سامي النصف

أفكار باردة تحت شمس حارقة

الذي يشتكي حرارة الطقس هذه الايام عليه ان يعلم انه ليس من يعاني في حقيقة الامر من اللاهوب بل الضحية هي «الكمبورسرات» الكفيلة بخفض درجة الحرارة مهما ارتفعت سواء كانت في الثلاثينيات أو الخمسينيات لا فرق الى العشرينيات لراحتنا في البيوت واماكن العمل ووسائل النقل، وشمس وحرارة في النهاية خير الف مرة من الزلازل والبراكين والاعاصير والفيضانات وحتى الثلوج.

والذي يشتكي انقطاع الكهرباء لساعة او ساعتين عليه ان يتذكر دولا اخرى لا يوجد لديها كهرباء، وقد شاهدت مؤخرا في العراق وقبل ذلك في دول عربية اخرى اسلاكا رفيعة تمتد كشبكات العنكبوت لاعمدة النور لامتصاص الكهرباء منها وهو ما بالكاد يكفي للاضاءة الجزئية في البيوت، فأين معاناتنا المؤقتة من معاناتهم الدائمة؟!

من بعض المسلمات في قضية الكهرباء انها قضية متراكمة وليست امرا استجد مع وصول قيادات الوزارة الحالية، كذلك من الضرورة بمكان الا ندخل الانتماءات الخاصة في القضايا العامة، وعليه فلينتقد الوزير من يريد وليدافع عنه من يريد كذلك دون ان ندخل انتماءه القبلي او العائلي او الطائفي في مثل تلك القضايا العامة و… عيب!

مهم جدا ان تذهب قيادات وزارة التربية لاحد اكثر البلدان تطورا في مجال التعليم ونعني سنغافورة للتعلم منها ونقترح ان يمر الوفد الوزاري في طريق عودته باحدى الدول الخليجية ليرقب عن كثب تجربة «المدارس المستقلة» الواعدة التي توفر بها الدولة المباني للمدارس وتمنحها الاستقلالية في اختيار المناهج القريبة من مناهج المدارس الاجنبية، فالمجتمعات لا تتطور عبر القلة القليلة من خريجي المدارس والجامعات الخاصة، وفي هذا السياق نرجو ان يتم تدريس مادة الطباعة التي لا غنى لمستخدم الكمبيوتر عنها منذ المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية.

آخر محطة:

(1) قرار كتلة العمل الوطني تأجيل او الغاء الاستجواب الرياضي قرار حكيم يصب في مصلحة البلد الذي ملّ شعبه عمليات التسخين السياسي، ويرجع العمل السياسي لاهدافه الحقيقية وهي حصد العنب لا استقصاد الناطور.

(2) قابلني ظهر أمس وطلب مني ما سمعته قبل ذلك من الزميل ماضي الخميس وهو اقتراح الحلول لمشاكل التعليم والصحة والكهرباء.. الخ لا الاكتفاء بالنقد والشكوى المتواصلة.

سامي النصف

قليل من الرياضة وكثير من الحر

استجابة لتعليق احد القراء الافاضل على مقال سابق وطلبه ان نلجأ للمواضيع الخفيفة للمساعدة على تحمل ثنائية الحر الوافر والكهرباء القليلة قررنا تخصيص مقال اليوم عن بطولة كأس العالم التي شغلت العقول ووحدت اهتمام رجال الاسكيمو في اقصى شمال الارض بالقرب من منزل الجدة الجميلة سارة بالين ورجال الربع الخالي في جنوب المملكة.

وقد نفهم ـ او لا نفهم ـ عدم قدرة فريقنا على الوصول لكأس العالم ولكن لماذا لم نر حكما او محللا او معلقا رياضيا كويتيا ضمن تلك الأنشطة المثيرة؟! كذلك لماذا لم نشهد علما كويتيا واحدا وسط اعلام الجماهير التي ملأت الملاعب رغم وجود مئات او آلاف المشجعين الكويتيين هناك؟ ارجو الا تجعلنا الاخفاقات والاحباطات نخجل من علم بلدنا.

العالم يتنافس وبروح رياضية على البطولات والكؤوس في الملاعب ونحن نحيل الرياضة الى صراعات سياسية لا تنتهي نستعين فيها بالغريب على القريب، ونخرج منها دائما وأبدا صفر اليدين وبخسارة فادحة للمتنافسين وقبلهم للكويت، وفي هذا السياق نرجو الا يقحم اسم القيادة السياسية في اي جهد قبل ان يكتب له النجاح المضمون عبر الرحلات المكوكية والوساطات المستحقة.

