سامي النصف

عشيرج قطعة من السوفييت!

تاريخنا الكويتي غير مكتوب، وهو أمر خطير جدا يمكن أن يستغله أي أفّاق أو طاغية مستقبلا ليدعي ما يريد كما هو الحال مع صدام حسين، لذا فأجمل ما يمكن أن يعمله أي مراقب للشأن العام هو أن يسجل مذكراته وذكرياته على أشرطة ثم يحيلها إلى كتب في الوقت الذي يراه مناسبا، وما نرجوه في هذا السياق هو ألا يعتمد فقط على الذاكرة التي تخون، بل تكليف من يقوم بالتحقق من المعلومات الواردة فيه، حيث تدون المعلومات هذه الأيام بشكل آلي على مواقع الإنترنت ومراكز البحث العالمية مثل غوغل ومن ثم يمكن لها أن تضلل الباحثين.

مما أورده العم برجس حمود البرجس في كتاب ذكرياته القيم «السدرة» عن مساهمته في نقل وصية شهداء ساحة أم الطبول ونعني ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري ورفاقهما والتي هربت من العراق للكويت بقوارب الخشب حتى تبللت بالماء ثم قام بتجفيفها العم جاسم القطامي ونقلت بعد ذلك لدمشق والقاهرة، حيث أذيعت من راديو صوت العرب وساهمت بدق المسمار الأول في نعش وعرش الطاغية عبدالكريم قاسم وابن خالته فاضل عباس المهداوي (أبناء الشقيقتين كيفية وعكاب حسن يعقوب الساكني بعكس ما هو وارد في «WIKIPEDIA» من أن المهداوي ابن أخت قاسم.

مع انقضاء الأيام الأولى لانقلاب 14 تموز 1958 الدموي في العراق قام خلاف حاد بين القوميين المؤيدين لعبدالسلام عارف والشيوعيين المؤيدين لعبدالكريم قاسم، وفي مارس 1959 قررت القوى الشيوعية عقد مؤتمرها في الموصل عقر دار القوى القومية فتوترت الأجواء وقرر قائد حامية الموصل عبدالوهاب الشواف، إعلان الثورة وأذاع محمود الدرة أن الطبقجلي ورفعت الحاج سري أعلنا تأييدهما لها طمعا في حشد التأييد لقائدها الشواف، ولم يكن ذلك الأمر حقيقيا، ولحق ذلك قيام الشيوعيين بمذابح وعمليات سحل وقتل تخجل منها الإنسانية بحق القوميين وظهرت الصور الدامية في الصحافة العالمية.

قام العقيد فاضل عباس المهداوي بمحاكمة الطبقجلي ورفعت ورفاقهما وقد أحضر بعضهم محمولا على النقالة من كثرة التعذيب في معتقل الدبابات، وقد صدر حكم الإعدام بحقهم بأغلبية 3 ضد 2 مما لا يوجب التنفيذ، وأرسل مرجعا النجف الأشرف السيدان محسن الحكيم وعبدالكريم الجزائري في 15/9/1959 رسالة يطالبان فيها بالصفح والعفو عن الطبقجلي لما يتمتع به من مكانة في نفوس الناس وماض مجيد، ورفض الطبقجلي رفع عريضة استرحام لقاسم كي يعفو عنه كما رفض الأخير التوقيع على الحكم لولا تحريض المهداوي وماجد أمين وإلحاح الزعيم سعدي القرغولي فوقعها عبدالكريم قاسم وهو يقول.. تمام سعدي تمام.

اغتسل الطبقجلي ليلة إعدامه وكتب وصيته التي وصلت للكويت ومنها للعالم ومن ضمنها أن يقرأ على قبره في الأعظمية علماء السنّة والشيعة وفي صباح اليوم التالي قرأ عليه الإمام نجم الدين الواعظ الشهادة فهتف الطبقجلي بشعار «الله أكبر والعزة للإسلام، الله أكبر والعزة للعرب» وكانت آخر كلمات تفوّه بها الطبقجلي ورددها رفاقه الآية الكريمة (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) قبل إطلاق الرصاص عليهم، ويذكر رفقاء قاسم أنه لم يذق النوم قط بعد قتله لشهداء ساحة أم الطبول حتى سمي بـ «الزعيم الذي لا ينام» وكان يردد حتى يوم مقتله لماذا قتلتهم.. الله يلعن الذي كان السبب.

اشتدت المظاهرات المناهضة لقاسم وكان من هوساتها «جيش العرب ماينولى يا رفعت يا الطبقجلي» و«يا بغداد ثوري ثوري خلي قاسم يلحق نوري» واضطر قاسم تحت الضغط أن يحيل الشيوعيين الذين قاموا بمذابح الموصل للمحاكم وقد قام بعضهم بالهرب للكويت والسكن في منطقة «عشيرج» النائية قرب منطقة الدوحة، فظهرت هوسات تحرض المهداوي والنظام ضد الشيوعيين وتقول «تقدم يا المهداوي تقدم، عشيرج قطعة من السوفييت» للدلالة على تكاثر الشيوعيين في عشيرج، وهوسات العراقيين دائما غير شكل!

