سامي النصف

الندوة الدولية لحقوق المرأة الإعلامية

أكتب من الاسكندرية حيث اشارك في انشطة الندوة الدولية التي يرعاها المعهد الملكي السويدي والجامعة العربية ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث التونسي (كوثر)، وبدعم من صندوق الامم المتحدة الانمائي وبرنامج الخليج العربي لدعم المنظمات الدولية.

وتهدف الندوة لدعم المرأة في العالم وتصحيح صورتها النمطية في وسائل الاعلام وتمكينها من اخذ فرصتها كاملة في المجتمع، وقد حضر المؤتمر وفود من كثير من الدول الاجنبية والعربية والخليجية وقد تمت خلال اليومين مناقشة قضايا فكرية مثل: هل دور الاعلام في العالم هو نقل ما يجري فقط ام ان له الحق في خلق اجندات خاصة به يقوم بتسويقها كحال حقوق المرأة؟

وطرح ضمن الندوة قضية مهمة اخرى هي ضرورة الربط والتنسيق بين مراكز الدراسات والابحاث الداعمة للمرأة والدور الاعلامية، فلا فائدة ترجى من كم هائل من الابحاث والدراسات اذا لم يتم ايصالها للجهات المعنية التي تقوم بتنفيذ ما يوصى به.

ورغم ان الكويت هي إحدى الدول التي اشتهرت بصحافتها منذ أمد بعيد الا انها لا تملك مواثيق شرف اعلامية كحال مصر وتونس والمغرب والسعودية وباقي الدول العربية، والتي تحث على عدم التمييز او التحيز بسبب الجنس، ومما زاد الطين بلة في بلدنا صدور تشريع يمنع النساء من العمل الليلي ـ كحال متطلبات الاعلام ـ غير المعمول به في بلدان العالم الاخرى.

وقد ترأست جلسة هدفت لتفعيل الوثيقة الاستراتيجية المسماة «الاعلام العربي من منظور النوع الاجتماعي» عبر الاخذ بركائز تهتم أولاها بتحسين صورة المرأة في وسائل الاعلام، والثانية بترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص الاعلامي، والثالثة بخلق شبكات تحليل صورة المرأة في وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية.

آخر محطة:
 
1 – ابديت دهشتي الشديدة من ان المنطقة التي اخرجت للعالم نساء مثل كليوبترا ونفرتيتي وبلقيس وسميراميس وزنوبيا والزباء وشجرة الدر ..الخ، هي الاكثر ظلما وقمعا لهن هذه الايام.

2 – اضحكت المجتمعين مداخلة لاعلامية شابة ذكرت تفاصيل ما جرى لها في مؤتمر اعلامي عربي عقد قبل مدة، حيث صال وجال فيه احد الاعلاميين المعروفين الكبار معترضا على عمليات التحرش الجنسي بالاعلاميات، وتقول انه محا بالليل ما قاله في الصباح حيث قام بالتحرش الجنسي بها رغم عدم سابق معرفة بينهما، ضحك اقرب للبكاء على مظلوميات النساء في منطقتنا العربية التي تحتاج لثورة شاملة في المفاهيم العامة حتى نصل الى الف باء الحضارة.

سامي النصف

الحاشية الانتهازية وتدمير الملكية المصرية

اجرت معي صحيفة «ايلاف» واسعة الانتشار لقاء قبل مدة قصيرة اعدت فيه طرح مقترح عودة الملكية لمصر كوسيلة لاستقرار مصر السياسي والاقتصادي في مرحلة ما بعد عام 2011، ومن ثم استقرار وطننا العربي الكبير الذي تمثل مصر فيه مكانة القلب من الجسد، وهو ما يطرح سؤالا تاريخيا مهما حول كيفية سقوط الملكية في مصر التي استمرت لاكثر من 5 آلاف عام، وهل تستحق اي حاشية ان يضحى بالممالك والاوطان لاجل اسعادها وهي التي تخفي ما تبطن ولا تهتم الا بنفسها وسمعتها كما حدث في مصر الملكية؟

استُقبل الملك فاروق عام 1937 لدى وصوله من انجلترا بعد وفاة والده الملك فؤاد بشكل اسطوري لا مثيل له، حيث اصطف الشعب المصري بأكمله على طريق الاسكندرية ـ القاهرة مبديا حبه ووده للملك الشاب، وكان يفترض ان يستمر حكم اسرة محمد علي متصلا حتى هذه الايام ممثلا بابناء واحفاد الملك فاروق لولا الادوار السيئة والخطيرة لبعض المقربين منه ممن يصح تسميتهم بـ «البرامكة الجدد».