بدأت بطولة كرة القدم للهواة عام 1914 وفي عام 1920 شاركت بها مصر و13 دولة اوروبية فقط وفازت بها بلجيكا، وفي عامي 1924 و1928 فازت بها الاورغواي، كما فازت نفس الدولة بالبطولة الرسمية الاولى التي اقيمت عام 1930، وفي الدورة الاولمبية عام 1932 رفضت الدولة المستضيفة وهي الولايات المتحدة ادخال كرة القدم بها لعدم شعبيتها مما جعل الفيفا يعمد لفصلها عن الاولمبياد ويعلن اقامة بطولة عام 1934 في روما بإيطاليا الفاشية.

وقد شاركت في تلك الدورة 15 دولة بدلا من 16 نظرا لاحتلال المانيا النازية للنمسا وقد فاز بالبطولة فريق موسوليني، كما حل فريق ألمانيا النازية بالمركز الثالث، وقد اقيمت البطولة الثالثة عام 38 في فرنسا فاحتلها هتلر ثم قرر اكمال بطولتي عامي 42 و46 بالجيوش والاساطيل والدبابات والطائرات بدلا من كرة القدم مما تسبب في توقفهم واستخدام الولايات المتحدة للكرة الذرية للفوز الساحق بتلك البطولة الدموية التي شاركها الفوز بها ستالين بعد ان ضحى بـ 20 مليونا من الجمهور واللاعبين.

من طرائف البطولة وفي غياب النقل بالطائرات اضطر جمهور ولاعبو الفرق الاوروبية لمغادرة أوروبا شهرين قبل بدء بطولة عام 1930 في الاورغواي وقد فاز البلد المضيف بالكأس المسماة آنذاك بكأس «جيوليوس ريميه» على اسم رئيس الاتحاد وقد سرقت الكأس للمرة الاولى عام 1966 من انجلترا بعد فوزها بها ووجدها كلب يسمى بيكل «الطرش» مدفونة تحت احدى الاشجار، وقد فازت واحتفظت البرازيل بتلك الكأس عام 1970 الا انها سرقت منها في ريو عام 1983 ولم تسترد قط لذا قامت البرازيل بعمل كأس شبيهة لها من صناعة تايوان ولازالت تحتفظ بها بدلا من الكأس الاصلية، وللمعلومة كانت الفرق المشاركة 16 فريقا حتى عام 1982 وعندما زيدت الى 24 فريقا مما اتاح الفرصة لدخول الكويت، ثم زيدت عام 1998 الى 32 فريقا، كما زيدت نقاط الفوز عام 1994 من نقطتين للفائز بالمباراة الى 3 نقاط لتشجيع اللعب الهجومي، كما قدم الفريق الثالث الذي يحصل على نقاط واهداف اكثر في مجموعته على الثالث في المجموعات الاخرى.

آخر محطة: بدلا من الاكتفاء بالبكاء على الكهرباء، هل حاول احدنا اطفاء بعض المكيفات بالبيت او رفع مؤشر درجة الحرارة؟! وهل قلل احد استهلاك المياه عبر ترشيد عمليات غسيل السيارات والاحواش ورش الزرع؟! نرجو ذلك.

سامي النصف

قطر 2022

في البدء العزاء الحار لآل الصباح الكرام في وفاة المرحوم الشيخ باسل سالم الصباح، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

سجلت في قطر حلقة جديدة من برنامج «الاتجاه المعاكس» كان طرفها الثاني الدكتور المهندس سفيان التل الذي يحمل صفة اول مهندس اردني، كما كان زميل دراسة في منتصف الخمسينيات للرئيس الراحل ياسر عرفات، وقد دافعنا عن الانجاز الخليجي امام دعاوى انه انجاز حجر لا بشر، حيث رأيت انه انجاز بشر وحجر يقابله تدمير «الثورجية» للبشر وهدمهم للحجر ضمن حروبهم العبثية، واترك تفاصيل الحلقة لحين بثها.

 

وتعيش الشقيقة قطر هذه الايام نهضة حضارية وعمرانية غير مسبوقة يسعد بها كل قطري وخليجي، فهناك ما يقارب 200 فعالية رئيسية تستضيفها الدوحة ـ عاصمة الثقافة العربية ـ هذا العام، ويمكن متابعتها عبر الدخول لموقع www.dohaevents.org ثم حضور ما يثير اهتمامك منها.

 

وتقوم قطر بحملة عالمية تستحق الدعم لاستضافة كأس العالم 2022 ونجزم بعد تجربة آسياد 2006 المذهلة، والتي شارك فيها للمرة الاولى 45 بلدا آسيويا، بأنهم قادرون وحدهم على مثل تلك الاستضافة وابهار العالم بها، وهو امر ان تم فسيطيل رقاب الخليجيين بين الامم الأخرى، وان كان لنا في هذا السياق مقترح صغير نرجو النظر فيه.