آخر محطة:
 الزميل الفاضل عدنان الراشد يملك كما هائلا من المعلومات التاريخية التي يمكن تقسيمها إلى كتابين الأول عن الشأن الكويتي بحكم مراقبته ومشاركته فيه، والثاني عن الشأن العربي، ولديه كذلك كم كبير من خفايا دهاليز السياسة العربية لذا نرجو استكمال الكتابين بالسرعة الممكنة.. عفيه.

سامي النصف

المواطن الأول

أهم الأمور التي يفتقدها البعض منا في الكويت هو التقييم الصحيح والحكيم للأوضاع العامة أو ما يسمى بالإنجليزي «SITUATION AWARENESS» لذا تجد الكثيرين يغضبون من أمور لا تغضب غيرنا من الشعوب كحال تفاعلنا الحاد مع غلطة فرد أو الحنق الشديد بسبب التباينات السياسية المعتادة بين النواب أو بينهم وبين الحكومة.

نقول هذا ونحن نحاول الإجابة عن تساؤل هام يطرح كثيرا هو هل وضعنا الآن أفضل من حالنا قبل أربع سنوات؟! واعتقد بموضوعية تامة أن الإجابة هي «نعم» قاطعة، فعلى مستوى الأسرة والفرد الكويتي ازدادت دخولهم بالزيادات التي أقرت وبالانخفاض العام للأسعار والتوسع في مواد البطاقة التموينية الحكومية إضافة الى إنشاء صندوق المعسرين في وقت يعاني فيه العالم أجمع من تداعيات الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في التاريخ والتي أودت بدول وحرمت مئات الملايين من مصادر رزقهم.

وفي الفترة ذاتها حازت أربع نساء كويتيات ثقة الناخبين في قفزة حضارية بارزة، كما ارتقى سمو رئيس مجلس الوزراء منصة الاستجواب فأوقف «كرت» ابتزاز كان له أن يوقف، وشهدت البلاد في الأسابيع الماضية حالة هدوء سياسي فريدة ارتاح لها المواطنون، كما تقدمت الحكومة للمرة الأولى بعد ربع قرن ببرنامج تنمية وخطة عمل تقدم بها الشيخ أحمد الفهد كلفتها 37 مليارا استبشرت بها البلاد والعباد، كما أصبح للقانون مخالب وأنياب تمثلت في إزالة التجاوزات على الأراضي العامة للدولة دون تهاون أو مجاملة.

وعلى المستوى السياسي والاقتصادي شهدت البلاد أنشطة القمة الاقتصادية الأولى في تاريخ العرب، ولو بدأ عمل الجامعة العربية عام 1943 بمثل هذا المنحى لكانت الأمة قد قاربت ـ لربما ـ الاتحاد الأوروبي في الإنجاز، كما شهدت الساحة الإقليمية وساطة صاحب السمو الأمير بين الأطراف المتخندقة على المستوى العربي وقد أصبحت تلك الوساطة مرجعية تاريخية للأمة العربية وقد عادت من خلالها الكويت لدورها التاريخي المشهود في إصلاح ما يفسده الخلاف بين الأشقاء.

نذكر ما سبق ونحن نحتفل بمرور 4 أعوام على تسلم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، داعين الجميع للتفاؤل، فأوضاعنا العامة وبكل صدق وموضوعية تدعو للسعادة لا التعاسة، وللفرح لا للغضب، والقادم أفضل وأفضل وما نحتاجه هو فقط ألا نخرب زرعنا الأخضر بأيدينا عبر التناحر غير المبرر وضرب أسس وحدتنا الوطنية، الكويت جميلة وهناك الكثير مما يزار فيها، فلنترك الغضب والزعل لمواطني بلدان المجاعات والزلازل والديكتاتوريات، ولنستمتع بالحياة فكل يوم يمر بتعاسة لا تبررها الأوضاع العامة لن يرجع أبدا.

آخر محطة:
يصحّ أن يسمى صاحب السمو بالمواطن أو الموظف الأول حيث يباشر سموه عمله منذ الصباح إلى بعد خروج الموظفين المعتاد ظهرا ويبقى يعمل رغم ما قد يلم بسموه من مرض أو وعكات صحية، فأطال الله في عمره ومنحه الصحة والعافية لخدمة شعبه ووطنه ومبروك على الكويت العيد الرابع.

سامي النصف

الواجهة البحرية و«المحاكم الاقتصادية»

في طريقي لزيارة معرض السيارات الكلاسيكية الذي اقيم في المارينا شاهدت على شاطئ البدع في السالمية مجموعة اطفال يسبحون بالبحر في شهر يناير، اي عز شتاء اثبتت الاحصاءات انه الادفأ منذ نصف قرن، وفي هذا رد واضح على غير المؤمنين بالعناية بالبيئة والحفاظ عليها.

