سامي النصف

تفنيد المقولات يعني تقليل الأزمات

من استحقاقات ومتطلبات الإدارة الحكومية الجديدة، ضرورة العمل على تغيير وتفنيد مقولات متوارثة تسببت في كثير من الأزمات، ومن ثم فإن تصحيح بعض تلك المقولات الشائعة يعني بالتبعية التقليل من الأزمات السياسية المتلاحقة.

من تلك الموروثات السياسية مقولة «اترك الآخرين يقولون ما يريدون وافعل أنت ما تريد»، واعتقد أن الخطأ الأساسي في تلك السياسة أنها قصيرة المدى لا تنظر للمستقبل البعيد حيث إن السماح بالكلام السالب الذي تردده المعارضة دون تفنيد إن كان ظالما، أو تصحيح الأخطاء إن كان صادقا، يعني جعل الناس يرون السوء والخطأ في كل ما تعمله الإدارة الحكومية ومن ثم يعمدون لإسقاط من يقف معها في الانتخابات العامة التالية، مما يؤدي إلى إشكالية شبه دائمة وهي عدم توافر أغلبية برلمانية تحت قبة البرلمان تصطف مع الحكومات المتعاقبة.

وقد نتج عن السكوت عن الكلام السالب السائد خلق انسداد سياسي متكرر في الممارسة الديموقراطية الكويتية، فالمعارضة وكوسيلة مضمونة للنجاح، تتعهد أمام الناخبين بالرفض الشديد لبرامج حكومات لم تتشكل بعد! ومن ثم يصبح الخيار الحكومي الوحيد لفك الانسداد وتمرير المشاريع هو عبر القبول بنسبة من الفساد التشريعي متعدد الأشكال والألوان لكسب ولاء بعض النواب، وهو ما يزيد من حنق المعارضة ويعطيها المبررات لمزيد من رفض ما يأتي من الحكومة، وهكذا دواليك، ضمن لعبة أو دائرة جهنمية نحتاج إلى كسرها لإيقافها وتغيير قواعد اللعبة السياسية القائمة التي تؤدي إلى الأزمات المتلاحقة.

وزاد الطين بلة الخطأ الشائع بأن عدم وجود «خطط» تنموية في البلاد خلال الـ 30 عاما الماضية يعني بالقطع توقف عملية «التنمية» في البلاد، وهو أمر يصدق على ليبيا القذافي أو عراق صدام إلا أن به ظلما شديدا للكويت التي لم تتوقف عمليات التنمية والبناء والإنماء بها ليوم واحد خلال تلك المدة الطويلة حتى تحولت مناطقنا «النائية» كالجهراء والأحمدي إلى جزء من مدينة الكويت بسبب وفرة وكثرة العمران فيما بينها من إسكان ومدارس ومستشفيات وأسواق…إلخ.

إن الإدارة الحكومية في حاجة، ضمن رؤيتها الجديدة، لبرنامج شديد الاحتراف يغرس الموضوعية والحكمة بدلا من الغضب والغوغائية، في عقل الناخب الكويتي الذي سيؤثر بدوره على النائب ومن ثم يتم نفي مقولة متوارثة أخرى ترى أن مشاريعنا الكبرى هي أخطاء وسرقات كبرى يجب على الجميع عرقلتها وإفشالها، ثم البكاء بعد ذلك على أنغام مقولة.. «تخلف البلد وتقدم الجيران»!

آخر محطة: مطلوب الشفافية المطلقة لكل مشاريعنا الكبرى بل حتى الصغرى، تلك الشفافية متى ما تحققت عبر الأجهزة الرقابية، وعلى رأسها ديوان المحاسبة والفتوى والتشريع، تصبح عمليات تعطيل المشاريع الكبرى.. جرائم كبرى بحق الكويت وشعبها!

سامي النصف

حكومة الأمس وحكومة الغد

هناك بديهية قائمة في العمل السياسي واي اعمال اخرى ملخصها ان استخدام الطريق نفسه سيؤدي قطعا الى النهاية نفسها، ولو استخدمنا الطريق نفسه الف مرة لانتهينا الى المكان نفسه الف مرة ولن يغير من الامر شيئا تغيير قائد المركبة، فأساس التغيير الصحيح هو تغيير النهج والابتعاد عن خارطة الطريق القديمة التي تثبت انها لا توصل للهدف المطلوب.

واللعبة السياسية حالها كحال اللعبة الرياضية لها قوانين وقواعد وخطط واعراف، ولا يمكن لطرف ان يفوز في مباريات البطولة السياسية ما لم يختر افضل اللاعبين لفريقه (من وزراء ووكلاء ومسؤولين) وألا يتردد في استبدال اللاعب غير المؤهل او غير المقتدر بدلا من الاصرار على بقائه في فريقه وتحمل الخسارة بسببه.