اول البرامكة او رجال الحاشية الذي ساهم في تدمير الحكم والملكية وتغيير صورة الملك لدى الناس هو احمد حسنين باشا اقرب المقربين له والذي ساهم بشكل فاعل في خلق حالة شقاق وافتراق بين الملك فاروق وافراد عائلته، فدس بينه وبين ولي عهده الامير محمد علي حتى عزله، ثم عمل على افساد وفضح عائلته المباشرة امام الناس والشعب، ويرى مؤرخ مصر العظيم د.عبدالعظيم رمضان ان الملكية كانت ستبقى قائمة لو قام الملك بالاستماع لنصح الزعيم عزيز باشا المصري وعزل حسنين باشا قبل ان يتسبب في النهاية بانهيار النظام.

ثاني البرامكة هو السياسي المخادع المتدثر برداء الوطنية علي ماهر باشا الذي حرضه ـ ولم يمض عليه الا 3 اشهر في الحكم ـ على عمل غير مسبوق في التاريخ السياسي المصري، وهو «اقالة» الزعيم الشعبي مصطفى النحاس فخسر بالتبعية تأييد الشعب المحب لذلك الزعيم، كما شجعه فيما بعد على تأييد دول المحور في الحرب الكونية الثانية مما خسره تأييد دول الغرب الحليفة له واضطر بريطانيا العظمى لارسال الدبابات لقصره لارغامه على تعيين مصطفى النحاس رئيسا للوزراء في حادثة فبراير 1942 الشهيرة.

الثالث هو بوللي ذو الاصول الايطالية المكروه بشدة من كل الناس، حيث كان يمارس مهنة رذيلة متممة لاقدم المهن في التاريخ، وكان يدعي في الاماكن العامة وبكل وقاحة انه يدخل الى غرفة نوم الملك ليأخذ الاوامر مباشرة منه ثم امتد نفوذه واصبح يمارس تجارة السلاح والتوريد للبلاط الملكي، وبسببه خسر الملك فاروق تأييد حزبي الاحرار الدستوريين والسعديين على معطى تقرير الرقابة الادارية ضد صفقات بوللي والمستشار الاقتصادي السياسي اندراوس التي عقدت في باريس، مما ساهم بحالة عدم الاستقرار السياسي الشديد في فترة يناير ـ يوليو 1952 التي تشكلت خلالها 6 وزارات (حكومات النحاس، علي ماهر (1)، نجيب الهلالي (1)، حسين سري، الهلالي (2)، علي ماهر (2) الذي عين بعد انقلاب الجيش).

البرمكي الرابع هو كريم ثابت الذي استغل صداقته مع الملك لاستخدام قربه منه للسرقات والتجاوزات التي ازكمت الأنوف وأثارت غضب الناس حتى انه قام بسرقة الاموال الخيرية المخصصة لمستشفى المواساة ليبني بها شاليهه الخاص، وفيما بعد وضمن محاضر محكمة الثورة التي عقدت في اكتوبر 1953 لم يتعرض احد من رجال ساسة العهد الملكي الذين عاداهم الملك فاروق (الوفد، الاحرار الدستوريين، السعديين) بكلمة واحدة مسيئة للملك بينما تطوع الوضيع كريم ثابت بالحديث المسيء لاسابيع عدة لانقاذ نفسه عبر تشويه سمعة الملك، وهذه هي النهاية الطبيعية لاحاطة النفس بأرذال القوم بدلا من كرامهم واشرافهم.

آخر محطة:
 
1 – العزاء الحار للزميل العزيز فيصل الزامل بوفاة والده، لفقيد الكويت الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان، انا لله وانا اليه راجعون.

2 – انتقلت الى رحمة الله قبل ايام الاميرة فريال آخر بنات الملك فاروق، وقد اعادت قناة «اوربت» بالمناسبة لقاءها المطول مع الاعلامي عمرو اديب ومما قالته نصا في ختام اللقاء كإجابة عن سؤاله عن السبب الرئيسي لسقوط الملكية في مصر «ان السبب الوحيد هو الحاشية الانتهازية التي احاطت بالملك والتي لو تخلص منها لكانت الملكية قائمة حتى اليوم».

سامي النصف

مملكة الهدوء والحكمة

حضرنا قبل أيام ملتقى قادة الإعلام العربي الأول الذي عقد في مملكة البحرين برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ونظمته وزارة الثقافة والإعلام البحرينية ووزيرتها المثقفة الشيخة مي آل خليفة التي أظهرت عناية كبيرة منذ ان كانت وكيلة وزارة شؤون الثقافة والتراث والمتاحف في البحرين فحافظت على ذاكرة الأمة عبر حفاظها على تلك المعالم التاريخية الجميلة.

وقد كان التنظيم الذي أشرف عليه أمين عام الملتقى الصديق ماضي الخميس غاية في الدقة، وتمت تغطية الأنشطة بشكل كبير من قبل الصحافة والفضائيات الخليجية والعربية والدولية، لذا لن نتطرق إلى تفاصيل ما جرى منعا للتكرار وانما سنشير الى بعض جوانب المؤتمر وبعض انطباعاتنا الشخصية عن مملكة البحرين التي لم نزرها منذ سنوات طوال.

