سامي النصف

استغلال المآسي للتثبت على الكراسي

المتهم الأول والرئيسي في فاجعة الجهراء الأخيرة ليست الزوجة التي لو لم تحرق الخيمة المخالفة لأنظمة السلامة لاحترقت ـ ربما ـ بسبب تماس كهربائي او شرارة من البوفيه، المتهم الحقيقي هو من يشجع الناس طوال الوقت على مخالفة القوانين المرعية ويهدد المسؤولين بوضعهم على المنصة فيما لو طبقوا القانون على المتجاوزين.

إن عقد جلسة طارئة لمحاسبة المسؤولين عن المأساة يجب ان يسبقه عرض لتصريحات بعض النواب تجاه إزالة التجاوزات على أراضي الدولة ومنها بالطبع خيام الأفراح والدواوين وغيرها، فإن ثبت ان النائب المعني كانت له مواقف حازمة ضد التجاوزات جاز له الكلام وإلقاء المسؤولية على من يريد، اما اذا ثبت العكس فحينها يجب ان يتم إسكاته ومنعه من استغلال المآسي للتثبت على الكراسي الخضراء.

ومما تعلمناه ضمن علوم السلامة في جامعة جنوب كاليفورنيا انك لو شاهدت سلكا كهربائيا مكشوفا يهدد بحرق المكان فالحل لذلك الإشكال لا يكمن في الاكتفاء بتغطيته، حيث ان ذلك الحل «الفردي» سيقضي على الخطر القادم من ذلك السلك إلا انه سيفتح الباب مستقبلا لظهور أسلاك مكشوفة ثانية قد تحرق المكان، الحل «المؤسسي» كما تعلمنا هو خلق أو إحضار لجنة سلامة تزور المكان بشكل دوري ومن ثم تتم تغطية ذلك السلك وأي أسلاك مكشوفة اخرى مستقبلا.

وقد تحدثت قبل الأمس مع اللواء جاسم المنصوري مدير الادارة العامة للإطفاء القادم حديثا من دورة تعامل مع الطوارئ عقدت في جامعة هارفرد الشهيرة، واوضح انه شديد التأهل فيما يخص التعامل مع الكوارث ومما طرحه الدعوة للاقتداء بموسم الحج بالسعودية حيث يسمح فقط بنصب الخيام المقاومة للحريق او التي يتم رشها بمواد تمنع الاحتراق السريع مع فرض وجود عدة مخارج لها، كما طالب اللواء المنصوري بمنع وضع الحديد على نوافذ خيام وصالات الأعراس حتى يمكن استخدامها كمخارج للطوارئ عند الضرورة.

ومما طالب به كذلك منع استخدام السراديب لأفراح النساء، حيث يصعب على كبيرات السن صعود الدرج سريعا للنجاة، وان يكون هناك اشخاص محددون مسؤولون عن قضايا السلامة في صالات الأفراح، مبديا استعداد ادارة الإطفاء لتدريبهم، كما طالب بمنع وضع مدرجات النساء مقابل مخارج الطوارئ في الافراح وان يفرض استئجار خدمات الشركات المرخصة بالإطفاء كأحد مستلزمات قيام الفرح حتى لا يتحول لمأتم، مع ضرورة وجود نساء مؤهلات على اعمال الطوارئ ضمن افراح الحريم.

ومما طرحه اللواء المنصوري فكرة إنشاء مركز وطني لإدارة الأزمات والكوارث وضرورة ضم الإسعاف والإطفاء تحت إدارة واحدة وان نحتاط بشكل مسبق لعملية سقوط طائرة في الكويت أو غرق سفينة نفط في مياهنا الإقليمية، ما قد يهدد محطات تقطير المياه وتوليد الكهرباء بالتوقف اذا لم نكن مستعدين بشكل مسبق لمثل تلك الطوارئ، وأشار الى الحاجة لعمليات تدريب متكررة على الطوارئ في الوزارات والإدارات والمؤسسات والشركات العامة والخاصة.

آخر محطة:

بعد ان دفعنا الثمن غاليا، نرجو ألا تسود على تشكيل المركز الوطني لإدارة الكوارث والأزمات منهاجية المحاباة والمجاملة والمحاصصة المعتادة، فأمر كهذا سيقتل ذلك المركز قبل ان يبدأ أعماله.