ومما يجب الحرص عليه كسب ود الجمهور، فمن الصعوبة بمكان ان تفوز بمباراة والجمهور الذي يعتبر اللاعب الـ 12 يقف ضد فريقك بقوة، خصوصا وقد بات مقبولا هذه الايام ان ينزل الجمهور الى الملعب ويفرض النتيجة التي يريدها على المباراة، لذا فهناك حاجة ماسة لتغيير النظرة السالبة السائدة لدى الجمهور تجاه الحكومات الكويتية المتعاقبة ـ وهي نظرة لها تداعيات خطرة ـ الى نظرة موجبة عامة، ان الاكثرية التي يجب ان تبحث عنها حكومة الغد هي اكثرية الشعب الكويتي وليست اكثرية نيابية سرابية متقلبة كتقلب الرياح الاربع، كالتي كانت تبحث عنها حكومة الأمس.

ان الناس ينتظرون ميلاد حكومة اذكياء اكفاء امناء، خاصة ان عامل وقت تشكيل الحكومة لم يعد ضاغطا هذه المرة، حكومة ناطقة صادقة بها ما لا يقل عن 10 وزراء ساسة محترفين لا يخشون في الحق لومة لائم، قادرين على مقارعة الحجة بالحجة، متواجدين على الفضائيات والصحف قبل وعند الازمات لشرح وجهة نظر الحكومة، فالديموقراطية تقوم في العالم اجمع ـ عدا الكويت ـ على مبدأ الرأي والرأي الآخر لا رأي واحدا لا يستمع لغيره.

آخر محطة:

 1 ـ الخيار الخطأ للوزراء الذين هم مستودع عقول الحكومة يعني القراءة الخاطئة للاحداث ولتوجيهات الجمهور مما تنتج عنه قرارات خاطئة لم تعد كلفتها بالضرورة ازمة سياسية او خسارة مالية، فأحسنوا الاختيار وابعدوا المجاملة، فالامر جلل.

2 ـ هناك حاجة ماسة كذلك لتغيير قواعد اللعبة السياسية القائمة ومن ثم الانفتاح الكبير على قوى المعارضة للوصول الى ملفات متفق عليها تخفف الازمات وتحفظ حق الكويت وتعرض على الناس كي يلتزم الجميع بها.

3 ـ بودنا لو تمت محاسبة من افشل مشروع «العمل على تغيير النظرة السالبة السائدة في المجتمع الكويتي» الذي بدأ في عهد وزير الاعلام محمد السنعوسي وقتل في مهده بعد تركه لمنصبه، وقد اثبت ذلك المشروع انه سابق لعصره ومتنبئ بشكل جاد بالمتغيرات القائمة في المنطقة، ولو اخذ به لتم تفادي اغلب الازمات السابقة و.. اللاحقة!

سامي النصف

نواب الأمس ونواب الغد

ما يولّد الأزمات في الكويت هو ثقافات سياسية خاطئة قبلناها وتوارثناها حتى أضحت أعرافا سياسية «خاطئة» تختص بها الديموقراطية الكويتية المتعثرة، ولن تحل الأزمات المتلاحقة التي تعطل حال البلد ما لم تحل تلك المفاهيم شديدة الخطأ، وأولى تلك الثقافات او الأعراف القبول بمبدأ الاستجواب على «الهوية» لا «القضية» الذي لا يقوم على مصلحة عامة بل على انتقام شخصي خاص، وقد قبل معه ان يعطل نائب واحد يمثل 2% من عدد الأعضاء عبر اعلانه عن استجواب كرنفالي، أعمال الدولة، وان يعلن النواب دون خوف او وجل من المحاسبة مواقفهم من الاستجوابات حتى قبل ان تقدم.

بعد تفشي عمليات الاستجواب على الهوية، تدافع النواب للدفاع عمن ينتمي لهم فئويا او طائفيا او قبليا لشعورهم بمظلمته، حتى اصبح استجواب الوزير القبلي او الشيعي او الحضري او السني من الصعوبة او الاستحالة بمكان، وبات استجواب الوزراء الشيوخ هو الاستجواب الوحيد المسموح به، واصبحت حيدتهم ووقوفهم على مسافة واحدة من الجميع وبالا عليهم بدلا من ان تكون اضافة لهم.

وللحقيقة وللتاريخ فإن اول من شجّع نهج استجواب الوزراء الشيوخ هم الشيوخ أنفسهم الذين دعموا وحرضوا على مثل تلك الاستجوابات بسبب خلافاتهم وتخندقاتهم، وهو أمر ساعد على كسر هيبتهم والتطاول عليهم وجعل أمراء المستقبل لا يخلون من التجريح عند ممارستهم لعملهم الوزاري الذي يفترض ـ كما نص على ذلك الدستور المتباكى عليه ـ ان يكون وسيلة اعداد ـ لا خدش ـ لهم لتولي مسند الإمارة مستقبلا.