في الجلسة الختامية التي أدارها باحتراف الزميل د.محمد الرميحي حول مستقبل الإعلام العربي أبدينا تشاؤمنا من ذلك المستقبل كونه جزءا لا يمكن فصله عن الواقع العربي الشامل الذي يظهر انه مقبل على مزيد من التشرذم والتخندق والخروقات الأمنية والأزمات السياسية والكوارث الاقتصادية، إضافة إلى أن البعض كما سمعت من المداخلات الأخرى يعرّف المستقبل المشرق للإعلام بإعطائه مزيدا من الحريات غير المنضبطة دون تحميله أي مسؤوليات مما سيجعله الجسر الذي ستعبر فوقه كل أجندات الخراب والدمار والتشطير والتجزئة القادمة للمنطقة، فنحن أمة لا تستفيد أبدا من أخطائها السابقة ولا تذكر دور الإعلام غير المسؤول فيها.

وقد قمت بجولة بعد انتهاء أعمال المؤتمر في البحرين وسعدت بما رأيت، فذلك الحراك الإعلامي هو انعكاس لنهضة شاملة كبرى تشهدها المملكة منذ ان تولى الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم قبل عقد من الزمن، فالأرض تتسع عبر عمليات ردم البحر، والمشاريع الإنمائية الضخمة والبنى الأساسية تسير بحركة سريعة منتظمة لم توقفها الأزمات العالمية كونها قد درست بعناية بالغة لم تترك شيئا للصدفة.

والجو العام في المملكة مريح ويمتاز بالهدوء والحكمة، فلا ضجيج ولا صراخ يوجع الرأس كما هو الحال لدينا، والأرقام الدولية التي ترصد مؤشرات الاستقرار السياسي والانفتاح الاقتصادي وقضايا الشفافية وغيرها تضع المملكة دائما في المقدمة حتى ان تقريرا دوليا لبنك «اتش اس بي سي» وضع البحرين في المركز «الأول» في العالم قبل كندا واستراليا واميركا كالدولة الأكثر حميمية للوافدين لأرضها، لذا فالمقال هو دعوة لمن لم يزر البحرين القريبة والمحبة لزيارتها للتمتع بهدوئها وبمشاريعها التنموية وأسواقها القديمة وإنجازاتها… وما أكثرها!

آخر محطة:

أقام الزميل أحمد الجارالله حفل غداء للوفود المشاركة في منتجع «البندر» الذي أقامه بالبحرين بعد ان نشف حبر قلمه وجفت صحفه وهو يدعو لإعطاء المستثمرين فرصة العمل بالكويت، وقد سرّت وانبهرت الوفود بما رأت، وهي دعوة أخرى لمن سيزور البحرين لأن «يبندر» في البندر ويستمتع بالماء والخضرة والوجوه الباسمة والخدمة المميزة للعاملين في المنتجع.

سامي النصف

إذا كنا جميعاً نحبها فمن يسرقها؟!

في قصيدة خالدة لأمير الشعراء أحمد شوقي يذكر بسخرية شديدة ـ تحولت فيما بعد إلى واقع مرير لدينا ـ قصة صاحب الكلب الذي يذرف الدمع مدرارا على كلبه الذي يموت أمام عينيه من الجوع إلا انه يبخل عليه بقطعة صغيرة من الخبز الذي يحمله بيديه قائلا «إلى هذا الحد لم تبلغ مودتنا»!

علاقة كثيرين بالكويت المظلومة تتطابق كثيرا مع مقولة صاحب الكلب، فالكل يدعي وصلا وحبا وهياما بالكويت ويذرف الدمع الساخن عليها إلا ان مودتهم للكويت لا توقف قط سرقاتهم لها وتفريطهم الشديد في أموالها، فالسرقة الكويتية هي للعلم الأسوأ في العالم حيث لا يمانع السراق في تضييع مئات وآلاف الملايين من الأموال العامة كي يدخل جيوبهم مليون أو اثنان.. قبل البكاء على الكويت.. وبعده!

ومن خصائص السرقات الكويتية التي تميزنا كذلك عن سرقات العالم أجمع والتي تظهر وبحق ان من يدعي حب الكلب هو من يروم فعلا قتله وموته، ظاهرة عدم الاكتفاء بهدر وسرقة المال العام بل الإصرار على ألا يكون هناك شيء يستحق بالمقابل، لذا يتم الحرص على شراء أسوأ أنواع مواد البناء والمعدات والمضخات… إلخ حتى ننتهي دائما بخرائب وأطلال دون فائدة.

ومن أكبر دلائل الرغبة الحقيقية في موت وقتل الكويت عدم محاسبة ـ ان لم نقل مكافأة ـ من يضر بها عبر سرقة أموالها العامة والخاصة، فمشاريعنا الكبرى هي سرقات كبرى، وشركاتنا المساهمة وأسواقنا المالية هي أمكنة مشاعة ومباحة للنهب والسلب والنصب دون حسيب أو رقيب، وهل سمع أحد قط بمساءلة أو محاسبة واحدة لمن دمر البلد أو أضر به؟! وهل شهد التاريخ بلدا ترتكب فيه مثل تلك الجرائم العظمى دون القبض ولو مرة واحدة على الفاعلين؟!

