سامي النصف

النطق السامي عَكَسَ حس المواطن

بعد أن قال المواطن كلمته بطريقة صريحة وواضحة لممثليه بعدم الرغبة في التأزيم والدعوة للدفع بعجلة التنمية سريعا الى الأمام، أتى النطق السامي الذي ألقاه صاحب السمو الأمير المفدى صباح أمس، مؤكدا على هذه الثوابت الوطنية بشكل لا يترك مجالا لسوء الفهم او الادعاء بعدم وصول الرسالة من أبي الجميع و«نوخذة» سفينة الوطن.

فبعد تهنئته الأعضاء بثقة الناخبين أتت في النطق السامي الحاجة إلى «التسامي بقيمنا الموروثة والارتقاء بأهدافنا وطموحاتنا متطلعين الى غد يحل فيه التعاون محل الاختلاف، كي لا تضيع المشاريع التنموية في زحمة الخلافات والازمات السياسية فالتعاون حوار خلاق وعمل دؤوب والاختلاف والجدل مدعاة للخذلان والتخلف».

كما طالب سموه النواب بالابتعاد عن «ما شهدته العلاقة بين السلطتين في الفصل التشريعي السابق من أسلوب التهديد والتصعيد والتشكيك وتدني لغة الحوار والتطاول على الآخرين والاندفاع بالعمل البرلماني لغير أغراضه والاتجاه نحو التعسف والشخصانية احيانا في استعمال بعض الأعضاء لحقهم الدستوري (الاستجوابات غير المبررة) بالاضافة الى المبالغة في تقديم الاقتراحات بالقوانين ذات الطابع الانتخابي المحض، ولعل ما يثير التساؤل ما برز مؤخرا من مظاهر تمثلت في استمراء مخالفة القانون والتحريض على تجاوزه والاساءة للمسؤولين بما ينال من هيبة الدولة ومكانتها».

كما ذكّر سموه النواب الأفاضل بأن «تعيين رئيس مجلس الوزراء هو اختيارنا وقرارنا وحق أصيل للأمير وحده وفقا لأحكام الدستور لا يجوز لأحد التجاوز عليه أو التدخل فيه، وقد نبهنا مرارا الى مغبة الاستقواء بغير القانون أو الخروج على الثوابت الوطنية كي تبقى محصنة ضد أي فوضى أو فتنة أو خراب».

وأتى ختام النطق السامي قويا كحال مبدئه، حيث ذكر النواب الأفاضل بما جرى في الماضي القريب: «ازاء مظاهر الانحراف والتجاوزات كان لزاما اتخاذ قرار حل مجلس الأمة السابق بعد ان استنفدت جميع السبل والتضحيات والدعوات التي لم تجد نفعا، وان امانة المسؤولية تفرض علينا التدخل دوما لئلا تكون مصالح البلاد مطية الأهواء، متمنيا على الجميع تحكيم العقل والضمير في تقويم تجاربنا السابقة استخلاصا للدروس والعبر».

لقد نصح سموه النواب في المجلس السابق ودعاهم أكثر من مرة للبعد عن نهج الإثارة والتأزيم إلا ان البعض سار في طريق مخالف للنصح الأبوي فانتهى الأمر بالحل الذي شهدناه، وقد اتى النطق السامي ناصحا مرة أخرى وداعيا الحكومة والمجلس لرفع شأن الكويت والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، فهل يتم تحكيم العقل هذه المرة ونشهد 4 سنوات من الاستقرار السياسي والانجاز الاقتصادي؟ نرجو ذلك فالكويت لا تحتمل سنوات جديدة من التأزيم والتخلف.