وقد استغلت مقولة حاجة الحكومة لأكثرية نيابية في المجلس أسوأ استغلال، حيث فتحت الباب على مصراعيه للافساد التشريعي الذي باتت رائحته تزكم الأنوف من قبل نواب تحولت جيوبهم الى محلات صرافة من كثر ما يرمى بها من اموال محلية وعملات أجنبية، وكان واجب الحكومة ان تبدأ مسارها الاصلاحي بمحاربة ذلك النهج الذي انتهى بانقلاب نواب «القبض» عليها، واستبداله بالنهج القائم في جميع الديموقراطيات الأخرى من اختيار وزراء أكفاء يستطيعون مقارعة الحجة بالحجة واللجوء لوسائل الإعلام لشرح مشاريع الدولة التي هي مشاريع الشعب لا مشاريعهم الخاصة، حتى اذا منع النواب مشروعا ما قام الناخبون بمحاسبة هؤلاء النواب في الدواوين وعبر صناديق الاقتراع.

آخر محطة

(1): الاختيار الصحيح للمسؤولين سواء على مستوى الوزراء او غيرهم يعني قلة الأخطاء ووفرة الانجاز مما يسهل عملية الدفاع عن اعمال الحكومة، والعكس بالطبع صحيح.

(2): مقال الغد «حكومة الأمس وحكومة الغد»!

سامي النصف

ملوك يوحّدون وثوار يفتتون

  وحّد الملك عبدالعزيز الجزيرة العربية، ووحد الشيخ زايد دولة الامارات ووحد الملك فاروق مصر وضم لها السودان وغزة وكانت مساحة المملكة المصرية تفوق 3.5 ملايين كم2، ووحد الملك فيصل الاول العراق وضم لها قضاء الموصل بمساعدة الانجليز رغم اعتراض تركيا، وكان الملك فيصل قبل ذلك قد وحد سورية، ووحد الملك ادريس السنوسي ليبيا عبر مرحلتين، الاولى فور الاستقلال عام 51 حيث اقام خلالها وحدة فيدرالية بين اقاليمها الثلاثة والأخرى في منتصف الستينيات حيث تحول الى الوحدة الاندماجية الكاملة بدلا من الفيدرالية.

تسبب الحكم الوحدوي الثوري الذي تسلم مقاليد الحكم في مصر عام 52 وفي اعوام قليلة بانفصال السودان وخسارة غزة ومعها سيناء مرتين، وتسبب الحكم الوحدوي الثوري في سورية عام 67 في فقد الجولان، وتسبب الحكم الثوري القومي الاسلامي في السودان بفقدان جنوبه هذا العام، كما تسبب الحكم الوحدوي الثوري في العراق بفقدان شماله وجنوبه ولم يبق الا تقاسم بغداد وكركوك، كما يعمل القذافي جاهدا هذه الايام لتقسيم وتشطير ليبيا، وما حادثة الاعتداء على المحامية البنغازية ايمان العبيدي، الا عمل قذافي شيطاني يراد منه الاسراع بالتفتيت والتشطير عبر الاعتداء الوحشي عليها ثم السماح لها بعرض مظلمتها على وسائل الاعلام في فندقهم المحاط بحراسة أمنية شديدة، مما يستفز مشاعر اهل بنغازي خاصة ان الامر يتعلق بشرف امرأة بنغازية وهو امر شديد الحساسية.

وكتب الزميل حامد عزالدين مقالا حذر فيه، وبواقعية شديدة، من احتمال تقسيم مصر العزيزة تحت رايات الانفعال الحالية، مذكرا بدعوة لويس برنارد لتقسيم الوطن العربي الى 82 دويلة، وحذر عزالدين في مقاله من قيام دويلات للنوبة في الجنوب المصري والشمال السوداني وللقبائل في سيناء وللاقباط في الجنوب والغرب وللمسلمين في القاهرة ويمكن اضافة دويلة اخرى في اقصى الغرب تنضم الى ما تبقى من ليبيا، والحذر وافتراض الاسوأ هذه الايام حكمة ما بعدها حكمة.

ويقول بعض الاحباء والحكماء الكويتيين ان ديموقراطيتنا هي حصننا الحصين ضد التشتيت والتفتيت والتشرذم ولا يعطون كالعادة اي تفاصيل او اثباتات لدعاواهم لمعرفتهم أن الواقع المعيش يثبت تماما عكس ما يقولونه، فأحداث البحرين على سبيل المثال لم تفرق اهل قطر او الامارات او عمان بينما تسببت في قسمة خطيرة في بلدنا مازلنا نعاني من آثارها، وقبل ذلك ما تسببت فيه اقوال ياسر الحبيب والجويهل وغيرهما، ان الاكتفاء بغطاء الشعارات والمقولات قد يكشف ذلك الغطاء بأسرع مما نتصور خاصة ان ديموقراطيتنا لم توقف عنا في السابق الخروقات الامنية والنكبات الاقتصادية والازمات السياسية الطاحنة التي انفردنا بها من دون دول الخليج في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.

آخر محطة:

كتب الكاتب الاشهر في أميركا، لربما في العالم، توماس فريدمان مقالا اسماه «قبائل لها أعلام»، قال فيه ان السعودية والعراق وليبيا والاردن وسورية واليمن ودول الخليج هي.. قبائل لها أعلام وليست دولا!

الكاتب قريب في توجهه السياسي من الادارة الحالية، والحر تكفيه الاشارة!

