تتعمق حال الخوف وحال الضغط في منطقتنا. فصواريخ إيران الجديدة موجهة إلى إسرائيل والمواقع الأميركية في منطقة الخليج في البحر وعلى الأرض وفي العراق وفي دول الخليج. يقابل ذلك القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة وحاملات الطائرات الأميركية والوجود العسكري المكثف للجيش الأميركي المنتشر في العراق ومنطقة الخليج ودول آسيا الوسطى. لقد اصبحت الولايات المتحدة واحده من دول المنطقة بفضل انتشارها العسكري وتواجدها المكثف. في الوقت نفسه تمثل منطقتنا التي تتصاعد وسطها الآن لهب التصريحات المتبادلة والاستعدادات للحرب واحدة من أكثر مناطق العالم في القيمة الاستراتيجية بسبب النفط. النفط ووجوده في باطن الأرض في منطقة الخليج: إيران والعراق ودول مجلس التعاون بنسبة تتجاوز 60 في المئة من احتياط العالم (وقد تبين أخيراً أن العراق على سبيل المثال لديه احتياطي كبير لا يقل عن ذلك الذي تمتلكه إيران التي تعتبر الثانية في الاحتياط النفطي العراقي في العالم بعد المملكة العربية السعودية). متابعة قراءة إيران والولايات المتحدة: حالة حرب أم حل وسط؟
الانهيار الكبير
في الولايات المتحدة أغنى دول العالم وذات الـ 300 مليون نسمة أزمة عقارية خانقة باتت تهدد أكبر اقتصاد في التاريخ بالركود بسبب المضاربات التي تمت على العقار في الفترة الماضية، وفي أوروبا تعاني اسبانيا ذات الـ 40 مليون نسمة والتي يزورها نفس العدد من السائحين أزمة مماثلة على معطى مبالغتهم في بناء العقار مما خلق فائضا تسبب في انخفاض حاد في الأسعار.
شهد عالمنا العربي خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط وشهد معه تحويل عوائد البترودولار الى أعمال إعمار وبناء غير مسبوقة امتدت من ساحل المحيط الأطلسي غربا إلى الخليج العربي شرقا حيث خلقت في بعض دول المنطقة العربية أكبر الشركات العقارية في العالم وانفردت بعض دولنا بعمل ثلث رافعات العالم فيها.
وضمن تلك العملية أصبحت بعض دولنا قليلة السكان تحوي «أكبر» الأسواق و«أطول» العمارات و«أضخم» المدن الترفيهية.. الخ في وقت يفترض فيه أن تكون تلك المنشآت قائمة في البلدان شديدة الثراء كأوروبا وأميركا واليابان أو وافرة السكان كالهند والصين واندونيسيا.
ويمتد ذلك التمدد العمراني لدول عربية محدودة الدخل مما يعني ان أي هزة عقارية بها ستعرض بنوكها للخطر الشديد، والغريب أن أحدا لا يتحدث عن الزبائن المنتظرين لذلك العمران الباهر، فبعض دولنا لا يؤهلها عدد سكانها القليل لملئه، كما ان الفقر السائد في دول أخرى يمنع الشريحة الكبرى من الشراء والاستمتاع بملاعب الغولف وغيرها من وسائل الترفيه في غياب واضح لعمليات نزوح أثرياء العالم لمنطقتنا بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة فيها.
وقد نشكر في يوم ما بيروقراطيتنا العتيدة وأزمات مجلس الأمة المتكررة كونها حدت دون قصد من قيام الكويت بمثل تلك المشاريع الضخمة عالية المخاطر فأصبحت منشآتنا بالتبعية وأسواقنا وأماكننا الترفيهية متناسبة تماما مع حاجتنا المحلية دون بهرجة أو مبالغة أو انتظار ملايين الأثرياء الأجانب ممن قد لا يحضرون.
ان الاستخدام الأمثل لعوائد نفطنا هو في جعلها تجلب الموارد المالية لنا مستقبلا كحال وضعها في استثمارات عالمية ثابتة مدرة للعوائد بدلا من الخسارة الثلاثية المضاعفة لها عبر وضعها في مشاريع ندفع المليارات على انشائها ثم ندفع المليارات اللاحقة لصيانتها وتشغيلها ولربما مليارات ثالثة لانهيارها.