 

فرغم الامكانيات البشرية والمادية الضخمة لليابان الا انها أشركت معها كوريا في استضافة بطولة كأس العالم لعام 2002 التي اقيمت في شرق القارة الآسيوية، ويمكن لقطر بالمثل وحسب المقترح ان تشرك معها دولة الامارات في مشروعها الواعد لاستضافة كأس العالم، ولتلك المشاركة الاماراتية مزايا عدة منها:

1) انها ستسد دعاوى قلة عدد السكان والمشاهدين، حيث ستقام نصف المباريات في ابوظبي ودبي ومن ثم ستمتلئ الملاعب طوال الوقت بالجمهور.

2) الاستفادة من القدرات المالية لدولة الامارات والسمعة السياحية الطيبة لامارة دبي لجلب المشاهدين والسائحين.

3) الاستفادة كذلك من قدرات شركتي الاتحاد والاماراتية للطيران في احضار الجماهير الغفيرة من مختلف أصقاع العالم للبلدين بدلا من الاكتفاء بجهود وخطوط شركة الطيران القطرية وحدها.

4) غني عن القول ان القدرات المالية والفنية والمعمارية لدولة الامارات ستمكنهم من بناء ملاعب ومنشآت رياضية حديثة مطابقة للرؤية القطرية، كما ان السعة الفندقية لابوظبي ودبي وباقي الامارات ستمكنهم من استيعاب اي اعداد جماهيرية قادمة، كما يمكن التحرك الجماهيري بسهولة ويسر بين البلدين بالطائرات او السيارات او حتى القطارات التي يمكن انشاؤها.

5) تحويل جهد قطر الطيب لاستضافة المونديال الى جهد خليجي جماعي سيساعد قطعا على تحويل الحلم القطري الى حقيقة واقعة.

* * *

آخر محطة: كتبت اواخر التسعينيات أطلب ان نوقف الصراعات الرياضية لنحصد ما نحصد من البطولات الآسيوية وتمثيل آسيا في كأس العالم، حيث تنبأت بأن المارد الاصفر ممثلا في دول شرق آسيا قد استيقظ وسيحتكر تمثيل القارة في البطولات المستقبلية، وهو ما يحدث هذه الايام مع تمثيل اليابان وكوريا ج، وكوريا ش لآسيا في المونديال و..راحت علينا!

سامي النصف

الكهرباء.. «كلاكيت للمرة المية»!

ضمن درجات حرارة خمسينية لا مثيل لها في مكان آخر على سطح الأرض، انقطعت الكهرباء عن منطقتنا الساعة 9 مساء يوم الاثنين، ويفترض في حالات كهذه ان تفتح الوزارة المعنية عشرات الخطوط الهاتفية لطمأنة الناس وابلاغهم ما اذا كان العطل مؤقتا أم دائما حتى يرتبوا أمورهم وخاصة للأطفال وكبار السن.

ما حصل هو العكس تماما لذلك المتطلب الانساني، فقد رفعت طوارئ المنطقة سماعة الهاتف منذ اللحظة الأولى للانقطاع وبقي الخط مشغولا إلى ما بعد الساعة الثانية عشرة عندما وصلت اول سيارة طوارئ لتعمل في محول المنطقة وتعيد الكهرباء للبيوت التي تحولت الى أفران قريبة من أفران النازية إبان الحرب العالمية.

وتتجاوب الدول المتقدمة مع ما يقال ويكتب في وسائل الإعلام لذا تقل مشاكلها مع كل صباح تصدر فيه صحفها التي تقترح الحلول لما تواجهه الشعوب من مشاكل وتأخذ الجهات المعنية ما يصلح من تلك الحلول، ويتميز بلدنا عن الآخرين بتبني سياسات «عمك أصمخ» و«الحقران يقطع المصران» ويتغنى مع الراحل عرفات باهزوجة «يا جبل ما يهزك ريح».

حل مشاكل انقطاع الكهرباء والماء، والاثنان للعلم هما أغلى وأندر ما تملكه الشعوب من ثروات، لا يتم بإنشاء المزيد من المحطات التي ستلوث البيئة وتضيع علينا مداخيل مئات آلاف براميل النفط يوميا والتي ستستخدم لتوليد الكهرباء بدلا من بيعها وتحصيل أموالها، كما ان الحل لا يتأتى من عمليات الترشيد الاعلانية اذا لم يصاحبها نظام متطور يجعل المواطن والمقيم يدفع كل منهما ثمن ما يستهلكه من كهرباء وماء حتى لو رُفع راتبه مقابل رفع أسعار تلك السلع الحيوية.

ان المطلوب هو التحديث «الفوري» لعدادات الكهرباء والماء التي يمكن ان تعمل عن بعد، وتسليم توصيل تلك الخدمات وتحصيل أموالها لأيدي شركات مساهمة تطرح للاكتتاب العام مع فرض وجود عدادات على كل وحدة سكنية حتى لو كانت ضمن البيت الواحد، فليس هناك ما هو أدعى للاسراف من الا يدفع المستهلك ثمن استهلاكه، ان أمورا كهذه لو طبقت ستوفر 50% من الاستهلاك الحالي.