سامي النصف

كشك مبارك وأسواقنا التراثية

زرت قبل مدة كشك الشيخ مبارك، وكان جميلا وجود تحف ووثائق وموروثات تاريخية داخله وضعها بشكل مؤقت صاحباها الأخوان الفاضلان صالح خالد المسباح ومحمد علي كمال، هذه المجموعات الخاصة هي التي تحفظ هذه الايام ما تبقى من تراثنا وتاريخنا، والسؤال هو: لماذا لا تشتري الدولة تلك المجموعات من هذين الاخوين الفاضلين وغيرهما ثم تضعها بأسمائهم تقديرا لجهودهم في أماكن عامة، كالكشك والمتحف الوطني وبيت خزعل وبيت ديكسون كي يمكن للمواطنين والمقيمين والسواح والزائرين مشاهدتها بدلا من بقائها ضمن الملكيات الخاصة.

ونرجو أن تخلق الدولة أسواقا تراثية كحال خان الخليلي في مصر وسوق الحميدية في سورية وأسواق واجف في قطر يمكن لمحبي التراث أن يشتروا منها ما يشاؤون ويزينون بها بيوتهم بدلا من السوق التراثي الوحيد الموجود حاليا في سرداب إحدى العمارات القديمة بالسالمية والذي لا يعلم بوجوده أحد.

هذه الاطنان من الاغذية الفاسدة المصدرة للكويت ومعها عشرات الاطنان من اللحوم والاسماك والدواجن ومنتجات الالبان ومختلف أنواع الاغذية والمعلبات التي تنتهي صلاحياتها مع كل يوم يمر في الجمعيات التعاونية والسوبر ماركت والبقالات وغيرها من منافذ بيع، والتي يتم ارجاعها في أغلب الاحيان للمورد أين تذهب؟! لا أعتقد أنها تحرق أو تدمر، والأرجح أن لها منافذ بيع أخرى توصلها رغم انتهاء صلاحياتها للمستهلك، خاصة أن أضرارها لا تظهر بشكل فوري.

ويخبرني أحد المختصين بأنها تتسرب الى مطاعم وشركات أغذية، كثير منها غير مرخص، خاصة من يكتفي بوضع أرقام هواتفه في الجرائد الاعلانية دون وجود مقر رسمي يمكن مراقبته، وتمكنهم تلك الاغذية المنتهية الصلاحية التي يشترونها بثمن بخس من إعطاء أسعار متهاودة لصالات الافراح والحفلات الخاصة، كما يستخدم البعض الآخر من تلك الاغذية المنتهية الصلاحية من قِبل «بعض» البيوت الخاصة التي تطبخ وتوصل الغذاء الى زبائنها دون رقابة.

قام بيت التمويل مشكورا بتعيين سيدة كويتية ضمن أعضاء مجلس ادارته، وهو ما يثبت أن حصول المرأة على حقوقها السياسية مهد للحصول على حقوقها الوظيفية والاجتماعية والأسرية، يتزامن هذا العمل الحسن مع صدور تشريع لمجلس الأمة يمنع المرأة الكويتية من أن تكون قاضية رغم تسلم المرأة المسلمة لرئاسة أكبر الدول الاسلامية مثل اندونيسيا وباكستان وبنغلاديش، نرجو أن يرفع التشريع للمحكمة الدستورية لإسقاطه لعدم دستوريته وتعارضه مع المادة 29 من الدستور التي تنص على أن: «الناس سواسية لا تمييز بينهم بسبب الجنس.. إلخ».

آخر محطة: «القذافية» التي رأست البرلمان العربي قبل النائب الفاضل علي الدقباسي هي مجرمة من الدرجة الاولى، حيث تظهر أشرطة لها وهي تقتل السجناء السياسيين بالرصاص وتشد أرجل من يتم إعدامهم للتأكد من موتهم!

سامي النصف

سفن العرب وجبال الجليد الخافية!

في 10/5/2010 كتبت مقالا أسميته «2011 أخطر سنوات العرب» ذكرت في بدايته ان العد التنازلي قد بدأ لدخول عام 2011 الذي قد يصبح الأخطر في تاريخ العرب على الاطلاق، وأنهيت المقال بالقول «ان لعبة الأمم ستكون على أشدها في المنطقة العربية العام المقبل والمشاركة في اللعبة ليست اختيارية بل ان الجميع لاعبون فيها رضوا أو أبوا والمنتصر في اللعبة ـ ان وجد ـ لن يحصد الجوائز بل يكفيه ان يكون قادرا على تحمل خسائرها» انتهى. السؤال: الى متى تستطيع بعض الأنظمة العربية كالحال اليوم في ليبيا واليمن وغدا في سورية والجزائر.. الخ، تحمّل خسائر الانتفاضات الشعبية؟ ومن منهم سيصمد ومن منهم سيسقط في حرب لا يمكن لهم الانتصار فيها حتى لو انتصروا، كونها قد تؤدي الى الفوضى وتفتيت دولهم وتحيلهم من حكام كل دولهم الى حكام جزء منها؟

حال بعض دولنا هذه الأيام كحال جمع من السفن تمخر عباب البحر وسط العواصف والأعاصير وجبال الجليد المنتشرة، شعر ركاب بعض تلك السفن بالحاجة لتغيير القباطنة كونهم لم يحسنوا القيادة وطال الأمد بهم، فتم عزل البعض منهم والآخرون على الطريق، ومن ثم تم الانتهاء من الشق السهل في تلك القضية التي أظهرت بديهية خافية منذ عقود وهي ان أحدا لا يستطيع حكم شعب عن طريق معادلة «أحكمكم أو أقتلكم».