سامي النصف

«كاش» وحكاية عبدالله

البداية مشاهدتي للقاء شائق على القناة الثانية لتلفزيون الكويت مع السيدة مارغريت الساير زوجة وزير الصحة د.هلال الساير تحدثت خلاله وباستفاضة عن أحد أكثر المشاريع إنسانية ورحمة بالكويت وتعني مشروع «كاش» الذي أنشئ قبل عشرين عاما لرعاية الأطفال المصابين بأمراض خطيرة وجعلهم يستمتعون بأيامهم الأخيرة.

بعد تلك المشاهدة قرأنا للنائب الفاضل مبارك الوعلان اتهاما خطيرا لمتطوعي ذلك المشروع بأنهم يقومون بالتبشير وتحويل هؤلاء الأطفال إلى المسيحية (ما فائدة تحويل طفل ساذج في نهاية عمره لدين آخر؟ لا إجابة) لذا قررنا كمجموعة من كتاب الصحف المختلفة زيارة ذلك المركز الذي تتواجد فروع له في كل محافظات ومستشفيات الكويت كي نرى عن قرب مدى صحة ذلك الاتهام من عدمه.

استقبلتنا السيدة ام قتيبة الربعي وشرحت لنا اهداف المشروع التي ستذكر في الفقرات اللاحقة كما وردت في كتاب التعريف، ثم تركت لنا المجال لسؤال الأطفال وأولياء الأمور والمتطوعات والمربيات والمدربات ما نشاء من أسئلة، وكان أول ما لحظناه أن المسؤولة عن الأطفال هي من النساء المسلمات المحجبات فهل يصح الاتهام بأن تلك السيدة المسلمة هي من تقوم بالتبشير؟! كما أن من الظلم ومن غير الانصاف ان ترمى التهم جزافا و«دون دليل» وان يحاول البعض استغلال ذلك المشروع الإنساني الذي يدر الدمع من المآقي لدى زائريه في حروبه السياسية مع الآخرين، والظلم ظلمات يوم القيامة.

ومما أتى في مطبوعات المركز ان بيت عبدالله هو «تكية أطفال» ويهدف لإنشاء مركز للعمل «التطوعي» لتقديم الدعم للأطفال الذين يتوقع وفاة البعض منهم في سن الطفولة، كما يقدم الدعم المعنوي والنفسي أيضا لعائلاتهم ويرفقه بخدمات تشتمل على المساعدة على تخفيف الألم عن الأطفال في أيامهم الأخيرة وأن يصبح المركز أو «بيت عبدالله» بيتا بديلا للعائلات والأطفال الممتحنين بالأمراض المســـتعصــية الخطيرة.

ويعود السبب في فكرة تأسيس بيت عبدالله في الكويت إلى الهام طفل يافع اسمه عبدالله عاد للكويت بعد فترة علاج طويلة قضاها في مستشفيات لندن، ففي عام 1989 أرجعت والدة عبدالله الطفل للكويت بعد ان يئس الأطباء هناك من علاجه، ثم قررت ومن خلال نموذج فريد ورائع التعاون مع جمع من المتطوعين والمختصين للتخفيف من آلامه وأعراض مرضه حتى توفاه الله وهو بين ايديها قبل عيد ميلاده الخامس.

آخر محطة:
 
(1) نذكر بأن المركز مازال يستقبل التطوع بالعمل أو التبرع بالمال لإنشاء الأجنحة في المبنى الجديد فلا تجعلوا الفرصة تفوتكم يا أصحاب القلوب الرحيمة ونحن في بداية الشهر الفضيل.

(2) نرجو من النائب الفاضل مبارك الوعلان أن يزور المركز ويلتقي متطوعيه واطفاله وعائلاتهم فإن صحت دعواه بالتبشير وقفنا معه وان شعر بخطئه وجب عليه الاعتذار «العلني» ومن ثم دعم المشروع.

(3) شهدنا أثناء الزيارة طفلا صغيرا يخرج من جرعة علاج كيماوي استمرت ساعات ويرفض الذهاب للمنزل مع والده مفضلا الاستمتاع بوسائل ترفيه المركز حيث لم يعد المستشفى والعلاج «بعبعا» له.

(4) أخيرا زرت يوم الجمعة صالات 5 و6 و7 في أرض المعارض وكانت تغص بآلاف الزائرين ووجدت ان 90% من الأبواب مغلقة ولو شب حريق كما حدث هناك قبل أشهر لتعدى عدد الضحايا المئات أو الآلاف، إذا كانت الحجة هي الحرّ والرطوبة فالحل يكمن في وضع المراوح بالصالات لا إغلاق ابواب الخروج، وحادثة الجهراء لم تمر إلا أيام قليلة عليها.