وستتحول البيوت الجديدة بالتبعية من نظام التكييف المركزي الذي يكيف منازل وقلاعا بأكملها لأجل اراحة شخص او شخصين يسكنان المنزل الى نظام تكييف الوحدات المنفصلة التي تبرد فقط المكان الذي يسكنه الانسان، كما ستتوقف على الفور آلاف انهار المياه العذبة التي تخرج من البيوت كل صباح على أيدي الخدم لتصب كالشلالات الهادرة في المجاري ..و«الحديث ذو شجون».

آخر محطة: العزاء الحار لآل القصار الكرام في وفاة الزميل عادل القصار غفر الله له، والعزاء الحار للزميل احمد الديين في وفاة المرحومة والدته، للفقيدين الرحمة والمغفرة ولأهلهما وذويهما الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سامي النصف

شيء من الاقتصاد

حتى بداية الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975، كان سعر الدينار الكويتي يعادل 7 ليرات لبنانية، وكان الامر مرشحا لتعادل سعر صرف العملتين خلال 5 سنوات (اي دينار كويتي = ليرة لبنانية، بدلا من دينار = 5 آلاف ليرة حاليا) نظرا للهبوط الشديد في اسعار النفط بالثمانينيات في وقت كان يفترض فيه ـ لو لم تقم الحرب الاهلية اللبنانية ـ ان يرتفع معدل الدخل في لبنان بسبب تدفق اموال «البترودولار» الخليجية والعراقية والايرانية الى ما يقارب الدخل في سويسرا وسنغافورة المشابهة اوضاعها للاوضاع اللبنانية.

 

ومع تسلم صدام الحكم اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات، كان سعر الدينار العراقي يساوي الدينار الكويتي، بل اصبح قبيل شنه الحرب على ايران يعادل دينارا كويتيا ومائة فلس (بدلا من دينار كويتي = 5 آلاف دينار عراقي حاليا)، وفي كلتا الحالتين اللبنانية والعراقية تسببت الاوضاع السياسية غير الحكيمة في تدمير تام للاوضاع الاقتصادية، مما يدل بشكل قاطع على ان معدلات وجود التعقل والاتزان في الدول اهم كثيرا من وجود الثروات الطبيعية كالنفط والمياه والمعادن والاجواء المناخية المناسبة والمزارات السياحية.

 

في عام 2001، لم يكن سعر اونصة الذهب يزيد على 255 دولارا، الا انه ارتفع بشكل متواصل خلال السنوات العشر الماضية الى ما يقارب 1250 دولارا حاليا متخطيا بكثير عوائد ودائع البنوك والاسهم والاراضي والسندات.. الخ. ويعتقد البعض ان السعر قد يرتفع الى ما يتجاوز 2000 دولار للاونصة خلال المدة المقبلة (والله اعلم) لسبب بسيط هو اكتشاف كبار الاقتصاديين ان اغلب دول وبنوك وشركات العالم الكبرى هي مفلسة بالفعل ولا تساوي شيئا بالمفهوم الاقتصادي الحقيقي، وان العملات الرئيسية في العالم لا تساوي في حقيقة الامر الورق الذي تطبع عليه وهو ما يعيد إلى الاذهان ما حدث في المانيا بعد الحرب العالمية الاولى عندما قامت بطباعة المارك لتسديد ديونها دون غطاء ذهبي مما جعل عملتها تنهار خلال سنوات قليلة (1918 ـ 1924) من دولار = 8 ماركات الى دولار = 4.2 مليارات مارك، واصبح على الالماني ان يحضر معه عربة مليئة بالماركات ليشتري ربطة خبز.

 

ولا يكفي الاقتصاد العالمي مرارة وقوع ازمة عالمية غير مسبوقة في التاريخ ولا افلاس او تعثر اكبر البنوك والشركات العظمى كسيتي غروب وميريل لينش وغولدمان ساكس وشركتي العقار فان مي وفريدي ماك وشركة التأمين الاميركية العريقة حتى اضيف لها هذه الايام شركة طاقة كبرى انخفض سعر سهمها من 62 دولارا الشهر الماضي الى 29 دولارا هذه الايام بسبب المشاكل البيئية التي تسببت فيها.

 

ما سبق هو ارضية جيدة لتذكير بعض مشرعينا بأن يتوقفوا عن دغدغة المشاعر بعمليات الهدر المالي والتي اذا اضحكت شعبنا اليوم فإنها ستبكيه قطعا في الغد، فما يصرف لن يعود قط، ولا يمكن لدولة مثل اليونان على سبيل المثال ان تدعو شعبها لاعادة ما اخذه كوسيلة لسد عجز الميزانية، لذا فاتقوا الله في شعبنا الطيب ولا تبيعوه احلاما تتحول عند الصباح الى كوابيس مرعبة.