مع عزل قباطنة تلك المراكب بدأ اشكال حقيقي هو الفوضى التي دبت في كابينة القيادة التي امتلأت بالركاب، فهذا يريد توجيه السفينة شمالا والآخر يمينا وثالث بدأ يحفر في قاعها من مبدأ ان عهد ما بعد الثورة على القبطان يمنح الحرية لمن يشاء ان يفعل ما يشاء، كل هذا الهرج والمرج والسفينة تسير دون هدى وسط العواصف وجبال الجليد المنتشرة، والخوف كل الخوف ان يتحول الأمر من اشكالية ماضوية تتلخص في مراكب آمنة ذات قيادات غير مرغوب فيها، الى اشكالية مستقبلية تتمحور حول قيادات مرغوب فيها في.. سفن غارقة!

آخر محطة

(1): تقول الممثلة الشهيرة إلهام شاهين ان عهد الحريات في مصر هو عهد الرئيس مبارك حيث كانت الصحف الخاصة والفضائيات والبرامج الحوارية تتسابق في نقده والتطاول عليه دون ان يمس احد بسوء، وتضيف ان العهد الحالي المسمى بعهد الحريات لا يسمح لأحد بنقده او حتى التحدث عن اي انجازات للعهد السابق!

(2): من ينتقد ادارات الصحف الحكومية والتلفزيون المصري الحكومي على انهم لم يسمحوا في السابق بنقد عهد الرئيس مبارك، يجوز سؤالهم عما اذا كان يسمح هذه الأيام بنقد ثورة 25 يناير او ابداء اي رأي مخالف فيما يخص تقييم أداء الحقبة السابقة؟!

(3): شاهدت حوارا أحزنني على قناة «المحور» المصرية، طالب البعض فيه بأن يقوم الطلبة بانتخاب مديري الجامعات وعمداء الكليات، مما سينتج عنه تدمير كامل للمستوى الأكاديمي والمهني لجامعات عريقة كجامعتي القاهرة والإسكندرية، حيث سيتنافس الأساتذة والدكاترة على منح الدرجات للطلبة (أولياء نعمتهم) لحصد المراكز الإدارية وعمادة الكليات.

سامي النصف

الملكيات الدستورية والحكومات الشعبية

بعد مطالبات تغيير الدوائر الى خمس التي تسببت في تفشي الطائفية والقبلية والفئوية وشراء الأصوات بشكل غير مسبوق، ومنع النزهاء والأكفاء والأمناء من الترشح بسبب ضخامة الكلفة المالية التي تسببت في دخول الأموال الخارجية لدعم بعض المرشحين، بدأنا نسمع بمطالبات مدمرة أخرى بالتحول الى الملكيات الدستورية والحكومات الشعبية والأحزاب والدائرة الواحدة وجميعها يُقصد منها القفز من معلوم الى مجهول (قمة قلة الحكمة) واستبدال أمننا بالخوف ووحدتنا الوطنية بالتشرذم والتناحر.

والملكيات الدستورية قامت في أوروبا لظروف غير ظروفنا، فأسرهم الحاكمة قدمت من دول أخرى فهم في الأغلب غرباء على الدول التي يحكمونها، وأعدادهم لا تزيد على رقم أحادي لا يضير معه ان حرم من الممارسة السياسية، بينما الوضع مختلف تماما في الخليج، حيث أنشأت الأسر الحاكمة الدول، وأعدادها كبيرة ومن ثم لا يجوز عزلها عبر منعها من الترشح للبرلمان ومن دخول الحكومة التي ستشكلها الأحزاب الفائزة ومن ثم يعلم من يتقدم بهذه المطالب في الخليج انه يتقدم بطلب استحالة يقصد منه البلبلة والفوضى اضافة الى حقيقة ان الملكيات الدستورية الشبيهة بالملكية البريطانية قد جربت في مصر والعراق والأردن وليبيا ولم تنفع حيث تدخّل ملوك تلك الدول في العمل السياسي رغم ملكياتهم الدستورية نظرا لفارق الثقافة السائدة في المنطقة عنها في أوروبا.

أما ما يخص «الحكومات الشعبية» فلم يرتد العرب عن الحكم الديموقراطي في مصر والعراق وغيرهما إلا بسبب تلك الحكومات الشعبية التي كانت تشتهر بـ «الاستباحة» حيث يقوم الحزب الفائز باستباحة الوظائف والأموال العامة لمصلحة منضويه وطاردا منافسيه، وهو أمر شهدنا مثيلاً له بالكويت عندما تسلم بعض الوزراء الشعبيين مقاليد الوزارات، ولنا ان نتصور ما سيحدث عندما تسلم جميع الوزارات ومعها الميزانية العامة للدولة لحزب الأغلبية!

