سامي النصف

قلة العمل وكثرة الجدل

لكل مجتمع إنساني خصائصه التي تميزه عن غيره، فبعض الشعوب تحب النكتة والمرح، وشعوب أخرى تعشق الفن والجمال، وثالثة شديدة التذوق للأكل والشراب، ورابعة للمعارك والاحتراب، وخامسة للمال والأعمال، وسادسة أيدي أبنائها خضراء للزراعة، وسابعة مبدعة في فنون الصناعة.

إذا كان الشعب الياباني ومعه اغلب شعوب العالم المتقدم يعشق كثرة العمل وقلة الجدل، فإن شعبنا الكويتي الهمام بات يختص بعشق الجدل وقلة العمل ووفرة الغضب ولا يمكن لأمة هذا ديدنها ومسلكها ان تأمل بمستقبل زاهر وغد باهر وأيام مشرقة مقبلة خير من الحاضر.

لقد وصل صراخنا ومشاحناتنا التي لا تنتهي الى شركائنا في عالم القرية الصغيرة وتعداهم الى الكواكب السيارة في المجرات الأخرى، فعجبوا وحزنوا مما يسمعون ويرون، فلم يقصد قط من الحراك السياسي والمسار الديموقراطي ان ينتهي بتسببه في شلل تام في مفاصل الدولة بعد ان «تدوده» الناس من الكوابيس النهارية اليوميـــة التــي نعيشهـــا.

آخر محطة:

 1 ـ حل إشكالية ازدواجية الجنسية واطفاء نار فتنتها يتم عبر دعم ما اقترحه النائب الفاضل علي الراشد من إعطاء مدة عام لتعديل أوضاع من يحمل جنسيتين، فالقصد بالنهاية هو حصد العنب وليس إحراج الناطور.

2 ـ أصبحنا نصدّر للبرلمانات الأخرى بعض ممارساتنا الخاطئة، ومن ذلك تكشف فضائح ملفات العلاج في الخارج بمصر والتي اتضح من خلالها ان أحد النواب أرسل حالات تجاوزت كلفتها الـ 400 مليون جنيه على المال العام (نفس كلفة بناء السد العالي) ونائب آخر أرسل سيدة لديها إشكالات صحية في.. البروستاتا! كما أتى في جريدة «المصــري اليــوم».

3 ـ أخيرا، إذا ما استمر المسلسل الكوميدي القائم تحت قبة البرلمان، فأقترح ان يبدأ ببيـــع تذاكر حضـــور الجلسات حتى نطلـــع على الأقـــل بشـــيء مفيـــد للمال العـــام، ولا حــول ولا قـــوة إلا باللــه.

سامي النصف

القذف من خلف ستار الحصانة!

بعد تصريح النائب حسن جوهر الشهير بأنه سيشهد أمام لجان حقوق الإنسان الدولية ضد بلده الكويت، عاد بالأمس للطعن في أبناء بلده المخلصين القائمين على الجامعة و«التطبيقي»، مما يدل بشكل قاطع على أن الدكتورين الفاضلين الفهيد والرفاعي يسيران ويخدمان بلدهما بالشكل الصحيح، فلو كان الاثنان ممن يغيبون ضمائرهم ويقبلون توسط من لا يستحق لحصدوا ثقة البعض ولاستبدل العداء بالثناء الشديد.

 

إن الطعن في الشهادات قد حسمته المحاكم ـ كما يعلم النائب ـ لصالح مدير عام التطبيقي حين أصدرت أحكامها النهائية من محكمة التمييز ضد من طعن في شهادته العلمية، ولو كان ذلك الطعن صحيحا ـ وهو جزما غير ذلك ـ لأدان النائب قبل المدير لسكوته طوال الأعوام الماضية التي تردد خلالها على المدير في مكتبه، مما يعني اعترافا صريحا بشهادته ومكانته، وقبل ذلك عندما كان النائب عضوا في اللجنة التعليمية لمجلس الأمة، وكان الدكتور عميدا لكلية الدراسات التجارية لمدة ست سنوات طوال، ولو كانت الدعوى محقة لطالب كعضو في تلك اللجنة بإقالته من ذلك المنصب الأكاديمي الرفيع.

 

إن الحقائق الجلية تظهر أن الدكتور الفاضل يعقوب الرفاعي قد حصل على البكالوريوس بدرجة جيد جدا من جامعة الكويت، ثم أُرسل في بعثة حكومية، حيث حصل على الماجستير وبعدها ـ لا قبلها ـ الدكتوراه من جامعة كليرمونت الشهيرة التي تخرج فيها كثير من رجال الدولة الكبار الذين لم يطعن أحد في شهادتهم أو في أهلية تلك الجامعة العريقة، وأما الدكتور الفهيد فموقفه وهو مريض ـ إن صح الادعاء ـ خير من موقف ألف من الأصحاء المجاملين.

 

ويعلم الجميع أن التعليم قد دُمر في الماضي بسبب المجاملات وقبول الوساطات فيها لا يجوز التوسط فيه ونعني القضايا الأكاديمية والتعليمية، ويأتي هجوم من تغيرت عليه الأوضاع كشهادة وصك براءة لمسؤولي الجامعة والتطبيقي، ونأمل أن يكون الرد الحاسم على الهجوم غير المبرر هو الإسراع بإعلان التمديد للدكتورين الفاضلين كأمر مستحق ولتعزيز هيبة السلطة التنفيذية تجاه من يحاول القفز على مواد الدستور وسلب صلاحياتها.