 

آخر محطة: 1 ـ لدينا في الكويت خبرة متراكمة تقارب 60 عاما في الاستثمار المالي في الاسواق العالمية كبديل وحيد للنفط، حيث لا نملك بدائل صناعية او زراعية او خدماتية كالدول الاخرى وتلك الخبرة المالية والاستثمارية سابقة لخبرات دول اخرى مثل اليابان والصين وكوريا والدول الخليجية والاوروبية الاخرى التي لم تملك فوائض الا في السنوات الاخيرة، فهل احسنا الاستفادة من تلك المتغيرات الدولية عبر الدخول والخروج والشراء والبيع في الوقت المناسب؟ نرجو ذلك.

2 ـ هل نحن مستفيدون وملتزمون بما جاء في رؤية الكويت 2035 وخطة التنمية وتقرير لجنة الكويت الوطنية للتنافسية؟ واذا لم نقم بذلك فما فائدة تلك الدراسات والمعلومات التي تحتويها؟!

سامي النصف

الموت في غزة والإبادة في صبرا

الصور العادية بألف كلمة، أما التقرير الوثائقي المصور فيغني في رأيي عن مائة ألف كلمة، قامت الإعلامية البريطانية الشابة سارة والمصور البريطاني جيمس ميللر (33 عاما متزوج ولديه طفلتان) بتصوير حي للأوضاع المأساوية في غزة عبر المكوث هناك لأشهر عديدة والتقاء الأطفال والنساء، وبعد النهاية المأساوية التي جرت لهما تم عرض الفيلم المسمى «Death in Gaza» على قنوات عالمية واسعة الانتشار، كما حاز الفيلم عدة جوائز عالمية.

يبدأ الفيلم بلحظة تفجير سيارة مسؤول فلسطيني ومن معه، ونرى الأطفال الصغار وهم يساعدون في لمّ بقايا جسده المتناثرة، فهذا طفل يلتقط إصابع وذاك رأسا وثالث أمعاء.. الخ، كما يلتقي الفريق الإنجليزي بالطفلين أحمد ومحمد اللذين يعملان مع المقاومة الإسلامية ويبديان رغبتهما الشديدة في الاستشهاد والموت بدلا من الحلم بالحياة، كما نتابع عملية استشهاد الطفل أسامة الشاعر الذي لا يزيد عمره على 14 عاما.

كما يلتقي سارة وجيمس بفتاة فلسطينية عمرها «16 عاما» وشقيقتها الصغيرة وقد استشهد لهما 8 من الإخوة والأقارب المباشرين، والفيلم الوثائقي شديد الحزن والتأثير على المشاعر الإنسانية ولا يمكن لمن يشاهده إلا ان يتعاطف مع الأوضاع القائمة في غزة والقطاع، كما يلتقيان بأمهات فلسطينيات يطالبن بإنهاء الأوضاع المأساوية حيث يتوقعن في كل مرة يخرج فيها أبناؤهن وأطفالهن ان يصل خبر بموتهم واستشهادهم.

تتصل الطفلة الفلسطينية واختها بالصحافية والمصور بعد أن اقتربت الجرافات والعربات المحملة بالجنود من بيتهما لهدمه فيحضر الاثنان ويقومان بعمل لقاء مع أهلهما ثم يقرران العودة للفندق ونسمع من الجرافات والعربات أغاني فيروز وكلاما بالعربي يثبت ان هؤلاء الجنود هم من عرب فلسطين المنضوين تحت الجيش الإسرائيلي، ويخرج المصور جيمس ميللر يحمل العلم الأبيض وبجانبه سارة ومترجم وخلفهم الكاميرا تصور ما يحدث ويخبرون الجنود بأنهم من الصحافة البريطانية، إلا ان رصاصة تنطلق من الجنود تصيب رقبة ميللر وتقتله في الحال، ويذكر في نهاية الفيلم الحزين ان احدا لما يحاسب حتى اليوم على تلك الجريمة.

وفي فيلم وثائقي إسرائيلي اسمه «Waltz With Bashir» حائز كذلك عدة جوائز عالمية، يروي الإسرائيلي اري فولمان وبصدق قصة غزو لبنان وما حدث في مخيم صبرا وشاتيلا ويعترف بأن القتلة تخفوا بزي الجيش الإسرائيلي لطمأنة الفلسطينيين، كما ان ذلك الجيش بقيادة شارون ظل لمدة ليلتين يطلق القنابل المضيئة في سماء المخيم مما ساعد القتلة في جرائمهم، الفيلم ومثله مقال لإسرائيلية نشرته صحيفة «الهيرالدتريبيون» السبت الماضي يظهران أن هناك ضمائر حية محبة للسلام مازالت باقية في إسرائيل تحتاج الى من يدعمها.