احمد الصراف

شجرة الوييد والعراق

في ستينات القرن الماضي وقعت كارثة بيئية في العراق، لكن النظام المتسلط فيها استطاع وقتها اخفاء الكثير من معالمها عن العالم، ولكن البعض من أخبارها وآثارها تسرب إلى الكويت، ولكن أحدا لم يجرؤ على التحدث فيه في ظل وضع صحافة تلك الأيام، وتوتر العلاقة بين حكم تلك الدولة الدكتاتوري غير المستقر من جهة، وشبه الديموقراطي والمستقر في الكويت من جهة أخرى.
حدثت الكارثة عندما قامت الحكومة العراقية بشراء كميات كبيرة من البذور الزراعية المعالجة التي بإمكانها البقاء في التربة بعد زراعتها لأكثر من سنة في حال عدم سقوط المطر اللازم لنموها، بسبب خاصيتها المقاومة للآفات الزراعية.
وزعت الحكومة تلك البذور مجانا على المزارعين أو الفلح، وخاصة في منطقة جنوب العراق. كما حذرتهم من مغبة ادخال تلك البذور في طعامهم بسبب سمية المواد التي استخدمت في تكسيتها وحمايتها من الآفات.
بسبب عدم ثقة هؤلاء الفلاحين بحكومتهم، أو ربما لكسلهم، قاموا في مرحلة أولى بتجربة اطعام تلك البذور للدواجن وعندما لم تظهر عليها أي آثار جانبية أو مرض بعد يوم أو يومين قاموا باطعامها لحيوانات أكبر، وعندما لم تظهر على هذه الحيوانات أي أعراض ايضاً، قاموا بطحنها وتناولها.
لم تستسغ الحكومة تصرف اولئك المزارعين الكسالى وقامت في السنة التالية باستيراد كميات أكبر من تلك البذور، ولكنها قامت هذه المرة بزيادة نسبة سميتها، وحذرت المزارعين من خطورتها الشديدة، ووضعت علامات تحذير بارزة على الأكياس.
لم يعبأ هؤلاء بتحذيرات الحكومة هذه المرة ايضاً، وقاموا بتكرار اطعامها لماشيتهم ولما لم تظهر عليها أي أعراض قاموا بتناولها!
وهنا حدثت الكارثة، حيث ان سمية تلك الحبوب كانت تتطلب مرور اسبوع على الأقل لكي تظهر آثارها على حيوانات الحقل، ولم ينتظر هؤلاء الفترة الكافية بسبب جهلهم بخواصها، وبالتالي قاموا بتناولها فأصيب عدد كبير منهم بأمراض مختلفة، كما امتدت الاصابات إلى المواشي والدواجن التي اصيبت بأعراض تسمم واضحة ونفق منها الكثير، واصبح من الخطر تناول لحومها.
غضب المزارعون مما اصابهم وقاموا، خوفا من بطش الحكومة أو جهلا، برمي ما تبقى لديهم من بذور في النهر، فأدى ذلك إلى تسمم الثروة السمكية!!
وهكذا اكتملت حلقات المأساة، واصبح جزء كبير من شعب جنوب العراق نباتيا بغير إرادته، بعد ان حرم من تناول لحوم الأبقار والأغنام والأسماك لعدة أشهر. واتذكر حينها ان الكويت منعت ادخال أي لحوم أو أسماك من العراق، وشمل الحظر منتجات أخرى كالزبدة والقيمر، وحتى البقصم!!
تذكرت تلك الحادثة وأنا أقرأ عن اكتشاف عظيم توصلت إليه مختبرات الغرب الكافر التي يصفها البعض بالنجسة، الذي تعلق بالنجاح في انتاج بذور زراعية ذات قدرة عالية على مقاومة الآفات الزراعية، وخاصة في المناطق التي تنتشر فيها نباتات وأشجار الوييد Weed التي تمد جذورها لمسافات طويلة وقريبة من السطح، والتي تتغذى على ما تصادفه في طريقها من بذور زراعية، والتي كان من الاستحالة تجنب الزراعة بعيدا عنها أو ازالتها بسبب كثرتها الغريبة وقوتها وانتشار جذورها لمسافات طويلة.
ويعتقد الخبراء ان استخدام هذه البذور سيزيد من دخل مزارعي الدول المعنية بنسب عالية تبلغ مليارات الدولارات سنويا.
فماذا فعلنا طوال قرون بدخل بترولنا من أجل هؤلاء التعساء والمنكوبين؟!