 

لقد ضجت الناس ومجت من عمليات الابتزاز والتشهير القائمة على معطى «حقق لي مطالب وافعل بعدها ما تشاء»، أو بالمقابل إن رفضت ما أطالب به فسأستخدم حصانتي البرلمانية في غير موضعها وسأجعلها ستارا أقذف من خلفه الآمنين بالأحجار والدعاوى الكاذبة الزائفة. ولا حول ولا وقوة إلا بالله.

 

آخر محطة: الحمد على سلامة الزميل العزيز فؤاد الهاشم ونتمنى عودته قريبا لأهله وبلده وقرائه الكثر، وما تشوف شر يا بوعبدالرحمن.

سامي النصف

«ماكو أوامر» من أنشاص إلى سرت

رغم تسمية القمة الدورية الحالية بالثانية والعشرين إلا أن الزعماء العرب اجتمعوا في حقيقة الأمر حتى الآن في 34 قمة عادية وغير عادية، والغريب أن قمة أنشاص (29/5/46) لم تسم القمة العربية الأولى ولا حتى قمة لبنان (13/11/56)، بل قرر إعلام هيكل وأحمد سعيد أن يسمي القمة التي دعا إليها الرئيس عبدالناصر في 13/1/64 بالقمة العربية الأولى كحال تسمية الداعي لها بأول رئيس جمهورية لمصر متناسين الرئيس محمد نجيب، والغريب أن القمة العربية العاشرة عقدت في تونس (20/11/79) وقد تلتها القمة العربية الثانية عشرة في المغرب (25/11/1981) ولا أحد يعلم أين ذهبت أو عقدت القمة الحادية عشرة؟!

 

أغلب النكبات العربية من احتلال فلسطين حتى احتلال الكويت سبقها عقد مؤتمر قمة عربي، ففي عام 46 التقى القادة العرب على معطى المسألة الفلسطينية التي بدأت غيومها الداكنة تظهر في الأفق، وكان القادة العرب منقسمين آنذاك ما بين قادة مخلصين للقضية وقادة آخرين يظهرون خلاف ما يبطنون، وقد أظهرت حقائق ما بعد النكبة من كان يعمل منهم للمشاركة في التهام الكعكة الفلسطينية ومن أرسل الجيوش التي رفع قادتها شعار «ماكو أوامر» الشهير.

 

وكان حريا بالقمة الحالية أن تسمى بقمة «الحفاظ على السودان» وتحصر أعمالها ومناقشاتها في إيجاد حل سلمي لإقناع الجنوب السوداني بالبقاء ضمن الدولة الواحدة عبر خلق مشروع مارشال عربي لتطوير الجنوب وإبقائه ضمن الدولة الأم، وواضح أن أمرا كهذا لم يتم، وعندما يسأل التاريخ يوما قادة صناديق التنمية العربية عن سبب إحجامهم عن الاستثمار في الجزء الأفريقي من السودان وتضييعه بالتبعية ستأتي الإجابة.. ماكو أوامر!

 

إن السودان بات مرشحا لأن يصبح يوغسلافيا القرن الجديد وستغطي مذابحه وحروبه الأهلية – من تاني – على القضية الفلسطينية كما حدث ابان حرب لبنان والحرب العراقية – الإيرانية والغزو الصدامي للكويت حيث تراجعت أخبار فلسطين الى الصفحات الداخلية من الصحف مع فارق أن انشطار يوغسلافيا بقي محصورا في أرضها بينما قد يمتد انشطار السودان إلى أراضي الدول الأخرى.

 

آخر محطة: (1) صدر كتاب محامي صدام، خليل الدليمي، وينسب ضمنه للطاغية قوله نصا «ان الكويتيين من العسكريين كانوا شجعانا وأبدوا مقاومة حقيقية تستحق كل الاحترام» والشهادة ما شهد به الأعداء وبه رد على بعض الافتراء.

(2) وعن موقف عزة الدوري (ابي احمد) في مؤتمر جدة يقول صدام «إن أخي أبا أحمد قد أبدى الموقف المتشدد بناء على توجيهاتي وكان الغرض من التشدد دفع الكويت لحل النزاع!».. رد حازم على من يدعي أن التشدد الكويتي في جدة هو من تسبـب في الغزو.

(3) وأرسل صدام رسائل خاصة ضمن الكتاب (ص 460) إلى 3 من الإعلاميين العرب هم: مصطفى بكري وعبدالباري عطوان ود.محمد المسفر، وفي هذا يقول الدليمي (ص115) «كان الرئيس صدام يدرك بعمق أهمية الإعلام ودوره الحيوي».