ومن الدلالات الأكيدة على عدم حب البلد محاربة الأكفاء والأمناء والمنجزين والمخلصين له، وتدليل وتقريب المستغلين والمدمرين وتسليمهم المراكز الرئيسية والمفصلية التي تضمن وصول خرابهم المالي والإداري لكل ركن من أركان الدولة، وقد كشف ذات مرة ان سقوط دولة عظمى كالاتحاد السوفيتي قد تم على معطى تجنيد أعدائها لبعض مسؤوليها وتوصيتهم بشيء واحد فقط هو إبعاد الأذكياء والأكفاء وتسليم المناصب لغير المؤهلين، الاتحاد السوفيتي أسقطه الأعداء أما بلدنا فيدمره كل يوم من يدعي الوصل به ولا حول ولا قوة إلا بالله.

آخر محطة:
 
(1) اذا كان الجميع يدعي حب الكويت والإخلاص لها فمن حقا يقوم بسرقتها وتدمير مستقبلها؟!

(2) من يحب الكويت فعلا لا قولا يخلق ويفعّل آليات محاسبة شديدة للمتجاوزين والمتلاعبين في السلطات الثلاث ودون ذلك.. على الكويت السلام.

سامي النصف

الثقوب الاقتصادية السوداء القادمة

تحدثت ذات مرة مع مستشار اقتصادي كويتي حول ما يجري في احدى امارات الخليج موضحا النهاية الكوارثية التي تتجه إليها، حيث ستبلغ الفقاعة العقارية مداها نظرا لعدم منطقية بناء اكبر المولات والمطارات والمباني في بلد لا يزيد عدد سكانه عن المليون نسمة، ما ان انتهيت من الحديث حتى عقّب بالقول «مثلي الاعلى هي تلك الامارة وليتنا نصل الى عشر ما عملته».. ولا حول ولا قوة الا بالله.

لا أعلم لماذا سمحنا للامانة العامة للجامعة العربية بمحاولة افشال أول قمة اقتصادية عربية وجعل قراراتها كحال قرارات القمم السياسية أي حبر على ورق، وذلك عبر تقديم مشاريع «وهمية» لا يمكن انجازها كحال انشاء سكك حديدية تربط الخليج بنواكشوط الموريتانية وشمال العراق بجنوب الصومال! الآن وبعد مرور عام على القمة هل تم انجاز متر واحد من مشاريع السكة الحديدية التي يفترض ان يتجاوز طولها 45 ألف كم؟ وهل خصص دولار واحد لمثل تلك المشاريع؟ ألم يكن من الافضل ان نطلب منهم استبدال ذلك «الوهم» بالربط البري «الواقعي» وعبر تحسين كل دولة عربية لشبكة الطرق التي تربطها بالبلد العربي المجاور؟!

وما دمنا في الامانة العامة للجامعة العربية، فهناك أزمة كبرى بين اكبر دولتين عربيتين هما مصر والجزائر، وهناك حرب دامية تشارك فيها قوات دول عربية كبرى كالسعودية واليمن، وهناك إشكال سياسي ضخم في دولة بحجم العراق ومثله اشكال اقتصادي في دبي بدأ يؤثر على العالم أجمع، فهل سمع أحد بتحرك للامانة لحل تلك الاشكالات أو لتخفيف حدتها وضررها؟ اصبح لدينا يقين بأن الامانة العامة تسعد بالجلوس متفرجة على تلك الكوارث متمنية المزيد منها!

هناك مشاريع ثقوب اقتصادية سوداء ستجتاح المنطقة العربية الممتدة من الخليج الى المحيط ستكون محاورها سقوط وإفلاس دول وشركات وبنوك ومشاريع ورجال اعمال من العيار الثقيل، وسيفقد العرب بالتبعية سلاح المال الذي ضيعوه بسبب فقدان الحكمة والتخطيط طويل المدى والتركيز على قضايا البهرجة والمظاهر، وقى الله الجميع شر تلك الثقوب التي بدأت سحبها الداكنة تظهر في أفق الخليج مهددة بسقوط امطار خراب ودمار لا تبقي ولا تذر.

آخر محطة:
 
(1) نرجو أن يكون أساس التنمية في البلد هو صرف الاموال على مشاريع تأتي بالاموال التي قد يشهد المستقبل شحا شديدا فيها بسبب انخفاض حاد في اسعار النفط.. فالحكمة الحكمة.

(2) يجب ان نعلم في المرحلة الحرجة المقبلة ان الذكاء والمعرفة والحكمة الموجودة لدى بعض كبار السن اكثر كفاءة وقدرة على التنبؤ المستقبلي للاحداث من بعض اصحاب الشهادات التخصصية الكبرى التي يمكن ان تباع وتشترى و… بأبخس الاثمان!