سامي النصف

حرب 2006.. من بدأ ومن انتصر؟!

تمرّ هذه الأيام الذكرى الثالثة لحرب لبنان 2006 وقد أمضيت الفترة الماضية في بحث متواصل اطلعت خلاله على العديد من الكتب والدراسات والأبحاث اللبنانية والإسرائيلية وحتى المواقع العسكرية الأميركية والأوروبية لنقل الحقيقة المجردة وغير المجاملة للقارئ ومن ثم فما اكتسبته ليس رأيا شخصيا بل هو خلاصة تلك القراءات والمتابعات الصادرة من قبل تلك الجهات الموثوقة والرصينة.

السؤال الأول: من بدأ تلك الحرب المدمرة؟! الحقيقة وباعتراف حتى بعض الأطراف الإسرائيلية الرئيسية بأنهم ـ ليس حزب الله ـ من بدأ تلك الحرب، فاختطاف جنديين يمكن أن يحل بالمفاوضات غير المباشرة والطرق الديبلوماسية كما حدث في نهاية الأمر دون الحاجة لغزو لبنان وتدمير بناه الأساسية.

والسؤال الثاني والأهم: من انتصر في تلك الحرب؟! الإجابة عن ذلك السؤال المهم تأتي من الجانب الإسرائيلي قبل غيره، ومعروف ان الحروب بنهايتها وبحصد جوائزها وليست بعدد ضحاياها وكمّ تدميرها وإلا اعتبرنا ألمانيا النازية قد انتصرت على الاتحاد السوفييتي كون خسائرها أقل في البشر والحجر من خسائره، وان أميركا بالمثل قد انتصرت على ڤيتنام.. الخ.

لقد دخلت اسرائيل الحرب ولديها أهداف واضحة ومعلنة منها (1) تحرير الجنديين المخطوفين، (2) ضرب وتدمير الآلة العسكرية لحزب الله، (3) خلق حالة تباعد وشقاق بين الشعب اللبناني والحزب، وتظهر الاستقالات ولجان التحقيق واللقاءات الإعلامية والكتابات الصحافية الإسرائيلية الفشل الذريع في تحقيق أي من تلك الأهداف الثلاثة ولا يجوز لأحد بعد ذلك أن يصبح إسرائيليا أكثر من الإسرائيليين أنفسهم ممن اعترفوا للمرة الأولى في تاريخهم بالهزيمة المذلة وأصبحوا يفكرون ألف مرة قبل تكرار العدوان وقد قال الشاعر العربي: شمائل شهد العدو بفضلها والفضل ما شهدت به الأعداء

فقد رضخت القيادة الإسرائيلية في نهاية الأمر لمطالب حزب الله وتبادلت جثتي الجنديين الإسرائيليين بالأسرى اللبنانيين مما يعني أن اللجوء للحرب كان خطأ فادحا من البداية، كما أقرت بالفشل الذريع في ضرب البنية العسكرية لحزب الله حيث تضاعفت هذه الأيام قدراته العسكرية، كذلك لم تنجح على الإطلاق في خلق حالة تباعد بينه وبين الشعب اللبناني الذي بات يفخر في مجمله بذلك النصر الذي يحسب للبنان وللعرب والمسلمين كافة.

آخر محطة: 

(1) يعتقد المراقبون والمختصون أن التهديد الأخير الذي أطلقه أمين عام حزب الله بجعل ضرب بيروت أو أي قرية لبنانية يقابله ضرب تل أبيب أو أي قرية إسرائيلية هو أخطر تهديد جدي تتعرض له إسرائيل منذ نشأتها كونه ـ كما علموا ـ قولا يترجمه فعل.

(2) أذكر تلك الحقائق المجردة كونها شهادة تاريخية يأثم من يكتمها بعد معرفته بها.

سامي النصف

لا تدفعوني لأمر لا أرضاه

التقى صاحب السمو الأمير، حفظه الله، رؤساء تحرير الصحف اليومية الكويتية، ونشرت في اليوم التالي تفاصيل اللقاء الذي أتى ضمنه التحذير من الفتنة الطائفية، والطوابير المغرضة التي تهدف للإضرار بالبلد، وإلقاء التهم جزافا، وعرقلة المشاريع التنموية، وتعطيل القوانين المرعية، وأترك لكم تعليقات زوار منتدى الشبكة الوطنية الكويتية التي يزورها آلاف القراء كل يوم:

علقت القارئة المسماة «معشوقتي الكويت» قائلة: «الله يعينك يا صاحب السمو على كل هالمشاكل الحاصلة في البلد»، كما كتب القارئ كرافتسمان: «كلام شيخنا هو كلام الكويت ومقولته «لا تدفعوني لأمر لا أرضاه» تبين ثقل مثل ذلك القرار، ولكن الأمير يحمل في قلبه مصلحة الكويت، لذا وضع رؤساء التحرير أمام مسؤولياتهم كأجهزة إعلامية ساهمت في الإشكال القائم في البلد»، وتكتب جورية: «كلام الأمير قوي وثابت ويدل على ان الكيل قد فاض، والله يعينه ويعين أهل الكويت على ما نحن فيه».