أحمد الصراف
[email protected]

محمد الوشيحي

«اوتو بايلوت»

المشروع التجاري الأفضل في الكويت هذه الأيام هو مشروع «أجرة تحت الطلب»، والذي يسيطر على نشاطه بعض مسؤولي الداخلية الكرام كراميلا، بشرط ان يكون موقع المشروع بجانب قصر السيف (مقر الحكومة) لنقل الوزراء من وإلى القصر. ولو قدّر لي ان ألتقي الوزير السابق (للمرة المليون) عبد الله الطويل، الذي حطم الرقم القياسي من دون إصابات بشرية، لسألته سؤالا واحدا لا أكثر: كم صرفت على التاكسي؟ هذا الرجل، لمن لا يتحدث العربية، اختلف الرواة حول عدد مرات دخوله وخروجه من الحكومة… لياقته البدنية عالية كما يبدو.
اسم «عبد الله الطويل» ارتبط بلقب «السابق»، كما ارتبطت كلمتا «الحكومة» و«الرشيدة» برباط كاثوليكي، فنجد من يردد باستمرار: «نهنئ سمو الأمير والشعب الكويتي والحكومة الرشيدة بمناسبة العيد الوطني»، أو «نطالب الحكومة الرشيدة بعمل كذا وكذا»… وصف «الرشيدة» كان ينطبق على الحكومات القديمة، قبل ان ينقرض حرف الـ«لا» من مبنى قصر السيف، أما حكومتنا هذه فهي بريئة من هذه التهمة، تهمة الرشد، براءة الشعب الكويتي من الذكاء، ولم يسبق لها ان سمعت بالرشد أو التقته من قبل، ولو حتى من باب الصدفة الخلفي، فلا تظلموها وتحملوها وزر حكومات الستينات والسبعينات من القرن الماضي… ولا تزر وازرة وزر أخرى. متابعة قراءة «اوتو بايلوت»

د. شفيق ناظم الغبرا

الحكومة الجديدة… استمرار الأزمة

في تشكيل الحكومات تختلف الوسائل وتختلف الطرق. فهناك حكومة إنقاذ وطني وحكومة وحدة وطنية، وحكومة حرب وحكومة سلام. قد نتساءل تحت أي مسمى تقع الحكومة الجديدة في الكويت؟ فهي أقرب إلى حكومة إجماع من دون أن تكون حكومة إنقاذ وطني أو تنمية اقتصادية وتضامن فعال، كما هي مطالب الشعب الكويتي الحقيقية. فوجود الجميع في أعلى الهرم ووجود هذا الاختلاف كله في أعلى سلطة ضمان لصعوبة صنع القرار وعدم الاستمرار في مشروع التحول نحو مركز مالي وتجاري. فطبيعة التناقضات التي تتعايش في التشكيل الحكومي تجعلها أقل تجانساً، وبالتالي أقل قدرة على صنع القرار وتنفيذه والصمود أمام الضغوط المضادة التي ستأتي من كل مكان. إن وجود الأطياف القبلية والطائفية والسياسية كلها يجعل هذه الحكومة كالمدرعة وسط جموع من المشاة الذين يحيطون بها بالنقد والترقب. إنها في الجوهر أقرب إلى حكومة هدنة ومسايرة لكل طرف في ظل حال موضوعية تستدعي التنمية وصنع القرار السريع، ولهذا ستواجه عراقيل وضربات وستكتنفها الثغرات، وستكون تحت رحمة تناقضاتها وتلاعب القوى الفاعلة الواقفة على مسافة منها بمصيرها. متابعة قراءة الحكومة الجديدة… استمرار الأزمة

سامي النصف

حتى لا تتكرر عمليات التأزيم والحل!

هناك ممارسات نيابية متوارثة على الساحة السياسية المحلية تحمل اخطاء جسيمة لا تغتفر الا انها تصبح مع كثرة تكرارها امورا مقبولة لدى بعض النواب خاصة في غياب عمليات التنمية السياسية والدورات التدريبية لممثلي الشعب، ومن تلك الممارسات الخاطئة الاعتراض المسبق على اسماء بعض الوزراء احيانا وعلى التشكيلة الوزارية ككل احيانا اخرى.

ففي ذلك الاعتراض مخالفة صريحة لمواد الدستور التي يقسم النائب على الالتزام بها والدفاع عنها حيث تنص المادة 50 – للتذكير – على «يقوم نظام الحكم على اساس فصل السلطات وتعاونها ولا يجوز لأي سلطة منها النزول عن كل او بعض اختصاصاتها» اي لو رضي من يناط به تشكيل الحكومة حسب المادة 56 أن يتنازل عن صلاحية تعيين الوزراء وتركها لمن يريد من النواب لما ارتضى الدستور الكويتي ذلك.