آخر محطة:
الموارد الخليجية والعربية هي انعكاس لفرصة تاريخية نادرة ونرجو ان نرى عملا جماعيا على مستوى الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي لعمل دراسة واقعية ووافية لمستقبل التمدد الانشائي القائم، فجميعنا في قارب واحد وما سيضر بمشاريع رقعة جغرافية معينة سيمتد بالضرورة للأماكن الأخرى.
كيف تكون متحضراً!
في نشرة صادرة عن «مركز الحوار للثقافة، (تنوير) الذي تشرف عليه مجموعة من المثقفين الكويتيين، وردت النصوص المترجمة التالية بقلم تزفيان تودوروف، اما ما بين القوسين فتعليقاتنا:
ماذا يعني ان يكون المرء متحضرا؟ لا شك ان تحصيل مستوى رفيع من العلم وارتداء ربطة عنق انيقة او تناول الطعام باستخدام الشوكة والسكين او تقليم الاظافر اسبوعيا ليست من المظاهر الكافية لكي تجعل من انسان ما متحضراً! فكلنا نعلم ان الظهور على هذا النحو لا يمنع مثل هذا الشخص من التصرف بأسلوب بربري ووحشي!! (وقد شاهدنا ما يماثل ذلك الى حد كبير خلال الحرب الاهلية اللبنانية عندما تخندق الطبيب المتخرج في اعلى الجامعات الفرنسية خلف متراس حربي وباشر قصف الاحياء السكنية دون تمييز وقتل الابرياء والاشقياء على الهوية!! وحدث الامر ذاته في بوسنيا وكوسوفو وغيرها).
ويستطرد تودوروف بالقول: ان السلوك الحضاري يعني ان يكون الانسان، في اي زمان ومكان، قادرا على الاعتراف بالآخرين وقبول انسانيتهم على الرغم من اختلاف اسلوب حياتهم عنه!! (ولكن يبدو، بالرغم من بداهة هذا المبدأ، انه لا يجد القبول لدى الكثيرين من المسلمين واعداد كبيرة من اليهود والمسيحيين المتعصبين لمعتقداتهم التي تمنعهم من قبول الآخر كما هو).
ويختتم تودوروف مقاله بالقول: لذا علينا بالحوار من خلال التقدم بمبادرات بسيطة ومتواضعة. وفي هذا الاطار نحن بحاجة لترجمة المزيد من افكار وآداب البلدان الاخرى، وللمزيد من السفر للخارج وتعلم اللغات الاجنبية من اجل الاطلاع على ثقافات الآخرين… وان افضل وسيلة لبدء الحوار تكمن في التخلص من الافكار المسبقة والتعميم «الخطير» ومن ثم العمل على تشجيع التواصل واللقاءات بين البشر. وفي الوقت الراهن لا تزال السياسة هي المهيمنة، ولكن يبقى الحوار هو السائد والمنتصر على الحرب، لسبب بسيط، هو ان الحوار يثير فينا الشعور بالانسانية.
وعندما قيل لحكيم لماذا يصف الناس طائر اللقلق، الذي يعتبره البعض حنونا جدا، بانه غير نظيف، قال لانه يمنح حبه فقط لابناء جنسه!
(والآن هل بامكاننا تعلم شيء من كلام «تزفيان تودوروف» وان نصبح اكثر تسامحا ومحبة وقبولا للحوار مع الآخر، ولو مجرد حوار؟ اشك في ذلك، فنحن لسنا على حضارة كافية)!
أحمد الصراف
habibi [email protected]
أقبح صور الطائفية
يبدو أن توجيهات جلالة عاهل البلاد وما تركته من آثار ذات صدى طيب في المجتمع البحريني، لم ترق للبعض ولم تمسح على قلبه بما يرضى! فوجد في نفسه الغضب الشديد والحنق والمرارة وكأنه فقد الشريان الذي يمده بالحياة، وهو شريان «الطائفية البغيض».