ويكتب العضو البلاتيني K.K.K «بوناصر وضع اصبعه على الجرح، ولكن ماذا نفعل أمام من يعتقد ان البطولة السياسية هي في استجواب أي وزير أو ان إسقاط رئيس الوزراء يعتبر إنجازا سياسيا نادرا؟ والحال كذلك مع من يعتقد ان نشر مقال طائفي بغيض هو عمل يخدم الدين، ثم ماذا نفعل أمام من ينجح بطرق غير شرعية ثم يصبح خلال فترة وجيزة أكبر سياسي في البلد وأكبر خبير اقتصادي ولربما عسكري؟ وماذا نفعل عن الباحثين عن البطولات الشعبية على حساب ذبح الوطن؟!».

ويعقب القارئ فكري بالقول: «لقد أسأنا استخدام الديموقراطية بشكل اثار سخرية العالم منا».

ويدعو المعري «أن يحفظ الله الديموقراطية الكويتية ويخلصها من أيدي المتطرفين العابثين بالبلد» ويحذر المعري من «ان هؤلاء المتطرفين يريدون ان يكفر المواطنون بالديموقراطية ويتسببوا في حل المجلس في نهاية الأمر» أما دسياس فيقول: «اننا من عمر لا نعرف مسميات السني والشيعي فكلنا اخوان وأهل وجيران ويد واحدة في الشدائد».

آخر محطة:

(1) اعتقد ان ردود قراء أكبر شبكة إلكترونية في الكويت تعكس نبض الشارع الحقيقي وتغني عن كل تعليق.

(2) غزو عام 90 وحّدنا وانتهى في 6 اشهر، أما التأجيج الطائفي فيقسمنا وقد يدفعنا الى اشكالات قد لا تنتهي الى الأبد.

سامي النصف

كيف نجعلها خاتمة الأحزان؟!

لا يكفي ان نردد كالببغاء مقولة «جعلها خاتمة الاحزان» دون ان نقوم بما يجب لمنع تكرار تلك الكوارث، ففي 25/2/2009 اي قبل 6 اشهر فقط احترقت صالة افراح الرفاع بالجهراء وتسابق الحضور على المخرج الوحيد ـ كالحال هذه المرة ـ مما ادى الى وفاة سيدتين واحتراق العشرات وبدأت آنذاك عمليات التنصل من المسؤولية مما جعل القضية تنتهي الى لا شيء ومن ثم يتم التحضير للكارثة الحالية.

اول الامور التي يجب ان تحسم هو تحديد جهة وجعلها مسؤولة عن صالات الافراح بحيث لا يقوم فرح الا بمعرفتها وتأكدها من مطابقة المكان، سواء كان خيمة او مبنى، لشروط السلامة من وجود عدة مخارج للطوارئ وطفايات حريق وتنكر مياه حيث مازالت صالات وخيام الافراح تتبع «الشؤون» اداريا و«الاطفاء» فيما يخص السلامة والبلدية تنظيميا و«الداخلية» امنيا ومن هنا تضيع «الطاسة» بين تلك الجهات ويضيع الدم بين القبائل.

ومن الامور الواجبة تدريب سيارات الأمن على كيفية تأمين الطريق أمام سيارات الاطفاء والاسعاف من والى مراكز الكارثة، فقد تكرر منع وتعطيل بعض الاهالي لتلك السيارات بأعذار واهية، اضافة الى تجمهر الفضوليين من معدومي الاحساس، كما ان هناك ضرورة لتوفير خطوط اتصال سريعة للمستشفيات المختلفة وتدريب السائقين على اقصر الطرق للوصول لمستشفيات المحافظات المختلفة وليس فقط مستشفيات محافظتهم فعند الكوارث يصبح الفارق بين الحياة والموت دقائق قليلة.

