سامي النصف

الفتاوى بين أهل الذكر وأهل العلم

في بداية القرن الماضي تفننت جماعات صغيرة من رجال الدين في خلق حالات شاذة وغريبة ثم الافتاء والرد عليها كالقول: ما حكم شخص ألقى على امرأة الطلاق ثم تزوجها فهل يصح طلاقه؟ وبيت هدم بفعل زلزال فسقط صاحبه على احدى محارمه فحملت منه فهل يجوز الاجهاض في هذه الحالة؟ وضمن أحد كتب الفتاوى الذي صدر قبل سنوات قليلة قرأت سؤالا عن حكم قلم أظافر اليد «الثالثة» للحاج أو المعتمر!

تم الافتاء مؤخرا بجواز استخدام المنظار أو التلسكوب في تحري رؤية هلال رمضان، ومعروف ان الرؤية تصح لمن لبس النظارة الطبية، والمنظار هو نظارة طبية بشكل أكبر، كما ان المنظار لا يرى بذاته بل العين هي التي ترى من خلف المنظار. والسؤال المستحق: لماذا انتظرنا كل هذه السنوات لنفتي بما هو أقرب للبديهة وما يثبت أنه لا تعارض في الإسلام بين أهل الذكر وأهل العلم؟!

وقد يكون الوضع الأمثل لرؤية هلال الشهر الفضيل كي تتوحد الأمة ويتوحد قبل ذلك تاريخها الهجري كي يصبح معتمدا في المعاملات التجارية والدولية، حيث ان اول رمضان يختلف هذه الأيام باختلاف الدول الاسلامية، فقد يكون يوم السبت في الكويت والاحد في عمان والاثنين في ايران، في زمن اصبح فيه للدقيقة والثانية قيمة ومعنى مما يصعب اعتماد التقويم الهجري كتاريخ ثابت لتسلم بضاعة أو تحويل نقدي.. الخ.

الوضع الأمثل هو ان تتفق الدول والجماعات الاسلامية على ان الرؤية في مكة المكرمة توجب صيام كل الدول الأخرى، حيث لا تجوز الرؤية في كل قرية ومدينة وقطر، ثم تعتمد الحسابات الفلكية العلمية الثابتة في تحديد رؤية الهلال من عدمه فإذا ما ثبت استحالة رؤيته لا يتم تحريه ولا تؤخذ شهادة من ادعى الرؤية، اما اذا ثبت علميا القدرة على الرؤية، حينها تستخدم المناظير وحتى الطائرات (جبال العصر) للتثبّت مما هو ثابت، ويفضل ان تكون لجنة الرؤية بمكة المكرمة ممثلا بها بشكل دائم مندوبون عن السعودية (السنة) وإيران (الشيعة) واليمن (الزيدية) وعمان (الاباضية) وبشكل متغير ممثلون عن بقية الدول والمذاهب الإسلامية حتى يمكن القضاء على الاختلاف والتشرذم الاسلامي.

كما جاءت الفتوى هذا العام بجواز إفطار من يعمل تحت الشمس الحارقة ويخشى عليه من الموت، وهو أمر منطقي ويتماشى مع احكام الشريعة الاسلامية السمحة. الآن الإشكال هو إن أفطر ذلك الشخص في مكان عمله تحت الشمس وجبت عليه عقوبة المجاهرة بالافطار التي يجب النظر في إلغائها حيث لم تكن معروفة ابان عصر الدولة الاسلامية الذهبي، وكيف نسمح بإفطار غير المسلم والمريض ولا نفتح له مطاعم تتيح له ذلك، كما نعاقبه إن قام بما سمحنا له به؟ وهل ايمان الصائم المسلم ضعيف لدرجة انه سيفطر لحظة رؤيته غير مسلم يقوم بالافطار المسموح به؟!

وفي كل عام تطرح قضية المسلمين في الدول ذات المواقيت غير المنتظمة (شمال روسيا والسويد والنرويج وجنوب الارجنتين وتشيلي ونيوزيلندا ..الخ) وعادة ما يقال اتبعوا مواقيت اقرب الدولة الاسلامية. وماذا لو تحولت تلك الدول الشمالية والجنوبية الى اسلامية؟ وما هو تعريف الدولة الاسلامية تحديدا؟ الأفضل من ذلك قد يكون باعتماد الساعة لتحديد مواعيد افتراضية للصلاة والصيام تفرض فواصل منطقية بينها: (الساعة 6 لصلاة الصبح، 12 للظهر، 4 للعصر، 6 للمغرب، 8 للعشاء كمثال).

وهو الأمر القائم في جميع الدول الاسلامية طوال العام حيث لا يضع احد عصا ويتابع ظلها لتحديد مواعيد الصلاة، كما لا يحتفظ الناس بخيوط بيضاء وسوداء لتحديد مواعيد الامساك والافطار، بل يستخدمون مواقيت الساعة لتحديدها، ميزة اخرى لاستخدام مواعيد الساعة هي ملاءمتها كذلك للمسافرين مستقبلا الى الكواكب السيارة حيث لا يعتد بمواعيد شروق شمسنا وغروبها ولا بدوران القمر ولا بطول اليوم الأرضي.