سامي النصف

والحكمة ما قاله حكمة

لا يختلف اثنان على كم الاشكالات والأزمات التي تعيشها الكويت والتي ان استمرت دون معالجة فسيكون لها افدح الضرر سياسيا وامنيا واقتصاديا مستقبلا، وقد تم اكثر من مرة تغيير الوزارات كما تم حل البرلمانات، الا ان الاوضاع بقيت كما هي مما يشير الى ان هناك موقعا آخر يحتاج لمعالجته لمصلحة الكويت والقائمين عليها.

وعبر العصور كانت البطانة هي الفيصل الحقيقي في اداء الدول والممالك فبصلاحها وكفاءتها تصلح الامم ويرتفع شأنها، وفي اخفاقها وانتهازيتها واستغلالها لمواقعها اثر مدمر وسالب كما يشهد بذلك ما حدث بممالك مصر وليبيا والعراق في عصرنا الحديث.

والبطانة بشكل عام هي كل من يحيط بالمسؤولين، صغر المسؤول ام كبر، وللبطانة عبر التاريخ صفات مشتركة وطرق متشابهة في العمل تقلب من خلالها الابيض اسود والاسود ابيض ولا توجد بطانة حقيقة تستحق او تستأهل ان يضحى بمصالح الاوطان او سمعة المسؤولين لأجلهم، وكم من اوطان وممالك كانت ستبقى لو تخلصت من البطانات السيئة بدلا من النهايات المفجعة التي حدثت، ولا شك ان اداء اي مسؤول في اميركا أو الهند أو السند هو نتاج لقدرات الفريق المحيط به.

ومن الصفات المشتركة تاريخيا للبطانة غير الصالحة: (1) تقصدها وتسببها في إساءة العلاقة بين المسؤولين ورعيتهم واقاربهم وتصوير هؤلاء بأنهم الاعداء وان تلك البطانة هي فقط المخلصة والمحبة وسط الكارهين والحاقدين.. بئس ما قالوا وروجوا. (2) استخدام الكذب الشديد دون حياء للوصول للمقاصد مع اخفاء الحقائق عن المسؤولين حتى تحيل اعداءها الشخصيين لأعداء للمسؤولين فتفرق بدلا من ان تجمع وتدمر بدلا من ان تعمر. (3) وتتم فلترة المعلومات فلا يصل الا ما يودون له ان يصل على طريقة (ولا تقربوا الصلاة) لذا لا عجب ان نقرأ في صفحات التاريخ مقولة ماري انطوانيت الخالدة «اين البسكويت؟!» عندما اخبرت بأن الشعب جائع ولا يجد الخبز. (4) كما تتم عادة فلترة المقابلات حتى لا يلتقي المسؤول الا من يريدون له ان يلتقيه. (5) وفي الحالات التي يلتقي فيها المسؤولون دون اذنهم بالناصحين يقومون بإفساد تلك اللقاءات عبر تسريبها وتحريض الاعلام المأجور عليها للادعاء بأن تلك اللقاءات لا يأتي منها الا الاذى والصداع فيتوقفون عنها. (6) وتعمل البطانة على افساد جهد واعمال الآخرين مستخدمة اساليب الزيف والخداع وعدم ايصال المعلومات لإرسال رسالة غير مباشرة للمسؤولين بأنكم تسيئون الاختيار فاتركوا الامور لنا. (7) كما تعمل البطانة في الخفاء وتحت جنح الظلام للتحريض وشتم المخلصين عبر الإعلام المأجور ثم ابداء البراءة الكاذبة مما يجري.

آخر محطة:

صدر في بيروت كتاب الصحافي حكمة سليمان ابوزيد الذي عمل مستشارا اعلاميا لرؤساء الوزارات اللبنانية لمدة 31 عاما (1969 – 2000) عاصر فيها 10 منهم ويذكر ان سبب نجاحه انه اصر منذ اليوم الاول على ان يكون مستشارا لرئيس الوزراء وليس مستشارا في مكتبه والفارق كما يقول كبير حيث ان وجود الوسطاء قد يجعلهم يعمدون لتشويه وتزوير الحقائق دون ان تكون له قدرة الرد على افتراءاتهم.

سامي النصف

إدارة كويتية لشرم المصرية

استقلت الكويت في صيف عام 1961 وتبنت بحكمة بالغة آنذاك الديموقراطية السياسية والليبرالية الاقتصادية نهجا لها كحال ارقى دول العالم مثل اليابان واوروبا واميركا، بينما اختارت مصر في حينها الحكم القمعي كنهج سياسي والاشتراكية والتأميم وسيادة القطاع العام كنهج اقتصادي حالها حال اكثر دول العالم تخلفا مثل الاتحاد السوفييتي ومنظومته.

منذ ذلك الحين ازداد عدد مصر الولادة بما يتجاوز 60 مليون نسمة (من 20 إلى 80) في بلد محدود الموارد، بينما لا يتجاوز سكان الكويت هذه الايام 3 ملايين نسمة يعيشون فوق محيط من النفط وفوائض مالية في الميزانية قل ان وجد لها مثيل عالميا وسط الكارثة الاقتصادية القائمة، لذا فهناك سبق كويتي في المسارين السياسي والاقتصادي يقارب العقد ونصف، عن مصر التي ابتدأت خطوات الانفتاح الحقيقية منتصف السبعينيات.