ومع نهاية شارع البدع وبدء شارع الخليج العربي هناك لوحة تجسد وتمثل بحق تأثير البيروقراطية والحسد الكويتي على وقف عمليات الإعمار والتنمية في البلاد حيث مازال مشروع المبدع محمد السنعوسي يراوح في مكانه في وقت يفترض به ان يكون قد انتهى العمل به واستفاد المواطنون والزائرون من ذلك المشروع الواعد، نرجو سرعة حسم ذلك الخلاف غير المبرر حتى لا يتسبب في اعطاء الكويت سمعة غير طيبة عند المستثمرين الاجانب، كما نرجو سرعة تفعيل مشروع «المحاكم الاقتصادية» المختصة التي يفترض الا تبقى القضايا معلقة في دهاليزها الا اياما او اسابيع قليلة.

وصلت لمعرض السيارات الكلاسيكية الذي يفوق مجموع اثمانها المائة مليون دولار، وقاد ساعد دفء الجو على اضافة مزيد من المتعة على المعرض، وقد رافقني مشكورا د.طارق الريس مدير عام المشروع في جولة معلوماتية مفيدة، وقد وددت لو اضيف لكل لوحة تعريف كثير من المعلومات الوافية عن السيارة حيث لا يستطيع د.طارق وبعض المنظمين الآخرين تزويد كل الزائرين بتلك المعلومات القيمة، كما نرجو ان يقام متحف دائم لتلك السيارات التي تحظى بقبول كبير من الجمهور ويزورها كثير من السائحين.

وفي هذا السياق اخبرني احد الشباب بأنهم يقومون كل عام بتأجير ارض الفورمولا بالبحرين ثم يستضيفون الشباب الكويتي للتدرب على السباقات فيها، نرجو ان «تتبحبح» الدولة في أراضيها العامة والا يحوجوا شبابنا للسفر لممارسة هواية سباق السيارات، ومثل ذلك الحاجة لتخصيص اراض في مختلف مناطق البلاد وفتح ملاعب مدارس وزارة التربية لاستعمالها كملاعب كرة قدم حيث يضطر كثير من الشباب لتأجير ملاعب خاصة في ساعات الفجر الاولى للعب عليها لكثرة الطلب وندرة العرض في وقت نعلم فيه ان 90% من اراضي الدولة غير مستغلة!

آخر محطة:
واجهة الكويت البحرية التي يزورها الملايين من المواطنين والمقيمين كل عام هي وبحق واجهة شديدة الجمال والابهار ويمكن مقارنتها بأجمل واجهات العالم الاخرى وقد نحتاج العمارات المطلة على شارع الخليج للسماح لها بوضع لوحات اعلانات تجارية ضخمة بالنيون تجعل الواجهة مضيئة مساء كحال خليج هونغ كونغ او شارع «البرودواي» في نيويورك.

 

سامي النصف

نجاد ونجد

المنطقة متوترة ومتضررة بسبب تشدد الرئيس نجاد السياسي، وتطرف بعض علماء نجد غير الرسميين الديني، وبعد الطرفين عن حقائق الحياة وفقه الواقع وتأثير اقوالهم وافعالهم على وحدة الاوطان الخليجية والعربية والاسلامية وانشغال شعوبنا بالتبعية بالازمات والاشكالات السياسية والامنية والاقتصادية مما يعرقل نموها وتطورها.

فمن شمال لبنان الى صعدة وشمال البصرة فشمال باكستان وجنوب طهران وشرق افغانستان، تستغل المشاعر الاسلامية لبسطاء الناس أسوأ استغلال من قبل المتشددين سياسيا والمتطرفين دينيا من كل المذاهب والملل حتى بتنا نشك في أنهم ينسقون فيما بينهم رغم ادعائهم العداء الظاهر، حيث انهم الكاسب الاكبر والمستفيد الاول من تخندق شعوبنا وغياب العقل عن حكمائنا مما قد يتسبب بالتبعية في انشطار اوطاننا.

والملاحظ ان القاسم المشترك في الحروب الاهلية التي اشعلها قتلة الزرقاوي وميليشيات مقتدى الصدر وجماعة فتح الاسلام وقبائل الحوثيين وغيرهم، انها معارك لا امل لهم بالنصر فيها، بل تسوق ويغرى بها الغر الصغار ممن يعانون من الجهل والفقر وشظف العيش عبر اقناعهم بأنها الطريق الاقصر للتخلص من عذاب الدنيا الزائلة والتمتع بجنات الخلد الباقية، لذا نجدهم يتسابقون في الاغلب للموت دون ان يسألوا قياداتهم عن سبب هروبهم او اختفائهم، وهو ما يطيل من امد تلك الحروب والمعاناة المصاحبة لها رغم نتائجها المحسومة والمعلومة سلفا.