سامي النصف

الشيخ مشاري الخراز ود.ابتهال الخطيب

الكويت بلد صغير يعاني منذ عقود من أزمة وجود وأزمة هوية ومن ثم يجب أن تتضافر جهود أبنائه من مختلف المشارب لدعم المبدعين والبارزين الكويتيين من جميع الاتجاهات والتوجهات حتى نظهر للعالم اننا لسنا نفطا فقط بل ابداعا وفكرا وعلما وشعبا يستحق الحياة، ان تخذيل المبدعين ومحاربتهم وهي ظاهرة متفشية للأسف الشديد لا تقل ضررا على الكويت في المدى البعيد عما قام به صدام كونها تمهد لتكرار الغزو والاختفاء.

لقد شهدنا في الفترة الأخيرة بروز الشيخ مشاري الخراز وكذلك بروز ابنة الكويت د.ابتهال الخطيب والاثنان يستحقان وبحق الدعم والنصرة والتأييد، لا الهجوم والتحبيط للشيخ الخراز او الطعن بالدكتورة ابتهال وتحريف أقوالها وأنا العالم بحسن تربيتها على يد والديها الكريمين اللذين أعرفهما منذ زمن بعيد.

أثناء زيارتي للسعودية التقيت وسمعت بإعلاميين وأدباء وشعراء بارزين كاللواء الشاعر خلف هذال والكاتب محمد الرطيان وسليمان الفليح ومثلهم الشعراء فهد عافت وسامي المانع وجميعهم ممن ولدوا وعاشوا في الكويت ولو كنا نحرص على المبدعين والبارزين لكنا جنسنا أمثال هؤلاء الأفاضل الذين يعتبرون وزارات اعلام متنقلة قائمة بذاتها الا اننا للأسف تركناهم وفتحنا الباب واسعا لغيرهم.

وضمن اجابتي عن سؤال لمذيع القناة الثقافية عن مغزى مقالتي «قصيبين وربعيين» ذكرت له حقيقة ان المبدع د.غازي القصيبي دُعم من بلده وظل يسخر كفاءته الاستثنائية لخدمتها حتى أعياه المرض هذه الأيام ـ شافاه الله ـ بينما أهمل مثيله المبدع د.أحمد الربعي ولم تستغل قدراته حتى وافته المنية رحمه الله، ويمكن في هذا السياق المقارنة بين الفنانين محمد عبده وطلال مداح والماجد وعبدالمجيد وامثالهم الكويتيين شادي الخليج ومصطفى احمد وعبدالمحسن المهنا وصالح الحريبي ممن تعرضوا كذلك للمحاربة بدلا من التشجيع، والاهمال بدلا من الاهتمام، والحال كذلك عند مقارنة اللاعبين ماجد عبدالله وسامي الجابر واقرانهم الكويتيين، والفنانين القصبي والسدحان ومن سبقهم من كويتيين مخضرمين امثال سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا.

وفي الأردن ـ محدود الموارد المالية ـ تم تطبيق قانون «تفرغ المبدعين» حيث تتكفل الدولة برواتبهم مع اعطائهم تفرغا كاملا لأعمالهم وهو امر مطبق بأشكال مختلفة في الدول الأخرى، حيث تستقطب الجامعات الاميركية مبدعي العلوم والرياضة وتتكفل بدفع مصاريفهم، وفي مصر طبقت تلك النظرية عبر تسجيل المبدعين امثال نجيب محفوظ وغيره في الصحف القومية مع التفرغ التام للعمل الابداعي حتى عرفوا وحصدوا أعلى الجوائز لبلدهم.

وقد كانت الرياضة الكويتية في أوج مجدها عندما ابتدعت فكرة التوظيف الصوري للاعبين وتفريغهم للرياضة وتأخرنا عندما بدأنا نطلب منهم ان يمارسوا اعمالهم حتى المساء ثم يقوموا باللعب بعد ذلك فخسرنا الاثنين اي لا عمل ولا ابداع رياضي، ان الكويتي بحاجة لتخصيص مدارس للمبدعين الصغار ودعم وتفريغ المبدعين الكبار وسن تشريعات لا تكتفي بدعمهم بل بمحاسبة من يحاربهم ودون ذلك قد نختفي في يوم بعيد دون ان يشعر العالم باختفائنا.

آخر محطة:

(1) توجه الشيخ المبدع مشاري الخراز لمحلات «اليوسفي» لشراء شاشات عرض كبيرة توضع في المسجد الكبير إبان إلقاء أحاديثه ومواعظه، لما علم ان سعرها يتجاوز 80 الف دينار أحجم عن الشراء الا ان القائمين الخيرين على تلك المؤسسة وتشجيعا له قدموها مجانا وهكذا يترجم حب الكويت وتشجيع المبدعين وإلا فلا.

(2) بلدنا هو الوحيد في التاريخ الذي يشتكي فيه مر الشكوى المبدع والمخلص والكفؤ الأمين ويسعد به الآخرون ممن هم غير ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سامي النصف

«اللاتشريع».. واستجوابات على الهوية

انتهى استجواب «الاعلام» لتبدأ على الفور عملية نسج خيوط استجوابين جديدين «مالقين» لـ«المالية» و«التجارة» لا على تجاوزات فيهما او لاصلاح اعوجاج قد حدث، بل لتصفية حسابات شخصية ـ كالعادة ـ واكمال نهج الاستجوابات على الهوية التي يستفيد البعض منها ماليا وشعبيا بنسبة «مية بالمية»!