وقد قرأت اسماء من تم تكليفهم بالوزارة وسيرهم الذاتية اكثرمن مرة لعلي اجد فيهم من لا تنطبق عليه شروط التعيين الوزاري فلم اجد، ولحظت كذلك تنوع اسماء الوزراء وانتماءاتهم وتخصصاتهم وشهاداتهم العلمية بل وحتى شهادات ميلادهم بالنسبة لاعمارهم مما جعل التشكيل ممثلا بحق لرغبات الشعب الكويتي، حيث تم توزير المنتمين لجميع الكتل السياسية والشرائح الاجتماعية التي اختارها الناخبون في الانتخابات الاخيرة.

وهناك من النواب من لم يقرأ آراء الشعب الكويتي ودوواينه بطريقة صحيحة ونسي سريعا تذمر الشعب قاطبة من عمليات التأزيم السابقة فبات يهدد «من تاني» بعمليات تأزيم جديدة قادمة مع حكومة لم تبدأ عملها بعد، كما انتقد بعض النواب والكتاب التشكيل الوزاري كونه قام على «المحاصصة» حسب قولهم اي توزير منتمين لجميع كتل المجلس بقصد حصد الدعم والتأييد لمشاريع الحكومة الهادفة لخدمة الناس، وهو امر مشروع جدا، ولو اتى التشكيل بعيدا عما سمي بالمحاصصة لتم نقده كذلك من قبل النواب والكتاب أنفسهم بحجة ان هناك من لم يحسن قراءة نتائج الانتخابات.

ومن الامور الضارة بمصداقية النواب الافاضل نقدهم المسبق لوزراء تم التجديد لهم على اعمال تمت في الحكومة السابقة، وهو امر مخالف تماما لنصوص الدستور، كما قام البعض الاخر بمهاجمة وزراء جدد قبل ان يمارسوا اعمالهم، مما يعني العودة للنهج الضار بالمحاسبة على الهوية لا القضية، كما انتقد البعض الثالث الوزراء من النساء على المظهر متناسيا المخبر، ونسي معه الاعتراض الواجب على مظاهر بعض الوزراء الاخرين كذلك من عدم اطالة اللحى او تقصير الدشاديش كي تصبح مسطرة المحاسبة الشرعية واحدة، كما انفرد طرف رابع بإدانة وزراء دون ان يدينهم القضاء، وفي ذلك تجاوز لأعمال السلطة الثالثة بعد الانتهاء من التجاوز لأعمال السلطة الاولى.

اخيرا، ما نرجوه ونحن نشهد اليوم حفل افتتاح الفصل التشريعي الجديد لمجلس الامة ان نحرص على التهدئة كي لا نحيل عرسا ديموقراطيا آخر الى مأتم، فقد مل الشعب الكويتي حتى النخاع عمليات التهديد والوعيد التي تعطل عمليات التنمية وتجعلنا «طماشة» للخلق.
 
ان سيف الحل الدستوري لم يغمد بعد وحبر اوراقه لم يجف حتى اليوم والنصيحة المحبة الصادقة تتطلب من نوابنا الافاضل التسابق على العمل الجاد لخدمة الوطن والمواطنين والبعد كل البعد عن عمليات التأزيم التي سيلعن الشعب الكويتي كل من يقوم بها ولن ينساه في الانتخابات القادمة التي قد تكون اقرب مما نتصور متى ما استمر نهج عدم التعاون نفسه.

آخر محطة:
(1) العزاء الحار للزميلين فيصل ومبارك القناعي لوفاة والدتهما، للفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

(2) الحمد لله على السلامة للمفكر والمثقف الكويتي د.خلدون النقيب، وما تشوف شر.