وقد شغلت الكويت قبل مدة قصيرة بإشكالين سياسيين تسبب فيهما كل من السيد الفالي والشيخ العريفي، وقد تابعت بعض ما قالاه فلم ار صحة فيما طرحاه، فالسيد الفالي على سبيل المثال تحدث في احد لقاءاته عن مدينة «فاطمة» البرتغالية التي زرتها واعرف تاريخها تماما، وقد جانبه الصواب والصحة فيما قال، كما تابعت لقاء المسيحي «جورج» ضمن برنامج د.العريفي وقد احرجه وأفحمه الشيخ بالاسئلة والمعلومات ردا على مداخلته الهاتفية والتي انهاها المتصل جورج بمقولة «جزاك الله كل خير يا شيخ»، فانكشف الملعوب، فكيف نصدق بعد ذلك من لا يصدق في قوله او عمله وكيف نقبل من يفشي دعاوى الكراهية بيننا ويتسبب في أزماتنا السياسية الطاحنة؟!

آخر محطة: 1 ـ لينظر بعض نوابنا وكتابنا الافاضل لخارطة الكويت وموقعها الجغرافي حيث يحدنا اهلنا السنة جنوبا وغربا واهلنا الشيعة شمالا وشرقا، فأين الحكمة في اساءة علاقتنا بأي طرف منهما؟! لست أدري.

2 ـ على «اليوتيوب» مكالمة مسجلة لمتشدد اسلامي كويتي مع سفير دولة عربية في الكويت تدور على ارضها حرب اهلية هذه الايام، ضمن التسجيل كلام خطير حيث يدعي المتشدد سهولة اختراق حدود الكويت بالمال! كما يبلغ السفير بأن جماعة القاعدة ستصعد ضد بلده، السؤال: بأي صفة يتحدث المتشدد وكيف علم بتصعيد العمليات القادم لذلك البلد الشقيق؟!

سامي النصف

د.العريفي والسيد السيستاني

نتفهم ان ينتقد د.محمد عبدالرحمن العريفي جماعة الحوثيين المنشقة، فبلده ومعه اليمن في حرب معهم، وهم لا يختلفون كثيرا عن جماعة فتح الاسلام المتشددة التي قاتلها الجيش اللبناني حتى اخضعها لسلطة الدولة، ما لا يقبل من د.العريفي هو ان يتسبب في ضرب الوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية عبر تعديه غير المبرر على الشيعة من امامية وزيدية واسماعيلية وهم من تدور رحى الحرب في مناطقهم، فهل في ذلك تقوية للمملكة ام إضعاف لها؟!

كما انه ليس مقبولا على الاطلاق التعدي على احد كبار رجال الدين المسلمين كحال السيد علي السيستاني ممن اشتهر بالتسامح والطيبة ودعمه القوي للوحدة الوطنية في العراق والتآخي بين السنة والشيعة، ورفضه القاطع عبر فتاواه لدعاوى الفتنة والاقتتال الطائفي، حيث اصدر جملة فتاوى عقب تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء رفض خلالها التعدي على السنة ومساجدهم كوسيلة للانتقام، وقال ان عدم الانتقام يمتد حتى لو تم التعدي عليه شخصيا، فهل بعد ذلك التسامح تسامح؟!

كما اصدر قبل ذلك فتوى ردا على سؤال عن جواز اقتحام مساجد السنة وطرد ائمة الجماعة منها بالقول نصا «هذا العمل مرفوض تماما ولابد من رفع التجاوز وتوفير الحماية لامام الجماعة واعادته الى مسجده معززا مكرما»، كما وقف موقفا مشرفا من مقتل الشيخ خالد السعدون امام مسجد اسامة بن زيد في الزبير، واصدر فتوى بتحريم مثل تلك التعديات حتى اسماه بعض السنة «ابا العراق».

كما رفض في فتاواه قتل منضوي حزب البعث او الاجهزة الامنية السابقة وكاتبي التقارير ضد المؤمنين، كما اتى في احد الاسئلة، وطالب بتسليمهم للاجهزة المعنية، ورفض تعليق صوره على المباني وافتى بحرمة حيازة الآثار المسروقة، وطالب باعادتها للمتحف الوطني، كما حث على تحاب وتواد العراقيين من كل الاديان والطوائف حفاظا على الوطن، فهل يستحق من يقوم بتلك الاعمال الجليلة التي تخدم كل المسلمين الشكر والمدح أم الذم والقدح؟!

يتبقى ان علينا في الكويت ان نضع «مسطرة واحدة» للتعامل مع من يتعدى على عقائد الآخرين، فإما رفض دخولهم جميعا دون ضجة او افتعال ازمة سياسية كوسيلة لردعهم املا ان تشاركنا الدول الاخرى ذلك الفعل الحافظ للوحدة الوطنية في بلداننا، او ان نسمح بدخولهم جميعا مع اعطاء الفرصة لمن لا يتفق معهم بمناظرتهم وانتقادهم في الصحافة ووسائل الاعلام.