كلنا يعلم، بأن تلك الممارسات المؤدلجة حينا والمنظمة حينا آخر والمفتعلة أحيان أخرى والساذجة في بعضها، تصدر من أناس كثيرين، وتصنيفاتهم كثيرة، ولكنهم اليوم، أيا كان انتماؤهم المذهبي، لا يجب أن يكونوا في حل من المساءلة حال إثبات تهمة تأجيج الطائفية عليهم…
ومن المبشر أيضا أن يكون هناك من الناس، من يصدق مع نفسه ومع غيره في التصدي لممارسات الطائفية…لكن، هل تريدون قصة حدثت في الصباح الباكر بأحد المستشفيات المرموقة لتعرفوا حقيقة العلاقة بين أهل البلد مع بعضهم من جهة، ووجود مرضى الطائفية من جهة أخرى؟ حسنا تفضلوا لنتعرف على صنف من الناس لا يزال يعتقد بأنه يمتلك مهارات لإثارة الطائفية بأسلوب «مقنن»…
في صباح يوم الأربعاء الماضي، أوقف حراس المستشفى سيارة «مواطن» قبل الدخول، فما كان من أحد «المدنيين» إلا أن طلب من السائق تسليم الصور المتدلية من المرآة العاكسة، وكانت عبارة عن مجسم صغير يحمل صور عدد من الرموز الدينية التي اعتاد البعض أن يعلقها في كل مكان… تساءل المواطن :»لماذا تريد الصور؟»، فأبلغه الشخص بأن هذا ممنوع! وعليه تسليم الصور ثم العودة لتسلمها حال خروجه من المستشفى وهذا ما حدث… دخل المواطن المستشفى ليوصل صديقه ووالدته المريضة، وبعد المراجعة عاد الجميع إلى السيارة وانطلقوا ليقفوا بالقرب من البوابة إذ أراد السائق استعادة الصور، فرفض «المدني المذكور» تسليم تلك الصور رفضا قاطعا! الشاهد هنا، أن السائق كان من طائفة، أما صديقه ووالدته فكانا من الطائفة الأخرى وهم جيران يعيشون في حي واحد بمدينة حمد، فما كان من الشاب إلا أن استشاط غضبا على ما فعله ذلك «المدني» باعتبار أن ليس في الأمر خطأ وأن هذا (مذهب صديقه ومعتقده) ولا شأن لذلك الشخص في التدخل في معتقده… وقعت مشادة كلامية بين الجميع، لكن في اليوم التالي، ذهب الشاب صاحب القضية ليشكي إلى المسئول ما حدث، فاستقبله برحابة صدر واعتذر له مؤكدا أن ما حدث تصرف شخصي من «المدني» الذي أحضره المسئول ليعتذر إلى المواطن على فعلته التي لا غاية من ورائها إلا إثارة الفتنة.
شخصيا، أنا ضد رفع صور الرموز الدينية (غير البحرينية) بمناسبة وبغير مناسبة، وضد استخدام البعض لهذه الصور من أجل إثارة واستفزاز الطرف الآخر بعقلية صبيانية صغيرة… وهذا الأمر تناولته على مدى سنوات طويلة، ليس لأنه يعكس انتماء لدولة أخرى فهذا الكلام من «الهراء»، فالمرجعية الدينية شيء والولاء والمواطنة شيء آخر! لكن، أنا مؤمن بأن من حق أي إنسان أن يعلق في بيته وفي سيارته ما يشاء من صور على ألا يتعدى ذلك للأماكن العامة والشوارع! فالقانون قانون يجب أن يسري على الجميع… أما أن يفتعل البعض المشكلات الطائفية ويتصيد ليثير النزاع، فهذه ممارسة لا تنتهي بالاعتذار، بل بمحاسبة من قام بالفعل محاسبة تردعه عن تكرار ما فعل…
سلف وإخوان وعقد المليارات
تقوم عدة شركات وطنية بالمشاركة في مناقصة مستشفى جابر الاحمد، الذي طال انتظاره، وهو المستشفى الذي سيكون الاكبر في الكويت، وربما في المنطقة. ونظرا لحجمه الكبير، فإن من شبه المستحيل على طاقم وزارة الصحة ادارته بكفاءة بعدد أسرته الذي يتجاوز الألف. ومن المتوقع ان تزيد التكلفة النهائية للمشروع على المليار دولار، وكانت التكلفة المقدرة له قبل سنوات قليلة فقط لا تتجاوز ثلث ذلك، ولكن هذه قصة اخرى في مسلسل التأجيل الكويتي المعروف!!