احمد الصراف

مشمش الأنفاق

اعلنت جهة مالية «استشارية» ان مشروع «مترو الانفاق» قد اعتُمد من قبل الجهات المعنية، وان المشروع سيوضع موضع التنفيذ خلال فترة قصيرة، وان المرحلة الاولى منه ستنتهي خلال 5 سنوات!
علق قارئ صديق على تصريح تلك الجهة الاستشارية بالقول ان هذه الجهة سبق ان دار لغط كبير حول انشطتها الوظيفية السابقة، والمالية والانشائية التالية والحالية، وهي بالتالي ليست اهلا للتصدي للحديث عن مشروع ضخم بهذه الاهمية، الذي ربما يكون الاكبر في تاريخ الكويت! فقلت له إن هذا ليس مهما الآن بعد ان توقفت الكثير من المشاريع بسبب الحسد وعلامات الاستفهام او الفيتو على هذه الجهة او تلك التي أخرت تنفيذ مشاريع حيوية عديدة، ومنها على سبيل المثال مشروع حقول الشمال النفطية الفائق الاهمية، فرد قائلا ان مشروع اكمال الدائري الخامس الذي سبق ان خُطط له لكي ينتهي العمل به خلال 1090 يوما، قد جاوز مدة تنفيذه بمئات الايام من دون ان ينتهي العمل به بصورة نهائية حتى الآن، علما بأنه مشروع «فوق ارضي» في غالبه، ولا يقارن حجمه ولا تعقيده بمشروع مترو الانفاق مثلا، وان علامات الاستفهام على الجهة الاستشارية هي المهمة، حيث ان هذا المشروع لن يرى النور وينتهي العمل به بصورة سلسة لأسباب كثيرة، وان رؤيته مكتملا ستكون اشبه بالحلم، وربما ستمر عقود طويلة قبل ان يتحقق ذلك، فاذا كانت بدايته بهذا السوء، فكيف ستكون نهايته؟
رفضت نظرته التشاؤمية، وقلت له إن الكويت، بمجلسها النيابي الحالي الذي يرفض غالبية اعضائه قرار تعطيل العمل يوم السبت، على الرغم من ان اميركتي العالم واوروبا والصين والهند واليابان وروسيا، وبقية دول جنوب شرق آسيا وافريقيا، اضافة الى الكثير من الدول الاسلامية كالمغرب وتونس وماليزيا واندونيسيا وتركيا ومصر تعمل به، إن هذا المجلس سيجتاز تخلفه التشريعي البين وسيهتم بالأهم قبل المهم من الامور، وسيكون له دور عظيم في التنمية وشأن أعظم في النهضة، ولن تنتهي مدته حتى تكون الكويت، بفضل «تشكيلته»، قد بزت دبي عمرانا وتجاوزت سنغافورة تكنولوجيا بمراحل!
فرد صاحبي باقتضاب بالانكليزية In the apricot، وتعني بالمشمش!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

لحظة غضب…لكنها مفرحة!

 

كانت المريضة «الإنسانة»، المسجاة على فراش المرض، في انتظار قطرات الدم التي ستعيد اليها الأمل في الحياة، لكن من عساها تنتظر؟ كانت تنتظركم، أيها البحرينيون الشرفاء، تدفعكم «الإنسانية» أيضا، وعطاء من دين عظيم، وكرم بيت أصيل هو بيت كل أهل البحرين الطيبين.

كانت اللحظة عظيمة جدا، لها من الفرح والألق ما يعجز اللسان عن وصفه، وفيها من مباعث «الغضب» في قلوب البعض، الشيء الكثير، ولربما عض بعضهم أصابع الندم قهرا وحنقا وغيظا لأنهم وجدوا – بعد عناء وشقاء وتآمر و تعصب، أن البحرينيين الشرفاء، لا يمكن أن يدمرهم فيروس الطائفية الذي حاولوا ولا يزالون يحاولون نشره بيننا.