الأكيد سيبيت نصف الكويتيين في الشارع ولن يبقى في الخزينة فلسا أحمر ومن يحزن هذه الأيام على التجاوزات المرفوضة على «بعض» المال العام سيبكي دما في الغد عندما يتم التجاوز جهارا نهارا على «كل» المال العام حتى لا يبقى منه شيء.

أما «الحزبية» فقد ثبت فشلها الذريع في منطقتنا، ولا يجوز ان يجرب المجرب، كما ان نظام الدائرة الواحدة غير معمول به في جميع الديموقراطيات المتقدمة والعاقلة، وقد جرّب نظام القوائم النسبية في العراق الشقيق فلم ينتج عنه القضاء على الفئوية والطائفية بل جذّرها وتسبب في خلق فرق الموت والتفجيرات بعد ان شعر البعض بالاقصاء وان تمثيلهم ليس إلا تمثيلا شكليا يتم من خلاله إلحاق الإمعات بالقوائم التي تشكلها التجمعات والطوائف الكبرى، ان نظام «الدوائر» خلق لضمان تمثيل «جميع» شرائح المجتمع وهو ما لا يحققه نظام الدائرة الواحدة الكفيل بتدمير الكويت تدميرا شاملا.

آخر محطة

(1): المطالبة بجمهورية اسلامية في البحرين او حتى حكومة اسلامية شعبية لا فرق موالية لإحدى دول المنطقة، يعني تحول الوضع الاقتصادي الحالي الى ما هو أسوأ بمئات المرات، فالبحرين جزيرة صحراوية صغيرة لا موارد طبيعية فيها، بل يقوم اقتصادها على وجود الشركات والبنوك الغربية والعالمية، ودعم الدول الخليجية الشقيقة (مشروع مارشال الخليجي) وجميعها أمور ستتوقف فيما لو تم تحقيق المطالب الثورية المقدمة، وحسنا فعل الرئيس جاسم الخرافي برفضه الحديث مع الوفد البحريني الزائر عن بعض المطالب المدمرة، وكم من يوم بكيت منه فلما أصبحت في غيره بكيت عليه..

(2) مما هو مثبت تاريخيا رغبة صدام في اجتياح المنطقة الشرقية للسعودية والبحرين وغيرها من الدول الخليجية وعدم الاكتفاء بابتلاع الكويت، لذا فالامتنان للموقف التاريخي السعودي عام 1990 الذي أوقف زحف الطاغية، يجب ألا يتوقف عند الكويت بل ان يمتد لمواطني الدول الخليجية الأخرى، وعيب ما قيل بحق الجارة والشقيقة الكبرى السعودية وقيادتها.

سامي النصف

أوديسا الماضية وأوديسا الحاضرة

على دفة قيادة سفينة الكويت هذه الأيام نوخذة ماهر أمضى ما يقارب نصف القرن في معترك السياسة الدولية والإقليمية، ويعلم طرقها ومسالكها بشكل لا يعلمه الآخرون من نواب وكُتاب على سبيل المثال، نرجو ألا ندخل إستراتيجيات بلدنا الكبرى في مناكفاتنا الصغرى، ولا يحتاج أحد إلا فرد خارطة المنطقة أمامه ليرى حساسية الموقع وعدم جدوى سياسة حرق الأخضر واليابس أو مبدأ هدم المعبد على رؤوس الجميع، فأمورنا جدها جد وهزلها جد كذلك، ولا تحتمل اللعب الانفعالي بها.

***

البحرين بمثابة العين والسعودية جارة لا نستطيع أن نوفي قيادتها وشعبها حقهم من الثناء والشكر، مستذكرين مقولة الملك فهد، رحمه الله «تعود الكويت او تذهب السعودية معها»، وإيران جارة مسلمة لم نر منها أو من رعاياها إلا كل خير، لذا لا مصلحة لنا على الإطلاق في أن نسيء لعلاقاتنا بأي من تلك الدول المهمة في المنطقة والعالم، والدور الأفضل للإقليم ان تكون الكويت ملتقى للأشقاء والفرقاء ومكانا يخفف الكراهية والبغضاء، فقد شبعت منطقتنا حتى الارتواء من قضايا الاختلاف والاحتراب المتواصلة.

***

ما حدث خلال الأيام الماضية في الكويت، أخطاء تصحح بأخطاء لا تقل عنها شناعة وبشاعة، فتوزيع الاتهامات يمينا وشمالا أمر مرفوض، والإساءة لجيران الكويت لأسباب انتخابية أمر مرفوض، والتدخل في شؤون الدول الأخرى تحريضا وتأجيجا أمر مرفوض، واستغلال المناسبات للعودة للاستجوابات أمر مرفوض، واستقصاد المسؤولين على الهوية لا القضية أمر مرفوض، والقائمة تطول وتطول ليدفع بلدنا ثمن القائمة من استقراره السياسي ونموه الاقتصادي.