آخر محطة:
 
1 ـ العزاء الحار لآل المرزوق الكرام بوفاة المغفور له صلاح المرزوق، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان.

2 ـ العزاء الحار للصديق العزيز د.عبدالعزيز الفايز سفير المملكة العربية السعودية في الكويت بوفاة المغفور له خاله عبدالله الصالح، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان.

3 ـ واطال الله في عمر الزميل د.احمد البغدادي الذي أعتقد ان وصيته التي نشرت كمقالة هي قضية خاصة تم نشرها بـ «الخطأ»، حيث ان وصايا المثقفين توجه عادة للامة قاطبة ولا تعكس توصيات شخصية كحال الافراد العاديين.

4 ـ دعوة لزيارة مدينة الاحمدي في المساء حيث يذهل الزائر من معالم الزينة الرائعة لتلك المدينة التاريخية، فالشكر الجزيل لمحافظها الشيخ د.ابراهيم الدعيج ولمؤسسة البترول ولشركة نفط الكويت المحدودة.

سامي النصف

وداعاً للمتفائل المبتسم دائماً

تولى الفقيد وليد خالد المرزوق رئاسة تحرير «الأنباء» في مرحلة حرجة من تاريخها وتاريخ الكويت وهي الفترة الممتدة من عام 90 حتى عام 95 والتي حفلت بقضايا كبرى ابتدأت بالغزو وانتهت بمرحلة إعمار ما دمر.

فبعد مرحلة قصيرة من تولي أبي خالد رئاسة تحرير جريدة «الأنباء» تم غزو الكويت وكان خارجها آنذاك فاتجه مع أخت الرجال شقيقته بيبي لإصدارها من القاهرة، حيث كانت أول جريدة كويتية تصدر ابان الغزو وتوزع بالمجان في الدول العربية وأوروبا لإثبات أن الكويت باقية رغم ما حدث ولبث روح التفاؤل بين الكويتيين في الداخل والخارج.

ومع تحرير بلدنا الذي تنبأ وكتب عنه المتفائل دائما المرحوم وليد خالد المرزوق، بدأت عملية اعمار الدمار وكانت القوات الصدامية قد تعمدت ألا تبقي في دار «الأنباء» حجرا على حجر، حيث سرقت المطابع ودمرت المكاتب وكتب اسم هولاكو العصر صدام على كل ركن وزاوية من الجريدة.

وقد التقيت الراحل مرارا وتكرارا في الجريدة أحيانا، وعلى الطائرة أحيانا اخرى، حيث كثيرا ما كان يفتح باب كابينة القيادة ليطل أبو خالد باسما ومسلما على الطاقم وكانت اغلب رحلاته الى القاهرة، حيث توجد أعمال شركاته.

فرحم الله راحل الكويت وليد خالد المرزوق وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان (وإنا لله وإنا إليه راجعون).

آخر محطة:

ما أحب الناس عبدا الا وأحبه الله فقد امتلأت المقبرة وديوان عائلة المرزوق الكرام بآلاف المعزين، فلله ما أعطى ولله ما أخذ وعزاؤنا ان فقيدنا أبا خالد باق بأفعاله الخيرة وسيرته العطرة بين الناس.

سامي النصف

وباء «التعميم» القاتل

وباء خطير يجتاح البلاد له تداعيات أشد وأقسى علينا بكثير من وباء إنفلونزا الخنازير، ذلك الوباء هو «التعميم» الذي يدل على السذاجة والتسطيح وقلة الثقافة العامة ويتسبب تفشيه وانتشاره السريع والواسع في تشطير وتقسيم البلاد وضرب وحدتها الوطنية في مقتل.

 

فما ان يتضايق حضري من ممارسة موظف قبلي او العكس حتى يعمم ما يشعر به على جميع الآخرين، والأمر كذلك بين منتمي الطوائف المختلفة فأي غلطة او هفوة لشيعي او سني يتم تحميل كل المنتمين الآخرين لهذا المذهب او ذاك تبعات تلك الغلطة او المقولة.

 

وقد حاول البعض ان يستخدم ثقافة «التعميم» الخاطئة لتحميل المال العام كلفة تقارب 30 مليار دولار (8.5 مليارات دينار) عبر تعميم خطأ، تعرض له مقترض، على 270 الفا من المقترضين الآخرين دون دليل أو قرينة تثبت ان الجميع تعرضوا لمثل ذلك الخطأ.. إن تم!

ومثل ذلك قانون البدون الذي ساوى و«عمم» حقوق من تواجد على أرض الكويت منذ الستينيات ويستحق الجنسية حسب القوانين المرعية، ومن قدم إليها في التسعينيات او حتى بعدها من أصحاب «الهوسات»، وقد تلقيت في هذا السياق رسالة من الزميل الكاتب فيصل حامد السوري المقيم في الكويت منذ أكثر من 50 عاما (نصف قرن) يشتكي فيها مر الشكوى من وضعه القائم ويطلب لقاء المسؤولين لرفع معاناته المستمرة مع الإقامة والكفلاء.