آخر محطة:

أرسلت ذات مرة «الكويتية» رسائل إلى جهتين في الدولة تطلب معرفة مواعيد الافطار للطيارين وللمسافرين. وقد أتى الردان متعارضين بمقدار 180 درجة أي يلغي احدهما الآخر، وأحد أسباب الاشكال ان احدا لم يسأل الطيارين المعنيين عن امكانية تطبيق الفتوى بهذا الشكل أو ذاك، لذا نرجو اعادة بحث الموضوع المهم بعد ان يسأل أهل الذكر أهل العلم من مختصي الطيران.

سامي النصف

إعلاميات

حسناً فعلت وزارة الداخلية باصدارها بيانها الصحافي الذي أزال اللبس وأوضح ان جنح «المرئي والمسموع» يتم التحقيق فيها من قبل وكلاء النيابة كما يعلم بذلك جميع الإعلاميين، وان عدالة أي قضية لا تعني تجاوز القانون بل الالتزام بصحيحه، حتى لا يسحب للمخافر كل صباح عشرات الكتّاب والإعلاميين بناء على ما كتبوه في مقالاتهم وذكروه في لقاءاتهم الإعلامية، والقضاء الكويتي العادل والنزيه كفيل بأن يأخذ كل ذي حق حقه وينصف المظلوم.

قضية أخرى نتمنى ألا تصبح مشروع أزمة جديدة حيث اننا في أمس الحاجة لإغلاق الملفات لا فتحها، فبعد ان تقدم أحد النواب بسؤال عن المجلس الأعلى للبترول وأجاب عنه الوزير المعني، أصبحت الفرصة مواتية كي يوضح إخوة أفاضل موقفهم مما طرح، وهو ما أحسنوا عمله، لذا نرجو ان تتوقف القضية عند حد السؤال والجواب والتعقيب دون الحاجة للذهاب لأروقة المحاكم وتشابكاتها.. والصلح خير ونحن في بداية الشهر الفضيل.

زميل فاضل بدأ الكتابة في إحدى الصحف بمقال اسماه «ميثاق شرف»، تم نشره بداية هذا الشهر، قال فيه انه لا يذكر ان احدا تبنى قبله مشروع «ميثاق الشرف الإعلامي» الذي يقترحه بعد ان انتشر الفجور في الخصومة بين العاملين في الصحافة، حسب رأيه، للمعلومة طالبت في مقال لي في «الأنباء» نشر في العدد 10532 بـ «اقرار ميثاق شرف إعلامي يرفض نشر مبادئ الكراهية والتعصب في المجتمع، كما يمنع الشتم والاسفاف في الصحف».

وفي المقال الثاني للزميل الذي اسماه «الازدواجية والحل المشروط» رأى ان الحل الأمثل للاشكال هو السماح بالازدواجية الخليجية مع شرط عدم الحصول على ازدواجية السكن أو الوظيفة الحكومية، وللمعلومة نشرت في عدد «الأنباء» 12128 بتاريخ 27/12/2008 أي قبل 8 أشهر مقالا اسميته «ازدواجية الجنسية.. المشكلة والحل» ذكرت في الفقرة 6 منه ما نصه: السماح بازدواجية الجنسية مع بعض أو جميع دول مجلس التعاون مع اشتراط عدم الحصول على مزايا وعطايا متشابهة من اكثر من بلد بمعنى منع ازدواجية السكن والتوظيف لعدم عدالة ذلك الأمر.

الازدواجية في غير الدول الخليجية لا يرغب فيها كثيرون كونها تعني ازدواجية الضريبة، حيث ان ابقاء الفرنسي على جنسيته بعد حصوله على الجنسية الاميركية على سبيل المثال يعني انه سيدفع ضرائب دخل في البلدين بينما لو اكتفى باحداهما فسيصبح عرضة للضرائب في بلد واحد وسيعتبر سائحا او مستثمرا أجنبيا في بلده الثاني، في الخليج ومع نظام الدولة الريعية فإن ازدواجية الجنسية تعني ازدواجية المكاسب وتأخير دور منتظري الوظائف والرعاية السكنية على كثيرين، لذا يجب البحث عن حلول متدرجة كما ذكرنا في مقالنا السابق حتى لا تتضرر دولنا الخليجية أو مواطنوها المزدوجون أو غير المزدوجين.

آخر محطة:

1 ـ العزاء الحار لأسرة الزميل د.أحمد البغدادي في مصابهم الكبير، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

2 ـ فقد التيار التنويري العربي منذ بداية هذا العام 3 من كبار مفكريه هم د.محمد عابد الجابري من المغرب ود. نصر حامد أبوزيد من مصر ود.احمد البغدادي من الكويت ومازال في العام بقية.

3 ـ والعزاء الحار لأسرة الفلاح في فقيدتهم الشابة غنيمة محمد الفلاح التي ذهبت ضحية حادث سير مؤسف أثناء توجهها لمقر عملها، للفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان.

سامي النصف

أصيلة الأصيلة ومحمد بن عيسى

شاركت قبل أيام في مهرجان «أصيلة» الثقافي الدولي بالمغرب، ولذلك المهرجان الرائع قصة تستحق أن تروى سمعتها ذات ليلة في حفل عشاء أقامه السفير المغربي الصديق محمد بلعيش على شرف صديق الكويت الوزير المثقف محمد بن عيسى.