***

الكويت ولادة، فوسط الإحباط ومعارك السياسة والهواء الساخن التي لا تنتهي، تسطع إضاءات وإنجازات كويتية باهرة كفوز د.فايزة الخرافي بجائزة لوريال يونسكو للنساء والعلوم لعام 2011 وهي جائزة علمية رفيعة، واختيار د.رولا دشتي من قبل مجلة نيوزويك ضمن افضل 150 شخصية نسائية في العالم، وحصد النائب الفاضل علي الدقباسي لمنصب رئيس البرلمان العربي خلفا للقيادة القذافية السابقة.

***

آخر محطة: (1) تم إطلاق تسمية فجر «أوديسا» على الحملة العسكرية الحالية على ليبيا، وللعلم «أوديسا» هو مسمى عملية مخابراتية ضخمة تمت مع قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية وقام الغرب خلالها بتوفير وسائل الهرب والملجأ لقيادات ألمانية كبرى (يقال ان منها هتلر!) عبر الادعاء بموتهم وقتلهم في وقت سهل فيه وصولهم بأسماء مستعارة للعديد من دول أميركا اللاتينية، فهل أوديسا الحالية هي تمهيد لإخراج العقيد؟! نرجو ذلك.

(2) الاعتداء على د.البرادعي أمام وسائل الإعلام يقصد منه القتل السياسي له لصالح أحد منافسيه، فكيف يدافع عن مصر من لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟!

في عام 54 تم الاعتداء على د.السنهوري كي لا يرشح نفسه أمام عبدالناصر والأرجح ان الاعتداءين يقف خلفهما فكر غوبلزي ـ هيكلي واحد.

سامي النصف

قوات الدرع وقوات الردع

دخول 4 جيوش خليجية للبحرين (قوات الدرع) بناء على دعوة حكومتها الشرعية، شبيه بدخول 5 جيوش عربية (قوات الردع) للبنان منتصف السبعينيات ومن ضمنها قوات سعودية وإماراتية، ولم نسمع من نوابنا الأفاضل اعتراضا على ذلك الدخول الذي استمر 30 عاما، وفي كلتا الحالتين كان القصد هو إطفاء نيران الفتن الفئوية والطائفية ومنع الحرب الأهلية، وقد تكون ميزة دخول قوات الدرع أنها وصلت قبل اشتعال الحريق لا بعده كما حدث مع قوات الردع.

علينا أن نحصر اعتراضنا على استخدام أي قوة بحرينية أو خليجية العنف ضد المتظاهرين والعكس بالطبع صحيح، هذا الاعتراض يجب ألا يمتد لـ «مبدأ» تحرك قوات درع الجزيرة ضمن أراضي دولنا الخليجية حتى لمواجهة اضطرابات «الداخل» لا أخطار «الخارج» فقط، فأغلب دولنا، كما يعلم الجميع، يمثل مواطنوها أقليات تصل أحيانا إلى 10% من مجمل السكان مقابل أغلبيات آسيوية وغيرها مدربة عسكريا وتنتمي لدول كبيرة، وقد تحدث اضطرابات مستقبلية تستدعي تحرك قوات الدرع لحماية المنشآت وفرض الأمن وحماية المواطنين في هذه الدولة أو تلك، فلا تقيدوا التحرك حتى لا يطمع فينا الآخرون وتتساقط دولنا الواحدة تلو الأخرى.

تسبب الانفعال والاستعجال في تصريحات النواب هذه الأيام في إظهار تناقض أقوالهم ومواقفهم اللاحقة مع السابقة، ومن ذلك رفضهم لمشروع الحكومة الشعبية في الكويت وهو موقف صائب إلا أنهم يدعون لعكسه في البحرين، ويرفضون النزول للشارع في الكويت وهو موقف صائب آخر إلا أنهم يدعون في الوقت ذاته للنزول للشارع في البحرين، ويرفضون استجوابات الآخرين ويقولون إنها تعطل التنمية ويسمون من يقومون بها بـ «نواب التأزيم»، إلا أنهم يتسابقون لتقديم الاستجوابات لنفس الحكومة مما يسقط حججهم أمام الناخبين، أصبحت مواقف بعض النواب تتغير مع تغير الأجواء والأنواء فتارة صيف وتارة شتاء.. على سطح واحد!

