد العدة لحرب جديدة في الإقليم، وأن الهدف الرئيسي من المواجهة المقبلة إيران. ومن الواضح من لغة الخطاب ومن الأوضاع على الأرض أن هذا السيناريو مازال ممكناً حتى في المرحلة الأخيرة من فترة الرئيس بوش. إذاً تقبل المنطقة على خطوات رئيسية في حرب جديدة في ظل استمرار للحروب القائمة في كل من العراق وأفغانستان وفلسطين. إن خطاب بوش يشير إلى أنه يعد العدة لاستخدم القوة وما يسميه الحرب الاستباقية لمنع إيران من امتلاك القدرات النووية ولتوجيه ضربات لقدراتها العسكرية وقدرات النظام بما ينعكس على لبنان والعراق وفلسطين وسورية. وسوف ينطلق التصور الأميركي من أن هذا التوجه سوف يضعف الأطراف كلها التي تعتمد على إيران وتستمد منها القوة. هكذا كان الخطاب خطاب مواجهة، كان خطاب حرب، وخطاب تحدٍ حتى للدول العربية الحليفة. متابعة قراءة خطاب بوش في المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ

احمد الصراف

عاليا المعجزة

بدأت «عاليا» القراءة وهي في الشهر الثامن من العمر، ولم تكن سنواتها الدراسية عادية بأي مقياس فقد كانت تقفز الصفوف والمراحل قفزا، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية وهي لم تتجاوز سن الرابعة عشرة من جامعة «ستوني بروك»، وكانت أصغر فتاة تحصل على الدرجة الجامعية بتلك السن الصغيرة نسبياً.
بعدها حصلت على الماستر ومن ثم الدكتوراه في علوم المواد الهندسية من جامعة دركسل المعروفة في بنسلفانيا، وهنا أيضا كانت أصغر من حصل على تلك الدرجة الرفيعة، ليس في تاريخ الولايات المتحدة فقط، بل وفي العالم اجمع.
كما كانت أصغر من حصل على الزمالة والتكريم من وزارة الدفاع الاميركية ووكالة الفضاء «ناسا» وغيرها من الهيئات الحكومية والعلمية رفيعة المستوى.
لم يقتصر ابداعها الاستثنائي على المواد الدراسية والعلمية الجافة فقط، بل امتد ليشمل الموسيقى، وعزف مقطوعات لموزارت بالذات. كما امتد شغفها ليشمل موسيقى الجاز والاغاني الحديثة، وكل هذا اكسبها احترام الكبار قبل الصغار لتواضعها الجم، ولما حصلت عليه من تقدير مادي ومعنوي مميز.
كما امتد ابداعها العقلي ايضا ليشمل الطب الحديث حيث تمكنت من تطوير انبوب فائق الصغر، لايرى بالعين المجردة، يستطيع قياس ردات الفعل داخل الخلية الواحدة بعد حقنها بمواد كيميائية محددة لقياس تأثير الدواء في هذه الخلية. وهذا الانجاز الطبي الكبير سيساعد في قياس ردود فعل مواد «النانو» التي حُقنت في الخلايا الفردية.
كما أنها مهتمة حاليا بتطوير مايؤدي الى تطوير جهاز قياس نسبة السكر او الغلوكوز في الدم من دون تدخل باستعمال «النانو تكنولوجي»
وتحاول هذه الفتاة الاميركية التي تبلغ التاسعة عشرة من العمر ان تكون، في تصرفاتها كافة، قدوة لبنات جيلها وذلك بمحاولتها تغيير الصورة النمطية للعلماء بكونهم متعالين.
فعندما ضرب اعصار «كاترينا» مدينة نيو أورليانز تطوعت للتدريس في ساذرن يونيفرسيتي، وهي الجامعة الوحيدة التي استمرت الدراسة فيها، ولكن من خلال عربات متحركة «تريلرز» وقد سافرت قبل فترة قصيرة للعمل كأستاذة جامعية في سيئول في كوريا.
تعتبر «عاليا» أصغر استاذة جامعية في التاريخ البشري، حسب سجل غينيس للارقام القياسية، كما ان نسبة ذكائها تفوق جدول قياس مستوى الذكاء البشري بدرجات!
هذه هي «عاليا صبور» ALIA SABOUR المواطنة الاميركية من اصل إيراني، التي سيكون لها دور كبير في التاريخ البشري في القادم من السنوات ، فتذكروها!
والآن، تخيلوا معي ماكان سيكون عليه مصير عاليا، هذه المعجزة الانسانية المميزة، لو لم يقرر والداها الهجرة الى اميركا قبل ولادتها!!
ربما كانت ستتزوج من قريب لها، والذي سيكتشف مبكراً أنها أكثر ذكاء منه بمراحل، وان ما تكسبه من وظيفتها كمدرسة رياضيات في مدرسة ابتدائية للبنات في احد احياء طهران الفقيرة، وما تجنيه من اعطاء دروس تقوية مسائية يفوق دخله الشهري بكثير.. وستنشب بينهما، بالتالي خلافات على اتفه الامور وستنتهي حياتها الزوجية في احسن الاحوال بالطلاق.
أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

أنا كشيعي..!!!