زرت الاسبوع الماضي جنة أو رائعة شرم الشيخ وامضيت بها 8 أيام في عملية استكشاف دائمة وذهلت مما رأيت رغم تكرار زياراتي لها في الماضي، فعمليات التوسع والانماء والبناء قائمة على قدم وساق حتى ان منطقة «نبق» الواقعة شمال المطار والتي لم يسمع بها أحد هي أكبر واجمل في مشاريعها الضخمة من منطقة خليج نعمة وما يحيط بها.

وأول ما يلحظه الزائر هو سخاء مصر الشديد بإعطاء الأراضي للمستثمرين والمعمرين ولمدة 99 عاما (لا 25 عاما كحالنا)، ولا تأخذ رخص البناء عبر سياسة «الشباك الواحد» إلا أياما قليلة مما أحال تلك الاراضي الصحراوية الجرداء الشبيهة بأراضينا الى منتجعات احلام خضراء وزرقاء.

وقد اغمضت عيني وتصورت ما كان سيحدث لمثل تلك المشاريع الكبرى لو تركت لادائنا الحكومي المترهل ولبعض نوابنا من رافعي شعار «العرض ولا الأرض» وممن يهدفون إما بجهل فاضح او بعلم فاضح، وهذا هو الأنكى، لأن نورث الكويت صحراء قاحلة لاجيالنا المستقبلية بدلا من انشاء ما هو قريب من شرم الشيخ التي تدر على الميزانية المصرية ما يقارب 10 مليارات دولار كل عام.

آخر محطة:

(1) تفهمت بعدما رأيت رفض مصر انشاء جسر يوصل دول الخليج بسيناء وشرم كونها ستحضر نوعية واحدة من السائحين و«يطفش» البقية ولن يستطيع 35 مليون خليجي ان يعوضوا سياحة مفتوحة لـ 7 مليارات من البشر الآخرين.

(2) تهدف الادارة المصرية لجلب ملايين المتقاعدين ورجال الأعمال والسائحين للاستقرار في شرم وما حولها عبر اغرائهم بـ 365 يوما مشمسا في السنة بعكس الجنوب الفرنسي والايطالي والاسباني اضافة الى رخص المعيشة، فليتر بنزين السيارة لا يزيد سعره على 15 بنسا مقابل اكثر من جنيه استرليني في اوروبا، وقلة الضرائب.

(3) سبب المقارنة هو اظهار كم الدمار الشديد الذي تعرضت له الكويت بسبب الضعف الحكومي والجهل النيابي وما أجمل جلد الذات عندما يدفعنا للندم والحركة.

سامي النصف

«دعل» الديموقراطية الكويتية

«الدعلة» في اي لعبة هو اللاعب السيئ الذي لا يتقبل الخسارة بسهولة، فاذا ما بقي بيده «الجيكر» في لعبة «الكوت» قال انه «ما يخيس»، اما اذا بقي في يد غريمه اعلى صوته بأنه «يخيس وعشرة»، واذا اصابت الكرة دون قصد يد لاعب دفاع الخصم صاح «بلنتي» اما اذا اصابت يد دفاع فريقه صرخ «ما فيها شي»!

يرفض دعل اللعبة السياسية الكويتية وجود شيء اسمه حل غير دستوري ـ رغم انه جُرِّب مرتين في السابق ـ ويضيفون ان الحل الوحيد المسموح به هو الحل الدستوري، وهو امر مقبول لولا انهم يقومون بعد ذلك بتقديم استجوابات غير دستورية كأن تتطرق لامور حدثت ابان حكومات سابقة او خارج الـ 16 ضابطا للاستجوابات، كما اتى في حكم المحكمة الدستورية الصادر في اكتوبر 2006، ومن يرفض الحل غير الدستوري يفترض ان يرفض معه الاستجواب غير الدستوري، سواء بسواء، والا سقطت مصداقيته.. ان بقي منها شيء!

ويقول «دعل» الديموقراطية الكويتية ان الاستجواب اداة دستورية فلماذا الجزع منه؟ وهو امر مقبول كذلك لولا انهم يبدون جزعا شديدا عند استخدام المستجوب لادوات دستورية مشروعة ما وضعت الا لمثل هذه الحالات، مثل طلب التأجيل او الاحالة للمحكمة الدستورية او اللجنة التشريعية او المطالبة بسرية الاستجواب متى ما كانت الامور المتطرق لها متصلة بالامن القومي الكويتي، ومن اعطى «الدعل» حق تحريم الحلال الدستوري الذي هو امر مطابق لتحليل الحرام الدستوري؟!