فقد قرر بن عيسى قبل 32 عاما ان يحيل قريته الصغيرة «اصيلة» إلى تظاهرة فكرية عالمية يلتقي خلالها مثقفو ومفكرو وساسة واقتصاديو وإعلاميو الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب وقد اضطر آنذاك إلى أن يرهن منزله للحصول على المال اللازم للبدء وقد سمع الملك الحسن الثاني بذلك المشروع الواعد فدعمه واستمر الدعم الملكي حتى هذه الأيام، حيث يحضر ويشارك في فعالياته كثير من الوزراء والمستشارين المغاربة.

وتطل «اصيلة» ومنازلها البيضاء والزرقاء على مياه المحيط الاطلسي وتبعد 40 كم عن المدينة الشهيرة «طنجة» التي يمكن لك وأنت جالس على شواطئها أن ترى الساحل الاسباني الذي يبعد حوالي 10 كم عنها وهناك عبارات سريعة تحمل الركاب والسيارات وتعمل بشكل منتظم بين الساحلين.

ومن الأنشطة التي كان بها حضور كويتي مكثف ندوة «الديبلوماسية والثقافة» التي شارك فيها مدير عام المعهد الديبلوماسي السفير عبدالعزيز الشارخ ود.ندى المطوع ود.هيلة المكيمي، ومما قلته في مداخلتي بتلك الندوة ان هناك علاقة وثيقة بين الديبلوماسية والثقافة، حيث إن الاثنتين بديلتان عن الحروب فعندما تتوقف الديبلوماسية تبدأ الحرب، كما لا يمكن لحرب أن تقع بين عاصمتين لديهما مراكز ثقافية فاعلة تتبادلان خلالها المعرفة وتشجعان انفتاح شعوبهما على بعضهم البعض كما حدث في حقبة ما بعد الحرب الكونية الثانية بين العواصم الأوروبية التي اشتهرت تاريخيا بالعداء والحروب المتواصلة بينها.

وضمن فعاليات «الأدب في دولة الإمارات» تم التطرق إلى الخوف على عروبة دول الخليج والى «نقمة» النفط وكان ردنا أن هناك مفاهيم شديدة الخطأ بين المشرق والمغرب، حيث يعتقد بعض المغاربة ـ وبعض العرب ـ أن هناك خوفا على الخليج بسبب وجود جاليات آسيوية فيه، كما يعتقد بعض المشارقة ـ وبعض العرب ـ أن هناك خوفا على عروبة المغرب بسبب حديث بعض أبنائه بالفرنسية ورأيت أنه لا خوف على الإطلاق على عروبة الخليج أو على عروبة المغرب العربي، كما رأيت أن النفط «نعمة» كبرى على الخليجيين والعرب وأن علينا جميعا أن نفخر بمنتج ومصدر ثروة العرب الأول، ونعني النفط، كما تفخر الدول الأخرى بمنتجاتها الزراعية والصناعية ولا تخجل منها أو تعتبرها نقمة.

آخر محطة:

 1 ـ الشكر الجزيل للشيخة الفاضلة موزة المسند على تبرعها السخي للمطربة صباح بمائة ألف دولار ونرجو ألا تصرف الشحرورة المبلغ على… عملية تجميل أخرى!

2 ـ سأل صحافي ذات مرة قلب الدفاع العراقي الأسبق دوغلاس عزيز عن أفضل دفاع في العالم فأجاب يجي «بعدي» المصري هشام يكن، وسأل أمس مراسل «رويترز» المالكي عن رئيس الوزراء القادم للعراق فأجاب: «لا يوجد هناك مرشح أفضل مني» والتواضع اخضر ولا أحمر..؟!

3 ـ عائلة الخباز هي من أقدم العائلات الكويتية ويسجل التاريخ أن أول حسينية في الكويت أقيمت في ديوانية سيد علي الخباز عام 1851م لذا نرجو عدم صحة ادعاء إسقاط الجنسية عن أحد أبنائها لحصوله على جنسية بلد لا يمت له بصلة.

سامي النصف

هل نحن في حاجة لأميركا؟!

مازالت الكويت بلدا صغيرا وسط منطقة شديدة السخونة يمتلئ تاريخها الحديث بوفرة الحروب والاحتلالات الجائرة، حيث لا يبالي أحد بالقرارات الدولية بل ما يحترم هنا هو منطق القوة فقط، ولسنا في هذا السياق أكبر وأقوى وأكثر منعة من بريطانيا العظمى وألمانيا وكوريا واليابان وغيرهم ممن يوفرون للولايات المتحدة القواعد العسكرية ويرتبطون معها باتفاقيات عسكرية منذ عقود عادت عليهم بكثير من المنافع والمكاسب.

ولسنا شخصيا من المستفيدين من عطايا أميركا ووكلائها وصفقاتها المليارية التي عادة ما تمنح لمن يدعي عداءها ويطرب أسماعها بشتائمه وحروبه الصوتية ضدها حتى كتب الصديق خير الله خير الله ذات مرة أن أميركا تدعم بالدرجة الأولى من ينادي بـ«الموت لأميركا».