هل يعقل ان تصبح خيارات الشعب الكويتي هي اما «اللاتشريع» في وقت تحتاج فيه خطة التنمية الطموحة لمئات التشريعات الجديدة، واما خلق تشريعات ظالمة مدغدغة يسفك ويسفح خلالها المال العام على ما لا فائدة منه للوطن، وكم في الطريق من تشريعات مدمرة لا مثيل لها في الديموقراطيات الاخرى، نحتاج لتضافر جهود كل الاطراف الخيرة في البلاد من مجتمعات نفع عام وغيرها لخلق تشريع «يحصن» الميزانية العامة للدولة بعد اقرارها وصدورها من كلفة تشريعات ترفع شعارا واضحا كالنار فحواه ومحتواه هو «ارجوك اعد انتخابي، لأملأ جيوبي وجيوب ابنائي واحفادي»!

وفي الجانب الرقابي يوضع الشعب الكويتي بين خياري السكوت مدفوع الثمن عن التجاوزات المالية، وتفعيل الادوات الرقابية وعلى رأسها الاستجواب بطريقة معاكسة تماما للمراد والمقصود منها، وهل سمع احد بفلس احمر استرد بعد عمليات الاستجواب التي تشغل البلاد لاشهر واعوام؟!

كل هذه التجاوزات بوجود كل هذه الاجهزة الرقابية، فماذا لو كان حالنا حال الدول القريبة والبعيدة التي لا اجهزه رقابية فيها؟!

ان المحذور منه اذا ما استمر المسار بهذه الطريقة ان تصبح مشاكل دبي «خلفها» في ضوء ما نسمعه من تسويات وعمليات ضخ مالية في شرايينها الاقتصادية، وهو امر جيد نتمناه للاشقاء الاعزاء هناك، وان تصبح مشاكل الكويت «امامها» ومتضخمة كحال كرة الثلج التي كلما سمحنا لها بالتدحرج والاستمرارية كبرت حتى يصبح من الاستحالة التعامل مع اضرارها في وقت لاحق، الكويت بحق تستحق خيارات ومسارات خيرا من التسخينات السياسية المتلاحقة.

آخر محطة:

 1 – حكاية حقيقية يرويها لي صديق اعلامي عزيز، بعد ان ضاق بعمليات التضييق على مؤسسته الاعلامية في الكويت زار دولة قريبة يسألهم عن امكانية العمل من هناك، خصصت للزميل مرافقة اجابته بالتالي «اذا كانت لديك رخصة اعلامية فالمكاتب وخطوط الاتصال مفتوحة وتستطيع ان تعمل وموظفوك بعد ساعة، اما اذا لم تكن لديك رخصة فالقضية ستحتاج الى وقت». شعر الزميل بالاحباط وسألها «كم من الوقت؟! يعني اجيكم بعد 6 اشهر او عام؟» وكانت الاجابة من المرافقة «بعض الوقت يعني ان تكون الرخص والمكاتب جاهزة الساعة 12 غدا».

2 – للمعلومة، احتاج افتتاح فرع بنك الخليج في منطقة اليرموك لما يقارب العامين من الموافقات والرخص ولايزال لا يضع لوحة للاعلام عن وجوده كونه يحتاج لعامين آخرين من الموافقات للسماح بها!

سامي النصف

لحياة أفضل

في البدء التهنئة القلبية للصديق الإعلامي سعود السبيعي ولأختنا الفاضلة فجر السعيد على زواجهما الميمون، وعقبال مائة سنة من الحياة الرغدة والسعيدة، وشهر عسل هانئ بعيد عن مطابخ الإعلام والأخبار.

مقال اليوم هو خلاصة ترجمة لخبرين صحيين قام بهما الزميلان فهد الاحمدي ود.عبدالله الفايز حول بعض الامور التي تستحق الالتفات لها حتى يمكن لنا الحفاظ على الصحة الجيدة لأطول فترة ممكنة من حياتنا بعيدين عن الأمراض التي لا يشعر بوطأتها إلا من يكابدها.

المعلومة الاولى وردت في مجلة «الريدرزدايجست» الشهيرة حول أفضل 20 طعاما صحيا يجب ألا تخلو منها وجبتك اليومية وهي بالتسلسل حسب ما أورده الاحمدي: الافكادو ثم البقوليات كالفاصوليا والفول ثم التوت والبروكولي والجزر والشوكولاتة السوداء والثوم والجزر الحلو والبذور والحليب خالي الدسم الذي يعتبر غذاء متكاملا لانسان.

بعد ذلك تأتي المكسرات التي تخفض مستويات الكوليسترول، والشوفان وزيت الزيتون وعصير العنب الأحمر وسمك السالمون لمحتواه العالي أوميغا 3، تتلوه فول الصويا والفاصوليا الخضراء والسبانخ والشاي والقمح الكامل أو الأسمر، وفي المركز العشرين الروب أو اللبن الزبادي.

الدراسة الثانية كما ذكرها د.الفايز تظهر ان هناك قاتلا خفيا يختبئ في منازلنا وهو البكتيريا والجراثيم السامة، وخطورتها انها تضعف مقاومة الجسم بشكل كبير وتجعله عرضة للأمراض الخطيرة، وتتواجد البكتيريا في الثلاجات والافران وحول الاطقم الصحية في المرافق العامة، لذا ينصح خبراء الدراسة بتغيير السليكون في البيت كل 6 أشهر لمنع تكاثر تلك المخلوقات الضارة.