 

ومن قضايا التعميم المسيئة مسميات قميئة وقبيحة مثل «أصحاب الدماء الزرقاء» غير المسبوقة في القواميس السياسية والإعلامية للدول الأخرى والتي يطلقها من يشاء على من يشاء بقصد الإساءة دون ان يعلم مطلقها بأنه يسيء لنفسه قبل غيره كونه يقر بالدونية تجاه الآخرين فهم حسب مقولته اصحاب دماء أنقى وأطهر من دمائه، والغريب ان من توجه لهم تلك السهام الظالمة من الأبرياء لم يقل أحد منهم قط إن دمه او وضعه أفضل من الآخرين، فهل بعد تلك المظلمة مظلمة؟!

 

آخر محطة: ضمن المبادرات الطيبة والمعتادة لـ «السفراء» عبدالعزيز البابطين توجه وفد شعبي كويتي صباح امس للرياض حيث التقى سمو الأمير الملكي سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض وسمو الأمير الملكي احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية قبل ان يلتقي بعد الظهر بولي العهد السعودي سمو الأمير الملكي سلطان بن عبدالعزيز للتحمد له بسلامة الوصول بعد رحلة علاجه بالخارج وقد حمل كبار المسؤولين السعوديين الوفد الكويتي أجمل وأطيب التحيات للكويت قيادة وشعبا.. وشكرا وما قصرتوا.

سامي النصف

العرب بين القيادات الحكيمة والغاضبة والاستعمار!

مع بداية هذا العام زرت غزة (فلسطين القديمة) والسودان (فلسطين الجديدة) وبذلك اكتملت لدي صورة وطننا العربي الكبير بعد ان زرت جميع دوله وأصبحت مؤهلا لتقسيم دولنا العربية بشكل أفضل من تقسيم الأستاذ محمد حسنين هيكل (دول القلب ودول الأطراف) الذي لم يزر إلا 5 دول عربية كونه يمضي كل أوقاته وجل اجازاته في أميركا وأوروبا (العدوة)!

 

فلا شيء يجمع دول القلب (بيروت، القاهرة، بغداد، دمشق.. الخ) ولا شيء يجمع كذلك بين دول الأطراف (الدار البيضاء، مقديشو، جيبوتي، مسقط، ابوظبي.. الخ) لا في التوجه السياسي ولا الانجاز الحضاري ولا حتى المستوى المعيشي عدا عن عنصرية هذا الطرح ممن يدعي الايمان بالقومية العربية وهو المحارب الأول لها عبر تقسيم أبنائها وتصنيفهم بشكل مهين بين أهل حضارة وأهل بداوة.

 

فالفارق الوحيد بين دولنا العربية يكمن في الانجاز الذي سببه المباشر هو نوعية الإدارات الحاكمة فأغلب الدول العربية التي تملك كل شيء من نفط وماء وطقس وسياحة واتساع أراض والمؤهلة لان تصبح أغنى دول العالم حيث لا ينقصها شيء من مقومات الثراء الحقيقي، هي في الواقع الأفقر بسبب القيادات الثورية الغاضبة التي حكمتها، واما الدول العربية المنجزة فهي الأقل بالموارد حيث لا تملك إلا النفط المتوافر لدى الآخرين الا انها الأكثر ثراء وتقدما بسبب القيادات الحكيمة التي احالت الصحارى الجرداء إلى جنات خضراء.

 

نذكر تلك الحقيقة ونحن في بداية عقد جديد يجب ان نقرر خلاله مستقبلنا ومنهاج حياتنا فإما مسار الحكمة والهدوء والسعادة والانجاز، واما مسار الغضب والحقد والتعاسة و«التقدم للخلف» المعتاد حتى ينتهي الحال بنا كحال الدول الثورية التي زرناها والتي تتمنى شعوبها المغلوبة على أمرها ولو جزءا قليلا من الرفاه الذي نعيشه والذي لا يشعر به ضحايا ظاهرة «الظلم الكاذب» المتفشية لدينا هذه الأيام.

 

آخر محطة: 1 ـ مع تواتر الانباء عن كارثة زلزال «هاييتي»، نتذكر اننا نعيش في بلدان آمنة من الزلازل والبراكين والأعاصير والثلوج والسيول.

2ـ يذكر راحلنا الكبير د.احمد الربعي انه قال لبائع سمك في احدى الدول الثورية ان أسعاره أغلى بكثير من الأسعار في عهد الاستعمار فأجابه البائع: ارجع لنا عهد الاستعمار وخذ السمك بالمجان.

(3) ويروي الزميل العزيز فؤاد الهاشم انه سأل ذات مرة مرافقه حال وصوله لمطار احدى الدول الثورية عمن بنى المطار فأجابه المرافق: «الإنجليز» وسأله مرة أخرى عمن بنى الطريق الذي يسيران فوقه فأجابه: «الانجليز» وحال وصولهما للفندق العام سأله عمن بناه فأجابه: «الانجليز» فسأله الهاشم وانتم ماذا فعلتم فأجابه: «نحن من طرد الانجليز».. كفو.