لذا فالقضية هي في البدء والمنتهى النظر لمصلحة الكويت والدوران حيث تدور، ومن ذلك فنظرة منصفة للفارق بين العشرين عاما التي سبقت الغزو ونعني 1971 ـ 1990 والتي امتازت بالعداء الشديد لأميركا بتأثير من الثوريات العربية عالية الصوت، والعشرين عاما التي تلت التحرير ونعني حقبة 1991 ـ 2010 والتي سادتها علاقات الود والصداقة الوثيقة مع الولايات المتحدة، تجعلنا نلحظ الفوارق التالية:

سياسيا… أصبحنا احدى الدول القليلة في محيطنا العربي التي تحررت من الاحتلال في أقصر مدة وأصبحت تحتفل بانتصار «حقيقي» مقابل الانتصارات الوهمية والكاذبة لأصحاب الأصوات العالية، وعلى رأس تلك الانتصارات بالطبع «أم المعارك» الخالدة التي تحولت مع العهد الديموقراطي الجديد في العراق إلى «أم كل الهزائم» حتى بلغ الخجل منها عدم تضمينها المناهج الدراسية العراقية.

اقتصاديا… ارتفع سعر النفط إبان صداقتنا مع أميركا إلى أرقام فلكية لم نكن نحلم بها قط قبل عام 90 عندما انخفض سعر النفط الى 6 دولارات علما بأن الثوريات العربية «الصادمة» ادعت أن أميركا حررت الكويت للحصول على النفط الرخيص (!) وكي تتصدر الكويت الدول المعترفة بإسرائيل(!)، كما ساهم إسقاط صدام في تحريك مشاريع التنمية في البلد والمنطقة وأصبحنا نشهد ناطحات السحاب ومجمعات الأسواق الضخمة في كل مكان.

أمنيا… اختفى ـ إلا ما ندر ـ ما كنا نعانيه من عمليات إرهابية في حقبة ما قبل عام 90 والتي شملت محاولات اغتيال المسؤولين وتفجير الدور الصحافية وتدمير المقاهي الشعبية واقتحام السفارات وخطف الطائرات…إلخ، حيث شعر من يقف وراء الإرهاب بأن تعريض أمن الكويت للخطر يعني المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وهي مواجهة لا يريدها أحد.

آخر محطة: طارق عزيز يطالب ببقاء القوات الأميركية في العراق حتى لا تأكله «الذئاب» ولدينا من يطالب بخروجها حتى يلتهمنا المتربصون… هزلت!

سامي النصف

يانكي جو هوم..!

مع الأيام الأولى لتحرير بلدنا عام 1991 شاهدت كاريكاتيرا بإحدى الصحف الأميركية الكبرى تضمن صورة لمتظاهرين في الكويت يحملون لافتات كتب عليها «يانكي جو هوم» أي: أيها الأميركان عودوا إلى وطنكم، وجندي أميركي يقول لزميله: «أبهذه السرعة؟!».

ظننا ان الأمر طرفة أو نكتة آنذاك حتى قرأت ما كتبه أحد الزملاء الأفاضل في عدد «عالم اليوم» الصادر امس الجمعة ونحن لا نزال نعيش الذكريات العشرينية للغزو الصدامي الغاشم، وأتى ضمن المقال: «ان الظرف الدولي والوضع الإقليمي مناسب جدا للقيام بإلغاء الاتفاقية الأمنية المبرمة مع أميركا»، وان تلك الاتفاقية ـ حسب قوله ـ ليست قدس الأقداس أو سر الأسرار.

ثم يستشهد الكاتب بنفس الآيات الكريمة التي استشهدت بها التيارات المتأسلمة المنحرفة التي اجتمعت في بغداد 9/1/1991 بضيافة ورئاسة «عبدالله المؤمن» صدام حسين وحاولت أن تحرف الكلم عن مواضعه لتبرير العدوان، وقد رد على تخرصاتهم آنذاك علماء المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وعلماء الأزهر والسيد الخوئي، وفيما بعد استخدمت نفس الدعاوى من قبل الإرهابي ابن لادن لمنع القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة من حماية المملكة وتحرير الكويت، لذا بودنا أن نرى ردودا من الاخوة منضوي التيارات الإسلامية الكويتية بكافة ألوان طيفها السني والشيعي حول ما أتى في ذلك المقال.

ومادمنا في سيرة الغزو وذكرياته أرى لزاما ان يتم عقد لقاء متلفز مع شاهد العصر الأخ الفاضل عبداللطيف الروضان الذي حضر ودوّن لقاء الشيخ سعد العبدالله رحمه الله مع عزة الدوري وسنجد ضمن تلك المحاضر ما يسر ويثبت قوة حجة المفاوض الكويتي إبان المؤتمر الأخير قبل الاجتياح.

ونرجو أن نرى ونقرأ ونسمع كذلك شهادة شخصيات حضرت مرحلة وأحداث «الحكومة الكويتية في الطائف» وكيف كان التواصل مع المقاومة في الداخل والتحرك الديبلوماسي في الخارج، ومتى بدأ تحديدا الإعداد لمرحلة التحرير وما حدث إبان تلك الحقبة المهمة غير المدونة من تاريخ الكويت.