ذلك البعض، الذي يملأ المنابر وخطب الجمعة بما يكدر صفو الناس…ويشحن النفوس ويشحذ السيوف للتطاعن والتناحر، ويتجرع الغصة بعد الغصة في المنتديات الإلكترونية الطائفية، يغضب من دون شك… يغضب حين يرى المواطن الشيعي يعيش ذات الهم مع المواطن السني (مع كرهي لهذا التصنيف)، ويغضب حين يرى من هم في المجلس، يتزاورون ويتحدثون ويسألون عن بعضهم البعض، من الطائفتين الكريمتين، ويغضب حين يشد كل منهما الآخر، فكيف لا يغضب حين يعلم بأن «مواطنة مريضة»، جلبت «البحريني الأصيل» مدفوعا بنخوة «لا سنية ولا شيعية» ليتبرع الواحد منهم بدمه في سبيل إنقاذ هذه المريضة…فقط لأن هذا سمع عن حاجة المريضة للدم، وآخر قرأ اعلانا هنا، وثالث اتصل به صديق له يبلغه بأنه ذاهب الى بنك الدم للتبرع بدمه للمريضة.

هذه الصورة، ما كانت لتغادر مخيلتي وأنا أقف مع أولئك الشباب، الذي ما جاءوا ليتبرعوا للمرضى المحتاجين في بنك الدم، مدفوعين بالولاء للقبيلة أو المذهب أو الطائفة…جاءوا مدفوعين بدافع واحد كريم:ابتغاء وجه الله أولا، ثم ليقدموا صورة حقيقية لا يمكن أن تغتالها محاولات النيل والتفريق والتفتيت من أهل البحرين، فلم يسأل أحد عما اذا كانت المريضة من هذه الطائفة أم تلك.

لن يكون هذا الموضوع بغريب على من توجه لمساعدة تلك «المريضة»وغيرها من المرضى، لكنه سيكون غريبا على من أرهق نفسه كمدا وكراهية ليزداد حنقا على حنق.

سيغضب أولئك الذين لا يريدون أن يروا مثل هذه الصورة، لكن غضبهم سيزداد وسيتضاعف، إذا ما علموا بأن كل ما بذلوه على مدى سنين طويلة من العمل المخزي والحقير والمنكر، ليألبوا الناس في هذا المجتمع الصغير ضد بعضهم البعض، لم تفلح إلا في حدود نفر من أصيبوا بمرض نفسي عضال، جراء تناولهم اليومي، والمستمر، لسموم الطائفية، فما آذوا الى أنفسهم، وما تلوثت إلا دماؤهم، فلم يكن لهم مكان أبدا بين أولئك الشباب، بل والرجال الراشدين الذين رأيتهم يتبرعون بدمهم «غير الملوث»لإنقاذ مواطنة، لمجرد أنهم علموا بأن هناك «إنسانة»من البيت البحريني، تتمدد على فراش أبيض في حاجة الى «دم بحريني».

أحبتي، لا تزال البحرين بخير…حمدا لله.

احمد الصراف

من جميل ما قرأت (من النت)

اعتقد ان الموقف من اي امر في الحياة مسألة غاية في الاهمية، وهذا الموقف عادة ما يحدد بشكل واضح مستوى ادراكنا وطريقة تفكيرنا وعمق تجاربنا في الحياة والطريقة التي انشئنا على اساسها!!

قامت المرأة من النوم ونظرت الى نفسها في المرآة فلاحظت ان فوق رأسها ثلاث شعرات فقط، فقالت لنفسها: حسنا، سأعمل منها ضفيرة جميلة، وهذا ما حدث وقضت يوما سعيدا على تلك الحالة.
في اليوم التالي قامت من النوم ونظرت الى المرآة فوجدت ان هناك شعرتين فوق رأسها، فصدرت منها همهمة بسيطة وهي تفكر بكيفية التصرف مع الشعرتين واخيراً قررت تمشيط واحدة نحو اليمين والثانية نحو اليسار وقضت يوما رائعا آخر!!
وفي اليوم الثالث قامت من النوم ونظرت في المرآة فوجدت ان شعرة واحدة فقط تبقت لها، فلم تتردد كثيرا وقررت ان تصنع منها «ذيل حصان» وهكذا كان وذهبت الى حال سبيلها وكان يومها اكثر من رائع.
في اليوم الرابع قامت من النوم لم تجد حتى شعرة واحدة فقالت بصوت عال: جميل، اليوم غير مطلوب مني عمل شيء!!
وهكذا نرى ان الموقف هو كل شيء تجاه اي وضع او مشكلة.
فحاول ان تكون مهذبا وحنونا مع الآخرين، فكل من تقابل في يومك لديه معركة ما مع امر او شخص او مشكلة مستعصية الحل.
وان عليك التذكر أن تعيش ببساطة وان تهتم بعمق بالآخرين، وان تعرف ان المهم ليس انتظار العاصفة لكي تمر، بل ان نتعلم كيف نرقص في المطر وان نهتم باهالينا وبأصدقائنا فهم الذين سيقفون معنا ويرفعون من معنوياتنا عند الشدة.
تحياتي.
ترجمة بتصرف
أحمد الصراف
[email protected]