ومما أتى في تلك الدراسة أن «الدوش» القوي وما يخرج منه من مياه مضغوطة هو أحد مصادر الخطر الكبرى كونه يدفع بالبكتيريا المتراكمة في أنابيب المياه الى رأس وجسد الانسان، ومن أعراض الإصابة الدائمة بتلك البكتيريا والجراثيم تفشي أمراض الصدر والسعال الجاف وضيق النفس والشعور بالتعب، كما ينصح بالتنظيف الدوري لفلاتر الهواء والمياه ومجرى هواء التكييف وإخراج الملابس المخزنة لفترة طويلة قبل أن تمتلئ بالعفن والجراثيم.

آخر محطة:

(1) بسبب الخوف من انفلونزا الخنازير، اعتنى الناس بصحتهم وتنظيف أيديهم، مما أدى الى نتائج مذهلة في خفض عدد الاصابات بالانفلونزا العادية والامراض العامة، لذا فلنبق تلك العادات الصحية الجيدة.

(2) اللغط الدائر حول وفاة المرحوم فيصل الحسيني يجب أن يتوقف، فمن لديه شك في موته أو حتى موت عرفات بالسم أو غيره فله أن يطلب تشريح الجثتين، فإذا ما اتضح ان الحسيني مات ميتة طبيعية أغلق الملف ووجب توقف اللغو المسيء للكويت، وان كان الأمر غير ذلك، فمعروف ان جناحه كانت تحرسه الشرطة الكويتية ورجال أمن الفندق، ومن ثم يصبح المجال الوحيد لإيذائه هو من مرافقيه ممن كانوا يسكنون الجناح الملاصق له والمرتبط معه بممر داخلي «يعني.. لا من شاف ولا من دري»!

سامي النصف

غبار ومطار

دعا الأمير متعب بن عبدالله وفود الجنادرية لحفل غداء على شرفهم يوم الجمعة الماضي، وكان اليوم شديد الغبار حتى تسبب في إغلاق مطار الرياض وتأخر سفر الصديق د.محمد الرميحي، حال الجلوس ألقى الأمير متعب كلمة قصيرة قال فيها «لقد حضرتم هنا لرؤية ومتابعة التراث السعودي، ولا شك أن ما تشاهدونه من غبار هو جزء من هذا التراث»، وكانت لفتة ذكية وطريفة.

وتزامن هبوب الغبار مع فتوى أحد المتشددين بهدم الحرم الشريف فعلق أحد الزملاء في جريدة الوطن السعودية قائلا: إن ذلك المتشدد قد فتح مخه المغلق منذ قرون في ذلك اليوم المبارك لإصدار تلك الفتوى فخرج معها ذلك الغبار المتراكم والذي غطى الأرض والسماء.

ومن الغبار الى المطار واشكالية قائمة هذه الايام في مطار القاهرة الذي نقترح تسميته بمطار مبارك كونه الرئيس «الطيار» الوحيد في تاريخ مصر، تلك الاشكالية بدأت عندما أضيف الى المطار القديم (مبنى 1) المختص برحلات مصر للطيران مبنى جديد (مبنى 2) والذي خصص لشركات الطيران الأخرى الخليجية والعربية والأجنبية.

بعد مدة جدد المبنى «1» فأصبح بالتبعية المطار الجديد وأنشئ به 3 صالات أو مباني (1 و2 و3)، ثم تبع ذلك إنشاء صالة جديدة لمصر للطيران في المبنى الجديد الذي أصبح قديما بالتبعية وسميت بالصالة «3» اضافة الى الصالتين «1 و2» المجاورتين لها في ذلك المبنى، ولم يكن ذلك الأمر تعقيدا بل تم هذه الايام نقل الشركات الخليجية الى صالات المطار القديم الذي أصبح جديدا.

وعليك أن تتصور مشاكل الركاب في معرفة أي من المبنيين عليهم التوجه له، خاصة ان تعريفات «جديد، قديم» لم تعد ذات جدوى، كما ان الاستشهاد بالارقام (المبنى 1، 2، 3) لا قيمة له لتشابهها في الموقعين، لذا فالافضل لو سمي أحد المبنيين ضمن مطار مبارك الدولي باسم رمسيس (فرعوني) على سبيل المثال والثاني باسم إسلامي (المعز) أو باسم أول طيار مصري حتى يتم التسهيل على المسافرين، فقد حزنت وأنا أستمع لزوج وهو يعنف زوجته القادمة لاستقباله بصوت عال كونها لم تعرف أيا من المباني تتجه له.

رغم المليارات التي صرفت لتطوير مطار القاهرة بشكل يدعو للفخر والزهو، الا أن بعض المنغصات الصغيرة (غير الموجودة في أي مطار آخر في العالم) مازالت قائمة وإشكالها انها مرتبطة بأول وآخر انطباع للزائر وهما الانطباعان المهمان، المنغص الاول هو العسكري الذي تنتظر بالدور في السيارة حتى يسألك بعد الوصول عن اسمك ومكان توجهك، الثاني هو تدخل رجل الأمن عند المغادرة بطلب رقم حجزك وإحضار ورقة تثبت ذلك الحجز الذي هو علاقة مباشرة بين الراكب وشركة الطيران في عصر التذكرة الالكترونية والذي يفترض ان توفر الورق، اضافة الى حقيقة ان هناك كثيرين من رجال الاعمال وغيرهم يعتمدون كثيرا، بسبب المتغيرات السريعة، على السفر دون حجز والرهان على الكراسي الفاضية في الطائرة.