آخر محطة: ردا على مقالة أمس للزميل الثوري العزيز محمد الوشيحي «بكري» الكويت، نسبة إلى الثوري مصطفى بكري صاحب جريدة الأسبوع، نقول في هذه العجالة: يبقى مثلث التعقل الذي وضعتنا فيه (مبارك، سرايا، النصف) أكثر إنجازا وأقل دمارا من المثلث الثوري (القذافي، عطوان، الوشيحي)، ونذكر العزيز أبوسلمان بأن العهد السابق لم يمنع المصريين من التوجه لصناديق الاقتراع بل العكس، وورث مصر عامرة لمن أتى بعده، أطلب أن يخرج الزميل الوشيحي من مراكز الاستفتاء التي لا يغير شيئا حضور 5 آلاف أو 50 مليونا لصناديقها فالنتيجة واحدة وهي تغيير الدستور، لينقل لنا صورا حقيقية مؤثرة هذه المرة من الشوارع والطرق والمناطق والفنادق والبنوك والشركات والمصانع والمزارع والمخافر والمتاحف والمستشفيات وأرقام العاطلين والسائحين والمستثمرين التي لا تكذب، وليخبرنا بصدق إن كان هناك الآلاف من الإنجازات التنموية لعهد مبارك التي تبرر الثناء عليه ثم ليقارنها بكل تجرد بما هو قائم وما هو قادم، لا تصدق يا بوسلمان كل ما يقال، فبالخبز وحده يحيا الإنسان لا بالشعارات الثورية والغوغائية، والخوف مما لا تراه من ثورة جياع قادمة لا تبقي ولا تذر، أخيرا لا اعتقد أن التعقل يسبب تخلف الأوطان إلا أنني على يقين في المقابل بأن التثوير والقادة الثوريين هم الذين يدمرونها، وسير صدام والقذافي وعرفات ومن لف لفهم تحكي لنا آلاف القصص التي تشيب البشر وتبكي الحجر.

سامي النصف

الحقائق العشر حول البحرين

لا يمكن خلق موقف كويتي شعبي عاقل مما يجري في البحرين الشقيقة دون النظر للحقائق العشر التالية:

ـ أسرة آل الخليفة الكرام هم وآل الصباح وآل الجلاهمة من اسسوا قبل 4 قرون الدولة الكويتية التي نستظل جميعا بظلها هذه الايام.

ـ هناك «توأمة» تاريخية معروفة بين الكويت والبحرين وعرى لا تنفصم قامت قبل عقود وقرون من انشاء مجلس التعاون الخليجي.

ـ هناك للاسف مطالبات «معلنة» ومتكررة من احدى دول المنطقة بضم البحرين وهو ما يشكل تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية ورغبة حقيقية في ضمها للحالة الديكتاتورية والابادية القائمة عندهم.

ـ البحرين ـ لا الدولة المطالبة بها ـ هي من احسن وفادة الكويتيين عام 1990 ومن ارسل قواته للمساهمة في تحريرها عام 1991 ثم للدفاع عنها عام 1994 ومرة اخرى عام 2003.

ـ والبحرين بلد صحراوي لا تزيد مساحته على 600 كلم2 لا ثروات طبيعية فيه كحال جيرانه، لذا لا يصح عقلا ومنطقا مقارنة احواله الاقتصادية مع احوال جيرانه ممن يعتبرون اغنى دول العالم بسبب تلك الثروات الطبيعية.

ـ البطالة والفقر موجودان للعلم حتى في اغنى دول العالم ممن يبيت اهلها على الارصفة وسط الامطار والثلوج ولن يحل شيء الاعتقاد بأن الفقر والبطالة سينتهيان حال التحول في البحرين من ملكية الى جمهورية، التجارب المعيشة تظهر ان الاحوال ستزداد سواء بمئات المرات.

ـ التعاطف مع فقراء البحرين شيعة وسنة كحال العمل الانساني الرائع الذي يقوم به العم الفاضل علي المتروك، والمطالبة بالاصلاحات السياسية والاقتصادية امر محق طالما بقي سلميا، فالعنف مرفوض قطعا سواء كان قتلا للمتظاهرين او لرجال الشرطة، والامران حدثا وتمتلئ بهما شاشات الـ«يوتيوب» والواجب رفضهما جميعا والتأكد من عدم تكرارهما.

ـ التظاهر في الدول المتقدمة لا يضر بوسائل الانتاج ويقتصر عادة على الحدائق العامة كالهايد بارك، وعليه لا يجوز للمتظاهرين في البحرين وغيرها احتلال او محاصرة مواقع الانتاج ومصادر الدخل كالموانئ والمراكز المالية، فأمر كهذا اشبه بقيام توجه سياسي كويتي بمنع انتاج وتصدير النفط كوسيلة لايصال المطالب السياسية، والامر مرفوض هنا ومرفوض هناك.

ـ واجب البحرين علينا ان نكفف دمع ابنائها الاحبة الشيعة قبل السنة وان نحرص على وحدتهم الوطنية، ورفع معاناتهم المعيشية، فالفتن الطائفية تضر بهم جميعا وبالاسلام المستهدف هذه الايام وتهدر موارد بلدهم فيما لا ينفع، فالحكمة الحكمة يا اهلنا في البحرين، فالمتربصون بكم كثر.

آخر محطة:

1 ـ ثوابت السنة وثوابت الشيعة هم في الحقيقة ثوابت الفتنة المدمرة، لذا فلا كبيرة لهم جميعا ونعم لثوابت الوطن الذي يجمع ولا يفرق.

2 ـ بينما يطلق الحكام الثوريون الذين وصلوا على انقاض الملكيات كالقذافي وصالح الرصاص وبكرم شديد على شعوبهم لقتلهم وابادتهم، يجزل حكام الخليج كحال الملك عبدالله بن عبدالعزيز العطايا على شعوبهم لمنحهم الحياة الكريمة المستحقة وكم فيما نرى من دروس وعبر خاصة للمطالبين بالجمهوريات «الوراثية»!