ويظهر لقاء «الأنباء» مع الزوج والجيران جانبا من التسيب الخطير القائم في البلد تجاه القضايا الاساسية والسيادية، فالجنسية تمنح لعمليات زواج مصطنعة بين عجوز وشاب كويتي لا يتجاوز عمره 18 عاما، كما تمنح مرة اخرى لشاب سيئ السمعة، خريج سجون، عاطل عن العمل، طرد من وظيفته لاتجاره في المخدرات، كما اتى على لسان بعض الشهود.

ونرجو من بعض النواب الصمت قليلا احتراما لاحزان الكويت، وليتذكر هذا البعض مخالفته الصريحة لقسمه الدستوري ودعمه المتواصل للمخالفات القانونية بجميع اشكالها، ولو ان احدى الجهات اوقفت ذلك العرس بحجة عدم مطابقته لقواعد السلامة لصاح هؤلاء النواب على الوزراء والمسؤولين ولاتهموهم بكل الموبقات، وعجبي!

آخر محطة:
 
1 – ازعجني واحزنني ما تم التصريح به من ان الجهات المختصة ستقوم هذه الايام بتشديد الرقابة على الخيم الرمضانية حتى لا تتكرر مأساة الجهراء، اي لو لم يحترق ويتفحم العشرات لما قامت تلك الجهات المختصة بعملها، وعجبي مرة اخرى!

2 – يحسب لرجال الداخلية سرعة قبضهم على الجناة كعادتنا بهم!

سامي النصف

هل نحن دولة عميان؟!

العزاء الحار للكويت عامة ولأهل الجهراء خاصة في المصاب الجلل بوفاة العشرات من النساء في حفل العرس الذي تحول الى مأتم، فللفقيدات الرحمة والمغفرة ولاهلهن وذويهن الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.

امور السلامة وبشكل عام سيئة الى حد خطير في بلدنا، والقائمون على السلامة هم في العادة آخر من يلتقيهم كبار المسؤولين في قطاعاتهم لان لا احد يهتم بالسلامة او يجعلها في اول سلم اهتماماته حتى تقع الفأس بالرأس وتدفع ضريبة الدم وتتناثر الجثث ليبدأ الجميع بعد ذلك بالتنصل من المسؤولية والايحاء بأنهم لم يقصروا وان المسؤولية تقع بشكل تام على الآخرين، وعلى رأس الآخرين بالطبع ..الضحايا!

ومن الامور التي تساعد على عدم الاهتمام او العناية بقضايا السلامة عدم الحزم والاستخدام السيئ لبعض الموروثات الثقافية والدينية وحتى الامثال الشعبية مثل «قول خير يجيك خير» و«لا تتفاول علينا يوبا» اي لا تحدثنا بأي امور سيئة قد تحدث، وهو للمعلومة احد اهم اعمال مسؤولي السلامة الذين عليهم دائما ان يتصوروا ويتحدثوا بالسيناريوهات الاسوأ ـ لا الاجمل والامثل ـ للمسؤولين وكيفية التعامل معها.

ومن اشكالات السلامة قضية التحليل الخاطئ للحوادث والكوارث من قبل غير المختصين ـ او المجاملين ـ وهو ما يعني منطقيا عدم ايجاد الحلول الناجعة لها ويمهد لتكرارها، ولم اجد، شخصيا، في الكوارث التي نتعرض لها بين حين وآخر، ومنها كارثة النساء في الجهراء، شيئا جديدا فجميعها فواجع حدثت لنفس الاسباب بالامس وتحدث اليوم وستحدث بالقطع في الغد ما لم نقر بالخطأ ـ كنوع من التغيير ـ ونضع الحلول الناجعة لها.

والخيام القابلة بحكم مكوناتها للاشتعال السريع ليست اختراعا جديدا او سريا ومع ذلك لا نرى احدا يستخدمها في الدول المتقدمة للافراح او الاتراح او المناسبات العامة المكتظة بالناس لعدم توافقها مع شروط السلامة خاصة عندما يحصر الخروج منها في باب واحد ويمتلئ داخلها بنيران البوفيهات ووايرات الاضاءة والمسجلات.

آخر محطة:

سؤال جاد، هل نحن بلد عميان؟! تجاوزات على اراضي الدولة تجاوزت اعدادها عشرات الآلاف قيل انها قامت دون علم الدولة بها ! خيام الاعراس التي تهدد الارواح بالموت الجماعي سواء كانت للنساء او للرجال تتم كما قيل دون علم الدولة (من تاني) رغم مشاركة المئات فيها، الى متى القبول بمبدأ المجاملة السابقة والتنصل اللاحق بعذر الجهل السخيف؟! والى متى تذهب الارواح البريئة هدرا كل عام دون محاسبة؟!