آخر محطة:

نشرت صحيفة «المصري اليوم» خبرا على صدر صفحتها الاولى أنشره دون تعليق واليكم نصه: «عاقبت المحكمة الاقتصادية النائب ياسر صلاح عضو الحزب الوطني بالحبس سنتين مع الشغل والنفاذ وتغريمه 50 ألف جنيه بعد إدانته بتهريب 500 هاتف نقال، وقد رفض وزير المالية العضو في نفس الحزب التنازل عن القضية كما يحدث عادة مع المهربين الآخرين وطالب بإحالة القضية للمحكمة الاقتصادية» انتهى.

سامي النصف

الأنبياء بعد خاتم الأنبياء

نشرت صحيفة الوطن السعودية نص الفتوى التي أدلى بها د.يوسف الأحمد بهدم المسجد الحرام وإعادة بنائه لإقرار مبدأ عدم الاختلاط الذي يؤمن به، ومما قاله حرفيا «فما المانع أن يهدم المسجد الحرام كاملا ليكون ضخما بالأضعاف، عشرة أدوار أو عشرين أو ثلاثين دورا».

واضح أن رب العباد، جلّت قدرته، لو أراد منع أداء المناسك بصورة مشتركة، ولا أقول الاختلاط، لأمر ولا راد لأمره، بأن يؤدي الرجال مناسك الحج أو العمرة يوما والنساء يوما آخر، أو أن تؤدي النساء المناسك نهارا والرجال ليلا إلا أنه أمر، وهو العالم بالعالم قديمه وحاضره ومستقبله، بأن تؤدى المناسك في بيته مشتركة بين الخلق كافة، ومخجل أن يوصي أحد وكأن في ذلك الأمر خطأ يجب تصحيحه بإعادة بناء الحرم.

إشكالية الإسلام الكبرى هي في متطرفيه، كونهم يعتبرون وبحق ألد أعدائه حيث يضعون أنفسهم أربابا من دون الله جل جلاله، وأنبياء بعد أن ختمت الرسالة برسول الرحمة صلى الله عليه وسلم، فيحلون بأقوالهم وأفعالهم ما يحرّمه الدين الحنيف (كحرمة الدماء والأموال)، ويحرّمون ما تحلّه (العلوم الحديثة) ويضعون أنفسهم في موضع من يعلم بما لا يعلمه رب العباد أو المزايدة عليه في رحمته ومغفرته، وهناك مئات الأمثلة على ذلك وسأعطي القليل منها للدلالة لا الحصر.

أتى في النص القرآني المنزّل، ولا اجتهاد بوجود النص، أن المرض (دون تحديد، أي قد يكون زكاما بسيطا) والسفر يبيحان الإفطار في رمضان إلا أن بعض أهل الفتوى وبعض أهل الطب المؤدلجين ما ان يسألهم أصحاب الأمراض الخطيرة كالقلب والسكر عن الصيام حتى يأمروهم بالصيام مع علمهم أن ذلك النصح المزايد على رخصة رب العباد قد يؤدي للتهلكة وأنه أمر لا يُقال به قط خارج الشهر الفضيل.

والأمر ذاته عندما يسأل بعض الطيارين المؤتمنين على أرواح المئات عن الصيام في عملهم فيأتيهم الأمر أو الفتوى بأن يصوموا رغم أن الرخصة الإلهية قد أعطيت للراكب من غير ذوي المسؤولية، وفي هذا السياق لم يسن رب العباد أو رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم، عقوبات على غير المسلمين أو المسافرين والمرضى من المسلمين عندما يمارسون إفطارهم علنا بينما زايد المتنطعون والمتشددون في ذلك الأمر وفرضوا العقوبات على المفطرين بعذر وكأنهم يدّعون النقص والقصور في التشريع والدين.

مثل ذلك ما هو معروف من أن الأصل في التشريع هو الإباحة، وان ما لم يحرمه رب العباد، وهو العالم بأمور الدنيا قديمها وحديثها، لا يجوز تحريمه بناء على الأهواء ولإظهار السطوة والكهنوتية، ومن ذلك ما نقرأه كل يوم من مزايدات جاهلة تحرّم كل علم حديث يفيد الإنسان أكرم خلق الله، ثم يتم التراجع دون خجل لاحقا، وينسى هؤلاء الكهنة أن تحريم الحلال قد يكون أكثر ضررا من تحليل الحرام كونه يعطي دلالات على أن هناك قصورا في الدين تم سدّه.

آخر محطة:

(1) أتت آيات رب العباد واضحة بتحريم الدماء والأمر بالدعوة بالموعظة الحسنة، وبعض الكهنة الجدد يستبيحونها ويتبارون في شتم المسلمين بأقبح الألفاظ كوسيلة.. للدعوة!