سامي النصف

الانشطار الخطير للسلطنة الزرقاء

السلطنة الزرقاء هو اسم أول مملكة عربية إسلامية قامت في السودان عام 1505، وفي عام 1956 عمل الرئيس جمال عبدالناصر على فصل السودان عن مصر ودفعها للاستقلال عن طريق تسليم ملفها للمعتوه صلاح سالم، وضرب كلا من الشيوعيين (1952)، وأحزاب العهد الملكي (1953) والإخوان المسلمين (1954) وعزل الرئيس محمد نجيب (1954)، ومعاداة الانجليز المؤثرين في السودان، وجميع تلك الكتل والدول كان لها وجود مؤثر جدا في السودان، ما دفعها للانفصال والاستقلال.

وتم خلال الخمسين عاما الماضية السير ضمن نمط ثابت من الحكم في السودان وهو حكومة وطنية يسقطها انقلاب عسكري ثم يتم إسقاطه بثورة شعبية (3 حكومات وطنية، 3 انقلابات عسكرية و3 ثورات شعبية خلال 54 عاما) والسودان يعيش الآن ضمن مرحلة الحكومة الوطنية بعد ان فرض اتفاق السلام في نيفاشا الديموقراطية والتعددية القائمة هذه الأيام على أرضه.

والسودان الذي يعامله البعض على انه «رجل أفريقيا المريض» هو أكبر دولة افريقية وعربية بمساحة 2.5 مليون كم2 ويبلغ عدد سكانه 40 مليونا وقد كان مرشحا لأن يصبح سلة الغذاء لما لا يقل عن مليار نسمة إلا ان الحروب الأهلية المتتالية أضعفته وفرضت عليه إعطاء الجنوب حق الانفصال، مما سيجعله يفقد ما يقارب ثلث أرضه ما لم يتم تدارك تلك الفاجعة القادمة.

وسيفقد السودان عبر انفصال جنوبه (الأندلس الجديدة) جل ثروته من الذهب الأسود (النفط) الموجود أغلبه في الجنوب، والذهب الأبيض (المياه) حيث لا يزيد معدل سقوط الأمطار في الشمال على 20 ملم بينما يزيد في الجنوب على 1000 ملم في العام، والذهب الأخضر (الزراعة) كون أراضي الشمال صحراوية قاحلة بينما تتساقط الفواكه على الأرض في الجنوب دون ان يهتم أحد بالتقاطها لوفرتها، إضافة الى تواجد الذهب الأصفر واليورانيوم والنحاس على أرض الجنوب دون الشمال.

ولا يشعر المراقب بأن هناك أي جهد يبذل سودانيا أو عربيا لمنع انفصال الجنوب، فلم تنشأ فضائيات وصحف في الجنوب تظهر مزايا البقاء ضمن الدولة الواحدة مما سيرجح كفة دعاة الانفصال، وحتى لو أظهرت نتائج الاستفتاء القادم بعد أشهر قليلة الرغبة في البقاء ضمن التراب السوداني فستدعي القوى الجنوبية زيف تلك النتائج وتعلن الحرب والانفصال.

ولن يتوقف الانفصال الدموي على ولايات الجنوب الذي سيتوافر بعد فصله عاملان مهمان سيدفعان بانفصال دارفور وكردفان والمناطق الشرقية، أولهما اتهام القوى الفاعلة في تلك الولايات للقيادة والحكومة القائمة بأنها سبب الانفصال ومن ثم الثورة عليها والانفصال عنها، والثاني ان فقدان ثروة الجنوب الوافرة وخاصة عوائد النفط سيضعف من المشاريع والصرف الحكومي على بقية الولايات، ما سيكون دافعا إضافيا للانفصال في ظل شكوى قائمة من عدم عدالة توزيع الثروة.

آخر محطة:
 
(1) بكى العــرب دمـاً على فقدان 20 ألف كم2 من أرض فلسطين فما الذي سيفعلونه وهم بصدد فقدان 2.5 مليون كم2 من أرض السودان؟! الأرجح لا شيء.

(2) واقع الحال يظهر ان الشمال العراقي والجنوب السوداني قد انفصلا «فعليا» عن باقي الأمة ولم يبق إلا الإعلان الرسمي عن ذلك الأمر.

(3) تعمل للأسف توجهات إسلامية فاعلة جدا في الشمال على دعم انفصال الجنوب «العلماني» و«الكافر» حتى يمكن لها تحقيق حلمها بخلق «إمارة إسلامية نقية» في الشمال.

(4) زيارتنا للخرطوم هي الزيارة الأولى لوفد صحافي كويتي للسودان منذ استقلال البلدين، كما انها أول زيارة لوفد إعلامي مشترك بين جمعية الصحافيين الكويتية و«كونا»، وهو أمر ما كان له أن يتحقق لولا جهد رئيس الجمعية ودعم مدير عام الوكالة.