أسدل المجلس البلدي الستار قبل ايام على موضوع «حرب داحس والغبراء»، او المصفاة الرابعة، وذلك باقراره وتخصيص المساحة اللازمة لبناء المصفاة وتأكيد سلامة طرحها. علما بأن التأجيل المتكرر والصراع على الفوز بها رفع تكلفتها من اقل من ملياري دولار الى خمسة مليارات دولار!!
وقد احتدم صراع شرس بين مجموعة من نواب احياء التراث، اي السلف، ومناوئيهم من نواب الحركة الدستورية، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان، اضافة الى مجاميع اخرى للفوز بمناقصة مشروع المصفاة الرابعة.
فمليارات الصفقة نجحت في محو واذابة جميع الفروق المذهبية والسياسية بين الاطراف المتنازعة، بحيث اصبحت الحلبة مفتوحة للجميع بشكل متساو، سواء من ناحية الضرب تحت الحزام او التشهير بالسمعة، فلا فرق بين سلف او تلف او اخ او عدو، فالجميع يجري وراء عقد المليارات، غير عابئ بما تتطلبه اللحية من وقار، وما يعنيه قصر الدشداشة من زهد، وما يشير إليه المسواك من كره في الدنيا ومادياتها، فالجائزة او الوليمة المليارية اكبر من أن نترك للغير.
ان مشروع المصفاة الرابعة بين لكل غافل، ان المسألة برمتها تختصر بعدد من الدنانير التي تتهافت على الفوز بها عدة جهات ذات مصالح اقتصادية متشعبة، وبالتالي لا علاقة للدين او الزهد والسلف الصالح بالامر. فهذه تترك لسذج هذا الاتجاه الديني او لصبية الاتجاه الآخر، ويلهونهم بالشعارات والخطب والمنشورات وكيفية غسل الموتى والتلذذ بالصلاة، في الوقت الذي ينشغلون هم فيه بجمع المليارات!!
أحمد الصراف
[email protected]
«كويتنا هلا هلو»
ببساطة، وكما قال الخليل لأحد تلاميذه: «إذا لم تستطع شيئا فدعه، وجاوزه إلى ما تستطيعُ»… لو تدخلت أميركا وألمانيا وفرنسا واليابان وعائشة الرشيد لإقناع الناس بقدرتي على اللعب في فريق كرة قدم، أي فريق، لما استطاعوا، بل ولن يستطيعوا قبل ذلك إقناعي أنا… ومازلت أتذكر تلك المباراة التي اضطرت فيها وحدتي العسكرية مكرهة بسبب النقص للاستعانة بخدماتي وخدمات اللاعب الأجنبي الآخر «شمشينهو»، وهو المراسل الصعيدي نقي القلب، الذي يسمي الشمس «الشمش»، والجيش «الديش»، فأصبحنا نناديه «شمش الديش». وكنا الاثنان انا وهو ثغرة دفرسوار في فريقنا ولا فخر.
الفريق المنافس، كان يضم لاعب المنتخب الوطني السابق خالد الشريدة، بينما تصدى شمشينهو لحراسة مرمانا وشغلت أنا مركز قلب الدفاع، بالصلاة على رسول الله، وعينك ما تشوف إلا النور، أو عينك ما تشوف لا نور ولا تنور. «كل حملة ولد» وكل هجمة عليّ أنا وشمشينهو بهدف! وقررت أن أستخدم الخشونة مع لاعب ضخم في الفريق المنافس آذى لاعبينا، فضربته على فخذه الأسفل (كان بأربعة أفخاذ، اثنان في يديه واثنان في رجليه)، فحصلت منه على كوع مجاني على رأس المعدة أفقدني القدرة على الصراخ والتنفس، الله يعطيه العافية، وتوقفت المباراة بسببي وخفت أن أموت قبل أن أشتمه، لكن أمنيتي تحققت وشتمته في قلبي، إنما الأعمال بالنيات. ثم استؤنفت المباراة وكل لاعب يراقب لاعباً، وأنا خارج الملعب أراقب كوع الخبيث وأشجع فريقي، وأبث الحماسة في رأس لاعبنا ذاك الذي يجري بطول الملعب وعرضه ليسد الفراغات. كنت أشجعه وأنبهه: «المشوار طويل خذ معك تمراً لا تجوع في الطريق، واحذر من أبو أربعة أفخاذ وكوع»… ومن بعد المباراة تلك حملت مزودتي على كتفي وغادرت عالم كرة القدم. متابعة قراءة «كويتنا هلا هلو»
كيف سيتم قتل ابن لادن؟!
