هنا في منطقة الشرق الأوسط، حيث ينتشر الخداع وتصدّق الناس ما تسمع لا ما ترى، مَن يتم خداعه بكلمات ليست كالكلمات، فحواها أن الغرب يدعم الليبرالية في دولنا ويحارب التوجهات المؤدلجة، لذا وطبقا لتلك المعادلة الخاطئة تماما تقوم الجموع بالمنطقة بمعاداة الفكر الليبرالي من منظور أنه قريب أو حتى «عميل» للغرب، ويتم بالمقابل تأييد التوجهات المؤدلجة المعتدل منها والمتشدد ـ بحجة أنها المعادي الحقيقي لهيمنة الغرب وهي من سينتصر عليه بالنهاية، وينهض بدول المنطقة وشعوبها عبر «العودة بها قرونا للماضي حيث العصور الذهبية، والحقيقة هي كالعادة أبعد ما يكون عن تلك المقولة والخطأ الشائع المنتشر في عقول الكثيرين من نخب وعامة.
 متابعة قراءة خدعوك فقالوا الغرب يدعم الليبرالية!
 التصنيف: سامي النصف - محطات 
 
				كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية
twitter: @salnesf
وداعاً للسلاح!
الإشكالات السياسية للأوطان هي كما ذكرنا سابقا أقرب للأمراض للأبدان لا يمكن الشفاء منها دون التشخيص الدقيق والصائب للمرض حيث يؤدي التشخيص الخاطئ لإعطاء العلاج الخاطئ فيبقى المرض ويتطور ويزداد سوءا حتى يؤدي إلى موت الإنسان، وتفكك واندثار الأوطان.
***
لذا يجب أن يشخص ويوصف ما يحدث بالمنطقة بشكل صحيح كي يمكن العلاج والشفاء قبل أن يتفشى المرض الخطير وينتقل بالعدوى للآخرين الأصحاء فيقتلهم، إن الصراع القائم بالمنطقة ـ إذا ما أبعدنا عن صراخ الغوغائية والثورية الكاذبة الذي يصم الآذان ـ عبارة عن طرف يؤمن بحمل السلاح والخروج على شرعية الدولة ومعها الشرعية الدولية (جميع الميليشيات المسلحة مصنفة على أنها منظمات إرهابية) ومقاتلة شركاء الأوطان بذلك السلاح دون أن يكون لذلك الطرف مشروع تنمية وبناء دولة عادلة للجميع لا تنظر لانتماءاتهم العرقية أو الدينية أو الطائفية لذا نجد أن جميع تلك المنظمات المسلحة ودون استثناء (داعش، النصرة، القاعدة، انصار الله، حزب الله، عصائب الحق، الحشد الشعبي، المحاكم الشرعية الصومالية، فجر ليبيا، حماس، الجهاد الإسلامي…إلخ) هي المتسبب الأول في المشاكل وستبقى الاشكالات ما بقيت الاسلحة بيد الميليشيات ما دمنا وبغباء بالغ ندافع عنها وعن خروجها على الدول على نهج أن شيطان جماعتنا (الذي يروم قتلنا وتدمير بيوتنا بحروبه على الآخرين) خير من شيطان جماعتهم دون الانتباه إلى أن جميع تلك المنظمات كذلك تروج للطائفية والفئوية البغيضة وتؤدي أجنداتها بالضرورة للخراب وتقسيم الأوطان لا توحيدها وتعميرها.
***
يقابل ذلك النهج الآخر المتمثل بالإيمان بالدولة المدنية العادلة وضرورة حصر السلاح لدى الدولة الشرعية القائمة كالحال في جميع الدول المتقدمة الآمنة، والغريب أن جميع المنظمات الميليشاوية الطائفية التقسيموية تعمل في دول بها انتخابات حرة نزيهة فإذا كانت تدعي أنها تمثل الأغلبية فلتشارك بالانتخابات وتحوز أغلبية المقاعد في البرلمان وتعدل ما تريد تعديله لتحقيق مشروع الدولة العادلة لو كان هذا حقا ما تدعو إليه.
كما تظهر الحقائق ان تلك الميليشيات قد دخلت الانتخابات ولم تحز الأغلبية التي تدعيها أو حاز البعض منها على أغلبية بالتحالف مع الآخرين إلا أنها استخدمتها كحال السلاح لإلغاء مشروع الدولة فأوقفت الاستحقاقات الرئاسية والوزارية والبرلمانية وإحالة مصير الدولة القائمة للمجهول.