آخر محطة:

من قبل ما يقارب القرن كتب كثير من المفكرين العرب كأمير البيان شكيب أرسلان وكذلك المفكرون الفلسطينيون عن كيفية الاستفادة الإيجابية من اضطهاد العالم لليهود ووجودهم في منطقتنا لتطويرها. المساعدة الحقيقية للفلسطينيين وحل الوضع المأساوي القائم لا يتأتى بالتحريض والتثوير والتأجيج بل بمحاولة الوصول لحل سلمي يفيد الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يقوم على مبدأ كسب الطرفين وحقن دمائهم، فكفى بغضا وكراهية وترويعا لأطفال فلسطين ولبنان وإسرائيل فقد جرب الفرقاء مسار الحرب والدم فلم يستفد أو يكسب أحد، وحان أوان تجربة مسار السلام الحقيقي.

سامي النصف

حلول إنجليزية لمشاكل كويتية

يبلغ عدد سكان بريطانيا 60 ضعف عدد سكان الكويت بعجز في الميزانية العامة بلغ بسبب عطايا ومنح الحكومة العمالية السابقة، 770 مليار جنيه استرليني مرشحة للصعود خلال السنوات الخمس المقبلة الى 1.4 تريليون جنيه استرليني «عجز اليونان بالمقارنة يبلغ 273 مليار يورو».

الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة كاميرون وغليغ قررت معالجة الاوضاع السابقة بقرارات تاريخية جريئة اعتمدت في اولها على العناية بمخرجات التعليم كوسيلة لتأهيل الانسان البريطاني الكفيل بسد عجوزات الميزانية، لذا قررت استبدال نظامي «A-level» و«Gcse» الشهيرين بنظام تعليمي جديد يطبق العام المقبل يعتمد في نصفه على شق نظري ونصفه الآخر على شق عملي مرتبط بالتدريب في الشركات والمصانع والمزارع لسد حاجيات السوق.

في الشق الصحي تم فرض عقوبات صارمة على اي مستشفى او عيادة يتسبب الاستعجال او الاهمال به في عودة المريض للعلاج من نفس المرض خلال 30 يوما من خروجه من المستشفى او انتهاء علاجه، كما قررت الحكومة رفع مستوى علاج الامراض الخطيرة وعلى رأسها مرض السرطان ورفع مستويات عيش من يصاب به الى ما يقارب اعلى الارقام العالمية المختصة بهذا المجال.

كما تم تخفيض عدد منضوي الجيش من 101 ألف مقاتل الى 80 الفا فقط وهو التخفيض الاكبر في تاريخ الانجليز، والعدد يقل كثيرا عن عدد مقاتلي اصغر حرس جمهوري في اصغر بلد ثوري عربي او اسلامي فقير مما قد يوحي بأفكار شريرة خلاقة كاحتلال بلاد العم «ابوناجي» وسبي رجالهم ونسائهم.

على مستوى السلطتين الاولى والثانية أمر كاميرون الوزراء بأن يستخدموا المواصلات العامة (باصات، تكاسي وقطارات) للوصول الى مكاتبهم مما جعل زوجة وزير التربية تتندر بالقول ان الصندوق الاحمر الخاص بأوراق الوزارة يرسل من بيتها لمكتب زوجها في سيارة مكيفة فارهة بينما يستقل الزوج الوزير الباص للوصول لنفس المكتب، في الشق التشريعي قررت الحكومة خفض عدد اعضاء مجلس النواب توفيرا للنفقات بـ 61 نائبا، كما قررت وقف المنح المالية لمن تنتهي مدتهم (30 ألف جنيه استرليني معفاة من الضرائب) كما اوقفت محاسبة النواب من قبل زملائهم اعضاء لجنة القيم خوفا من المحاباة وقررت تشكيل لجان المحاسبة من غير النواب.

آخر محطة: اهتمام الحكومة البريطانية بضمان وصول رسالتها للشعب البريطاني جعلها تعين سيدة اعلامية تدعى جيل راولنز براتب سنوي يزيد بمقدار 40 ألف جنيه عن راتب الرئيس ديفيد كاميرون.

سامي النصف

من شوّه أداة الاستجواب؟!

اللعبة الديموقراطية كغيرها من الألعاب الفكرية والرياضية يفترض أن يستفيد طرفا اللعبة (الرابح والخاسر) من نتائجها. وواضح أن الحكومة قد استفادت من تجارب الماضي عبر ابتعادها عن خيارات عدم الوقوف على المنصة، أو اللجوء إلى الحل الدستوري أو التأجيل أو الذهاب للمحكمة الدستورية، مفضلة المواجهة السريعة المباشرة والأخذ بخيار السرية الدستورية لمنع إحراج بعض النواب ممن قد يتأثرون بوجود الجمهور.

وأذكر في هذا السياق ما حدث إبان استجواب وزير التربية الراحل د.أحمد الربعي عندما وعده أحد النواب بالحديث والتصويت معه ضد طرح الثقة بعد أن اقتنع بصحة موقفه، إلا أنه قام بالعكس من ذلك. وعندما استفسر الربعي من النائب عن سبب تغيير رأيه أجابه بأن الأمر ارتبط بوجود الجمهور الذي شاهد النائب يتكلم مع وزير الداخلية في قضية لا شأن لها بالاستجواب فخشي النائب أن يقال إن ذلك الوزير قد أثر عليه.