أعادت كارثة 11 سبتمبر 2001 التي قام بها رجال أسامة بن لادن للأذهان حادثة أخرى هي ضرب ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941 من قبل اليابانيين، فالحادثتان تتقاربان في عنصر المفاجأة وعدد الضحايا، وكونهما حدثتا على الأراضي الأميركية بينما اعتادت الولايات المتحدة خوض حروبها على أراضي الآخرين.
كما ان هناك تشابها في شخصيتي الفاعلين، ونعني أسامة بن لادن والأدميرال اسروكوياماموتو قائد الهجوم المفاجئ على ميناء اللؤلؤ في بدايتيهما وشخصيتيهما ومن ثم قد نستدل عبر معرفة كيف انتقمت وقتلت الولايات المتحدة عدوها الأول للوصول لمعرفة الكيفية التي ستنهي بها إشكالها الثاني.
فيجمع الاثنين، ابن لادن وياماموتو، ودهما الشديد في بدء حياتيهما للولايات المتحدة حيث امتدت علاقة ابن لادن الحميمة بأميركا لـ 6 سنوات (1979 – 1985) وقف خلالها معها وحارب عدوها في أفغانستان، وبالمقابل قضى الأدميرال الياباني 6 سنوات من عمره كطالب في هارفرد وملحق في السفارة اليابانية في واشنطن (1919 – 1923 و1926 – 1928) كان خلالها صديقا مخلصا لأميركا ومؤمنا بنمط الحياة فيها ومعاديا بشدة لتحالف اليابان مع المانيا النازية، ومعارضا لفكرة الحرب ضد الولايات المتحدة لمعرفته اللصيقة بالقدرات العلمية والصناعية والبشرية التي تملكها.
وقد تلت الهجومين أخبار وإشاعات عن تحذيرات وصلت للقيادة الأميركية من احتمال حدوث الهجمات اللاحقة عليهم كالتقرير التحذيري الذي تسلمه الرئيس روزفلت في 24/11/1941 والرئيس بوش أوائل أغسطس 2001، ويرى بعض الباحثين ان القيادتين وجدتا في الهجومين المبررات التي تحتاجانها لشن حروب ما كان الكونغرس الأميركي ليوافق عليها لولا تلك الهجمات.
يتبقى ان حادثة قتل الأدميرال الياباني الذي كان كحال ابن لادن هذه الأيام في الخمسينيات من عمره ابتدأت عندما اخترقت المخابرات الأميركية شفرة اتصالاته وعرفت تحركاته ووجوده في جزر «سليمان» في جنوب المحيط الهادي فتم إصدار أمر رئاسي بقتله حيث هاجمته 16 طائرة أميركية في 18/4/1943 وقضت عليه.
ولن يكون سيناريو مقتل ابن لادن بعيدا في النهاية عن ذلك حيث ستتم معرفة مخبئه في أفغانستان أو باكستان عبر اختراق شبكة اتصالاته أو عن طريق معلومة من أحد المتصلين به فيعمد لخيانته طمعا في الجائزة المالية، حيث ستهاجم الطائرات الأميركية موقعه وسيدمر المكان بشكل كامل ولن يقبض عليه حيا حيث ان تجربة محاكمات صدام أثبتت ان بإمكانها ان تحيل خصوم أميركا من أعداء الى شهداء ولن تعيد الولايات المتحدة ذلك الخطأ.
المؤذن
ورد في الصحف المحلية، نقلا عن انباء السعودية، خبرا يتعلق بقيام السلطات هناك بإلقاء القبض على مؤذن مسجد من الجنسية البنغالية متورط في ادارة شبكة دعارة.