يقال إنه، بعد ما يقارب الثلاثمائة عام من الدولة المدنية المنفتحة، تحولت الكويت، رسميا، بفضل مخرجات انتخاباتها الأخيرة، الى دولة بنظام تشريعي ديني قبلي صرف، ليس فيه للرأي المتسامح مجال ولا للعقل المنفتح مكان! كما يمكن وصف مخرجات الانتخابات الأخيرة بأنها الأسوأ والأكثر تخلفا في تاريخ الكويت الديموقراطي القصير نسبيا من حيث نوعية غالبية من تم انتخابهم.
ولكن هل هذا صحيح؟ غالبية الظواهر تبين، لا بل وتؤكد، ان الأغلبية هي التي فازت، وفاز معها الدين والوطن!!
فأنا كمواطن شيعي أعتبر، ومن دون أدنى شك، أنني على حق في عقيدتي، والآخرون على خطأ، ولو كان الأمر غير ذلك لما ترددت في التخلي عن هذا المذهب، خصوصا أن لا شيء يمنع ذلك. وبالتالي أشعر بأن وطني قد فاز معي فوزا عظيماً عندما تعزز تمثيل طائفتي في مجلس الأمة الجديد. كما أؤمن كذلك بأن هذا الفوز سيجير لمصلحة ديني الاسلامي، وان أي فوز سياسي إضافي للشيعة سيكون أيضاً في مصلحة الدين الصحيح!!
وأنا كسلفي سني أشعر بإيمان قوي بأنني عقائدياً على حق، والآخرون على باطل، ولو كان الأمر عكس ذلك لما ترددت في ترك هذا المذهب. كما أؤمن بأن مكانة مذهبي، وبالتالي عقيدتي قد قويت وتعززت يوم اختار «الشعب» زيادة عدد نواب السلف في مجلس الأمة، فهذا النصر سيجير حتما لمصلحة وطني والعقيدة الحق التي أتبع.
وأنا كقبلي صلب أؤمن، كما سبق أن آمن مؤسسو «جنرال موتورز» بأن كل ما هو في مصلحة الشركة هو في مصلحة الولايات المتحدة، بأن ما هو صالح لقبائلنا هو بالتالي صالح للعقيدة. وان الزيادة الكبيرة الأخيرة في عدد «ممثلينا» في مجلس الأمة هو حتما في مصلحة هذه الأرض وهذا الدين الحنيف، وليس في ذلك ريب ولا شك!!
فإذا كان أتباع هذه الفئات الثلاث، الممثلون لـ 90% من الشعب راضين عن نتائج الانتخابات الأخيرة فما الذي يدفع البعض، ونحن منهم، لعدم القبول بنتائجها؟
ولكن مَن م.ن هؤلاء على حق ومن منهم على باطل؟
لا شك في ان كل طرف يشعر بصدق انه على حق، سياسيا ودينيا، وبالتالي من حقهم جميعا الاعتقاد بأن فوز ممثلي طائفتهم أو مذهبهم أو حزبهم أو قبيلتهم سيصب في نهاية الأمر في مصلحة الكويت وشعبها وقبل ذلك في مصلحة الاسلام الحنيف!!
نترك استنتاج المغزى من موضوع المقال لذكاء القراء> هذا إذا بقي لدى غالبيتنا أي شيء منه، بعد أن مسح التعصب القبلي والطائفي والديني كامل آثاره من عقولنا عندما صوتنا للعمامة واللحية الطويلة والجلباب القصير، وفي خضم كل ذلك نسينا.. الوطن!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

د. شفيق ناظم الغبرا

بعد الانتخابات في الكويت

كيفما نظرنا من حولنا في العالم العربي نجد عوالم انتقالية شديدة التأزم تسودها حال من الحدة في صراعاتها. كيفما نظرنا نجد دولاً ضمن الدول ودولاً توسعية حول الدول ودولاً تخاف من شعوبها ودولاً تخشى من يومها الثاني ومن ليلها، ونجد في الوقت نفسه شعوباً تشعر بالإحباط وأخرى بالتهديد وثالثة بالتهميش. في الكويت حال خاصة من بين العرب، ففيها دولة أقرب إلى دولة القانون والمؤسسات، وفيها حريات يندر أن نجدها في دول عربية أخرى، وفيها دستور قلما نجد مثيلاً له في الدول العربية في طريقة كتابته وطريقة تفسيره، وفيها قيادة سياسية أجمع سكان البلاد على شرعيتها إبان واحدة من أحلك الظروف: احتلال عام 1990. إن مشاعر الذاكرة والولاء تبرز في الكويت إلى العلن في الظروف الخاصة، كما حصل مع غياب الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح (طيب الله ثراه) منذ أيام.  متابعة قراءة بعد الانتخابات في الكويت

سعيد محمد سعيد

مسامحة يا «شباب»!