سامي النصف

أمير البيان شكيب أرسلان

ولد أمير البيان شكيب أرسلان في لبنان في ديسمبر 1869 وتوفي في نفس الشهر عام 1946 عن عمر قارب الـ 80 وقد تلقى تعليمه في المدرسة الاميركية في قريته ثم دخل هو وشقيقه عادل مدرسة الحكمة المارونية في بيروت الشهيرة بإجادة تعليم اللغة العربية، كما أحضر والده الأمير حمود شيخا لتعليمه تلاوة القرآن وحفظه.

وقد بدأت وطنية الأمير شكيب في وقت مبكر عندما انتفض داعما ثورة عرابي في مصر رغم صغر سنه وارتحل إليها، حيث التقى وتتلمذ وصادق الشيوخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ومحمد رشيد رضا وتطوع من هناك في الحرب ضد الطليان في ليبيا ثم أصبح مسؤولا عن بعثات الهلال الأحمر المصرية في طرابلس الغرب ثم ارتحل إلى المدينة المنورة حيث استقر وأنشأ مدرسة دينية فيها.

وكان الأمير شكيب عثماني النزعة، مدافعا شرسا عن الدولة العثمانية، حاول جاهدا ان يزيل اسباب الخلاف بين الترك والعرب وفي ذلك يقول الشيخ عزالدين التنوخي «لقد كان الأمير شكيب من أشرف من كان حول جمال باشا (السفاح) من رجال العرب وقد دفع به الله كثيرا من الأذى والشر عن أبناء العروبة» وقد ارتحل الامير شكيب الى اميركا وروسيا وجمع من الدول الأوروبية مدافعا بالمقال الصحافي واللقاءات عن استقلال بلاد العرب وعن القضية الفلسطينية كما حج عام 29 والتقى الملك عبدالعزيز كما رأس عام 1934 لجنة اسلامية للصلح بين السعودية واليمن.

وقد أتقن الأمير شكيب الى جوار العربية، التركية والانجليزية والفرنسية والألمانية وتقول زوجته انه كان متدينا محافظا على الصلاة حتى ابان نفيه وعيشه في جنيڤ ولم يمنعه تدينه من الدفاع الشرس عن العروبة وقد كانت له نظرات ومقولات اثبتت الايام صحتها، فقد شعر بأن الحلفاء لن يوفوا بعهودهم بعد الحرب العالمية الأولى للعرب وهو ما حدث، كما كان أول من طالب بإنشاء جامعة تضم العرب جميعا وكان يرى كذلك ان يتدرج العرب في وحدتهم كأن يصبحون دولة فيدرالية أو كونفيدرالية.

وفي شتاء عام 1946 عاد الأمير شكيب الى قريته في الشويفات بعد اغتراب ونفي زاد على الثلاثين عاما، وجهاد في سبيل العروبة والاسلام جاوز الستين، حيث توفي هناك مخلفا عشرات الكتب والمخطوطات، منها كتابه الشهير «لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟» و«الاقتصاد السياسي» وكتاب آخر أثبت فيه بالبحث والتدقيق ان العالم الأوروبي الشهير أبازيت الذي اعترف بفضله نيوتن وفولتير وجاك روسو هو من اصول عربية هاجرت من الأندلس واقترح في ذلك الكتاب على الشباب العرب ان يتتبعوا سير بعض عظماء أوروبا وسيكتشفون كما اكتشف ان اصول بعضهم عربية واسلامية.