لا نريد هنا التحامل اكثر على المواطنين البنغال وسرد مختلف القصص والحكايات عن غريب جرائمهم ومدى تفننهم في استنباط اكثر طرق النصب والاحتيال براعة، فقد نالهم منا ومن غيرنا الكفاية، وحكومتنا، ولاسباب كثيرة، لا ترغب في منعهم من دخول البلاد، ويبدو بالتالي ان علينا العيش مع جرائمهم الى ان تستقر اوضاع لبنان قليلا لنذهب للعيش هناك بعيدا عنهم وعنها، واقرب لامور جميلة اخرى!!
موضوع اليوم يتعلق بمهنة المؤذن الفريدة، التي لم تكن اصلا مهنة في تاريخ الاسلام والمسلمين، ولم تكن تؤدى مقابل اجر محدد، كما لم تكن قط مهنة كاملة بالمعنى المفهوم.
تعتبر ظروف وطبيعة عمل المؤذن في ايامنا هذه، والتي لا تستغرق منه اكثر من نصف ساعة في اليوم، مقابل 8 ساعات عمل لاي وظيفة اخرى، وظيفة طاردة من جهة ومصدرا للمشاكل من بعض القائمين عليها.
فان يقوم فرد مختص وبأجر محدد فجر كل يوم لاداء الاذان لدقائق، ومن ثم الخلود للنوم والراحة لسبع ساعات لاداء الامر ذاته لدقائق اخرى وتكرار الفعل ذاته ثلاث مرات اخرى في اليوم نفسه، امر لا يستقيم وعالم السرعة والانتاجية العالية الذي نعيش فيه.
وبالتالي من المهم اعادة النظر في هذه الوظيفة، إما عن طريق ميكنتها وإما فتح مجال للمتطوعين الراغبين في ادائها تقربا وتبركا، وبعد اجراء اختبار بسيط لاصواتهم وطريقة ادائهم للأذان.
يوجد في الكويت اكثر من 1300 مسجد، وهذا يعني وجود اكثر من 1500 مؤذن مستورد بأجر كامل، للقيام بمهمة يستطيع اي مواطن او مقيم القيام بها بكل سهولة، فلماذا لا تفكر الدولة في توطين هذه المهنة ببرنامج قابل للتطبيق بدلا من ان نكون عالة على دول العالم في مهمة لا يستغرق اداؤها اكثر من 30 دقيقة في اليوم؟ ولا نود هنا التطرق لما سببه ويسببه الكثير من المؤذنين من مشاكل للمجتمع ولوزارة الاوقاف.
أحمد الصراف
habibi [email protected]
المقربون من الرؤوس الكبيرة
إذا أردت أن تتفتح لك أبواب الفرج – إن كانت مغلقة في وجهك – وأنت من الناس الذين لديهم أفكار ومشروعات ودراسات تنفع البلد، وليس في مقدورك أن تصل إلى الشخص المسئول لتحصل على الدعم، فأمامك طريق واحد، وهو: البحث عن واسطة قوية تأخذ بيدك إلى مكتب المسئول…
ومن الخطأ أن تعتقد في قرارة نفسك بأن الواسطة يجب أن تكون كبيرة وذات نفوذ! أبدا أبدا…اعتقادك غير صحيح، وكل ما عليك فعله هو أن تبحث عن شخص له «حظوة» ومقرب جدا من المسئول… و «يمون» عليه كما نقول بالعامية… فقد يكون ذلك الشخص إنسانا بسيطا لكن المسئول يحبه ولا يرفض له طلبا… فتواضع قليلا، واترك عنك المفاخرة بعلمك وشهاداتك الأكاديمية، وابحث عن ذلك الشخص… فالمقربون من الرؤوس الكبيرة اليوم، يمتلكون المقدرة على تسهيل الطريق أمامك… وماذا في ذلك؟ لا عيب إطلاقا مادام أصحاب العقول والأفكار والمبادرات الإبداعية استسلموا للتهميش… فلا تستسلم، ولعل هذه المقامات توضح لك الفكرة أكثر:
قال الراوي يا سادة يا كرام، بعد أن صلى على سيد الأنام، محمد عليه وعلى آله وصحبه الكرام السلام، أن مواطنا بحرينيا طموحا أراد أن يقدم مشروعا يخدم فيه بلاده، ويعود نفعه على أهل البلد وعليه وعلى أولاده، فسهر الليالي يخطط ويكتب، ويعيد النظر مرة تلو الأخرى ويجدد أفكاره ويرتب، حتى أصبحت خطة المشروع مكتملة من كل النواحي، وفائدته مضمونة للمواطنين في كل المدن والضواحي، ولم تكن تنقصه إلا خطوة… يقابل فيها مسئولا ليناقش معه فكرة المشروع، فيحصل على السند والقوة.