كما علينا ألا نتردد في عقد لقاءات حتى مع بعض آمري الحرس الجمهوري مثل الفريق الركن رعد الحمداني قائد فيلق «الفتح المبين» الذي شارك في الغزو والذي كتب في كتاب صدر له عام 2007 بأنه استُدعي الساعة 11 صباح يوم 19/7/1990 وأبلغ انهم سيحتلون الكويت ومن ثم لم يكن لمؤتمر جدة بين الشيخ سعد العبدالله وعزة الدوري في 31/7/1990 ولقاء السفيرة الأميركية ابريل غاسبي وصدام في 24/7/1990 أي تأثير مهما كانت الردود والمواقف على قرار الغزو المتخذ سلفا.

آخر محطة:

أرى ان لبنان الشقيق يسير في طريق محفوف بالمخاطر وسينتهي بأحداث جسام ولن تختلف نتائج زيارات القادة العرب له وحسن نواياهم المؤكدة نحوه عن زيارات القيادة العربية للكويت قبيل عدوان 2/8/1990 الغاشم.

سامي النصف

ليس من الذكاء أن تجدع أنفك بيدك

في البدء العزاء الحار للعم خالد يوسف المرزوق ولعائلتي المرزوق والغانم الكريمتين على فقيدهم الشاب المغفور له بإذن الله خالد وليد المرزوق فللفقيد المغفرة والرحمة ولأهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

لو كنت تملك جوهرة باهظة الثمن ثم قمت بوضعها في يدك وسألت 10 من المارة ان كانت لأحدهم، فسيجيبك على الأرجح 9 منهم بأنها قطعا له والخطأ هنا ليس منهم بل منك كونك سألته هذا السؤال وأظهرت بالتبعية شكك في امتلاكك وحيازتك لجوهرتك.

من ذلك ما يسأله بعض الكويتيين بحسن نية لاخوة عراقيين سواء كانوا مواطنين بسطاء لا يفقهون شيئا في السياسة والتاريخ أو حتى ساسة أو اعلاميين أو مفكرين أو مثقفين محترفين، ان كانوا يعتقدون ان كانت الكويت لهم او ان كانوا يقبلون أو لا يقبلون بترسيم الحدود بين البلدين الذي قامت به سلطة دولية محايدة هي الأمم المتحدة، وبالقطع الإجابة عن هذا السؤال لن تختلف عن الإجابة عن سؤال ملكية الجوهرة المكنونة في الفقرة السابقة والخطأ والعتب ليس على من أجاب بل على من سأل.

فلم نسمع قط بمثل تلك الأسئلة توجه على سبيل المثال من قبل اللبنانيين للاخوة السوريين رغم انهم كانوا دولة واحدة حتى عام 1943 ولم يتبادلوا السفارات إلا قبل فترة قصيرة، كما اننا لم نسمعها من السوريين تجاه المصريين الذين كانوا يمثلون معهم بلدا واحدا (1958 ـ 1961) أو من الأردنيين تجاه العراقيين (ضمهم الاتحاد العربي عام 1958) أو من قبل الفلسطينيين تجاه الأردنيين الذين شكلوا معهم دولة واحدة حتى عام 1967 ومازالوا يشكلون نصف الشعب الأردني.

ان الكويت بعكس كل الأمثلة السابقة لم تكن قط في حالة واحدة او اتحاد مع العراق او تابعة له او حتى مطلبا من مطالب شعبه الشقيق الذي لديه ما يكفيه من أرض ومن ثروة، وبدليل انك لا تجد تلك المطالبة في مانفوستات وبرامج الأحزاب العراقية الكثيرة التي نشأت بعد استقلال العراق الشقيق عام 1932 أو حتى أحزاب ما بعد انقلاب عام 1958 كالحزب الشيوعي أو حزب البعث الذي رفض مطالبات قاسم عام 1961 وتبادل السفارات عام 1963، أو الأحزاب الكردية، كما لا تجد المطالبة بالكويت في الشعر الشعبي العراقي أو حتى الأعمال الأدبية والقصصية العراقية، فلماذا نخلق في الكويت شيئا من عدم يسيء لعلاقاتنا المستقبلية مع العراق الشقيق ونصبح كمن يجدع أنفه بيده فيضر نفسه؟!

ومما يزيد الطين بلة والكذب بهتانا وزيفا ما يردده البعض منا كلما سخنت الساحة السياسية وكوسيلة للمناكفة من ان رجال مجلس 1938 دعوا لضم الكويت للعراق ويستشهد بمذكرات المرحوم خالد العدساني (!)، والحقيقة ان تلك الدعاوى الكاذبة لم يقل بها حتى قاسم وصدام او يستشهدا بها، كما ان مذكرات العدساني وأوراق ومحاضر رجال المجلس الأحياء منهم والأموات لم تقل بتلك الفرية التي تبرر لصدام دعاواه وقبلها أفعاله، ان من يردد ذلك القول يمهد الأرض لمطالبات لاحقة تقوم على مبدأ «وشهد شاهد من أهلها» وأول المستشهدين بتلك الأقوال رجل كل العصور عدنان الباججي الذي قال بها في شهادته الكاذبة على العصر في لقائه مع المذيع أحمد منصور.

آخر محطة:

التقدير لمسؤول مركز خدمة المواطن في ضاحية اليرموك النقيب عبدالله الهاجري على كفاءته في العمل وحسن إدارته للمرفق ومنها للأعلى.