سامي النصف

اليباب للإرهاب

العمليات الإرهابية تدمر أمتنا العربية والإسلامية، فهناك إرهاب في اندونيسيا وإرهاب في العراق وإرهاب في اليمن ولبنان ومصر والكويت وغيرها، ولم يعد يسمع أي خبر مفرح او انجاز يأتي من منطقتنا عدا أخبار الحروب والتفجيرات ورؤية الأشلاء المتقطعة ومعها شم رائحة البارود، وجميع تلك الظواهر دلالات لا تخطئ على وجود الغول ذي الأنياب المسمى الإرهاب مستقرا وهانئا على أرضنا.

ونرجو ألا نستعجل كالعادة في إدانة من وردت أسماؤهم ضمن الخلية الإرهابية الاخيرة، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته خاصة انهم جميعا ينتمون لأسر مستقرة كريمة لم يعرف عنها قط الا الحكمة والتعقل والولاء التام للكويت.

عقب عمليات سبتمبر 2001 الإرهابية تبارى قطاع كبير من المفكرين والمنظّرين العرب في الادعاء بأن الفقر وغياب الديموقراطية هما سبب الإرهاب وقد تصدينا لهم آنذاك بالمقالات واللقاءات الإعلامية بالقول ان الإرهابيين الخليجيين والعرب هم في الأغلب ممن «يعاني» من رغد العيش لا ندرته واننا لم نلحظ تفشي الإرهـــــاب والعمليـات الإرهابية لدى الهنود والصينــــيين والأفـــــارقة رغم كثرة العدد والفقر المدقع الذي يعانيه قطاع كبير منهم.

والإرهاب هو المنتج النهائي للقبول بدعاوى الكراهية والفكر التحريضي تجاه الآخر سواء كان الآخر شريكا في الوطن او أخا في الدين او الإنسانية، ومازلنا نستحضر الترويج للفكر المتطرف المتمثل في الدعوة لرش «الانتراكس» القاتل على مئات الآلاف من الأبرياء مصاحبا بـ «اليباب» اي زغاريد الفرح، ويا له من فكر مريض لا يصدر إلا من «قادة» الفكر في أمتنا.. المريضة!

والإرهاب الذي يجب ألا نستغربه هو نتاج طبيعي للقبول بدعاوى محاربة الولاء الوطني وقمع ومحاربة المنظّرين والمفكرين الداعين لتقديم الولاء للكويت على ما عداها بل ومحاربتهم في أرزاقهم وكم اشتكى لي أمثال هؤلاء من معاناتهم في وقت يسعد فيه المحرضون والمخربون بسبب الدعم الملحوظ الذي يحظون به، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

آخر محطة:

تُظهر لائحة أسماء من قبض عليهم أنهم شباب ناجحون في العشرينيات من اعمارهم حصلوا على أعلى الشهادات العلمية من أرقى الجامعات، فمتى وكيف وصل الفكر الإرهابي والمتطرف لمثل هؤلاء ومن أصبح بعد ذلك خارج رداء الإرهاب؟! لست أدري.

سامي النصف

إعلاميات

يقال ان الشعوب التي يطغى الاحتراف على اعمال افرادها لا تحتاج للقوانين الصارمة بل يكفيها الاعراف ومواثيق الشرف، اما الدول المتخلفة، ونحن بالطبع احداها، والتي تسود الهواية وعدم الاحساس بالمسؤولية اعمال افرادها فهي للاسف اقرب للطفل الذي اذا تركته على راحته كسّر ودمّر، لذا فنحن مع وضع وزارة الاعلام او مجلس الامة قوانين رادعة ضد جرائم الكراهية والتمييز العرقي والطائفي فلن ينفعنا لو مزق البلد وتقاتل ابناؤه ان نفخر بوجود «فائض» حريات لدينا.

قاسم عبدالقادر طاقة اعلامية كويتية جبارة وقد جذبنا وجذب المشاهدين لرؤية برنامجه الشائق «هي واخواتها» الذي تقدمه اربع اخوات فاضلات تتقدمهن السيدة الطاف العيسى ويستضفن كل صباح شخصية كويتية مختلفة، وفي هذا السياق احدى الاخوات المقدمات جيدة ولكنها ليست بتميز زميلاتها او بمستوى البرنامج الرائع وتحتاج الى تحسين مستواها ومعلوماتها العامة ولن نقول من هي.