(2) كان رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم يجهد نفسه لإدخال الناس في الإسلام بينما يتسابق الأنبياء والكهنة الجدد على إخراج المسلمين من الإسلام، فهذا رافضي وذاك ناصبي وهذا صوفي وذاك ليبرالي.. الخ.

سامي النصف

بين عمرو وعمرو

في مطار الكويت وقبل المغادرة للقاهرة جلست اتحدث مع الداعية الرائع عمرو خالد وكان ينتقد ما كتبه احد الكتاب الاسلاميين الكويتيين وعممه على الليبراليين، وقاطعتنا سيدة محجبة كويتية في الخمسينيات من عمرها واوصته بأن يكثر من دعوة الابناء للالتزام بقواعد الدين، مضيفة أنها تقوم شخصيا بإيقاظ ابنائها لصلاة الفجر، وصلت القاهرة واثناء الخروج من صالة الوصول التفت يمينا لاجد تلك السيدة واقفة في السوق الحرة وهي تحمل قناني الاقحواني والمودماني واستغربت بحق من حالة النفاق والتصنع تلك.

في مطار القاهرة وقبل مغادرتي في اليوم التالي للرياض التقيت في القاعة بإعلامي شهير يعمل في قناة تملكها شخصيات سعودية، اطل علينا فجأة زميل اعلامي آخر وسأله «الى الرياض؟!» فأجابه «آه للاسف» ووجدت نفسي في تلك اللحظة في حالة نفور شديد منه لاساءته للبلد الذي تسبب عبر تلك القناة بشهرته وثروته اضافة الى نظرته الاستعلائية للبلد الخليجي الذي يستضيفه، هذا التوجه الغبي كرره مرة ثانية حال الوصول للفندق عندما رفض الذهاب لحفل الافتتاح وحفل العشاء الملكي المصاحب قائلا باستهزاء «روحوا وبلغوني».

وقد رفضت فور انتهاء حفل الافتتاح عمل لقاء ضمن البرنامج الذي يقدمه ويشاركني فيه الزميل عقاب صقر من لبنان، ويخبرني الزميل جورج قرداحي الذي شارك في تلك الحلقة بدلا مني عن كم عدم الاحتراف والطاووسية الفارغة التي سادت الحلقة حيث انفرد المذيع ـ كعادته ـ بالكلام والثرثرة الفارغة ولم يترك شيئا لضيوفه.

احد الجوانب المهمة لمهرجان الجنادرية هو اللقاءات الجانبية التي تعقد بين الاعلاميين والمرجو حسب ما سمعت من البعض منهم ان ينظر في دعوات وزارة الاعلام لزيارة بلدنا بحيث يتم التأكد من التنوع والقيمة المضافة لمن يتم دعوتهم والحرص على متابعة ما يكتبونه ـ او ما لا يكتبونه ـ بعد الزيارة، واعطاء الفرصة للجميع حتى بعض من كان له مواقف ضدنا، فكسبهم خير من ابقائهم على حالة العداء معنا، وقد اشتكى لي اعلامي شهير من اضاعة الكويت له مستشهدا ببيت الشعر العربي «اضاعوني واي فتى اضاعوا».

اعلامي بعثي كان ديبلوماسيا ومسؤولا بارزا في فترة ما قبل 2003 اقر في نقاش معه شهده جمع من الاعلاميين بخطأ عملية الغزو والضم ويدعي ان عزة ابراهيم يقر بذلك ايضا، ويقول الاعلامي ان طارق عزيز وسفير العراق السابق في الكويت عبدالجبار عبدالغني كانا الدافعين والمحرضين ضمن لقاءات قيادات الحزب المغلقة لضم الكويت للعراق، ويضيف انه كان حاضرا للقاء خاص عقد قبل 6 اشهر من الغزو وجه فيه صدام العتب الشديد للاثنين وقائلا لعبدالجبار عبدالغني: «ألست سفيرا في الكويت؟! الا يعني هذا اعترافنا بها كدولة مستقلة؟ ان عليك التوقف عن مثل هذه الدعاوى»، ويبدي استغرابه من التحولات التي حدثت بعد ذلك في فكر صدام! واضح ان البعثيين شديدو الاختصاص في عمليات الخداع والكذب والغدر حتى على بعضهم البعض وتلك القصة خير دليل على ذلك.

سألت الكاتب الانجليزي الشهير باتريك سيل عن كيفية كتابته لحادثة سجن تدمر التي ذكر ان قوى سرايا الدفاع التابعة لرفعت الاسد قامت بها وذلك ضمن كتاب «الاسد» الذي أرخ بدقة شديدة لحياة الرئيس الراحل حافظ الاسد، يقول سيل ان رفعت الاسد رفع عليه العديد من الدعاوى حتى كاد يبيع منزله لسداد كلفتها وقد طلب منه كشرط للتنازل، ان ينفي تلك الحادثة وان يضع في النسخة الجديدة للكتاب ان نسبه يرجع للخليفة يزيد بن معاوية كوسيلة لحصد تأييد السنة الذين خسرهم بسبب حادثة سجن تدمر، نحمد الله على وصول الرئيس الشاب د.بشار الاسد للحكم ويده نظيفة من دماء الابرياء.