سامي النصف

الغزو ودروس ما بعد العشرين

كي لا تضيع دماء شهدائنا هباء منثورا، وحتى لا نحكّم القلب والعاطفة فيما يجب أن نحكّم فيه العقل والحكمة، وحتى لا نترك أحداث ماضينا تدمر حاضرنا ومستقبل أبنائنا، هناك قائمة من الأمور التي يجب أن نعيها ونتعلمها استفادة من دروس العشرين عاما على كارثة الغزو ومنها:

1 ـ رغم قسوة العدوان وبشاعته إلا أن علينا أن نعي أن هذا ما يحدث دائما في الحروب والغزوات، فالنظرة المتأنية لتاريخنا الحديث وما قام به النازيون في أوروبا، أو الجيش الياباني في شرق آسيا، ستعلمنا أننا لسنا أول أو آخر دولة غزيت على الأرض وعليه فعلينا أن نعمل ما عملوه من إصلاح شأنهم مع جيرانهم ومع من غزاهم وتبادل المنافع بين بلدانهم كوسيلة لمنع تكرار الحروب وقد نجحوا في مسعاهم الذي يستحق أن نكرره.

2 ـ التوقف عن تكرار المقولة الضارة الخاطئة التي تدعي أن هناك مطالبة عراقية دائمة بالكويت كونها تبرر ما قام به المجرم صدام وتعطيه صك الغفران التاريخي كونه لم يعمل إلا ما ندعي أنها مطالبة دائمة لشعبه، لقد طالب الملك غازي بوحدة عربية تضم 6 دول بينها الكويت، كما طالب نوري السعيد بوحدة ثلاثية للأردن والعراق والكويت، أما المعتوه قاسم والمجرم صدام فهناك آلاف القرائن الدالة على اعترافهما الكامل بالكويت ولم يزد ما قاما به عن محاولة إشغال الداخل بافتعال إشكال مع دولة الكويت.

3 ـ العمل على الانفتاح الكامل على العراق ـ والسعودية وإيران ـ وإلا فكيف سنفعّل مشروع المركز المالي الواعد الذي سيجعل الخدمات وإعادة التصدير بديلا عن النفط، وكيف سنستفيد من مشروعي أكبر ميناء وأكبر مطار شحن إذا لم تكن حدودنا مفتوحة على مصراعيها مع الجيران عبر العلاقات الحسنة والودية معهم؟.. إن علينا أن نكرر ما حدث بين ألمانيا وفرنسا وأميركا واليابان حيث استبدلوا الصراع السياسي بالتعاون الاقتصادي.

4 ـ التوقف عن اعتبار أي مقولة شاذة لنائب أو كاتب صدامي وكأنها تمثل شعب العراق كافة ثم ترك الباب واسعا لمن يستغل تلك المقولة المدسوسة لادعاء البطولات الفارغة ومحاولة إساءة العلاقة مع العراق وكأننا تحولنا مرة أخرى لدولة كبرى قادرة على حشد الملايين على الحدود مع الجيران.

5 ـ العمل ببراغماتية شديدة ومنهاجية الغرف المغلقة لمعالجة الملف العراقي وتفريغه من الشحنات المتفجرة ضمنه عبر مبدأ «الأخذ والعطاء» المعروف فلدينا ما نريده من العراق (الأمن المستقبلي الدائم وفرص التصدير والاستثمار) ولدى العراق ما يريده منا (الديون والتعويضات وإشكال شركة طيرانه) والمفروض أن نجند ونستخدم أفضل العقول الكويتية والعربية والأجنبية للعمل مع الجانب الكويتي المفاوض لإنهاء جميع الملفات العالقة بأكبر قدر ممكن من الاحتراف والسرية.

6 ـ العمل المفتوح ضمن الداخل العراقي عبر الاستثمار الجيد والمدروس في البنى الأساسية، واستقطاب الساسة والمفكرين والإعلاميين العراقيين المؤثرين دون النظر لماضيهم ماداموا امنوا ببناء مستقبل أفضل للكويت وللعراق فلا مصلحة لنا قط في عداء أي من الأطياف السياسية والاجتماعية والدينية العراقية مع رفع شعار «عفا الله عما سلف».. و«اللي فات مات».

آخر محطة:

 1 ـ نشرت جريدة «بوسطن غلوب» في عدد امس مقالا للدكتور جون تيرمان مدير الدراسات الدولية في جامعة «ام اي تي» الشهيرة ذكر فيه ان حرب 2/8/90 لم تنته حتى اليوم.

2 ـ لا يستحق خالد المريخي لا الجنسية الكويتية ولا السعودية، فآخر ما يريده البلدان الشقيقان هو من يحاول إساءة العلاقات الأخوية بينهما عبر الفرقعات الصحافية المغرضة، وللمعلومة الكويت والسعودية وبقية دول الخليج لا تسمح بازدواجية الجنسية والقضية ليست محصورة في الكويت، وقد تناقلت الأنباء أن القاتل المقتول في مصر الذي تعدى على شقيقتيه كان سعوديا وأسقطت الجنسية عنه بعد حصوله على الجنسية القطرية.