فتح باب اصدار الصحف وانشاء القنوات الفضائية كسر الاحتكار وتحقق حلم كل من يريد خلق مشروعه الاعلامي، وبودنا ان يغلق الباب قبل ان تبدأ السفارات ومخابرات الدول الاخرى الزحف على اعلامنا المحلي، فالقاعدة الاقتصادية تثبت ان ما هو موجود يكفي ويزيد على بلد بحجم الكويت.

لماذا سمح ضمنا اعلامنا بتسميات تفرقنا كحال «ثوابت السنة» و«ثوابت الشيعة»، وسنسمع فيما بعد بثوابت اخرى مثل «ثوابت الحضر» و«ثوابت القبائل» ..الخ، لذا نرجو ايقاف تلك المسميات قبل ان تدمر مجتمعنا، هذا اذا لم تكن قد دمرته بالفعل.

آخر محطة:
 
1 – الثقافة بحدها الادنى ان تتابع سماعيا اذاعة الـ«بي بي سي» البريطانية وان تشاهد قناة العربي الثقافية التي يبثها تلفزيون الكويت.

2 – لماذا يعيش اعداء الكويت الاعلاميون (عطوان، بكري ..الخ) رفاها شديدا، واصدقاؤها بتقتير شديد حتى انتهوا الى التخلي عنها؟! لست ادري!

3 – اصدرت «الداخلية» اللبنانية بالامس اوامر مشددة للبلديات بمنع الالعاب النارية في المصايف، وقد استبدل البعض تلك الالعاب الخطرة بأقلام الليزر يضيئونها بوجه السواق والجيران!

سامي النصف

رد وتعقيب

أرسلت إدارة العلاقات العامة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية إلى «الأنباء» ردا على ما تناولناه في مقال سابق لنا، وأنشره حرفيا كما ورد:

الأخ الفاضل/ يوسف خالد المرزوق.. المحترم
رئيس تحرير جريدة الأنباء
تحية طيبة وبعد:

يسر مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية أن تهديكم أطيب تحياتها وتمنياتها لكم بدوام التوفيق والنجاح، وبالإشارة إلى ما نشر في عدد جريدتكم رقم «11970» الصادر يوم الأربعاء الموافق 22/7/2009 في زاوية للكاتب الصحافي الأستاذ/ وتحت عنوان «آخر محطة»، نود التوضيح أن مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ممثلة بدائرة العمليات كانت على اتصال مستمر بمحطة «الكويتية» في لندن للاطمئنان على حالة طاقم الطائرة المصابين في حادث سيارة، وذلك حتى خروجهم من المستشفى بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية.

كما نود التوضيح أن مسؤولي محطة الكويت في لندن كانوا في زيارات دائمة للاطمئنان على حالة المصابين الصحية، بالإضافة إلى متابعة مسؤولي المؤسسة لحالتهم الصحية عند عودتهم إلى الكويت.

شاكرين لكم ولجريدتكم الغراء اهتمامكم الدائم بدعم مؤسستكم الوطنية، راجين نشر الرد والتوضيح بذات الصفحة والمساحة التي نشر بها الخبر انطلاقا من مبدأ حرية الرد والتعبير، ومرحبين بكافة الملاحظات التي يتقدم بها الكاتب الصحافي الأستاذ/ .

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

يوسف أحمد العبدالكريم
عن/ مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام

التعقيب: (1) أشكر «الكويتية» على الرد الذي أرى أنه أيد تماما ما ذكرناه في المقال فعند وقوع حادث لطيارين يفترض بدائرتهم التابعين لها – لا محطة لندن – أن تقوم باتصالين مهمين، الأول للطيارين المصابين للسؤال عنهم واظهار الاهتمام بهم، والثاني لأهاليهم لإبلاغهم بوقوع الحادث وطمأنتهم، وواضح من الرد ومن معلوماتنا أن هذين الأمرين المنطقيين لم يتما، بل تم الاتصال – كما أتى في الرد – بـ «محطة لندن» ولا أعلم لماذا لم يتم الاتصال بالمصابين مباشرة وأرقام هواتفهم موجودة لدى دائرتهم المعنية.

(2) وفي هذا السياق نشكر محطة لندن ومديرها الأخ وليد بن ناجي الذي كان متواجدا في مطار «لوتون» مع الشيخ د.محمد الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي قام مشكورا كذلك بالاطمئنان على المصابين، والشكر موصول لرئيس الطيارين الكابتن عبدالرضا أكبر لسؤاله ومتابعته للموضوع وللسيد عادل رمضان الذي تواجد معهم خارج ساعات عمله وللكابتن عبدالجليل القطان رئيس جمعية الطيارين، ولكل من اتصل وسأل عنهم من زملائهم بعد نشر المقال.