***
آخر محطة: في هذه الفترة الحرجة غير المسبوقة من تاريخ دول المنطقة علينا أن نقرر جميعا إما الاستماع للخطاب الطائفي الرخيص المدغدغ والمدمر ونرفع السلاح بوجه بعضنا البعض حتى لا يبقى منا بشر ولا حجر فوق حجر، أو نقول «وداعا للسلاح» أيا كان مصدره ودعاويه وندعو جميعا لدعم شرعية الدول ونعمل على التغيير للأفضل عبر الوسائل السلمية لا عبر الحروب والاغتيال والتفجير، والخيار بالنهاية في يدنا جميعا… إما خيار الموت أو خيار الحياة!
خلاف أيديولوجي لا صراع طائفي!
عندما كان الخلاف مستعرا في أوروبا على معطى الأديان والطوائف والأعراق بقيت الحروب مشتعلة لقرون عدة، وعندما تحول إلى خلاف أيديولوجي على معطى نظريات اليسار واليمين، والعمال والبرجوازية أمكن احتواؤه وتوقفت الحروب واستطاعوا في النهاية توحيد أوروبا، لذا علينا ان نحيل الخلاف بين شرق الخليج وغربه الى خلاف أيديولوجي، لا طائفي (سنة ـ شيعة) او عرقي (عرب ـ فرس) كي يمكن لأيديولوجية معينة ان تضم السنة والشيعة والعرب والفرس تقابلها أيديولوجية أخرى مضادة تضم كذلك السنة والشيعة والعرب والفرس ويصبح حل النزاع ممكنا لا بالحروب بل بالإقناع حول من تثبت الحقائق صحة نهجه لخدمة شعبه وتوفير الرفاه له.
***
وخطوط تقاطع التباين الأيديولوجي بين شرق الخليج وغربه واضحة وسهلة، فالشرق يؤمن بالثورة (Revolution) كوسيلة للتغيير وتحقيق الآمال والتطلعات، وبمعاداة الدول الغربية وبمبادئ تصدير الثورة للدول الأخرى كالعراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين.. إلخ، ومعها خلق ميليشيات عسكرية في تلك الدول لا تخضع بالضرورة لسيطرة الشرعية فيها كي تصبح مصدا لها كحال نظرية الكومنترون (Comintern) في بدايات نشوء الاتحاد السوفييتي وان الزمن سيؤدي لانتصار هذا المعسكر الثوري وبالطبع لمن يؤمن بهذا النهج ان يتبع ذلك المسار.
***
في المقابل يؤمن غرب الخليج بقضية التطور الطبيعي للمجتمعات (Evolution) وعدم الحاجة للثورات وللنهج الثوري وان التقدم والتطور ورفاه الشعوب تحتاج الى تعزيز السلام الاجتماعي في الدول ودعم مبادئ الشرعية وسيادة القانون وصداقة الدول المتقدمة والمؤثرة في العالم، وعدم الخروج على الشرعية الدولية او التضاد معها كي لا تفرض العقوبات التي تؤثر على رفاه الشعوب، وان الثورات ومعها الانقلابات لا تحل الإشكالات قط بل تزيدها سوءا وتعقيدا، وبالطبع لمن يؤمن بهذا النهج سواء من غرب الخليج او شرقه ان يتبع هذا المسار وينظر له ويدافع عنه وفي كل الأحوال لا يقبل بأن يتحول التباين الأيديولوجي على اي من النهجين أصح، إلى نزاع مسلح او تدخل بالشأن الداخلي للطرف الآخر.
ان بقاء الصراع قائما على معطيات الأديان والمذاهب والأعراق كما هو الحال القائم (ما لم نغيره) يهدد بحروب تستمر لعقود وربما لقرون وبتقسيم جميع دول المنطقة دون استثناء فما لم يقسم اليوم سيقسم غدا وسيكون الانتصار ان تم أمرّ من الهزيمة، وسيتفشى الإرهاب والإرهاب المضاد وسيكون الضحايا هم الأبرياء من الرجال والأطفال والنساء وستتحول الأوطان العامرة الى خرائب مدمرة تتصارع فيها الوحوش وستذهب أموال وثروات الشعوب لشراء الدبابات والمدافع اللازمة لتلك الصراعات بدلا من شراء الجرارات الزراعية وتعمير المصانع، وستربى الأجيال على تعلم القتل بدلا من تلقي العلم وهذه خريطة المنطقة المستقبلية الواقعية اذا ما استمررنا على ما نحن عليه من تأجيج الصراع على معطى العرق او الدين او المذهب!
***
آخر محطة: التحول الى التباين الأيديولوجي بدلا من الصراع الطائفي والعرقي يصب في نظرنا لصالح النهج الخليجي حيث الرفاه والتنمية والاستقرار الأمني والسلام الاجتماعي لذا يجب ألا نقبل من الدببة التي تدعي الدفاع عنا استخدام مفردات تدل على ان الصراع قائم على معطى الطوائف والأعراق، فنحن الخاسر الأكبر من هذا التصنيف.