سامي النصف

تدمير ماضي وحاضر ومستقبل الكويت

بمناسبة 2/8 الأليمة، لم ار اكثر ضررا على بلدنا مما نراه من دعاوى يقول بها من اصبح كالطابور الخامس في هدمه لماضي وحاضر ومستقبل الكويت ومن ذلك:

دعاوى تدمر ماضينا عبر القول ان الديموقراطية الكويتية، وهي احد الامور التي نفخر بها امام الخليجيين والعرب وبقية امم الارض، ما هي الا امر فرضه المقيم البريطاني على الشيخ الجليل عبدالله السالم، وقد اطلقت وثائق الخارجية البريطانية عن الكويت في تلك الحقبة ونشرتها الزميلة «القبس» ونتحدى ان يوجد بها شيء يثبت ذلك الافتراء حيث لم تكن بريطانيا آنذاك داعمة للحريات والديموقراطية التي هي نتاج لمطالبات الشعب الكويتي وقواه الوطنية واستماع الحاكم له.

والمفند الاكبر لهذه الفرية هو ـ وياللعجب ـ قائلها، فقد صدر له كتاب من لندن عدّد خلاله 6 اسباب لاخذ الكويت، حسب رأيه، بالمسار الديموقراطي، منها: مطالبات التيار الوطني وطبقة التجار والتكوين السكاني وحداثة التجربة وازمة قاسم وانتشار التوجه القومي ولم يذكر ان سببها هو فرض الانجليز لها.

وبعد تدمير ماضي الكويت على الفضائيات واسعة الانتشار، اتجهت تلك الدعاوى الى ضرب حاضر الكويت واخلاقيات شعبها عبر اتهام الكويتيين بالجبن والتخاذل وانهم لم يقفوا مع البعض ابان القبض عليهم في فترة احتجاجات دواوين الاثنين وقد اتى الرد قاصما من احد اعضاء التجمع ونعني السيد احمد باقر الذي اظهر بالصور التي تغني عن آلاف الكلمات، الآلاف من الكويتيين الذين احتشدوا لنصرة من قُبض عليهم وتهنئتهم بعد اطلاق سراحهم، وبعد تلك الصور التي نشرها السيد احمد باقر في جريدة الرؤية وبعدها اساطير المقاومة والبطولة والدماء التي سفكت دفاعا عن الكويت، لماذا الاستمرار في ترديد فرية التخاذل والجبن والتهاون ووصم الشعب الكويتي كافة بها؟!

ولا يكتفي البعض بتدمير الماضي وتشويه الحاضر بل يستمر في دعاوى التخاذل عبر ادعاء اختفاء الكويت المستقبلي تارة عام 2000 ونسب ذلك القول للدكتور انتوني كودزمان الذي انكره وكذبه امامي، وتارة اخرى ادعاء الاختفاء عام 2025 ونسبه هذه المرة (دون بينة) لأرون كاتز وقد قمت بما يمكن لأي قارئ القيام به من بحث عن ذلك الشخص او تلك الدراسة فلم اجد شيئا عدا وجود شخص بهذا المسمى يعمل طبيب مسالك بولية في جامعة كولومبيا ومرة اخرى نتحدى ان يأتي احد بمثل تلك الدراسة لمثل ذلك المسمى.

آخر محطة:

ماذا نسمي هذه الدعاوى؟: 1 – هناك من ادعى ان قمة شرم الشيخ فرضت وجود ملحقين اسرائيليين في كل سفارة كويتية وخليجية فهل شاهد احد او سمع بوجود هؤلاء الملحقين؟! وهل علينا ان نصدق تلك الافتراءات فقط كونها صدرت من زيد او عبيد؟!

2 – كما ادعى البعض ان الدعوة لمؤتمر شرم الشيخ تمت بارسال فاكسات لحكام الخليج فكيف علم بذلك الامر؟! وهل لديه 6 مصادر بـ 6 قصور خليجية؟! ام ان الرئيس الاميركي ابلغه بها شخصيا بعد ارساله لها حيث لم تنشر تلك المعلومة «الفريدة» في الصحافة الاميركية؟!

3 – وهناك من يحاول ان يطرب مستمعيه فان كانوا سلفا طعن في ايران وفي الشيعة وإن كانوا شيعة طعن بالطبع في السلفية وفي السعودية.

4 – هناك اخيرا من يرفض حضور دواوين ولقاءات المناطق الخارجية بأعذار واهية لا يصدقها عقل ولا يقول انه لا يحضر ترفعا وازدراء لابناء القبائل بدلالة ما ضمنه كتابه الصادر في لندن، ففي (ص 82) يضع صورة خيمة شعر يجلس تحتها ابناء قبائل ويعلق استهزاء «كونغرس ولاء» وفي (ص 84) صورة لخيمة شعر ورجال وخرفان واستهزاء آخر نصه «على هامش التصويت» وفي (ص 126) خيمة شعر (من تاني) وتعليق استهزاء ثالث نصه «بطن خوش.. مجلس بوش» فما معنى تكرار وضع صور خيام الشعر وتكرار تلك التعقيبات الضاربة للوحدة الوطنية؟!

سامي النصف

أيامنا الحزينة

العزاء الحار لآل الصباح الكرام برحيل الشيخة بدرية سعود الصباح، إحدى رائدات النهضة الحديثة بالكويت، حيث تظهر سيرتها الخاصة تسلمها المبكر لمسؤوليات الرعاية الصحية في البلاد، حيث أبدعت فيها، كما كانت من أوائل سيدات الأعمال الكويتيات وعرف عنها حب الخير وسعة الثقافة والاطلاع، فللفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان.