سامي النصف

أنقذوا السودان قبل فوات الأوان

نزور ضمن وفد جمعية الصحافيين الكويتية ومنذ بداية الأسبوع جمهورية السودان الشقيقة، وقد التقينا العديد من الوزراء والمسؤولين ونأمل أن نلتقي غدا الخميس الرئيس عمر البشير في ولاية دارفور كي تكتمل لدينا صورة المشهد السوداني في حاضره ومستقبله خاصة ضمن الظروف الحرجة القائمة.

وقد لقي الوفد الإعلامي الكويتي المكون من الزملاء والزميلات: عدنان الراشد ود.هيلة المكيمي ومنى ششتر ودينا الطراح وخالد معرفي، كل الحفاوة والترحيب من قبل المسؤولين السودانيين ممن أخجلونا بكرمهم وتواضعهم وتقديرهم لما تقوم به الكويت في قطاعيها الرسمي والشعبي من دعم مباشر للسودان جعلها في مصاف أحد أكبر المستثمرين هناك.

وسنترك لمقال لاحق تفاصيل اللقاءات والزيارات التي تمت لسد مروى ومشروع سكة الكنانة وملتقى النيلين الأزرق والأبيض، والدور الكويتي الفاعل في «مملكة الذهب الأخضر» الذي وضع خطواته الأولى قبل 35 عاما صاحب السمو الأمير، حفظه الله، عندما كان وزيرا للخارجية وعبدالرحمن العتيقي وعبداللطيف الحمد ود.فيصل الكاظمي وموسى أبوطالب والسفير المرحوم عبدالله السريع، ولنطلق صيحة تنبيه وتحذير مما هو قادم سريعا للسودان، ومن ثم الدعوة لفزعة عربية تمنع نكبة وكارثة عربية أخرى أكبر وأشد من نكبة 48.

وعودة للوراء، ففي عام 83 ألغى الرئيس جعفر النميري اتفاقية الحكم الذاتي مع الجنوب السوداني التي عقدت عام 1972 في أديس أبابا وأعلن الحكم بالشريعة الإسلامية مما جعل الجنوب يعلن الثورة بقيادة جون قرنق وبدء حرب أهلية استمرت ما يقارب ربع القرن انتهت بعقد اتفاقية السلام في يناير 2005 والتي تضمنت اعطاء الجنوب السوداني حق تقرير المصير في يناير 2011 أي بعد أشهر قليلة.

وقد اخفقت الجامعة العربية وأمينها العام ـ كالعادة ـ في إعلان النفير العربي العام حول تلك القضية عبر خلق صندوق مالي عربي لدعم خيار بقاء السودان موحدا عن طريق مشاريع تنمية عربية وخليجية في الجنوب السوداني تدق لوحاتها وإعلاناتها في الطرق والقرى والمدن والساحات الجنوبية وإنشاء فضائيات وصحف جنوبية تُسوق للوحدة، فانقسام وانشطار السودان، لا سمح الله، سينتقل سريعا لباقي الدول العربية والأفريقية وسيصيح الجميع في يوم ما.. إنما أكلنا يوم أكل الثور… الأسمر!

آخر محطة:

1 ـ الشكر الجزيل لسفير السودان في الكويت د.الميرغني والوزير المفوض عبدالعظيم الصادق وسفير الكويت في السودان سليمان الحربي أو «سليمان السودان» كما أسماه وزير الإعلام السوداني المثقف الزهاوي إبراهيم مالك ولقطاع الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام السودانية الذين قاموا بتسهيل الزيارة وعملوا بكفاءة مميزة جعلت الرحلة تمر بسلاسة ويسر.

2 ـ يناير 2011 قريب في تداعياته العربية والإقليمية من مايو 48 والحاجة الآن ـ إن تعلمنا الدرس ـ لا لفزعة مسلحة من الجيوش العربية بل للفتة إنسانية توجه لأهل الجنوب السوداني وتجعلهم يؤمنون بفوائد البقاء ضمن الدولة السودانية الواحدة، لقد اختلفنا حول فلسطين فضاعت فلنتفق هذه المرة حول السودان كي يبقى ولنقف صفا واحدا حول الجهود الرامية للحفاظ على وحدة أراضيه.

3 ـ تجارب التاريخ تخبرنا بأن عمليات الانفصال تعمّد، رغم كل ما يقال، ببحور من الدماء وسلسلة حروب أهلية لا تنتهي.

4 ـ أخبرنا أحد كبار المسؤولين السودانيين بأن سفير الكويت الأسبق المرحوم عبدالله السريع الشهير بعبدالله جوبا (لحب أهل الجنوب له) لو نزل الانتخابات في الجنوب لحاز أصواتا أكثر من الراحل جون قرنق.

5 ـ سيرة جون قرنق هي نسخة من سيرة بشير الجميل الذي قتله إصراره على وحدة لبنان.