وعودة إلى ما حدث أمس وطرح عدة أسئلة للحقيقة والتاريخ:

1 ـ من الذي أساء إلى تلك الأداة الدستورية عبر إساءة استخدامها وجعلها وسيلة لتصفية الحسابات الشخصية لا خدمة المصلحة العامة؟!

2 ـ ومن الذي أحالها إلى أداة قضاء على المستقبل السياسي يقوم معطاها على «الهوية» لا على «القضية» فما يسمح به للوزير زيد يعاقب عليه في الوقت ذاته وبشدة الوزير عبيد؟!

3 ـ ومن الذي أحال الاستجواب إلى وسيلة «قنص» يستقصد بها بعض الشخصيات لذاتها تلاحقهم أينما ذهبوا بقصد إظهار الكلفة الباهظة للاحتفاظ بهم مما جعل الكويت تفقد وزراء دولة من الطراز الممتاز؟!

4 ـ ولماذا كان يستقصد مسؤول ما على قضية ما يدعى أن بها تجاوزا على الأموال العامة أو إهمالا في أداء الوظيفة ولكن بمجرد أن يبتعد ذلك المسؤول عن موقعه تموت القضية ولا تحدث ملاحقة او محاسبة لاحقة من قبل النواب أنفسهم عن القضايا نفسها وكأن الأمر لا يزيد على إبعاد أسماء وشخصيات لذاتها؟!

5 ـ وهل استردت قط أموال عامة بعد أي عملية استجواب؟ ألا يعني هذا أن الاستجوابات بشكلها السابق لم تكن قط تستهدف الصالح العام بل البحث عن انتصارات وهمية مزعومة؟!

6 ـ ألم توقف وبشكل ملحوظ تلك الاستجوابات عمليات التنمية في البلد حتى سبقنا الجيران بعقود بسبب انشغالنا بالإحماء السياسي وانشغالهم بالإنماء الاقتصادي؟!

في النهاية نرجو ألا ندخل البلد في دوامة الفائز والخاسر بل أن نعيد الاستجوابات إلى أهدافها الخيرة التي خلقت لأجلها، وجعلها كما ذكرنا مرارا وتكرارا آخر العلاجات لا أولها، فالتدرج مطلوب في المحاسبة قبل الوصول إلى مرحلة الاستجواب، كما أن التدرج مطلوب فيمن يقدم له الاستجواب.

آخر محطة: 1 ـ تعيين د.البصيري ناطقا رسميا للحكومة أزال كثيرا من اللبس والغموض وأجاب عن كثير من التساؤلات، وهذه حقيقة.

2 ـ ما يحتاجه الشعب الكويتي قاطبة في المرحلة القادمة هو الكثير من الحكمة والتعقل والقليل من التسرع والتأزيم.

سامي النصف

القضية الفلسطينية بين الملائكة والشياطين

منذ يومها الأول، وقف مع القضية الفلسطينية اشرف الناس كما استغلها أشرّ الناس فلم يقع انقلاب عسكري قمعي بغيض إلا وكان بيانه الأول يتطرز باسم القضية الفلسطينية، ولم تقع حرب في المنطقة تدمر الأخضر واليابس وتقتل الأطفال والنساء إلا وكان شعارها ان طريق القدس يمر بهذه العاصمة المنكوبة أو تلك وان تلك الحرب الأهلية أو الخارجية لم يتم خوضها إلا لمصلحة القضية.. الضحية!

كما تسابقت المنظمات الإرهابية في حقبة السبعينيات وما بعدها في استخدام القضية الفلسطينية كمبرر لخطف البواخر والطائرات وتدمير المباني والسفارات وترويع الآمنين، وقد أثبتت الحقائق والوثائق الدامغة اللاحقة ان كل من تسببت أعماله الإرهابية في تشويه سمعة القضية لم يكن يقصد قط خدمتها، بل ملء حساباته الشخصية عبر التغرير بالسذج والخدج من مواطني الأمة التي ان ثار أو فار دمها توقف عقلها عن العمل.

وقد نشر مؤخرا أحد أكبر مفكري الولايات المتحدة – ولربما العالم – ويدعى د.جورج فريدمان كتابا تصدر قائمة أكثر الكتب مبيعا في أميركا حول ما سيحدث في التسعين عاما الباقية من هذا القرن متضمنا مصير الدول وما سيحدث فيها من حروب ومشاكل سياسية واقتصادية وانقسامات وانهيارات.