حمل المواطن أوراقه، مليئا بالحماس والطاقة، وتوجه إلى المسئول الأول، فتفاجأ بأنه ليس في مقدوره أن يدخل ويتفضل، وجاءه الجواب بالرفض قبل أن يسأل… لكنه لم ييأس أو يتردد، ووجد في البحث عن مسئول آخر خطوة جيدة تزيل ما يمكن أن يتعقد، وراح إلى المسئول الثاني، فأمطره بالكلام المعسول والأماني، وأخبره بأنه سيتصل، وسيكون النقاش في الفكرة «متصل»… وخرج مسرورا لكنه لم يرجع… فلا المسئول عنه سأل ولا سكرتيره اتصل…
لم يفقد الأمل بسبب ما قد حصل، فقصد المسئول الثالث والرابع، وتبعه الخامس والسادس والسابع، لكن المواطن فقد حماسه، وعاد يكرر قوله عن التعس والنحاسة… قال محدثا نفسه: «انتكست والله شر نكسة! فأقصى ما أتمنى خدمة بلادي، وأنفع الناس قبل نفسي وأولادي»… وحينها قرر صرف النظر، ليقبل القضاء والقدر! وهكذا حال الكثير مثله، اللاحقون بعده والسابقون قبله…
لكنه فوجئ ذات يوم… بفكرة أزاحت الهموم، قال له صديقه القديم: «إذا أردت يا أخي النعيم، وتضرب الضربة في الصميم، اذهب إلى فلان فهو الواسطة، وهو سيعطيك دروب الخريطة… فاسمع له يا صاحبي ما يقول… ونسأل الله لك القبول… فلان يا صاحبي صهر الوزير… وهو خدوم، ناصح قدير… يحبه الصغير والكبير».
وجاء يوم الموعد المحدد، فصوب المواطن وسدد… أهدافه بحكمة ورقة، شارحا الفكرة في دقة، لكنه شاهد صهر الوزير… مبرطما يكرر الزفير… فقال يا صاحبي ما ترى من فكرة يحتاجها الورى؟ فجاءه رد من البرود… لكنه كصفعة الخدود.. عاتبه صهر الوزير ساعة، قال له لا ترتجي الشفاعة… مشروعك حبر على ورق… تفوحه وتشرب المرق.
الاتفاق السوري – الإسرائيلي ولغة المجازفة
تقترب اللحظة وتبدو الأوضاع، وكأنها ستولد اتفاقاً جديداً بين إسرائيل وسورية، ولكن سرعان ما يبدو الأمر وكأنه بعيد. المفاوضات السورية – الإسرائيلية التي تسارعت وتيرتها في الشهور القليلة الماضية بوساطة تركية عكست إمكانية التقاء المصالح السورية والإسرائيلية على عدد من الأمور أهمها: عودة الجولان إلى سورية في ظل اعتراف متبادل بين البلدين وتطبيع وسلام، ويتم هذا في ظل الاعتراف الإسرائيلي بالمصالح السورية في لبنان خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، بينما تتم عملية حماية المصالح الأمنية الإسرائيلية المقبلة من لبنان. هكذا يسير الطرفان باتجاه نوع من الاتفاق سيتضمن بطبيعة الحال وضع ضوابط على «حزب الله» وتحويله إلى حزب سياسي يحترم الاتفاق السوري – الإسرائيلي. وينطبق الأمر نفسه على علاقة سورية بكل من إيران و«حماس». العقدة الأكبر المتحفظة على سورية تتعلق بالموقف الأميركي، حتى الآن، رغم وجود عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأميركي ممن يحبذون تشجيع اتفاق سوري – إسرائيلي بدليل الرسالة التي أُرسلت منذ أكثر من أسبوع إلى البيت الأبيض ووقع عليها أكثر من 250 عضواً من مجلس النواب وستين عضواً من مجلس الشيوخ، بما فيهم المرشحان باراك أوباما وجون ماكين. متابعة قراءة الاتفاق السوري – الإسرائيلي ولغة المجازفة