آخر محطة:

الاعلامي الفارغ السابق ذكره هو وصمة عار بحق في جبين الاعلام العربي وحتى الدولي حيث يوجد على «اليوتيوب» مقطع يقوم خلاله باستقبال مكالمة من الخرطوم عقب انتهاء مباراة الفريقين الشقيقين مصر والجزائر، يدعي المتصل الكاذب خلالها ان المصريين يقتلون هناك من قبل الجزائريين وبدلا من التحقق يصرخ من معه في البرنامج داعيا الشعب المصري الطيب لاخذ الثأر عبر «قتل» الجزائريين الابرياء الضيوف على مصر، هل سمع احد بدعوة عنصرية وحض على القتل على الهوية كهذه؟! ما قاله صاحبه ولم يجد اعتراضا منه به عودة لعصور الابادة الجماعية ولا حول ولا قوة الا بالله.

سامي النصف

ضرب الرصاص وهدم المسجد الحرام

أحضر هذه الأيام احتفالات اليوبيل الفضي لمهرجان الجنادرية (مرور 25 عاما على بدء أنشطته في قرية الجنادرية القريبة من الرياض)، وقد تميزت احتفالات هذا العام عن الأعوام السابقة التي حضرت البعض منها، بعدد الضيوف ووفرة الندوات والأنشطة وتنوعها، وتميز اوبريت «وحدة وطن» الذي افتتح به المهرجان يوم الأربعاء الماضي بعد حفل عشاء للوفود حضره خادم الحرمين الشريفين وملك البحرين.

وتتخذ ندوات المهرجان هذا العام شعار «عالم واحد.. ثقافات متعددة»، وهو شعار المرحلة للمملكة الذي يقوم على «الحوار» لا الإلغاء او العداء في الداخل والخارج، وتشارك في الحوارات والندوات 400 شخصية عالمية وعربية وخليجية، اضافة الى ست جامعات سعودية، والنادي الأدبي في الرياض الذي حصد عضوه الأديب والشاعر عبدالله ادريس جائزة المهرجان، اضافة الى عدد من المفكرين الفرنسيين بعد اعتبار فرنسا ضيف شرف الاحتفال عقب استضافة روسيا وتركيا كضيفي شرف في احتفالات سابقة.

قبل اول من امس الخميس ابتدأت اولى الندوات وكان عنوانها «رؤية الملك عبدالله للحوار والسلام وقبول الآخر»، وقد رأس الجلسة وزير الإعلام السعودي د.نزار مدني، وشارك فيها العشرات من المفكرين والساسة العرب والأجانب، وتقدم البعض خلالها بمقترح مخاطبة لجنة نوبل للسلام لمنح خادم الحرمين الشريفين جائزة السلام، لدوره الفاعل في تفعيل الحوار وإحلال السلام في قضايا العالم المختلفة.

ومن ذلك مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله وتبناها العرب في مؤتمر بيروت (عام 2002)، ووساطته لحل قضية لوكيربي (عام 99) وحل النزاع الحدودي بين السعودية واليمن (عام 2000) وتبنيه لاتفاق السلام بين السودان وتشاد (عام 2005) واتفاق مكة بين الفرقاء الفلسطينيين (عام 2007) والمصالحة الوطنية الصومالية (2007) وجهوده المستمرة للتقريب بين الفرقاء اللبنانيين (ورقة قدمها الوزير غازي العريضي) ودوره الإيجابي في المصالحة العربية التي تمت في قمة الكويت (2009).

ومن الندوات المقامة «السلفية.. المفهوم والتحولات» و«الأزمة المالية والاقتصادات الوطنية» و«القدس في ضمير العالم» و«الإعلام السياسي العربي، الحرية والمسؤولية» و«التنمية ومحاربة الفقر» و«الرواية السعودية.. مقاربات نقدية»، اضافة الى 17 فعالية ثقافية مختلفة.

من ضمن ما أتى في الأوبريت الرائع «وحدة وطن» الذي كتبه الشاعر ساري ولحنه ماجد المهندس وناصر الصالح وغناه كل من محمد عبده وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وعباس ابراهيم وخالد الجيلاني والفنانتين يارا وفدوى المالكي، الاتي: «من لبس ثوب الديانة غدر وارهاب وخيانة، ومن قتل نفس بريئة ظالم ونفسه دنيئة، دونه سيوف جريئة ما يطفي نورنا، الجواب أغنى سؤال الطموا خشوم الضلال، لا مساس ولا خلاص بيننا نار تلظى بيننا ضرب الرصاص»، الأوبريت اعلان حرب على الإرهاب المدمر سافك دماء الأبرياء.

آخر محطة:

تصدر صفحات الصحف السعودية ليوم امس الجمعة الرد على دعوة «الداعية» يوسف الأحمد عضو هيئة تدريس سابق في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لهدم المسجد الحرام (تزامنت دعوته مع محاولات هدم المسجد الأقصى) وإعادة بنائه لمنع الاختلاط فيه، السؤال: ماذا لو كانت تلك الدعوة قد أتت من ليبرالي او علماني عربي او غربي؟! متطرفو الإسلام أكثر ضررا عليه في الماضي والحاضر آلاف المرات من ألد أعدائه، وتلك هي الحقيقة الجلية.