العزاء الحار لآل النوري الكرام في فقيدهم الكبير عبدالباقي عبدالله النوري، أول مدير كويتي للكلية الصناعية ورئيس المجلس التأسيسي لجمعية المعلمين الكويتية، وأحد السباقين في إنشاء المدارس الخاصة في الكويت والعضو المؤسس لجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية وعضو أول مجلس أمة كويتي، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

والعزاء الحار لآل الرفاعي الكرام وللصديق د.إبراهيم الرفاعي في فقيدهم الشاب عمر الرفاعي، الذي أحبه وتأثر بفقده كل من عرفه لدماثة خلقه وحسن تربيته، وقد ذهب ضحية خطأ سائق آخر، وكان آخر ما قام به الفقيد هو التشهد قبل أن يوافيه الأجل، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

العزاء الحار لآل دبدوب الكرام ولرجل الاقتصاد الكبير إبراهيم دبدوب بوفاة فقيدهم الشاب شكري، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

وضمن أحزان الأسبوع الماضي إعلان الزميلة «الرؤية» توقف صدورها، وما كان أسهل على القائمين عليها أن يأخذوا بمنهاجية الدغدغة والضرب على أوتار الطائفية والفئوية والقبلية كوسيلة للنجاح والانتشار، إلا انهم فضلوا الالتزام بالوطنية الحقة وحب الكويت قولا وعملا ولم ترض ضمائرهم الحية أن يأخذوا بذلك المسار الضار، للإخوة شريدة المعوشرجي وسعود السبيعي ومزيد مبارك المعوشرجي وبقية الزملاء والكتّاب الأعزاء في جريدة «الرؤية» نقول لهم: «ما قصّرتوا وبيّض الله وجوهكم»، ويكفي أن تتوقف جريدتكم وهي واقفة كالأشجار المثمرة.

آخر محطة:

التهنئة للزميل مبارك الدويلة بانضمامه لكتاب جريدة «القبس» ولديّ يقين أننا سنرى بقية النخبة الرائعة من كتّاب «الرؤية» على صفحات الجرائد الأخرى.

سامي النصف

لماذا ستنتصر إيران في الحرب القادمة؟!

يوليو 1956 إبان أزمة تأميم القناة حسبها السياسي المخضرم نوري السعيد «صح»، فثلاث قوى هي: بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، قادرة بالقطع على هزيمة الرئيس عبدالناصر، لذا راهن بقوة على الإنجليز وطلب من انتوني ايدن أن يرسل باخرة محملة بالأسلحة للعراق عبر قناة السويس ليدعي أن قوات ناصر اعتدت عليها لتبرير العدوان.

وفور انتهاء العدوان الثلاثي على مصر أعلن الرئيس عبدالناصر الانتصار وعجل بالانتقام من نوري السعيد عبر إعطاء نفسه حق التدخل في الشأن العراقي ودفع الثعلب العراقي في يوليو 1958، دمه ثمنا لرهانه الخاسر القائم على موازين العقل والقوى العسكرية البحتة في منطقة لا تعتد بمثل تلك الموازين.

يوليو 1990 وحسبة خاطئة أخرى تقوم على موازين القوى البحتة، قام بها صدام عندما قدر أن جيش المليون جندي قادر على هزيمة جيش الـ 10 آلاف جندي، وقد انتهت تلك الحسبة الخاطئة بالهزيمة النكراء للجيش الصدامي عام 91 وتسخير الكويت أرضها عام 2003 للانتقام من صدام مما أدى إلى فضيحة اختبائه كالفأر بالغار، ثم إعدامه بعد ذلك.

يوليو 2006 مع شن إسرائيل حربها على لبنان بعد خطف الجنديين الإسرائيليين، قدرت بعض القوى اللبنانية ان حسبة موازين القوى تعمل لصالح إسرائيل، لذا توعدت بالمحاسبة بعد الحرب التي ما إن توقفت حتى أعلن حزب الله الانتصار وانتقم ممن هدده بشل أعمال الحكومة وإغلاق البرلمان وتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية ثم انتهى الأمر بأحداث 7 مايو 2007.

إن هناك أعمال تهديد ووعيد في الخليج ضد إيران قد تنتهي بحرب أو ضربة عسكرية في مرحلة قادمة يصعب تحديد تاريخها، والحكمة تقتضي التعلم من دروس الماضي والعمل على منع تلك الحرب وعدم الرهان على معطى موازين القوى حيث ستعلن إيران انتصارها مع انتهاء الأعمال العسكرية وستبدأ، كالحال بالأمثلة السابقة، بالتدخل في الشأن الداخلي لمن سيقف ضدها كي تدفعه الثمن.

آخر محطة:

التقيت قبل أيام على هامش منتدى أصيلة بالمغرب بوزير الثقافة الإيراني الأسبق الإصلاحي عطا الله مهاجراني الذي حدثني بأنه أبلغ المسؤولين الأميركيين في واشنطن بأن شن الحرب على إيران يعني تحولهم جميعا إلى أحمدي نجاد.