ويتساءل البعض عن سبب اختصاص الاستجوابات بأبناء الاسرة الحاكمة الذين يفترض ان يكونوا آخر من يتم استجوابهم لخصوصية اوضاعهم ـ بعكس الآخرين ـ كون تلك الاستجوابات تخدش امراء المستقبل ابان حقبة تدريبهم السياسي الدستورية، والحقيقة ان السبب الوحيد الذي جرّأ الجميع على التطاول على ابناء الاسرة وكسر هيبة السلطة، وهي قضايا خطيرة جدا لا يجوز الاستهانة بتداعياتها المستقبلية، هم ابناء الاسرة الحاكمة انفسهم.

فانهيار تلك الهيبة اتى بالدرجة الاولى عندما سمح لأصحاب السمعة السيئة بالتعرض لابناء الاسرة الحاكمة كونهم فقط اوقفوا سرقاتهم وتجاوزاتهم على الاموال العامة التي يملكها الشعب الكويتي قاطبة ثم تُركوا يتبجحون بعد ذلك في المجالس والمنتديات العامة ـ وكنا حضورا للبعض منها ـ بانهم يدخلون على كبار المسؤولين في مخادعهم وغرف نومهم لتلقي التعليمات منهم (!)، واذا هانت كرامة من هم ابناء حكام ومن اعمامهم واجدادهم المباشرون حكام فماذا تبقى من الهيبة للاسرة وكيف لا يتجرأ الآخرون على البقية منهم؟!

آخر محطة:
 
1 ـ تشير محاضر المجلس التأسيسي لمحاولة المختص الوحيد بالدستور – ونعني د.خليل عثمان – تحصين منصب رئاسة الوزراء من الاستجواب طمعا في الاستقرار السياسي عبر منع تقلده احدى الوزارات او طرح الثقة بالحكومة (كحال جميع الديموقراطيات الاخرى)، والممارسة تظهر ان الرئيس سيبقى حاضرا ومستقبلا عرضة للاستجوابات المتكررة، فلماذا لا نشهد تعديلا دستوريا مستحقا يسمح له بتقلد وزارة او اكثر كي يخفف العبء عن الوزراء الآخرين ويسمح كذلك بطرح الثقة بالحكومة حتى يلجأ النواب او حتى الحكومة له عندما يكثر النقد لها كي يقرر المجلس ما اذا كانت لاتزال تحوز الثقة ومن ثم توقُّف الانتقادات وقبلها الاستجوابات متى ما حازت تلك الثقة المتجددة؟!

2 ـ الا يعلم البعض بديهية ان تبنيهم لارذال القوم هو نقيصة كبرى في حقهم لدى الشعب الكويتي الذي يعتبر مدح هؤلاء قدحا، وقدحهم في حق الآخرين مدحا، وان ما يخطونه من مقالات هو اقرب للشيكات التي مهما كبرت ارقامها فإنها تبقى دون رصيد لدى الناس؟!

سامي النصف

من عبدالعزيز إلى عبدالعزيز

أكتب من شرم الشيخ الرائعة التي وصلت إليها من القاهرة، حيث ساهم الإعلام ـ لا الرياضة ـ في كل من مصر والجزائر في الإساءة الشديدة للعلاقات الودية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين مما يتسبب بأفدح الضرر للعمل العربي المشترك، حيث إن مصر هي البلد العربي الأكبر والأكثر عددا وتليه مباشرة الجزائر.

وما كان للأمور أن تنجرف وتنحرف لهذا الدرك المؤسف لولا التأجيج والتحريض الإعلامي الذي بالغ في نقل الوقائع وعمم الإساءة التي إن تمت فقد حدثت من قطاع شبابي كروي صغير يوجد مثله في أكثر دول العالم رقيا وتقدما، ولم يكن من العدل والإنصاف أن تعمم خطيئة القلة على الملايين الأخرى في البلدين وكنت في هذا السياق قد كتبت قبل مدة قصيرة رافضا أن يؤخذ 25 مليون عراقي بجريرة وجريمة غزو عام 90.

وكالعادة، لم تقم الأمانة العامة للجامعة العربية بدورها المفترض لإصلاح ذات البين بين الشقيقين الكبيرين مصر والجزائر بل ظلت صامتة ـ دون حكمة ـ وكأنها تفرح وتسعد وتسر وتطرب لأي عمل أو مصيبة تفرق بين شعوبنا العربية وتلك خطيئة كبرى تضاف إلى خطاياها الأخرى وما أكثرها.

وبمقابل إعلام الانفعال في البلدين اطلعت على عدة مقالات ولقاءات هنا في مصر توفق ولا تفرق، تجمع ولا تبدد كحال مقال الصديق أحمد المسلماني في المصري اليوم «تحية الى شعب البربر» وما ذكره الزميل محمود سعد في برنامجه الشائق «البيت بيتك» من أن على مصر أن تبقى الكبيرة دائما وأن تعكس تحضرها عبر ردود الفعل الهادئة والحكيمة رافضا ما يقال في بعض البرامج الرياضية ومثنيا على الاتصالات الهاتفية الحكيمة لبعض البرامج التي يقوم بها السيد علاء مبارك، ومثل ذلك ما قاله النائب والإعلامي مصطفى بكري الذي نختلف معه في بعض المواقف إلا أننا نتفق معه تماما على ضرورة بقاء العلاقات الودية والمصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين في مصر والجزائر.