وقد اعتبره الشيخ علي الطنطاوي في رثاء نشره في مجلة الرسالة عام 1947 اعظم رجال العرب قاطبة في ذلك القرن وفي عام 1960 زار الشاعر المهجري فؤاد الخشن قبر الأمير شكيب في الشويفات وأحزنه ما رآه من اهمال لثراه فكتب قصيدة حزينة نشرها في جريدة «العلم العربي» التي تصدر في بوينس ايرس اتى في البعض منها: هنا يرقد الثائر الأمير، يسير في العراء، تحرسه السماء، فراشه الرمال، لحافه الجليد وهمه الوحيد، ان يُنصر العرب وان يبلغوا الارب، أههنا قبره في تربة يغمرها الاهمال والنسيان؟ لغيبة الوفاء في زمان الفكر فيه ضائع مهان، والشوك البري على القبر بدل من الزهور، في بلاد تمجد البغاث وتنكر النسور.

سعيد محمد سعيد

مصائب قوم!

 

فجأة، هجم الأخ «الباكستاني»المتعطش للتأكد من صحة المعلومة سائلا: «ساديك… فيزا مال بنغالي كلاص كانسل»… فهو يريد التأكد من حقيقة إلغاء إصدار تأشيرات للعمالة البنغالية بعد الحادثة المؤسفة التي راح ضحيتها المرحوم محمد حسن الدوسري… بل كان في غاية الأسى من الحادثة معتبرا أن أولئك البنغال مجرمون لا يؤمن شرهم.

في المقابل، كان «الخباز البنغالي» يستدر عطف الناس بالقول: «لسنا كلنا مجرمين، ولا يمكن أن تلقوا بالخطأ الذي ارتكبه القاتل كله علينا، فنحن جئنا لطلب الرزق ولدينا أسر نعيلها، ونحن نتحمل أقسى الظروف وأكثرها وحشية من جانب أصحاب الأعمال ونصبر»… لكن النقطة الغريبة في كلامه هي أن هناك الكثير من الباكستانيين والهنود و…و… يرتكبون الجرائم، فلماذا تريدون طرد كل البنغاليين؟

خلال الأيام الماضية، وعقب مقتل المواطن «محمد»، شهدت البلاد حال غضب كبيرة، وخصوصا بين فئة الشباب الذين راح بعضهم يصب جام غضبه على الأجانب، حتى أن أحد المواطنين شكا عبر الصحافة من تهديد آسيوي له بتكرار ما حدث في ورشة مدينة حمد، كما كان هناك بيان معتدل للناشط نبيل رجب يحذر فيه من نشر فكرة عنصرية ضد الوافدين، فيما كانت الآراء في المجالس وفي المنتديات الإلكترونية وفي مقالات الصحافة تتنوع بين تشديد العقوبة وبين الدعوات لعدم تفاقم الوضع داخليا بحيث تسود ظاهرة العداء المقصودة ضد الوافدين، لكن بدى واضحا أن هناك مشكلة تتفاقم في المجتمع البحريني لا يمكن إنكارها نتيجة تصاعد جرائم وممارسات ومصائب «القوم» في المجتمع البحريني الذي كان ولا يزال، يعتبر مجتمعا آمنا وبيئة مثالية للتعايش بين مختلف فئات البشر.

ومهما كان الأمر، فإن الإستقدام غير المنظم والأعداد المهولة من الوافدين المتوافدين يوميا على منطقة الخليج يستدعي إتخاذ إجراءات للحد من الظاهرة التي بدأت آثارها السلبية تبرز على هيئة جرائم متعددة الأنماط، تبدأ بانتحار العمالة الوافدة في غرفها، وتصل في مداها الى حدود قتل المواطنين في الخليج، وبين هذه وتلك، تحدث حالات الإعتداءات الجنسية على الأطفال والسرقات والإختلاس وتكوين المجموعات «العصابات»لتنفيذ الجرائم المنظمة.

لا يمكن أن تجدي الحلول المنعزلة لكل دولة من دول الخليج في شأن مخاطر التوافد المذهل للعمالة الأجنبية، ولربما أصبح من المفيد أن تضع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في بنود مباحثات القمة المقبلة، بندا يتعلق بالإحتلال المقبل للمنطقة، والذي لا يمكن أن يكون هينا من منطلق الدعوات التي تشير الى أنهم «ملايين من البشر جاءوا لكسب الرزق»، فبلادنا لا تقطع الأرزاق، لكننا لا نريد منهم أن يقطعوا الأعناق.