حفاظاً على دماء الشهداء
كتبت المقالات التي نشرتها في الأيام الماضية والتي تحض وتحث على وحدة جناحي الأمة الإسلامية، أي السنة والشيعة، وأرسلتها قبل أحداث مسجدي القديح والعنود الإجراميين بالقطيف، والدمام وهما جريمتان تثبتان الحاجة إلى توحد الأمة الاسلامية أمـام التحديـات غير المسبوقة وكي لا تذهب دماء الشهداء الأبرياء هباء.
***
إن في بعض ما يطرح على الساحة من حلول لإشكال إرهاب تنظيم داعش لا يقل خطراً عن «داعش» ذاته كحال طلب إنشاء ميليشيات دموية بالاتجاه المضاد خاصة بكل طائفة على الساحة العربية كي تقوم بإشعال المعارك مع الطائفة الأخرى، مما يمهد لحروب لا تبقي ولا تذر، تستمر قرونا لا تبقي حجرا على حجر، وتنقل الأمة الاسلامية إلى عصور ما قبل النهضة والتنمية والحداثة.
 متابعة قراءة حفاظاً على دماء الشهداء
الحروب المذهبية لآخر مسلم!
يعلم من لديه أدنى اطلاع على تاريخ المنطقة العربية عدم وجود إشكال مذهبي اسلامي قريب مما حدث في قارات ودول اخرى بالعالم تحاربت لقرون ثم تصالحت وباتت شعوبها تعيش في سلام ووئام رغم الديانات والمذاهب المختلفة ودون ان يجتروا الماضي أو يسمحوا لمن يريد إعادتهم إلى عصور الظلام عندما كانوا يقطعون رؤوس بعضهم البعض.
 متابعة قراءة الحروب المذهبية لآخر مسلم!
أديان وطوائف وإشكالات مصطنعة!
بعكس الخلافات بين أصحاب الديانات المختلفة في أوروبا، حيث قامت محاكم التفتيش لتعذيب اليهود ثم أشعلت الأفران قبل عقود قليلة لحرق الملايين منهم، ومثلها حروب طوائفهم الرئيسية من ارثوذكس وكاثوليك وبروتستانت التي استمرت لقرون عديدة وذهب ضحيتها الملايين وقبلهم حروب الإمبراطوريتين الرومانيتين الشرقية المسماة بيزنطة والغربية التي عاصمتها روما، لم تشهد منطقتنا العربية حتى شيئا من تلك الصراعات!
النِّحل والملل والطوائف والحلول!
الكويت أحد البلدان القليلة التي تتعايش فيها الطوائف بسلام ودون مشاكل رغم تحريض المحرضين وتأجيج المؤججين في وقت لا تتوقف فيه الحروب المذهبية المؤسفة والتفجيرات والقتل على الهوية كالحال في العراق الذي يقع على حدود الكويت والذي عرف تاريخيا بالسلام بين أتباع أديانه وطوائفه ووجود صلات الرحم والمصاهرة حتى باتت القبيلة والعائلة الواحدة تتشكل من مذاهب عدة حتى بدأت الفتنة.
 متابعة قراءة النِّحل والملل والطوائف والحلول!
أميركا والشرب من المياه المالحة!
قد يكون لمؤتمر كامب ديفيد الذي جمع القيادة الأميركية بالقيادة الخليجية فائدة رئيسية، وهي كشف المستور وظهور القوى التي تعادي أي تقارب أميركي ـ خليجي، وعلى رأس هؤلاء اللوبيات المعادية للعرب التي تدير الإعلام الأميركي، حيث تفرغت أغلب الصحف الأميركية الرئيسية لنشر الأقاويل والأكاذيب المحرضة والمؤججة للإساءة للعلاقات الخليجية ـ الأميركية التاريخية. متابعة قراءة أميركا والشرب من المياه المالحة!
المجتمع الدولي بين شرعية وشرعية!
يفترض بالمجتمع الدولي ان يكون لديه معيار واحد لا معايير مزدوجة امام الحرائق المشتعلة في دول الاقليم، فلا يجوز جمع الصيف والشتاء على سطح واحد، فقد بتنا نرى التناقضات الصارخة والفاضحة لكيفية تعامل المجتمع الدولي مع ثنائية الانظمة الشرعية والميليشيات المسلحة الخارجة عن طوع الدولة والتي تعيث في الارض فسادا وتخريبا وتدميرا والتي تمهد لتقسيم الاوطان المبتلاة بها (العراق، سورية، ليبيا واليمن) وبقاء الحروب الاهلية لعقود ولربما قرون قادمة.
 متابعة قراءة المجتمع الدولي بين شرعية وشرعية!