آخر محطة:

أرسل الرئيس الجزائري المثقف عبدالعزيز بوتفليقة رسالة معبرة للصديق عبدالعزيز البابطين بمناسبة الاحتفال بمرور 20 عاما على قيام مؤسسته والتي اقيمت في القاهرة، اثنى خلالها على ما حققته المؤسسة في عالم الفكر والثقافة والأدب، وفي مجال تعليم الشعر العربي ونشره في أصقاع الأرض، متمنيا للعاملين في المؤسسة المزيد من التوفيق في عملهم، ان اخفقت الجامعة العربية في واجباتها ـ وما الجديد ـ فقد يحتاج الأمر لتدخل شخصية ثقافية مثل الدكاترة عبدالعزيز البابطين كي تصلح الثقافة ـ كالعادة ـ ما يفسده الإعلام والسياسة.

سامي النصف

تنشد عن الحال؟!

في مثل هذه الأيام من عام 1971 فقدت عزيزا لي وقد شاهدته في المنام قبل أيام يسألني عن حال الكويت وهو الذي تركها عندما كانت بالفعل لؤلؤة الخليج المتألقة والسباقة في كل مناحي الحياة فماذا بإمكاني أن أجيبه عن تساؤلاته؟!

هل أقول له ان ديموقراطية البناء والتعمير والتخاطب الراقي في أيامهم تحولت في أيامنا هذه الى لعبة سياسية مسخ لا يعرفها من انشأها من الآباء المؤسسين، وانها استبدلت البناء بالهدم والتعمير بالتدمير، والتخاطب الراقي بالألفاظ التي يستحي منها حتى أبناء الشوارع؟ واذا كان الآباء المؤسسون قد ضحوا بمصالحهم الخاصة لأجل المصلحة العامة، وبأموالهم الخاصة للحفاظ على الأموال العامة فقد انعكس الحال وأصبح أرخص ما يضحى به هذه الأيام هو مصلحة الوطن وأمواله لأجل ملء جيوب لا تمتلئ أبدا.

وهل أحدثه عن أوضاعنا الاقتصادية التي كانت في أحسن حال وسعر البرميل في أيامهم لا يتجاوز الدولار الواحد بسبب الحكمة والحنكة وحسن التدبير فأضحت هذه الأيام مصيبة المصائب رغم ان سعر النفط تجاوز 80 دولارا، ووصل قبل عام الى 150 دولارا ومع ذلك نعيش في كوارث وأزمات مالية لا تعاني من مثلها بلدان مليارية الأعداد كالهند والصين.

وهل أخبره عن ضياع القدوات الحسنة في السياسة والاقتصاد ومجالات الحياة الأخرى وحتى لدى رجال الدين وهم من يفترض بهم أن يكونوا قمم الفضيلة والزهد والصدق والتجرد، فقد جرفتهم السياسة والمصالح الضيقة فيما جرفت، وأصبحت لهم قصور شاهقة تفوق قصور الأباطرة والقياصرة وأصبحت آراء ومواقف البعض منهم للأسف تباع وتشترى في أسواق نخاسة المال والذهب الرنان.

أما الوحدة الوطنية يا عزيزي الراحل الكبير فقد أصبحت شعارا يطنطن به ويرفع دون مضمون وكلاما يقال دون ان يفقه قائله معناه واستحقاقاته، فليس من الوحدة الوطنية في شيء كما تعلمون ان يقدم ولاء العائلة أو القبيلة أو الطائفة أو ولاء الدول الأخرى على الولاء للوطن، وليس من الوطنية ان يتم التجاوز على الأموال العامة بدلا من دفع الضرائب والأموال لدعم الميزانية العامة، لقد قتل وطننا بعد رحيلكم على يد الغريب وتُقطع أوصاله وينحر من الوريد الى الوريد هذه الأيام على يد أبنائه ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإن كان الجيران والآخرون يأتون في أيامكم لبلدنا للعلاج والتعليم والسياحة والاستثمار فقد أصبحنا ولله الحمد والمنة نصدر السائحين والمستثمرين والطلبة والمرضى لبلدانهم، اما انجازاتنا الرياضية فقد تحولت الى اخفاقات بعد ان تسابقنا على الاستعانة بالغريب على القريب، ولن أحدثك عن النهضة الأدبية والشعرية والمسرحية ومعرض كتاب الكويت الشهير، فجميع تلك الأمور أصبحت من المحرمات لا يجوز ممارستها أو الحديث عنها.

آخر محطة:

أسوأ ما يحدث في أيامنا هذه هو ان الجميع يتحدث عن المستقبل «المجهول» ولا أحد يتحدث عن المستقبل المشرق الزاهر.