ومما تنبأ به د.فريدمان قيام حرب عالمية بين الولايات المتحدة ومحور اليابان ـ تركيا، والغريب ان خارطة تركيا قبل قيامها بدخول تلك الحرب التي يفترض ان تقع قبل عام 2050 تمتد لكامل منطقة الشرق الأوسط حتى غرب تونس مستثنية ايران، ويدلل الكاتب على قوة تركيا الحالية عبر المقارنة بين اوضاع الدول الثلاث الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط حيث يبلغ عدد سكان مصر 82 مليونا مع ناتج قومي قدره 125 مليار دولار، وايران 71 مليونا وناتج قومي قدره 225 مليار دولار وتركيا 67 مليونا وناتج قومي قدره 660 مليار دولار.

إن الشقيقة الإسلامية تركيا هي قوة مضافة للعرب ان أحسنا التعامل معها وأحسنت التعامل معنا، وقد اخطأنا ابان المد الثوري القومي عندما اصطففنا مع المعسكر القمعي الشرقي ممثلا بالاتحاد السوفييتي وعادينا أعداءه ممثلين في جيراننا الأقربين تركيا وإيران والحبشة، ونحن ندفع حاضرا ومستقبلا الثمن الباهظ لاستماعنا آنذاك لتنظيرات هيكل وأمثاله من مضللي العقل العربي!

آخر محطة:

مع تقديرنا الشديد للدور التركي الجديد إلا ان علينا الا ننسى الدور المصري العاقل والحكيم الحالي، خاصة اننا نمر هذه الايام بذكرى حرب 67 التي قادتنا لها العواطف الملتهبة.. والعقول المغيبة!

سامي النصف

النخبة السياسية الفاسية

حضرت خلال اليومين الماضيين في مدينة فاس المغربية انشطة منتدى الاتحاد من اجل المتوسط، وجلست في ختامها أرقب حفل تكريم رجل الاعمال الكبير السيد عثمان بنجلون الذي حضرته النخبة السياسية الفاسية والتي تلاها قراءة الاعلان الختامي لمنتدى فاس السيد عباس الجراري مستشار جلالة الملك محمد السادس والذي تناول تحديات الثقافة والتعليم في الدول العربية ودول حوض البحر المتوسط.

 

وكنت قد شاركت قبل ذلك في طنجة بأنشطة اخرى اقامها السيد ابراهيم الفاسي الفهري نجل وزير الخارجية المغربي، كما تلقيت دعوة الشهر المقبل لأنشطة أصيلة المغربية التي ينظمها ويشرف عليها الوزير محمد بن عيسى والتي اكتسبت بعدا عربيا ودوليا عبر العقود الماضية، وجميع تلك الانشطة هي مطابخ اعداد وتحضير لقيادات مغربية شديدة الثقافة والاحتراف السياسي كحال الصديق د.عبدالحق عزوزي رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والدولية ومدير عام مؤسسة روح فاس الداعية للانشطة الحالية.

 

والنخبة السياسية الفاسية المغربية هي طبقة محافظة شديدة الاحتراف في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخيري، ضمنها كبار الساسة وكبار رجال الاعمال وهم يتوارثون تلك الريادة الدافعة للاستقرار في المغرب منذ قرون وهي في جانب منها احد اسباب الانجاز المغربي المعروف رغم محدودية موارده مقارنة ببعض جيرانه، وقد وجدت في سيرة ابن فاس عثمان بنجلون عضويته في مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن الذي يرأسه هنري كيسنغر، كما قام عدد من رؤساء الدول وكبار الساسة في العالم بتسجيل كلمات تحية وود للمحتفى به مما يظهر البعد والاحترام الدولي لمكانته، كما تم استعراض المشاريع الخيرية التي قام بها ومنها انشاء اكثر من الف مدرسة في الارياف المغربية.

 

ان الكويت بحاجة إلى خلق شرائح سياسية واجتماعية واقتصادية شديدة الاحتراف والاحترام لا ينظر لمنضويها من خلال اصولهم العرقية او الطائفية بل يعمد لجعلهم من يقود العمل السياسي بمفاهيم راقية كحال الطبقة السياسية الفاسية ولا يعمدون لاشغال البلد بعداء بعضهم بعضا، كما لا تعمد الشريحة في شقها الاقتصادي الى غش وخداع البسطاء كوسيلة لتكوين الثروات المحرمة.

 

لقد دمرت الطبقة السياسية والاقتصادية الكويتية نفسها بخياراتها السياسية الخاطئة عندما اعجبت وفضلت انظمة الثوريات العسكرية العربية القمعية على زعامات كويتية تقليدية مسالمة، وهو في النهاية ضعف للكويت وضعف للقيم الخيرة فيها.

 

آخر محطة: صناعة النخب المحترفة والراقية في تعاملها والتي تصبح العظة والقدوة للشباب الصاعد يجب ان تمتد الى مناحي الحياة الكويتية المختلفة كالفنانين والادباء والشعراء والفقهاء حتى نمتلك في النهاية شخصيات يمكن ان نفاخر بها على المستويين العربي والدولي.