 

من أجل أن نجعل الشباب يشاركون في تحسين الوضع الاقتصادي ونشجعهم على التخطيط لتنفيذ مشروعات خاصة فتنتهي “عقدة” البحث عن عمل في الحكومة من باب “المضمون” والمطمئن، أمام العمل في القطاع الخاص “المرهق وغير المجدي” وهي نظرة لاتزال قائمة، فإن علينا أن نرصد على الأقل عوامل التشجيع المقدمة من الدولة للشباب البحرينيين الطامحين الى تنفيذ مشروعاتهم الخاصة، ومن عوامل التشجيع تلك:

– توفير أنواع مختلفة من المعوقات والبيروقراطية والإجراءات الطويلة والمعقدة، بالإضافة الى توفير الدعم الفني والمعنوي المتمثل في الانتظار الطويل ولأشهر، إن لم تكن سنوات، أمام أبواب بعض المسئولين، واعتماد سياسة التطنيش والتطفيش لضمان خروج هذا الشاب من هذه الإدارة وعدم عودته اليها.

– تقديم معلومات قيمة للغاية أمام مشروعات مكررة تشبع منها السوق، وتحفيز الشباب على التفكير مليا في جدوى بعض المشروعات “التي ثبت فشلها سابقا”، وكأن من العيب أن يبتكر الشباب أفكارا جديدة ويقدمونها إلى بنك البحرين للتنمية أو وزارة التنمية الاجتماعية أو وزارة الصناعة والتجارة ليحصلوا على الدعم المالي والاستشاري.

– عدم الوقوف مع أصحاب المشروعات من الشباب في حال تعرض المشروع لمشكلة، وخصوصا بالنسبة إلى المشروعات التي تتطلب خطوط إنتاج وعملا دقيقا وتسويقا، وهذا النوع من المشروعات يتطلب في الواقع مساندة مرحلية ماليا وإداريا وفنيا لحين تجاوز هذه الإشكالات.

– صعوبة الحصول على الأراضي، والتمويل اللازم للمشروعات المهمة، فهناك من الشباب من يطمح في افتتاح ورشة أو معمل أو حتى مزرعة، لكن تلك المشروعات تبدو أضغاث أحلام لعدم توافر الأرضية المناسبة لها.

أليس من الممكن الحديث عن البدائل بدلا من مواصلة إعادة المحبطات؟

إذا، اسمحوا لي أن استعرض معكم نبذة عن تجربة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشروعات الشباب في دبي، حتى نختصر المطلوب، وخصوصا أنه في الإمكان توفير ذلك المطلوب بعيدا عن المقارنة بيننا وبين الشباب في دبي، فتلك المؤسسة “ترفض” المشروعات الهامشية مثل محل بقالة أو محل حلاقة أو مقهى، لأنها لا تقدم إضافة حقيقية للاقتصاد.

لكن في المقابل، هناك تركيز على الجودة، ونوعية العمل والمشروعات، فبرنامج التطوير يختص بتشجيع الاستثمار وتزويد المستثمرين الجدد بأفكار مبتكرة للأعمال، بالإضافة إلى عملية التدريب للشباب على وضع الخطط سواء الإنتاجية أو التسويقية أو الإعلامية، وطرق التعامل مع الأسواق والمجتمع والمصارف والشركات الأخرى.

ويجري قسم التطوير دورات تدريبية متخصصة للشباب، كما أنه يجري مسابقات بينهم لحفزهم وتشجيعهم، وقد أطلقت المؤسسة جائزة سنوية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتضمنت تسع فئات هي جائزة أفضل عمل جديد (للذكور والإناث) في قطاعات مختلفة، وأفضل رجل أعمال أو سيدة أعمال.

أما برنامج التمويل فيختص بتقديم القروض بشروط تفضيلية سهلة الإيفاء لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبالطبع لا تقدم المؤسسة قروضا لكل من طلب ذلك، بل ينبغي على طالب القرض تقديم دراسة جدوى متكاملة للمشروع المطلوب تمويله، وذلك وفقا للمدير التنفيذي للمؤسسة.

ألا يمكن أن يكون لدينا برامج مشابه؟ مجرد سؤال…