(3) أخيرا، نرجو مستقبلا أن يتم الاتصال مباشرة بالطيارين أو الموظفين المصابين من قبل مسؤولي المؤسسة والقائمين على دائرتهم عند وقوع حادث، لا سمح الله.

سامي النصف

أن تشهد فرح «ملاك بالجنة»

حضرت والكابتن حسام الشملان ليلة أمس حفل زواج ملاك ابن الصديق فؤاد حلاوي سكرتير تحرير جريدة «القبس» في منتجع «الجنة» الساحر الواقع على شواطئ منطقة الدامور جنوبي بيروت وقد كان الحفل، وبحق، أسطوريا في تنظيمه وترتيبه وما تضمنه من استعراضات أبهرت الحضور.

فقد ابتدأ الحفل بظهور غير عادي للعريس تلاه وصول العروس في قارب وسط الأضواء الملونة والألعاب النارية التي انارت البحر وتوالت الفقرات الجميلة مع تحرك العروسين لتحية جميع المدعوين، فمبروك لأبي علاء وحرمه زواج الابن ملاك وعقبال الذرية الصالحة.

وفي مقابل الحبور والفرح والسرور الذي ملأ شواطئ الدامور نلحظ بالمقابل اختفاء الفرح عن حفلات الفرح والزواج في الكويت التي يطغى عليها في كثير من الأحيان العتب والزعل أكثر من الرضا والسعادة وقد يكون أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو اختفاء الجهات المختصة والمحترفة التي تقوم بتنظيم حفلات الزواج من الألف إلى الياء كالحال في لبنان وبقية دول العالم حتى لا يشوبه القصور ويزعل الحضور أو حتى من لم يحضر.

فكل زواج في الكويت هو بداية صفرية لمن يقوم به حيث يكتشف الداعي على سبيل المثال عدم وجود قوائم معتمدة ومجددة لأسماء رواد الدواوين كي يتم دعوتهم او حتى عناوين دقيقة لتلك الدواوين، كما تبدأ الإشكالات اللوجستية في كيفية الحصول على كروت الفرح والخطاطين والمراسلين للتوصيل والورود والزينة والمصورين والمأذون ونوعية الوجبات وإعدادها.. الخ.

والحل الأمثل لمثل تلك الإشكالات التي تحدث كل يوم هو عبر وجود وكالات مختصة، تتصل بها منذ اللحظة الأولى فتقوم بتزويدك بأسماء وعناوين حديثة للمدعوين ثم تعرض عليك انواع الكروت وأسعارها والاعداد المطلوبة وتتكفل بتوصيلها، ومثل ذلك توفير جميع المتطلبات اللوجستية سالفة الذكر، ودون ذلك سيصاحب كل حفل زواج كويتي أخطاء متكررة تتسبب في عدم وصول الدعوات لأصحابها كما يتسبب الجهل وعدم الخبرة في مضاعفة كلفة تلك المناسبات.

وقد يكون من الأفضل استبدال الدعوات الورقية المكلفة – والتي لا تصل عادة 60-70% منها الى أصحابها وهو أمر يلحظه من يزور الدواوين حيث تجد بشكل دائم مئات بطاقات الدعوة باقية دون تسلم – بدعوات «SMS» مضمونة الوصول كحال استبدال بطاقات المعايدة الورقية هذه الأيام بتهنئة الرسائل الهاتفية، ويحتاج الأمر لتقسيم مشتركي الهواتف المتنقلة طبقا للمحافظات والمناطق السكنية وحتى إن أمكن طبقا للرواد الحقيقيين لكل ديوانية بدلا من الاعتقاد الخاطئ بأن ديوانية أي عائلة يتواجد بها جميع رجالها وأبنائها.

آخر محطة:
 
(1) مما يزيد من صعوبة التحضير لمناسبات الأفراح في الكويت عدم وجود كتب ومؤلفات تتحدث بالتفصيل عن النهج الأمثل للقيام بها مصحوبة بعناوين الجهات اللازمة لاكتمال الأفراح.

(2) وفقت خلال التحضير لفرحنا الأخير بمساعدة الصديق الخبير سيد أنور الرفاعي الذي خفف عني 90% من العناء عبر معرفته الدقيقة بالنهج الصحيح لكيفية اتمام تلك المناسبات السعيدة، فأكثر الله من أمثاله.